الأحاديث المرفوعة المعلة في كتاب الحلية لأبي نعيم الأصبهاني من أول الكتاب إلى نهاية ترجمة الإمام الزهري جمعا وتخريجا ودراسة

ملخص الرسالة

الأحاديث المرفوعة المعلة في كتاب الحلية لأبي نعيم الأصبهاني

من أول الكتاب إلى نهاية ترجمة الإمام الزهري

جمعًا وتخريجًا ودراسة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل العلم للعلماء نسبًا، واختارهم للقيام بنشر الدين محبةً وشرفًا، أحمده حمدًا يدوم ما هبَّت جَنُوبٌ وصَبا، وأصلي على رسوله محمد أشرف الخلائق عجمًا وعربًا، وعلى آله وأصحابه ومن على نهجهم اقتدى.

أما بعد:

فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه"[1].

فالسنة هي المصدر الثاني بعد المتشابه المثاني وللسنة أقسام وأنواع وفروع، وعلم العلل من أدق علومها وأخطرها لأنه يتعلق بأحاديث الثقات الجامعة لشروط الصحة في الظاهر بيد أن هناك عللًا خفية تقدح فيها.

ولخفائه وقع كثير ممن لم يمعن النظر في الخطأ والسهو فحكم علىكثير من الأحاديث المعللة الضعيفة بالصحة والحجة، فكان من ذلك نسبة ما لم يصح إليه صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى خطر ذلك وضرره فمن هنا أتت أهمية علم العلل.

وإذا كان علم العلل بهذه الأهمية وجب على من خاضه أن يدقق النظر ويتوسع في البحث ويتأنى في الحكم، وقلَّ من جمع الصبر والحفظ والدقة والفهم، لذا قلَّ مريدوه ونَدُر متكلموه فهم في القرون المتقدمة قليل، وفي زماننا أشد قلة وندرة.

فعلى من نحا صوبه أن يفتش عن أقوال العلماء في تعليلهم الأحاديث.

ويضع كل صنو إلى صنوه حتى يتجمع عنده ما يستفيد به عند الحاجة، وسيكون لذلك الأثر الكبير في التسهيل على طالب العلم في فكِّ كثير مما استحكم غلاقه.

حتى تكتمل النضرة وتنبثق الزهرة ويحين قِِطافها فكانت فكرة هذا الموضوع وهي جمع أقوال أئمة الفن في تعليلهم للأحاديث.

وعند ما كنت في مرحلة الماجستير كنت أحتاج إلى كتاب (حلية الأولياء) لأبي نعيم الحافظ الأصبهاني فهالني ما رأيت من تتبعه لطرق الحديث وذكره لأفراد وفرائد لم أجدها عند غيره مع تعليلات نفيسة ودقيقة.

وما كنت أظن كتاب الحلية سوى كتاب زهد وأخبار صفوة.

وقد تفطَّن لهذا الحافظ ابن كثير فقال: أبو نعيم ذو التصانيف المفيدة الكثيرة الشهيرة، منها حلية الأولياء في مجلدات كثيرة دلت على اتساع روايته وكثرة مشايخه وقة اطلاعه على مخارج الحديث وشُعب طرقه[2].

ولا غرو فقد عُمِّر هذا العالم حتى إن تلاميذه توفوا قبله بسنين مع ما حظى به من إجازات مبكرة وهو في سن السادسة، ورحلات واسعة لذا اتجه فكري إلى جمع كلام الحافظ أبي نعيم الأصبهاني تلميذ الإمام الدارقطني (ت 375) على الأحاديث المعلة علة خفية مع دراسة تلك الأحاديث دراسة معللة.

واختياري للموضوع للأسباب التالية:

1- أهمية علم العلل، وعظم فائدته، خاصة في هذا الزمان الذي قلَّ من ركبه، وخاض بحاره.

2- ما ذكر من سعة محفوظات هذا الإمام، حتى إنه خصص في كتابه الحلية في أغلب التراجم ذكر غرائب وأفراد صاحب الترجمة، وما ذلك إلا لكثرة محفوظاته.

3- الحاجة الماسة إلى خدمة الكتاب، فالكتاب قد تولاه الأسبقون بالاختصار، والترتيب، والحذف، بل بعضهم جمع أحاديثه في كتاب مستقل، وأغلبها مخطوط، ولا أعلم من توجه إلى تحقيق أحاديث الكتاب تحقيقًا علميًا، مع رداءة الطبع وكثرة السقط والتحريف. فحدثتني نفسي بعد استخارة ربي أن أجمع الأحاديث المرفوعة التي أعلها أبو نعيم في كتابه الحلية، مشاركة ضئيلة في إخراج هذا الكنـز الثمين، فتوجهت بالقراءة المتمحصة في أجزائه الثلاث الأولى، فاستخرجت تلك الأحاديث.

وزاد حرصي على كلامه عندما وقفت عليه، فهو يذكر العلل بعضها تصريحًا وبعضها تلميحًا، وبعضها بعبارات مختصرة، وبعضها بصفحات مطولة، فكان ما جمعته مائة وعشرين حديثًا [3].

وهو ما استوعبته المجلدات الثلاث الأول، وتركت ما أعله المؤلف بضعف راويه كأن يقول فلان ضعيف، أو متروك، أومتهم، فهذا الخطب فيه سهل، ليست علته خافية غامضة، وكذا الحديث المرسل، وأعني بالمرسل[4] هنا قول التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعلة ذاتها.

وسأرتب الأحاديث على تسلسل ورودها في الكتاب وأخدمها بالفهارس في نهاية البحث:

وسيكون عنوان الرسالة:

الأحاديث المرفوعة المعلة في كتاب الحلية لأبي نعيم الأصبهاني

من أول الكتاب إلى نهاية ترجمة الإمام الزهري

جمعًا وتخريجًا ودراسة

وسيكون عملي على النحو التالي:

قسمت بحثي إلى مقدمة، وبابين، وخاتمة، وفهارس.

المقدمة:

أذكر فيها أهمية الموضوع، وخطة البحث.

الباب الأول:

ترجمة المؤلف، والتعريف بالكتاب، وفيه فصلان:

الفصل الأول:

ترجمة موجزة للإمام أبي نعيم[5].

وتشمل ترجمتي له:

اسمه، كنيته، نسبه، مولده.

نشأته، طلبه للعلم.

أبرز شيوخه وتلاميذه.

منزلته وثناء العلماء عليه.

عقيدته.

أهم مؤلفاته.

وفاته.

الفصل الثاني:

التعريف بالكتاب، ويشمل:

اسمه، صحة نسبته للمؤلف.

موضوعه، منهج المصنف فيه، مكانته العلمية.

نسخ الكتاب وطبعاته، وصف نسخه الخطية، وبيان أصحها.

تعريف العلة، وبيان المراد بها عند المحدثين ومتى تكون قادحة.

منهج المؤلف في نقد الأحاديث.

الباب الثاني:

قسم التحقيق، ويكون على النحو التالي:

1- كتابة نصوص الأحاديث في البحث على حسب ترتيبها في الكتاب.

2- الرجوع إلى نسخة خطية.

3- الضبط بالشكل لما يحتاج إلى ذلك في النص وغيره.

4- إثبات الفروق بين النسخ وتصويب الأخطاء.

5- عزو الآيات القرآنية إلى سورها.

6- نقل الحديث المعل من الحلية كاملًا، ثم ذكر التخريج في الحاشية، حيث يذكر مدار الخلاف بالتفصيل، ولا يذكر من الخلاف ما كان خارج الروايات التي أوردها المؤلف، إلا إذا كان لذلك الخلاف تأثير على الترجيح.

7- تخريج الروايات التي ذكرها أبونعيم من مصادرها الأصلية بتوسع مراعيًا ذكر المتابعات التي لم يذكرها المؤلف.

8- ذكر الراجح من الروايات المختلفة، معضدًا ذلك بالأدلة والبراهين مع ذكر خلاصة الكلام على الحديث وحكمه.

9- ذكر شواهد الحديث القاصر عن رتبة الصحيح.

10- ذكر ترجمة مناسبة للرواة الذين لهم تعلق بالترجيح[6].

11- التعليق على ما يحتاج إلى ذلك في النص كبيان الألفاظ الغريبة، والتعريف بالأماكن، والبلدان، وغير ذلك.

12- وأنبه هنا إلى أني اعتمدت في ترتيب المخرجين على سني الوفاة فقدمت الطيالسي على البخاري، والشافعي على أحمد وهكذا، إلا أني أخرت ابن ماجه عن بقية الأربعة لأن الاصطلاح جارٍ على ذلك.

هناك أجزاء من سنن سعيد بن منصور طبعت بخمسة مجلدات تحقيق د. سعد الحميِّد وهي مكملة للجزئين الذين حققهما حبيب الرحمن الأعظمي فحيث أُطلق إنما أريد تحقيق سعد الحميِّد وإن أردت الأخرى بينت في الهامش وكذا كل كتاب له طبعتان ذكرتهما في المراجع كضعفاء العقيلي ومسند الإمام أحمد وشعب الإيمان للبيهقي وغيرهم وذكرت هناك النسخة الأم التي أرجع إليها.

وعند عزوي لصحيح البخاري فإنما أحيل على النسخة المطبوعة مع الفتح.

الخاتمة:

أذكر فيها أهم النتائج التي توصلت إليها.

الفهارس:

أقوم بعمل فهارس تسهيلية:

فهرس الآيات القرآنية.

فهرس الأحاديث وذلك على أقسام:

قسم مرتب على حروف المعجم.

قسم مرتب على مسانيد الصحابة.

قسم مرتب على أبواب الفقه.

فهرس لرجال الأسانيد.

فهرس الأماكن والبقاع.

فهرس للفوائد العلمية.

المصادر والمراجع.

وفي الختام أحمد الله الذي مَنَّ عليَّ بالإتمام، وهداني إلى الاستقامة والالتزام، وأسأله الثبات على الحق على الدوام.

وأقف معترفا بالفضل لوالديَّ اللذين ما فتئت يداهما المباركتان من العناية والدعاء والشكر موصول إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث أتاحت لي الفرصة لتكميل الدراسات العليا.

وأرفع شكري وتقديري إلىالشيخ الفاضل الدكتور عبد الله الشريف شرفه الله بالجنان وعافاه من العلل والأسقام فقد تحمل عناء قراءة الرسالة بخلق دمث وصدر واسع وإلى كل من ساهم بإشارة أو فائدة.

ولا أنسى أهل بيتي فلهم في خاصة نفسي التقدير والرضا وأسأله أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ويجعلني من عباده المقربين.

الخاتمة:

1- علم العلل من أدق علوم الحديث ولا يكتمل الحكم حتى يُتوسع في البحث عن طرق الحديث من شتى المصادر مع التوسع في تراجم الرجال فإن دراسة حال الرجل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحكم على الحديث.

2- أهمية الرجوع إلى المصادر الأصلية خاصة عند الاختلاف ووجود الشذوذ في الأقوال فكم من رجل تكلم فيه على توثيق الجمهور له ويكون الخطأ في النقل.

3- خطأ من وسم الحافظ أبا نعيم بأنه يميل ميلًا كثيرًا إلى الأشاعرة والحق أنه سلفي المنهج في المعتقد.

4- أهمية كتاب الحلية في جانب العلل وهو كتاب بحاجة إلى بحوث علمية تبين خباياه.

5- الحاجة الماسة في إعادة طباعة كتاب الحلية طباعة علمية معتمدة على نسخ خطية.

6- الحسن البصري مشهور بالإرسال أكثر من شهرته بالتدليس فمتى ثبت سماعه من شيخه ولو في حديث واحد حكم على سائر حديثه عنه بالاتصال لذا جعله الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين مع رواية البخاري له بالعنعنة.

7- بعض الرواة المجاهيل إنما هم ثقات وإنما أتى ذلك من خطأ الرواة عليهم في تسميتهم.

8- أهمية جمع أقوال أصحاب الفن في تعليلهم الأحاديث.