مبرز المعاني في شرح قصيدة حرز الأماني ووجه التهاني أول الكتاب إلى آخر سورة الأنعام

ملخص الرسالة

مبرز المعاني في شرح قصيدة حرز الأماني ووجه التهاني

أول الكتاب إلى آخر سورة الأنعام

"مقدمة المحقق"

الحمد لله ذي العزة والعظمة والقدرة والكبرياء، والمتفرد بدوام البقاء الواحد الأحد، الفرد الصمد، أحمده سبحانه على ما أفاض علينا من نعمه السابغة وأشكره، الذي أنزل القرآن ويسره ووفق القيام به من اختاره وبصره، وأقام لحفظه خيرته من بريته الخيرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة من الشك، سالمة من الرياء، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بأشرف كتاب، الممدوح بأفصح خطاب، القائل: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة[1] وقال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"[2] صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأبرار المهاجرين منهم والأنصار وبعد:

فإن الله عز وجل أراد بهذه الأمة خيرًا حين قيض لها أئمة هداة صالحين، جعلوا نصب أعينهم قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وقد لقي علم القراءات من عناية هؤلاء النفر من العلماء وحرصهم ودأبهم وإخلاصهم، ما يسّر الله به لكل ذي حاجة طلبها، ولكل ذي مسألة جوابها، وكان ممن برع فيه علماء القراءات تأليف المتون تيسيرًا على شادي العلم وتقييدًا له بحفظه، وكان القاسم بن فِيّرُّه بن خلف بن أحمد الشاطبي المتوفى سنة 590 هـ، صاحب سبق في هذا المضمار، وقد استطاع في قصيدته أن يجمع القراءات السبعة لعلماء الأمصار في يسر واختصار، وسهولة ألفاظ مع حسن السبك وسمو الألفاظ، مما جعله المتن المعتمد لهذا الفن، فالتفّت القلوب حوله، واتجهت النفوس إليه حفظًا ودراسةً وشرحًا، وكان ممّن يسّر الله له شرح هذه القصيدة الشيخ محمد بن عمر العمادي، وسمّى كتابه مبرز المعاني في شرح حرز الأماني، وهو ما نحن بصدد تحقيقه؛ فإن أعظم ما صرف ذوي الهمم العالية عنايتهم وقووا لنيل شريف مطلوبهم منه عزائمهم، وأنفقوا في تحصيله جميع ساعاتهم وأوقاتهم، طلب العلم الذي عظم الله قدره وبيّن فضل أهله في كتابه المكنون، حيث قال: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9] ومن ذلك علم القراءات الذي أنزله الله سبحانه وتعالى توسعة على عباده ورحمة بهم.

1- سبب اختيار الموضوع:

أولًا: إن خدمة كتاب الله جل وعلا والتشرف بذلك من أهم الأسباب التي تقود الإنسان لاختيار مثل هذه العلوم الشريفة المتصلة بكتاب ربنا سبحانه وتعالى وهي قطب الرحى، فأردت بذلك أن أكون بإذن الله أحد الذين قال الله فيهم ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [فاطر: 32]. وأحد الذين قال فيهم - صلى الله عليه وسلم - "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"[3] وهذا هو الفوز العظيم.

ثانيًا: الوقوف على جهد سلفنا الصالح " رحمهم الله " وما بذلوه من الغالي والنفيس لتدوين هذا العلم. فوددت أن أساهم في إخراج شيء من هذا العلم من غيابات المكتبات والمخطوطات. خاصة أن هذا العلم تعد كتبه بالعشرات وما طبع منها قليل جدًا وهذه خاصية تنفرد بها هذه الأمة في روابط خلفها بسلفها.

ثالثًا: كون هذا الكتاب شرحًا للشاطبية وهو من الإسهامات الكبرى في شروحها القليلة.

رابعًا: حاجة المكتبة الإسلامية لكتب علم القراءات.

2- أهمية الموضوع:

لاشك أن أهمية الموضوع مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأصل الكتاب الذي من أجله أُلِّفَ، ألا وهو " حرز الأماني ووجه التهاني " للإمام الشاطبي وهي منظومة في القراءات السبع، تلك القصيدة التي سهلت على أهل القراءات ختم القرآن الكريم بالقراءات السبع وفي وقت يعتبر قياسيًا إذا ما قورن بما كان في السابق حيث كان يَعْمَدُ أحدهم إلى كتاب من كتب القراءات السبع فيحفظه ويتقنه، ثم يتوجه إلى أحد المشايخ؛ ليختم عليه القرآن بتلك الروايات، وهذا يستغرق وقتًا طويلًا؛ من أجل ذلك انكب طلبة العلم على هذه القصيدة لحفظها، واستشرف لها كبار العلماء لشرحها وذلك في كل عصر؛ لما اشتملت عليه من قراءات متواترة صحيحة، مع جزالة الألفاظ، وحسن السبك، وسمو المعاني.

أضف إلى ذلك أن هذا الكتاب يعد حلقة من حلقات كتب الاحتجاج في القراءات تلك الكتب التي غاب عنا الكثير منها، ولم يصل لنامنها إلا القليل.

كما تظهر أهمية هذا الموضوع في أنه كان لبنة كبرى في ذلك الصرح الشامخ ليس لكونه كتابًا في القراءات بل لأنه احتوى على كثير من العلوم المتفرقة التي أفرغها المؤلف: في كتابه لشرح تلك المنظومة، فإذا أردت الإعراب وجدت المؤلف قد التزم بذلك في جميع الشرح، وإذا أردت بيان لغات القصيدة، فهو مبثوث في كل بيت من أبياتها، مع الاستشهاد على ذلك بالقرآن والسنة وديوان العرب، فالموضوع لم يقتصر على القراءات فحسب بل أحاطت به ثقافته الواسعة من التفسير والفقه والعلوم الأخرى والكثيرة والأقوال والآراء لمشاهير العلماء الذين سبقوه من أعلام اللغة والنحو والتفسير.

ومن مزايا هذا الكتاب أيضًا أنه كان شرحًا وسطًا عدلًا بين الكتب التي شرحت تلك القصيدة، فلم يكن بالطويل الذي يمل منه القارئ ولم يكن بالمختصر الذي يخل بشرح مثل تلك القصيدة فهو بين هذا وذاك.

خطة البحث:

وتشتمل على مقدمة وتمهيد وقسمين.

أما التمهيد فيشتمل على المباحث التالية:

المبحث الأول: تعريف القراءات القرآنية في اللغة والاصطلاح.

المبحث الثاني: الفرق بين القراءة والرواية والطريق والوجه.

المبحث الثالث: أركان القراءات الصحيحة.

المبحث الرابع: ذكر الإسناد الذي أدّى إلى القراءات السبعة.

المبحث الخامس: التعريف بالناظم ومنظومته حرز الأماني، وفيها مطالب:

المطلب الأول: التعريف بها.

المطلب الثاني: منهج الشاطبي.

المطلب الثالث: بين الشاطبية والتيسير.

المطلب الرابع: خروج الشاطبي والداني عن طرقهما في الشاطبية والتيسير.

المطلب الخامس: الشاطبية والتيسير بين الرواية والحكاية.

المطلب السادس: مآخذ على الشاطبي.

المبحث السادس: شروح الشاطبية حتى عصر المؤلف.

القسم الأول: (التعريف بالمؤلف ودراسة الكتاب) وفيه تمهيد وفصلان:

التمهيد:

المبحث الأول: الحياة السياسية في عصره.

المبحث الثاني: الحياة العليمة في عصره.

الفصل الأول: (المؤلف وحياته) وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: اسمه ونسبه ومولده وكنيته ولقبه ووفاته.

المبحث الثاني: شيوخه.

المبحث الثالث: تلاميذه.

المبحث الرابع: مؤلفاته.

المبحث الخامس: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.

المبحث السادس: عقيدته.

الفصل الثاني: (دراسة الكتاب) وفيه سبعة مباحث:

المبحث الأول: اسم الكتاب ونسبته.

المبحث الثاني: سبب تأليف الكتاب.

المبحث الثالث: منهج المؤلف في كتابه وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: تبويب الكتاب.

المطلب الثاني: مصطلحات المؤلف في كتابه.

المطلب الثالث: توجيهه للقراءات.

المطلب الرابع: بيانه للمعاني اللغوية.

المطلب الخامس: الأبحاث النحوية والبيان.

المبحث الرابع: مكانة هذا الشرح بين شروح الشاطبية الأخرى.

المبحث الخامس: مصادر المؤلف في كتابه.

المبحث السادس: المآخذ على الكتاب.

المبحث السابع: وصف النسخ.

القسم الثاني: النص المحقق.

وهو من أول الكتاب إلى آخر سورة الأنعام.

3- منهجي في الدراسة والتحقيق:

1- كتابة الجزء المراد تحقيقه وفق قواعد الإملاء الحديثة، مع مراعاة علامات الترقيم التي اصطلح عليها المحدثون.

2- مقابلة الجزء المحقق مع المنسوخ والنسخ الأخرى.

3- إثبات فروق النسخ في الهامش. مع الإشارة إلى مواضع الطمس أو السقط وغيرها...

4- كتابة الآيات القرآنية على الرسم العثماني ( رواية حفص ) مصحف المدينة النبوية. ووضعها بين قوسين مزهرين.

5- عزو الآيات بذكر أرقامها وسورها وآثرت أن يكون ذلك داخل المتن واضعًا ذلك بين معطوفين لكي لا أثقل الحواشي، ولم أذكر فيها من ذلك إلا ما أحال عليه المؤلف.

6- الترجمة للأعلام غير المشهورين.

7- تخريج الأحاديث النبوية الشريفة من مظانها مع الحكم عليها.

8- ترقيم أبيات الشاطبية بأرقام تسلسلية مع ضبطها بالشكل.

9- توثيق القراءات من مصادرها الأصلية.

10- تخريج الأبيات الشعرية مع ضبطها بالشكل.

11- توثيق الأقوال والنصوص التي ينقلها المصنف، وعزوها إلى كتبها.

12- التعليق في الحاشية على ما يستوجبه من مفردات غريبة واستدراك المؤلف وذكر القراءات التي غفل عنها المؤلف، وشرح بعض المصطلحات التي وجدت فيها حاجة إلى البيان والإيضاح.

13- تتبعت زيادات القصيدة المقروء بها وغير المقروء بها.

14- أثبت في أعلى الصفحة عناوين الخطة ليسهل على القارئ الوصول بأسرع وقت لحاجته.

15- إذا تكررت الآية القرآنية في نفس الموضع اكتفي بالعزو في الموضع الأول فقط.

16- وضعت فهارس علمية تخدم الكتاب وتعين الباحث، وهي كالتالي:

• فهرس الآيات القرآنية التي استشهد بها الؤلف.

• فهرس الأحاديث الشريفة.

• فهرس الأعلام غير المشهورين.

• فهرس أسماء الكتب الواردة في المخطوط.

• فهرس المصادر والمراجع.

• فهرس الموضوعات.

• فهرس الأمثال.

• فهرس الشواهد الشعرية.

• فهرس المباحث النحوية.

• فهرس زيادات الشاطبي على التيسير المقروء بها.

• فهرس زيادات الشاطبي على التيسير غير المقروء بها.

• فهرس المعاني والبيان والبديع.

• فهرس معاني حروف القصيدة.

• فهرس المصادر والمراجع.

• فهرس الموضوعات.

ثم ليعلم الواقف عليه أن هذا الجهد لا أدعى فيه التفردَ بل هناك من وقف معي وشد من أزري فبعد شكر المولى جلت قدرته فإني أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد سيدي الأمين المشرف على هذه الرسالة على ما أحاطني به من رعاية وعناية وتسديدات وتوجيهات أثرت البحث فجزاه الله عني خير الجزاء ونفع بعلمه إنه ولي ذلك والقادر عليه، كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الدكتور/ عبد العزيز عثمان والدكتور وجيه محمود اللذان كان لهما الفضل بعد الله في كثير من المسائل نفع الله بعلمهما وأجزل مثوبتهما ومكن لهما، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كما أني أشكر كلية القرآن الكريم المباركة وعلى رأسها عميد الكلية حفظه الله وجميع إخوانه الأساتذة وأخص كذلك من درَّسني في السنة المنهجية نفع الله بهم وبعلمهم ووفقهم لكل خير.

وأخيرًا فالشكر موصول لهذه الجامعة المباركة وعلى رأسها معالي الدكتور صالح العبود ووكيلها فضيلة الدكتور سليمان الخزي الذي كان له يد المعونة بعد الله سبحانه وتعالى في متابعتي للدراسة في هذه المرحلة وعلى ما أتاحوه لنا من تسهيلات وعون وتشجيع للنهل من علومها.

وشكري كذلك لا ينقطع لكلية المعلمين بالمدينة المنورة التي انتسب إليها والتي أحاطتني بكل عون ورعاية.

والحمد لله رب العالمين أولًا وآخرًا وباطنًا وظاهرًا والصلاة والسلام

على خاتم المرسلين سيدنا محمد

وعلى وآله وصحبه أجمعين.

فهرس الموضوعات