• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

القرائن الدلالية للمعنى في التعبير القرآني

عدوية عبد الجبار كريم الشرع

نوع الدراسة: PHD resume
البلد: العراق
الجامعة: جامعة بغداد
الكلية: كلية التربية للبنات
التخصص: اللغة العربية وفلسفتها
المشرف: أ.د. كاصد ياسر الزيدي
العام: 1426هـ- 2006م

تاريخ الإضافة: 21/6/2022 ميلادي - 21/11/1443 هجري

الزيارات: 9833

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

القرائن الدلالية للمعنى في التعبير القرآني

 

المقدمة

الحمد لله الذي هدانا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على محمد خيرته من خلقه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين؛ وبعد:

فإنَّ (القرائن الدلالية للمعنى في التعبير القرآني) موضوع جدير بالدراسة، لما له من قيمة علمية توصلنا إلى نتائج مهمة إذا أُحسِنتْ دراسته في القرآن الكريم.

 

فالبحث عن القرائن الدلالية وتحديدها، ومعرفة تأثيرها في النص القرآني، جعلني أقرأ القرآن الكريم بعينٍ غير التي كنت اقرأه بها وبفهم غير الذي كنت أفهمه به، إذ وجدت أمامي كنزًا عظيمًا من كنوز العربية، ومعجزة الله - عز وجل - لرسوله الأعظم محمد؛ فاستقر في نفسي بعد أن عرض علي أستاذي المشرف (الدكتور كاصد ياسر الزيدي)، الموضوع بأنَّه موضوعٌ حقيقٌ بأن يُدرس دراسة متأنية مستقصية تفصح عما ضمّه من دلالات حرية بالدرس. فتوكل وتوكلت على الله - عز وجل -، وما أن وضعت خُطة البحث شرعت في تنفيذها بدقةٍ.

 

وسبب اختيار هذا الموضوع، هو أن القرآن الكريم نصٌ معروف ومتداول في الأيدي صحيح بحكم الدين والشريعة الإسلامية، إلا أنه سماوي المصدر، وهذا يعني أنه كاملٌ في كل شيء، فلا تؤخذ منه الأحكام الشرعية فقط، بل وتؤخذ منه الأصول والقواعد والأحكام المتعلقة باللغة ولا سيما ما يتعلق بالدلالة. فالقرآن متينٌ رائعٌ في أسلوبه، لا يدانيه نصٌ في ذلك نصٌ، إذ هو الكتاب الذي ﴿ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1]، فعجائبه لا تنقضي؛ لذا عمدت على التعرف من خلال هذه الدراسة على دلالات هذا السفر العظيم، التي كانت أمنيتي لأستفيد منه علميًا، ولأتقرب أيضًا بذلك إلى الله - عز وجل -.

 

فالقرآن الكريم نصٌ يحوي كثيرًا من الدلالات والقرائن ما يكشف عن المعنى، وقد عمد هذا البحث إلى بيان هذه الدلالات والقرائن المبينة فيما غمض من المعاني وذلك بتحليل تراكيب وأساليب الله - عز وجل - في كتابه الكريم، ولبيان أسرار إعجازه؛ لذا فإن هذه الدراسة تطبيقية أفادت من بلاغة هذا النص الذي يسطع بنور فصاحته وبلاغته، ويخضع لثراء لغته، وقوة معانيه.

 

ومن هنا تأتي أهمية الموضوع؛ لأن الحديث عن القرائن الدلالية الكاشفة عن معاني النص يعطينا حقائق وأحكامًا قد لايصل إليها من يدرس تلك القرائن الدلالية من خلال الأمثلة المبتسرة ملتقطة من هنا وهناك.

 

وقد اقتضى البحث أن تكون مصادره ما يأتي:

• القرآن الكريم.

• كتب المعجمات.

• كتب اللغة.

• التفاسير.

• كتب النحو والصرف.

• كتب البلاغة.

• المراجع الحديثة التي تتصل بهذه الموضوعات.

 

وقد تركت تفصيل ذلك إلى ما هو مثبت في قائمة المصادر والمراجع في آخر الرسالة.

 

وقد اقتضى المنهج العلمي أن تكون الأطروحة في: مقدمة، وتمهيد، وبابين في أربعة فصول، وخاتمة.

 

فأما التمهيد: فقد جاء في محورين أساسيين، أحدهما: درست فيه (مفهوم القرينة الدلالية لغةً واصطلاحًا) في دراسات العلماء، والآخر: في (مفهوم الدلالة لدى القدماء والمحدثين).

 

واختص الباب الأول بموضوع (القرينة اللفظية السياقية، أحوالها ودلالالتها) وكان في فصلين.

 

تناول الفصل الأول: (القرينة اللفظية السياقية، أحوالها وصورها)، وذلك في مبحثين، عرض المبحث الأول: (القرينة اللفظية السياقية، وهي القرينة المتقدمة، والمتأخرة، والمكتنفة) وتطرق أيضًا إلى القرائن المتصلة (البسيطة)، والقرائن المنفصلة (المركبة). على حين تناول المبحث الثاني: (تغير دلالة اللفظ بقرينة السياق)، فتناول (الخوض واللعب)، و(البغتة والفجأة)، و(السغب والجوع)، و(المطر والغيث).

 

أما الفصل الثاني: فتناول (الألفاظ القرآنية في سياقاتها التعبيرية المختلفة)، وكان على ثلاثة مباحث، الأول: (التقابل الدلالي)، وتناول التقابل عند القدامى والمحدثين، وأقسام التقابل الثلاثة، وهي: التقابل بالضد، والنقيض، والخلاف.

 

والمبحث الثاني تناول: (علاقات دلالية في التعبير)، شملت: (الإبهام ثم البيان)، و(الإجمال ثم التفصيل)، و(التشاكل). أما المبحث الثالث فتناول: (الإيغال في تفصيل المعنى) في آيتين من آيات القرآن الكريم، وهما آية النور، وآية الخلق بالدراسة والتحليل.

 

أما الباب الثاني، فقد كان حول (القرينة الحالية والعقلية)، وجاء على فصلين، أولهما: (القرينة الحالية)، وكان على مبحثين، الأول: تضمن (القرينة الحالية الخارجية) في (أسباب النزول) للآيات القرآنية. أما المبحث الثاني، فتضمن (القرينة الحالية الداخلية) والتي كانت على نوعين هما: (القرنية الداخلية بالحركات)، والذي شمل بدوره (دلالة المفردة على الحركة من الجسم ككل)، و(دلالة المفردة على الحركة من تعابير الوجه). و(القرينة الداخلية بالأصوات)، وتناول البحث بعض هذه القرائن في القرآن الكريم، منها صوت (التأفف)، و(التأوه)، و(الجأر)، و(التغيظ)، و(الزفير).

 

أما الفصل الثاني: فتضمن (القرينة العقلية)، وشمل مبحثين، أولهما: (أثر القرينة العقلية في بيان المعنى)، وتضمنت في آيات صفات الله - عز وجل - (المتشابهة) منها، والآيات (المشكلة). والمبحث الثاني: تضمن (القرينة النحوية والحكم النحوي في ظاهرة الحذف)، ولم أتناول هذه الظاهرة بالتفصيل الكبير والدراسة الواسعة لسببين هما: الأول: أنها قد درست من لدن الباحثين القدامى والمحدثين بشكل مفصل، وهي معروفة في كل الكتب، والثاني: أن موضوع بحثي يتناول هذه الظاهرة من ناحية الدلالة وتأثير الحذف عليها؛ لذلك انصبت دراستي على هذا الأمر.

 

وختمت البحث بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في البحث.

 

وفي ختام مقدمتي هذه أود أن أذكر ما جابهني من الصعوبات في بحثي هذا لسببين، أحدهما: لأن ظروفي تمثل ظروف مئات الطلبة الزملاء، الذين مرّوا بمثل ما مررت به، وثانيهما: حتى أُأَرخ ما مرَّ به هذا البلد الجريح.

 

وكما يذكر أغلب الزملاء، أن كل بحث دراسي لا يخلو من بعض الصعوبات التي يعاني منها الباحثون، إلا أن هذه الصعوبات وصلت إلى حد كبير، وخصوصًا نحن أبناء المحافظات، حيث أني أسكن مدينة (الحلة)، وكان تسجيل موضوعي بعد الحرب مباشرةً، حيث بدأت الحرب في نهاية الشهر الثالث من سنة (2003م)، وسجلت موضوعي في الشهر السادس من السنة نفسها، وكنت تقريبًا الوحيدة من النساء التي تذهب إلى بغداد مع القلّة القليلة من الرجال، وذلك بعد معاركي الكبيرة مع الأهل في محاولة منهم لمنعي من الذهاب إلى بغداد؛ خوفًا منهم عليَّ، وهذا دليل الرغبة الكبيرة لطلب العلم، والمثابرة للوصول إلى أعلى درجاته.

 

وكلما مرّت الأيام تفاءلت مع زملائي وتمنيت ذهاب هذه الغمامة السوداء عن سماء بلدي، إلا أن هذه الأمنيات سقطت بإمطار هذه الغمامة دمًا، فكان الجرح كبيرًا ومؤلمًا، لدرجة البكاء، فالدم وصل إلى جامعاتنا ومكتباتنا، فوجدناها باكية وحزينة، وكأنها تشكي جسدها المحروق الذي لم يبق منه شيء سوى الجدران السوداء، فصرنا نبحث عن الكتب، والمصادر، وحتى المراجع لم نجد لها أثرًا.

 

وبقيت مع بحثي سنة لا أستطيع الحصول فيها على أيّ مصدر، ثم بعد ذلك تدبرت أمري، نوعًا ما، لاهثة وراء المكتبات الخاصة البسيطة، بتوسل، وتضرع مع أصحابها، مشكورين، وعلى قلتها استطعت أن أجمع مادتي وبعد مرور الوقت المقرر، ومقاربة انتهائه؛ لذا تنوعت عندي الطبعات لمصدر واحد، بسبب اضطراري لإرجاعها إلى أصحابها الذين لايستطيعون إعطائي المصادر إلا لمدة يسيرة بسبب الزخم الكبير عليها من لدن بقية الطلبة الزملاء.

 

وحتى بعد افتتاح بعض المكتبات القليلة في بغداد، صرت لا أستطيع الوصول إليها بسبب خطورة الطريق بين (بغداد) و(الحلة)، وهذه مأساتنا ولحد كتابة هذه المقدمة، ولن أتحدث عن ما مرَّ بي، وما رأيت ما بين المدينتين خلال سفراتي الكثيرة؛ لأن مقدمتي ستصبح رسالتي ورسالتي تكون مقدمة فيها، ومشرفي الدكتور كاصد ياسر الزيدي، عاش معي بعض هذه التفاصيل، فكان الأب الحنون، والقلب الطيب لدعائه المستمر لي، وصبره وطول باله معي.

 

فمن الاعتراف بالجميل أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى أستاذي المشرف الدكتور كاصد ياسر الزيدي لتفضله بقبول الإشراف على أطروحتي هذه، وللثقة التي منحني إيّاها منذ اختيار موضوع البحث حتى نضجه واكتماله، ولملاحظاته السديدة، وتوجيهاته القيّمة التي أسهمت في تقويم هذه الرسالة، فأسأل الله - تعالى - له بدوام الصحة والعافية.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

الخاتمة

الحمد لله الذي هداني، وأنار عقلي، وشرح صدري وقربني إليه أكثر، بدراستي هذه ووفقني إلى إنجازها بشكلها اللائق إن شاء الله. وكانت أهم النتائج التي انتهى إليها هذا البحث، هي:

1- بيّن البحث أن التعريفات النحوية والبلاغية لمادة (قَرَنَ) تؤدي جميعها معنىً واحدًا، وهي: المرافقة للشيء، أما تعريفها اصطلاحًا، فإنه لم يُعرف بشكل مفصل أو شامل، إنما عُرِّف تعريفًا عامًا على أنه، أمرٌ يُشيرُ إلى المطلوب، وعندما خُصصَ، قيل عنه: إنه ما يدل على المراد، من غير أن يكون صريحًا فيه. وتوصل البحث إلى أن معنى القرينة أوسع من ذلك، فهي الدليل الذي يصاحب النص فيكشف معناه، سواء أكان لغويًا، أم حاليًا، أم عقليًا.

 

2- وتطرق البحث إلى معنى الدلالة في اصطلاح اللغويين القدامى والمحدثين، فدل أنه قديم قدم الدراسات اللغوية، وأن القدامى تناولوها في دراساتهم قبل المحدثين.

 

3- تشمل دراسة القرائن الدلالية للمعنى: القرائن السياقية، والقرائن الحالية، فضلًا عن القرائن العقلية، وتعتمد دراسة القرائن السياقية على الألفاظ والتراكيب، فلا يمكن الحصول على معنى المفردة إلا من خلال التركيب، ووجودها مع سائر الألفاظ، وارتباطها بها داخل السياق؛ على حين تعتمد القرائن الأخر أما على الحال المصاحبة للنص، وأما على سبب نزوله، أو الترجيح العقلي فيه.

 

4- ثبت في البحث أن (نظرية السياق) من نظريات علم اللغة الحديث التي تُعنى بدراسة المعنى داخل النص، إلا أنها ليست جديدة إلا في تسميتها؛ لأن الإمام عبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ) أول من تحدث عنها وأسس لها قواعد وأصول، وأطلق عليها نظرية (النظم).

 

5- ثبت في البحث أن هناك سياقين لفظيين في النص القرآني، اعتمادًا على وجود القرينة الموضحة للمعنى وموقعها، أحدهما: السياق اللفظي البسيط، ويسمى المتصل؛ لاتصال القرينة السياقية الكاشفة عن المعنى من اللفظ، أو المركب المراد كشفه قريبًا منه غير بعيد عنه، وهو بدوره على ثلاثة أنواع: متقدم، ومتأخر، ومكتنف. والثاني: السياق اللفظي المركب، أو مايسمى (بالمنفصل)؛ لأن القرائن اللفظية السياقية فيه تكون بعيدة عن اللفظ، أو المركب المراد كشف معناه، وفي غير مجرى الكلام، وتكون مثلًا في موقع آخر من النص القرآني الكريم، أو سورة أخرى، لكنها مرتبطة به دلاليًا.

 

6- كما بيّن البحث أن القرينة اللفظية السياقية تُعدُ من أقوى القرائن الدلالية؛ لأن لها دورًا كبيرًا في بيان الدلالة وتحديدها في التعبير القرآني. كما بيّن البحث أنها الأفضل في تفسير القرآن الكريم؛ لأنها تنبع من داخل النص المعجز الكريم، لا من خارجه، وهو ما نبه عليه علي رضي الله عنه في نهج البلاغة، بقوله ((كتاب الله، تبصرون به، وتنطقون به، وتسمعون به، وينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض)) [1]، وسميت هذه الطريقة بتفسير القرآن بالقرآن، وهي أحسن الطرق.

 

7- أثبت البحث أن دلالة اللفظ تتغير بقرينة السياق، والذي يتغير فيه هو المعنى الثانوي، على حين يبقى المعنى الأساس ثابتًا لا يتغير، ويحوم المعنى الثانوي الخاص بكل لفظة حوله، والناتج من تكاتفها مع غيرها في سياق النص الذي يقوي، ويؤكد المعنى الجديد أكثر إذا حدث تعدد للمعاني في السياق. وتناول البحث ألفاظًا تفردت بقرينة السياق بدلالة خاصة في التعبير القرآني، جاوزت حدود معناها المعجمي إلى معانٍ جديدة ذات إيحاءات خاصة.

 

8- بيّن البحث أن لفظة (الخوض) في التعبير القرآني غالبًا ما ترد مع لفظة (اللعب)، فأوحت بهذا الإزدواج إلى معنى جديد فيه إيحاء خاص بها قوي، ومؤكد أكثر، فأصبح معناها فيه له خصوصية، وهي: فيما يُذم الشروع فيه، والنأي عن الحكمة والتعقل.

 

9- وأثبت البحث بعد الاستقراء للفظة (البغتة) في النص القرآني، التي وردت ثلاث عشرة مرة، أن فيها عنصرًا دلاليًا إضافيًا، وهو (التخويف بالعذاب)، وأنها لا تستعمل إلا في سياقين، لا ثالث لهما، وهما: الوعيد بوقوع القيامة، والوعيد بوقوع عذاب في الدنيا وشيك. وتبين البحث أن التعبير القرآني لم يستعمل لفظة (الفجأة) أبدًا بالرغم من أنها و(البغتة) تحملان في الظاهر بحسب ظن كثير من الناس المعنى نفسه، وليس الأمر كذلك، بل هما مختلفتان في الاستعمال؛ وذلك لأن لفظة (الفجأة) لا تمنح السياق الإيحاء الكامل المعبّر عن الحدث القرآني بشكل دقيق وواضح كما في لفظة (البغتة)، التي اكتسبت بدورها معنىً إضافيًا، وهو الإشعار بالشر والعقوبة. وبين البحث أيضًا المعنى الإضافي الجديد للفظتي (الجوع) و(السغب) في التعبير القرآني، فكان معنى (الجوع) الإضافي، هو: (الابتلاء) أو (العقوبة)، أما لفظة (السغب)، فإنها ذكرت في موضع الرحمة والضعف، كذلك لفظة (المطر) و(الغيث)، إذ أثبت البحث أن (المطر) اكتسب في التعبير القرآني دلالة العقوبة والانتقام، فهو الماء الضار الغزير، أما (الغيث)، فقد دلّ على النعمة والرحمة للعباد، أي أنه الماء النافع.

 

10- تبيَّنَ لي من خلال البحث أن التقابل الدلالي بأنواعه، ظاهرة معروفة لدى القدامى، فكان بعضهم يورد عددًا من أبواب معجمه بحسب التقابل بالضد، أو يورد طائفة من الكلمات المتقابلة بالخلاف، وأنه يأتي في تعبير القرآن تقابلًا بالضد والنقيض، وتارة بالخلاف.

 

11- بين البحث أن المطابقة لا تكون في الجمع بين الشيء وضده في الكلام العربي، كما يذكر فريق من العلماء، مع مراعاة التقابل، بين الاسم بالاسم، والفعل بالفعل فقط، لأن واقع التعبير القرآني غاير بينهما، فقابل أيضًا فضلًا عما سبق، بين الفعل والاسم، والعكس.

 

12- أثبت البحث أنه ليس هناك تقابل في التعبير القرآني بين لفظة (أمام) الجهة، و(وراء)، إنما تُستبدل لفظة (أمام) في التعبير القرآني بـ(بين أيديكم)، بدلالة قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1]، كما قد تأتي لفظة (خلف) بدل (وراء) كما في قوله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ [البقرة: 255].

 

13- أثبت البحث أن هناك تقابلًا ورد في التعبير القرآني يثبت فيه الله - عز وجل - قدرته؛ لأنه يختلف عن التقابل المعروف لدينا. فالموازين فيه مقلوبة يوم القيامة، فكل متناقض، ومتخالف مجتمع، فالتقابل بالخلاف يختلف عن الخلاف الطبيعي، ففيه المتقابلات لا تجتمع في الزمان والمكان، على حين ما لايمكن تحقيقه ضمن قوانين الفيزياء الدنيوية يمكن تحقيقه في الآخرة؛ لأن قوانين هذه الدنيا تبطل آنذاك. كالذي في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الواقعة:49-50].

 

14- إن الخلاف شيء يجري عليه أمران مختلفان أو أكثر، دون الاهتمام بالنقيض بينهما، يتعاقب أحدهما مع الآخر، ولايمكن اجتماعهما معًا، لا في الزمان، ولا المكان، ولا توجد علاقة بينهما.

 

15- إن الخلاف تظهر فيه الكلمتان في المفهوم العام وكأنهما ضدان، والحق أنهما ليسا كذلك، وإنما هما مختلفان، ولا تكون هناك علاقة بينهما، وذلك نحو (الجن والإنس) و(البر والبحر)، كما في قوله تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾ [الأنعام: 59].

 

16- فتبيّن من خلال البحث أن المقابلة بالتضاد تكون في القرآن الكريم بين المفردة وضدها، في الإيجاب، وبين الكلمة ونفيها أو النهي، وهو ما يسمى عند البلاغيين (بالسلب).

 

17- أثبت البحث أن كل خلاف فيه حركة، وطرفاه لايجتمعان من دون اهتمام بما يختلفان فيه، وكل تناقض وضد، فيهما سكون، فكل منهما ثابت إزاء صاحبه.

 

18- أثبت البحث أن للتشاكل أهمية في تحديد المعنى، وذلك بالاستعانة بالعلاقات التي بين المتشاكلين، وبعلاقات بناء التعبير الذي يحتويهما أصلًا. فمثلًا في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ﴾ [البقرة: 280]، فذو عسرة يشاكل الميسرة، فشاكل وصف الذات مع المصدر، بدلالة التقابل بين العسر واليسر.

 

19- بيّن البحث أن هناك تقابلًا ورد في القرآن الكريم بأداة النفي أو النهي للمتقابل بالتضاد بين الكلمات في النص القرآني، وهو ما يسمى بالطباق، أو التضاد السلب عند البلاغيين، كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُون ﴾ [الزمر: 9]، إذ حصل التقابل بين المتضادين إثباتًا ونفيًا وهمًا: (يعلمون) و(لايعلمون).

 

20- بيّن البحث أن هناك علاقات دلالية في التعبير عن المعنى، وإيضاحه تُعد قرائن في التعبير القرآني، منها: الإبهام ثم البيان، والإجمال ثم التفصيل، والتشاكل.

 

21- أثبت البحث أن من الأساليب الدلالية في القرآن الكريم، هو الإيغال في تفصيل المعنى المراد؛ ليستقر في ذهن السامع قرارًا مكينًا.

 

22- بيّن البحث أن للقرينة الحالية، وما تشتمل عليه، من قرائن حالية خارجية متمثلة في سبب النزول، والظروف المحيطة، والأحوال، والمناسبات التي تصحب النص، والقرينة الحالية الداخلية المتمثلة بحركات الوجه والجسم التي تصحب النص، والأصوات التي تكون قرينة معبّرة بليغة، أثرًا مهمًا في الوصول إلى المعنى وتوضيحه داخل النص القرآني.

 

23- أثبت البحث أن للقرينة الحالية الداخلية بالحركات سواء أكانت صادرة من الوجه أم من الجسم ككل، فهي تعبر عن ما يحدث وتكون قرينة عليه داخل سياق النص، نحو قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴾ [يس:20]، فالسعي وهو الإسراع في المشي قرينة على الاهتمام في إيصال الخبر وإبلاغه.

 

24- أثبت البحث أن هناك علاقة بين الصوت والمعنى في التعبير القرآني، وأن الصوت قد ورد قرينة معبرة بليغة في القرآن الكريم، منها: التأفّف، والتأوّه، وما لهما من الأثر في المعنى.

 

25- وبيّن البحث أن للقرينة العقلية الدور المهم في تأويل القرآن الكريم منذ عهد الرسول محمد؛ بعد الكتاب والسنّة، فالعقل له أحكام يحكم بها على الأشياء من ملاحظتها على ما هي عليه، وذلك بالنظر إلى ذات الشيء فقط. فبيّن البحث أهمية العقل في تفسير آيات صفات الله - عز وجل - منها، وإبعاد ما لا يعقل من التفسيرات، في المتشابه منها، والمشكل.

 

26- بيّن البحث أهمية العقل، والقرينة العقلية، وتسلسلها في استدلال أصحاب المذاهب الإسلامية من أهل العلم، والفقهاء والأصوليين والمتكلمين، والمفسرين، فكانت الدليل الخامس من طرق الاستدلال؛ لأن الأدلة الشرعية مقدَّمة على الأدلة العقلية، وعند الأصوليين والمفسرين كانت القرينة العقلية تأتي بعد القرينة اللفظية، والحالية.

 

27- أثبت البحث أهمية القرينة العقلية لكشف المحذوف في النص القرآني، في ترجيح وتقدير المعنى المناسب.

 

28- أثبت البحث أهمية وجود القرينة العقلية فضلًا عن وجود القرينة اللفظية، أو الحالية في النص القرآني لكي يحصل الحذف؛ وذلك لأمن اللبس فيها، فإذا لم تتوفر هذه القرائن لم يجز الحذف.

 

والله ولي التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

فهرس المحتويات

الموضوع

الصفحة

المقدمة.

1 - 5

تمهيد:

مفهوم القرينة في اللغة والاصطلاح.

مفهوم الدلالة لدى القدماء والمحدثين.

7 - 13

7 - 9

10 - 13

الباب الأول: القرينة اللفظية السياقية، أحوالها ودلالاتها ودلالة الألفاظ في التعبير بقرينة السياق

14 - 106

الفصل الأول: القرينة اللفظية السياقية، أحوالها ودلالاتها.

المبحث الأول: أحوال القرينة اللفظية السياقية.

1- السياق اللفظي المتصل (البسيط).

2- القرائن المنفصلة (المركبة).

المبحث الثاني: تغير دلالة اللفظ بقرينة السياق.

1- الخوض واللعب.

2- البغتة والفجأة.

3- السغب والجوع.

4- المطر والغيث.

5- الهوى.

14 - 47

14 - 37

19 - 33

34 - 37

38 - 47

39 - 41

41 - 43

43 - 44

44 - 46

46 - 47

الفصل الثاني: الألفاظ القرآنية في سياقاتها التعبيرية المختلفة

المبحث الأول: التقابل الدلالي.

المبحث الثاني: علاقات دلالية في التعبير.

المبحث الثالث: الإيغال في بيان المعنى.

48 - 106

48 - 82

83 - 100

101-106

الباب الثاني: القرينتان الحالية والعقلية.

107-181

الفصل الأول: القرينة الحالية.

المبحث الأول: القرينة الحالية في (أسباب النزول).

المبحث الثاني: القرينة الحالية الداخلية.

المبحث الثالث: قرينة الأعراف والعادات والتقاليد البيئية الاجتماعية والثقافية.

107-152

108-117

118-139

140-152

الفصل الثاني: القرينة العقلية.

المبحث الأول: أثر القرينة العقلية في بيان المعنى

المبحث الثاني: القرينة العقلية والحكم النحوي.

153-181

156-172

173-181

الخاتمة.

182-187

المصادر والمراجع.

188-199

الملخص باللغة الأنكليزية

1 - 2



[1] نهج البلاغة 2 /23.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • هل تعتبر القرائن في الحكم على العقود؟(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • القرائن وأثرها في علم الحديث (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الموازنة بين نظرية العامل ونظرية تضافر القرائن في الدرس النحوي (PDF)(كتاب - موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن)
  • القرائن: أقسامها والعمل بها(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • إجراءات الإثبات (16) القرائن (2)(مقالة - موقع الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي)
  • إجراءات الإثبات (15) القرائن (1)(مقالة - موقع الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي)
  • القرائن وأهميتها في بيان المراد من الخطاب عند الأصوليين والفقهاء(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أثر السياق في دلالة التأويل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القضاء بالقرائن في الفقه الإسلامي(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • قرائن الترجيح(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب