ردود القدامى والمحدثين النحوية على سيبويه

ملخص الرسالة

ردود القدامى والمحدثين النحوية على سيبويه

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لا انقضاءَ لنعمته، ولا نهاية لرحمته، الودود الرحيم الرحمن، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وعلمه البيان خير تعليم، المتوحد بالعز والبقاء، القاهر عباده بالموت والفناء.

والصلاة والسلام على أشرف خلقه الرؤوف المصطفى، والسيد المجتبى، والعروة الوثقى، وحبل الله المتين، أبي الزهراء سيد الأولين والآخِرين.

وآله الطيبين الطاهرين، الغر المنتجبين، السادة النجباء، وحُجج الله في أرضه والخلفاء الأوصياء الراضين المرضيين.

وعلى أصحابه الذين آزَرُوه ونصروه، الباذلين مُهَجَهم دون الدين، والمتمسكين به والمستحفظين.

واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين إلى يوم الدين.

وبعد:

فإن البحث في مسائل النحو ومشكلاته يدوم جاريًا دوام القرآن الكريم؛ إذ انبرى كثير من العلماء للدفاع عن تراكيبه ولغته؛ ليبينوا عن تفسيره وتأويله ومعجزته؛ فنتج من ضرع المساجلات والمناقشات التي دارت بين العلماء مسائلُ وردود، وقذف من لهوات رحاهم أجوبة لا حصر لها ولا نفاد، أثْرَت البحث النحويَّ وأمدَّته بأسباب القوة والسداد؛ ليشاد صرح النحو؛ فصار أنْ يشمخ بعرنينه كلُّ من أحب العربية ودافع عنها وبذل نفسه في سبيلها.

وما هذه الأطروحة إلا قطرة في مور هذا البحر، وذرةٌ في هذا الغمر، وقد نهجت إلى أنْ تكون الأطروحة في تمهيد وثلاثة فصول.

تناولت في التمهيد نشأة الردود على سيبويه، وتتبعتها منذ أول ردٍّ على سيبويه إلى أنْ كثرت وتشعبت، وكانت لذلك أسباب، منها ما كان هدفه علميًّا صرفًا، ومنها ما كان يأخذ الجانب الشخصي والنفسي والتحاسد بين العلماء.

وأما الفصل الأول، فقد عنونته بـ(الردود على منهج سيبويه)، تناولت فيه منهج سيبويه، ذاكرًا كثيرًا ممن قالوا بمنهجية سيبويه من القدامى ومن المحدَثين؛ فضلًا عن ذكر كثيرين ممن لم يقولوا بمنهجه، وضمنت ذلك قضايا عديدة؛ كعنوان الكتاب ومقدمته وخاتمته، وطريقة تناول سيبويه للشواهد القرآنية والحديثية والشعرية، وكلام العرب في تحاورهم وأمثالهم.

أما الفصل الثاني، فقد جعلت له عنوانًا وهو (في الأسماء)، تناولت فيه الردود التي أثيرت حول تناول سيبويه لتعريف الأسماء وللقضايا التي تهم الاسم في إعرابه وعلاماته الأصلية والفرعية حين الرفع والنصب.

أما الفصل الثالث، فقد جعلت له عنوانًا وهو (في الأفعال وما يتعلق بها من حروف وطائفة من الحروف)، تناولت فيه الردود على حدِّ الفعل والمسائل التي تهم الأفعال من حيث تأنيثه وإسناده وبناؤه، وتعديه ولزومه، وزيادته وتمامه، ومعاني عدد من الأفعال، ونصبه ورفعه.

وتناولت فيه عددًا من الحروف التي تتعلق بهذه الأفعال، وعددًا من الحروف، وقد وضعتها في هذا الفصل لكي تكمله، ولأنها لا تؤلِّف فصلًا يقوم بنفسه.

وبعدُ لا يسعني إلا أنْ أشكر أولًا الأستاذ المشرف على الأطروحة الدكتور محمود جاسم الدرويش، الذي فارقنا في هذه الأحوال التي نعيشها على تخوُّف، وقد كان يتحمل مني أسئلة عديدة يتلقاها بصدر رحب ودماثة أخلاق حسنة، وكان يوجهني بلا إجبار، ويطرح عليَّ الرأي بلا إصرار.

وكنت أخالفه في كثير من الآراء، وهو يتقبلها ويقول لي: انظر بعين العقل ولا يأخذنك التحامل للقدامى أو عليهم، أو للمحدثين أو عليهم، ولا ينفدن صبرك، وليكن رائدك الحقيقة العلمية وحسْبُ.

فلله درُّه يومَ وجَّهني، ولله دره يوم تركنا طائعًا للقاء ربه، فرحمه الله ورحمنا.

وأشير بالذكر الحسن إلى أثر الدكتور عبدالأمير الورد، الذي كنت أسأله غير مرة عن مسائل نحوية، فأجابني غير برِم ولا ضجِر، بل بكل ما أوتي من بشاشة وجه، فرحمه الله ورحمنا.

وأشكر لجنة المناقشة على ما بذَلتْه من جهد في قراءة هذه الأطروحة وتقويمها، وإبداء الملاحظات عليها؛ لتكون أقرب شيء إلى الصحة، ولا أقول: إلى الكمال؛ فإن الكمال لله وحده.

وأشكر كذلك الإخوة الذين ساعدوني في إتمام هذه الأطروحة؛ كالدكتور صلاح كاظم داود، الذي أسعفني بكثير من المصادر التي أغنت الأطروحة، والدكتور علاء الموسوي، والدكتور علي ماضي، اللذين أمداني بعدد من المصادر الأخرى.

وأشكر الأستاذ مهدي جاسم الذي أخرج الأطروحة مطبوعة، وتحمَّل متاعبَ جمة على كثرة شواغله.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على أشرف المرسلين، وآله الطيبين الطاهرين.

الخاتمة:

عرض البحث لمواطن عدة كانت موضع جدال بين الذين تناولوا كتاب سيبويه من قدامى ومحدثين، وتوصل إلى النتائج الآتية:

1) إن الادعاء بأن سيبويه أخذ كتاب (الجامع)، وبسَطه وحشَّى عليه من كلام الخليل وغيره - قد ثبت بطلان هذا الادعاء بالدليل النقليِّ والدليل العقلي، وأثبت البحث أن لسيبويه منهجًا في كتابه، وكان على وعيٍ تام في أثناء كتابته له.

2) أجمع كثير من العلماء والدارسين القدامى والمحدثين أن سيبويه هو من ألَّف الكتاب، وأنه ذو منهج فيه، وإن كان نفر من الدارسين القدامى يدسُّون على الكتاب وصاحبه بعضًا من الأقوال والمزاعم والأباطيل للنَّيل منه.

3) إن سيبويه جمع أصول النحو وفروعه، وإن لم تكن قبل الخليل وسيبويه واضحة المقاصد، أو وضعت لغاية توضيح الأصول، وإنما كانت عامة، وقد قام سيبويه بتخليص الدرس النحوي مما شابه من دراسات أخرى عَلِقت به.

4) إن سيبويه لم يضع عنوانًا لكتابه، وإن ما ادعاه عددٌ من الباحثين من أن سيبويه سمى كتابه بـ(الكتاب) غير صحيح.

5) بيَّن البحث فكرة جديرة بالاهتمام؛ وهي أن سيبويه كان يخطِّئ بعض العرب في لغتهم؛ فلذلك خطَّأ عددًا من الجمل والتراكيب التي قالها بعض العرب؛ فحكم على قول بعضهم أنه يغلط إذا لم يوافق القياس المطرد الذي ذكره من المسموع من لغة العرب، ومن القواعد التي قعَّدها، مع أنه اعتمد على السماع والقياس في منهجه.

6) إن سيبويه في تعامله مع النص القرآني يعتمد على التفسير من داخل النص القرآني نفسِه وليس من خارجه؛ أي: إنه كان يروم تفسير القرآن الكريم تفسيرًا لغويًّا.

7) خطَّأ سيبويه عددًا من القراءات، وهو في هذا لم يكن مفارقًا جماعة النحاة في إنكارهم على القُرَّاء قراءاتِهم، وبذلك قد جارى النحويين في اعتراضهم عددًا من القراءات القرآنية.

8) عرض البحث أن سيبويه لم يعتمد الحديث النبويَّ الشريف في احتجاجه وطرحه النحوي، وهذا الأمر جعل كثيرًا من الدارسين يتساءلون عن هذا الأمر.

9) سلك سيبويه سبيل الدقة والتمحيص في الشواهد الشعرية، وقد بذل جهودًا مضنية في تحصيلها، وانتقاء الأصلح منها، والتثبُّت من رواياتها، وذلك باستشارة شيوخه، فضلًا عن أخذ أكثرها منهم، وكان يكثر من إيراد هذه الشواهد حين يقرِّر قاعدة ما.

10) زاد رواة الكتاب ونقَلَتُه ونُسَّاخه في شواهده الشعرية؛ رغبة منهم في زيادة الإيضاح والبيان؛ ليقرروا قاعدة وينسبوها إلى سيبويه.

11) سيبويه على وعي تام حين يضرب أمثلته النحوية، ويعرف جيدًا ما يريد، ولا يمكنه إلا متابعة العرب في أقوالهم، ولا ينبغي القياس على الشاذ المنكر في القياس.

12) بيَّن البحث أن سيبويه لم يخطئ في أية مسألة، وأن ما اتُّهِم به سيبويه من خطأ في موضعين لم يكن له شيء من الصحة.

Abstract

This thesis endeavours to know the range of grammatical reactions said about the book of Sibiwiahi as far، as the method and the grammatical views are concerned. This thesis shows that Sibiwiahi has his own method and he.

was of full awareness during the writing of the book.

The claims، that Sibiwiahi took from the book (AL jamia) ( الجامع ) and put some stuff from AL Khaleel، are groundless.

Sibiwiahi summarized the grammatical lesson which is like other studies.

Sibiwiahi collected the branches of syntax، even they were not clear before

AL Khaleel and Sibiwiahi، because they were too general.

Sibiwiahi dealt with Quranic text، analytically، depending on the Quranic

text itself in interpretation.

He showed certain mistakes in Quranic readings، as those showed by the most grammarians.

Sibiwiahi did his best to get the poetic evidences and use the most suitable one، and be sure of them by consultibg his scholars.

Sibiwiahi is a ware of giving grammatical examples and following Arabs in their saying.

The thesis shows the independence of Sibiwiahi of his scholar(AL Khaleel)

The thesis proves that Sibiwiahi in tended to interpret the Glorious Quran via his understanding of syatax.

He analyized the grammatical structures through the linguistic taste and the good linguistic method.

المحتويات