• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

الدلالة النفسية للألفاظ في القرآن الكريم

محمد جعفر محيسن العارضي

نوع الدراسة: PHD
البلد: العراق
الجامعة: جامعة القادسية
الكلية: كلية الآداب
التخصص: اللغة العربية وآدابها
المشرف: د. حاكم مالك الزيادي
العام: 1423هـ - 2002 م

تاريخ الإضافة: 3/5/2021 ميلادي - 21/9/1442 هجري

الزيارات: 11534

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

الدلالة النفسية للألفاظ في القرآن الكريم

 

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه.

 

وبعد ...

فاللغة تتحدد فاعليها بتوافر عنصرين: أما الأول فنظام اللغة ذاتها، وما تعطيه من إمكانات اختيارية للمتكلم في بناء حدثه الكلامي. وأما الأول أيضًا فطريقة هذا المتكلم في إخضاع هذه الإمكانات المتعددة إلى التحولات السياقية التي ينتج على ضوئها المعنى إنتاجًا تواصليًا تأثيريًا، وهكذا هي اللغة العالية، وهكذا العربية وديدن القرآن الكريم.

 

فلا يخفى أنَّ اللغة تستعمل لأداء وظيفتين: الأولى وظيفة تواصلية تفاهمية يشترك فيها المتكلمون من دون فضل سبق لأحد على آخر، فتكون مباشرة عرفية في ألفاظها ودلالاتها، منطقية في بناء جملها. والوظيفة الثانية وظيفة تأثيرية جمالية، فضلًا عن التوصيل والإبلاغ، فتنبني على العدول والاختيار والتساوق مع تحولات المقام؛ فتزخر بالتحولات السياقية والتبدل اللفظي. وهذه الوظيفة - كما في القرآن الكريم - هي ما تجعل اللغة أرواحًا تتنفس فيض الكمال والجمال، فيوجد فيها ريح الفن والخيال.

 

فإن الخطاب القرآني نضَّاخ بالمعرفة والحياة، وأسرار الوجود، ومستجمع ذلكم كله خطاب لغوي معجز أخَّاذ بطريقة الأداء وإشراقاتها الروحية، وفيضها الجمالي، ومستجمع هذا أيضًا تجليات المعنى وفنون البيان؛ ذلك أنَّ القرآن العزيز أتى على العربية فأحياها مرتين، أحياها من حيث (أمات) قدرة المعارضة و(التحدي)، فجاء خطابًا خلاقًا مستنفدًا إمكانات هذه اللغة كلها، وهذه آية إحيائها الكبرى؛ إذ يتنقَّل بالمتلقي من المعرفة الذوقية التأثيرية إلى المعرفة العقلية، فيكون القول بالإعجاز والتفرد. ويكون هذا قولين: قولًا ذوقيًا، وقولًا عقليًا، وكلاهما يؤدي إلى الآخر ويحفز إليه.

 

ولما كان القرآن الكريم يستعمل اللغة استعمالًا جماليًا فنيًا، ولما كانت الألفاظ سُدى التعبير ونسيجه ولونه؛ تعامل معها القرآن الكريم تعامل المستهلك المنتج فاستهلك طاقاتها الدلالية كلها بأن نجم عن خبايا فيوضاتها وتجلياتها الفنية، فانتهى إلى مدارج كمالها الدلالي؛ وبذا يكون قد أنتجها. فجاءت ألفاظه مشدودة دومًا إلى حفز دلالي يتناسل، وهذا التناسل الدلالي مظهر أبرز من مظاهر التأثيرية والفن وبعث الجمال في آفاق الخطاب الإلهي الإيماني المعجز.

 

تأتي إذًا الألفاظ في السياق القرآني محفورة وقد ملئت دلالة، و إشارة؛ فليس للمتأمل فيها أن يقف عند حدود الأبعاد المادية (العرفية) لهذه الألفاظ؛ فالقرآن المجيد لما استعملها لم يكن ليقف عند تلك الدلالة، فجاء حريصًا قاصدًا إلى الإشباع الدلالي لهذه الألفاظ من الصوت، والمعنى الأساس إلى الإشارة، والرمز، فالمعنى العاطفي والإيحائي؛ فجاءت لذلك ((الدلالة النفسية للألفاظ في القرآن الكريم)) محاولة لتلمس الدلالة القرآنية بأبعادها العرفية العامة، وأبعادها الذوقية الذاتية، وما يفرزه السياق من فائض في المعنى، أو تضخم في دلالة هذه اللفظة أو تلك محمود.

 

والمنطلق المنهجي في هذه الدراسة هو تشييد البناء التحليلي للاستعمال القرآني من خلال استقراء الألفاظ التي تشكل (قطيعة) دلالية مع العرف اللغوي، على أساس من أنها تمثل مرحلة التفرد والرقي الاستعمالي داخل المنظومة اللغوية العربية، ثم محاولة تطبيق هذه الرؤية التحليلية على هذه الألفاظ داخل التحولات السياقية التي جاءت فيها للوقوف على العدول الدلالي، أو فائض الدلالة وما يفيض من معنى إضافي لهذه اللفظة أو تلك، فكانت الطريق إلى ذلك تبدأ من إثبات الدلالة العامة (المعجمية) للفظة، ومن ثم ولوج الاستعمال القرآني للتعرف على قرآنية الدلالة لهذه اللفظة، وما وهبت من تفرد وامتياز دلالي، والتحرك بعد ذلك نحو ما يمكن أن يلتمس من دلالة مخصوصة بالسياق القرآني، والتحول في نهاية الطريق إلى صياغة ذلك على نحو من الدلالة النفسية، والمعنى الإسلوبي، أو ظلال المعنى، اعتمادا على السياقين اللغوي والثقافي، اللذين يحتكم إليهما بغية التمثل الدلالي الحقيق للاستعمال القرآني.

 

واحتجت بين يدي ذلك توضيح (الدلالة النفسية) والوقوف على مفهومها في التحليل الدلالي، فوجدت أنه يكون من خلال الكلام على (الدلالة النفسية بين مفهوم السياق وأنواع المعنى) فتكفل به مدخل الأطروحة، إذ جاء ليذكر أقسام السياق، وأنواع المعنى، فيبرِّز ما يتصل بالدلالة النفسية منها، منتهيا إلى أقسامها واقفًا - في آخرة الكلام - على الإشارة والسياق القرآني.

 

واعتمدت في التحليل الدلالي تقسيم الألفاظ التي أمكن القول بدلالتها النفسية والإيحائية على أساس من الموضوعات والحقول الدلالية، وهو تقسيم تقدمه نظرية المجال الدلالي في تحليل المعنى تحليلًا سياقيًا، فآثرت تفريع الحقول اللغوية العامة إلى حقول صغيرة، وصغرى ما استطعت ذلك؛ لأن التدقيق في التفريع الدلالي يعني السير باللفظة من دلالتها العامة التي تقاربها في الدلالة عليها ألفاظ أخر إلى الدلالة المخصوصة بهذه اللفظة دون غيرها، فيكون هذا التفريع والتشقيق مما يخدم العمل الدلالي كثيرًا، ويسهِّل الكلام على العلاقات الدلالية بين هذه الألفاظ في مجموعاتها اللغوية، جاءت ألفاظ الدراسة على أربعة حقول كبرى، تفرعت إلى حقول صغيرة، عرض لكل حقل منها فصل، بينما عُقدت للحقول المتفرعة مباحث، لم تبق في الأعم الأغلب ألفاظها مجتمعة، إنَّما مال البحث إلى تفريعها فروعًا صغرى، سعيًا وراء التماس الدلالة الأخص لها. ورتبت هذه الألفاظ وفاقًا لمبدأ الشيوع والكثرة، فكانت بحسب الآتي:

 

الفصل الأول: ألفاظ العقيدة. وتضمن المباحث:

- المبحث الأول: ألفاظ التوحيد والعبادة.

- المبحث الثاني: ألفاظ الرسالة والاصطفاء.

- المبحث الثالث: ألفاظ الضلال والإثم.

- المبحث الرابع: ألفاظ النعيم والثواب.

- المبحث الخامس: ألفاظ العذاب.

- المبحث السادس: ألفاظ الإقامة في الآخرة.

 

الفصل الثاني: الألفاظ الاجتماعية. ومباحثه:

- المبحث الأول: ألفاظ العلاقات الاجتماعية.

- المبحث الثاني: ألفاظ الفِرق والجماعات.

- المبحث الثالث: ألفاظ التوطن والإقامة.

- المبحث الرابع: ألفاظ الفقر والإطعام.

-المبحث الخامس: ألفاظ اللباس والزينة.

 

الفصل الثالث: ألفاظ خلق الإنسان وحياته. واشتمل على مباحث:

- المبحث الأول: ألفاظ الإنسان.

- المبحث الثاني: ألفاظ الكلام والمحادثة.

- المبحث الثالث: ألفاظ الحركة والانتقال.

- المبحث الرابع: ألفاظ العلم.

- المبحث الخامس: الألفاظ النفسية.

- المبحث السادس: ألفاظ المرض.

 

الفصل الرابع: ألفاظ الطبيعة. وتكلم على:

- المبحث الأول: ألفاظ الأرض وما يتصل بها.

- المبحث الثاني: ألفاظ الماء وأمكنته.

- المبحث الثالث: ألفاظ الظواهر الطبيعية.

 

وأتت على هذه الفصول والمباحث خاتمة أو جزت القول في نتائج الدراسة.

والطريق إلى طلب المعنى طويلة، وهي كذلك في دراسة دلالة الألفاظ عمومًا، غير أنَّها تزداد طولًا مع الألفاظ القرآنية، وتكون طولى وعرة عندما تطلب دلالة نفسية فائضة للفظة القرآنية التي يستعملها السياق القرآني استعمالًا فنيًا رائدًا، فيصنع دلالتها عميقة متفردة.

 

ومما يجعل المسير إلى ذلك أصعب أن لا هادي إليه سوى الذائقة الفنية، والتحليل الدلالي الجمالي، أمَّا المصادر والمراجع، التي كانت بين المعجمات العامة والمعجمات القرآنية وكتب التفسير والدراسات القرآنية الأخر، ومراجع الدرس الدلالي الحديث، فعلى الرغم من أنَّها في أغلب أهدافها تقف عن استكناه الدلالة الثانية، فتكتفي بالدلالة الأولى التي عليها العرف اللغوي، إلاَّ أنَّ البحث وجد فيها ما يمكن توظيفه لمصلحته لاسيما مباحث تعدد دلالة الألفاظ؛ فجاءت هذه الدراسة لتبث صعوبات كثيرة في مسيرة الدرس القرآني، ولتحاول رسم ملامح درب إلى التفرد القرآني جديد من خلال النظر أو الحث على النظر إلى إشراقات اللفظ، والتحرك معه على ضوء من تجلياته المتعددة وفيضه الدلالي الأوسع.

 

ذل كثير من هذه الصعوبات بالتوجه إلى الله تعالى، والتوجه إلى القرآن الكريم من القرآن ذاته، فكثيرًا ما اعتمدت الفروق بين السياقات المستعملة فيها اللفظة محل البحث في استكناه الدلالة النفسية، وأكثر من هذا توظيف طريق الموازنة، والفروق الدلالية بين الألفاظ من أجل الإمساك بما بدا أنَّه دلالة مضافة هنا، أو إشارة هناك، أو معنى إسلوبي هنالك …. محاولًا إخراج ذلك مخرجا يجعله الأقرب إلى الإيحاء، والعرفان، من دون أن تأخذ طريقًا مخالفة لطريق الدلالة الأولى، إنَّما كانت إشعاعًا مضافًا يمتد في خط هذه الدلالة.

 

وذُللت صعوبات أخر بمعونة من تصدى للإشراف على هذه الأطروحة، فقد كان من حظها أن جاءت بإشراف الدكتور حاكم مالك الزيادي، فأتت ملاحظه وتوجيهاته بخير هذه الأطروحة.. وغاية عملي لذيذ الشكر له … جزاه الله عنى وعن لغة القرآن العظيم خير جزاء المحسنين.

 

ويغلبني شكر أضعه قبلة على يد أُستاذي أبدًا الأُستاذ الدكتور علي زوين، الذي تلمذت عليه ومازلت فعرفت المنهج وحب الدرس الدلالي، فله مني حب واحترام، فقد عرفته أبًا أُستاذًا عالمًا، وما هذه الأطروحة إلاَّ بعض حبه، وآية عهدي له على مواصلة الدرس اللغوي الحديث الذي أحبه حبين: حب أن أخذته عنه هو، وحب أن جعل بي حاجة إليه دائمة، فلعله يرضى.

 

وأشكر أساتذة قسمي الفصيح رئيس وأعضاء لجنة المناقشة أدامهم الله من العلماء المنتفع بعلمهم، فبجهدهم وحده يرقى البحث فلهم مني حب واحترام ودعاء، جزاهم الله خير الجزاء، وعرَّفني التزام الاعتراف لهم بالفضل، وسهّل الجدّ في ردِّ ما لهم عليَّ، وإن عجزت كثرةً فغايتي أنّني بعضهم.

 

وللأخوة الأصدقاء شكر ودعاء، وأشكر كل من تفضَّل على البحث وصاحبه، فنال اهتمامًا من سؤاله الكريم.

 

والله أسأل التوفيق للجميع … وأن يعرفنا حبه، فهو الطريق الوحيدة إلى باطن كلامه العزيز … وله الحمد ربِّ العالمين.

 

 

 

 

الخاتمة

حمدت الله في الأولى وليس لي غير حمده في الثانية حمد الشاكرين وشكر الحامدين.

 

بعد التعامل مع الألفاظ في الاختيار القرآني على أساس من أن لها بعدين دلاليين: بعدًا عرفيًا يهيمن عليه التواطؤ المعرفي الاجتماعي فيلقى استجابة تواصلية بما تعارفت عليه الجماعة اللغوية، وهذه الاستجابة تكاد لا تفارق دلالة العرف اللغوي؛ فهي محكومة بمرجعيات النظام اللغوي على مستوى المعجم، ومن ثم تكون على نحو متماثل - إلى حد كبير - عند أفراد الجماعة اللغوية. وبعدًا إيحائيًا رمزيًا تبارى فيه المتذوقون فتتعدد مواقفهم الدلالية ومقولاتهم إزائه تبعًا لتعدد إشاراته وفيوضاته التأثيرية؛ ذلك أن الأمر يرجع إلى الذائقة اللغوية لفرد الجماعة وانفعاله بأُسلوب المعنى والتحسس لاختيار عناصر أدائه كلها، والوقوف على أسرار العدول والتحولات السياقية التي تصيب السياق الداخلي تساوقًا مع تبدلات السياق الخارجي وعناصره، فضلًا عن آثار السياق العاطفي والسياق الثقافي في المحلل الدلالي وطالب المعنى.

 

وإذا كان الأمر كذلك فإن الدلالة الإيحائية التي يتمتع بها الاستعمال القرآني تنهض بقسم كبير من الأثر التأثيري الذي يريده القرآن الكريم، فيكون طلب هذه الدلالة وملاحقتها في الاستعمال القرآني أمرًا واجبًا، إذ أن الاكتفاء بالدلالة العرفية لا يخرج النص القرآني من كونه نصًا إبداعيًا حسب، على حين تُظهره القراءة (الدلالة) الثانية نصًا في المعرفة الإلهية ينبني على أسس من الإبداع والفن القولي، فكثيرًا ما يعمد النص القرآني إلغاء الدلالة الحسية للمفردة إلغاء (تامًا)، تلك الدلالة التي (عجزت) عن إلغائها النصوص الأخرى. أي أن الدلالة الإيحائية التي يحركها الخطاب القرآني حركة متوالية كثيرًا ما تمثل الوظيفة التأثيرية فيه؛ فيكون هذا ملمحًا بارزًا من ملامح عبقرية الصياغة (العمارة) القرآنية المتفردة وقدرتها التأثيرية العليا، وقبل ذلك عبقرية اللغة التي صاغ القرآن الكريم تفرده بإمكاناتها التعبيرية وقيمها الجمالية على مستوى اللفظ والتركيب صوغًا جماليًا تأثيريًا؛ فيظهر مظهر من مظاهر الإعجاز جديد.

 

وخلال إلتماس الدلالة النفسية للألفاظ داخل البناء القرآني المعجز يمكن الكلام على الآتي:

1- تداخلت الدلالة النفسية مع الفروق الدلالية بين الألفاظ المستعملة على دلالة عامة، فكثر أن تكون الفروق الدلالية معينًا للدلالة النفسية. وأعلى من هذا أن كانت الدلالة النفسية طريقًا لتمثل الفروق الدلالية بين هذه الألفاظ؛ فانتهى البحث بسبب من هذا إلى القول أن لا (ترادف) هنا، إنما هنالك تقارب دلالي.

 

2- وقريب من هذا التحام الكلام على الدلالية النفسية بالتطور الدلالي، لاسيما نقل الألفاظ من دلالتها المادية إلى دلالة معنوية جديدة؛ إذ يبدو أن كثيرًا من الظلال المعنوية تتحول دلالة رئيسة للفظة في هذا السياق أو ذاك، فينشأ التطور الدلالي المار بالمظهر الإيحائي النفسي لألفاظ الاختيار القرآني.

 

3- وأكبر من هذا أنَّ الدلالة النفسية أخرجت غير واحدة من الظواهر الدلالية إخراجًا جماليًا فنيًا، فبدا أنَّ القرآن الكريم يستعمل الأضداد على نحو من حركية دلالية إشارية فيعمد إلى تضييق الحدود بين الدلالتين الضديتين لهذه اللفظة أو تلك، حتى كأنه يريد الدلالتين معا مبتدءًا من واحدة منتهيًا إلى الأخرى فيحدث هالة من الدلالة مضيئة بينهما تكون مثار لذة دلالية كبرى. أما المشترك اللفظي أو ما يسمى بالنظائر القرآنية فإنها كانت مما يبعث على النظر الدلالي الذي يقود إلى الإيحاء وتأمل ظلال المعنى في الاستعمال القرآني؛ ذلك أن السياق يمنح هذه الطائفة من الألفاظ إشعاعًا دلاليًا من خلال تعبئتها دلالات ذات طابع رمزي فيضي؛ فيكون التأثير والعنصر الجمالي رائدًا في هذا لا يغيب عنه.

 

4- على الرغم من أنَّ العقيدة محصلة عقلية إلا أننا نجد السياق القرآني يقدم ألفاظها على مظهر فني، فكانت مظنة للدلالة النفسية تنتقل بالمتلقي من المعرفة الذوقية إلى معرفة عقلية مشيدة على أساس قلبي، فجاءت غير واحدة من ألفاظ العقيدة مشدودة إلى أصل عرفي مادي منقولة إلى بعد عرفاني يتسامى فتحفظ - على نحو رمزي - ما تمثله العقيدة من علاقة بين الذات والآخر، وما المنطقة الواصلة بين البعدين (البعد العرفي والبعد العرفاني ) إلا خط من التأمل الدلالي.

 

5- أما الألفاظ الاجتماعية وألفاظ الإنسان وحياته فأتت دلالاتها النفسية متساوقة مع ما للفعاليات الحياتية من حضور، فما كان أمام هذه الألفاظ إلا أن تكون ناهضة الدلالة متحركة الإيحاء مشحونة بمشاعر الدلالة في محاولة لموازاة مشاعر الإنسان والحياة.

 

6- واللافت في دلالة الألفاظ القرآنية أن ألفاظ الطبيعة استُعملت في أغلب السياقات استعمالًا مجردًا رمزيًا، فصارت إلى دلالة مضافة غير ما تدل عليه في العرف؛ ما حقق حالة من الفيض الدلالي وفنية الأداء.

 

7- قد كان للغريب وما تشترك فيه اللغات من ألفاظ مستعملة في الخطاب القرآني أثر     إيحائي، يؤشر قصدية الاختيار ويبني الدلالة بناء نفسيًا بعد أن كان بناها بناء اجتماعية، إذ صار إلى لفظة مستعملة في سياق ما قبل القرآن الكريم، فبدت هذه الفظة المشتركة أو الغريبة عربية مرتين مرة بالتواطئ المعرفي، ومرة- وهي الأهم - بالدلالة القرآنية المخصوصة، والفيض النفسي المصاحب لاستعماله الانفعالي.

 

8- انمازت طائفة من الألفاظ القرآنية بهيمنة أسلوبية فما كان إلا أن تمتعت هذه (الألفاظ الأُسلوبية) بإيحاء أسلوبي مهيمن هو الآخر على سياقات استعمالها، فيتشكل المعنى الأُسلوبي موحيًا من خلال التظافر الدلالي للمهيمنة الأسلوبية التي تبقى بقيمها التعبيرية طاقة التجدد ولذَّة الإدهاش.

 

هذه أبرز المظاهر التي تمثَّلها درس الدلالة النفسية لألفاظ الاختيار القرآني، ويبقى مظهر الإعجاز والتفرد …

 

وآخر دعوة أن الحمد لله رب العالمين، راجيًا السداد وابتغاء وجهه وسع علمه.

 

 

فهرس المحتويات

الموضوع

الصفحة

المقدمة

1-4

المدخل: الدلالة النفسية بين مفهوم السياق وأنواع المعنى

5-27

السياق

9-12

أنواع المعنى

12-19

الدلالة النفسية

19-27

الدلالة الصوتية

19-20

دلالة التضمن ودلالة الالتزام

20-21

إشارة اللفظ ودلالة الفحوى

21-23

الدلالة الإيحائية

23

الدلالة الأسلوبية

23-24

الدلالة الهامشية

24

المعنى النفسي والعاطفي

24-27

الفصل الأول: ألفاظ العقيدة

28-104

المبحث الأول: ألفاظ التوحيد والعبادة

29-45

التوحيد وأسماء الذات المقدسة

30-33

الدعاء والتنزيه

33-37

العبادة

38-44

1- تلاوة القرآن وتأويله

38-41

2- إيتاء الزكاة

41-43

3- مطلق الكسب والعبادة

43-44

المبحث الثاني: ألفاظ الرسالة والاصطفاء

45-56

التهيأة والتأهيل

46-50

الإرسال

50-56

المبحث الثالث: ألفاظ الضلال والإثم

57-73

الضلال والشك

58-66

1- الضلال المطلق

58-61

2- الشك

61-62

مرض القلب وظلامه

62-64

العمل الزائف

64-66

الآثام

66-69

الموقف العدائي

69-73

1- من المرسلين والمؤمنين

69-72

2- من القرآن الكريم

72-73

المبحث الرابع: ألفاظ النعيم والثواب

74-84

في الدنيا والآخرة

75-78

في الآخرة

78-84

1- ثواب أهل الجنة

78-82

2- لجزاء المتوقع

83-84

المبحث الخامس: ألفاظ العذاب

85-96

العذاب العام

85-87

في الآخرة

87-96

المبحث السادس: ألفاظ الإقامة في الآخرة

97-104

في القبور

98-102

1- دخول القبور

98-100

2- المقابر

100-102

في الجنة والنار

102-104

الفصل الثاني: الألفاظ الإجماعية

105-180

المبحث الأول: ألفاظ العلاقات الاجتماعية

106-128

العلاقة بالمرأة

107-124

أ- الزواج

107-119

ألقاب الزوجين

107-112

ألفاظ مباشرة النساء

112-119

1- الألفاظ المباشرة

112-116

2- الألفاظ غير المباشرة

117-119

ب- ألفاظ الصداقة

119-124

النسل (القرابة)

124-128

1- الأولاد

124-126

2- الأحفاد

127-128

المبحث الثاني: ألفاظ الفرق والجماعات

129-144

الفرق الكبيرة

130-135

الفرق المتوسطة

136-141

الفرق الصغيرة

141-144

المبحث الثالث: ألفاظ التوطن والإقامة

145-160

الإقامة الموقوتة

145-150

1- الطويلة

145-147

2- القصيرة

148-150

التوطن

150-160

1- في الدنيا (توطن الأحياء)

150-160

الخاص

150-157

العام

157-160

المبحث الرابع: ألفاظ الفقر والإطعام

161-171

الفقر الشديد

160-167

الفقر المتوسط

167-171

المبحث الخامس: ألفاظ اللباس والزينة

172-180

المخصوصة بالدنيا

173-176

ألفاظ اللباس العامة (الدنيا والآخرة)

177-180

الفصل الثالث: ألفاظ خلق الإنسان وحياته

181-267

المبحث الأول: ألفاظ الإنسان

182-203

الألفاظ العامة

183-192

1- عموم الإنسان (الذكر والأنثى)

183-188

2- ألفاظ النساء

188-191

3- ألفاظ الذكور

191-192

ألفاظ المراحل العمرية

192-198

1- ألفاظ الطفولة وأول الشباب

192-195

2- ألفاظ الرجولة وأول الشيب

195-196

3- ألفاظ الشيخوخة

197-198

أعضاء الجسم وما يتعلق بها

198-201

1- الأعضاء الظاهرة

198-201

الصفات البدنية والروحية

201-203

المبحث الثاني: ألفاظ الكلام والمحادثة

204-223

الكلام المسموع

205-219

1- الأخبار

205-209

2- عامة الكلام والصوت

209-212

3- الدعاء والصياح وضخامة الصوت

212-214

4- المراجعة في الكلام

214-216

5- اختلاط الكلام وقبحه

216-219

الكلام الخفي والضعيف

219-223

المبحث الثالث: ألفاظ الحركة والانتقال

224-242

الإقبال

224-230

السير

230-236

1- السريع

230-232

2- المشي

233-234

3- السير الكشفي

234-236

الانتقال

236-240

الإدبار والسقوط

240-242

1- السقوط

240-241

2- الإدبار

241-242

المبحث الرابع: ألفاظ العلم

243-250

المبحث الخامس: الألفاظ النفسية

251-263

السلوك السلبي (المرض الخلقي)

252-254

1- الكذب

252-253

2- مرض العقل

253-254

ألفاظ التلذذ

254-259

ألفاظ البشارة والضحك

254-256

ألفاظ الفرح

256-259

ألفاظ الحزن والانتظار

259-262

1- الحزن

259-262

2- الانتظار

262-263

المبحث السادس: ألفاظ المرض

264-267

المرض الطارئ

265-266

الهلاك

267

الفصل الرابع: ألفاظ الطبيعة

268-291

المبحث الأول: ألفاظ الأرض وما يتصل بها

269-277

الانبساط والسطح

270-272

المرتفع والصلب

272-277

المتطامن والمنخفض

277

المبحث الثاني: ألفاظ الماء وأمكنته

278-282

الماء وما يرتبط به

279-280

أماكن الماء

280-282

المبحث الثالث: ألفاظ الظواهر الطبيعية

283-291

المطر

284-286

أ- المطر الكثير

284-285

ب- المطر القليل

285-286

الرياح

286-287

الوقت وحركة الأجرام

287-291

1- الوقت

287-288

2- حركة الأجرام

289-291

الخاتمة

292-294

المصادر والمراجع

295-314

الملخص باللغة الإنكليزية

1-2





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الدلالة وعلم الدلالة: المفهوم والمجال والأنواع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المصاحبة اللغوية وأثرها في تحديد الدلالة في القرآن الكريم (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • المصاحبة اللغوية وأثرها في تحديد الدلالة في القرآن الكريم - دراسة نظرية تطبيقية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • صدر حديثاً (آيات التحدي في القرآن الكريم: الدلالة والإيحاء) للدكتور عبدالعزيز العمار.(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • دور السياق في تحديد الدلالة الوظيفية في القرآن الكريم(رسالة علمية - آفاق الشريعة)
  • أهمية التربية النفسية للطفل (الأطفال والتربية النفسية)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صحتك النفسية ومقاومة الضغوط .. كيف تعزز مناعتك النفسية؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الاضطرابات النفسية وعلاجها في القرآن الكريم (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاضطرابات النفسية وعلاجها في القرآن الكريم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاضطرابات النفسية وعلاجها في القرآن الكريم (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب