• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

معاني الحروف الثنائية والثلاثية بين القرآن الكريم ودواوين شعراء المعلقات السبع

رزاق عبد الأمير مهدي الطيَّار

نوع الدراسة: PHD resume
البلد: العراق
الجامعة: جامعة بغداد
الكلية: كلية التربية الأولى (ابن رشد)
التخصص: اللغة العربيَّة وآدابها
المشرف: أ. د. نعمة رحيم العزاوي
العام: 1426 هـ - 2005 م

تاريخ الإضافة: 24/3/2021 ميلادي - 10/8/1442 هجري

الزيارات: 11595

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

معاني الحروف الثنائية والثلاثية بين القرآن الكريم

ودواوين شعراء المعلقات السبع


المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبيه المبعوث رحمة للعالمين، الأمين -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وأصحابه الميامين المنتجبين. وبعدُ:

 

فمازال الدرس القرآني بأبعاده المتعددة نبعًا صافيًا للدراسات اللغوية العربية عمومًا والنحوية خصوصًا. ولم تبتعد الدراسات الأدبيَّة والبلاغيَّة العربيَّة والإسلاميَّة عن ساحة الدرس القرآني كثيرًا؛ إذ هي في الأعمِّ الأغلب تسير في مضماره، ولا تنفك تمتُّ إليه.

 

وكانت لغة القرآن الكريم الرافد الرئيس لعلماء النحو حينما تتبعوا معاني (حروف المعاني) فاستخلصوا من القرآن لكلِّ حرفٍ معانيه، وسجَّلوها لنا في كتبهم النحويَّة العامة أو فيما صنَّفوه مخصصًا لتلك الحروف فحفظت. وكان جلُّ اعتمادهم في شواهدهم لتلك المعاني على القرآن الكريم، حتَّى ظنَّ بعض الباحثين أن لولا القرآن ودراساته لم يكن ذكرٌ لتلك المعاني في كتب النحو واللغة[1]، ولم تتفتق تلك الطاقات الإبداعيَّة في لغة العرب.

 

هذه هي نقطة البداية لهذه الدراسة، فقد تنبهنا، ونحن ندرس ضمن الفصول التحضيريَّة لدرجة الدكتوراه (أثر القرآن الكريم في الدراسات النحوية واللغوية) إلى أنَّ هنالك مقدارًا من التغيُّر أحدثه القرآن في اللغة العربية عمومًا، وفي استعمال (حروف المعاني) على نحو الخصوص، فكانت الأسئلة المطروح: ما حجم هذا التغيُّر؟ وما مقداره؟ وأين موارده؟ وهل هو تطوُّر في اللغة؟ وكيف؟ بقيت هذه الأسئلة تشكل هاجسًا ملحًا يطلب الإجابة، ويستحق البحث والعناء، وناقشت الأمر مليًا مع أستاذي المشرف، فأرشدني وحثني على متابعة الموضوع، والقراءة فيه، وبعد مدَّة قررنا العمل، وارتأينا أنَّنا إذا أردنا تَعرُّف على حجم التغيير والتطوير القرآني لاستعمال (معاني الحروف) لابدَّ لنا من أنْ نقيس الاستعمال القرآني لحروف المعاني بما كان مستعملًا منها في لغة العرب قُبَيْلَ نزوله. ولمَّا كان القرآن الكريم نصَّا فصيحًا بليغًا، بل هو قمَّة الفصاحة العربية وبلاغتها، كان لزامًا علينا أن نوازنه بنصٍّ بليغ فصيح.

 

لم يصل إلينا عن العرب من الخطابة البليغة أيام نزول القرآن مقدارٌ يسمح لنا بعقد مثل هذه الموازنة، فالنصوص النثريَّة البليغة قليلة، فلم يكن أمامنا إلاَّ الشعر، وهو نصٌّ بليغٌ، وكان يومها يمثِّلُ قيمة عليا في لغة العرب وممارساتهم الثقافيَّة. وبغية الوصول إلى نتائج دقيقة ومنضبطة اخترت بمشورة أستاذي المشرف شعرًا فصيحًا عالي الجودة، وأعني به شعر المعلقات التي كانت تلقى في المواسم، فيفهمها العرب على اختلاف قبائلهم المتعددة، فهو يمثل الصفوة من أشعارهم وكلامهم، مبتعدين فيه عن اللهجات المحليَّة والخصائص القبليَّة. لكنَّ المعلقات وحدها كانت قليلة، فقررنا أن نعقد الموازنة بين لغة القرآن الكريم، ولغة دواوين أصحاب المعلقات، ليكون حجم الدواوين مقاربًا لحجم النص القرآني الكريم، ولمَّا كان عدد المعلقات مختلفًا فيه اخترت دواوين أصحاب المعلقات السبع برواية أبي بكر محمد بن القاسم الأنباريّ (ت328هـ) ورواية الزوزنيّ (ت486هـ) وهم: (امرؤ القيس وطرفة بن العبد والحارث وعمرو بن كلثوم وعنترة وزهير ولبيد). بهذا اكتملت بين أيدينا مادَّة الدراسة، فأصبحت (القرآن الكريم) من جهة و(دواوين أصحاب المعلقات السبع) من جهة أخرى.

 

أمَّا موضوع التقصي والبحث فقد اخترت بعد مشورة أستاذي أن تكون الحروف الثنائيَّة والثلاثيَّة، وأبعدت الأحاديَّة والرباعيَّة وغيرها؛ وذلك لأنَّ دراسة الحروف كلها لا يسعه وقت الدراسة ولا ظروفها، أمَّا اختياري الثنائيَّة والثلاثيَّة دون غيرها؛ فلأنها أكثر الحروف استعمالًا، وفيها مادَّةٌ خصبةٌ للبحث والدراسة، وتناسب أعدادها.

 

وبهذا حدِّدَ عنوان الأطروحة ليكون: ((معاني الحروف الثنائية والثلاثية بين القرآن الكريم ودواوين شعراء المعلقات السبع )).

 

ومشكلة البحث الأولى التي يسعى لاستكشافها وتحليلها هي تحديد مقدار التغيير والتطوير القرآني في استعمال حروف المعاني، وبعدها فقد جَدَّت مشكلةٌ حرية بالنظر والاهتمام، تلك هي: كيف ننظر إلى معنى الحرف؟ وكيف نعالج تعدد المعنى للحرف الواحد؟ وكان لابدَّ لي من تحديد الأسس التي أسير عليها في النظر إلى معاني الحرف حتى أتمكن من بحث مسألة التغيُّر والتطوُّر.

 

وتبعًا لهذا بنيت الرسالة على ثلاثة فصول، كان الفصل الأول منها تنظيريًا بعنوان (الحرف ماهيته ومكانته في اللغة والاستعمال). عرضت فيه مسائل شكلت أسسًا للفصول التالية وكان ذلك في أربعة مباحث، عنوان الأول منها: (معنى الحرف وموقعه) والثاني بعنوان: (أثر المستويات الكلاميَّة في استعمال المفردات) تناول اختلاف المستويات الكلامية، وكيفية تأثيرها في معنى المفردة ونظرة علماء النحو القدماء للمعنى في ضوء اختلاف المستويات، وعرضت في الثالث منها لنظريتا (التناوب) و(التضمين)، وآراء النحاة في تعدد معاني الحروف بناءًا على هاتين النظريتين، ومن خلال البحث والتتبع تبيَّن لي أنَّ هنالك نظريَّة جديدة يمكن تطبيقها، والنظر إلى المعاني المتعددة للحرف الواحد في ضوئها، وكان هذا ما تناوله الفصل الثاني مفصَّلًا وكان عنوانه: (الدلالة المركزية للحرف والدلالات الهامشية) فقدمت فيه فرضية الفصل وتمت مناقشتها وتطبيقها على اثني عشر حرفًا ثنائيًا في المبحث الأول، وخمسة أحرف ثلاثيَّة في المبحث الثاني لأتمكن في نهاية الفصل وبعد طول النقاش والعرض من تثبيتها نظرية قابلة للتطبيق على معاني الحروف، مبينًا إمكانية توظيف هذه النظرية في خدمة النص الأدبي، وصلاحيتها لمعالجة النصوص البلاغيَّة بصورة أمثل لتحفظ لنا قيمة النص البلاغيَّة والفنيَّة، وتكون بديلًا طبيعيًا للنظريتين السابقتين.

 

في الفصل الثالث وعنوانه (أثرُ السِّياق القُرآني في معاني الحروف) تتبعت استعمال معاني الحروف المركزية والهامشية وسعة كلِّ استعمال في القران الكريم ودواوين أصحاب المعلقات، لأتمكن بعدها من التحديد الدقيق لمكامن التغيير والتطوير في استعمال تلك الحروف مسجلًا ذلك بالأرقام والإحصاءات الدقيقة، وكان ذلك في مبحثين عني الأول منهما بدراسة (ما طوره القرآن من معاني الحروف) ودرست فيه المعاني المركزية والهامشية المستعملة في الدواوين وفي القران وحددت فيه كيف تغير الاستعمال في القران وكيف طوره، معللًا ذلك بما ينسجم وروح اللغة العربية، ورصدت هنا أيضًا استعمال كل من الشعراء لهذه الحروف، ومَنْ المتميزُ مِن أقرانه في استعمالها معللًا ذلك تعليلًا لغويًا نفسيًا يتفق مع طبيعة اللغة وما عرف من حياة الشاعر وسيرته، وموازنًا ذلك كله بالاستعمال القرآني للحرف. أما المبحث الثاني من هذا الفصل فقد تخصص بتتبع (ما تفرَّدَ به القرانُ الكريمُ من معاني الحروف) ورصدت فيه عددًا من المعاني المركزية وآخر من المعاني الهامشية تفرَّد بها القرآن الكريم.

 

ختمت فصول الدراسة بملحق بيانيٍّ يوضِّحُ بعضَ الأمور الإحصائية التي تعدُّ من مكملات البحث وثماره التي فرزها، وهي تتعلق بمعاني الحروف وسعتها وأيّ النوعين الثنائية أو الثلاثية أكثر استعمالًا في اللغة عموما، وأيّ الحروف أكثر استعمالًا في النصين، وأيّ الشعراء أكثر استعمالًا لكل حرف، وما إلى ذلك من بيانات، وآثرت أن أجعله ملحقًا بعد الفصول لئلا تطول به الفصول، وخشية عدم انضمامه تحت عنوان كل من الفصلين وعدم انطباقهما عليه، فيبدو نافرًا أو ناشزًا. وبعد هذا سجلت في خاتمة الدراسة أهم النتائج التي حققتها وأبرزها.

 

خلت الدراسة من تمهيد، وهذا مقصودٌ، فقد تتبعت ما يمكن أن يكون مدخلًا لحروف المعاني فوجدت من سبقني قد كفاني المؤونة، وتناول عدد من الباحثين تاريخ الدراسات المعنيَّة بهذه الحروف، وأشبعوها درسًا وتصنيفًا من جهات عديدة[2]، ولم أجد بالبحث حاجة لتكرار ما قيل وإعادة ما قرر.

 

تشرفت الدراسة وصاحبها بأنْ كانَ مصدرَها الأول كتابُ الله المقدَّس (القرآن الكريم)، ومن بعده قائمة واسعة من كتب التفسير حوت أمات التفاسير وأصوله المعتمد عليها، ولم تستغن الدراسة عن متابعة التفاسير المحدثة والمعاصرة، محاولة الإفادة من كل ما يقع في إطارها عسى أن تجد فيه ما يدعمها ويحقق فرضياتها، وبعدها كان لكتب النحو واللغة ابتداءً بكتاب سيبويه ومعجم العين وانتهاء بالكتب المعاصرة لأساتذة النحو واللغة في الجامعات العربيَّة و العالميَّة عربًا وأجانب، أثرها الكبير في تقرير مسائل البحث، وشكلت دواوين الشعراء وشروح الدواوين الجزء الثاني من الأطروحة، فكـانت تسعى وراء شروح الأشعـار فـي كتب الأدب وأصـولها الرصينة، ولم تستثن كتابًا يمكن الوصول إليه إلاَّ ونهلت منه. بنيت الدراسة على قاعدة عريضة جدًا من المصادر القديمة والمراجع الحديثة مما سمح لها بالوصول إلى نتائج طيِّبة، وأرجو أن تكون مرضيَّة.

 

وأفادت الدراسة من الوسائل العلمية والتكنولوجيَّة المتاحة أمامها بشكل واسع وكبير فقد اعتمدت على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنيت) في متابعة آخر البحوث والدراسات والكتب المنشورة على صفحات الشبكة ومواقعها المختلفة فاستثمرتها ما أمكنها ذلك، محاولة أن تلحق بركب العلم المعاصر، وأفادت الدراسة أيضًا من عدد غير قليل من المكتبات الإلكترونيَّة والبرمجيات الحديثة في المتابعة والبحث والإحصاء للبيانات التي اعتمدت عليها، وكان مجموع الكتب التي حوتها هذا المكتبات الإلكترونيَّة أكثر من أربعة آلاف كتاب من أهم الكتب والمصادر الرصينة في التراث العربي.

 

ولا يخفى على أحد ما مرَّ بنا من ظروف قاهرة، كان أحلاها مرًّا، وليست بنا حاجة لذكر تفاصيلها، وأقلُّ نتائجها فقدان الكتب وغلق المكتبات، وتعذر التواصل بين الطالب والمشرف، وتأخر العمل عن أن ينجز في وقته الأصلي.

 

في خضمِّ تلك الصعاب كان هناك من يسندني ويحثني على إنجاز العمل، فما فتئ أستاذي المشرف (الأستاذ الدكتور نعمة رحيم العزاويّ) يتابعني ويعينني على تجاوز المحن، وكان مستوعبًا لما أحاط بنا من ظروف، ومتفهمًا لحجم الصعاب التي ألمت بالباحثين في هذه السنين، وإني في مقام الشكر والوفاء اليوم أعجز عن إيفاء حقه، ولا تسعفني كلمات الثناء، ولا عبارات المدح لتمام شكره، فاسأل الله له المثوبة، وأن ينفع به طلاب العلم.

 

وحقٌّ عليَّ أن أشكر للفيف من الأهل والأخوة والأصدقاء فضلهم على البحث والباحث في إنجاز هذه الدراسة، فأشكرهم شكر معترفٍ بفضلهم مقرٍّ بمعروفهم وعلى رأس هؤلاء والدي المكرَّم الذي رعاني صغيرًا ولطف بي كبيرًا، وما زالت أياديه الكريمة متواصلة في كل وقت، وكذا أشكر زملائي في جامعة الكوفة الغراء على ما قدموه لي من مصادر ومراجع، فضلًا عن النصح والمشاورة، وتبادل الرأي، وأعتذر لهم من تعداد أسمائهم خشية أن أنسى بعضهم، فيقع في نفسه ما لا أرضى. وأشكر لقسم اللغة العربية في كلية التربية جامعة بغداد ولجنته العلميَّة الموقرة إقرار الموضوع وتسجيله، وأشكر للخبراء العلميين قراءة الأطروحة وتقويمها، وكذا أخص بالشكر أساتيذ لجنة المناقشة التي ستتولى تقويم العمل وتسديده، جزى الله الجميع خيرًا.

 

وإذا كان للإنسان حقٌّ أن يفخر بشيء، فإني أفخر وأعتزُّ بأن مَنَّ اللهُ عليَّ ومكنني من إظهار بعض ما تميز به القرآن الكريم في لغته المعجزة، وحددت جانبًا من مكامن الإعجاز اللغوي في الكتاب العزيز.

 

ختامًا أقول: حاولت في هذه الدراسة أن أرصد الحقائق وأقررها بحسب ما توافر أمامي من معطيات علميَّة، ودليلي في ذلك طلب الحقيقة، فإن وفقت وأصبت منها شيئا - وأحسب ذلك - فبفضل الله وتوفيقه، وإن كانت هناك أخطاء وهنات فمرجع ذلك عجزي، وقلَّة حيلتي، وأسأل الله في كل وقت أن يهديني سواء السبيل ويرشدني للحقيقة، ويجعلها نصب عينيَّ، ويبعدني عن العجب والرياء، إنَّه نعم المولى ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين.

رزاق عبد الأمير مهدي

 

نَتَائِجُ البَحثِ والخَاتِمَةُ:

أولًا: النتائج:

أهمُّ النتائج التي يمكن استخلاصها من الدراسة هي:

1- يكاد يُطبق علماء العربية القدماء على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم على أن الكلام العربي ينقسم على ثلاثة أقسام هي (الاسم والفعل والحرف )، وكانت تعريفاتهم للحرف تدور في دائرة واحدة تقريبًا، فالحرف كلمةٌ تدلُّ على معنى في غيرها، وإن دورها الوظيفي لا يتعدى ذلك، وقد خَرَجَ بعض المحدثين على التقسيم الثلاثي للكلمة العربية، لكن الحرف بقي قسمًا رئيسًا من أقسام الكلمة، وربما توسع بعضهم فأدخل في هذا القسم كلمـات أو وربما أخـرج بعضهـم منه أخرى، لكن مع هذا كانت للحرف مكانة مرموقة في الدراسة النحوية والدلاليَّة القديمة والحديثة.

 

2- تختلف اللغة في طبيعة استعمالها تبعًا لاختلاف المستويات الكلامية للأفراد، وكلما اختلف المستوى الكلامي للمتكلم تغيرت خصائص كلامه تبعًا لذلك. غير أنَّ علماء النحو واللغة العربية القدماء عمومًا لم يراعوا التفريق بين المستويات المختلفة للكلام وحاولوا استخلاص قواعد اللغة وتقنينها مما وصل إليهم من نماذج متعددة من كلام العرب القديم والمعاصر لهم والجيد والرديء والشعر والنثر واللغة العامية والفصيح البليغ ولهجات القبائل واللغة المشتركة. ووصفوا ذلك بأنه عربي يصحُّ لإثبات القواعد والمعاني ما دام في عصور الفصاحة التي استوعبت مدَّة ليست بالقليلة، واستوعبت أيضًا قبائل كثيرة، ولم ترع المستويات البلاغية من الكلام العربي. ونتج عن هذا بعض الخلط في تقعيد القواعد.

 

3 - هنالك نظريتان عالج القدماء والمحدثون مسألة تعدد المعاني المنسوبة إلى الحرف الواحد إحداهما نظرية التناوب الكوفية التي تسمح بالقول: إن بعض الحروف ينوب بعضها عن بعضها في تأدية المعاني، والأخرى نظرية التضمين البصرية التي لا تسمح بالقول: بالتناوب، وترى أن الفعل قد أشرب معنى فعل آخر يتعدى بذلك الحرف فعدي به نتيجة لهذا، والحرف باق على معناه الأصلي، فلكل حرف معنى واحد لا يفارقه. وقد تنبه بعض الباحثين المحدثين إلى بعض المشكلات التي يفضي إليها القول بكل من النظريتين، لكن أحدا منهم لم يعرض بديلًا مقنعًا للنظريتين.

 

4 - كانت هنالك نظرية حديثة من ضمن نظريات علم الدلالة المعاصرة ترى أن المفردة قد تكون لها معان هامشية يزيدها عليها السياق، وعلم اللغة المعاصر يعرض هذه النظرية ضمن النظريات التي تعالج موضوع (المعنى والمفردة) وكيف تؤدي المفردات دلالاتها ضمن الكلام، فهنالك أنواع من المعاني التي يمكن المفردات أن تؤديها وبطرق متعددة، ويعرض البحث اللغوي الحديث نظريات عديدة لدراسة المعنى من أهم هذه النظريات النظرية السياقيَّة. إن تنبه علماء العربية القدماء لهذه النظرية لا يجعلنا ننكر فضل المحدثين في إخراجها مخرج النظرية العلمية الحديثة المطردة، فلم تكن إشارات القدماء مستوعبة لأطراف النظرية كاملة، لكنهم تنبهوا لها، وتبقى النظرية من ثمار البحث اللغوي الحديث.

 

5 - استلهمت الدراسة نظرية المعني المركزي والهامشي للمفردات، فقدمت في بداية الفص الثاني فرضية الفصل وهي (الدلالة المركزية للحرف والدلالات الهامشية) وطبقتها على الحروف في صفحات الفصل الأول وكانت النتائج جيدة ومنضبطة، إذ اختبرت الدراسة إمكانية تطبيقها على أغلب الحروف الثنائيَّة والحروف الثلاثية فكانت بديلًا طبيعيًا لنظريتي التناوب والتضمين، وتمكنت الدراسة من خلال تطبيق هذه النظرية من تجاوز كثير من العقبات التي كانت تقف أمام النظريتين السابقتين، وتمكنت أيضًا عبر نظرية الدلالة المركزية والدلالات الهامشية للحروف من تحليل النصوص الأدبية البليغة، وتحليل النص القرآني المقدس بصورة أكثر حيويَّة وأكثر ثراءً من تحليل تلك النصوص في ضوء النظريتين السابقتين، وتجاوزت هذه النظرية جمود المعنى الذي يسببه تطبيق نظرية التضمين، واجتزاء المعنى الذي يسببه تطبيق نظرية التناوب، وختم الفصل بأن قدَّم الباحث بتواضع واستسماح تلك الفرضية بوصفها نظرية قابلة للتطبيق، وعرض في نهاية الفصل خلاصة لها ولنتائجها بثمان نقاط مهمة، يمكن الرجوع إليها هناك.

 

6 - في الفصل الثالث قُدِّمَت فرضيةٌ رئيسةٌ أخرى كانت من أهم أسباب هذه الدراسة، تلك هي تتبع أثر القرآن الكريم في تطوير المعاني الحرفية في اللغة العربية، ولمعرفة هذا الأثر وتشخيصه ثُمَّ تحديد مداه وسعته بالأرقام فقد افترضت الدراسة أن (السياقَ القرآني المؤثرُ الرئيسُ في تطوير معاني الحروف)، وعملت في هذا الفصل على اختبار هذه الفرضية ودعمها بالحقائق العلمية، والإحصاءات الدقيقة، فتمكنت - بحمد الله ومنِّه - من تشخيص مواطن كثيرة توسع القرآن الكريم في استعمال الحروف فيها وطوَّر ذلك الاستعمال وهو استعمالٌ للحروف كان معهودًا قبل نزوله فطوره ببيانه المعجز، وتمكنت الدراسة أيضًا من تحديد أربعة عشر معنى تفرَّد بها الاستعمال القرآني، فكانت من إبداعاته التي لم يسبق إليها، ولم أجد من أشار إليها من قبل على أنها من إبداعات القرآن الكريم في لغة العرب، فكان كل واحد من تلك المعاني ثمرة مهمة من ثمار الدراسة، وفيها تحقيق كبير لفرضية الفصل وإثبات رصين لها.

 

7 - أظهرت الإحصاءات الدقيقة والواسعة التي أجريت على الاستعمال الشعري والقرآني للحروف عددًا من النتائج الثانوية غير تحقيق فرضيتي الدراسة الرئيسيتين يمكن أن أذكر أبرزها، ويمكن متابعة النتائج الأخرى في فصول الدراسة، وفي الملحق البياني:

أ‌- كانت الحروف الثنائية هي الأكثر استعمالًا وشيوعًا في دواوين شعراء المعلقات إذا ما قيست باستعمال الحروف الثلاثية عندهم، وقد كان استعمال الحروف الثنائية عندهم أكثر من ضعف استعمال الحروف الثلاثية، وقد بقي حال الحروف الثنائية في الاستعمال القرآني على ما كان عليه قبل نزوله من حيث سعتها إذ كانت نسبة استعمال الحروف الثنائية في القرآن الكريم قرابة ضعف استعمال الحروف الثلاثية فيه.

 

ب‌- أكثر الحروف الثنائية استعمالا في الشعر كان (من) وكذا بقي هذا الحرف أكثر الحروف الثنائية في الاستعمال القرآني، على أن الاستعمال القرآني قد زاد من نسبة استعماله عما كان عليه عند الشعراء إلى الضعف، ويأتي من بعده (في) في الشعر وكذا بقي حاله في القرآن الكريم، أما الحروف الثلاثية فكان أكثرها حضورًا عند الشعراء الحرف (على) لكن الاستعمال القرآني جعل من الحرف (إنَّ) الأكثر حضورًا، وزادت نسبة استعماله على الحرف (على) الذي صار في المرتبة الثانية في الاستعمال القرآني.

 

ت‌- توسع القرآن الكريم عمومًا في استعمال الحروف الثنائيَّة والثلاثيَّة، ويمكن متابعة نسب التوسع في الملحق.

 

ث‌- أقلُّ الحروف الثنائية استعمالًا في القرآن الكريم كان (إيْ) التي تدل على الجواب مع القسم، فقد استعملها القرآن الكريم مرة واحدة، ولم تستعمل عند الشعراء، في حين كان أقلها عند الشعراء (وا) التي لم تستعمل إلاَّ عند عنترة، ولم تستعمل للندبة وهو معناها المركزي، بل استعملت في نداء مجازيٍّ خرج إلى معنى التفجُّع، ولم يستعمل هذا الحرف في القرآن الكريم.

 

ج‌- هناك أربعة حروف ثنائية تذكرها المصادر لم تستعمل في دواوين أصحاب المعلقات ولم يستعملها القرآن الكريم أيضًا، بل إن أكثرها لم يستعمل في الشعر الجاهلي عموما، وهنالك خمسة أحرف ثلاثية أيضًا لم تستعمل في الدواوين، ولم يستعملها القرآن الكريم. وهذا دليل على عدم شيوع هذه الحروف أو قدمها أو كونها لهجات محلية لبعض القبائل العربية، تناهت إلى كتب اللغة ومجاميعها بروايات قليلة أو ضعيفة، ولم يساعد الاستعمال العام على إثباتها وتبيِّن معانيها ودلالاتها.

 

ح‌- بلغ مقدار التوسع القرآني في استعمال الحروف الثنائية عموما (48%) فوق ما كانت عليه عند شعراء المعلقات السبع، وبلغ مقدار التوسع للحروف الثلاثية (42%) فوق ما كانت عليه عند أولئك الشعراء.

 

خ‌- كان أكثر الشعراء استعمالًا للحروف الثنائية عنترة بن شداد، وأكثرهم استعمالًا للحروف الثلاثية عمرو بن كلثوم، أما أكثر الشعراء استعمالًا للحروف الثنائية والثلاثية مجتمعة فكان زهيرًا. وهنالك فوارق فردية وخصوصيات شخصية في استعمال الشعراء لكل حرف من الحروف الثنائية والثلاثية وسعت الدراسة إلى تتبع هذه الخصوصيات والكشف عنها في كل حرف.

 

هذه أبرز النتائج وهناك عدد آخر مبثوث في صفحات الدراسة أعرضت عن سرده هنا اختصارًا.

 

ثانيًا: الخاتمةُ:

أمَّا في ختام هذه الدراسة فأقول: شكلت هذه الدراسة لي أنموذجًا يمكن احتذاؤه في دراسات لاحقة، فتحديد الخصائص اللغوية والفنيَّة في اللغة العربية مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بالقرآن الكريم، ويستطيع الدارسون تلمُّس الطاقات الإبداعية للغة العربية من خلال متابعة الاستعمال القرآني للغة، والنظر مليَّا في هذا الاستعمال. وإذا أردنا استكشاف إمكانيات التعبير اللغوي والبياني غير المرئيَّة للنص القرآني فعلينا أن ننعم النظر في استعمالات اللغة قُبيلَ نزول القرآن الكريم لنتعرَّف كيفيَّة تطوير القرآن لتلك اللغة، ونتلمس ذلك التطوير بوضوح، أين حصل؟ وكيف؟ وما مقداره؟


إنَّ تجربة الدراسة الموازنة بين الشعر الجاهلي - كلَّه أو مجموعة منه - والقران الكريم أتت ثمارها بشكل دقيق كما أعتقد، وأحسب أن بإمكان الدارسين استثمار مثل تلك الموازنات في دراسات تطبيقيَّة بين الشعر الجاهلي والقرآن الكريم، بغية الكشف عن عدد غير قليل من أسرار الاستعمال القرآني للغة العربية. وفي هذا الوقت صار من اليسير على الباحثين حصر نماذج الاستعمالات وإحصائها، باستعمال أجهزة الحاسوب (الكومبيوتر) والبرمجيـات المتطورة، ومن ثم تصنيف النتائج وتحليلها ودراستها.

 

إنَّ الباب الآن مفتوح أمام الباحثين لعدد من البحوث التطبيقيَّة التي تعتمد على طريقة الموازنة بين نموذجين متماثلين أو مستويين معينين من مستويات اللغة لغرض تبيِّن خصائص اللغة بصورة دقيقة ومنضبطة، ولعلَّ في مقدمة مشاريع البحوث السائرة على هذا النهج إكمال دراسة الحروف الأحاديَّة والرباعية لتكتمل صورة استعمال الحرف ومعناه في اللغة العربية عمومًا التي شكلت هذه الدراسة بعض معالمها. وأرجو من الله أن يوفق أحد الباحثين لإتمام هذا العمل أو أن يمكنني من إتمامه في الأيام القابلة، ويمكن أن يدرس عدد غير قليل من المشاريع البحثية النحويَّة و الصرفيَّة دراسة تطبيقيَّة موازنة ولعلَّ من الموضوعات المهمة التي تستحق أن تدرس على نحو هذه الدراسة من الموازنة موضوع جموع التكسير في اللغة العربية، فكثرة الصيغ التي تروى لبعض الكلمات، وعدم شيوع بعضها يقف دافعًا يَحثُّ الباحثين على استكشاف حقيقة الاستعمال العربي لهذه الجموع قبل نزول القرآن وبعده، وستختلف ثمار هذه الدراسة ونتائجها عما أعطته دراسات متعددة هذه الصيغ في القرآن وحده، أو في الشعر وحده.



[1] ظ: أثر القرآن والقراءات في النحو العربي: 206.

[2] لعلَّ أهم هذه الدراسات: (كتب حروف المعاني حتى القرن الثامن الهجري، دراسة منهجيَّة) رسالة ماجستير: 5-150، نشأة دراسة حروف المعاني: 5- 89، تناوب حروف الجر في لغة القرآن: 5-80، (ما) في العربية: 1-15، حروف المعاني في معجم لسان العرب: 7-36، التضمين بين حروف الجر: 1-26.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • مخطوطة مباني الأخبار في شرح معاني الآثار ج18 ( شرح معاني الآثار )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الصرف بين معاني القرآن للفراء ومعاني القرآن للأخفش(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة معاني القرآن (إعراب القرآن ومعانيه)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كشف معاني البديع في بيان مشكلات المعاني(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أرجوزة في معاني الحروف لشهاب الدين أحمد السجاعي الأزهري(مقالة - حضارة الكلمة)
  • جدول معاني الكلمات لبعض قصار السور(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاني الحروف(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة)
  • تدبر معاني حروف الجر في القرآن الكريم (6) (على الأرض / في الأرض)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تدبر معاني حروف الجر في القرآن الكريم (5) (الجزء الأول) (على الفلك / في الفلك)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تدبر معاني حروف الجر في القرآن الكريم (4) قوله تعالى { وآخرين منهم }(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب