ملخص الرسالة

التأويل النحوي عِنْدَ ابْنِ هِشَامٍ الأَنْصَارِيّ

المتوفى سنة (761هـ)

المقدمة

الحمد لله مستحق الحمد والثناء حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على خير من نطق بالضاد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وجميع أصحابه.

وبعد:

فقد اعتنت الدراسات اللغوية الحديثة بالمناهج والمذاهب والأصول النحوية خلال القرون الماضية ووقفت على الفكر الذي كان يتمتع به كل عالم من علماء تلك القرون أو يتسم به.

ولم تخل هذه الدراسات من متابعة ما ألف في ذلك الزمن من متون وشروح وحواش وتعليقات. فتناولتها من جوانب متعددة لإبراز علمية المؤلف في معالجة المسائل اللغوية والنحوية.

وابن هشام (ت 761هـ)، واحد من العلماء الذين اختصه الباحثون المعاصرون بالعناية، فتناولوا سيرته ومؤلفاته، وآراءه بالتحقيق والتحليل والنقد بوصفه أحد أئمة علم العربية الذين أثّروا في مناهجها وطرائق تأليفها.

ومع كثرة ما ألف عنه لم أقف - فيما اطلعت عليه من ذلك - على موضوع يختص بجانب التأويل النحوي عنده على أهميته وبروزه في كتبه، مما شجعني على متابعة مسائله وتحقيقها لبيان منهجه في بحثها وموقفه منها.

لذا كان موضوع الأطروحة التي أتقدم بها لإكمال متطلبات درجة الدكتوراه هو: (التأويل النحوي عند ابن هشام الأنصاري).

واقتضت طبيعة البحث أن يكون في تمهيد وخمسة فصول.

تناول التمهيد ابن هشام ونتاجه اللغوي. أوجزت الحديث فيه عنه وعن ثناء العلماء عليه وذكرت المؤلفات التي اختصها مؤلفوها بالحديث عن سيرته ونتاجه، ثم ذكرت كتبه ورسائله اللغوية والنحوية التي اعتمدت عليها في تأليف الأطروحة.

ودرست في الفصل الأول: مفهوم التأويل النحوي وألفاظه عند ابن هشام في ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: في معنى التأويل ومصنفاته بينت فيه حدود التأويل النحوي وذكرت المصادر التي تناولته.

المبحث الثاني: ألفاظ التأويل النحوي عند ابن هشام. وقفت فيه على ألفاظ استعملها ودلت على التأويل عنده.

المبحث الثالث: موقف ابن هشام من التأويل.

وتناول الفصل الثاني: التأويل النحوي في الحذف وهو أوسع الفصول. وكان على أربعة مباحث:

المبحث الأول: تقدير الحذف في الأسماء جعلته على أربعة أقسام:

القسم الأول: تقدير الحذف في مرفوعات الأسماء.

القسم الثاني: تقدير الحذف في منصوبات الأسماء.

القسم الثالث: تقدير الحذف في المجرورات.

والقسم الرابع: تقدير الحذف في التوابع.

المبحث الثاني: تقدير الحذف في الأفعال.

المبحث الثالث: تقدير الجمل المحذوفة.

المبحث الرابع: تقدير الحرف المحذوف.

وتناول الفصل الثالث: التأويل في الزيادة. وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: تقدير المزيد من الحروف.

المبحث الثاني: تقدير المزيد من الأفعال.

المبحث الثالث: تقدير المزيد من الأسماء.

أما الفصل الرابع: فتناول التأويل في التقديم والتأخير.

أما الفصل الخامس: فتناول التأويل في الحمل وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الحمل على المعنى.

المبحث الثاني: النيابة في حروف الجر والتضمين.

وخلصت من هذه الفصول إلى (الخاتمة) التي سجلت فيها أهم نتائج الدراسة.

وفي الختام أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور طه محسن المشرف على الأطروحة لما منحني من وقته الثمين وتوجيهاته السديدة ودأبه المتواصل على متابعة البحث وتقويمه طوال مدة إشرافه فجزاه الله عني كل خير وأمده في عمره وبارك في جهده. والله تعالى اسأل الإخلاص والسداد والتوفيق فيما ذكرته. فما كان من صواب فمنه سبحانه لا أحصي ثناء عليه. وما كان من تقصير فمن عندي. وفوق كل ذي علم عليم.

الخاتمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

وبعد:

ففي نهاية مطافي وخاتمة بحثي لابد لي من أن أذكر النتائج التي توصلت إليها في دراستي عن (التأويل النحوي عند ابن هشام الأنصاري) وأجملها فيما يأتي:

أولًا: ترك ابن هشام تراثًا ثرًا من المؤلفات في علوم اللغة العربية ولاسيما علم النحو. وزادت هذه المؤلفات على العشرين ما بين كتاب كبير ورسالة. وتميز نتاجه بالتنوع والجدة في منهج التأليف أحيانًا والانفراد في متابعة المسائل الدقيقة وتخريج المشكل منها. فاستحق بذلك ثناء العلماء قدماء ومعاصرين.

ثانيًا: وبناءً على هذا انكب الدارسون قديمًا وحديثًا على مصنفاته فاختصروها وشرحوها وألفوا عليها الحواشي وشرحوا شواهدها ونظموا بعضها شعرًا ولقيت كذلك من الباحثين المعاصرين حظوة زائدة فنشروا معظمها وكتبوا المؤلفات التي اختصوها بابن هشام ومؤلفاته درسوا فيها منهجه النحوي ومسائله الخلافية وشواهده القرآنية وردوده على النحويين فضلًا عن المقدمات الدراسية التي صدروا بها رسائله وكتبه التي حققوها.

وتأتى دراستي في هذه الأطروحة حلقة في هذه السلسلة الطويلة من الدراسات عن الفكر النحوي لابن هشام كانت نتيجة نظري في نتاجه.

ثالثًا: وقفت على تعريفات التأويل في اللغة والاصطلاح وأقوال العلماء المعاصرين فيه واستطعت أن أبين المعنى في اصطلاح النحويين من خلال الموازنة بينها.

رابعًا: استطعت أن أدرس الألفاظ التي قصد بها ابن هشام معنى (التأويل) وهي: التقدير، والتوجيه، والتخريج، والحمل، والأصل. وربما يصدِّر المؤول بألفاظ التفسير كقوله: (والمعنى) أو (أي).

واستدللت على ذلك بنصوص من مصنفاته.

خامسًا: بينت موقف ابن هشام من التأويل النحوي والأصول التي وضعها لإقراره في كتبه. وظهر أنه تصدى كثيرًا لتأويل النصوص المشكلة واستعان على ذلك بأصول وضوابط كان كتابه (مغني اللبيب ) - وهو من أواخر مؤلفاته - ميدانًا فسيحًا لتطبيقاته عليه.

سادسًا: تبين أن الحذف عنده موضوع واسع ودقيق، لذلك شغل أكثر صفحات البحث قياسًا على عدد صفحات الفصول الأخرى. وتبين لي أن ابن هشام استعمل ألفاظًا مرادفة للحذف وهي الإسقاط والإضمار. وقد يجمع الألفاظ الثلاثة في توجيه نص واحد فيكون الإسقاط والإضمار والحذف بمعنى واحد.

سابعًا: من خلال موازنة المسائل المتشابهة والمكررة في أكثر من كتاب عنده تبين في مواضيع قليلة وجود تعارض في الحكم على المسألة الواحدة إذ قد يذكر توجيها في كتاب ويرجحه نجده مرجوحًا في (مغني اللبيب) خاصة.

ولعل السبب في ذلك أن مؤلفاته تمثل أطوار حياته المختلفة فما رجحه في أول حياته أعاد النظر فيه عند آخرها.

ثامنًا: ابن هشام لا يُقِرُّ بزيادة الأسماء. وعلى ما قرره راح يرد الآراء التي ذهب أصحابها إلى زيادة الأسماء في بعض النصوص بتأويلها بطريقة تخرجها من الزيادة.

تاسعًا: وجه قسمًا من تأويلاته معتمدًا على المعنى وإن كان ذلك التوجيه فيه مخالفة للأصل.

ومن خلال عرض الصور التي ذكرها في (إعطاء الشيء حكم ما أشبهه في معناه) تبين أن النيابة والتضمين ومعهما الحمل على المعنى في القرآن، وهو الحمل على التوهم في غيره، موضوعات داخلة في الحمل قياسًا على ما ذكره.

عاشرًا: يرجح ابن هشام ما ذهب إليه الكوفيون في نيابة حروف الجر إذ قال حين ذكر الخلاف في المسألة (ومذهبهم أقل تعسفًا).

واشترط لنيابة هذه الحروف شروطًا وافق بها ابن السراج وابن جني.

لذلك وجه قسمًا من الشواهد على النيابة بينما رد القسم الآخر إلى أصله ومعناه الحقيقي.

هذه مجموعة من النتائج التي توصلت إليها من خلال دراستي للتأويل النحوي عند ابن هشام الأنصاري. والله تعالى أسال التوفيق والسداد. وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم إنه نعم المولى ونعم النصير.

الخلاصة

من خلال دراستنا لموضوع (التأويل النحوي عند ابن هشام الأنصاري)، وقفنا على منهج وفكر هذا العالم. ووازنا بين أقواله وأقوال العلماء، في توجيه وتأويل النصوص القرآنية، والشواهد الشعرية، تأويلًا تقبله الصناعة النحوية، والفطرة العربية السليمة.

وللوقوف على هذا الفكر، لابد من ذكر أقوال الدارسين القدامى والمعاصرين له، وذكر الدراسات التي تناولته، فثبت مما لا شك فيه أنه عالم عرفه أهل زمانه، فأنزلوه منزلته التي يستحقها.

وعند دراستنا لمؤلفاته من كتب ورسائل، تبين أن موضوع التأويل عند ابن هشام سيكون على تمهيد وخمسة فصول، ينقسم كل فصل فيها على مباحث.

فاقتضت طبيعة البحث أن يكون على النحو الآتي:

التمهيد: ودرست فيه حياة ابن هشام ونتاجه اللغوي.

الفصل الأول: ودرست فيه مفهوم التأويل النحوي، وألفاظه عند ابن هشام، وقسمته على مباحث:

الأول: درست فيه معنى التأويل ومصنفاته، وبينت معاني التأويل في اصطلاح المفسرين والفقهاء والأصوليين، وعند اللغويين. ثم انتقلت إلى المؤلفات التي اختصت بدراسة التأويل.

الثاني: درست فيه ألفاظ التأويل النحوي عند ابن هشام، ومن هذه الألفاظ: التأويل والتقدير، والتوجيه والتخريج، والحمل والأصل، وألفاظ التفسير والتوضيح، منها المعنى ولفظ التشبيه (كأن) ولفظ (أي) والتي استعملها ابن هشام ويقصد بها التأويل.

الثالث: درست فيه موقف ابن هشام من التأويل وبينت أن أكثر تأويلاته مبنية على الأصول والضوابط التي أقرها عند حديثه عن الحذف وتقدير المقدر. ورد مجموعة من التوجيهات التي اعتبرها تأويلات معقدة وبعيدة عن إيضاح المعنى وقربه ذكر ذلك في حديثه عن الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها، وجعلها عشرة جهات.

الفصل الثاني: التأويل في الحذف

ويعد هذا الفصل بمباحثه أوسع وأدق الفصول والذي شغل جهدًا ووقتًا كبيرين، ومن خلال هذا الفصل وقفا على فكر ابن هشام في دراسة الحذف وبيانه، مع توضيح للمسائل التي ناقشها، من حيث أنواع الحذف وأدلته، وتقدير المحذوف ومكان تقديره، ومقدار المقدر، وعلى وفق هذه رجح قسمًا من أقوال العلماء في توجيه النصوص القرآنية والشواهد النحوية.

وذكرت في هذا الفصل الحذف في اللغة والاصطلاح، وبينت معانيه وألفاظه، ومرادفاته.

ثم قسمت الفصل على مباحث:

الأول: تقدير الحذف في الأسماء.

وقسمته على أقسام:

الأول: تقدير الحذف في المرفوعات، وقسمته على أنواع:

الأول: تقدير الفاعل ونائبه، وبينت فيه رأي ابن هشام في حذف الفاعل، وعدمه، والتصريح به في بعض المواضع دون المواضع الأخرى.

الثاني: تقدير المبتدأ والخبر.

الثالث: تقدير مرفوعات نواسخ الابتداء.

القسم الثاني: تقدير الحذف في منصوبات الأسماء.

القسم الثالث: تقدير الحذف في المجرورات.

القسم الرابع: تقدير الحذف في التوابع.

أما المبحث الثاني، فقد درست فيه تقدير الحذف في الأفعال وجعلته على أقسام أيضًا:

الأول: تقدير العامل في المرفوع.

الثاني: تقدير العامل في المنصوب.

المبحث الثالث: تقدير الجمل المحذوفة ودرست فيه التقدير المطرد وغير المطرد، وبينت مواضع حذف الكلام بجملته.

المبحث الرابع: تقدير الحرف المحذوف.

وبينت فيه التقدير المطرد وغير المطرد في حذفها مع الإشارة إلى الأقوال والآراء في حذفها.

أما الفصل الثالث: فقد درست فيه التأويل في الزيادة وجعلته على مباحث:

الأول: تقدير المزيد من الحروف.

الثاني: تقدير المزيد من في الأفعال.

الثالث: تقدير المزيد في الأسماء.

وبينت أن الأخير لا يقر به ابن هشام ولا يرجحه لذا رد قسمًا من التوجيهات المبنية على زيادة الأسماء.

ومع هذا كله، فلم يكن ابن هشام بدعًا بن النحويين في مناقشة كثير من المسائل والآراء النحوية، مع ترجيح بعضها ورد البعض الآخر، وهناك مجموعة من الآراء التي تفرد بها وقفت عليها في الفصل الثاني والثالث والرابع، ولم نجدها عند غيره من النحويين.

والله تعالى أسأل الإخلاص في هذا العمل إنه نعم المولى ونعم النصير.

المحتويات

Abstract

During my study of (grammar interpretation) according to IBN HUSHAM AL-ANSARI I have made a comparison between his sayings and the sayings of the scholars in directing and interpreting the Holy Qur'an texts I have to mention the sayings of the ancients and contemporaries، so there is no doubt that he was a famous scholar.

The subject of Interpretation in accordance with this scholar is divided into a preamble and five chapters and each chapter also divided into some sections so this study is as follow: Preamble: The life of IBN HUSHAM is well studied in this place.

Chapter one: I have studied in it the concept of grammar interpretation according to IBN HUSHAM.

Section one: I have studied the meaning of interpretation and it's classes and I have showed also the same meanings in the other scholars and linguists' point of view.

Then 1 have studied the books which specialized in studying interpretation. Section two: I have studied the words of grammar interpretation According to IBN HUSHA، some of these words are: interpretation، direction، extraction، origin، metaphor، words of interpretation and explanation the words of simile "KA'ANA and AY".

Section three: I have studied the situation of IBN HUSHAM according to interpretation and I have showed that most of his interpretations depend on the origins criteria which had been approved. And he had put back some of the instructions which had been considered as complex and ambiguous.

Chapter two: Interpretation in omission. This is the widest and most adequate chapter. Within it 1 have noticed the study of omission in addition to explaining the problems which have been discussed from the omission and it's proofs' point of view. Due to these reasons he supported some of the scholars' sayings in directing the Qur'anic texts and the grammar proofs.

And I have mentioned، in this chapter، the omission in language and in term and I have showed it's meanings، words and synonyms، then 1 have divided this chapter into sections: First sections expression of omission in nouns، and then divided into branches: Branch one: Expression in the nominative case and also divided into types: First type expression of the subject and the subject of the passive and the opinion of IBN HUSHAM is showed here in omitting the subject and explaining it in some places neglecting the others.

Second type: Expressing the subject of the nominal sentence and the predicate. Third type: Expressing the subjects of beginning abrogates. Branch two: Expressing the omission in the accusative of the nouns. Branch three: Expressing the omission in the genitive. Branch four: Expressing the omission in the appositives. Second section: I have studied in it expression in omission in verbs and also divided into sections: Section one: Expressing the agent in the nominative case. Section two: Expressing the agent in the accusative case.

Section three: Expressing the omitted sentences. I have studied in it the common and non common expression and have showed the places of omitting speech at all. Section four: Expressing the omitted letter and 1 have showed in it the common and non common expression in omitting them with the reference to the sayings and opinions in the operation of the omitting.

Chapter three: I have studied in it the expression in the augment and also in sections: Section one: Expressing the augment of letters. Section two: Expressing the augment of verbs. Section three: Expressing the augment of nouns. I have showed that the later one is not approved by 1BN HUSHAM so he put back some of the directions depending on the nouns.

Chapter four: I have studied in it the advancement and putting back aspect and showed that there is one part of the advancement not intended to be put back and another part is intended to be so. IBN HUSHAM was not a creative man in this respect among the grammarians in discussing many problems and grammar opinions. Chapter five: The interpretation in language aspect is here discussed and is divided into two sections. The first one deals with the interpretation of the nouns.The second one deals with the substitution between the prepositions and interference. IBN Husham's stand was neutral between the Qufi and Basri opinions. Interference deals with it's meaning، advantages and conditions according to Ibn Hushain،so he agreed with some opinions and disagreed with others. At last I ask A 11 nil to accept tins work.