• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

التعليل الصوتي في كتاب سيبويه - دراسة في ضوء علم اللغة الحديث

عادل نذير بيري عزيز الحسّاني

نوع الدراسة: PHD resume
البلد: العراق
الجامعة: جامعة بغداد
الكلية: كلية الآداب
التخصص: اللغة العربية وآدابها
المشرف: أ. د. خديجة عبد الرزاق الحديثي
العام: 1427 هـ - 2006 م

تاريخ الإضافة: 22/12/2020 ميلادي - 7/5/1442 هجري

الزيارات: 13929

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

التعليل الصوتي في كتاب سيبويه

(دراسة في ضوء علم اللغة الحديث)


المقدِّمة:

الحمد لله من قبل، ومن بعد، وصلى الله على محمد، وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الميامين المنتجبين، وسلّم تسليمًا، ولا ترفعني - اللهم - في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي - اللهم - عزًّا ظاهرًا؛ إلا أحدثت لي ذلّة باطنة عند نفسي بقدرها. وبعد:

 

فـ "الكتاب" هو هذا السفر العظيم الذي أقامه العالم الجليل في ساحة الخلود أثرًا، وأرسله مع الأيام ذكرًا، وادخره للعربية كنزًا، وندبه في العالمين شاهدًا على براعته فيها، ونفاذه إلى أسرارها، وإمامته في الاشتراع لها، وضبط أصولها على نحو يعز نظيره في الأولين والآخرين شمول إحاطة وبراعة أستاذية، وسلامة تحليل، وصدق نظر، وصحة حكم، وليس لنحوي قديم ولا حديث يجاري كتاب سيبويه، أو يدانيه".

 

وقد أحيط الكتاب بظل كثيف من الغموض اللذيذ، مما جعل النفوس المغامرة تهفو إليه، وتسلك - على قدر استطاعتها - سبله، ولعمري أن المعركة مع القوي تشعر بنشوة النصر، مثلما التسلل في طريق شائكة وعرة يشعر بنشوة الوصول، ومما لا شك فيه أن سحر الكتاب إنما هو السحر الحلال، وأسوة بطلاب العربية، وعشاقها طالني السحر، فقصدت أن تكون أطروحتي ميدانها البحر، وقل نسيت أو تناسيت أن الإجابة على سؤال المبرّد أنني لم أركب البحر، ولم أتوسد الكتاب من قبل.

 

وهكذا وجدت نفسي في لجة الكتاب أفتش عما يمكن أن يدرس، وصوت عنترة يهزُّ مسامعي إذ يقول: (هل غادر الشعراء من متردم... )، وأعانني أني كتبت في رسالتي للماجستير دراسة صوتية لم تكن غايتها سوى الوقوف على التناغم الأدائي والدلالي في النص الشعري، ولذا فقد آثرت في هذه المرحلة من الدراسة أن أحاكم ما كنت أحتكم إليه من قواعد وأحكام صوتية، فلم أقف عند أسوار القاعدة الصوتية، وتجشمت عناء الدخول في صلب ما يجري طلبًا لوضع القاعدة، أو الحكم عبر أهم ركيزة يحتكم إليها اللغوي؛ ألا وهي العلة.

 

ومن هناك فقد تكفل مبحث (التعليل الصوتي) بوضع عنوان الأطروحة، ورسم خطوطها العريضة، ولاسيما أن التعليل الصوتي يتطلب معرفة الآلية والإجراء الصوتي الذي يعتمده اللغوي بغية الوصول إلى الحكم، لأن العلة ركنٌ من أركان القياس، وإليها يستند الحكم عند واضعه، فضلًا عن كونها مصدر إقناع لدى المتلقي، فهي تتكفل بوضع التفسير المنسجم وطبيعة اللغة.

 

وحتى إذا استوت الرغبة، وتولدت القناعة؛ توجهت إلى البحث في (التعليل الصوتي في كتاب سيبويه)، ويدفعني إلى ذلك أنَّ الموضوع يجعلني ألمُّ بطبيعة الدرس الصوتي، فضلًا عما يمكن الإسهام به في هذا الميدان من توضيح الأسس المعرفية المعتمدة عند العرب في وضع القاعدة أو الحكم، أو الصفة الصوتية، ومن ثم محاولة التعرف على مدى صمود تلك الأسس أمام معطيات الدرس اللغوي الحديث ولاسيما الصوتي منه، ذلك الدرس الذي كان أكثر مستويات اللغة موضوعية وواقعية، لأن اللغوي يستطيع أن يدخل معه إلى المختبر، ومن ثم فإن مصاديقه أكثر علمية من غيرها، ولاسيما أنَّ النتائج في الدرس الصوتي أكثر النتائج اللغوية عرضة إلى الاختبار والتأكد، ولذا لم تغب عن الباحث معالجة معطيات الدرس الصوتي القديم في ضوء علم اللغة الحديث.

 

والدراسة على هذا النحو تتكفل بتحديد الأصول التي عنها تمتد كثير من الإسهامات الصوتية في العربية، إذ إنَّ الكتاب هو مظنة دارسي العربية، ومنه نقطة الانطلاق، وإليه - إذا اختلفوا - يرجعون، ولذا ارتأينا أن يكون عنوان الأطروحة: (التعليل الصوتي في كتاب سيبويه) لا التعليل الصوتي عند سيبويه، لأن الكتاب إنَّما جاء بفكر مرحلة من مراحل العربية، ويشهد على ذلك الحضور الوافر - في الكتاب - للمسموعات والمرويات عن شيوخ العربية، ولاسيما الخليل، ويونس، وأبو عمرو بن العلاء، وعبد الله بن إسحق.

 

ولما كان الفصل الأول لا يخلو من تمهيد، فقد انقسمت الأطروحة على أربعة فصول تسبقها هذه المقدمة، وتتلوها خاتمة بالنتائج والتوصيات.

 

أما الفصل الأول فقد كان البحث فيه يتعلق بـ (التعليل الصوتي في كتاب سيبويه، المنهج والاتجاهات)، وكان لزامًا - فيما أرى - أن نوضح المصطلح (= التعليل الصوتي) عما علق به من مستويات التعليل اللغوي، ولاسيما النحوي والصرفي، وتحقَّقَ ذلك من متابعة أصول التعليل ومفهومه حتى طالته أذهان النحاة، وأياديهم، ثم تحدث المبحث الثاني عن خصائص التعليل الصوتي بالنظر إلى الكيفية التي تحدد بها العلة في الكتاب، والأساليب التي يمكن بواسطتها تأشير مواطن التعليل، وفيما إذا كانت العلة مرافقة للحكم أو سابقة عليه أو لاحقة له، ومن ثم يكون القارئ على بينة من الآلية التي تم في ضوئها اختيار النص على أنه نص تعليلي، وكان المبحث الثالث قد تناول اتجاهات التعليل الصوتي في كتاب سيبويه.

 

أما الفصل الثاني، فقد تابعنا فيه (التعليل الصوتي في مستوى الصفات) ولذا فقد قسمناه على المباحث الآتية:

المبحث الأول: تعليل الصفات السمعية، وفيه وقفنا على مواطن تعليل الصفات التي اتصفت بها الأصوات من خلال الأثر السمعي المرافق لها بشكل يفوق الأثر النطقي.

 

المبحث الثاني: تعليل الصفات النطقية، وفيه وقفنا على مواطن تعليل الكتاب للصفات النطقية التي اتصفت به مجموعة من أصوات العربية.

 

المبحث الثالث: تعليل الصفات المخرجية، وفيه وقفنا على تعليل الصفات التي تلحق بالصوت باعتبار نقطة انطلاق هذا الصوت من مخرجه.

 

أما الفصل الثالث فقد كان في (التعليل الصوتي في مستوى الصوائت)، وسعيًا منا في رصد التعليل الصوتي المرافق لكل حكم من أحكام الظواهر الصوتية المؤسسة على الطبيعة التعاملية للصوائت، فقد اقتصر هذا الفصل على مبحثين هما:

المبحث الأول: التعليل الصوتي لمظاهر الإمالة.

المبحث الثاني: التعليل الصوتي لمظاهر الإعلال.

 

أما الفصل الرابع فرصدنا فيه (التعليل الصوتي في مستوى الصوامت) وفيه وقفنا على التعامل الصوتي للصوامت العربية من خلال أبرز مبحثين فيهما؛ الأثر السياقي والأدائي لتلك الأصوات، وعليه توزع الفصل على النحو الآتي:

المبحث الأول: وفيه التعليل الصوتي لمظاهر الإبدال.

المبحث الثاني: وفيه التعليل الصوتي لمظاهر الإدغام.

 

ثم انتهينا إلى خاتمة توزعت على النتائج العامة، ثم الخاصة، وانتهت بتوصيات...

 

وحري بنا أن نشير إلى أننا أفدنا كثيرًا من شتى المصادر القديمة منها، والحديثة، ولاسيما المصادر التي تعنى بما نحن بصدده، أو تلك المصادر التي تعين الباحث على قراءة الكتاب قراءة واعية، وأخص بالذكر؛ شرح الشافية للرضي الاستراباذي، وشرح المفصل لابن يعيش، فضلًا عن مصادر علم اللغة الحديث.

 

وبعد: فما كان لهذا البحث أن يستويَ على هذا النحو من دون أن تكونَ من ورائه الأستاذة القديرة، والأم الفاضلة الدكتورة (خديجة الحديثي) أمدَّ اللهُ في عمرها؛ فما فتئت تحمل للعربية وطلابها كل دراية، وكل خبرة، وكل غيرة جعلتها اسمًا يعني الكثير، فلله درها من صابرة محتسبة لم تزل تحمل الكتاب بكل أسراره، وتجول في غرف الدرس مرددة هل من طالبٍ نحوًا، أو طالبٍ صرفًا، هل من طالبٍ كتابًا؟ فكنت من طلابها، وكانت خير من أعطى، وإني لأرجو أن يكون هذا البحث قبلة على يديها الكريمتين.

 

ولا يفوتني في هذا الموضع الاعتراف بجميل صنع أساتذة اللغة العربية في كلية الآداب، ولاسيما أساتذتي في السنة التحضيرية، وأذكر منهم: الأستاذ الدكتور محمد حسين ال ياسين، والأستاذ الدكتور محمد ضاري حمادي، والمرحوم الأستاذ الدكتور عبد الجبار علوان النايلة، والأستاذ الدكتور طه محسن، فجزاهم الله عني خير جزاء المحسنين، والله لا يضيع أجر العلماء العاملين، وكذا فإني أتقدم بالشكر والعرفان لكل من سأل عن الأطروحة، أو راقبها عن بعد من أساتذة، وأصدقاء، وطلاب.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الميامين المنتجبين.

 

الخلاصة باللغة العربية:

التعليل الصوتي هو المبحث الذي يعنى برصد المظاهر اللغوية، ومحاولة تعليلها في ضوء معطيات الدرس الصوتي، وذلك بمراعاة طبيعة الأداء الصوتي، فضلًا عن المسلّمات الصوتية التي ثبتت بالاستقراء والاستنتاج، ولذا كان ميدان هذه الأطروحة كتاب سيبويه، ومن ثمّ البحث عن العلل الصوتية المرافقة لمستويات الدرس الصوتي، أعني الصفات، والصوائت، والصوامت، وعليه فقد كان عنوان الأطروحة:

التعليل الصوتي في كتاب سيبويه (دراسة في ضوء علم اللغة الحديث)

 

وقد انقسمت هذه الأطروحة على أربعة فصول سبقتها مقدّمة، وتلتها خاتمة، وهي على النحو الآتي:

الفصل الأول: التعليل الصوتي في كتاب سيبويه، المنهج والاتجاهات.

وفي هذا الفصل مباحث ثلاثة هي:

المبحث الأول: تأصيل المصطلح (= التعليل الصوتي ).

المبحث الثاني: خصائص التعليل الصوتي في كتاب سيبويه.

المبحث الثالث: اتجاهات التعليل الصوتي.

 

أما الفصل الثاني فقد كان عنوانه: التعليل الصوتي في مستوى الصفات، وقد انقسم هذا الفصل على النحو الآتي:

المبحث ألأول: تعليل الصفات السمعية.

المبحث الثاني: تعليل الصفات النطقية.

المبحث الثالث: تعليل الصفات المخرجية.

 

وكان الفصل الثالث في (التعليل الصوتي في مستوى الصوائت)، وقد قصرناه على مبحثين:

المبحث الأول: التعليل الصوتي لمظاهر الإمالة.

المبحث الثاني: التعليل الصوتي لمظاهر الإعلال.

 

أما الفصل الأخير (= الرابع) فقد كان في (التعليل الصوتي في مستوى الصوامت) وقد انقسم على مبحثين:

المبحث الأول: التعليل الصوتي لمظاهر الإبدال.

المبحث الثاني: التعليل الصوتي لمظاهر الإدغام.

 

وكان من أبرز النتائج العامة:

♦وضع أبجدية عضوية للأصوات.

♦ وضع أبجدية لسانية للأصوات.

♦ التفريق بين التعليل الصوتي والتعليل الصرفي والتعليل النحوي.

♦ الكشف عن الأنواع العميقة للإدغام.

♦ التأسيس لبحث كون الهمزة هي أصل الأصوات على الصعيد الأدائي، وهي أصل الصوائت على الصعيدين الأدائي والوظيفي.

 

ثم خلصنا إلى توصيات كان من أبرزها:

♦فرض تدريس كتاب سيبويه في الدراسات العليا لطلبة اللغة العربية، الماجستير والدكتوراه.

♦ العمل على تحقيق أكبر شروح الكتاب، وأعني شرح السيرافي.

 

خاتمة بالنتائج والتوصيات:

أولًا: النتائج العامة:

وهذه النتائج منها ما بنا حاجة إلى دراسته دراسة مستقلة ومستفيضة، للتأكد من صحتها على وجه اليقين، وهي:

• لم يكن التلازم بين العلة والمعلول التلازم المعهود عنها عند من أسس لمفهوم العلة، وأعني الفلاسفة والمتكلمين، وإنما كان فيها تسمحًا ملحوظًا ينسجم وطبيعة اللغة ومنطقها الخاص.

 

• ولأن العلوم تسير إلى التخصص الدقيق فإنَّه من الواجب الفصل بين المفاهيم والمصطلحات، وعليه ينبغي الفصل بين العلة النحوية، والعلة الصرفية، والعلة الصوتية.

 

• إنَّ الكتاب لم تتوافق فيه الأحكام والتعليلات ابتداءً، وإنما جاء بعد مرحلة استقرار الكثير من المفاهيم والقواعد التي أريد صيانتها وتسويغها، وإلا لماذا تزّاور أضواء التعليل مع بعض الظواهر الصوتية ذات اليمين وذات الشمال، ولاسيما مع الظواهر الصوتية التي تشهد حضورًا سياقيًا وأدائيًا مما يجعلنا نقف مستفهمين بين الفينة والأخرى، وأغلب ظني أنَّ ذلك ناجم من حرص سيبويه على عدم تشويه القاعدة، وعليه لا ينبغي للألف - مثلًا - أن تكون ساكنة إذا وليها متماثلان متحركان لأن ذلك إنما يتعارض وشرط الإدغام (= سكون الأول) إذ يتحقق التقاء الساكنين، ويجب التخلص منه حينئذ بحذف الأول أو تحريكه، والألف لا تقبل الحركة، وقد عدّها سيبويه - من قبل - حركة عندما لم تعترضه القاعدة، وعندي أن لا ضير في ذلك على سيبويه ولا تثريب لأنَّ الكتاب وإنْ جاء لاحقًا - أي بعد استقرار كثير من المفاهيم - يبقى صورة من معطيات مرحلة التأسيس.

 

• لم يكن الكتاب من الأمالي، فقد لاحظت أن الكتاب أعدّ له إعداد باحث يدلنا على ذلك كثرة الإحالات والتنبيهات على سيأتي، أو إلى ما تقدّم.

 

• التأسيس لمفاهيم جديدة تنضوي تحت موضوع الإدغام من خلال نمطين أسمينا الأول سطحي، والثاني تحتي، أما الأول: فيتضمن الإدغام المكاني والزماني، وأما الثاني فيتضمن الإدغام العروضي والمقطعي. والحق أنَّ الضوء كان مسلطًا على أول الأنواع، وهو الإدغام المكاني، فقد بقيت الأنواع الأخرى ميدانًا للدرس لمن يريد الوقوف على خفايا هذا الموضوع من زواياه المختلفة.

 

• إمكانية أن تكون الهمزة أصل الأصوات، وإن الاستعداد النطقي لها هو أصل ألأصوات، والمنعم النظر في أصوات العربية نطقًا وصفات وتعاملات كثيرًا ما يجد الأصوات تتلوّث بالهمزة إلى الحد الذي لا تخلو فيه الدراسات اللغوية المهمة؛ القديمة منها والحديثة من باب عريض يسمّى باب الهمز، وعليه يمكن القول باحتمال أن تكون الهمزة أصل الأصوات لاعتبارات ذكرت في موضعها من هذا البحث.

 

• ومن النتائج التي لا تُغفل في هذه الأطروحة ما تمخض عن دراسة الأصوات في ضوء الأعضاء النطقية المشاركة في إنتاج الأصوات، أو في ضوء الحركة اللسانية المرافقة لكل صوت، فضلًا عن موازنة ما جاء في الكتاب من توصيف للأعضاء النطقية مع كل صوت ممَّا جاء به المحدثون.

 

وعليه يمكن الالتفات إلى أبجدية عضوية للأصوات وعلى النحو الآتي:

1. الأبجدية الأولى يمكن تسميتها (الأبجدية اللسانية)، وتكون في ضوء الحركة اللسانية المرافقة لإنتاج كل صوت، ولاسيما ان اللسان ينقسم على عدة نواحي، وقد رسم سيبويه خارطته على وجه الإجمال نحو المقدمة أو المؤخرة أو الوسط، وعلى وجه التفصيل من خلال الالتفات إلى مناطق اللسان الأخرى نحو طرف اللسان، أو مستدقه، أو حافته، وكذلك فعل المحدثون، فاللسان عندهم مرصود من كل نواحيه مختبريًا، وعليه يمكن القول بالأبجدية اللسانية للأصوات على النحو الآتي:

♦ الأصوات غير اللسانية التي لا حركة للسان معها، أو قل إن اللسان معها في وضع محايد.

 

♦ الأصوات اللسانية، وتنقسم على أحادية الحركة، أو ثنائية، أو ثلاثية.

 

2. الأبجدية الثانية، ويمكن تسميتها (الأبجدية العضوية)، وتكون في ضوء مجموعة أعضاء الجهاز النطقي المشاركة في إنتاج صوت معين، وتكون على النحو الآتي:

♦ الأصوات الأحادية.

♦ الأصوات الثنائية.

♦ الأصوات الثلاثية.

 

وعند هذا الحد تنتهي أصوات سيبويه، أما في ضوء ما يرصده الدرس الصوتي الحديث من أعضاء الجهاز النطقي فقد تطول القائمة لتصل إلى الأصوات السداسية، أو السباعية.

 

ثانيًا: النتائج الخاصة:

أ) نتائج الفصل الأول:

• تابع البحث في هذا الفصل مصطلح التعليل عند الفلاسفة والأصوليين، ثم اللغويين، وخلص إلى ضرورة التمييز بين التعليل النحوي، والتعليل الصرفي، والتعليل الصوتي، من خلال معطيات العلم الذي يستثمر ذلك المصطلح، وانتهينا إلى أنَّ التعليل الصوتي هو ما يعنى بمجموع العمليات التي تنتظم بموجبها عملية النطق من جانب المتكلم، الأمر الذي أمدنا بالمفاهيم الصوتية التي تخولنا البحث عن العلّة والتعليل الصوتي في جميع مستويات الأداء اللغوي؛ صوتًا، وصرفًا، ونحوًا، ودلالةً.

 

• إن ما ينسحب على العلّة والتعليل الصوتي ينسحب على التعليل الصوتي والصرفي، ولاسيما على صعيد النشأة والتطور، وعلى صعيد النوع ما كان منها جائزًا، أو موجبًا.

 

• تغليب النحو على بقية علوم العربية فيما أثر عن العرب يترتب عليه تغليب مصطلح العلة النحوية والتعليل النحوي على العلة الصرفية والتعليل الصرفي، أو العلة الصوتية والتعليل الصوتي.

 

• إمكانية دراسة العلة في كتاب سيبويه في ضوء مستويات التحليل اللغوي - أعني الصوتي والصرفي والنحوي - وبذلك نضع حدّا لكون العلة نحوية وحسب.

 

• العلة اللغوية فيها تسمّح قياسًا إلى العلل المنطقية، أو الكلامية، ولا غضاضة في ذلك على العلة والتعليل اللغوي ولا تثريب، فمبدأ أهل الفلسفة أنَّ لكل شيء منطقه وضروراته وأحكامه، ومنطق اللغة ظني اجتهادي، مما أسبغ على العلة والتعليل اللغوي هذه السمة.

 

• لم يصرح سيبويه بلفظة (العلّة) إلا نادرًا قياسًا إلى ما توافر من مبحث (التعليل) في الكتاب، ومرد ذلك - بحسب ما أراه - إلى الغاية التعليمية التي جاء من أجلها الكتاب، ولاسيما أنَّ التعليم من أدواته بسط الأمور وتسهيلها إلى الحد الذي يستطيع المتلقي من خلاله إدراك غاية ما يتعلمه، وسبر أسراره.

 

ويمكن القول إن الغاية التعليمية لم تكن وراء عدم تصريح سيبويه بلفظ (العلّة) وحسب، إذ إن التعليل لم يكن في الكتاب مطلبًا بذاته كما حصل فيما بعد، فقد صارت تؤلف فيه الكتب عندما تعقّد فصار يأخذ طابعًا فلسفيًا لا طائل من ورائه غير الجدل.

 

• لم تكن العلّة ترادف الحكم في الكتاب، وإنما تحرّكت على وفق حاجة الكتاب للإتيان بها، فمرة ترافق الحكم، وأخرى تسبقه، وثالثة تكون العلّة مرجأة.

 

• مفهوم الدليل لا يعني مفهوم العلّة عند سيبويه، وقد صرّح لكل منهما في سياق معين.

 

• لم يخلُ الكتاب في مجموع نسخه من الإشارة إلى استدلال سيبويه بالقراءات الشاذة، وتعليلها، أو توظيفها في التعليل، وإذا كان هذا حال سيبويه مع القراءات الشاذة، فالباحث على خلاف مع الدكتور أحمد مكي الأنصاري الذي يرى أن سيبويه لم يعتد بالقراءات القرآنية.

 

• على الرغم من هيمنة الخليل - بوصفه مرجعًا رئيسًا للكتاب - إلا أنَّ الموضوعية دفعت سيبويه إلى الانتصار لآراء غيره من العلماء.

 

• لم يكن التعليل يتصدى للمسائل الصوتية وحسب، وإنما كانت له اتجاهات ترافق مستويات الأداء اللغوي؛ أعني الصرف والنحو والدلالة واللهجات.

 

ب) نتائج الفصل الثاني:

• جرت العادة في كثير من الدراسات الصوتية السابقة على تصنيف الصفات الصوتية في ضوء الصفات التي لها مقابل، والصفات التي ليس لها مقابل أو المفردة، ومن ثمّ الصفات المخرجية، إلا أنَّنا نحونا في هذه الأطروحة إلى غير ذلك، فقسمنا الصفات على سمعية، ونطقية، ومخرجية، بعد أن روعي في التصنيف الأثر الراجح، فإذا كان الأثر الراجح في التعليل الصوتي هو الأثر السمعي صنفت الصفة في الصفات السمعية، أما إذا كان الأثر الراجح هو الأثر النطقي؛ صنفت الصفة في الصفات النطقية، ولا غرابة وهذه الحال إذا ما وجدنا الصفات السمعية تعلل بالأسس النطقية.

 

• حدد البحث جملة من المفاهيم التي أسس عليها تعريف سيبويه للجهر والهمس، نحو المخرج، والموضع، والاعتماد، والنفس، والصدر، فضلًا عن الإشباع والإضعاف.

 

• اختلف الباحث مع الدكتور (آرتور شادة) في كون (صوت الصدر) يتضمن الإشارة إلى الرئة، وقد أظهر البحث بعد عرض مفهوم (صوت الصدر) على الكتاب، انه يتضمن الإشارة إلى الحنجرة، ومن ثمّ الوترين الصوتيين.

 

• اختلف الباحث في السلوك العلمي الذي وصل به الدكتور إبراهيم أنيس إلى تسجيل استشعار سيبويه لكل من الرئة والوترين الصوتيين، فقد وصل الدكتور إبراهيم أنيس بمعلومات مسبقة أسقطها على نص التعريف والرواية، أما البحث فكان دليله إلى ما وصل إليه الكتاب نفسه، ومن ثمّ حقيقة ما عناه سيبويه بالمفاهيم الدالة على الرئة والوترين الصوتيين.

 

• مفهوم الاعتماد الوارد في تعريف الجهر والهمس يعني به سيبويه (الإعاقة المخرجية)، وقد تمد تلك الإعاقة المخرجية، أو التصنيف إلى ما يستوجب معه حبس النفس مما ينجم عنها صوت مجهور، أو إضعاف الإعاقة المخرجية مع بعض الأصوات فينجم عن ذلك الصوت المهموس، فالاعتماد مفهوم آلي في إنتاج الصوت، ويمكن السيطرة عليه، والتحكم به.

 

• عرض البحث للأسباب التي تدعو إلى القول بجهر الهمزة وشدّتها، وأبرز تلك الأسباب: ان ما يتطلبه جهر الهمزة عند المحدثين تتوافر عليه في حركة انطباق الوترين الصوتيين وانفتاحهما، وهذه الحركة وإن بدت لبعضهم غير الاهتزاز المشترط للجهر، فإنَّ الاهتزاز يمكن القول عنه إنه درجة من درجات الحركة بكل الأحوال، كما أنَّ كلًا من الانطباق والانفتاح درجة من درجات الحركة.

 

• إن (العين) الصوت الوحيد الذي نعت بالبينيّة (= بين الرخوة والشديدة) في ضوء مبدأ المشابهة، أما بقية الأصوات التي طالتها الصفة - فيما بعد - فمنها ما نعت بصفة نطقية مثل المنحرف والمكرر، ومنها ما نعت بصفة سمعية مثل الغنّـة، فضلًا عن تعزيز تلك الصفات بالتصريح بشدتها، أو نفي الرخاوة عنها.

 

• ردّ البحث تعميم المبرّد لعلة (الاستعانة) على مجموعة (لم يروعنا).

 

• في ضوء الكتاب صنّفت درجات الإشراب على النحو الآتي:

♦ الإشراب الفمي، أو الصويتي.

♦ الإشراب الحنجري، أو النفخي.

♦ الإشراب الرئوي، أو النفسي.

 

• فهم سيبويه للإطباق والانفتاح ينسجم ومعطيات علم اللغة الحديث، ولاسيما الدرس الصوتي.

 

• لم يُسْتَثْمَرْ - بعد سيبويه - مصطلحا الإصعاد والانحدار المرافقان للاستعلاء والاستفال، واستعملا رديفين وحسب، والحق أنَّ الإصعاد يعد حركة عضوية متدرجة تصاحب اللسان حتى يستقر في منطقة إنتاج الصوت المستعلي إلى الحنك الأعلى، أما الانحدار المرافق لمفهوم الاستفال فيمكن أن يقال عنه - أيضًا - إنَّه حركة عضوية تدريجية للسان حتى يستقر في موضع الصوت المستفل، والدليل على ذلك ببساطة شديدة أن أصوات الاستعلاء لا يمكن أن تكون في المنزلة نفسها من الحنك الأعلى، وهي في أجلى تقسيم صوتي حديث طبقية وإطباقية.

 

• تعريف القلقلة على أنها حركة لسانية أو شفوية مصاحبة لأصوات (قطب جد) في حال الوقف ينجم عنها صويت في الفـم لغرض إيضاحها.

 

• الصوت المرافق لأصوات (قطب جد) قدّمنا له تفسيرًا صوتيًا ينسجم وطبيعة الدرس الصوتي الحديث.

 

• استطاع الباحث التفريق بين استطالة الضاد واستطالة الشين.

 

• لم تحظَ الصفات المخرجية بتعليل صفاتها، وكانت أشبه بألقاب وكنىً، فلا علة وهذه الحال للصفات المخرجية غير ما ينجم عن مراقبة سيبويه لأداء الجهاز الصوتي، ومن ثم تسمية الأصوات بالمواضع التي تنطلق منها.

 

• إن الأسنان لم تكن عند سيبويه مواضع إخراج صوتي وحسب، كما عهدنا ذلك عند من سبقونا إلى قراءة الكتاب قديمًا وحديثًا، وإنما هي (= الأسنان) بحسب قراءة الباحث - فضلًا عمّا تقدّم-:

♦ أصابع يشير بها سيبويه إلى مناطق اللسان المرصودة في أداء بعض الأصوات، ومناطق اللسان عند سيبويه هي: الطرف، والحافة، والأقصى، والأدنى، والظهر، والوسط، والمستدق.

 

♦ وعليه فالأسنان وحدة قياس يؤشر بها سيبويه المساحة المشغولة من اللسان طولًا وعرضًا.

 

ج) نتائج الفصل الثالث:

• تابع البحث تطور مفهوم الإمالة من سيبويه إلى غيره من علماء اللغة والقراءات فضلًا عن المحدثين، وبعد أن كانت ألإمالة عند سيبويه النحو بالألف إلى الياء، أو الفتحة إلى الكسرة، توسّعت عند ابن جني لنرى الفتحة المشوبة بشيء من الكسرة، أو الضمة منحوًّا بها إلى   الكسرة... إلخ، وبعد أن كان شرط الإمالة عند سيبويه أن يكون بتأثير الكسرة بعد الألف، أو قبلها، فإنَّها عند ابن جني متأتية من تأثير الفتحة المنحو بها إلى الكسرة، فتميل الألف التي بعدها نحو الياء.

 

• تابع البحث تصنيف الإمالة عند ثلاث طوائف؛ هم النحاة، والقرّاء، والمحدثين، وفي ضوء الكتاب افترضنا تصنيف الكتاب للإمالة على النحو الآتي:

♦ تصنيفها على أساس أقسام الكلمة (الاسم والفعل والحرف).

♦ تصنيفها على أساس الأصل (أصل الألف اليائي أو الواوي).

 

أما التصنيف الصوتي المقترح للإمالة في ضوء معطيات الدرس الصوتي الحديث، فقد كان على النحو الآتي:

♦ الإمالة التقدميّة.

♦ الإمالة الرجعية.

♦ الإمالة الذاتية.

♦ الإمالة الدلالية.

 

• وفي التعليل الغائي للإمالة؛ بيَّن الباحث أنَّ مظاهر الإمالة لا يتكفل بتعليلها قانون واحد من القوانين الصوتية، إذ إنَّ لكل مظهر، أو مجموعة من المظاهر حيثيات تختلف عن غيرها، ومن ثمّ يمكن أن ينتخب لكل مظهر قانون ينسجم والطبيعة الصوتية لذلك المظهر الصوتي، وعليه فللإمالة غايات تتنوع بتنوع المرصود من مظاهرها، فإذا تكفل قانون الجهد الأقل بتسليط الضوء على العلة الغائية لإمالة الألف المسبوقة بالكسر، فإنَّنا بلا شك سنتوكأ على قانون جرامونت (الأقوى) في الوصول إلى غاية الإمالة في الألف الذي يتنازع على إمالته الراء مع أصوات الاستعلاء.

 

• وفي باب الإمالة بتأثير الراء، فإنَّه في ضوء المعايير التي يضعها سيبويه يمكننا القول: إنَّ إمالة الألف بكسر الراء أولى فيما كان أوله مكسورًا من جهتين:

♦ التأثير التقدمي للكسرة في الإمالة يطال الألف، ولو كان بينهما حرفان الأول منهما ساكن، أو كان بينهما حرف متحرّك.

 

♦ الكسرة في أوّل (حمار) ألزم من الكسرة في رائه، إذ إنَّ الأخيرة متغيّرة بتغيّر الموضع الإعرابي الذي تشغله، وكلما كانت الكسرة ألزم كانت أقوى في الإمالة.

 

• فيما يتعلق بالإمالة في (حِمارِك) نقول: إنَّ الكسرة في الراء متغلّبة على الكسرة أولًا في إمالة الألف لعلّتين:

♦ المضاعفة التي تستدعي سعة في مساحة الكسرة لا تتوفر للكسرة أولًا.

 

♦ الملاصقة، إذ إنَّ الراء المكسورة تلاصق الألف حين يفصل بينهما (= الألف) وبين الكسرة أولًا حرف متحرّك.

 

• من مطلب التنازع بين الراء وأصوات الاستعلاء على الألف، وبيان القدرة لكل منهما على استمالة الألف إلى ما ينسجم وأداء كل منهما، وما يرافق تلك المظاهر من تعليلات تجعلنا أمام حقائق قد ترتقي إلى مستوى القواعد، وهي:

♦ إذا تساوت المساحة الصوتية بين الاستعلاء والألف من جهة، وبين الراء المكسورة والألف من جهة أخرى، فالغلبة للراء على الاستعلاء في إمالة الألف، نحو: (من قرارِك) و(غارِب).

 

♦ إن الراء المكسورة كسرة لازمة، وكانت بعد الألف مباشرة فإن لها (= الراء) قصب السبق في الإمالة على الاستعلاء المتقدم على ألألف، أو المتأخر عنها، إذ لا يستطيع إبقاءه منصوبًا.

 

♦ إذا كانت كسرة الراء التالية للألف كسرة طارئة بفعل الإعراب فإن للاستعلاء وإن تأخر عنها (= الراء المكسورة) القدرة على تجاوز ما لها من تأثير وإبقاء الألف منصوبًا.

 

• وفيما يخص مبحث الإعلال، فبعد عرض ما ورد من تعريفات، اقترحنا التعريف الآتي: الإعلال: هو التداخل الصوتي لأصوات الهمزة من الألف والياء والواو بينها وبين ذواتها وبين بعضها بعضًا لتقاربٍ في طبيعتها الأدائية فضلًا عن السياقية، وكثرة استعمالها في الكلام، ومن مظاهر الإعلال النقل، والقلب، والحذف لتأدية أغراض أدائية وبنائية ونحوية ودلالية، والأصل فيه أن يكون في الفعل.

 

• العلّة الغائية للإعلال لا تنتهي عند مطلب الخفة، أو العمل من وجه واحد، فالإعلال هو العصا الصوتية التي يطلب بها التخفيف فضلًا عن مآرب أخرى، إذ إن بعض مظاهر الإعلال لا يطلب بها التخفيف، وإنما يطلب بها التمييز بين الأبنية، أو أن يكون إمارةً على الأصل الذي ينحدر منه الصوت.

 

• تابع البحث جميع العلل الصوتية المرافقة لقواعد الإعلال بأنواعه الثلاثة من خلال:

♦ عرض نص التعليل.

♦ تحليل نص التعليل.

♦ الموازنة بين معطيات النص الصوتية ومعطيات الدرس الصوتي الحديث.

 

• اعتمدنا رأي الدكتور (هنري فليش) في مظاهر القلب.

 

• ناقش الباحث رأي الدكتور عبد الصبور شاهين في مظاهر القلب، وردَّ ما تعلّق منها بقلب الواو همزةً.

 

• بيَّن الباحث اضطراب مفهوم سكونية أصوات المد، ذلك المفهوم الذي اعتمده الكتاب في تفسير كثير من المظاهر الصوتية.

 

• اضطراب مفهوم بعضية الحركات من أصوات المد.

 

• اقترح الباحث تصنيف أنواع الإعلال بالحذف في ضوء معطيات الدرس الصوتي الحديث، على النحو الآتي:

♦ التعليل الصوتي لحذف القمة.

♦ التعليل الصوتي لحذف القاعدة.

♦ التعليل الصوتي لحذف المقطع.

 

• اقترح الباحث في ضوء معطيات الدرس الصوتي الحديث أربع قواعد تعتمد في تعليل بعض المظاهر الصوتية في الإعلال بالحذف، وتلك القواعد هي: قاعدة اتحاد المزدوج، وقاعدة الانشطار، وقاعدة حذف المزدوج، وقاعدة اتحاد المصوتين، وهي جميعًا سبل للتخلص من الثقل المرافق لتلك المظاهر الصوتية.

 

د) نتائج الفصل الرابع:

• العلة الغائية للإبدال هي الميل إلى التقريب بين الصوتين المتقاربين أو المتجاورين تيسيرًا للعملية النطقية، واقتصادًا في الجهد العضلي.

 

• تابع البحث العلل الصوتية لمظاهر الإبدال بين ألأصوات على مستوى الصوامت، وكثيرة هي التعليلات الموافقة لمعطيات الدرس الصوتي الحديث.

 

• أظهرت (تاء الافتعال) نمطين في التعامل الصوتي مع أصوات العربية، وذلك على أساس من أنواع التأثير الصوتي، وعلى النحو الآتي:

♦ التأثير الرجعي لتاء الافتعال مع الواو والياء إذا كانتا في موضع الفاء من (الافتعال)، فقد استطاعت التاء ابدالهما تاءً ثمّ إدغامهما، وهنا كانت الغلبة في التأثير للتاء على الواو والياء، لأنهما أضعف في الأداء من التاء، ذلك الصوت الانفجاري قياسًا إلى صوتي الواو والياء الواسعي المخرج.

 

♦ التأثير التقدمي لأصوات الإطباق والدال والذال والزاي والسين والثاء على تاء الافتعال، إذ استطاعت تلك الأصوات من موضع الفاء في (الافتعال) التأثير في التاء وإبدالها إلى ما يجانس تلك الأصوات، أو يماثلها.

 

• في ضوء التحليل الصوتي يمكن القول: إنَّ الواو المبدلة ميمًا في (فو) أبدلت بناءً على أنَّ (الواو) مدّيّة لا على أساس كونها نصف صامت، ومن ثم تعرضت تلك الواو المدّيّة إلى الانشطار، فأبدل نصف الصائت منه ميمًا.

 

• كان من نتائج البحث الإجابة عن السؤال الآتي: لماذا الميم هي البديل للنون إن تلتها الياء؟.

 

• العلل المرافقة لقواعد الإبدال ومظاهره ليست بالضرورة صوتية، فقد تكون صرفية نحو إبدال الكاف شينًا في الوقف على كاف المؤنث للفصل بين المذكر والمؤنث.

 

• الوقوف على الآلية التي اعتمدها من قبل سيبويه لتحديد موضع كل من القاف والكاف.

 

• خصّ سيبويه مفهوم الإدغام بالتعامل الصوتي للصوامت، أما الإمالة فقد خصّ بها التعامل الصوتي للصوائت ولاسيما الألف والفتحة، والياء والكسرة.

 

• شابه الإدغام الإمالة في:

♦ العلّة = المشابهة والتقريب.

♦ الغاية = الخفة والتمييز.

♦ الأداء = العمل من وجه واحد.

 

• لا يغطي مفهوم الإدغام مطلق تأثيرات الأصوات في بعضها، إذ إن كل الأصوات تمارس التأثير والتأثر، وتحكمها في ذلك سياقات صوتية معيّنة، والمماثلة في مفهومها أعمّ من الإدغام، وإن عدّ الإدغام من أكمل صورها.

 

• تصنيف الإدغام في ضوء قانون المماثلة.

 

• في ضوء نصوص الكتاب خلص البحث إلى أنَّ العلة الغائية للإدغام هي العمل من وجه واحد، فضلًا عن التخلص من معاودة استعمال اللسان من موضع واحد، ففي ذلك جهد عضلي لا يخفى على من يتصوّر ذلك باختبار كلمة يتردد فيها الصوتان المتماثلان بشكل متلاصق.

 

• التعليل الصوتي لا يعني التلازم الحتمي بين العلة والمعلول، فإذا تدافعت الغايتان الأدائية والدلالية في سياق صوتي يحقق الإدغام، فإنَّ المؤدي سيتجشّم عناء الأداء الثقيل تحقيقًا للغاية الدلالية، لأن مهمة اللغة مهمة إبلاغيّة لا نظميّة.

 

• سجّل البحث مفارقة، وهي أن سيبويه كان يحمل ما يجري من الإدغام في (حيَّ) على ما يجري في (ودَّ )، بعد أن أخرج الياء الثانية في (حيِيَ) من دائرة المعتل إلى دائرة الصحيح بفعل ملازمة الحركة لها، غير أنَّه قال بوجوب إدغام (ودَّ) وجواز الإدغام في (حيَّ) على الرغم من أنَّ كلا المثالين أخضعهما لقوله " ما كانت عينه ولامه من موضع واحد، فإذا تحرّكت اللام منه وهو فعل ألزموه الإدغام ".

 

• في ضوء نصوص الكتاب، أسس البحث لمفاهيم صوتية أهملها القدامى والمحدثون، وإذا التفتوا إليها فإنهم يذكرونها بمسميات أخر، وتلك المفاهيم هي (المعاودة) و( المهلة).

 

• على الرغم من تحقق شروط الإدغام الأدائية فقد سجّل البحث علّتين يمتنع إدغام المتماثلين المتصلين بوجودهما.

 

• في إدغام الأصوات المتقاربة قسّم سيبويه الحديث عنها على ثلاثة مستويات هي:

♦ الأصوات التي لا تدغم.

♦ الأصوات التي لا تدغم في مقاربها، ويدغم المقارب فيها.

♦ الأصوات التي يدغم بعضها في بعض.

 

• لم يكن التأثير لأصوات الميم والراء والفاء والشين تأثيرًا تقدميًا، وإنما كان تأثيرها رجعيًا عند تلي الأصوات المقاربة لها.

 

• وضع سيبويه معايير خاصة لتجويز إدغام لام (هل، وبل) وهي: الأحسن، والجائز، والضعيف، والأضعف، والأقبح.

 

• إنَّ الناظر إلى نهج سيبويه في تعليل مظاهر الإدغام في الأصوات المتقاربة يكتشف أنَّه يعمد إلى المجاميع الصوتية المتوسطة، لأنها توفّر له الفرصة في تعليل مظاهر الإدغام بتغليب بعض الصفات على بعض، بل قد تغلّب الصفة على المخرج فضلًا عن أنَّ هذه المجموعات تراعي كون بعض الأصوات منطقة ريط واتصال بين أصوات متباعدة، فالزاي مثلًا تحتل موقعًا وسطًا بين مجموعة الصاد والسين مكوّنة بذلك المجموعة الصفيريّة، ومجموعة أخرى تتكون من الدال والثاء والظاء تشترك فيها الزاي والظاء في الجهر، ويقترب صوت الثاء من هذه المجموعة من صوتي السين والصاد لاشتراكه معهما في صفة الهمس.

 

ثالثًا: التوصيات:

• اشهد أنني واجهت للوهلة الأولى صعوبة في قراءة الكتاب قراءة واعيةً، ولو أنني تعرضت له في مادة تفرض عليَّ بوصفي طالب دراسات عليا - أعني في الماجستير والدكتوراه - لكانت المهمة أيسر، ولذا أدعو إلى فرض مادة علمية تعنى بقراءة الكتاب وفك مغاليقه الأسلوبية والاصطلاحية في ضوء مرجعيات قديمة، وفي ضوء ما اعتمدته فقد كنت أرجع إلى كتابي شرح الشافية، وشرح المفصل بغية فهم نصوص الكتاب.

 

والعمل على هذا النحو يسهم في خلق جيل من الخبراء بكتاب سيبويه يتصدون لدراسة الكتاب وتدريسه وتيسيره بأسلوب ينسجم والجيل الذي يريد التعرف على الكتاب أو يبحث فيه.

 

• ولأنَّه الكتـاب فإنني أرى ضرورة أن يعاد تحقيقه تحقيقًا يأخذ بنظر الاعتبار كل النسخ التي تصلح للتحقيق، أو التي تتضمن الإشارة إلى مسائل مختلفة لتكون هناك سعة في مناقشة كثير من الآراء التي بنيت في ضوء هذه النسخة المحققة وأعني بها تحقيق عبد السلام هارون.

 

• العمل على تحقيق شرح السيرافي لكتاب سيبويه، والتوجيه إلى ذلك بغية توفير النص المساند للكتاب المعين على فهمه، فضلًا عن الوقوف على الجهد اللغوي للعلم من أعلام العربية.

 

• القول بأن الباحثين من قبل ومن بعد لم يبقوا من الكتاب ما لم يدرس قول مبالغ فيه، فما زال الكتاب نديًا خصبًا للدراسات العليا، ولاسيما لمن تجشّم صبر المتأمل، وعناء المجد المجتهد، فكلما هزّت سباك اللغة نظرية جديدة فزع طلابها إلى القديم يطلبون منها مصاديقها.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • التعليل النحوي عند المبرد (ت 285هـ) في كتابه (المقتضب)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • التعليل في ضوء اللسانيات الحديثة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • البحث الصوتي عند العرب في ضوء الدراسات الصوتية الحديثة: سيبويه نموذجا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أسلوب التعليل في اللغة العربية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • صدر حديثاً (تراكيب التعليل في القرآن الكريم) للدكتورة نورة الزعاقي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • أثر التعليل بالقواعد الفقهية في الفقه المالكي عند الونشريسي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أثر التعليل في تخصيص العموم وتطبيقاته عند الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • منهج الإمام مسلم في التعليل في الجامع الصحيح(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • حروف التعليل وألفاظه بين النحويين والأصوليين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • Justified Reasoning (التعليل السائغ) [Why Are Projects Getting Closed?!] [ما سبب توقف المشاريع؟](مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب