ترجيحات أبي حيان الأندلسي في التفسير من آية (78) من سورة المؤمنون إلى آية (68) من سورة الشعراء جمعًا ودراسة وموازنة من خلال تفسيره البحر المحيط

ملخص الرسالة

ترجيحات أبي حيان الأندلسي في التفسير

من آية (78) من سورة المؤمنون إلىٰ آية (68) من سورة الشعراء

جمعًا ودراسة وموازنة من خلال تفسيره البحر المحيط

تتكون الرسالة من مقدمة، وتمهيد، وقسمين، وخاتمة، وفهارس.

التمهيد: وفيه ترجمة موجزة لحياة أبي حيان الأندلسي - رحمه الله - وأهم مراحل حياته، ومكانته العلمية، ومشاركته في التفسير وسائر العلوم الأخرى.

وأما القسم الأول: فتناولت الدراسة فيه منهج أبي حيان في تفسيره "البحر المحيط"، وتطبيقه لقواعد الترجيح، والصيغ والأساليب التي استخدمها في الدلالة على القول الراجح.

وأما القسم الثاني: فقد عُنيَ بترجيحات أبي حيان الأندلسي في التفسير من آية (78) من سورة المؤمنون إلى آية (68) من سورة الشعراء والتي بلغت (194 موطنًا)، ودراسة هذه الترجيحات دراسة تفصيلية مقارنة بأقوال أئمة العلم من مفسرين وغيرهم.

وقد أبان البحث عن سعة علم هذا الإمام، وقوة ترجيحاته، وأنه لم يكن مقلدًا، بل كان مجتهدًا يعتمد الدليل في اختياراته.

والحمد لله أولًا وآخرًا.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقدمة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلىٰ الله عليه وعلىٰ آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فقد أنزل الله - عزَّ وجلَّ - القرآن العظيم هدى وشفاء ورحمة وبشرى؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم، وقد تكفل الله بحفظه، قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، كما تكفل أيضًا ببيانه، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19].

ومن تمام حفظه وبيانه عناية المسلمين به تأسيًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته رضي الله عنهم من بعده، فحرص المسلمون على حفظ القرآن وتفهم معانيه، كما حرصوا على العمل به وتطبيقه والوقوف عند أحكامه، وبذل العلماء - قديمًا وحديثًا - جهودًا مشكورة في خدمة كتاب الله عز وجل تعلمًا وتدريسًا وتصنيفًا وتأليفًا.

فصنف العلماء في تفسير القرآن جيلًا بعد جيل، ومن بين تلك الكتب "تفسير البحر المحيط" لأبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت745هـ).

ولأبي حيان في تفسيره هذا اجتهادات واختيارات بارزة تدل على إلمامه بكثير من العلوم في التفسير، والقراءات، واللغة، والنحو، والفقه وأصوله، والحديث، وغير ذلك من العلوم الأخرى.

وقد وفقني الله عزَّ وجلَّ وأكرمني بأن يسر لي الدراسة في جزء من هذا السفر الجليل لنيل شهادة الدكتوراه الموسومة بـ «ترجيحات أبي حيان الأندلسي في التفسير من آية (78) من سورة المؤمنون، إلى آية (68) من سورة الشعراء- جمعًا ودراسة وموازنة – من خلال تفسيره البحر المحيط ».

وقد دفعني لاختيار هذا الموضوع أسباب منها:

♦ قيمة هذا الموضوع التفسيرية؛ إذ هو متعلق بمعرفة الراجح من الأقوال في تفسير القرآن.

♦ إعطاء الباحث قدرة على المناقشة والترجيح بين أقوال المفسرين.

♦ أن تفسير أبي حيان (البحر المحيط) من أَجَلِّ التفاسير وأعلاها شأنًا، بذل فيه مؤلفه - رحمه الله - جهدًا خدمةً لكتاب الله تعالى.

ويتكون البحث من مقدمة، وتمهيد، وقسمين، وخاتمة، وفهارس وفق الترتيب الآتي:

المقدمة: وفيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وخطة البحث، ومنهجه، ثم شكر وتقدير.

التمهيد: ترجمة موجزة لأبي حيان الأندلسي. وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: نسبه ومولده.

المبحث الثاني: نشأته وطلبه للعلم.

المبحث الثالث: مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه.

المبحث الرابع: شيوخه وتلاميذه.

المبحث الخامس: آثاره ومؤلفاته.

المبحث السادس: وفاته.

القسم الأول: وفيه فصلان:

الفصل الأول: منهج أبي حيان في تفسيره. وفيه مبحثان:

المبحث الأول: تفسيره القرآن بالمأثور، وفيه تمهيد وتسعة مطالب:

المطلب الأول: تفسيره القرآن بالقرآن:

المطلب الثاني: تفسيره القرآن بالسنة.

المطلب الثالث: تفسيره القرآن بأقوال الصحابة.

المطلب الرابع: تفسيره القرآن بأقوال التابعين.

المطلب الخامس: تفسيره القرآن بمن جاء بعد عصر التابعين.

المطلب السادس: عنايته بالقراءات.

المطلب السابع: عنايته بأسباب النزول.

المطلب الثامن: عنايته بالناسخ والمنسوخ.

المطلب التاسع: عنايته بذكر المكي والمدني.

المبحث الثاني: تفسيره القرآن بالرأي، وفيه تمهيد وثلاثة مطالب:

المطلب الأول: تفسيره القرآن باللغة، وفيه أربعة أمور:

الأول: مصادره في اللغة، والأعلام الذين سماهم.

الثاني: عنايته بمعاني المفردات.

الثالث: عنايته بمعاني الحروف والأدوات.

الرابع: عنايته بالإعراب.

المطلب الثاني: عنايته بالمناسبات.

المطلب الثالث: عنايته بأسرار التعبير.

الفصل الثاني: منهج أبي حيان في الترجيح في التفسير. وفيه مبحثان:

المبحث الأول: صيغ الترجيح وأساليبه عند أبي حيان الأندلسي. وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: التنصيص على القول الراجح.

المطلب الثاني: التفسير بقول مع النص على ضعف غيره.

المطلب الثالث: التفسير بالقول الراجح وذكره بصيغة الجزم وذكر الأقوال الأخرى بصيغة التمريض.

المبحث الثاني: وجوه الترجيح عند أبي حيان الأندلسي. وفيه عشرة مطالب:

المطلب الأول: الترجيح بالنظائر القرآنية.

المطلب الثاني: الترجيح بالحديث النبوي.

المطلب الثالث: الترجيح بظاهر القرآن.

المطلب الرابع: الترجيح بالقراءات.

المطلب الخامس: الترجيح بالسياق.

المطلب السادس: الترجيح بأسباب النزول.

المطلب السابع: الترجيح في النسخ والمنسوخ.

المطلب الثامن: الترجيح بالعموم.

المطلب التاسع: الترجيح بالمطلق.

المطلب العاشر: الترجيح باللغة.

القسم الثاني: ترجيحات أبي حيان الأندلسي في التفسير من سورة المؤمنون آية (78)، إلى سورة الشعراء آية (68).

الخاتمة: وتتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة.

الفهارس: وتتضمن الفهارس التالية:

1) فهرس الآيات القرآنية.

2) فهرس القراءات.

3) فهرس الأحاديث النبوية والآثار.

4) فهرس الأعلام.

5) فهرس الغريب.

6) فهرس الفرق والقبائل.

7) فهرس الأماكن.

8) فهرس الشواهد الشعرية.

9) فهرس المصادر والمراجع.

10) فهرس الموضوعات.

منهجي في البحث:

1- استخرجت ترجيحات أبي حيان الأندلسي - رحمه الله - من خلال تفسيره البحر المحيط ضمن القدر المحدد لي.

2- درست الترجيحات على النحو التالي:

♦ ذكرت الآية التي فيها الترجيح.

♦ وضعت لكل ترجيح عنوانًا.

♦ رقمت المسائل في كل سورة على حدة.

♦ أذكر نص أبي حيان في المسألة، وأكتفي بتوثيقه أول مرة.

♦ ذكرت الأقوال الواردة في المسألة ومن ضمنها قول أبي حيان، وبينت في كل قول من قال به إن وجد.

♦ ذكرت في كل قول أدلته إن وجدت.

♦ ذكرت في كل قول من ضعف ذلك القول إن وجد.

♦ رجحت بين الأقوال حسب قواعد الترجيح عند المفسرين.

3- عزوت الآيات الواردة في الرسالة إلى سورها، بذكر اسم السورة، ورقم الآية في متن الرسالة، وفق الرسم العثماني في المصحف.

4- عزوت القراءات إلى قارئيها من أئمة القراءات، وإن كانت شاذة بينت ذلك من كتب الشواذ إن وجد، وإن لم يوجد فمن كتب التفسير التي ذكرتها.

5- خرجت الأحاديث والآثار تخريجًا مختصرًا.

6- وثقت النصوص التي ذكرتها من مصادرها الأصلية.

7- عزوت الشواهد الشعرية إلى دواوينها، وذكرتُ مصادرها المعتمدة.

8- ترجمتُ للأعلام الواردة أسماؤهم في الرسالة في أول ذكر لهم، ولا أحيل للترجمة إن تكرر اسم العلم.

9- عرَّفت بالفرق والطوائف والأماكن من كتبها المعتمدة.

10- إذا حذفت شيئًا من النص المنقول، فإني أضع مكانه نقاطًا هكذا....

11- راعيت الترتيب الزمني للوفيات في ذكر العلماء.

12- عند العزو لكتب المفسرين أذكرها بهامش واحد مرتبة بحسب ترتيب المصنفين.

13- إن كان للمؤلف أكثر من كتاب أضعها بين قوسين هكذا [...،...].

14- وثقت أقوال الصحابة والتابعين وأتباعهم من مصنف عبد الرزاق، وجامع البيان للطبري، وتفسير ابن أبي حاتم، والدر المنثور للسيوطي إن وجد، وإلا من كتب التفسير الأخرى التي ذكرته.

15- وضعت معلومات المصادر والمراجع في فهرسها، دون أول ذكر لها.

16- ضبطت بالشكل الكلمات التي تحتاج إلى ضبط مما تشكل قراءتها ونطقها.

17- أوردت بعض الأمثلة من مسائل الترجيح في القسم الأول مختصرة، اكتفاءً بذكرها في موضعها.

18- ذيلت الرسالة بفهارس علمية، اعتمدت في فهرس الآيات على ترتيبها في القرآن الكريم، وفي الفهارس الأخرى على الترتيب الهجائي.

ومن الصعوبات التي واجهتني خلال إعداد الرسالة قلة عدد المسائل في الجزء المحدد لي، مما اضطرني إلى إعادة النظر في كل مسألة تبدو لأول وهلة أنها من مسائل الترجيح، ثم بعد الموازنة لا تكون كذلك.

وفي الختام أحمد الله -عَزَّ وَجَلَّ- حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأسأله تعالى أن يتقبل عملي هذا وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.

ثم أتوجه بالشكر الجزيل لجامعة أم القرى التي أتاحت لي الفرصة لإكمال دراستي, وأخص بذلك كلية الدعوة وأصول الدين، كما أشكر فضيلة الدكتور عبد العزيز عزت على ما بذله من جهد، وإسداء للنصح والتوجيه طوال فترة الإشراف, جزاه الله عني كل خير, وأشكر كل من أسدى إلي معروفًا من نصح أو توجيه أو غير ذلك, أسأل الله تعالى أن يجزيهم عني أفضل الجزاء, سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

فهرس الموضوعات