أطاريح الدكتوراه: وضعها الراهن في المكتبات الجامعية السعودية ومدى الاستفادة منها

ملخص الرسالة

أطاريح الدكتوراه: وضعها الراهن في المكتبات الجامعية السعودية

ومدى الاستفادة منها

كانت أطروحة الدكتوراه وما زالت مصدر جدل لا ينتهي حول أهميتها وقيمتها العلمية والمعلوماتية قياسًا على تكاليفها المختلفة؛ ولأنها تعد مصدر معلومات ذا طبيعة خاصة، ورافدًا من روافد بناء المجموعات في المكتبات الجامعية، إضافة إلى قلة الدراسات عنها عربيًا؛ اختار الباحث هذا الموضوع للتعرف على أوضاعها الراهنة وتقويمها في المكتبات الجامعية السعودية ومدى رضا المستفيدين عن تلك الأوضاع، ونظرًا لتشابه أوضاع تلك المكتبات إذ كلها حكومية، وصعوبة تغطيتها جميعًا فقد لجأ إلى أسلوب العينة فاختار ثلاثًا منها وفق مواصفات معينة لتمثلها، فكانت مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ممثلة لمكتبات الجامعات النظرية، ومكتبة جامعة الملك سعود ممثلة لمكتبات الجامعات النظرية- العلمية، ومكتبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران ممثلة لمكتبات الجامعات العلمية.

وقد تم اختيار خمسة مجالات للتحقق من الاستفادة (أو عدم الاستفادة) من الأطاريح هي: الاطلاع الداخلي، والإعارة الخارجية، والإعارة التبادلية، التدريس، والاستشهادات المرجعية، كما تم التطرق إلى إيداع الأطاريح ونشرها من قبل أعضاء هيئة التدريس لما لها من صلة بالاستفادة منها.

استُخدم في هذه الدراسة المنهج المسحي، وأسلوب الدراسات الببليومترية، كما جرت الاستعانة بمعايير وطنية مقترحة، ومقاييس أداء عالمية خاصة بالمكتبات الجامعية في عملية التقويم.

وقد أظهرت نتائج الدراسة تدني الاستفادة من أطاريح الدكتوراه في تلك المكتبات، إذ لم تتجاوز نسبة المستفيدين منها عن طريق الاطلاع الداخلي الذي يمثل أهم مجالات الاستفادة في ظل ظروفها الراهنة 47.5% من أفراد عينة يبلغون 606 من أعضاء هيئة تدريس وطلبة دراسات عليا يمثلون المستفيدين المحتملين منها في الجامعات الثلاث، أما فيما يتعلق بالاستفادة منها عن طريق الإعارة الخارجية والإعارة التبادلية لها فلا يتحقق شيء من ذلك حيث لا يسمح بالإعارة الخارجية ولا تتم الإعارة التبادلية لها، ولا يختلف الأمر كثيرًا في مجال الاستفادة منها عن طريق الاستشهادات المرجعية؛ فمن بين 478 أطروحة دكتوراه في علوم الدين الإسلامي لم يتم الاستشهاد إلا بـ39.5% منها، وقد تمت 93.4% من تلك الاستشهادات عن طريق طلبة الدراسات العليا (شبه الملزمين بذلك عبر أطاريحهم)، و6.6% منها فقط عن طريق مقالات الدوريات، كما كشفت الدراسة أن 42.5% ممن يزاولون التدريس في تلك الجامعات من أفراد العينة يستخدمونها في هذا المجال، بينما لا يستخدمها أبدًا أو لا يستخدمها إلا بشكل نادر 57.5% منهم.

وهناك أسباب كثيرة لمحدودية الاستفادة منها أهمها الهالة التي ما تزال تحاط بها وبالتالي تغلب نزعة المحافظة والخوف عليها على الرغبة في إفادة المهتمين بها منها، وقد تبين ذلك من دراسة أوضاعها الراهنة في المكتبات الثلاث من جميع جوانبه والتي أظهرت نتائجها أنها لا تسهل سبل الاستفادة منها، وبالتالي لم تتجاوز نسبة الرضا عن تلك الأوضاع من قبل أفراد العينة 62.8%، ومن الأسباب الأخرى قلة ما ينشر منها على هيئة كتاب، وهي الهيئة الأفضل في مجال النشر والتي تصل إلى أكبر عدد من المهتمين بها إذ لم تتجاوز نسبة من نشروا أطاريحهم من أفراد هذه العينة على هذه الهيئة 10.5% منهم، بينما نشرها على هيئة مقال 33.2%، وضمن أعمال مؤتمرات 32.9% منهم، واتضح أن أهم أسباب عدم نشرها يتمثل في عدم احتساب ذلك في الترقية، وفي إجراءات النشر الطويلة (سواء كان النشر جامعيًا أو تجاريًا) التي لا تشجع على ذلك وعدم وجود الحافز المادي لنشرها، إضافة إلى انتقال الاهتمام أو التدريس إلى مجالات أخرى.

ولا يعود تدني الاستفادة منها إلى وجود نظرة سلبية إزاءها من قبل المستفدين المحتملين، لأن الدراسة كشفت أنهم يقومون الأطروحة - علميًا ومعلوماتيًا - تقويمًا أعلى من نظرائهم في أمريكا التي جرت فيها دراسات مشابهة، أما فيما يتصل بعدم الاستفادة منها كليًا من قبل الشريحة الكبرة من أفراد العينة والذين يمثلون 52.5% منهم فتعود - حسب إجاباتهم – إلى ثلاثة محاور هي: سياسات المكتبات حيالها (وهي الأكثر)، وطبيعة الأطروحة والقناعات المسبقة تجاهها، وظروف وسلوك تتعلق بغير المستفيدين منها، وقد بلغت تلك الأسباب مجتمعة تسعة وعشرين سببًا، أهمها توفر مصادر معلومات داخل الجامعات أو خارجها، أو توفر مصادر معلومات خاصة تغني عنها، وإغراقها في التخصص، وطولها، وعدم الوصول إلى المعولمات المطلوبة فيها بسهولة، وقدم معلوماتها، وعدم إعارتها، وبعد المكتبات التي تحتفظ بها عن أقسام وكليات أفراد العينة.

قائمة المحتويات