• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    صورة من ترابط نهايات السور مع بداية ما بعدها [بين ...
    مصطفى سيد الصرماني
  •  
    من درر العلامة ابن القيم عن الإخلاص
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الاستشفاء بالقرآن (خطبة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
  •  
    بلمسة أمل
    سامي منصور محمد سيف
  •  
    أيهما أصح: ((تعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الحسود لا يسود (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: ثمرات التوحيد على الشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عناية الصحابة رضي الله عنهم بحفظ القرآن وتدوينه ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    المسترسل
    عبدالرحمن بن يوسف اللحيدان
  •  
    تحريم النفاق الأكبر وهو إظهار الإسلام وإبطان ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    أوقات النهي عن الصلاة (درس 2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    المسلم بين النضوج والإهمال (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    ما ورد في معنى استغفار النبي صلى الله عليه وسلم
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    متى تزداد الطيبة في القلوب؟
    شعيب ناصري
  •  
    الثبات على الدين: أهميته، وأسبابه، وموانعه في ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

من أراد الحج فليتعجل

من أراد الحج فليتعجل
الشيخ عبدالله بن محمد البصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/7/2016 ميلادي - 25/10/1437 هجري

الزيارات: 22181

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أراد الحج فليتعجل

 

أَمَّا بَعدُ، فَـ ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، خَلَقَ اللهُ النَّاسَ لِعِبَادَتِهِ وَطَاعَتِهِ، وَبَيَّنَ لَهُم أَركَانَ دِينِهِ وَفَرَائِضَهُ، وَأَرسَلَ إِلَيهِم رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ، فَبَلَّغَ عَن رَبِّهِ رَسَالَتَهُ، وَأَدَّى مُهِمَّتَهُ وَنَصَحَ أُمَّتَهُ، وَتَرَكَهُم عَلَى مِثلِ البَيضَاءِ لَيلُهَا كَنَهَارِهَا، لا يَزِيغُ عَنهَا إِلاَّ هَالِكٌ، فَهَدَى اللهُ بِفَضلِهِ أَقوَامًا أَحَبُّوا الهُدَى وَقَبِلُوهُ، وَزَادَهُم إِيمَانًا وَآتَاهُم تَقوَاهُم، فَسَارَعُوا وَسَابَقُوا، وَاستَكثَرُوا مِنَ الخَيرِ وَتَنَافَسُوا، وَتَزَوَّدُوا مِمَّا يُصلِحُ قُلُوبَهُم وَيُقَرِّبُهُم إِلى رَبِّهِم، وَوَكَلَ بِعَدلِهِ آخَرِينَ إِلى أَنفُسِهِم، فَتَبَاطَؤُوا وَتَقَاعَسُوا، وَتَكَاسَلُوا وَتَأَخَّرُوا، وَاشتَغَلُوا بِجَمعِ الدُّنيَا وَالتَّنَافُسِ عَلَى حُطَامِهَا، وَجَعَلُوا هَمَّهُم نَيلَ عَاجِلِ الشَّهَوَاتِ وَتَحقِيقَ دَاني الرَّغبَاتِ ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46].

 

وَقَد وَكَّلَ - سُبحَانَهُ - بِالفَرِيقَينِ حَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ، يَعلَمُونَ مَا يَفعَلُونَ ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

 

يُقَالُ هَذَا - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَنَحنُ في وَسَطِ هَذِهِ الأَشهُرِ العَظِيمَةِ الَّتي جَعَلَهَا اللهُ - تَعَالى - مَوَاقِيتَ لِلحَجِّ حِينَ أَوجَبَهُ فَقَالَ: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197] أَجَل - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - إِنَّ الحَجَّ هُوَ خَامِسُ أَركَانِ الدِّينِ العَظِيمَةِ، أَوجَبَهُ اللهُ - تَعَالى - عَلَى النَّاسِ جَمِيعًا فَقَالَ: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97] وَقَالَ - تَعَالى - آمِرًا نَبِيَّهُ إِبرَاهِيمَ الخَلِيلَ - عَلَيهِ السَّلامُ - أَن يُؤَذِّنَ بِذَلِكَ: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج: 27، 28] وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: بُنِيَ الإِسلامُ عَلَى خَمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَومِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيتِ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ. وَرَوَى مُسلِمٌ وَغَيرُهُ عَن أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، قَد فَرَضَ اللهُ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا " هَكَذَا جَاءَتِ الأَخبَارُ في كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ آمِرَةً بِالحَجِّ مُوجِبَةً لَهُ عَلَى مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً، وَلَقَد تَهَيَّأَ الحَجُّ في هَذِهِ الأَزمِنَةِ لِكَثِيرٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَخَاصَّةً في هَذِهِ البِلادِ، وَتَيَسَّرَت لَهُمُ السُّبُلُ وَزَالَت عَنهُمُ العَوَائِقُ وَانتَفَتِ المَوَانِعُ، مِمَّا يُوجِبُ عَلَيهِمُ المُبَادَرَةَ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ اللهِ عَلَيهِم، وَيَجعَلُهُم آثِمِينَ بِتَأخِيرِهَا أَوِ التَّرَاخِي في أَدَائِهَا، مُتَعَرِّضِينَ لأَن يَكفُرُوا بِاللهِ القَائِلِ - سُبحَانَهُ -: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97] وَمَعَ هَذَا تَمُرُّ السَّنَوَاتُ تِلوَ السَّنَوَاتِ، وَتَبيَضُّ عَوَارِضُ كَثِيرِينَ وَتَشتَعِلُ رُؤُوسُهُم شَيبًا، وَهُم لم يُفَكِّرُوا في الحَجِّ ولم يَخِفُّوا لأَدَائِهِ، يَظَلُّونَ يَتَبَاطَؤُونَ وَيَتَكَاسَلُونَ وَيَتَشَاغَلُونَ، وَتَضعُفُ أَجسَادُهُم وَتَذهُبُ قُوَاهُم، وَتَتَغَيَّرُ عَلَيهِمُ الأَحوَاُل وَتَتَقَلَّبُ بِهِمُ الأَزمِنَةُ، وَقَد لا يُحِسُّ أَحَدُهُم بِعِظَمِ ذَنبِهِ وَهَولِ مُصِيبَتِهِ، في حِينِ تَتَقَطَّعُ قُلُوبُ مُسلِمِينَ في دِيَارٍ بَعِيدَةٍ حَسَرَاتٍ، وَتَنَهَلُّ أَعيُنُهُم بِأَحَرِّ العَبَرَاتِ ﴿ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92] وَأَسَفًا لِعَدَمِ استِطَاعَتِهِمُ الحَجَّ مَعَ شَوقِهِم الشَّدِيدِ إِلَيهِ.

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، لَقَدِ اهتَمَّ نَبِيُّكُم - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بِالحَجِّ اهتِمَامًا عَظِيمًا، وَحَثَّ عَلَيهِ حَثًّا كَرِيمًا، وَمِن ثَمَّ نَرَاهُ قَد نَدَبَ إِلى تَعجِيلِهِ، وَجَعَلَهُ مِن أَفضَلِ الأَعمَالِ وَأَحَبِّهَا إِلى اللهِ، بَل عَدَّهُ جِهَادًا في سَبِيلِ اللهِ، وَأَخبَرَ أَنَّ الحُجَّاجُ ضُيُوفٌ لِرَبِّهِم، وَأَنَّهُ بِحَجِّهِم تُكَفَّرُ خَطَايَاهُم وَتُغفَرُ ذُنُوبُهُم، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " مَن أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَد يَمرَضُ المَرِيضُ، وَتَضِلُّ الرَّاحِلَةُ، وَتَعرِضُ الحَاجَةُ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ. وَعِندَ أَحمَدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ: " تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ " وَعَن أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفضَلُ؟ فَقَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ " قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " حَجٌّ مَبرُورٌ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وَعَن عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهَا - قَالَت: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نُرَى الجِهَادَ أَفضَلَ الأَعمَالِ، أَفَلا نُجَاهِدُ؟! فَقَالَ: " لَكُنَّ أَفضَلُ الجِهَادِ حَجٌّ مَبرُورٌ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَغَيرُهُ. وَعَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنِّي جَبَانٌ وَإِنِّي ضَعِيفٌ، فَقَالَ: " هَلُمَّ إِلى جِهَادٍ لا شَوكَةَ فِيهِ الحَجُّ " رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " الحُجَّاجُ وَالعُمَّارُ وَفدُ اللهِ، إِنْ دَعَوهُ أَجَابَهُم، وَإِنِ استَغفَرُوهُ غَفَرَ لَهُم " رَوَاهُ النَّسَائيُّ وَابنُ مَاجَه وَغَيرُهُمَا وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " العُمرَةُ إِلى العُمرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَينَهُمَا، وَالحَجُّ المَبرُورُ لَيسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةُ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وَفي الصَّحِيحَينِ أَنَّهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: قَالَ " مَن حَجَّ هَذَا البَيتَ فَلَم يَرفُثْ وَلم يَفسُقْ رَجَعَ كَيَومَ وَلَدَتهُ أُمُّهُ " إِنَّهُ لَعَجَبٌ أَن يَكُونَ في الحَجِّ كُلُّ هَذَا التَّرغِيبِ وَالحَثِّ، ثم يَرغَبُ عَنهُ أَقوَاٌم مِمَّن أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ وَالأَمنِ وَوَفرَةِ الأَموَالِ، وَيَنصَرِفُونَ إِلى رَحَلاتٍ وَأَسفَارٍ إِلى سَائِرِ البِلادِ وَالأَمصَارِ، وَقَد يَكُونُ مِنهَا شَيءٌ إِلى بِلادِ الكُفَّارِ، يَتَحَمَّلُونَ بِسَبَبِهِ التَّعَبَ وَيَحمِلُونَ الذُّنُوبَ وَالأَوزَارَ، في حِينِ أَنَّ تَعَبَهُم وَنَفَقَتَهُم في الحَجِّ مَكتُوبَةٌ لَهُم عِندَ رَبِّهِم، مَحفُوظَةٌ لَدَيهِ في مَوَازِينِ حَسَنَاتِهِم، وَمَعَ هَذَا يُفَرِّطُونَ فِيهَا؛ فَعَن عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهَا - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لها في عُمرَتِهَا: " إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجرِ عَلَى قَدرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ " رَوَاهُ الحَاكِمُ وَصَحَّحَه الأَلبَانيُّ.

 

أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَلْنَكُنْ عَلَى أَركَانِ دِينِنَا أَحرَصَ مِنَّا عَلَى مَا سِوَاهَا، فَإِنَّهَا أَحَبُّ شَيءٍ إِلى رَبِّنَا - تَبَارَكَ وَتَعَالى - وَقَد قَالَ - سُبحَانَهُ - في الحَدِيثِ القُدسِيِّ الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيُّ: " وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُهُ عَلَيهِ " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189].

♦ ♦ ♦

 

أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَأَطِيعُوهُ وَلا تُعصُوهُ ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، مِن تَنظِيمَاتِ الجِهَاتِ المَعنِيَّةِ بِشَأنِ الحَجِّ في بِلادِنَا، أَن جَعَلَت لِلحَجِّ مَسَارًا آلِيًّا، يَكُونُ التَّسجِيلُ فِيهِ عَن طَرِيقِ الشَّبَكَةِ العَالَمِيَّةِ لِلمَعلُومَاتِ، في بَوَّابَةٍ حَدَّدَتهَا لِهَذَا الشَّأنِ العَظِيمِ، في بَرَامِجَ ثَلاثَةٍ: عَامٍّ وَمُيَسَّرٍ وَمُخَفَّضٍ، وَهَذِهِ هِيَ الخَطوَةُ الأُولى لِمَن أَرَادَ الحَجَّ وَنَوَاهُ، تَتبَعُهَا خُطُوَاتٌ تَكمِيلِيَّةٌ أُخرَى، وَمِمَّا قَد يَجهَلُهُ بَعضُ النَّاسِ الَّذِينَ يُسَوِّفُونَ وَيَتَأَخَّرُونَ عَنِ التَّسجِيلِ، أَنَّ تَأَخُّرَهُم يُفَوِّتُ عَلَيهِمُ المُستَوَى المُنَاسِبَ لَهُم، ثم لَعَلَّ أَحَدَهُم إِذَا انتَبَهَ وَأَرَادَ الحَجَّ بَعدَ ذَلِكَ، يُفَاجَأُ بِالبَابِ السَّهلِ وَقَد أُغلِقَ، وَالحَمَلاتِ المُنَاسِبَةِ لِمُستَوَاهُ قَد اكتَفَت وَأَغلَقَت أبوَابَ الاستِقبَالِ، فَيُضطَرُّ لِلبَحثِ عَن أَبوَابٍ أُخرَى قَد تَكُونُ مُغلَقَةً أَو مُتَعَسِّرَةً، أَو غَيرَ مُنَاسِبَةٍ لِوَضعِهِ المَادِيِّ، فَالبِدَارَ البِدَارَ يَا مَن أَرَدَتَ الحَجَّ، وَلَتَسأَلْ عَن مَوقِعِ التَّسجِيلِ في الشَّبَكَةِ، فَإِنَّهُ سَيُفتَحُ يَومَ الخَمِيسِ القَادِمِ السَّاعَةَ الثَّامِنَةَ صَبَاحًا، وَغَالِبًا مَا تَنتَهِي المَقَاعِدُ المُخَفَّضَةُ في سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ؛ لِشِدَّةِ إِقبَالِ النَّاسِ عَلَيهَا، فَلْيُسَارِعْ مَن وَجَبَ عَلَيهِ الحَجَّ وَلْيُبَادِرْ، وَلْيَحذَرِ التَّسوِيفَ وَالتَّأجِيلَ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَ المُسلِمِينَ صَالِحَ الأَعمَالِ، وَوَفَّقَهُم لِلتَّزَوُّدِ بِالبَاقِيَاتِ قَبلَ حُلُولِ الآجَالِ، وَتَجَاوَزَ عَنِ الجَمِيعِ الخَطَأَ وَالزَّلاَّتِ، وَأَقَالَ عَثَرَاتِهِم وَمَحَا عَنهُمُ السَّيِّئَاتِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وصايا لمن أراد الحج
  • أيها الساهرون

مختارات من الشبكة

  • تخريج حديث: إذا أراد أحدكم أن يتبول فليرتد لبوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مائة من أسماء الصحابيات لمن أراد تسمية البنات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • بداية العام الجديد وقول الله تعالى (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الحديث الأول: تصحيح النية وإرادة وجه الله بالعمل وحده لا شريك له(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الميت (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسلم بين حر الدنيا وحر الآخرة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/4/1447هـ - الساعة: 10:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب