ملخص بحث: تعليم المرأة في الإسلام وضوابطه

ملخص بحث

تعليم المرأة في الإسلام وضوابطه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، إمام المتعلمين والمعلمين، والبشر أجمعين، وعلى وصحبه ومَن سار على هَدْيه إلى يوم الدين.

وبعد:

فهذا البحث بعنوان "تعليم المرأة في الإسلام وضوابطه"، يبين أن تعليم المرأة في الإسلام واجب من واجبات هذا الدين، وخاصة في العبادات والشعائر الدينية، وما يخص أحوالها من حيض ونفاس، هذا البحث مقدَّم لشبكة الألوكة، ويحتوي على عشرة فصول، قسم كل فصل إلى مباحث، وخاتمة وفهرس، وفهرس للآيات، وفهرس الأحاديث، وفهرس للأعلام، وفهرس للمراجع.

في المقدمة والمدخل عرضٌ موجز لسبب اختيار هذا الموضوع، وفيه عرض سريع لأحوال المرأة في ظل الإسلام:

والفصل الأول مقسَّم إلى عدة مباحث:

في المبحث الأول أحوال المرأة قبل الإسلام، وكيف كانت النظرة العامة إليها:

فعند الهنود كانت ممتهنة ولا حقوق لها، وعند اليونان كانت حبيسة البيت، وكانت مجرد متعة، ولا يتزوجونها إلا من أجل أولاد شرعيين.

وعند اليهود المرأة سبب في غواية آدم، وهي أمرُّ من الميت، وتعتبر عند بعض الطوائف اليهودية خادمة لا أكثر.

وما زالت النظرة عند بعض الشعوب للمرأة على أنها للمتعة فقط، فمما تعاب به الفتاة عندهم أنها تبقى عذراء.

وعند الرُّومان لم تكن للمرأة أي أهلية وهي تحت سلطة والدها، تحرم من الإرث، وتمنع من الرزق.

وعند المسيحية كان ينظر لها على أنها هي التي جلبت اللعنات للبشر، وأن الشيطان يظهر بجسد امرأة.

وعند الفرنسيين اعتبرت المرأة عندهم أنها إنسان، لكنها خلقت لخدمة الرجل، حرمت المرأة من القراءة والكتابة، وحرمت من المواطنة.

وعند الإنجليز كان ينظر إليها على أنها حقيرة عندهم ووضيعة، ولا يفرح لولادتها، بل يختبِئ والدها ويتوارَى عن أعين الناس.

أما المرأة الفرعونية، فقد نالت بعض الحقوق، وتمتعت ببعض الامتيازات، وكانت المرأة تعد في العصر الجاهلي عارًا وإثمًا؛ لذا يجب التخلص منها، فكانت توأد تحت التراب، وكان الابن الأكبر بعد موت أبيه يرثها، وكانت المرأة في الشرائع القديمة ممتهنة الكرامة، يشكك في أهليتها وإنسانيتها.

ويبين البحث الثاني مكانة المرأة في ظل الإسلام، وقد اعتبرها الإسلام روحًا وجسدًا، لها كرامة كاملة، وأنها إنسانة مثلها مثل الرجل، فأصبحت البنت أول قدومها للحياة تستقبل بالفرح والأهازيج والابتهاج، وأمر الإسلام الوالد أن يعقَّ عن ابنته كما يعق عن ولده، والقيام بأعمال نسكية تعبدية شُرِعت في السُّنة؛ مثل الأذان في أذنها اليمنى، وإقامة الصلاة في أذنها اليسرى، وأن يختار لها أحسن الأسماء، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كل غلام رهينٌ بعقيقة، تذبح عنه يوم سابعه، ويسمَّى فيه ويحلق رأسه)).

فلم يعتبرها الإسلام مجرد متاع، أو أنها بلا كرامة، بل كانت الرعاية، لا نقول منذ النشأة الأولى، بل وهي في بطن أمها، لا بل قبل؛ حيث أمر الإسلام الرجل بالبحث عن المرأة ذات الدين ((فاظفر بذات الدِّين تَرِبت يداك))، وأمر أولياء المرأة أن يختاروا صاحب الدين ((إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه)).

وخاطب الإسلام الرجل والمرأة بالتكاليف الشرعية، وأمر برعاية المرأة، أختًا وبنتًا، وزوجة وأمًّا، ورحمًا تصان.

أما الفصل الثاني، ففيه عدة مباحث:

يتحدث المبحث الأول عن الفوارق الفسيولوجية بين الجنسين.

أما المبحث الثاني، فيتحدث عن نظرة الإسلام للمرأة وعلاقتها بالرجل؛ حيث نظر الإسلام للمرأة والرجل نظرة تكريم، فالرجل والمرأة مكرَّمان في دين الله - عز وجل - وعلاقة الرجل بالمرأة لها ضوابط وحدود، يجب أن يقف عندها كلا الجنسين.

ومعروف من خلال تكوين الإنسان الفطري أنَّ كلا الجنسين يميل للآخر؛ لذلك لا بد من علاقة شرعية تربط هذا الميل بما ينسجم مع الفطرة، فجعل الإسلام الزواج هو الرابطة المقدسة بين الطرفين، بعكس المجتمعات الأخرى.

والمبحث الثالث يُثبِت أن القضية قضية عدل، وليست مساواة؛ حيث هناك فرق بين العدل والمساواة، والإسلام رسالة عدل، يعطي كل ذي حق حقه.

أما المبحث الرابع، فيثبت قضية التكامل بين الجنسين في الحياة، وأن الرجل يكمل المرأة، والمرأة تكمل الرجل، وَفْق خصائص كل منهما.

وفي الفصل الثالث، تبين أن المرأة لها دور بارز في العصور الإسلامية المختلفة:

ففي المبحث الأول، هناك نصوص تدل على تكريم ومدح النساء.

والمبحث الثاني يبيِّن أن للمرأة دورًا يبرز في الإصلاح والتعمير، فهي نصف المجتمع، بل هي المجتمع كله، هي النصف من حيث العدد، وهي التي تنجب النصف الآخر، تدعو إلى الله، وتربي وتعلم، وتبيَّن أن الإسلام لا يمنع خروج المرأة وَفْق ضوابط الدين، ويمكن للمرأة أن تشارك في الأعمال الاجتماعية؛ كالجمعيات النسائية المختلفة، ولقد حملت المرأة المسلمة همَّ الدعوة الإسلامية، وكانت رائدةً في مجال العمل الاجتماعي؛ حيث إن العمل الاجتماعي أحد أبواب الخير، والمرأة هي الأقدر في مجادلة مثيلاتها من النساء.

أما الفصل الرابع، ففيه حديث عن استقلالية المرأة، وتبين من بعض نصوص القرآن السنة النبوية تفصيلاً الإشارة إلى أنواع الممارسات اليومية، والتي يمكن للمرأة المسلمة أن تحقق العبودية من خلالها، كالصدقات مثلاً، فعن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، قال: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه، صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة)).

وفيه أيضًا أمثلة مما مضى من عصور؛ كبلقيس، وآمنة، وسارة، ومريم، وفي ظل الإسلام: خديجة، وعائشة، وأم سُلَيم، وفاطمة.

لقد ظهرت أدوار عظيمة لنساء كثيرات عبر التاريخ البشري، ساعدت في النمو والتعمير، وظهرت بسالة المرأة المسلمة في ميادين الجهاد، وحكمتها وفطنتها في إدارة الحوار، وميادين العلم المختلفة.

وفي الفصل الخامس تبين أن الإسلام أعطى المرأة جملة من الحقوق، واعتبرها كيانًا إنسانيًّا له حقوق وعليه واجبات، ومطالب بأداء الحقوق والواجبات، فكما تأخذ يجب أن تعطي، وهذه الحقوق تحمي لها إنسانيتها وتصونها وتحفظها، فلها حق كامل في الحياة، وهي إنسانة يجب ألا يُعتدَى عليها، فالإسلام منحها العيش بكرامة، وحقًّا في المشاركة السياسية، ولها حق البيعة وحق الملكية، وهذا يعني أن للمرأة في هذا المال الذي وهبه إليها الإسلام حقًّا من حقوقها تملكه، وليس لأحد فيه أي حق، فهي حرة التصرف فيه وَفْق الأحكام الشرعية.

كذلك حق المرأة في تكوين الأسرة وتربية الأجيال، والمهر حق كامل لها، ولها الحق في أن تعمل وَفْق ما يخص طبيعتها، لقد وضع الإسلام هذا المنهج القويم، ووضح أن المرأة والرجل من نسيج واحد، قال - تعالى -: ﴿ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾ [آل عمران: 195]، وتبين أن المرأة تدعو إلى الله على بصيرة، وتتحمل مشاقَّ الدعوة منذ فجر الإسلام الأول، وكل هذا أساسه التعلم، وهي تدعو إلى التعلم واكتساب المعرفة، فبدون التعلم لا يمكن أن يُتعرَّف على الدين وعقائده وعباداته وشعائره مجتمعة، ومنذ أن بزغ فجر دعوة الإسلام كان التعلم من أبرز أهداف الإسلام، ولا ننسى أن أول ما نزل في كتاب الله - عز وجل - قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، فيجب أن تعدَّ الداعية إعدادًا علميًّا ونفسيًّا، مفهوم الإعداد النفسي للداعية المسلمة: هو تهيئتها وتكوينها نفسيًّا على الاستعداد للمشاركة الفعلية، بعزم وثبات وشجاعة وإقدام في مجال دعوة الأفراد والجماعات، متحملة لكل الصعاب التي تواجهها في هذا الطريق.

وتبين لنا أن المرأة المسلمة تتميز عن كل نساء الدنيا بثقافتها وعلمها، وأن تعاليم الإسلام في ارتداء الحجاب والتدريس، لا تمنع المرأة من أن تكون متعلمة فقهية، مبدعة مثقفة، ذات أخلاق عالية، فيجب على المعلمين الاستفادة من البرامج التعليمية المختلفة، ودراسة واقع المرأة اليوم، وقد بين النبي - صلى الله عليه - منهجه في العلم، فقال: ((إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا)).

إن أدعياء التحرُّر يريدون امرأة متميِّعة خارجة عن الحياء، منتفضة على تعاليم الدين، رافضة القيم والمثل العليا، فهذه تحديات تواجهها المرأة في هذا الزمان، فيجب عليها أن تكون واعية متبصِّرة.