ملخص بحث: تعليم المرأة أهميته وسبل النهوض به

موجز البحث

تعليم المرأة

أهميته وسبل النهوض به

الموضوع هو: تعليم المرأة المسلمة والتحديات التي تواجه ذلك، ثم شروط العمل خارج المنزل.

وقد ذكرت إحصائية لمنظمة اليونسكو عن نسبة التعليم في الوطن العربي، فوجدت أن نسبة الأمية بين النساء تجاوزت 50%، وعدد الأميين الذين تتجاوز أعمارهم 15 عامًا وصلت 99,5%، وعدد الأميين الذين اعتمارهم بين 15 - 45 بلغ مليون نسمة، وهذا وضع خطير للأمة الإسلامية وتقدمها على الغرب وأعداء الإسلام في جميع مناحي التنمية المختلفة، فإذا كثر الجهل كثر معه الفقر والعوز وسوء المعيشة وكثرة الجريمة، وبعد ذلك انتصار الأمم الأخرى على الأمة الإسلامية، وهذا هو حلم أعداء الدين، وأخطره تمامًا جهل المرأة؛ لأنه بجهلها تجهل أسرتها، ومن ثم يجهل المجتمع ثم الأمة ككل.

ثم تطرقت في المقدمة إلى المنزلة التي وصل إليها الجيل الأول الذي رباه الرسول - صلى الله عليه وسلم - على مكارم الأخلاق وسمو العمل وعظمة الأمجاد فأيقظ الشرق وهز الغرب، وانطلق لإنقاذ البشرية من الوثنية والهمجية والانحطاط وسار بالمؤمنين والمؤمنات في طريق المجد والعظمة، وكان من أهدافه إخراج الناس من عبادة الأوثان إلى عبادة الله وحده، لجعل أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس، ولجعل المرأة منارة مهتدية، وأن يبني جيلاً صالحًا مفيدًا، وبذلك نبني مجتمعًا مؤمنًا سليمًا من العيوب ويتأتى ذلك بإصلاح النساء والأمهات، وبصلاحها تصلح العائلات بما فيها من أبناء وبنات، وكذلك أزواج.

وقد قيل: إن المرأة نصف المجتمع، ولا أبالغ إن قلت: إن المرأة هي المجتمع كله، فهي تربي الابن والبنت والأخ والزوج، والذين يبنون بدورهم المجتمع ككل.

وهي دعائم النهضة القديمة والحديثة، ويجب عليها الحذر من أعداء الدين الذين لم يستطيعوا أن يهدموا الأمة الإسلامية بالسيف والترس والحرب والنفير، فوجدوا أسهل طريق هو المرأة المسلمة، وبدا عداؤهم واضحًا حين جندوا أناسًا من أمة الإسلام الذين لهم من الإسلام اسمه فقط، وذلك لموافقة هواهم هوى الاستعمار، وأعداء الدين، وأقنعوا المرأة المسلمة أن تمسكها بدينها وحجابها هو تخلف وجهل، ويجب عليها أن تتحرر لتساير نساء الغرب واليهود في أفعالها وأقوالها ولباسها وجميع مناحي الحياة المختلفة.

وقد أساء المجتمع الإسلامي المعاصر في بعض الدول تعليم المرأة، فهو السبب فيما نراه الآن من فوضى خلقية وتربوية، مما يهدد كيان الأمة والوطن، فقد أصبحت المرأة لا هي رجل ولا هي امرأة تصلح للتربية وبناء الأجيال، بل أصبحت سلعة تباع وتشترى، وخاصة بعد أن سيطروا على الإعلام، فجعلوا منها كحذاء أو حقيبة أو قطعة أثاث كاسية عارية على أغلفة المجلات والطرقات، وألبسوها تارة ملابس رجال، وتارة ملابس ليست بملابس وأقنعوها أن هذا من الحضارة والتقدم، وجعلوا رجُلَها يلهث فقط في تأمين حاجياتها التي لا تنتهي، والتي تراها في وسائل الإعلام، فجعلت زوجها منهكًا وبيتها مهملاً فنشأ جيل شبه مشرد وشبه يتيم الأب يعمل ليل نهار، والأم لاهية في الأسواق أو في الزيارات أو في التجميل دون النظر في أمور أبنائها وعائلتها؛ فأدى هذا إلى نشوء أجيال ضائعة لا تقدر العلم والتعليم، ولا يعرفون أعداءهم، وهمهم كسب المال لإشباع حاجياتهم الدنيوية دون النظر لحياتهم الأخروية، وهذا هو ما يريده اليهود والنصارى؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120]، وليس الجهل فقط عدم القراءة والكتابة، ولكن الجهل جهل الدين وجهل القيم، وجهل الأخلاق هذا هو الجهل، فرب طبيبة معها أعلى الشهادات العلمية وليس لها حظ في الدين والقيم والشرائع ككل، فكم من امرأة حاصلة على أعلى الشهادات وأبناؤها من أجهل الناس.

ثم ذكرت خطر أولئك المسلمين الذين تربوا في أحضان الغرب وتعلموا علمه، وليس لهم من الإسلام إلا اسمه، وهم يظهرون خلاف ما يبطنون؛ فهم جنود إبليس الذين يريدون نشر الفاحشة والفتن في الأمة الإسلامية؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10].

وبرز منهم طه حسين - رفاعة الطهطاوي - قاسم أمين - هدى الشعراوي - جمال الدين الأفغاني، وغيرهم الكثير، قادوا معركة خطيرة أسموها: تحرير المرأة.

ثم قسمت هذا البحث إلى خمسة فصول هي:

الفصل الأول: تعليم المرأة بين الإسلام والجاهلية.

الفصل الثاني: شروط وطرق تعليم المرأة.

الفصل الثالث: نوع العلم الذي يجب أن تتلقاه المرأة.

الفصل الرابع: ماذا تعمل بهذا العلم (أي عملها به) وشروط خروجها من المنزل للعمل.

الفصل الخامس: شواهد لنساء مبدعات.

تحدثت في الفصل الأول عن مقارنة بين ما كانت عليه المرأة في الجاهلية الأولى عند العرب، ومن قبلها جاهلية الأمم السابقة؛ الرومان واليونان والفرس والصينيين والهنود، وعند اليهود والنصارى، ثم ذكرت تكريم الإسلام لها وحضه على تعليمها من خلال أوامر المصطفى عليه الصلاة والسلام؛ فكانت المرأة أول من آمنت، وأول من استشهدت، وأول من قاتلت وعذبت في الإسلام، وكانت هي السبب في نقل كثير من تعليمات الرسول - صلى الله عليه وسلم - من خلال أزواجه أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات في عهده، وكيف انقلبت حال النساء من حال إلى حال، ومن ذل إلى كرامة، ومن إهمال إلى اهتمام.

ثم ذكرت خطر دعاة جهنم الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويكيدون، ألا وهم دعاة تحرير المرأة.

وتحذير الرسول الكريم للأمة أن يتقوا النساء، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.

ثم ذكرت مدى الاهتمام الذي تعقد من أجله الندوات والمؤتمرات في الغرب، من أجل حقوق المرأة، والذين يزعمون أن الإسلام ظلم المرأة، مع أن امرأة الغرب تنتقل من استعباد إلى استعباد، ومن ظلم إلى ظلم، مسلوبة الحقوق والإرادة رغم المظاهر الخداعة التي تبدو عليها؛ فقد فقدت أسرتها، وخرجت تلهث خلف لقمة عيشها بعد أن تخلى عنها حتى والداها، فمنذ بلوغها السادسة عشرة تسكن بمفردها، وهذا هو الانحلال بعينه، واستغلت جسديًّا، وأصبحت تستغل في الدعاية والإعلان وغيرها، بينما في الإسلام أصبحت المرأة المسلمة عالمة ومحدِّثة وفقيهة، فحازت قصب السبق في مختلف علوم الشريعة، فضلاً عن تعلم القرآن وتعليمه وتعلم اللغة العربية.

فقد حث الرسول على تعليم البنات والقيام بواجبهن، فقد عرفت النساء مقدار العلم، وطلبَتْه وسعت إليه، وحرص الرسول على تعليم النساء ووعظهن، وحث على تعليم الأب أهله وأمَتَه، وحرص الرسول على تعليم نسائه ووعظهن حتى في الليل، وذكرت أيضًا حرص النساء في العلم، ثم ذكرت استخدام أسلوب الحوار العقلي في طلب العلم، وذكرت أيضًا من أجل العلم حضرت النساء إلى المساجد وأماكن الخير لطلب، ثم نوهت إلى سعة اطلاع النساء على الرجال وتفوقهن في ذلك، ونوهت إلى أن النساء العالمات يشاركن في تحقيق المسائل العلمية بالمناظرة والمحاورة، ثم تطرقت لبعض النساء اللاتي تتلمذ على أيديهن الكثير من العلماء، بعض الأمثلة على ذلك، ثم أوردت بعض النساء الصالحات في القرون الأولى من الإسلام، ثم أوردت بعض الأوامر التي تكون منهجًا تربويًّا ليوصلهم إلى الحق.

في الفصل الثاني الذي عنوانه شروط وطرق تعليم المرأة بدأت بقصيدة حافظ إبراهيم في تعليم وتربية النساء ثم ذكرت بعض الشواهد من القرآن والسنة، ثم أوردت بعض طرائق تعليمها وشروطه.

في الفصل الثالث الذي يتحدث عن العلوم التي تتلقاها المرأة ذكرت منها تعلمها للقرآن الكريم وحفظه ومعرفة معانيه وتفسير آياته ثم تفقهها في الدين والحديث، ثم تطرقت إلى العلم الدنيوي من طب وصيدلة وعلوم مختلفة وطب أسنان وعلوم اللغات، وركزت على تعليم المرأة اللغة العربية وإتقانها والحرص عليها، وأيضًا معرفة المرأة لعلوم الخياطة والتطريز وعلوم الزراعة والفلاحة، ثم أكدت على تعليمها علوم التربية والتعليم وكيفية معاملة وتربية الأبناء، ويجب ألا تكون المرأة فقط طاهية طعام أو غاسلة ثياب، بل مربية لأبنائها على عقيدة سليمة وتوحيد صاف وأخلاق سوية وعلم نافع، ثم تطرقت لعلوم التمريض والمداواة ثم تعليم علوم الإنترنت والمعلوماتية.

ثم تحدثت في الفصل الرابع عن ماذا تعمل بهذا العلم وشروط خروجها من المنزل للعمل.

ذكرت هذه الشروط ثم تحدثت عن دور النساء في الحرب والتجارة والسياسة وغيرها، ثم ربطت بين خروج المرأة من منزلها وتفكيك الأسرة وتأخير الزواج، وأبرز هذه الأسباب هو سفر المرأة للتعلم في الخارج والعمل والاختلاط، وبينت ضرره في مراحل التعلم، ثم في العمل، وذكرت بعض الجوانب السلبية المتهمة بالإعاقة والتعطيل وإفشال الزواج وتحطيم الأسرة ومناقشة ذلك، ثم تحدثت عن المشاركة بين النساء والرجال في العمل الاجتماعي العام وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبناء الصورة الأساسية للأسرة المسلمة؛ لأنها هي صورة الأمة المسلمة، ثم تحدثت عن مجتمع المشاركة العام، ثم تطرقت في الفصل الخامس لشواهد من نساء مبدعات في جميع مجالات الحياة، منهن خديجة بنت خويلد وكيفية إيمانها ومناصرتها للرسول وتثبيتها له في بداية الرسالة، ثم ذكرت أم سلمة وكيف كانت صاحبة مشورة ورأي يوم الحديبية، وقد أخذ الرسول الكريم بمشورتها، ثم أول شهيدة في الإسلام سمية بنت خياط أم عمار، ثم أم شريكك وثباتها على دينها، ثم لبيبة وزنيرة الرومية، ثم ذكرت فاطمة بنت الخطاب وفضلها في إسلام أخيها عمر بن الخطاب، وثباتها على دينها وشجاعتها، ثم أسماء بنت أبي بكر وفضلها في هجرة الرسول الكريم وأبيها، فهي صاحبة المهام الصعبة، والنطاقين الذين استبدلتهما بنطاقين من الجنة.

ثم ذكرت بعض المهاجرين والمهاجرات، ثم ذكرت أم كلثوم بنت عقبة وهجرتها ونزول القرآن فيها، ثم تحدثت عن أسماء بنت عميس وشهادة النبي لها بالتقدير، ثم أم هانئ وتكريم الرسول لها وتأكيد جوارها، ثم أم عمارة وأم منيع وبيعتهما، ثم تحدثت عن أم عمارة نسيبة بنت كعب وخروجها مع جند الإسلام في معاركهم ودفاعها عن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكرت بعض المجاهدين والمجاهدات، ثم ذكرت أول طبيبة، وهي رفيدة الأسلمية، ثم صفية بنت عبدالمطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأول من قتلت مشركًا، ثم ذكرت الخنساء الشاعرة والأم الصابرة، ثم تطرقت لبعض حلقات العلم للنساء حول الرسول الكريم، ثم استرجعت وتحدثت عن قضية تعليم المرأة وعملها والإشكال حولها، ثم نقلت بيانات منظمة اليونسكو لسنة 2009 حول الأمية، وذكرت بعض التحديات، وأخيرًا ذكرت أن المرأة هي الرفيق والشريك.

ثم أوردت بعض توصيات تقرير المؤتمر الإقليمي العربي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا لعام 2004م.

ثم الخاتمة.

تم بحمد الله.