ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا (بحث سادس)

ملخص بحث

الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجًا

(بحث سادس)

قسمت هذا البحث إلى ثلاثة فصول:

الفصل الأول: يحمل عنوان: "شمولية الإسلام"؛ لبيان أن الإسلام دين شامل ومتكامل.

وقسمت هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: يحمل عنوان: "شمولية الإسلام في بناء العقيدة"؛ لأن العقيدة هي الأساس الذي يبنى عليه ما بعده، وقد نزلت الرسالات الإلهية لتُعِيد الإنسان إلى عقيدته التي خلق عليها، وفطرته الأولى التي فطر عليها، والتي شهد بها وهو لا يزال في عالم الذر.

ثم تناولت في المبحث الثاني: الشمولية في بناء الفرد المسلم، وتناولت هذه الشمولية من خلال ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: بينت حِرْص الإسلام على الاعتناء باختيار الزوجين كل منهما للآخر، فالزوج أرشده الإسلام إلى اختيار ذات الدِّين على غيرها؛ لأن نفعها يعمُّ عن غيرها، كما أرشد وَلِي المرأة أن يختار لمولِّيته صاحب الدين، وحَسَن الخلق؛ لأن صاحب الدين لا يظلم غيره من الناس، فمن باب أولى لا يظلم زوجته وشريكة حياته، وحسن الخلق يجعله يتلطف مع غيره في المعاملة، ولا يقابل السيئة بالسيئة، بل يقابل السيئة بالحسنة، فيكون ذلك سببًا في دوام العشرة بينهما.

ثم تناولت في المطلب الثاني: "الشمولية في البناء الجسدي"؛ حيث إن الإسلام أمر الوالدين بالاعتناء بالأبناء وهم في مرحلة الطفولة حتى يشبوا أصحاء أقوياء، وفي مرحلة ما بعد الطفولة أمر الفرد نفسه بالاعتناء بجسده والمحافظة عليه، وحرم عليه الاقتراب من كل ما يؤدي إلى إشعال الغرائز التي كانت من أحوال الأمم السابقة، كل هذا يؤدي إلى نمو الجانب الروحي في الإنسان.

ثم تناولت في المبحث الثالث: "الشمولية في بناء المجتمع الإسلامي"، وتتحقق هذه الشمولية من خلال التعاون على البر والتقوى بين الأفراد، والاعتصام بحبل الله - تعالى - وعدم التفرُّق، ومحاربة كل ما يؤدِّي إلى عدم ترابط المجتمع الإسلامي، ثم العمل الجاد والمُثمِر في هذه الحياة بجد ونشاط ابتغاء وجه الله - تعالى.

ثم تناولت في الفصل الثاني: "الإسلام ونظامه السياسي"، وقسمته إلى ثلاثة مباحث:

تناولت في المبحث الأول: سياسة الإسلام للأفراد المسلمين؛ حيث أمر الله - تعالى - المسلم أن يحقِّق العدل في كل أموره؛ لأن العدل هو أساس الكون، وهو فلكه القويم الذي إن حاد عنه تخبط في الظلمات، وعاش في تِيه، وإن ظن في نفسه على ما يرام، ثم جعل الإسلام حياة الفرد في هذه الحياة تقوم على أمرين هما: الترغيب في رحمة الله - تعالى - والترهيب من سخط الله - تعالى - عليه، فمَن جعل الترغيب والترهيب نصب عينيه، لزم العدل في كل أحواله، كما أمر الإسلام الفرد في المجتمع عدم التدخل فيما لا يعنيه.

وتناولت في المبحث الثاني: "الإسلام وسياسته للمجتمع الإسلامي"، هذه السياسة التي تقوم على تحقيق الولاية العُظمَى فيما بينهم، وهي تعني حراسة الدين وسياسة الدنيا بهذا الدين، وبذلك يكون الإسلام شاملاً لكل تصرفات المجتمعات، وكانت الدعامة الثانية في قوام هذا المجتمع هو تحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذلك يقوم كل فرد من أفراد المجتمع أقرانه، فيبتعدون عن كل ما يغضب الله - عز وجل - ويؤدِّي إلى هدم المجتمع على الجميع.

ثم تناولت في المبحث الثالث: "سياسة الإسلام الخارجية"، وكان هذا التناول من خلال مطلبين:

تناولت في المطلب الأول: السياسة الخارجية للإسلام في حالة السلم، وهذه السياسة أهم ما يميزها ما يلي: الدعوة إلى الله - تعالى - على بصيرة؛ حتى يتعرف الآخر على دعوة الله - تعالى - في الأرض، وأن يتصف مَن يقوم بهذه الدعوة بالصفات الإسلامية الحسنة، والتي من أهمها لين الجانب وعدم الغلظة، وبذلك يتعرف المدعو إلى الدعوة الإسلامية من خلال أمرين: أقوال الداعية، وأفعاله، ولعل ذلك يكون سببا مباشرا في إيمان البعض بالإسلام.

كما تمتاز هذه السياسة بمخالطة أهل الكتاب ومن هم على شاكلتهم، والتعايش معهم، وعدم أذيتهم ما داموا لا يظهرون عداء للمسلمين.

وأهم ما يؤكِّد هذه المخالطة والتعايش التام أن الله - تعالى - أباح للمسلم الزواج من أهل الكتاب، وهذا التزاوج يعنى قيام أسرة واحدة من ديانتينِ، دون أن يكون لهذا الاختلاف في الديانتين أثر في التعايش، فلا جبر للمرأة على الدخول في الإسلام، وهذه السياسة تبين للعالم بأسره مدى سماحة الإسلام في التعايش مع المخالفين له في الاعتقاد.

ثم تناولت في المطلب الثاني: السياسة الخارجية للإسلام مع غيره في حالة الحرب، وتتسم هذه السياسة بالرحمة التامة مع أن الموقف موقف قتال؛ حيث حرم الله - تعالى - على المسلمين التعدِّي في القتال، وجعل القتال ردًّا للاعتداء، كما حرم على المسلمين قتل كل مَن يظن فيهم أنهم ليسوا من أهل الحرب عادة؛ كالأطفال، والنساء، والشيوخ، أو الراهب في صومعته، إلى غير ذلك، وفي أثناء القتال لا يتبع فارهم، ولا يمثل بقتيلهم، ولا يقتل جريحهم، ولا يقاتل المسلمون إلا مَن حمل السلاح وباشر القتال بالفعل.

وبعد انتهاء المعركة أمر المسلمون أن يعاملوا الأسرى معاملة حسنة، فلا ظلم ولا إساءة، وبذلك ندرك شمولية الإسلام في سياسته مع الآخر سواء في حالة السلم أو في فترات القتال والحروب.

ثم تناولت في الفصل الثالث: الديمقراطية بين التنظير والتطبيق، وقسمته إلى ثلاثة مباحث.

تناولت في المبحث الأول: تعريف الديمقراطية، والأسس والدعائم التي ترتكز عليها.

ثم تناولت في المبحث الثاني: نقض الديمقراطية، وكان هذا النقض من خلال كلام المدافعين عنها، ثم بينت أنها تخالف الشورى في الإسلام، وأنه لا رابط بينهم.

ثم تناولت في المبحث الثالث: نتائج الديمقراطية في الواقع المعاصر، وبينت أنها على أرض الواقع تخالف ما كُتب عنها في الجانب التنظيري، وأنها لم تحقق أي سعادة للبشر؛ لأنها تقوم في الحقيقة على الاستبداد في الحكم، وليس على الحرية كما يزعمون.

نتائج البحث:

1- شمولية الإسلام لكل مناحي الحياة.

2- الإسلام يحقق السعادة المطلوبة للفرد في الدنيا والآخرة.

3- يؤسِّس الإسلام حضارة دنيوية، قوامها العدل والمساواة، والحرية فيما لا يتعارض مع شرع الله - تعالى.

4- اهتمام الإسلام بالإنسان روحًا وجسدًا، وتقديم أفضل السبل للراحة النفسية والجسدية.

5- تهافت النظم الوضعية للسياسة العامة للأفراد والجماعات.

6- لم تحقق الديمقراطية في جانبها التطبيقي ما سجِّل ودوِّن في الجانب التنظيري.

7- اهتمام النظام الديمقراطي بالجانب المادي دون الاهتمام بالجانب الروحي في الإنسان.

التوصيات:

1- العمل على تطبيق شرع الله - تعالى - بكافة السبل المشروعة.

2- الحرص والحذر من كل ما يقدم للمسلمين من غيرهم.