ملخص بحث: جرعات مخففة ما بين السم وترياقه أطفالنا والفضائيات...!

ملخص بحث

جرعات مخففة ما بين السم وترياقه أطفالنا والفضائيات...!

لماذا إعلام الطفل بالذات؟!

سألت نفسي وأنا أنبش الخيارات التي قدمت لنا على ضفاف الألوكة.

تناولت العناوين واحدًا تلو الآخر قلبتها على صفيح الذهن, اجتاحني خيالٌ واسعٌ حتى بلغ حدود واقعنا المر والغد الذي يتشبث بتلابيبه الأعداء، فأيقنت أن البداية دائمًا كانت هنا!

حين حاولت طرق باب الإعلام الجديد، وجدت صغارًا يلوحون لي بيد الكبت ومنافذ أغلقت في وجوههم، ففروا نحو عالم أكثر رحابةً، ينصت لهم دون قيد المحاذير الطويلة، وحين مررت بحلم الديمقراطية الإسلامية، أومض لي مشهد طفل كبر رويدًا رويدًا في أعين القسوة والعنف، فلم يتعلم سماحة الدين، وأن أمرهم شورى بينهم، كذلك حين وقعت خطواتي على عتبات الشوك وأنا أمر بالتوجهات الفكرية ومدمني المخدرات، فصرخت في وجهي نطفةٌ لم نلقمها شهية الإيمان كما يجب، فطفقت ترتشف الانحراف من أوعية الغير، وهكذا مرورًا بالابتعاث والمحسوبية والانتماء للوطن، وكانت دائمًا البداية من هنا، بل كان الوجع هنا..!

فمذ أن تفضل علينا شخصٌ ما أشقر النوايا بهذه الهبة – الفضائيات - ونحن نُجزل لها العطاء من عقول وقلوب فلذات أكبادنا، وهي تطالبنا بالمزيد...!

أوهمونا بأن الحضارات معها والحرية ترافقها، وفي الحقيقة أن الأمر لم يتخط قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ ، لسلكتموه»، قالوا: يا رسول الله، من اليهود والنصارى؟ قال: فمن إذًا؟))[1].

نعم يا رسول الله هي التبعية..! تبعناهم فتاهت بنا الدروب, وحين أيقنا الضياع هالنا كيف غاصت هويتنا الإسلامية عميقًا داخل مكايدهم التي حفروها لنا في طريق الزمن وعلى مرافئ تاهت عناوين عقولنا وحكمنا جنون التكنولوجيا وعصر الاتصالات؛ يقول فاروق جويدة[2]:

ما دام يحكمنا الجنون

سنرى كلاب الصيد..

تلتهم الأجنة في البطون

سنرى حقول القمح ألغامًا..

ونور الصبح نارًا في العيون

سنرى الصغار على المشانق..

في صلاة الفجر جهرًا يصلبون

وحين يحكمنا الجنون..

لا فرحةٌ في عين طفل..

نام في صدر حنون

لا دين.. لا إيمان.. لا حق..

ولا عرضٌ مصون

وتهون أقدار الشعوب..

وكل شيء قد يهون

ما دام يحكمنا الجنون

إذًا وباختصار تكمُن أهمية هذا البحث كونه مجرد إعادة (صياغة) لأجوبة أشقانا البحث عنها؛ كي نسد بها تلك الشقوق المنتشرة على ضمير أُمتنا المنهك, ومحاولة جادة منا لتقويم التقوس المزمن في هويتنا الإسلامية؛ كي تكون التربية السليمة بعيدًا عن جور الفضائيات، بداية الطريق نحو (تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق).

شيءٌ من جرعات:

ينقسم هذا الكتاب إلى خمسة فصول من حكاية الطفولة منذ البداية وحتى النهاية مرورًا بالمشكلة، ومسببها، والوعي بخطورتها، ووجهات النظر المختلفة فيها الإسلامية والعلمية الحديثة والفلسفية، ونهايةً بالحلول المقترحة، وبعض من قول في الأفكار المساعدة للنجاة، والكثير من الدراسات السابقة واللاحقة والشخصية، بالإضافة للملاحظات الخاصة لي على عينات من البيئة.

ثم قمت بتقسيمه لعدة فصول على النحو التالي:

الفصل الأول:

مصطلحاتٌ وصورةٌ عن قرب:

تعريف الطفولة اللغوية والاصطلاحية والفكرية والنفسية، مع الميل قليلاً نحو التربية واختلافها، ومدى صعوبتها، والفرق بينها وبين ما سبقها من العصور والأزمنة، مع بعض الأمثلة الدالة على التفاوت في أساليب التربية، ومدى تأثر الطفل بها، واختلاف عقلية الطفل ذاته.

الفصل الثاني:

ينقسم إلى قسمين أتناول فيهما: تطور عقل الطفل في العصر الحديث، مع الإلمام بتفصيل بمدى تأثر الأطفال والمراهقين بما يقدم لهم خلالها وأهميتها في تكوين هوية الفرد ومستقبله النفسي والعقلي.

وينقسم لعدة أقسام من أهمها:

1- فلسفة الغرس:

وأسلط فيه الضوء على وجهات النظر المختلفة في التربية خلال مراحل نمو الطفل المختلفة والأساليب المتبعة، وبعض الآراء الفلسفية والنقدية، مع الإشارة لخصوصية كل مرحلة من مراحل نموه العقلي.

وقسم الإسلام وأمانة التلقين:

أتناول فيه أسس التربية الإسلامية وتوافقها مع مسلمات العصر الحديث، مع الإشارة لبعض النصوص الدالة على خطورة مرحلة الطفولة، والحث على تعليم الأطفال وحمايتهم من المؤثرات الخارجية.

وحرص الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أهمية تعليم الطفل والعناية به.

أما الفصل الثالث:

فيناقش أسلوبهم الماكر في دس السم في العسل بطرح الإيحاءات الجنسية والتحريضية على العلاقات بين الجنسين، كذلك دعم بعض الأفكار الناقضة لمبادئ العقيدة من النواحي الفكرية والعاطفية، بشكل غير مباشر، وطرح نماذج من أفلام الكرتون، والشعارات الماسونية، ورموز التعري؛ مثل: شعار الأرنب ،وهو شعار صحيفة بلاي بوي للتعري ونماذج من البرامج والأغاني الداعية للرذيلة والفساد.

وأبحث من خلال هذا الباب الأهداف الرامية وراء كل تلك الممارسات, والمخطط العالمي الكبير، واتحاد عدد من الجهات والفئات لتحقيق هدف واحد (النيل من هذا الدين)، وبشكل منظم ومدروس على مدى أجيال متواترة دون كللٍ أو ملل، مستغلين غياب القدوة الصالحة للطفل، وافتتان المجتمع بكل ما تصدره لنا الحضارة الغربية من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، والبرامج المنوعة ذات الطابع الغربي، والذي يدمج بين الترفيه والتعليم في قالب محبب للطفل, يختلف عن الطريقة المتبعة في بعض البرامج العربية، بالتركيز على العاطفة أكثر من العقل.

الفصل الرابع:

حقيقة ما نجهل .. من قلب الحدث:

وعن طريق دراسات ميدانية من قلب الحدث والاحتكاك المباشر بالعينة.

وفي الفصل الخامس:

أتناول (الترياق المضاد).

أتناول فيه الحلول والطرق المتاحة لمحاربة هذه الفيروسات الضارة، قبل أن تستفحل في جسد أبنائنا، وتكتسب مناعةً ضد التغيير، مع الأخذ بعين الاعتبار دور كل من الأسرة، والمسجد، والمدرسة، والإعلام المضاد، وجمعيات الثقافة والفنون، والأندية الأدبية، وغيرها من المرافق الثقافية والتربوية، وواجبها في إزالة الفجوة بينها وبين المتلقي، وممارسة دورها وواجبها تجاه الطفل.

وينقسم لعدة أقسام أساسية من أهمها:

1- التلقين بالحب.

يتناول الطريقة التي يمكن لنا محاربتهم بأسلحتهم ذاتها، وتقديم النصيحة والأخلاق في قوالب تراعي مراحل الطفل ونموه، مع الإشارة لدور المنزل والمسجد في ذلك.

2- تنمية الرقيب الذاتي: المسجد، المنزل...

3-المشاركة:

أتطرق فيه لدور الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون في تعزيز القيم لدى الطفل، وإيجاد بدائل ترفيهية للطفل، ودعم كتاب الطفل، وإيجاد فرق متخصصة في وضع برامج هادفة، تقدم للتلفزيون السعودي خاصةً والعربي عامةً.

أهم التوصيات في الدراسة:

1- إعداد المزيد من البحوث المتعلقة بخطورة الإعلام الهابط على المجتمع عامةً والطفل خاصةً، وإقامة عدد كبير من الملتقيات والمحاضرات، خاصةً في القرى والمدن الصغيرة؛ حيث المناطق الحديثة العهد بالتطور الحديث، والتي قد تكون أكثر تأثرًا من غيرها بسبب قلة سبل التوعية فيها.

2- إدخال مناهج جديدة (ملاحق ثقافيةً) في الخطة التعليمية، تهتم بتنمية الحِرَف والصناعات, بشكل ممتع وموسع؛ كإقامة ورش عملٍ في مجالات ميول التلاميذ، وحسب جنسهم؛ مثل صناعة السيارات، أو العناية بها للصبيان, أو تنسيق الحدائق والديكور للفتيات, وتوسيع نطاق النشاط اللامنهجي خارج حدود المدرسة، كنوع من البدائل لجلوسهم أمام التلفاز لساعات.

3- توزيع منشورات وكتيبات تكون بإخراج مشوق للطفل، تحوي الرموز وبعض العادات الوثنية المنتشرة داخل أفلام الكرتون، وإرفاقها بالأدلة الشرعية المناسبة، وحثهم على توزيعها على أحبائهم وجيرانهم وأقرانهم, كنوع من تنمية حس المسؤولية لديهم.

4- إقامة مسابقات بالتنسيق بين المدرسة والمنزل (للطفل المميز) الذي يسهم في مساعدة والديه في أعمال المنزل، ويقضي وقتًا أقل في مشاهدة أفلام الكرتون وألعاب الفيديو.

5- على الصعيد الاجتماعي: إنشاء جمعيات حقوق المشاهدين على غرار ما هو موجود في الغرب؛ مثل: (مجلس الآباء لمراقبة التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية)؛ بحيث يكون دورها كالتالي:

أ- (49): "أن تقوم هذه الجمعيات الأهلية بمخاطبة وسائل الإعلام والحـوار حول انحرافات محددة قد تطرأ على ممارساتهم.

ب- تقوم بتقديم الشكر والثناء للجهات المتجاوبة المتعاونة, وتعلن عنها على موقعها الإلكتروني.

ج- تعمد إلى استقبال الشكاوى بخصوص أي تجاوزات يلاحظها المشاهدون؛ سواء في القنوات الفضائية، أو الإعلام الجديد؛ مثل اليوتيوب، ومراسلة القنوات بخصوصها.

د- ويكون أعضاؤها من جميع فئات المجتمع رجالاً ونساءً، خصوصًا الشخصيات العامة، والأكاديميين, والأطباء، والمحامين, والمهندسين، والمعلمين، وبعض الأهالي, على أن يعلنوا دعمهم الدائم لمثل هذه الجمعيات؛ كي تكتسب قوتها في التأثير من خلال أصواتهم.

6- دعم الحملات المناهضة للإعلام السلبي، وإعادة إحياء بعض الحملات؛ مثل: حملة التوعية "بمخاطر الفضائيات الهابطة"، و"الإعلام السلبي يهدد الأمن الوطني" التي نفذتها دولة الإمارات العربية المتحدة في الأعوام التالية 2006-2007، وكذلك حملة (نحو فضاء إعلامي مسؤول)"

أهم مراجع البحث:

1- التربية الإعلامية؛ فهد عبدالرحمن الشميمري: كيف تتعامل مع الإعلام/ ص226/ أطفالنا في خطر.

2- (7),(8) مقال إبراهيم حمد المبرز: القنوات الفضائية وتأثيرها على منظومة القيم ‏الاجتماعية لدى طلاب الثانوية العامةبمدينة ‏الرياض.

3- مخاطر مشاهدة الأطفال للمواد الإباحية: شهادة الغرب على نفسه/ د. أحمد إبراهيم خضر/ تاريخ الإضافة: 7/11/2010 ميلادي - 1/12/1431 هجري.

محتوى البحث:

عدد الصفحات 128.

عدد الكلمات في البحث 38,788.

عدد الهوامش 115.

عدد المراجع49.

عدد مراجع الهوامش5.

عدد الآيات في الهوامش 31.

عدد الأحاديث 12حديث.

عدد الصور 7 .

عدد مصادر الصور 6.

عدد الاستمارات2.

عدد الجداول 3.

عدد الفصول 5.

عدد الأبواب في الفهرس122.

مع تمنياتي بأن يليق بمجالسة عقولكم...

تهاني.....