التبيين لخطر الابتداع في الدين (WORD)

التبيين لخطر الابتداع في الدين

حماد عبدالجليل حسن علي

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

يا إخواني عصمني الله وإياكم من غلبة الأهواء، ومشاحنة الآراء، وأعاذنا وإياكم من نصرة الخطأ وشماتة الأعداء، وأجارنا وإياكم من غير الزمان، وزخاريف الشيطان، فقد كثر المغترون بتمويهاتها، وتباهي الزائغون والجاهلون بلبسة حلتها، فأصبحنا وقد أصابنا ما أصاب الأمم قبلنا، وحل الذي حذرناه نبينا - صلى الله عليه وسلم-، ووقع أكثرنا فى الذي عنه نهينا، وترك الجمهور منا ما الذي به أمرنا ، فخلعت لبسة الإسلام ، ونزعت حلة الإيمان، وانكشف الغطاء وبرح الخفي، فعبدت الأهواء واستعملت الآراء ، وقامت سوق الفتنة ، وانتشرت أعلامها، وظهرت الردة وانكشفت قناعها، وقدحت زناد الزندقة فاضطرمت نيرانها، وخلف محمد - صلى الله عليه وسلم- في أمته بأقبح الخلف، وعظمت البلية، واشتدت الرزية، وظهر المبتدعون، وتنطع المتنطعون، وانتشرت البدع ومات الورع، وهتكت سجف المشاينة، وشهر سيف المحاشة، بعد أن كان أمرهم هيناً وأمرهم ليناً.