في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة الألوكة

في محراب العلم والأدب:

تحية إكبار وتقدير لشبكة الألوكة

في زمنٍ تتصارع فيه الأفكار وتتلاطم أمواج المعلومات، تقف شبكة الألوكة شامخةً كمنارةٍ هادية وواحةٍ وارفة الظلال. إنها ليست مجرد موقعٍ إلكتروني، بل هي قلعةٌ حصينةٌ للثقافة العربية والإسلامية، ومنبرٌ رفيعٌ للفكر الأصيل والأدب الرصين.

رحلةٌ في بستان المعرفة

على مدى أكثر من خمسة عشر عامًا من الزمان، كانت الألوكة - ولا تزال – بالنسبة لي بمثابة بستانٍ غنّاء، أتنقل بين أشجاره الوارفة، وأقطف من ثماره اليانعة. فكم من درةٍ ثمينةٍ التقطتها من شواطئها، وكم من فكرةٍ نيّرةٍ أشرقت في سمائها! لقد غدت - بفضل الله - زادًا لفكري، ومددًا لقلمي، ومُلهِمةً لروحي في رحلة البحث عن الحقيقة والجمال.

أعلامٌ سطّروا مجد الكلمة:

وإذ نتحدث عن الألوكة، فلا بد من الوقوف إجلالًا وتقديرًا لرجالٍ ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: 23]. فهم قد نذروا أنفسهم لخدمة العلم ونشر المعرفة، فكانوا نعم السدنة لهذا المحراب العلمي الشامخ:

الشيخ المحقق والقائد الملهم والرجل النبيل، الدكتور سعد الحميد - حفظه الله ورعاه - المشرف العام على شبكة الألوكة. إنه القائد الحكيم الذي يوجه دفة هذه السفينة المباركة بحُنكةٍ وبصيرة، جامعًا بين عمق العلم ورجاحة العقل، وبين سماحة الخُلق ونبل المقصد.

ورئيس التحرير المتألق الراقي في تعامله وحسن تعاونه، الدكتور علي عبد الباقي - وفقه الله وسدد خطاه - رئيس تحرير الألوكة. بدقة متابعته وحسن إدارته، غدت الألوكة تحت إشرافه موئلًا للباحثين، ومنهلًا عذبًا لطلاب العلم والمعرفة.

والأديب الأريب صاحب القلم السيال: الأخ الرائع واللطيف الأستاذ أيمن ذو الغنى - حفظه الله ورعاه. له الفضل - بعد الله - في فتح باب المساهمة لي في هذا الصرح العلمي الشامخ.

ولا يفوتني أن أشيد بجميع أفراد فريق الألوكة الكرام، أولئك الجنود المجهولين الذين يعملون بإخلاصٍ وتفانٍ خلف الكواليس. فهم العمود الفقري لهذا الصرح العلمي، والأيدي الأمينة التي تسهر على راحة القراء والكتّاب على حدٍّ سواء.

نداء القلب وهمس الروح:

واليوم، إذ يخفق قلبي بمشاعر الامتنان، وتفيض نفسي بعبارات الشكر والعرفان، أجد نفسي متشوقًا لرد بعض الجميل لهذه الشبكة المباركة وأهلها الكرام. فهل لي أن أسهم بقلمي المتواضع في إثراء محتواها؟ وهل لي أن أضيف لبنة صغيرة إلى صرحها الكبير؟

لقد علمتني الألوكة وأهلها الكرام أن المعرفة كنزٌ لا ينضب، وأن العطاء سبيلٌ لا ينقطع. فها أنا أتقدم - بإذن الله - لأكون جنديًا من جنودها، وخادمًا من خدامها، أبذل ما في وسعي لإعلاء رايتها، ونشر رسالتها السامية.

فشكرًا لكم، يا أهل الألوكة، على ما قدمتم وتقدمون. وجزاكم الله خير الجزاء على ما غرستم وترعون. وإني لأسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم، وأن يبارك في جهودكم، وأن يجعلكم ذخرًا للإسلام والمسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..