ملخص بحث: المسؤولية وطرق تنميتها عند افراد المجتمع

ملخص بحث

المسؤولية وطرق تنميتها عند افراد المجتمع

ملخص البحث:

هدفت هذه الدراسة الوصفيةُ التحليلية إلى التعرُّف على المسؤولية، وطرق تنميتها عند أفراد المجتمع؛ وذلك بسبب أهمية هذا الموضوع الذي يهمله الكثير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، بجميع المستويات الرسمية والشعبية، رغم أهمية هذا الموضوع الذي يلامس كل فرد منا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فلولا أهمية هذا الموضوع لما اهتمَّ به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته من بعدِه، وحضنا الله عليه، فلولا تحمُّل هؤلاء لمسؤولياتهم لما وصل إلينا هذا الدين العظيم، ولما وصلت حضارة الإسلام إلى أقاصي الأرض.

والذي شجَّعني على الكتابة في هذا الموضوع هو ضعف المسؤولية التي يتَّصِف بها شباب اليوم، وضعف الوازع الديني، والتقليد الأعمى للحضارات والثقافات الغربية الغريبة بعيدًا عن قِيَمنا الدينية، فأصبحنا نَلمَس ذلك أينما ذهبنا في بلادنا بطولها وعرضها، بل وفي بيوتنا من خلال وسائل الإعلام الهدَّامة وعديمة المسؤولية.

لقد قمتُ في بداية هذه الدراسة بالوقوف على تعريف المسؤولية، سواء لغة عن طريق الرجوع إلى المعاجم اللغوية، أو اصطلاحًا من خلال عرض آراء الباحثين بمختلف توجهاتهم سواء القدماء أو الجدد.

ومن ثَمَّ تم التطرق إلى أنواع المسؤولية، وتم عرض آراء بعض الباحثين للوقوف عند أهم هذه التصنيفات التي يتفق عليها الأغلبية من الباحثين، والتطرق لها بالتفصيل والشرح، ومن أهم هذه التصنيفات التي تم شرحها المسؤولية القانونية؛ حيث تم التعرف عليها من مختلف الجوانب من خلال عرض آراء بعض الباحثين.

ومن ثَمَّ تم التطرق إلى النوع الثاني والأكثر أهمية، وهو المسؤولية الاجتماعية، والتي ثم شرحها من مختلف جوانبها؛ حيث إنها من أكثر أنواع المسؤولية شمولاً وتأثيرًا في المجتمع؛ حيث تم التعرُّف في البداية على أهميتها ومدى تأثيرها في المجتمع المسلم، ومن ثَمَّ تم التطرق إلى أهم العناصر والمكوِّنات الأساسية والفرعية لقيمة المسؤولية الاجتماعية، من خلال عرض آراء بعض الباحثين ووجهات نظرهم، من الرعاية إلى الهداية إلى ركن الإتقان..

ومن ثَم تم التطرق إلى المظاهر السلوكية للمسؤولية الاجتماعية، وأهم الصفات المميزة للشخص المسؤول اجتماعيًّا، وبعد ذلك تم شرح تربية المسؤولية الاجتماعية من خلال التعرف على أهم الأصول التربوية التي تهتم بتنمية الشعور بالمسؤولية، وأهم عناصر التربية الاجتماعية وهي الفرد والوسط والعمليات، بحسب آراء الباحثين في هذا الموضوع، ومن خلال التطرق إلى العوامل التربوية الميسرة لتنمية المسؤولية الاجتماعية كالمعلم والمنهاج والجماعات التربوية.

ومن ثَم تم شرح دور أهم المؤسسات الميسرة في تنمية المسؤولية الاجتماعية ومدى تأثيرها في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، وأهمُها دور الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام.

ومن ثَم تم شرح أهم شروط تحمل المسؤولية، وتم التطرق إليها، وهي حسب آراء الباحثين: البلوغ، والعقل، والاستطاعة، والنية، والحرية.

ومن ثم تم التطرق إلى الاعتدال الأخلاقي للمسؤولية الاجتماعية، والذي جاء من عدد من المصادر، فهو يأتي سواء من البنية والوظيفة والدلالة عليهما، ومن التناسب في مكونات البنية وعناصرها، والتآزر بين وظائفها وأفعالها، والصدق في الدلالة على البنية والوظيفة معًا.

وبعد ذلك تم بحث الاعتلال الأخلاقي للمسؤولية الاجتماعية، والتي تتمثل في عدم السواء في أخلاقية المسؤولية الاجتماعية وحالة العطب والخلل التي تصيبها ومظاهر اعتلال أخلاقية المسؤولية الاجتماعية عند الفرد.

وبعد ذلك تم شرح النوع الثالث للمسؤولية، وهي المسؤولية الدينية، والتي تَعنِي مسؤولية الإنسان أمام الله مباشرة.

والنوع الرابع وهو المسؤولية الأخلاقية، وهي حالة تمنح المرء القدرة على تحمل تبعات أعماله وآثارها في كل مسؤولية قبلناها وارتضينا الالتزام بها وتحملناها باختيارنا، وهي تعني إتقان هذا العمل وأداءه على الوجه المطلوب، كما تُملِيه عليَّ أخلاقي.

وتم بعد ذلك التطرق إلى مسؤولياتنا تجاه الأعمال التي نقوم بها لكسب العيش، وإفادة المجتمع بالبناء والتنمية، وكيف أن الإسلام حضَّ على العمل المُجدِي، والذي يساهم في بناء الدولة، والمسؤولية تجاه الوطن، وكيف أن الإنسان جُبِل بفطرته على حب الوطن والشعور بالانتماء إليه‏,‏ وأنه يشترك في هذا مع جميع الناس على تنوع أعراقهم واختلاف مشاربهم‏,‏ ووكيف أن الإسلام عندما جاء وهو دين الفطرة والإنسانية لم يَقِف في وجه هذا الميل الطبيعي، بل أقرَّ ذلك ودعا إليه‏,‏ وجعله سبيلاً للعمل الصالح.

ومن ثَم تم التطرق إلى مسؤولية المسلم تجاه الأسرة، وهي أهم مكوِّنات المجتمع، من خلال تبيان مسؤولية الرجل تجاه أسرته في البداية، ومن خلال تبيان مسؤوليته تجاه زوجته؛ لأنها تنعكس على باقي الأسرة من خلال شرح أهم واجبات الزوج تجاه زوجته وأهم حقوقها، ومن ثَم شرح القوامة والوقوف على معناها وتوضيح مغزى الإسلام منها وأسبابها.

ومسؤولية الرجل في العنف ضد المرأة وتبرؤ القوامة من هذا السلوك العدواني تجاه الزوجة، ومن ثم تم شرح مسؤولية الرجل تجاه والديه، وتبيان حقوقهم وواجباته تجاههم، وكذلك تم التطرق إلى مسؤولية الرجل تجاه أولاده وواجبه تجاههم.

وبعد تبيان حقوق مسؤولية الرجل تجاه الأسرة جاء الدور لشرح دور الزوجة ومسؤولياتها سواء تجاه زوجها وأولادها وبيتها وطرق المحافظة على أسرتها، وتم شرح أهم الأخطار التي تُواجِه الأسرة المسلمة المعاصرة، وطرق مواجهتها بتكاتف الجهود بين جميع أفراد الأسرة.

وتم في نهاية هذا البحث التطرق إلى مسؤولية نظام الحسبة في الإسلام ودوره في الحفاظ على المجتمع الإسلامي، من خلال الرقابة الدقيقة لهذه المؤسسة المهمة والحيوية في مكافحة الفساد المالي والأخلاقي في المجتمع المسلم؛ حيث تم في البداية التعريف بنظام الحسبة ونشأتها ومكانتها في الاقتصاد الإسلامي، ومجالاتها في محاربة الفساد بكافة أشكاله ودور الإعلام في مساندتها.

والله ولي التوفيق