ملخص بحث: التنوير العلمي: تدوير حضاري تكنولوجي

ملخص بحث

التنوير العلمي: تدوير حضاري تكنولوجي

الإعلام منذ نشأته يهدف إلى النمو واليقظة والتوافق الثقافي والحضاري والارتقاء بمستوى الرأي العام، بتنويره وتثقيفه، كما أنه فتح المجال للتفاعل والاحتكاك البشري، ويتيح الفرصة للتفكير والاطلاع والحوار، وتبادل المعلومات في شتى المجالات والميادين.

لا بد على المتابع أو القارئ أو المتصفح من أن يتعرف على فحوى المادة الإعلامية، والتحقق من تأثيراتها، ومعرفة من يقف خلفها، وتحديد الأهداف التي يريد الوصول إليها من خلال ما يبثه، هذا هو القارئ الرشيد.

وبحثنا هذا قائم على محورين:

الأول: عرض معظم الوسائل الإعلامية الجديدة: الإعلام الجديد؛ تعريفه، وأنواعه، والفرق بينه وبين الإعلام التقليدي، ثم الإنترنت واستخداماته ومتطلباته، والبريد الإلكتروني، والتعليم الإلكتروني، الطب الإلكتروني، الاقتصاد الإلكتروني، الترفيه الإلكتروني، التعارف الإلكتروني، ثم وظائف الإعلام ثقافيًّا وتربويًّا واجتماعيًّا وفكريًّا، وعلاقة الإعلام بالتعليم، ثم تحدثنا عن Rss، وسائل الاتصال الحديثة المحمول، البلوتوث، التويتر، برامج تبادل ومشارك الصور "الانستقرام"، الواتس أب، المدونة، ديوان "دي ون جي"، ويكيبيديا، ويكيبيديا :كيويكس، نظام الأندرويد، الفيس بوك، اليوتيوب.

أما المحور الثاني: فيتمثل في استعراض الصحافة الإلكترونية: إدخال الصحافة الإلكترونية لإنقاذ صناعة الصحف، علاقة صحافة العالم العربي بتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، تعريف ومميزات الصحافة الإلكترونية، عوامل نجاحها، ثم تحدثنا عن التحرير كمحرر بالصحافة الإلكترونية، والصحف الإلكترونية العربية، إيجابياتها وسلبياتها، التحديات التي تواجهها، ومخاطر الصحافة الإلكترونية، وكيفية توظيفها توظيفًا إيجابيًّا.

يسعى البحث إلى تسليط الضوء على الإعلام الجديد؛ بصفته الوسيلة الأقدر وصولاً إلى كافة فئات المجتمعات، والأكثر فاعلية وتأثيرًا على المجتمع، ومن يتحكم به أو يمكنه توجيهه فسيكون قادرًا على قيادة المجتمع وتوجيهه بالطريقة التي يريد.

ومن هنا لا بد من اهتمام كل أسرة في العالم العربي والإسلامي بتربية أبنائها تربية إسلامية صحيحة، فيتسلحون بسلاح الإيمان والتقوى وحب الله، واحترام مبادئ وتعاليم ديننا الإسلامي، فإذا تسلحوا بذلك فلا نخشى على أبنائنا من استعمال كل تلك التكنولوجيا الحديثة، فهم سوف يستعملونها استعمالاً صحيحًا، سوف يكونون هم الأداة والسلاح لتعديل ذلك الإعلام الجديد بكل وسائله ومواده، ولن يؤثر عليهم ما يُعرض في القنوات الفضائية وجميع وسائل الاتصال الحديثة؛ الموبايل ووسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن يتسلح شبابنا العربي المسلم التقي بسلاح التقوى، وسلاح الإيمان، وحب الله، سوف تكون تكنولوجيا العصر مسخرة لنشر الدعوة لله - عز وجل - لنشر العلم والإيمان وحب الله.

أما إذا كان شبابنا خاويًا وفارغ العقل من مبادئ وتعاليم ديننا الإسلامي، ولا يعرف شيئًا عن تقوى الله، فسوف يكون هذا الشباب شبابًا هدامًا يخرب العقول، ويدمر البلاد، وسببًا في خراب الأمة الإسلامية، يعني هذا أن كل التكنولوجيا وكل وسائل الإعلام الجديد، إما أن تكون إيجابية بناءة أو سلبية هدامة، وهذا يعتمد على شبابنا، إما شبابًا صالحًا يبني المجتمع من جميع الجوانب، أو فاسدًا يدمر ويخرب المجتمع من جميع الجوانب، وتظهر المطامع والمصالح الخاصة لتحقيق مكاسب ومآرب خاصة بهم، تشكل خطرًا أكيدًا على المجتمع في جميع الجوانب المجتمعية.

وبحثنا هذا قسمناه إلى ستة فصول:

الفصل الأول: تحدثنا عن الإعلام الجديد، وعرَّفناه بأنه عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والمادية والإخبارية والفنية والأدبية والعلمية المؤدية للاتصال الجماعي بالناس، بشكل مباشر أو غير مباشر ضمن إطار العملية التثقيفية والتعليمية والإرشادية للمجتمع، ثم تحدثنا عن أنواع وسائل الإعلام، والمتمثلة في المطبوعة - والسمعية - والسمعية والبصرية - والملتي ميديا، وتشمل الإنترنت التي تجمع المكتوبة والمسموعة والمرئية.

• ثم دخلنا لعالم الإعلام الجديد متحدثين عن المادة الإعلامية التي يجب أن تكون مرئية متحركة مفيدة وموجزة ومهمة لتصبح أكثر تفاعلية مع القارئ أو المشاهد أو المتابع، مستخدمين كافة أنواع التقنية والتكنولوجيا الحديثة التي أصبحت متوفرة ومنتشرة في جميع أنحاء العالم، والتي فيها يصبح المتابع والمشاهد هو نفسه إعلاميًّا وصحفيًّا بمشاركته رأيه، وتعليقه على الموضوع المنشور بالصحيفة الإلكترونية، أو بموضوع يتم مناقشته على الهواء بالقنوات الفضائية ليتم أخذ الرأي والواجب مراعاته ومناقشته، فإذا كان صحيحًا نطبقه وندعمه وننشره، ويكون أساسًا لاتخاذ القرار عند أصحاب السلطة، لتكون أساس حرية الرأي والتعبير والمشاركة الفعالة في الحكم مع القادة والمسؤولين.

في الفصل الثاني: ثم تحدثنا عن الإنترنت واستخداماته، وأنه متاح للجميع، وليس مقصورًا على طبقة معينة أو إنسان معين، وحددنا متطلبات الإنترنت ومحتواه ومضمونه، ثم البريد الإلكتروني، والذي منه يتم مراسلة أي إنسان، أو أي جهة، أو مسؤول، أو أي قناة، أو أي صحيفة لمشاركتها الرأي والتعبير، فأصبحت تكنولوجيا الإنترنت تكنولوجيا مسخرة للجميع إن أمكن وفقًا لإمكانيات الشخص مستعمل تلك التكنولوجيا، وتحدثنا عن التعليم الإلكتروني والطب والاقتصاد والترفيه والتعارف والمحادثات الصوتية والمرئية.

في الفصل الثالث: تحدثنا عن وظائف الإعلام ثقافيًّا، تربويًّا، اجتماعيًّا وفكريًّا.

في الفصل الرابع: تحدثنا عن علاقة الإعلام الجديد بالتعليم؛ حيث إن الإعلام الجديد - بكل وسائله - يؤدي إلى تغيير سلوك الإنسان، فإما يكون التغيير إيجابيًّا أو يكون سلبيًّا، يعلِّم الإنسان التعمير والاستقرار والحب والتعاون، وكل ما هو جميل من بشرية سعيدة مطيعة لأمر الله، أو أن يعلم الدمار، يعلمهم كل ما هو مخالف لتعاليم ديننا الإسلامي، فنحارب بعضنا البعض، ويقتل الأخ أخاه، وتنتشر الفوضى، وعدم احترام القانون.

في الفصل الخامس: تحدثنا عن تكنولوجيا الإعلام الجديد، والتي لا تتوقف عند حد معين؛ فمن تلك التكنولوجيا المعلوماتية والإعلامية خدمات Rss، والهاتف المحمول، والبلوتوث، الواي فاي، التويتر وتغريداته، الانستقرام، وتبادل الصور، الواتس أب، المدونات، ديوان "دي ون جي"، الويكيبيديا، والويكيبيديا كيويكس، الماس سبيس، الهاي فايف، لينكد إن، دليشيوس، مجتمع مفتوح، فايبر، فليكر، القنوات الفضائية، الأندرويد، الفيس بوك، واليوتيوب.

في الفصل السادس: تحدثنا عن الصحافة الإلكترونية، والتي هي نوع من الاتصال بين الناس، يتم عبر الفضاء الإلكتروني - الإنترنت وشبكات المعلومات والاتصالات الأخرى - تستخدم فيه فنون وآليات ومهارات العمل في الصحافة المطبوعة، مضافًا إليها مهارات وآليات وتقنيات المعلومات التي تناسب استخدام الفضاء الإلكتروني كوسيط أو وسيلة اتصال، بما في ذلك استخدام النص والصوت والصورة والمستويات المختلفة من التفاعل مع المتلقي، ومعالجة الأخبار والأنباء وتحليلها، ونشرها على الجماهير عبر الفضاء الإلكتروني بسرعة، تستخدم فيها الوسائل متعددة الوسائط، مستخدمين الصور المتحركة "الفيديو" لتصبح أكثر فاعلية وأكثر إقناعًا للقارئ والمتابع أو المتصفح.

ثم ذكرنا مميزات الصحافة الإلكترونية، والتي منها سرعة انتشار الخبر وتوافره، والتفاعلية مع القارئ وغيرها.

ثم تحدثنا عن عوامل نجاح الموقع الإلكتروني الصحفي، ومنها: كفاءة التصميم، التجديد والمرونة، ومعالجة القضايا الحساسة في المجتمع، وأن يكون موقعًا هادفًا، وله رسالة واضحة.

ثم تحدثنا عن التحرير في الصحافة الإلكترونية، حيث يجب أن تتوفر الصور والرسوم والفيديوهات؛ ليكون الموقع أكثر مصداقية، وأكثر تفاعلية مع المجتمع.

ثم تحدثنا عن أنواع الصحف، هناك نوعان من الصحف على شبكة الإنترنت، وهي الصحف الإلكترونية الكاملة On-Line Newspaper، وهي صحف قائمة بذاتها، وإن كانت تحمل اسم الصحيفة الورقية، وصحف تقدم خدمات الوسائط المتعددة Multimedia النصية والصوتية.

ثم تحدثنا عن إيجابيات الصحافة الإلكترونية والتي تطورت فأصبح:

• لها دورية صدور مختلفة في الأغلب عن الصحف الورقية.

• طورت جمهورها الخاص الذي يحمل بالضرورة أجندة مختلفة.

• طورت سياستها التحريرية تبعًا لتغير الجمهور وطبيعته وعاداته.

• طورت تقنياتها الخاصة مستفيدة من إمكانات الكمبيوتر وشبكة الإنترنت التي تجمع بين مميزات الصحيفة والراديو والكِتاب والتلفزيون المحلي والفضائيات.

ومن إيجابيات الصحافة الإلكترونية النقل الفوري للأخبار، ومتابعة التطورات، اختراق الحدود والقارات والدول دون رقابة أو موانع أو رسوم، أقل تكلفة، التمويل من خلال الإعلانات، إمكانية الحصول على إحصائيات دقيقة عن زوار المواقع، إبداء الرأي فورًا ومباشرة على الموقع، وجود أرشيف إلكتروني.

ومن سلبيات وعيوب الصحافة الإلكترونية:

ارتفاع نسبة الأمية في الوطن العربي، والعزوف عن القراءة، سواء كانت صحفًا ورقية أم إلكترونية، لا يمتلك حتى الآن تراثًا قويًّا من التقاليد المرعية والقواعد التي تحظى بالقبول والاحترام من قِبل العاملين فيه والمتعاملين معه، أو قوانين متفقًا عليها تضبط ما يدور به من علاقات وممارسات، توفر الصحافة الإلكترونية بيئة خصبة لانتشار الإشاعات والأخبار الكاذبة والملفقة، الحاجة للسرعة في الأخبار الإلكترونية: السرعة سلاح ذو حدين، قد تحمل المؤسسة إلى النجاح العارم، وقد تدفعه إلى الخسارة، عدم خضوعها للرقابة، عدم القدرة على التأكد من صحة المعلومات، كسر بعض المحرمات والقيم الاجتماعية، وزيادة إمكانية التزوير، تدخلها هذا النوع من الصحافة في إنشاء الجيل الجديد، عدم توفر الإمكانيات التقنية في بعض الدول النائية، أثرت سلبًا على الحياة الأسرية والاجتماعية، مؤسسات الصحافة الإلكترونية عملت على تناقص في عدد الموارد البشرية في المؤسسة الإعلامية.

ثم تحدثنا عن ثلاث تحديات تفرضها الصحافة الإلكترونية: التحدي الأول (تعدد المهارات)، التحدي الثاني: تمدد الأعباء، التحدي الثالث: تغيير برامج التعليم والإعداد.

ثم تحدثنا عن مخاطر الصحافة الإلكترونية: من أهم المخاطر التي تواجه المحرر الإلكتروني هي المصداقية، فيجب أن يكون المحرر صادقًا مع نفسه أمام الله، ويتقي الله عند كتابة أي خبر، فإذا اتسمت أخلاقُه بالتقوى والتحلي بالأخلاق الإسلامية، والتزامه بتعاليم ديننا الإسلامي، فهنا يأتي دوره كمحرر ناجح، والمحرر الناجح هو الذي يهذِّب ويشذب النص الإخباري ليبقي على ما هو ممتع ومهم، فتحرير الخبر الإلكتروني يبدأ باختصار المعلومات، ثم الكلمات والعبارات، وهذه عملية أسلوبية تحتاج من المحرر إلى مهارة لغوية عالية، وذوق فني وحس صحفي بطبائع جمهور الأخبار.

ويمكن إجمال مهمة محرر الخبر الإلكتروني في النقاط الأساسية الآتية:

• التحقق من المعلومات.

• معرفة القانون والأخلاق والمبادئ الإسلامية الحميدة، والإيمان بها، وتطبيقها.

• التحرير من أجل المستمع والمشاهد.

• التأكد من عدم الانحياز.

إن هذه النقاط مجتمعة تعمل على خلق صورة لهيكل الخبر الإلكتروني في ذهن المحرِّر الذي امتلك بجدارة أدوات صنعته، وتحسس بمشكلات المذيع ومخرج الأخبار الإلكترونية، وتمثل في ذاكرته هذه الحالة يكمل أبعادها.

أهمية البحث:

تأتي أهمية البحث لكونه يسلط الضوء على وسيلة في غاية الأهمية، ولا بد للمجتمع الكامل - بدون استثناء، شعبًا وحكومة، أفرادًا ومؤسسات - الالتفات إليها، وتوجيهها بما يكفل الحد قدر الإمكان من سلبياتها، بالإضافة إلى تسخيرها بما يخدم الصالح العام؛ حفاظًا على أبنائنا وبناتنا وأحفادنا من انهيار القيم والمبادئ أمام كل تلك التكنولوجيا.

أهداف البحث:

1- التأكيد على أهمية الإعلام الجديد.

2- لفت الأنظار إلى المخاطر المتعددة الناتجة عن إساءة استخدام الإعلام الجديد، والسعي لبيان بعض تلك الأشكال، وتوضيح شيءٍ من مخاطرها، وطرق تجنبها.

منهج البحث:

انتهج الباحثُ أسلوبًا علميًّا متأدبًا قائمًا على الأفكار السليمة، والمشاعر والأحاسيس السليمة، والوقائع العلمية الثابتة، ويعتمد على الأفكار والخيال السليم، والبحث العلمي المتقدم.

التوصيات:

يرى الباحث أهمية ملاحظة الدور الذي باتت تلعبه بعض جميع وسائل التكنولوجيا الحديثة، والتي ذكرناها بالإعلام الجديد، والتي منها القنوات الفضائية، الصحافة الإلكترونية، الفيس بوك، التويتر، وتأثيرها السلبي الواضح على أفراد المجتمع؛ لذلك نوصي بالتالي:

• نشر الوعي والفكر الإسلامي لمجتمعنا لأبنائنا وبناتنا حتى يكونوا هم سلاحنا ضد الإرهاب والعنف والفوضى، فيستخدموا تلك التكنولوجيا الحديثة لفائدة وصالح مجتمعنا، وطرد ونبذ أي شيء يضرنا ويضر مجتمعنا.

• التنسيق مع ملاَّك القنوات الفضائية والصحف الإلكترونية العربية الذين يخافون الله، لتوجيهها بما يخدم المجتمع، ويعين على نشر ثقافتنا الإسلامية.

• أخذ الحيطة والحذر من جانب الأب والأم، وعدم ترك أبنائهم أمام الحاسوب والإنترنت بلا رقيب.