ملخص بحث: أخي المبتعث: لا تنس ترسك ودرعك

ملخص بحث:

أخي المبتعث: لا تنس ترسك ودرعك

ملخص البحث:

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم.

أمَّا بعدُ:

في هذا البحث المتواضع تحدَّثت عن المبتعثين وتأهيلهم وتحصيلهم؛ وذلك لأني عايشت تلك المرحلة المرة، وشرِبت من مَرارتها، وما زِلت أعايشها.

ففي هذا البحث تحدثت عن الابتعاث ونشأته ومخاطره، وأهدافه وأسبابه بالتفصيل، وكذلك تحدثت قبل كل شيء عن العلم وفضله في الإسلام، ومرحلة الشباب، وأهمية الشباب في للمجتمع الإسلامي، خاصة للنهوض به والعمل على رِفعته, وكذلك تحدثت عن الحكم الشرعي في الابتعاث للدول الغربية، وتبيَّن من خلال البحث أن السفر للدول الغربية للدراسة يجوز بشروط التي ذكرها الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - وهي:

1- أن يكون لدى المبتعث علمٌ شرعيٌّ يحميه من الشُّبهات.

2- أن يكون لديه الدين الذي يعصمه من الوقوع في الشَّهوات.

3- أن يكون البلد بحاجة لتخصُّصه، وما يريد تعلُّمَه.

وكان ترتيب الفصول كالآتي:

التمهيد: وفيه:

• التعريف بالشباب وأهميته في المجتمع.

• التعريف بالعلم وأهميته.

• الحكم الشرعي في السفر لبلاد الكفر.

الفصل الأول: الابتعاث نشأته وأخطاره: ويتضمن ثلاثة مباحث:

• المبحث الأول: تاريخ الابتعاث.

• المبحث الثاني: أسباب الابتعاث.

• المبحث الثالث: مخاطر الابتعاث، ويتضمن خمسة مطالب:

• المطلب الأول: خطر الابتعاث على العقيدة والأخلاق.

• المطلب الثاني: ظهور حركات التغريب والدعوة لتحرير المرأة.

• المطلب الثالث: الغزو الفكري وخطره على الفكر والثقافة.

• المطلب الرابع: تأكيد العبودية والتبعية للغرب.

• المطلب الخامس: خطر الابتعاث على اللغة العربية.

الفصل الثاني: المشاكل التي تواجه الطلبة المبتعثين وطرق الوقاية منها، ويتضمن مبحثين:

المبحث الأول: المشاكل الدينية، ويتضمن خمسة مطالب:

• المطلب الأول: الانحراف العقَدي.

• المطلب الثاني: الوقوع في الفواحش.

• المطلب الثالث: الوقوع في الخمر والمخدرات والتدخين.

• المطلب الرابع: الوقوع في فتنة النساء والصداقة بين الجنسين.

• المطلب الخامس: الوقوع في شباك المخابرات.

• المبحث الثاني: المشاكل الأكاديمية.

وبعد ذلك تحدَّثت عن المنهج الأسلم للثبات على الدين؛ سواء أكان من الأسرة، أم من الدعاة، أم من المبتعث نفسه، وشمِل هذا الفصل:

• المبحث الأول: دور الأسرة.

• المبحث الثاني: دور الدعاة.

• المبحث الثالث: دور الدولة.

• المبحث الرابع: دور المبتعث نفسه.

وأخيرًا تحدثت عن تجربتي مع الغربة، والمشاكل التي واجَهتني، وكيف تجاوزتها، وتحدَّثت عن صفات الطالب المثلى، وتضمن هذا الفصل:

• المبحث الأول: تجربتي مع الغربة.

• المبحث الثاني: صفات طالب الغربة المثلى.

• المبحث الثالث: رسالة إلى الشباب الذين يذهبون إلى بلاد الكفر.

وأهم النتائج التي خرجت بها في هذا البحث:

ونتيجة لذلك إزاء هذه المخاطر الجمَّة نرى ما يلي:

أولاً: حين يكون الابتعاث واقعًا مفروضًا، فكيف نُرشِّده، ونخرج منه بالثمرة وبأيسر الخسائر؟

فأول ذلك: ألا يكون الابتعاث للمتخرجين من الثانوية، بل لمن تقدَّمت أعمارهم، ونضِج فكرهم, ويؤكد كونه متزوجًا ليحصِّنه ذلك, وتقليل العدد في سبيل اختيار النوعية, وجعله في التخصصات التي تحتاجها البلاد, كل هذا مع الحرص الأكيد على تحصين الذاهب عقديًّا وشرعيًّا، وتربويًّا وأخلاقيًّا؛ ليعود مثمرًا نافعًا, بقي له دينه، ورجع بعلمٍ ينفع فيه أُمته, مع إيجاد اللجان التي تتابع المبتعث، وتتلمَّس حاجته الدينية, وتكثيف الدورات الشرعية قبل الذهاب وبعد الذَّهاب.

وأما أنت يا مَن رغبتَ في الابتعاث، فاحرص على أن تتحصَّن قبل ذهابك بالعلم الشرعي والإيمان, وليكن هدفك نفع الأمة لا نفع نفسك فحسْب, وكن خيرَ سفيرٍ للإسلام, وتَحَلَّ بأخلاقه العِظام, وأنت أدرى بنفسك؛ فإن خِفت زيغةً وتأثُّراً في دينٍ أو فكرٍ أو معتقد، فدينُك ونفسك أَوْلَى, فالزَم بلدك، ولتَسَعْكَ ديارك, ومن ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه.

ثانيًا: حين يكون هدف الابتعاث حسنًا، فلا يسوغ ذلك لنا أن نبتعث الأولاد من الجنسين بلا ضوابطَ ولا قيود؛ ذلك أن المرء بالابتعاث يسافر إلى بلاد تختلف عن مجتمعه, فما يُحرَّم هنا يتيسَّر هناك, والبيئة والدين تختلف عما عليه الوضع في بلده, لا سيما وهو سيسافر لبلاد كفر في غالب الأمر, ومن هنا فثمة ضوابط ينبغي على الراغب في الابتعاث تلمُّسها من نفسه، وقبل ذلك وأهم على الجهة الراعية للابتعاث أن تعتني بها, ومن آكد ذلك أن يكون لدى المرء علمٌ شرعي يَحميه من الشُّبهات، وما أكثرها هناك, وأن يكون لديه الدين الذي يعصمه من الوقوع في الشُّبهات, وأن يكون البلد بحاجة لتخصصه وما يريد تعلمه.

وحتى مع تحقُّق هذه الشروط، فالأصل أن يكون للذكور، وعلى تحفُّظ وفي حدود ضيِّقة, ولقد كان لهيئة كبار العلماء في هذا البلاد رأي وتشديد في ابتعاث النساء؛ لأن الأمر في حقهن أصعب، وتأثُّرهنَّ أسرع، وتَبِعات ابتعاثهن أكثر, وبقاءَها على حِشمتها وحجابها متعذِّر.

جاء في قرار الهيئة قبل ثلاثين عامًا ما يلي: منع ابتعاث البنات للخارج منعًا باتًّا لا استثناء فيه، ويتعين عدم السماح لأي إنسان يبعث بنته أو مَن له ولاية عليها للدراسة في الخارج؛ سواء في البلاد المجاورة، أو في بلاد الغرب، ولو على حسابه الخاص, فرحِم الله أولئك العلماء، وحَفِظ مَن بقِي منهم؛ ما كان أكثر فِقههم! وما أحوجنا إلى الرجوع لرأيهم!

ثالثًا: كل ناظر لواقع الابتعاث يقابله الواقع المشاهد؛ لذا ما هي حال المبتعثين هناك؟

أما إن منهم مَن استفاد وحفِظ دينه وإيمانه واعتقاده, ولكن ثمة جملة كبيرة منهم اعترضتهم العوارض, واعتراهم القصور من جوانب, ماذا تتوقع من إرسال شبابٍ بعد مرحلة الثانوية في عنفوان الشباب وزمن التفتح الفكري والجسمي؟

وربما يكون بعضهم عجز أهله عن تحصينه والسيطرة عليه في بلده وهو بينهم، ثم تراه يُرسل في موئل الفتنة وبلاد الكفر, بعيدًا عن الرقيب البشري, خاليًا من التحصين الداخلي, والأمر أخطر حين تكون أنثى غير متزوجة، تبقى هناك مع زميلاتٍ تعرَّفت عليهن أو مع أخيها الذي يحتاج لقيِّم, أو مَحرمها الذي يعود لبلده سريعًا.

نعم إننا أمام معضلة أطلَّت برأسها, والتبعة - وإن كان يشترك فيها الأسرة والمجتمع - إلا أنه يتحملها أولاً من فتح أبواب الابتعاث على مصراعيه، يلج فيه كل راغب حتى ولو كان ممن أُوصدت أمامه أبواب الجامعات, ويلتحق به كل قاصد، ولو كان يريد به ركوب الموضة والسفر للنزهة والسياحة، ومواكبة الأقران.

والحمد لله أولاً وآخِرًا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.