ملخص بحث: بعض التوجهات السلوكية الوافدة ودراسة أثرها السلبي على المراهقين (بحث ثاني)

ملخص بحث

بعض التوجهات السلوكية الوافدة ودراسة أثرها السلبي على المراهقين

(كظاهرة الإيمو - عبادة الشيطان - والتشبه بالكفار، والإرهاب)

(بحث ثاني)

يدور هذا البحث حول بعض التوجهات السلوكية الوافده وأثرها السلبي على المراهقين، والتي تعود أسبابها للمتغيرات والتحولات العالمية المتعددة، واتباع الهوى والشهوات، والضعف الحاصل بين الشباب والمراهقين وفئات مختلفة من المجتمع، فقد وقع العديد من الشباب والمراهقين في أمتنا المسلمة فريسة لبعض التوجهات السلوكية الوافدة الضالة والمنحلة، وكان لها الأثر السلبي في مشابهة الكفار والتقليد الأعمى لهم والتبعية - إما في معتقداتهم أو في العبادات - أو تلقفوا بعض المذاهب الهدامة من الغرب ليستقوا منها مناهج عملية يسيرون عليها في حياتهم فيرتكبوا فيها أبشع الجرائم والعنف المصاحب للقتل والترويع للآمنين، سواء كان داخليًّا أو خارجيًّا، وقد يجادل بعضهم في تأثير هذه الأفعال وتلك المعتقدات على عقيدة المسلمين.

وكان من أخطر التوجهات السلوكية الوافدة التي انتشرت بين الشباب والمراهقين بشكل مخيف؛ أدق بها ناقوس الخطر هي: التشبه بالكفار، والإيمو - عبادة الشيطان - والإرهاب؛ حيث سلك أعداء الإسلام كل طريقة لإطفاء روح الإيمان من شبابنا المسلمين، وبذلوا كل الجهد لاتباع أخلاقهم وعاداتهم في الملابس والهيئات والطقوس الشيطانية التي يمارسونها، وتوجيه الفكر الضال للشباب والمراهقين لاتباع وجهاتهم للقيام بأعمال إرهابية ضد إخوانهم المسلمين وغير المسلمين بدون هدف منشود، إنما هو لاستغلال الغرب والصهاينة الأسباب التي جعلت من الشباب والمراهقين ضائعًا وتائهًا وفي حيرة من أمره من الأوضاع السائدة من الفقر، والبطالة، والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وما زالت الجهود مبذولة من أجل إغواء الشباب والمراهقين والتأثير في عقولهم وقلوبهم، وكأنهم جثث هامدة لا تفكر ولا تعقل.

وقد تناول الباحث تمهيدًا وثلاثة فصول قام من خلالها بـ: التعريف بحكم التشبه بالكفار، وأسباب التشبه، والآثار المترتبة عليه وعلى المجتمع المسلم، والتدابير الواقية منه، ودور التربية والتعليم وأثرها في صيانة شخصية المسلم، والتعريف بالإيمو (عبادة الشيطان) وتحديد هوية المؤسس، والأصول الفكرية والفلسفية لهذه العقيدة الضالة المنحلة، ومكان الشيطان في الحضارات القديمة والشرائع السماوية، وتسليط الضوء على انتشار عبادة الشيطان وسبل مواجهتها؛ ومن ثم التطرق للإرهاب (تعريفه، وتاريخه، وأنواعه وأسبابه)، والغزو الفكري (وسائله، وأساليبه، وآثاره)، وحكم الإسلام من الإرهاب وسبل مواجهته والوقاية منه؛ والتوصل إلى أهم النتائج والتوصيات في ضوء ما تناوله البحث.

وكان لا بد من التطرق لهذه المواضيع لاستفحال الأمر من كونه حالة؛ حتى أصبح في العصر الحديث ظاهرة منتشرة في بلاد المسلمين، وأصبح الخطر واضحًا؛ فقد جاهروا بالضلال والانحلال جهارًا نهارًا، وبانت رواسيه ولا بد مِن قطع الرواسي والعمل الجاد لاستئصال هذه الظواهر المنحلة التي هي خروج عن العقيدة السمحة، وإتيان الربوبية بالباطل والحياد عن الحق، واتِّباع سواء السبيل، والوقوف أمام بعض التوجهات السلوكية الوافدة، وحجب الاتجاه نحوها بشتى الطرق، من الاستتابة لهؤلاء والمُحاولة لردعهم وإن ضلوا وعاندوا فإقامة الحدود عليهم؛ لأنهم يجب أن تطبق عليهم حدود الردة، ومراقبة وسائل الإعلام المرئية والصوتية ووسائل الاتصال، خاصة الإنترنت لما فيه من مواقع إباحية وناشرة لأفكار عبَدة الشيطان، وإغواء الشباب بموسيقاهم وطقوسهم الشيطانية.

وتسرُّب الجماعات الضالة لإيقاع أبناء الأمة في أعمال عنف وجرائم وترويع للآمنين بهدف تحقيق الحق والعدالة، ومطالبات ضالة خارجة عن ولي الأمر، أو لفكرهم الضال أنه باسم الدين، ولا بد من تعاون الدولة مع مؤسساتها لمراقبة المؤسسات التعليمية، وتصحيح الأفكار المنحلة والرجوع إلى العبادات والعقيدة الإسلامية الصحيحة بمساعدة متخصصين نفسيين ومتخصصين في الدين الإسلامي.

وقد سعت دول الغرب وأمريكا والصهيونية بشتى الوسائل والأساليب من أجل غزو عقول شبابنا والمراهقين منهم في مجتمعاتنا الإسلامية من خلال الغزو فكريًّا، والعولمة، وذلك من خلال الانفتاح على الحضارة الغربية بشتى مجالاتها، والعمل على استغلال الأسباب التي قد تجد ثغرةً سهلة من أجل الوصول إلى عقول الشباب والمراهقين، وتسميم فكرهم وإغراقهم في الإرهاب بجميع مجالاته.

وعلى هذا الأساس فإن الغرب يريد أن يكون الانفتاح من العالم الإسلامي والعربي على كل شيء في الغرب حتى في مجال العقيدة والثقافة والفكر، فما هو الانفتاح المطلوب؟ إن الانفتاح الواعي هو أن نَنطلِق من قيمنا ومبادئنا وأصالتنا للأخذ بالمعرفة والتطورات العلمية التي تحدث في الغرب، مع محافظتنا على تلك القيم والمبادئ والأصالة التي تميزنا بها عن الأمم، بل وصقل ما نملك لكي نكون قدوة يتبعونها ويحاولوا تقليدها، وليس العكس الحاصل في الوقت الحاضر.

وتوصل الباحث لعدد من النتائج والتوصيات سيتم عرضها كالتالي:

النتائج:

توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:

1- وضوح الآثار السلبية للسلوكيات الوافدة على الشباب والمراهقين وتفشيها.

2- تعدد أسباب التوجهات السلوكية الوافدة، وتمكين أثرها السلبي على الشباب والمراهقين من خلال المتغيرات الناتجة عن العولمة والتقدم التكنولوجي والتغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، واتباع الهوى والشهوات.

3- إن التشبه بالكفار يمكن تقسيمه إلى مباح وهي للأمور الدنيوية البحتة مما ليس من خصائص الكفار، والآخر ممنوع.

4- ينتج عن التشبه بالكفار إلى تلاشي شخصية المتشبه والتبعية المطلقة لشخص المتشبه به، وهذه كانت من حكمة التشريع الإسلامي بتحريم التشبه بالكفار على المسلمين، وذلك للحفاظ على تمايز الأمة الإسلامية وكيانها.

5- ضرورة الأخذ بالتدابير الواقية والعمل بها لتكوين شخصية المسلم وصيانة شخصيته والحفاظ على تكوينه.

6- عدم تشبه المسلمين بالكفار في عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم وعاداتهم وسائر ما يختصون به.

7- خطر عبادة الشيطان التي انتشرت وأصبحت ظاهرة مخيفة في الوطن العربي واتباع الشباب والمراهقين لها.

8- علاقة عبادة الشيطان بالحضارات القديمة والشرائع السماوية خاصة اليهودية منها.

9- العبادات والطقوس التي يمارسها عباد الشيطان لها تأسيس فكري فلسفي وعقائدي مغروس فيهم بشكل تقليدي يسبِّب ضعفًا في النفس والدين.

10- المطالبة بوجود مفهوم واضح ومحدد للإرهاب، الذي ما زال غير واضح المعالم، وكل يعرفه حسب مصلحته.

11- وجود علاقة وصلة واضحة بين عباد الشيطان والماسونية، والإسلام رصَدٌ لهذه الظاهرة.

12- التنبه من خطر الغزو الفكري بشتى وسائله وأساليبه وآثاره التي تؤدي إلى تغيير فكر النشء، وتضليل الشباب والمراهقين إلى أعمال العنف والجريمة، وترهيب الناس بجهلهم بعلوم دينهم والشريعة الإسلامية.

13- استغلال الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وغيرها من أجل استقطاب الشباب والتغرير بهم من خلال الخلايا المندسة إلى مجتمعاتنا الإسلامية، محاولين كسبهم بالإغراء المادي، وتحقيق نجاحات مزورة لهم، بدل الفشل والفراغ والخلل النفسي الذي تكون من خلال الأسباب السياسية والاقتصادية وغيرها.

14- المسؤولية الأدبية والقانونية لدول العالم عن مكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه تستدعي عدم إيواء الأشخاص أو المنظمات أو الحركـات ذات الفكر الذي يقود إلى الإرهاب أو تكوين خلايا إرهابية في دولها.

15- المزيد من الجهود الإعلامية والتوعوية، وعقد لقاءات فيما بين المؤسسات الإعلامية من أجل وضع إستراتيجية إعلامية دولية لمعالجة الفكر المنحرف ومكافحة الإرهاب.

التوصيات:

1- تسليط الضوء على قضية التشبه بالكفار والإيمو، وعوامله وأسبابه، والمساهمة بإيجاد حل لهذه الظاهرة.

2- تكثيف البحث والدراسة في بناء الشخصية الإسلامية الشاملة، والاهتمام بتوجيه النشء لمواجهة التشبه بالكفار، وعبَدة الشيطان.

3- توجيه العناية من الجامعات والتربية والتعليم على توجيه الطلاب للتواصل بين الحضارات لا للتعليم فقط، خاصة المبتعثين إلى دول الكفر.

4- ضرورة التنبه لظاهرة الإيمو (عبادة الشيطان) ورصدها وبيان مخاطرها، سواء على الدين والقيم، أو على الأفراد من الشباب والمراهقين والجماعات، وذلك قبل أن تصبح ظاهرة منتشرة في كافة بلاد المسلمين، ضرورة قيام الدعاة والعلماء بدورهم تجاه هذه الظاهرة، وذلك بنشر العقيدة السليمة، ونشر الفكر الديني بشكل عام بين أبناء المجتمعات الإسلامية، لما يشكله من حصن حصين للأفراد والمجتمعات، وإعداد الدعاة الأكفاء المتخصصون لهذا الغرض.

5- ضرورة توعية أبناء الأمة بعقيدتهم، خاصة عقيدة الولاء والبراء.

6- الاهتمام بنوعية الإعلام، عبر افتتاح قنوات إسلامية، والتحذير من وسائل الإعلام التي تقدم ما يعارض الدين أو يخدش الحياء.

7- الاهتمام بالشباب وحثهم على العلم والتحصين، وإيجاد فرص عمل لهم، وإيجاد المؤسسات الخاصة بهم؛ كالأندية، والمكتبات، وإشغالهم بما يعود عليهم بالنفع.

8- اتخاذ كافة السبل والوسائل لمواجهة عبدة الشيطان.

9- إن على المؤسسات الدينية في العالم، من خلال منابرها، مسؤولية العمل على توجيه الناس وتوعيتهم بخطر الإرهاب، وضرورة الوقوف صفًّا واحدًا في مواجهته.

10- تقع على المؤسسات التعليمية في العالم، ورجال التعليم، مسؤولية تعليم النشء وتربيتهم وتوعيتهم بمفاسد الانحراف الفكري، وما يَنتج عنه من انحراف في السلوك والتصرفات التي تضر بالمصالح العامة للناس.

11- تنظيم المزيد من المحاضرات والندوات العلمية ذات الصلة بالتوعية بأخطار الإرهاب على المستويين الداخلي والدولي لكل دولة، وذلك عن طريق الهيئات والمجامع والمراكز الثقافية المحلية والعالمية، مع ترجمة بعض الكتب العلمية، التي تصدر عن المؤسسات والمجامع العلمية، والعناية بسلامة الترجمة، لما تُحدثه بعض الترجمات من فهم يخالف المراد.

عناية وسائل الإعلام ورجاله بالتوعية الإعلامية، وتحري الدقة في النقل، واختيار الشخصيات المسؤولة للنقل عنها، والعرض والتحليل لكل ما يتم عرضه مما له علاقة بأسباب الإرهاب وحركاته في العالم.