• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / ملخصات أبحاث مسابقة تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع
علامة باركود

ملخص بحث: المسؤولية والاحتساب الاجتماعي

خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/5/2013 ميلادي - 5/7/1434 هجري

الزيارات: 29149

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص بحث

المسؤولية والاحتساب الاجتماعي

دراسة معاصرة لشروط التكليف والخيرية والتمكين في ضوء القرآن والسنة

 

الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام دينًا، وأتمَّ علينا به النعمة، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس، وشرفنا بحمل رسالة الأنبياء، والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

وبعد، فإن الأمة الإسلامية، كما أرادها الله - سبحانه - أمة مسؤولة، اختارها - سبحانه وتعالى - لتنسب إلى أعظم الرسل وخاتم الأنبياء، ولتكون خير الأمم، الشاهدة عليهم يوم القيامة، والتي تحمل دعوة الحق ورسالته إلى العالمين، منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان وإلى أن تقوم الساعة.

 

وهذا ملخص لبحث: "المسؤولية والاحتساب الاجتماعي، دراسة معاصرة لشروط التكليف والخيرية والتمكين في ضوء القرآن والسنة"، قسمته إلى مجموعة من العناصر على الوجه التالي:

أولاً: موضوع البحث:

يتناول هذا البحث قضية من أهم القضايا التي تهم المسلمين: أفرادًا وأممًا وجماعات، بل هي من أعظم القضايا خطرًا، إن لم تنل حظها من الاهتمام والدراسة والتطبيق والممارسة العملية في دنيا المسلمين ومجتمعاتهم المعاصرة، وهي قضية المسؤولية، ومدى الشعور بها، وتحمل تَبِعاتها بين كل فرد في المجتمع الإسلامي، باعتبارها من القيم والمتطلبات الحضارية الهامة لبناء الأمم والحضارات، هذا إلى جانب ما يتعلَّق بها من واجب الاحتساب الاجتماعي، الذي يُعَد أحد الجوانب والممارسات الهامة للمسؤولية، وبه تتحقق حراسة واعية للمجتمع، تُحِق الحق وتُبطل الباطل، فتنشر الخير والفضائل وتشيع المعروف في كل مجالات الحياة، وتحمي المجتمع من كل عوامل ومعاول الهدم والتخريب، ومنكرات المعتقدات والأفعال والأقوال.

 

ثانيًا: أسباب اختيار موضوع البحث:

ترجع أسباب اختياري لهذا البحث إلى أنني نظرت إلى الموضوعات العشرة التي طرحتها (شبكة الألوكة) الغراء، للاختيار من بينها، في مسابقتها الكبرى لتعزيز القِيَم والمبادئ والأخلاق، وهي كلها موضوعات على درجة كبيرة من الأهمية لمجتمعنا الإسلامي المعاصر، والبحثُ والكتابة حولها لا شك يدعم التنمية الأخلاقية، ويعزز القيم والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع المستقر، والوطن المتماسك، والأمة القوية العزيزة المهابة الجانب، فوجدت أن موضوع بحثي هذا أهمها على الإطلاق، وهو (عمدة) الموضوعات، وأن كل الموضوعات الأخرى إنما تتفرَّع منه، وتتواصل معه من ناحية أو أخرى.

 

ذلك أن المسؤولية هي الحياة الإنسانية الكريمة، وهي سرُّ الوجود البشري المستقر على الأرض منذ آدم - عليه السلام - وإلى أن تقوم الساعة، ومناط التكريم والتشريف والتكليف الذي تميز به الإنسان عن سائر المخلوقات، وهي الأمانة الكبرى التي حَمَلها الإنسان، فلا حياة، ولا استقرار، ولا حضارة، ولا تقدُّم دون مسؤوليات وتبعات، ومن تبعات المسؤولية حراسةُ القيم والمبادئ والآداب التي تقوم عليها الأمم والمجتمعات والحضارات، من خلال الاحتساب الاجتماعي، الذي يعمل على نشر الخير والدعوة إليه، وإشاعة المعروف والحض عليه بين الناس، ومقاومة الشر، والنهي عن المنكرات التي تُقوِّض أركان المجتمع وأسسه القويمة، وتُدمِّر القيم والأخلاق، وتقود إلى هلاك الأمم.

 

وتنمية الشعور بالمسؤولية، وإحياء فريضة الاحتساب الاجتماعي، هما الأساس الأول لمواجهة سائر القضايا والمشكلات العصرية التي يعاني منها المسلمون اليوم، وعلى رأسها تلك القضايا والمشكلات التي طرحتها (الألوكة) ضمن موضوعات المسابقة العشرة.

 

ولنا أن ننظر إلى قضية المحسوبيَّة والوَساطة وأثرهما في الفساد الإداري، أو قضية الإدمان وتعامل الأسرة مع مُدمن المخدِّرات، لنرى أن قيام كل فرد في المجتمع بالمسؤوليات المكلف بها، وخاصة مسؤولية الإنسان المسلم تجاه نفسه ودينه وأخلاقه وأسرته ومجتمعه ووطنه، سوف يقي المجتمع من جرائم الرشوة، والمحسوبية، والفساد، وإدمان المخدرات والمسكرات، وأن الاحتساب الاجتماعي يأتي لكي يواجه المنكرات والمفاسد، ويحد من انتشارها إذا ما تفشَّت في المجتمع.

 

وهكذا في سائر الموضوعات المطروحة للبحث، مثل إعلام الأطفال، والإعلام الجديد، والتوجُّهات الفكريَّة والسلوكيَّة لدى الشباب والمراهقين، وتعليم المرأة، والانتماء للوطن وتعزيز هذا الانتماء بالضوابط الشرعيَّة، كل هذه الموضوعات والقضايا سوف نجد دور المسؤولية والاحتساب الاجتماعي في معالجتها وتعزيز القيم والمبادئ التي تحكمها.

 

فمجتمع تعلو فيه قيمة المسؤولية، ويقدِّر أفراده ما على عواتقهم من مسؤوليات، وتحيا فيه فريضة الاحتساب الاجتماعي - لا مكان فيه لمدمن أو متعطل أو راشٍ أو مرتشٍ، ولا وجود فيه لتيارات وتوجهات فكرية وسلوكية تُخالِف ديننا وعقيدتنا وهُويتنا الإسلامية.

 

ومن هنا فقد عمدت إلى (عمدة) أبحاث المسابقة، كما أراه، وهو (المسؤولية والاحتساب الاجتماعي)، فكان هذا البحث الذي سميته "دراسة معاصرة حول شروط التكليف والخيرية والتمكين في ضوء القرآن والسنة"؛ إذ إن التكليف شرطه المسؤولية، فلا تكليف بلا مسؤوليات، وإذا كان الإنسان قد اختار أمانة التكليف منذ بداية خلقه، فعليه أن يتحمل تبعات هذا التكليف من مسؤوليات وجزاء وثواب وعقاب، وخيرية الأمة الإسلامية على سائر الأمم، وتمكينها في الأرض، شرطُهما الاحتساب الاجتماعي الذي يتمثَّل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

ولقد نظرت إلى المجتمعات الإسلامية اليوم، فوجدت أن المسؤولية، بمفهومها الشامل، قد أصابها نوع من الاعتلال الأخلاقي، الذي بدت مظاهرة واضحة في عدم تقدير قيمة المسؤولية، وإهدارها، والتهرب من تبعاتها، وانتشار السلبية واللامبالاة عند الكثير من طوائف المجتمع، أيًّا كانت مواقعهم ومراكزهم الوظيفية وأدوارهم في المنظومة الاجتماعية، حتى أصاب هذا العطب في المسؤولية عددًا غير قليل ممن يتولون قيادة الدول والمجتمعات العربية والإسلامية، هذا إلى جانب ما أصاب الاحتساب الاجتماعي اليوم من ضعف، وربما غياب كامل عن بعض الدول والمجتمعات، حتى غدا من الفرائض الغائبة، وتسبَّب غيابه في تفشي المنكرات والمخالفات، وتفاقم المعاصي والموبقات في كثير من ميادين الحياة، وإصابة المجتمع بالضعف، وفقدان المناعة القوية ضد عوامل ومعاول الهدم والتخريب.

 

ومن هنا؛ فقد اخترت دراسة المسؤولية والاحتساب الاجتماعي؛ للوقوف على جوانب الخلل فيهما، والعوامل التي أدَّت إلى ما أصاب المسؤولية من اعتلال، والاحتساب من ضعف وغياب، وبحث السبل المختلفة لتنمية الشعور بالمسؤولية، وإحياء الاحتساب الاجتماعي، لتحقيق الخيرية والتمكين للأمة.

 

ثالثًا: أهمية البحث:

وترجع أهمية هذا البحث إلى أن المسؤولية من القيم الحضارية الإسلامية الأصيلة، وأن حاجة المجتمع الإنساني إلى المسؤولية كحاجة الإنسان إلى الماء والهواء، وأن مجتمعًا بلا مسؤوليات لا مكان له على الإطلاق في ركْب الحضارة والتقدم، ولا حظ له في مضمار الأمم والشعوب التي تسعى لبناء مجدها وحضارتها ونهضتها وتقدمها.

 

كما أن انتظام حركة الحياة بالصورة التي أرادها الله، يتطلب أن يكون كل فرد مسؤولاً عما يعمل، وعما هو مكلَّف به، وهذه المسؤولية، بمفهومها الشامل، هي ركيزة أساسية لإنشاء مجتمع متماسك، ومطلب هام لاستمرار وبقاء المجتمعات الإنسانية والحفاظ على أمنها واستقرارها وتوازُنها.

 

والمسؤولية تصنع الرجال، وتبني الحضارات، وهي أمانة ربانية، وضرورة إنسانية وشرعية، والتزام مجتمعي، وحاجة وطنية، وقيمة تربوية، ومنهج حضاري، وهي بمثابة الضمير الاجتماعي للمجتمع وللأمة، ذلك الضمير الذي يجعل الإنسان مسؤولاً عن نفسه وعمن حوله، وإذا غاب هذا الضمير الاجتماعي أو انعدم، فإن المجتمع سوف يصبح على حافة الهاوية.

 

ولا شك أن المقوِّمات الأساسية لنهضة الأمم والمجتمعات، ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات تكمن في العناية بقضية المسؤولية، التي تُعد بداية طريق البناء الحضاري والاجتماعي، فالمجتمع المسلم مجتمع مسؤول، وكل فرد فيه مطالب بالقيام بمسؤولياته على أكمل وجه؛ حتى تكون الأمة الإسلامية بحق خير أمة أخرجت للناس، ولا يمكن لمجتمع بشري شقُّ طريقه نحو الرقي والفضيلة، ورفع تحديات التنمية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، إلا إذا كان أفراده على قدر كبير من الإحساس بالمسؤولية الفردية والجماعية.

 

وتبرز قضية المسؤولية، كمشكلة في مجتمعنا الإسلامي، عندما تنتشر السلبية واللامبالاة والأنامالية، وهي من أخطر الأمراض الاجتماعية، ويسود في المجتمع طابع التكاسل عن تحمل المسؤوليات، وما يترتب على ذلك من انتشار الفوضى، وعدم الاهتمام، والكسل والأنانية، وهدر الحقوق.

 

وهذا التقاعس عن النهوض بالمسؤولية وتحمل أعبائها، من أخطر العلل والأمراض التي فتكت بمجتمعنا، وساعدت على شيوع المنكرات، وتعطيل الاحتساب، ولو تسرب إلى النفوس داء التملص من المسؤولية، لتعطَّلت معظم المصالح العامة، ولتراجع النماء داخل المجتمع خطوات إلى الوراء، وانعكس ذلك في النفوس تخاذلاً وانهزامًا يهوي بها إلى حضيض التخلف والإحباط والبوار، وآنئذٍ تشيع في المجتمع مظاهر العجز والوهن، وتستشري أمراض التواكلية والأنانية والسلبية المؤدية إلى فِقدان الثقة في الذات الجماعية، وكل مكوناتها الفكرية والسلوكية، ونُظمها ومقوماتها الحضارية.

 

رابعًا: أهداف البحث:

ويستهدف هذا البحث إبراز أهمية المسؤولية كقيمة حضارية كبيرة، وأمانة إلهية، وضرورة إنسانية، ونشر ثقافة مجتمعيَّة واعية حول أهميتها ودورها في بناء الأمم والحضارات، وتحديد السبل المختلفة لتنمية الشعور بالمسؤولية، وتربية أفراد المجتمع على تحمل المسؤوليات، وإحياء فريضة الاحتساب الاجتماعي، وبيان ضوابط هذا الاحتساب وأخلاقياته ومجالاته ومراحله ومستوياته، بما يحقق حراسة واعية لقيم المجتمع ونظمه وآدابه وأخلاقه، ويُسهِم في تخفيف العبء عن كاهل العلماء والدعاة، وتحقيق أمن المجتمع الإسلامي وتماسكه ورقيه وتقدمه ونهوضه، بعيدًا عن كل ما يعوق ذلك كله من مفسدات ومنكرات.

 

خامسًا: منهج البحث وتوصيفه:

وهذا البحث عبارة عن دراسة وصفيَّة تحليلية معاصرة للمسؤولية وواجب الاحتساب الاجتماعي في ضوء القرآن والسنة، مع التركيز على فقه الواقع، اعتمدت فيه على المنهج الاستقصائي الجمعي التحليلي والوصفي، إلى جانب المنهج الوثائقي، وذلك بتتبع نشأة المسؤولية، وأهميتها، ودورها في استقامة الحياة الإنسانية، ودور مؤسسات المجتمع المعاصر في تنمية الشعور بها، وتربية الأفراد على تحمل تبعاتها، وتأصيل ما يتعلق بها من جوانب مختلفة، من خلال النصوص الشرعية من القرآن والسنة النبوية، وأمهات الكتب في السير والتفاسير والأحاديث والتاريخ، والتركيز على النماذج التي تحملت المسؤوليات من الرسل والأنبياء والمصلحين والدعاة عبر العصور، وما قاموا به من واجب الاحتساب على مستوى العقيدة والسلوك والمعاملات والفكر، باعتبار أن الاحتساب هو جزء من المسؤولية.

 

ولقد حرصت على مُراعاة أصول البحث العلمي وقواعده المنهجيَّة، من حيث تقسيم البحث إلى: مقدمة، وأبواب، وفصول، ومباحث، ومطالب، وخاتمة، ونتائج، وتوصيات، وقمت بعزو النقول إلى مصادرها في هوامش سفلية بصفحات البحث، هذا إلى جانب توثيق الآيات القرآنية باسم السورة ورقم الآية، وتخريج الأحاديث النبوية والآثار من مصادرها الأصلية، والاعتماد على الصحيح والحسن منها، ثم ذيَّلت البحث بقائمة المراجع التي اعتمدت عليها، مرتَّبة ترتيبًا موضوعيًّا، بدءًا من القرآن الكريم، فكتب التفاسير ومعاجم القرآن، ثم كتب السنة وشروحها، وكتب السير والتاريخ، ثم كتب التراث، والكتب والموسوعات العامة، وبعد ذلك جاءت الدراسات والأبحاث العلمية، والمجلات والدوريات، والمواقع والمواد الإلكترونية، أما قائمة محتويات البحث، فقد وضعتها بعد المقدمة.


سادسًا: عناصر البحث:

أما عناصر البحث، فقد قسمته إلى مقدمة، ومحتويات، وبابين رئيسيين، وكل باب يضم مجموعة من الفصول، المتفرعة إلى مباحث وفروع، ثم جاءت في نهاية البحث الخاتمة والنتائج والتوصيات وقائمة المراجع.

 

وفي المقدمة بيَّنت أهمية موضوع البحث، وما تُمثِّله المسؤولية من قيمة إنسانية وحضارية كبيرة، وما يتفرع عنها من واجب الاحتساب الاجتماعي الذي يُحقق الحراسة الاجتماعية الواعية للمجتمع.

 

وخصصت الباب الأول لتناول المسؤولية كأمانة إلهية وضرورة اجتماعية، وقسمته إلى تمهيد وثلاثة فصول، تضمن التمهيد مدخلاً حول المسؤولية.

 

وتناولت في الفصل الأول: المسؤولية كضرورة إنسانية ومنهج حضاري، وجاء ذلك من خلال مبحثين، تَعرَّضت فيهما لمفهوم المسؤولية ونشأتها، وأهميتها، ومستوياتها، وأنواعها، وتقسيماتها، ومجالاتها، ودَلالاتها، وعناصرها، وأركانها، وشروطها، ومظاهرها السلوكية.

 

وتناولت في الفصل الثاني: فقه المسؤولية في الإسلام، من خلال ستة مباحث شملت: مفهوم المسؤولية وأهميتها في الإسلام، والمسؤولية في القرآن والسنة، وجوانب المسؤولية في الإسلام، وشروطها، ومراتبها، ومصادر تقويتها، وفروعها، كما شملت مباحث هذا الفصل: الآثار المترتِّبة على إهدار المسؤوليات، ونماذج للتخلي عن المسؤوليات من القرآن الكريم وتاريخ الأمم السابقة، وقدمت في المقابل نماذج للشعور بالمسؤولية، وتحمل تبعاتها من القرآن الكريم والسيرة النبوية وتاريخ الأمم.

 

أما الفصل الثالث، فهو بمثابة القلب النابض لموضوع البحث، حيث تناولت فيه سبل تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الفرد والجماعة في المجتمع الإسلامي، وذلك من خلال أربعة مباحث:

تناولت في المبحث الأول: مشكلة ضعْف الشعور بالمسؤولية ومظاهرها وأسبابها وسبل علاجها، وفي الثاني: التربية الإسلامية ودورها في تنمية الشعور بالمسؤولية، وفي الثالث: المنهج النبوي لتنمية الشعور بالمسؤولية، وفي الرابع: دور مؤسسات التربية والتعليم والإعلام والتوجيه والتثقيف في تربية الشعور بالمسؤولية وتنميته، وقسمت هذا المبحث إلى خمسة مطالب، تناولت: أهمية التربية على المسؤولية ومظاهرها وثمارها، ودور الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام في تنمية المسؤولية.

 

وفي الباب الثاني تناولت قضية الاحتساب الاجتماعي باعتباره السياج الحضاري للأمة، ودوره في حراسة القيم والآداب، وجاء هذا الباب في تمهيد وأربعة فصول، قدمت في التمهيد مدخلاً للاحتساب، وبيان أهميته كفريضة من الفرائض الكفائية، ودوره في استقامة المجتمع وحراسة القيم.

 

وتناولت في الفصل الأول: الاحتساب الاجتماعي، من حيث النشأة والمفهوم والأهداف والغايات والآداب والأخلاقيات، وجاء ذلك من خلال مبحثين، تناولت تاريخ الاحتساب، وأهميته، ومشروعيته وحكمه، وأهدافه، وغاياته، وآداب الاحتساب، وأخلاق المحتسب.

 

أما الفصل الثاني فتعرضت فيه لمجالات الاحتساب الاجتماعي، والتي قسمتها إلى ثلاثة مجالات هي: الاحتساب على مستوى العقيدة، والاحتساب على مستوى السلوك والعبادات والمعاملات، والاحتساب على المستوى الفكري والثقافي، وتناولت كل مجال في مبحث مستقل.

 

وأما الفصل الثالث، فتناولت فيه مراحل الاحتساب الاجتماعي، من خلال أربعة مباحث، شملت: الاحتساب، وتغيير المنكر باليد، والاحتساب باللسان، والاحتساب وتغيير المنكر بالقلب، ومقاطعة أهل المنكر واجتناب مجالسهم.

 

وجاء الفصل الرابع والأخير لتناول مستويات الاحتساب الاجتماعي، وقد قسمته إلى أربعة مباحث: خصصت الأول للحديث عن الاحتساب على المستوى الفردي، والثاني للاحتساب على مستوى الأسرة، وضم هذا المبحث خمسة مطالب عالجت احتساب الوالد على ولده، واحتساب الولد على أبويه، واحتساب الرجل على زوجته، واحتساب المرأة على زوجها، والاحتساب على الأرحام وذوي القربى.

 

وفي المبحث الثالث تناولت الاحتساب على مستوى المجتمع، من خلال ثلاثة مطالب: الأول عن الاحتساب الاجتماعي التطوعي، والثاني عن الاحتساب الاجتماعي الرسمي، أو ولاية الحسبة، وقدمت نموذجًا للاحتساب الرسمي في عصرنا الحالي، وهو: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية، وتناولت في المطلب الثالث مجالات هامة للاحتساب الاجتماعي المعاصر.

 

وأما المبحث الرابع والأخير، فخصصته للحديث عن الاحتساب الاجتماعي على الحكام وذوي السلطان، إذا وقع منهم ما يستوجب ذلك، خاصة وأن قضية الخروج على الحكام من العلماء والدعاة وقادة الفكر والرأي وعامة الناس، بهدف خلعهم وإقصائهم عن سدة الحكم - من القضايا الهامة التي ثار حولها جدل كبير بين فريقين من علماء الأمة الإسلامية عبر العصور، وبرزت هذه القضية، وبقوة، على الساحة في عالمنا العربي والإسلامي، خلال العامين الأخيرين؛ نتيجة لاندلاع الثورات الشعبية في العديد من الدول العربية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، ونجاح عدد من هذه الثورات في خلع الحكام وإبعادهم عن سدة الحكم؛ مما يطرح بدوره سؤالاً هامًّا حول قضية الخروج على الحكام والاحتساب عليهم، وشروط هذا الاحتساب وضوابطه، وبما يضمن للدولة المسلمة تماسُكها واستقرارها، ولا يثير الفتن والقلاقل وينشر الفوضى العارمة في الدولة المسلمة.


ولأهمية هذه القضية ناقشتها في البحث، واستعرضت مختلف الآراء المؤيدة للخروج على الحكام والمعارضة له، ثم قمت بالترجيح بين الآراء، مبينًا رأيي - كباحث - في هذه القضية الهامة.


سابعًا: أهم نتائج البحث:

وقد أنهيت البحث بخاتمة لخصت فيها قضية البحث وأهميته، ثم جاء بعدها النتائج والتوصيات التي انتهيت إليها، والتي تُسهِم في إعلاء قيمة المسؤولية والاحتساب الاجتماعي، ونشر ثقافة واعية نحو هذه الأصول والمتطلبات الحضارية، التي تسهم في بناء المجتمع الإسلامي ورقيه وتقدمه، وتعزيز القيم والمبادئ الحضارية التي يقوم عليها، وأهم النتائج هي:

أن المسؤولية قيمة حضارية وضرورة إنسانية وشرعية، والتزام مجتمعي، وحاجة وطنية، ولا حياة، ولا استقرار، ولا حضارة، ولا تقدم لأي مجتمع بشري دون مسؤوليات وتبعات، وهي سر الوجود البشري المستقر على الأرض، ومناط التكليف والتكريم والتشريف الذي تميز به الإنسان.

 

أن المسؤولية حاجة اجتماعية ملحة؛ إذ إن المجتمع في حاجة إلى الفرد المسؤول اجتماعيًّا ودينيًّا وأخلاقيًّا ومهنيًّا، لتحقيق التنمية والنهوض والتقدم، وهي بمثابة الضمير الاجتماعي للمجتمع وللأمة.

 

أن نشر الثقافة الواعية حول قيمة المسؤولية وأهميتها في المجتمع، هو تدعيم للتنمية الأخلاقية، وتعزيز للقيم والمبادئ الحضارية التي يقوم عليها المجتمع المستقر، والوطن المتماسك، والأمة القوية العزيزة المهابة الجانب.

 

أنه مع بداية الألفية الثالثة، والتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم في جميع المجالات، وتعقد الحياة الإنسانية أضعافًا عما كانت عليه، هذا الواقع الجديد يتطلب تأكيد وترسيخ منطق الالتزام والمسؤولية، وإعلاء قيمتها، سواء في العلاقات بين الدول، أو بين الأفراد والمجتمعات.

 

أن من تبعات المسؤولية: حراسة القيم والمبادئ والآداب التي تقوم عليها الأمم والمجتمعات والحضارات، من خلال الاحتساب الاجتماعي، الذي يعمل على نشر الخير والدعوة إليه، وإشاعة المعروف والحض عليه، ومقاومة الشر، والنهي عن المنكرات التي تقود إلى هلاك الأمم والمجتمعات.

 

أن المسؤولية في التصور الإسلامي هي الأمانة الكبرى التي حملها الإنسان، وبمقتضى هذه الأمانة تميز الإنسان بالعقل والتكريم والتفضيل على سائر المخلوقات، والإسلام ينظر إلى مسؤوليات الإنسان باعتبارها أمانات يجب أداؤها، والا أصبح خائنًا للأمانة، مضيعًا لها.

 

أن الشعور بالمسؤولية قيمة من القيم العظيمة في الإسلام، والتربية على تحمل المسؤوليات من الركائز الأساسية في المنهج الإسلامي، الذي يربي الإنسان على الالتزام بالمسؤولية بجميع أبعادها: تجاه نفسه، وأسرته، ودينه، ومجتمعه ووطنه، وتجاه الكون بأسره.

 

أن الإسلام يربي الضمير الحي في المسلم، وهو بمثابة الالتزام الداخلي الذي يقود لتحمل المسؤوليات، ويساعد على تكوين الشخصية السوية، ومساعدتها على التعامل مع الواقع، والسعي لارتقاء أرفع درجات المثل العليا، والقيام بالتكاليف الشرعية والدنيوية بهدوء وسكينة.

 

أن نهضة الأمة الإسلامية وتقدمها يقتضي قيام كل فرد بمسؤولياته، وكلما تحقق ذلك كانت الأمة أكثر تقدمًا وتماسكًا وثباتًا وقوة وهيبة في قلوب أعدائها، وكلما حدث التفريط في المسؤوليات، كانت الأمة أكثر تفككًا وضعفًا وتخلفًا عن ركب الحضارة والتقدم.

 

أنه لا يمكن لمجتمع بشري شق طريقه نحو التقدم والرقي والفضيلة، ورفع تحديات التنمية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، إلا إذا كان أفراده على قدر كبير من الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية وتحمل أعبائها.

 

أن قضية المسؤولية تبرز، كمشكلة في مجتمعنا الإسلامي، عندما تنتشر السلبية واللامبالاة، وتستشري أمراض التواكلية والأنانية والتهاون والعزلة، ويسود في المجتمع طابع العجز والتكاسل عن تحمل المسؤوليات، وما يترتب على ذلك من انتشار الفوضى، وعدم الاهتمام، وهدر الحقوق.

 

أن الحريات في المجتمع الإسلامي وضماناتها الدستورية والقانونية، شرط أساسي لنمو الشعور بالمسؤولية، وحرص الأفراد على القيام بها، أما تكبيل الحريات، فهو سبيل مؤكد لسقوطها والفرار منها، والتخلي عنها؛ فلا مسؤوليات دون حريات.

 

أن ارتباك الاقتصاد، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والظلم الاجتماعي، وعبث السياسة والاستبداد، والاستئثار بالسلطة، وسوء استغلالها - عوامل تؤدي إلى ضعف الشعور بالمسؤولية، والهروب منها؛ مما يتطلب بدوره تهيئة الظروف المجتمعية المشجعة على تحمل المسؤوليات.

 

أن الشعور بالمسؤولية وتنميتها من المهارات المكتسبة، التي تسهم في تشكيلها مجموعةٌ من المؤسسات التربوية والتعليمية والتوجيهية والإعلامية والتثقيفية، مثل الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام.

 

وأن ضعف الشعور بالمسؤولية اليوم يرجع إلى غياب أسس التربية على المسؤولية المجتمعية من منظومة التربية في العالم العربي والإسلامي.

 

أن الاحتساب الاجتماعي شعيرة من شعائر الدين، وأصل عظيم من أصول الإسلام، نالت به الأمة المسلمة الخيرية على سائر الأمم، وهو يحقق حراسة واعية للمجتمع، ويحميه من كل عوامل ومعاول الهدم والتخريب، ومنكرات المعتقدات والأفعال والأقوال.

 

أن تهرب الناس من المسؤوليات الكفائية، ومنها الاحتساب الاجتماعي، يؤدي إلى تعطل معظم المصالح العامة، وتراجع النماء داخل المجتمع خطوات إلى الوراء، وإصابة النفوس بالتخاذل والانهزام، الذي يهوي بها إلى حضيض التخلف والإحباط والبوار.

 

أن التصدي لأهل البدع والأهواء ودعاة التغريب وأصحاب المذاهب الفكرية الهدامة، من علمانيين وليبراليين وشيوعيين ويساريين - يتطلب احتسابًا نشطًا على المستوى الفكري والثقافي، يقوم به العلماء والدعاة والمفكرون الإسلاميون، عبر كل الوسائل والمنابر الإعلامية والثقافية المتاحة، بدءًا من الكتب والصحف والمجلات، وانتهاء بشبكة الإنترنت.


أن شبكة الإنترنت أصبحت ساحة كبيرة لنشر الأفكار والمذاهب المختلفة والترويج لها على مستوى العالم، ولا بد من استغلالها كرافدٍ هام من روافد الاحتساب، وخاصة الاحتساب الفكري.

 

ثامنًا: أهم توصيات البحث:

وبعد النتائج انتهيت إلى مجموعة من التوصيات، التي تعد بمثابة محطات مضيئة على طريق الأمة، وهي تتلمس سبل النهضة والتقدم والفلاح والعزة والقوة، كما تعد أيضًا اقتراحات عملية يمكن الأخذ بها على المستوى الفردي والاجتماعي، لإعلاء قيمة المسؤولية، ونشر ثقافة مجتمعية واسعة حول أهميتها الحضارية، وتنمية الشعور بها، بما يعود بالخير والنماء على الفرد والمجتمع والوطن والأمة، وإحياء فريضة الاحتساب الاجتماعي بما يحقق الخيرية والتمكين للأمة، وأهم التوصيات هي:

تطبيق الشريعة في كل المجالات، مما يدعم الحياة الاجتماعية والمسؤولية الفردية والجماعية، ويساعد على الانضباط والتلاحم، ويدفع كل فرد للقيام بمسؤولياته، على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي، باعتبار أن المسؤوليات من الأمانات التي يحاسب عليها في الدنيا والآخرة.

 

على المؤسسات التعليمية والتربوية والتوجيهية والإعلامية القيام بدورها في تنمية الشعور بالمسؤولية من خلال المناهج التعليمية، والأنشطة المجتمعية، والبرامج الإعلامية، والخطب المنبرية، والندوات والمؤتمرات التي تبين عِظم المسؤولية كمطلب حضاري، وضرورتها للنهوض والتقدم.

 

على مؤسسات التربية والتعليم في الدول الإسلامية تبني المنهج التربوي الإسلامي، الذي يربي أفراد المجتمع على تحمل المسؤوليات، ويقوِّي المراقبة الذاتية والضمير الحي، من منطلق أن الإنسان مسؤول أمام الله عما هو مكلف به من أعمال.

 

تأكيد أسس التربية على المسؤولية المجتمعية ضمن منظومة التربية في العالم العربي والإسلامي، وتوجيه مناهج التعلم بكافة مستوياته لتربية الشباب والأجيال على تحمل المسؤولية والمشاركة في العمل التطوعي.

 

على المؤسسات والمنابر الثقافية والدينية والإعلامية نشر الوعي المجتمعي بأهمية المسؤولية، وقيمتها ودورها في بناء المجتمع وأمنه واستقراره، ووضع برامج اجتماعية وتربوية تعزز الثقة في النفس لدى الشباب، وتقوي الشعور بالانتماء للأمة، والاعتزاز بالهوية الإسلامية.

 

على مؤسسات المجتمع تأكيد قيمة الحرية، ووضع الضمانات الخاصة بها في الدساتير والقوانين، ومواجهة كل أساليب تكبيل الحريات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ إذ إن المسؤولية لا تنمو إلا في جو من الحرية.

 

على الساسة وأُولي الأمر في الدول الإسلامية الوصول إلى حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي، تتضح فيها الرؤى والمعايير، وتقدر فيها الكفاءات، ووضع برامج اقتصادية وتنموية واضحة المعالم، تساعد في تحديد المسؤوليات والقيام بها.

 

على الساسة وأولي الأمر في الدول الإسلامية تحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاربة كل صور الظلم والقهر الاجتماعي، ووضع معايير اجتماعية وأخلاقية لتوزيع الموارد؛ حتى يقوم كل فرد بمسؤولياته دون ضغوط نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية.

 

على الأسرة تربية الأطفال على المسؤولية وتنمية شعورهم بها، والعمل على تحمل تبعاتها، وتدريبهم عليها منذ الصغر، من خلال غرس روح المسؤولية في أنفس الناشئة، بالقدوة والرقابة الذاتية.

 

ضرورة الرقابة والمحاسبة المجتمعية لمن يتخلى عن مسؤولياته ويقصر فيها، وتقدير من يقومون بالمهام والمسؤوليات، والتنويه بدورهم، وتقديم الجزاء الأوفى لهم.

 

على المجتمعات والدول الإسلامية إحياء فريضة الاحتساب الاجتماعي، التي جعلها الله - سبحانه - شرطًا لخيرية الأمة، وأساسًا من أسس التمكين في الأرض؛ إذ إن هذه الفريضة أصبحت من الفرائض الغائبة في أغلب الدول والمجتمعات الإسلامية.

 

على القائمين على الاحتساب الاجتماعي المشاركة في وسائل الإعلام المعاصرة من صحف ومجلات وإذاعات وفضائيات ومواقع إنترنت وشبكات؛ إذ إن ذلك غدا واجبًا من واجباتِ العصر، وضرورةً من ضرورياتِ الحياة، ووسيلةً من أهم وسائلِ الاحتساب الاجتماعي.

 

على العلماء والمفكرين القيام بدورهم في مجال الاحتساب الفكري والثقافي، لحماية العقل المسلم من التيارات التغريبية والإلحادية، وعليهم أن يَنفِروا خفافًا وثقالاً للاحتساب على الانحرافات الثقافية والفكرية، التي يشيعها الليبراليون والعلمانيون وأهل التغريب ودعاته عبر منابرهم الإعلامية، ويستهدفون من خلالها تغييب العقل المسلم، وتهميش الثقافة الإسلامية، وتشويه هوية الأمة.

 

على علماء الأمة وفقهائها بذل المزيد من الجهد والاجتهاد في بحث قضية الاحتساب على الحكام وذوي السلطان، والوصول إلى رأي فقهي موحد فيها، بعيدًا عن الانقسام والاختلاف، الذي يُفرِّق الأمة، وعليهم في هذا الشأن الهام تحديد ضوابط وشروط وآداب وأحكام الاحتساب في هذا المجال، بما يضمن للدولة المسلمة تماسكها واستقرارها، وينأى بها عن الفتن والقلاقل.


وفي النهاية، أحمد الله العلي القدير على أن وفَّقني لإعداد هذا البحث، ومن باب أنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس، فإنني بالنيابة عن نفسي وعن جميع الباحثين المشاركين في المسابقة، أتقدم بخالص الشكر والتحية والتقدير لشبكة الألوكة الغراء ولجميع القائمين عليها من العلماء والدعاة والعاملين في الحقل الإسلامي، على أن أتاحوا لنا فرصة البحث والتنقيب في هذه القضايا الحيوية المطروحة للمسابقة، وما كان في بحثي هذا من توفيق وسداد، فمن الله الكريم المنان، وما كان من نقص أو تقصير أو نسيان، فمني ومن الشيطان، والله حسبي ونعم الوكيل ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المسؤولية (خطبة)
  • المسؤولية في الإسلام

مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث سادس عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث خامس عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع ( بحث رابع عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث ثالث عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث ثاني عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث حادي عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث عاشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث تاسع )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث ثامن )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث سابع )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب