• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / ملخصات أبحاث مسابقة تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات
علامة باركود

ملخص بحث: دور الأُسرة في الخروج الآمن من بئر الإدمان

خاص شبكة الألوكة


تاريخ الإضافة: 15/5/2013 ميلادي - 5/7/1434 هجري

الزيارات: 101346

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص بحث:

دورُ الأُسرة في الخروج الآمِن من بئر الإدمان


إنَّ من أعظمِ البلايا التي ابتُليت بها أُسَر ليست بالقليلة إدمانُ المخدِّرات بمختلفِ أنواعها، وما من شَكٍّ أنَّ بني الإنسان لمَّا حادوا عن جادة الطريق اعترتْهم مساوئ عدم الالتزام، فانجرفوا في أوحال المعصية - إلا من رحم الله - غير مُدركين لنعمة وجودهم، وغير مُعظِّمين لقيمة عقولهم، فغابَت قيَم كثيرة، وتشرذمَت حقائق أكثر، فاختلطَت مفاهيم لا يُستهان بها، وتضاءلت معاني القدوة الحسنة، وغيبت العقول تحت وطأة الاستخفاف بعاقبة الأمور، وإطلاق النفوس علي أهوائها، فصار الإنسان تؤثِره المُتعة الوقتية، غير مُكترث بعاقبة نشازه عن قافلة المؤمنين بقيمة وجودهم، الساعين دومًا لتعزيز المبادئ والقيَم والأخلاق.

 

ومن أعظم المُعضلات التي ابتُلي بها كثيرون، وصارت تضرب البشرية في أسمى قيمِها ومبادئها، مشكلة الإدمان، التي أصبحت تؤرِّق الحكومات، فلُغة الحروب قد تعدَّدت، وأصبحت الحرب على الإدمان تَستحِقُّ أن يُنفَق في سبيلها كل غال ونفيس، بعدما كادت تَعصِف بآمال الأمم وتَطلُّعاتها، وتُبيد الحكمة من الوجود، وتؤرِّق مضاجع الأسر التي ابتُليت في أحد أبنائها، فصارت الحرب عليها واجبًا علي الجميع شعوبًا وأفرادًا.

 

إن الشعور بالمسؤولية الأسرية تجاه المدمن - فضلاً عن المسؤولية الشرعية والقانونية - يَستوجِب التعامل مع قضية الإدمان من مُنطلق أنه واجب تَفرضه تلك المسؤولية، فهو مثل أي مريض يحتاج للعلاج والمساندة، فسفينة الأسرة تمخر بحر الحياة بالجميع، فلا تَكتمِل سعادة أي فرد إلا بسعادة الآخَر، ومهما كان الوصول إلى جسر النَّجاة يَبدوا بعيدًا، إلا أن الشعور بعدم الوحدة يُحفِّز النفس على استغلال كل طاقاتها، واستغلال أقلِّ الفُرص لخلق أعظم قصص النجاح.

 

وها هي رحلتي مع البحث، حاولتُ فيها الارتقاء بدرجات العقل ومِعراج الأفكار، ومع أن الرِّحلة كانت شاقَّة، إلا أن استحقاق الغاية للجهد المبذول، أنستني مشقة المشوار، فما هو إلا جهد المقلِّ، ولا أدعي فيه الكمال، ولكن عذري أنني بذلت قصارى جهدي، فإن أصبتُ فذاك مرادي، وإن أخطأتُ فيكفيني جدًّا شرف المحاولة.

 

قبل أن يَنطلِق قطار البحث، كان شُغلي الشاغل هو تحديد وجهته، فمع رحابة الموضوع خشيتُ الوصول إلى وجهة لا يبتغيها، فكانت مُعايَشتي للموضوع سبيلي إلى عنوانه، فالغاية كلها في قضية الإدمان - موضوع البحث - هو هذا العنوان: "دورُ الأسرة في الخروج الآمن من بئر الإدمان".

 

بدأ قطار البحث مشواره مُمسكًا بيد أسرة المدمن محددًا وجهته قبل الانطلاق في مقدمة سريعة وضعتهم أمام الغاية من الرحلة، فنظَّموا صفوفهم، وشحَذوا أفكارهم، وعقدوا نيتهم علي الأخذ بيد المدمن نحو الشفاء مهما كانت مشقَّة الرحلة، ومهما اعترى طريق القطار من عثرات، بيد أن مجرَّد اختيارهم للقطار يعني انطلاقةً جيدةً للأمام نحو إدراك الأمل سريعًا؛ لأن ركوب القطار يَعني الالتزام بمَحطاته.

 

وانطلقَت رحلة قطار البحث والركاب جاهِزون، مريض عقد العزم على الخلاص من الإدمان، وأسرة تُساعده بكل إمكانياتها، حتى وصل القطار إلى محطته الثالثة عشر والأخيرة وعنوانها "الاحتواء الأسري وإعادة التأهيل"، وعبر الرحلة الثرية كانت محطاتها مُفعمةً بالأحداث، وكان الصبر هو العنوان.

 

مرَّ القطار بالمحطة الأولى وعنوانها "المُصطلَحات والمفاهيم الرئيسية في عالم المُخدرات"، فتعرَّفت الأسرة على المعلومات الضرورية عن المخدرات حتى تتمكَّن من التعامل السليم مع قضية الإدمان على أساس علمي مَدروس، فهم يُدركون أنهم يَخوضون حربًا ولا بدَّ لهم من فهم لغة العدو.

 

ثم انتقل القطار إلى المحطة الثانية وعنوانها "أسباب إدمان المخدرات"، وفيه تعرفت الأسرة على الدوافع المختلفة للإدمان حتى تَستطيع تفاديها والعمل على القضاء عليها.

 

وأدرك القطار المحطة الثالثة وعنوانها: "الفرد والأسرة والمجتمع... ونتائج مُفزعة مع الإدمان"، وتمَّ في هذه المحطة معرفة كافة النتائج المترتِّبة على الإدمان التي لا تتوقف عند الشخص المدمن فقط، بل أيضًا تؤثِّر على أسرته ومجتمعه، وأدركت الأسرة من معرفة هذه النتائج حتمية الانتصار على غول الإدمان مهما كلفها الأمر من جهد أو وقت أو مال؛ فالنتائج مُفزعة، والمواجَهة حتمية.

 

ثم وصل القطار إلى المحطة الرابعة وعنوانها: "الصعود إلى الهاوية.. ورحلة السقوط المرِّ في بئر الإدمان"، وتمَّ فيها التعرف على كيفية السقوط في بئر الإدمان؛ حيث يَعتقِد المدمن أنه يصعد سلالم السعادة مع أنه في الحقيقة يسقط في البئر السحيقة بعد رحلة الأوهام الزائفة مع تعاطي المُخدِّرات.

 

ويستمر القطار في السير قدمًا غير عابئ بالمصاعب، مستمدًا قوته من إصراره على مواجَهة غول الإدمان، فلا يَلبث القطار حتى يَصل إلى المحطة الخامسة وعنوانها "ثقافة المخدرات"، وفيها يتمُّ وضع الأسرة أمام الثقافة السائدة بين أوساط المدمنين، وهذا يُفيد في تفعيل دور المراقبة الفعالة والتعامل الأمثل مع المدمن؛ حيث تتمكَّن الأسرة من فهم اللغة الخاصة بعالم الإدمان، وبهذه الطريقة تتمكَّن الأسرة من تكوين ثقافة مضادة لثقافة المخدرات تُسهم في إنجاح خطة العلاج؛ حيث يتمُّ وضع المدمن أمام الحقائق لا الأوهام، والثوابت لا الخُرافات، مما يَخلق نوعًا من التواصل المثمر بين المدمن من ناحية والأسرة من ناحية أخرى.

 

ويَستمر قطار البحث في السعي الحثيث نحو الوصول بركابه إلى بر الأمان، فيمر بالمحطة السادسة، وهي محطة هامة جدًّا، وعنوانها "الإدمان من منظور إسلامي"؛ حيث تتناول موقف الإسلام من المخدرات، وكيف أن الهجمات الشرسة لأعدائنا ترمي إلى زعزعة ثوابتنا وقيَمِنا، والزج بشبابنا في أتون الانحِرافات، فتتعدد وسائل الحرب عليهم، وتَبرُز قضية تعاطي المخدرات كواحدة من أقوى وسائل هدم شبابنا، فيتوقف الجميع أمام خطورة الموقف، وكيف أن شبابنا يُستهدَف في عقله وفكره وصحَّته حتى لا تنهض الأمة، ويوضِّح دينُنا الحنيف وسنَّة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - طبيعة الداء، وكيفية العودة إلى الرشد بتوضيح الحُرمة وبيان سبل المواجَهة الصحيحة، فتعزز هذه الحقائق داخل نفس المدمن إيجابياته، وتَستحِثُّ مَواطِن الخير داخله، فيَقوى على المواجهة، وكذلك تتعلم الأسرة كيف يكون التصرُّف، وما هي الطرق المُثلى للتعامُل مع المدمن.

 

وتُوصِّلنا المحطة السادسة إلى المحطة السابعة، وعنوانها "التربية الإسلامية وجودة الحياة"، وما كان للركاب أن يَصلوها ما لم يستوعبوا سابقتها؛ حيث إن التربية الإسلامية السامية هي الأسلوب التربوي الأمثل الذي وضعَنا عليه إسلامنا، كي نتمكَّن من تنشئة جيل قوي قادر على الدفاع عن مقدرات الأمة، والوقوف بكل قوة في وجه أعدائنا، وتستوعب الأسرة جَدوى الربط بين التربية الإسلامية وبين جودة الحياة، مما يَضمن لها معالجة مواطِن الخلل في التربية، والتعامُل مع المدمن بأسلوب تربوي سليم يُعزِّز ثقته في نفسه وقدراته وقوته في مواجهة ضغوط الحياة.

 

كل المحطات السابقة تجعل الأسرة أكثر قدرةً على المواجهة فعندما يَصِل بها قطار البحث إلى المحطة الثامنة وعنوانها "وماذا بعد الإدمان؟" تكون قد تعرَّفت على جوانب القضية فتُحسن التصرُّف والتعامل مع المدمن، فالرفض الاجتماعي للمدمن هو أساس فشل علاجه، أما احتواؤه ومعاملته على أساس أن الإدمان مرض، يجعلها تُعلن النفير على مواجهة المرض بكل ما أوتيَت من قوة، فتُعطي المدمن من وقتها ما يَكفي لاحتوائه، ومن جهدها ما يكفي لشفائه، فتبدأ رحلة الأمل وقد اتخذت الأسرة الصبر والإصرار والعزيمة والتفاني رداءًا لها.

 

ويَمضي قطار البحث وتستفيد الأسرة من مرورها بالمحطات السابقة في بناء حوار هادف مع المدمن، فتصل إلى المحطة التاسعة وعنوانها "بداية الحوار... أنا لستُ مدمنًا" وفيها تتمُّ المُحاورة على أساس عِلمي سليم، فمشكلة الإدمان أنه مرض ماكر ومُخادع؛ حيث يوهم المريض أنه لا توجد مشكله، وأنه مِثلما تعاطى المُخدِّرات بسهولة فإنه يُمكنه التوقف عن تعاطيها وقتما يشاء، وتلك حيلة خطيرة من حيل الإدمان، وهنا مَكمن الخطورة؛ حيث إن عدم اعتراف المريض بإدمانه يُجهض محاولات علاجه وإنقاذه من براثن هذا الغول المدمر، إن الحوار يضع الأسرة في اختبار حقيقي يستوجب أفعالاً استثنائيةً، فنحن أمام حدث استثنائي يستوجب تضافر الجميع، إن الأسرة تُبلغ المدمن حرصها عليه، واستحقاقه لحياة صحية خالية من تعاطي المخدرات؛ حيث تضعه أمام اختيار الحياة لا الموت، وتُخبره أنه إن كان قد أجبر على الإدمان، فبإمكانه اختيار الشفاء، وعدم جعل حياته مرهونةً بتعاطي المخدرات، وإكسابه الثقة أنه يستطيع مواجهة الحياة بكل ضغوطها بدون مخدرات، إن حوار الأسرة مع المدمن يتطلَّب الفهم العميق للشخصية وطبيعتها وخصائصها؛ فالغرَض من الحوار ليس فقط بدء رحلة العلاج، ولكن أيضًا الاستمرار في التوقُّف عن تعاطي المخدرات، وهذا يَستلزِم وضع برامج علاجيةً شاملةً تُراعي خصائص الشخصية، وتبحث عن دوافع الإدمان، وتضَع جميع الأطراف على أرضية مُشتركة من الأهداف والطموحات.

 

ويستمر الحوار بين الأسرة والمدمن حتى تُفاجئهم المحطة العاشرة وعنوانها "بداية الطريق... اكتشاف المدمن" وتتيقَّن الأسرة ساعتها أنه لو لم تكن المحطة السابقة ما كان أبدًا الوصول إلى هذه المحطة، ولا شكَّ أنه بقدر ما كان اكتشاف المدمن مُبكِّرًا، بقدر ما كان حظه من التعافي أكبر وأيسَر، فالإدمان مرض نفسي جسدي اجتماعي، وإذا كانت أعراض الانسِحاب الجسدية تتوارى بسهولة إلا أن ما تركه الإدمان من خلل نفسي اجتماعي يتطلب الجهد الكبير للتخلُّص منه، ومن هنا تأتي أهمية الاكتشاف المبكِّر للمدمن، وكذلك أهمية رد فعل الأسرة عند اكتشاف الإدمان، الصدمة تكون كبيرةً ولكن لا بدَّ أن تؤمن الأسرة أنه مهما زادت أشواك الرحلة، إلا أنه في نهايتها وردة جميلة تَستحِقُّ الجهاد للوصول إليها، وأن بداية العلاج هي ما سوف تتمخَّض - إن شاء الله - عن إنسان جديد قادر على مواجَهة الحياة بدون مخدرات، فحقه على الأسرة مساندته المساندة الكافية وقبوله اجتماعيًّا، واستنفار كافة مجهوداتها للبدء معه فورًا في رحلة علاج عنوانها الصبر والأمل.

 

ويَمضي القطار غير يائس من صدمة اكتشاف المدمن، وغير يائس من الأمل في العلاج، فيصل إلى المحطة الحادية عشر وعنوانها: "تفاعل الأسرة مع هواجس الإدمان لدى المدمن... ولماذا الفشل؟"، وفي هذه المحطة تتعرَّض الأسرة لهواجس الإدمان لدى المدمن بعد أن تمَّ اكتشافه ووضعه على بداية طريق العلاج في المحطة السابقة؛ حيث تُحاول الأسرة استيعاب هواجس الإدمان، ويُسيطِر عليها الخوف من الفشل في العلاج؛ حيث إن الأسرة هنا تُحاول فك شفرة هذا الحوار الشيطاني الماكر بين المدمن وبين إدمانه، وذلك لقطع الطريق على الإدمان من العودة، والنجاح في العبور بالمُدمن من كافة ضغوط الانتكاس والعودة إلى تعاطي المخدرات؛ وذلك بفهم الأسرة لطبيعة الإدمان الماكرة وحديثه دائمًا إلى نفس المدمن بأنه يستطيع أن يَتعاطى المخدرات باختياره ويتوقَّف باختياره، وتلك حيلة ماكرة من حيل الإدمان، وعلى الأسرة عدم السماح لهذا الهاجس من التحول إلى حقيقة، وتلاشي كافة الضغوط التي تؤدِّي بالمدمن إلى تلك الهواجس في العودة إلى الإدمان.

 

ولا زال القطار يَمضي في طريقه ليَصل بالجميع إلى المحطة الثانية عشر وعنوانها "الوعي الأسري ومواجهة الإدمان"؛ حيث استغلت الأسرة مرورها بكافة المحطات السابقة في تكوين وعي كامل بقضية الإدمان وكيفية التعامل مع المدمن، وكيفية الوصول بالمدمن إلى مرحلة الاستقرار النفسي، وإعداده لعملية التأهيل بوضع برامج علاجية هادفة تضمَن النجاح، وكيفية إكساب المدمن مَهارة صنع القرار، ومهارة التغلُّب على كافة الضغوط الحياتية دون اللجوء إلى تعاطي المخدرات، ومُجمل القول: إن الوصول إلى هذه المحطة يَعني الوصول إلى مستوى يَتكافأ مع المخاطر والصعوبات التي تواجه الأسرة في رحلة علاجها للمدمن، ووضعه على بداية طريق التأهيل الجيد، وإعادة الاندماج مع المجتمع، وسهولة تعامله مع المواقف المختلفة بدون تعاطي المُخدِّرات.

 

ولا زال قطار البحث يَمضي في طريق الأمل مُستغِلاً وعي الأسرة بالقضية وأبعادها المختلفة؛ ليصل بثقة واطمئنان إلى المحطة الثالثة عشر وعنوانها: "الاحتواء الأسري وإعادة التأهيل"، ولا شكَّ أن هذه المحطة هي الغاية التي مِن أجلها كان التحمل والصبر طوال الرحلة، فالمرور بمحطات الرحلة السابقة أكسب الأسرة خبرة الاحتواء فتَصل إلى التفكير في إعادة التأهيل للعودة إلى الحياة بنمط جديد مختلف، وكيفية تقوية الدفاعات النفسية للمدمن المتعافي، وسبُل دعم القيم، إن الأسرة أدركت الآن أن القضية ليست فقط في التوقف عن تعاطي المخدرات، بل في الاستمرار في التوقُّف عن تعاطيها مهما كانت الضغوط، وأساس التعامل هو أن الإدمان مرضٌ لا أمان له، يستغل أي ثغرة في حياة المدمن للعودة - وبقوة - من جديد، إن مرحلة إعادة التأهيل الناجحة تضمَن العودة إلى الحياة بنمط مُغاير تمامًا لما كان عليه المريض أثناء إدمانه، ولذلك تُدرك الأسرة التحديات التي تواجِهها في هذه المرحلة الهامة، وكيف أن الأمر يستوجِب احتواءها للمريض، وقطع كافة السبل أمام أية أسباب تعود بالفرد إلى الإدمان، مستعينةً في سبيل تحقيق هذا الهدف بتكوين جماعات مساعدة الذات مع أسر أخرى تواجِه نفس الظروف، ومُستلهِمةً خطاها نحو الشفاء بالالتزام الكامل ببرامج إعادة التأهيل التي تتمُّ في أماكنها المناسِبة بواسطة فريق علاجي مدرَّب تتضافَر فيه جهود الأسرة مع الاستشاري النفسي والمختصين النفسيين والاجتماعيين، والاستفادة أيضًا من أشخاص مَروا بنفس التجربة، فكل ذلك يضمَن تأهيلاً جيدًا وعودةً سريعةً وآمنةً وفعالةً إلى الاندماج في المجتمع.

 

إن أبرز نتائج البحث هي أن دور الأسرة في التعامل مع مدمن المخدرات يتناسَب طرديًّا مع معدلات النجاح في علاجه ومنع انتكاسِه وإعادة تأهيله؛ حيث إنه كلما كان دور الأسرة في المساندة والمساعدة قويًّا، كلما زادت معدلات النجاح في علاجه وإعادة تأهيله، ويشهد على ذلك المناقشات التي تمَّت مع مدمنين تعافوا من الإدمان وعادوا بقوة ونجاح إلى الاندماج في المجتمع، وآخَرين فشلوا في ذلك نتيجة تخلي أسرهم عنهم، ولم يتوقَّف الأمر بالنسبة للفاشلين في حيز الاستمرار في تعاطي المخدرات، بل تعداه إلى الانحرافات المختلفة التي اقتادَهم إدمانهم إليها، فكانت نهايتهم إما السجن وإما الموت.

 

إن النتائج التي توصَّل إليها البحث تضعنا أمام التوصية بتفعيل دور الأسرة في علاج الإدمان من خلال عقد ندوات التوعية الفعالة بأساليب التربية الصحية النفسية السليمة من ناحية، وكيفية التعامل مع المدمن من ناحية أخرى، وفي هذا الصدَد لا يُمكن إهمال دور الدولة في توعية الأسر من خلال إعلام هادف وبرامج توعية ثقافية بالمُخدِّرات ومخاطرها، وكيفية التعامل مع المدمن، ولا يُمكن كذلك إنكار دور المسجد في ذلك في التوعية والتثقيف وكيف كان موقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحكمته في التعامل، وأيضًا دور النقابات المختلفة والجَمعيات الأهلية والنوادي الاجتماعية بتَنظيم دورات تدريبية في هذا الشأن، وكذلك ضرورة اهتمام الأُسرة بعلاج أبنائها وعدم تركهم فريسةً للإدمان، وضرورة مساعدة الأسرة للفريق الطبي المعالج، ولا يَقتصِر الأمر على النجاح في التوقف عن تعاطي المخدرات فحسب، بل يتعداه إلى ضرورة الاهتمام بإيجاد المحاضِن الأسرية الآمنة، وإعادة تأهيل المدمن ليعود إلى الاندماج في المجتمع، والاهتمام ببرامج منع الانتكاسة، كما يَنبغي الالتزام بتعزيز القيَم والمبادئ والأخلاق، والتوعية بالمخاطر الكبيرة التي تَحيق بشبابنا، والحرب الضروس التي يَستهدِف بها الأعداء قيَمنا ومبادئنا وثوابتنا الدينية الراسِخة.

 

إن قطار البحث - وإن مرَّ هنا بثلاثة عشر محطة - لا يَنبغي أن يتوقَّف، فالأمر يستحق المتابعة والاستمرار لمُواكَبة كل جديد في سبيل النجاة بأبنائنا من براثن الإدمان، ومهما كان الجهد المبذول في موضوع البحث، فهو لا يُضاهي حصاد الشهد في نهاية الرحلة، فكل مُبتغانا أن نكون قد وُفِّقنا في إدراك الغاية من البحث، فقد قصدت به وجه الله، ثم التوعية لمن كانت المخدرات بلواه، سائلاً الله - سبحانه وتعالى - أن يُسدِّد قصدي، ويَنفعني به ومَن بعدي.

 

وأخيرًا بعد أن تقدَّمنا باليسير في هذا المجال الواسع، أملنا أن ينال القبول ويَلقى الاستحسان، وإن كان من توفيق فمِن ربِّ الورى، والعجز للشيطان والأهواء، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير العالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: الإدمان للمخدرات وآثاره السيئة في الأسرة(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: مكافحة الإدمان على المخدرات وإعادة تأهيل المدمنين(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: دور الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية عند أفراد المجتمع(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: دور الأسرة في رعاية مدمن المخدرات وتأهيله(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: دور الأسرة في التعامل مع الابن مدمن المخدرات ( بين التنشئة وسبل العلاج )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع، ودور الاحتساب الجماعي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: دور الأسرة مع مدمن المخدرات(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: المحسوبية والوساطة ودورهما في انهيار القيم الاجتماعية وفساد الإدارة وتبديد ثروات الأمم(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث ثاني وعشرون )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات ( بحث ثالث عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 


تعليقات الزوار
39- بحث أكثر من رائع
محمود زهران 05-01-2015 04:17 PM

أقدم كل التحية و التقدير لشبكة الألوكة على إهتمامها بالبحث العلمي.
كما أود أن أتقدم بكل التحية لكاتب هذا البحث الذي أبهرنا بمعالجته للموضوع بطريقة رائعة جاذبة هادفة .
كما أتمنى منكم أن تخبرونا بالطريقة التي نحصل بها على هذا البحث كاملا .
جزاكم الله كل الخير

سكرتير التحرير:

نرجو مراجعة التعليقات 34 و 35 .

38- استفسار
محمد 22-11-2014 10:41 PM

نشرتم تعليقي ولم تجيبوني كيف أتواصل مع كاتب هذا البحث.

سكرتير التحرير:

نعتذر أخي الكريم فلا يمكن الكشف عن أي معلومات عن الباحث.

37- شبكة مميزة و بحث أكثر من رائع
محمد 22-11-2014 04:52 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت عن موقعكم من صديق لي وبصراحة تجولت في الموقع وأسعدني جدا تميزكم عن كل المواقع فلكم التقدير على هذا المجهود الكبير .
وتحولت بين الأبحاث كلها وأعجبني جدا طريقة هذا البحث في السرد والعمق وأتمنى نشر هذا الموضوع بالكامل لحاجة المجتمع إليه فأنتم تدركون المخاطر الشديدة التي تحيط بشبابنا
وأرى أن صاحب هذا البحث تناول الموضوع بطريقة سلسة ومميزة وعميقة عن كل المشاركين ويستحق الفوز فله كل التحية وجزاه الله كل الخير
وأتمنى منكم أن أتواصل مع هذا الكاتب المميز للضرورة القصوى
حفظكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

36- شكر واجب
مصري 19-11-2014 04:52 PM

نتقدم لشبكة الألوكة المحترمة بكل الشكر لاهتمامكم بالبحث العلمي و نشر هذه الموضوعات الهادفة.
ونتقدم بشكر خاص لصاحب هذا البحث على مجهوده الرائع ونمتنى له الفوز ولكم الريادة دائما ... شكرا لكم شكرا لكم .

35- ملحوظة
محمود 18-11-2014 09:31 PM

بقرائتي لآخر تعليق قلتم لن تنشروا المواضيع كاملة هنا فكيف نستطيع الحصول عليها كاملة وجزاكم الله خيرا.

رد مدير المسابقة:

لا يمكن الحصول على الأبحاث كاملة، وتم نشر الملخصات فقط، أما الأبحاث التي ستفوز فسيتم طباعتها إن شاء الله تعالى.

34- استفسار
taha abo rahma 18-11-2014 05:14 PM

لماذا لم يتم نشر هذا الموضوع حتى الآن فنحن نحتاجه كاملا .. ترجو الإجابة وشكرا لكم ... طه ابورحمه

سكرتير التحرير:

شكرا للتعليق، وهذه البحوث ليست للنشر في الموقع بل هي مشاركة في أحد المسابقات في الألوكة ونشرت ملخصاتها فقط..

33- دور الأسرة في الخروج الآمن من بئر الإدمان
شيماء البنداري - مصر 18-07-2014 11:42 PM

اتجاه هذا البحث من الاتجاهات التي تهتم بها الأبحاث النفسية والاجتماعية حيث اتجه كاتب هذا البحث إلى محور أساسي في هذه المشكلة وهي الأسرة ودورها الأساسي فأرجو نشر البحث للاستناد إليه كباحثة دكتوراة في علم النفس

32- دور الأسرة فى الخروج الآمن من بئر الإدمان
محمد البارودي - مصر 18-07-2014 11:29 PM

يتناول هذا البحث مشكلة من أهم المشكلات المنتشرة في المجتمع ولابد من تكاتف كل من الأسرة والمؤسسات المختصة للتخلص من هذه المشكلة وهذا البحث يقوم بتوضيح أهمية دور الأسرة للكاتب جزيل الشكر على مجهوده

31- دور الأسرة فى الخروج الآمن من بئر الإدمان
علاء عبد الدايم - مصر 18-07-2014 10:48 PM

أتقدم بخالص شكري لكاتب هذا البحث وأرجو نشره للاستفادة منه كباحث ميداني في هذا الاتجاه
ولكم جزيل الشكر

30- دور الأسرة في الخروج الآمن من بئر الادمان
ر انيا مهدي - مصر 18-07-2014 02:56 PM

يحتوى هذا البحث على الكثير من المعلومات التي تساعد الأسره على الفهم الكافي لدورها ووعيها بمسؤوليتها تجاه الأبناء وحمايتهم من الوقوع في الإدمان...أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكاتب هذا البحث وأرجو من نشره كاملا للاستفاده منه جزاكم الله خيرا

1 2 3 4 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب