• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة كاتب الألوكة الثانية / المشاركات المرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية / قسم المقالات / الثقافة العامة
علامة باركود

ما أحوجنا إلى الإعلام الإسلامي!

ما أحوجنا إلى الإعلام الإسلامي!
عطاء المتين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/12/2011 ميلادي - 22/1/1433 هجري

الزيارات: 10837

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أحوجنا إلى الإعلام الإسلامي!

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)


الحمدُ لله الآمِر بالدعوةِ إليه بالحِكمة والموعظةِ الحسَنة، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا محمَّد معلِّم الكتاب والحِكمة، وعلى آله وصحْبِه الذين هم حمَلة الدِّين، ومَن حذَا حذوَ أُسوتِهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.

 

وبعدُ:

فإنَّ رسالةَ الإسلام تتميَّز - إلى جانبِ احتوائها على جميعِ مجالاتِ الحياة بامتدادها الدُّنيوي والأُخروي - بأنَّها دعوةٌ عالميَّة شامِلة للبشرية كلِّها، مجرَّدة عن حدود الزمان والمكان؛ لذلك فإنَّ الله - تعالى - كتَب على كلِّ جيل مسلِم تبليغَ الرسالة الإسلامية، ونشرَها بيْن شعوب العالَم القاطِنة في مختلف نواحِيه وأقطارِه؛ يقول ربنا - سبحانه وتعالى -: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، وقال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 104]، ويقول حبيبُه المصطفَى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليبلغِ الشاهدُ منكم الغائبَ))؛ أخرجه البخاريُّ (1/ 21)، وقال  - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نضَّرَ الله امرأً سَمِع مَقالتي فوعاها فأدَّاها كمَا سَمِعها))؛ أخرجَه الترمذيُّ (2/ 94).

 

وإنَّه مِن نعمة الله علينا أنَّه قد مهَّد لنا السبيلَ إلى القيام بأداء فَريضتنا الدعوية المهمَّة في عصرنا الراهن، ويسَّره كلَّ تيسيرٍ؛ فإنَّ العالم اليوم قد شهِد تطورًا هائلاً في مجال الاتِّصال والإعلام لم يسبقْ له مثيل في تاريخ الإنسانية كلِّه، فقد تعدَّدتْ وسائل الإعلام، وتنوَّعت أساليبه، وتشعَّبت مجالاتُ تأثيره، واستقطبتْ هذه الوسائلُ اهتماماتِ الناس، واستولتْ على المسافاتِ والأوقات حتى تمكَّن الناسُ مِن تبادُل الرسائل والأصوات والصُّور على مدارِ الساعة بيْن أطراف العالَم في ثوانٍ معدودة، وحتى باتَ الإنسانُ يرى ويسمَع مِن مقعدِه في أقصى الشرق ما يَدور في أقصى الغرب في اللحظة نفسِها، فلا نُغالي إذا قلنا بأنَّنا نعيش اليومَ في قرية كونيَّة، بل في منزل كوني.

 

ومِن المؤلم حقًّا أنه على الرغم مِن ذلك كله طوينا الكشحَ عن هذه المنَّة الإلهيَّة الكبرى، واتَّخذنا الإعلامَ وراءنا ظهريًّا، فأدرك أعداؤنا الغربُ أهميةَ استغلال وسائل الإعلام الحديثة لخدمةِ أغراضهم الخبيثة؛ اغتنامًا للفرصة والْتزموها، حتى صارَ الإعلام العالَمي الذي كان مجرَّدًا عن الحواجز التقليديَّة إعلامًا تقليديًّا للغرب ينشُر دِياناتها المحرَّفة وأفكارَها الباطلة بيْن القاطنين كلِّهم على الصعيدِ العالَمي؛ يحمل زخارفَ حضارتها الاستهلاكيَّة، مثل: الأغاني والرقص وأفلام الجنس، وما إليها بشتَّى الأساليب الخلابة إلى المناطق الإسلاميَّة؛ لينشأ أبناءُ الإسلام في غربةٍ عن دِينهم وحضارتهم وتراثهم، ويُصبحوا فريسةً سائغةً للأفكار الغربيَّة ونمطِ الحياة الغربية بكلِّ ما فيها مِن انحرافات ومفاسد وأوبئة.

 

وقام بدورٍ رئيسٍ في تشكيل صورة شديدة السلبيةِ عنِ الإسلام والمسلمين، فقد صوَّر الإسلامَ بأنَّه دِين يدعو إلى عبادةِ الشهوة وإلى القوَّة الوحشيَّة، وأنَّه مصدرُ كلِّ الشرور التي تلحق بالعالَم والغرب، وليس عندَه خبرٌ حولَ الإسلام والمسلمين سِوى أخبار القتْل والغصْب وهتك الأعراض، والأعمال الإرهابيَّة والمتطرِّفة، ويغفُل عن البرامج الحسَنة أو الأعمال الصالِحة أو النشاطات الحميدة، التي يُقدِّمها الشعبُ الإسلامي في العالَم مِن رُكن إلى ركن آخَر، وإضافةً إلى ذلك يقدِّم أمامَ العالَم أجزاءً مقطوعةً مِن الآيات القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة ممزوجةً بالأكاذيب والأباطيل والافتراءات للاستهزاء بالإسلامِ وأهلِه.

 

يُريد أعداؤنا بهذا خنقَ الإسلام والمسلمين والقضاء عليهم، فتحوّل الإعلام في معظمِ بلدان المسلمين مِعولَ هدْم وتخريب بدلَ أن يُسهِم في التوعيةِ والبِناء، فيا أسفاه! ويا حسرتاه! فلا نتردَّد ها هنا في القول بأنَّ مشكلةَ التخلف الإعلامي هي أكبرُ المشاكل التي تُعاني منها الأمَّة الإسلاميَّة اليوم؛ ألَمْ يأنِ لنا حتى الآنَ أن نَتنبه لأهميةِ استغلالِ الإعلام الحديث وأسلمتِه، وأن نستخدمَه كسلاحٍ حادّ؟! كيف لا؟! ونحن في حالِنا التي نراها، بل نحن اليومَ بحاجةٍ أكثر من أيِّ وقتٍ مضى إلى إعلامٍ إسلامي يُعبِّر عن الرِّسالة الإسلاميَّة يحمل القِيَم والأخلاق الإسلاميَّة، يحمل النظريةَ والنموذج والمثَل الأعلى إلى العالَم، يدلِّل على صِدقها، ويُثير الاقتداءَ بها، ويرشد الناسَ إلى تجنُّب مزالقِ الغلوِّ والإفراط، ويصحِّح الاعوجاجَ في الفِكر والعقيدة، ويصحِّح الصورة المشوَّهة عن دِين الإسلام والمسلمين، ويواجه التحدياتِ التي أفرزتها وسائلُ الإعلام الغربيَّة، والحملات التي تشنُّها مؤسَّسات إعلاميَّة؛ ليصبح من ثَمَّ وسيلة للتغيير والتوجيه والصعود بالناس إلى الأعلى حيث أراد لهم الإسلامُ وقضَتْ بذلك تعاليمُه.

 

ولَمَّا كان هذا مِن المطالِب القيمة التي لا بدَّ أن تتوافَر لها مبررات قويَّة ومقنعة تسوِّغ تبنيها بإخلاص، وتدفَع إلى الدعوة إليها بإلحاحٍ، وتقوِّي العزائمَ في سبيلِ تحقيقها بلا توانٍ أو هبوط، فنسرد ها هنا خمسَ مبرِّرات - بعضها تفصيل ما قدَّمنا - تستند المطالبة بأَسلمةِ الإعلام وصياغته صياغةً إسلاميَّة إليها، وهي كما تلي:

1- المبرر القرآني:

يقول ربُّنا - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [الأنفال: 60]، يَدْعونا الله - تعالى - في هذه الآيةِ الكريمة إلى إعداد القوَّة لمكافحة الأعداء، والقوةُ كلُّ ما يتقوَّى به في الحرْب، وكلُّ الأسباب والآلات والأعمال التي تُقوِّي المؤمنين على حرْب الكفَّار مِن الخيل والمصارَعة والسِّلاح والقِسي أو نحو ذلك، كذا في "فتح القدير" و"التفسير المظهري"، وقال ابنُ عبَّاس - رضي الله عنهما -: "القوَّة ها هنا السلاح والقِسي"؛ "تفسير القرطبي" (8/ 36): فهذه الآية تشهَد جليًّا بأنَّ استخدامَ وسائل الإعلام الحديثة في الساحة الدعويَّة كأحدِّ سلاحٍ مِن أكبر واجباتنا اليوم.

 

2- المبرر الأثري:

(1) عن البراء - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ  - صلَّى الله عليه وسلَّم - يوم قريظة لحسَّان - رضي الله عنه - بن ثابت: ((اهجُ المشركين؛ فإنَّ جبرئيل معَك))، وكان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول لحسان: ((أجِبْ عنِّي، اللهمَّ أيِّده برُوح القُدس))؛ أخرجه البخاري ومسلم.

 

(2) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول لحسَّان: ((إنَّ رُوح القدس لا يزال يُؤيِّدك ما نافحتَ عنِ الله ورسوله))، وقال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: هجاهم حسانُ فشفَى واشتفَى؛ أخرجه مسلم ["مشكاة المصابيح" (2/ 409)]، ما مِن أحدٍ غُرس في قلبه حبُّ الإيمان إلاَّ ويهتزُّ كيانه، ويذوب فؤاده حينما يَسمع مِثل هذه الآثار النبويَّة التي تُغريه بالتسلُّح بما يُعدُّ مِن أكبر الأسلحة وأقواها؛ نظرًا إلى الظروفِ والأوضاع بهذا النمط الجذَّاب، فيا ليتنا ما كنَّا في غفلةٍ لساعةٍ عنِ استخدام الإعلام الحديث في خِدمة دِيننا؛ دفاعًا عنه، وحفاظًا عليه.

 

3- المبرر المنطقي:

إنَّ الإسلام - كما أسلفنا - نظامٌ كاملٌ شامل لمجالاتِ الحياة الإنسانيَّة كلها، وقد رسَم للإنسان معالِم لنظمه الفرديَّة والاجتماعيَّة المختلفة لتكونَ هذه النُّظم في غاية الموافقةِ مع الغايةِ الرئيسة لوجودِه، وهو استخلافُ الله - تعالى- له في هذه الكُرة الأرضية لعمارة الكون وَفقَ منهجِ الله، وتحقيق عبادتِه وحْدَه، فارتباطُ المسلم بإسلامِه ليس ارتباطًا عاطفيًّا وروحيًّا فحسبُ، بل هو - إلى جانبِ ذلك - ارتباطٌ واقِعي وعمَلي مِن خلال تَطبيق شرائع الإسلامِ وتوجيهاته الربَّانية في مجموعةٍ مِن النظم الإسلاميَّة، التي حكَمتْ حياة المسلمين في شُؤونهم كلها.

 

ولَمَّا ضعُف التزام المسلمين بمبادِئ دِينهم، وفسَد إدراكُهم الصحيح الدِّيني لِمَا تتابَع عليهم من السيطرةِ الغربية السامَّة، وتكالُبِ القُوى الاستعمارية الموبقة التي استهدفتْ خلخلةَ التصوُّر الشمولي للإسلام، وتطبيقه في حياتِهم تحوَّل ارتباط معظَم المسلمين بالإسلام إلى ارتباط عاطفي محدَّدٍ يَكتفي فيه المسلم بإقامةِ شعائره التعبديَّة وأخلاقياته الفردية.

 

وقدْ أنتج هذا المفهومُ المغلوطُ لحقيقةِ الالتزام الإسلامي أن حفلتْ حياة المسلمين بصُور التناقُض بيْن ارتباطهم العاطفي بالإسلام في ميدانِ العبادة والأخلاق الفرديَّة، وارتباطهم الواقعي بالدِّيانات الأخرى المناقِضة له في ميدانِ النُّظُم الاجتماعيَّة، ولا يدَع مجالاً للشكِّ أنَّ حياة المسلمين المعاصرةَ لن تَتحقَّق لها الصِّبغة الإسلامية إلاَّ عندما ينسجِم ارتباطهم الرُّوحي مع ارتباطهم العمَلي.

 

مِن هنا تكتسب الدعوةُ إلى صياغة النُّظُم الاجتماعيَّة في حياةِ المسلمين صياغةً إسلاميةً - أهميةً بالغة، بل إنَّ تحقيقَ هذا الهدف يُعدُّ التحدي الحقيقي الذي يَنبغي على الأمَّة الإسلاميَّة أن تواجهَه في وقتها الراهن، ويعدُّ الإعلام أهمَّ فروع المعرفة العِلميَّة والتطبيقية، فتتعاظَم أهميةُ صياغته؛ غايةً ومنهجًا وممارسةً، صياغةً إسلاميَّة في حقِّ إدراكنا لأهمية الإعلام في حياة المسلمين.

 

4- المبرر الواقعي:

لن يتلعثمَ مَن يرنو إلى حالِ العالم المعاصر أنَّ الأمَّة الإسلامية اليوم تواجه في معظمِ أقطارها وبلادها غزوًا فكريًّا وحضاريًّا هائلاً، وهذا الغزو الذي تُواجِهه يستخدم وسائلَ حديثةً بأساليبَ جديدة، فإنَّ الرسالةَ الغازية تعبُر إلى الأجيالِ الصاعِدة عن طريقِ فيلم الكرتون المتقَن، وإلى العقولِ المثقَّفة عن طريقِ الفيلم التلفازي المدهِش، وشريط الفيديو، وعن طريقِ البرنامج الإذاعي المشوق، والرِّسالة الغازية تعبِّر إلى الأجيال الصاعدة، بل إلى العقولِ المثقَّفة عن طريق الخبر الذي تبثُّه وكالة الأنباء، وزي التَّحليل السِّياسي أو الاقتصادي الذي تنشُرُه الصحيفة، وعن طريقِ الصورة التي ترسلها الوكالات المصوَّرة مثلما هي تعبُر عبْرَ النظريات المدسوسة في مناهج التربية والتعليم، معلَّلة بدعاوى العِلم والتقدُّم والاكتشافات الحديثة.

 

إنَّ هذا الغزو الحضاري الوافِد إلينا عن طريقِ وسائل الاتِّصال الحديثة يلعب دورَه الخطير في قلْب مفاهيم الشباب واهتماماتهم، ويَفتح الأبوابَ ويُسخِّر الأدوات والإمكانيات للفِكر الانحلالي، ويعمل على زَعزعةِ مبادِئ الإسلام وقِيَمه، وتهديد عقائدِه الصحيحة، وهدْم أخلاقه الكريمة، وشمائله الحَميدة، فهو يَفعَل ما لا تفعله الطائراتُ ولا الدبَّابات ولا الجيوش الجرَّارة؛ لأنَّ الأمَّة متى تخلَّت عن عَقيدتها وأخلاقها وقِيمها سقطتْ في بؤر الضَّياع والانحلال، ولقدْ وصَل هذا الغزو إلينا ولم يعُدْ أمامنا مفرٌّ مِن مواجهتِه الصحيحة التي لا تَكتفي بالتنديدِ والصُّراخ والدُّعاء بالويلِ والثبور، بل بتطوير إستراتيجيَّة مُحكَمة تعتمد على هَدفين:

الأول: توجيه الإعلام في دولنا الإسلاميَّة نحو الأصالَة والذاتية النابِعة مِن مبادئ الإسلام وقِيمه وتوفير المسانَدة الملائِمة لصُنع ما يقاوم التحديات التي أفرزتْها وسائلُ الإعلام الغربيَّة مِن البدائل الإسلاميَّة.

 

الثاني: تنقية الإعلام - إلى جانبِ التعليم - مِن الهجمات الغربيَّة المدمِّرة مِن الإلْحاد والتطرُّف والعلمانيَّة، وتفنيد ما تحمِله وسائلُها الإعلاميَّة مِن المفاسد والفِكريَّات الاستهلاكيَّة، وبيان عوارِها وتهافتها بمنطق مقنَع ووسائل موافية.

 

ولا شكَّ أنَّ هذه المواجهة الواقعيَّة لن تتحقَّق صُورتها الشاملة الوافية إلا عندَما تتبلور في أذهانِ المسلمين الصورة الحقيقيَّة للإعلام الإسلامي.

 

5- المبرِّر الإنساني:

إنَّ وسائلَ الإعلام اليوم غدتْ ظاهرةً عالمية ألغتِ الحدود، وأزالتِ السدود، واختزلتِ المسافات والأزمان، وقدْ سبَق المسلمين أعداؤهم إلى استخدامها لنشْر الفساد بشتَّى أنواعه ولتدميرِ الإسلامِ وشعائرِه ومظاهرِه مِن العالم حتى مِن الدول الإسلاميَّة، ففي الوقتِ الذي ينشط فيه أصحابُ الدِّيانات المحرَّفة والمذاهب الوضعيَّة لاستغلالِ الإعلام لخِدمة أغراضهم الخبيثة نجِد المسلمين غائبين عنِ الساحة الإعلاميَّة، إلاَّ بعض جهود محدودة لا أثَر لها، فظهَر الفساد في البَر والبحر مِن غير سادٍّ يسد خطوته.

 

وممَّا لا يتطرَّق إليه أدنى شك أنَّ البشريةَ اليوم قد سئمتُ مِن الديانات المحرَّفة والمذاهب الفاسِدة الزمنيَّة، والفلسفات العابِرة المؤقَّتة، وقد أثقل كاهلَ الإنسانية كابوسُ المفاسد المتنوِّعة وأوضارها المنتنة، وهي تَعيش ضياعًا وقلقًا واضطرابًا، وتعيش في خطر حقيقي يُهدِّدها، وتكاد تقِف مشلولة أمامَ ذلك، فعميتِ الأبصار وسدَّتِ الأسماع، فتعالتِ الصيحات تبحَث عن مصدر للأمْن والسلام والحياة الكريمة، فأينَ سيجدون كلَّ ذلك إلاَّ في الإسلام؟!

 

فهل مِن مجيبٍ كريمٍ يُفكِّر في إنقاذِ الإنسانيَّة المحتضرة في هذه الفترة المملوءة بالقَلَق والحيرة - يقوم بتوضيحِ صورةِ الإسلام الناصِعة، ويُبرز محاسنَه وثمراتِه للناس في كلِّ مكان، ويُصوِّر أمام العالَم صورةَ تعاليمه التي تُشيد بالسلام والهدوء والأمْن والسَّماحة والنَّجاح الدائِم في الدَّارين، ويَبذُل قوَّةَ تفكيره فيما يَمنع انتشارَ موجةِ الإلحاد والعلمانية والفِسق والبِدعة، فهذا يؤدِّي - إنْ شاء الله تعالى - مَن هداه الله بالنهاية إلى اعتناقِ هَدْي الإسلام عن اقتناع بالِغٍ ورغبةٍ جامحة.

 

ويجب ألاَّ يغيبَ عن بالِ أحدٍ أنَّ وصولَ الداعي إلى القيام بذلك كلِّه بكلِّ يسر وسُهولة لن يَتحقَّقَ إلا حينما يَستخدم وسائلَ الإعلام الحديثة بمختلفِ أنواعِها؛ فتبليغ رسالةِ الإسلام الخالدة، وإيصال دعوتِه إلى البشرية كلها مبرِّرٌ إنسانيٌّ عظيمٌ للدعوةِ إلى أسلمةِ الإعلام وصياغته صياغةً إسلاميَّة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حاجتنا إلى إعلام إسلامي
  • الإعلام الإسلامي والتحديات التي تواجهها الأمة (1)
  • الإعلام الإسلامي
  • ظاهرة المجاهرة بالفاحشة ووسائل الإعلام
  • ضرورة الإذاعة الإسلامية
  • دور الإعلام والصحافة في حوار الثقافات والحضارات وتحسين الصورة النمطية للإسلام
  • آثار الإعلام على الطفل وكيفية الحد منها
  • الإعلام الإسلامي في حوار مع الدكتور إبراهيم إمام
  • هم أحوج مني (قصة)

مختارات من الشبكة

  • ما أحوجنا نحن المسلمين أن نصحح إسلامنا ونسلم(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • ما أحوجنا إلى الفطام: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} بناء العقيدة الصحيحة(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • ما أحوجنا إلى مثل هذه الوصايا الغالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما أحوجنا إلى الله !(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما أحوجنا لهذا الفن!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ما أحوجنا إلى علماء القلوب!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خطبة قصيرة عن الاسـتغفار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هكذا ربى القرآن أمهات المؤمنين(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عثمان السبت)
  • القناعة (حقيقتها ومكانتها ووسائلها)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب