مشروع التجارة الإلكترونية (دراسة مالية وفنية)

أ- التجارة الإلكترونية - نظرة عامة:

1. الأمور المطلوبة لتفعيل الدفْع عن طريق الإنترنت:

إنَّه ذلك التحدي المتكرِّر الذي تواجهه أغلبُ المواقع الناجحة في لحظةٍ مفصلية من نموِّها وتقدُّمها، ألا وهو استلام الدفعات مقابلَ بعض الخِدمات عن طريق الإنترنت، أو ما يعرف بالتجارة الإلكترونية.

ولإتْمام المراد، على كلِّ موقع أن يتبع سلسلة خطوات، سأحاول فيما يلي اختصارَها قدر الإمكان:

1- عندما يتعلَّق الأمْر بالمال، لا بدَّ وأن يحافظ الموقِع على أمْن وسريَّة المشترين؛ مِن خلال حماية الصفحات الحسَّاسة بواسطة الـ SSL؛ (أي: دعم بروتوكول https).

2- لكي يتمكَّنَ الموقع من تقبُّل الدفع الإلكتروني؛ يجب أن يكونَ لديه حساب بنكي خاص بالإنترنت اسمه Internet Merchant Account IMA، وهو حساب خاص تُوضَع فيه الدفعات ثم تحوَّل - بناءً على طلب الموقع - الأموال إلى الحساب الجاري الخاص بالموقِع في أي مكان في العالم (شرْط أن يدعم البنك أو الجهة التي أنشأت حساب الـ IMA ذلك)، وعادة يكون هناك عمولة مقابل كلِّ عملية تتمُّ على حساب الإنترنت آنف الذِّكر.

الهدَف من التفريق بين حساب الـ IMA والحسابات العادية التي تُعطيها البنوك عادةً: هو أنَّ طبيعة العمليات الإلكترونيَّة تختلف عن طبيعة التعامُلات البنكيَّة اليومية؛ إذ إنَّ التعامل الإلكتروني يتعرَّض لمخاطر احتيال كبيرة Fraud، وبالتالي يجب أن يؤمِّن الـ IMA الحد الأدْنى مِن الحماية من الاحتيال Fraud Protection، إضافةً إلى أنَّ الـMasterCard تُعطي الشاري الحقَّ بالتراجع عن الشراء أو الدفْع، وعندها على الموقع إعادة الدفعة إلى العميل؛ ولكي يضمن البنك أو الجهة توفُّر السيولة لهذه الحالات، يشترط وجود ضمان مالي ثابِت، أو يقوم بحجز الأموال الخاصَّة بكلِّ عملية لفترة زمنيَّة تتراوح بين بِضعة أيام وشهر قبل أن يسمح بتحويلها إلى حسابِ الموقع الجاري، وهو ما يسمى Chargeback protection. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ للبنك الحقَّ في فرض شروط أمنيَّة خاصَّة يجب الالتزام بها؛ لكي يقبل فتح حساب IMA.

3- الـ IMA يُمثِّل فقط حسابًا خاصًّا بالإنترنت؛ أي: مكانًا لحِفظ السيولة وتحويلها، ولكنَّه لا يُعطي الآلية لتقبل الدفْع عن طريق الإنترنت، وللقيام بهذه المهمَّة، هناك خياران: إما الربط اليدوي بأنظِمة الـ MasterCard، وغيرها من البطاقات التي نرغَب في دعمها، وإما بالتعامل مع بوابة دفع Payment Gateway (وتُسمَّى أيضًا PSP؛ أي: مزوّد خدمات الدفْع Payment Service Provider)، وهو الخيار الموصَى به عالميًّا، والذي تعتمده أغلبُ المواقع حاليًّا؛ نظرًا لسهولة التعامل معه، تلعب بوابة الدفْع دور صندوق حساب افتراضي؛ حيث تعْمَل على التثبُّت مِن بيانات العميل، وتحويل المبلَغ مِن حسابه إلى حسابِ الـ IMA الخاص بالموقع.

مِن الجدير بالذِّكْر أنَّ بعض البنوك تُعطي خدمة الـ PSP، بالإضافة إلى الـ IMA، وأنَّ بعض الـ PSP (من غير البنوك) يعطون خدمة الـ IMA إضافةً إلى خدمة الـ PSP.

4- هل هناك بديلٌ للطريق الذي ذُكرْ سابقًا (أي: الخطوات 2 و3)؟ إنَّ النجاح في تشغيل الخدمات المذكورة في النقطتين الثانية والثالثة مع الربط بينهما يحتاج وقتًا يتراوح بيْن شهر ونصف إلى ثلاثة أشهر، وبالتالي لا بدَّ أن نسأل إنْ كان هناك من حل بإمكانه أن يخفِّض هذه المدة، وأن يقلِّل من الصعوبات التقنية المرافقة للعملية؟ والحقيقة أنَّ هذا البديل موجود، وتقدِّمه شركات تُعرف بشركات معالَجة الدفعات أو Payment Processing Companies؛ مثل Paypal و2checkout وGoogle Checkout وMoneyBookers، ولكن لكل شيء ثمَن! عندما يقرِّر موقعٌ ما أن يقبل دفعاتِ الزوار، عليه أن يقرِّر إن كان يريد أن تكون صفحةُ الدفع ضمنَ موقعه، أو أنه يُريد أن تكون تحت إدارة شركة معالجة الدفعات، وطبعًا في الحالة الأولى سيكون الأمرُ أكثر تعقيدًا مِن الناحية التقنيَّة، إضافة إلى أنه ليس كل الشركات تقدِّم هذين الخيارين.

بعد هذا العرْض السريع للأمور المطلوبة لكي نتمكَّن مِن استقبال الدفعات مِن خلال الإنترنت، يجدُر التنويه بأنَّ الخدمات آنفة الذِّكر قد لا تكون متوفِّرة في كل دول العالَم، وعليه لا بدَّ وأن يكون هذا عاملاً أساسيًّا في الاختيار والقرار.

2. آلية التسوُّق والدفع:

تتألَّف عملية التسوُّق والدفْع مِن المكونات التالية:

الخطوة 1: عربة التسوق:

حيث يُعطَى العميل إمكانية إضافة الخِدمات أو المنتجات التي يرغب في شرائها إلى عربة التسوُّق، التي يجب أن تكونَ محميةً بواسطة SSL.

الخطوة 2: إتمام العملية CheckOut:

عندما ينتهي العميلُ من التسوُّق، يتابع إلى الخُطوة التالية، وهي عملية تنفيذ البيع؛ حيث يصل إلى صفحة لتعبئة مجموعة بيانات أساسية لإتمام العملية، مثل عنوانه البريدي، معلومات عن العميل... (وهنا يمكن حِفظ المعلومات في حسابه لتفادي تَكْرارها).

ما يحصُل عادةً في هذه المرحلة هو حفظُ البيانات بشكل آمِن في قاعدة البيانات، ثم إرسالها إلى الـ PSP بشكل مشفَّر، أو يتم تحويل العميل إلى صفحة الدفع لدى الـ PSP، مع إرسال البيانات التي قام العميلُ بإدخالها؛ لتفادي التَّكْرار.

الخطوة 3: الدفع:

في هذه المرحلة يقوم العميلُ بإدْخال بيانات بطاقة الائتمان الخاصَّة به، ونوعها، وكل ما يلزم للتثبت مِن امتلاكه لها كالـ CVV، وهنا يجب التنويه أنَّه لا يحقُّ الاحتفاظ بالـ CVV، وأنَّ يجب الالتزام بشروط الـ PCI DSS لحماية وأمْن المعلومات إذا أردْنا حفظ بيانات بطاقات الائتمان، يقوم الـ PSP بالتثبُّت مِن البيانات وإتْمام عملية الدفع.

الخطوة 4: تأكيد العملية:

يمرِّر الـ PSP إلى الموقع رسالةً تفيد بحالة العملية (ناجحة أم فاشلة)، ويعود الزائر إلى الموقع حيثُ عليه أن يعرِض هذه المعلومةَ بشكل واضح للعميل.

طبعًا ليس على الموقع أن يبرمج كل ما سبق مِن الصفر؛ فهناك العديد مِن البرامج المجانية والمفتوحة المصدر والمدفوعة التي تقوم بذلك، ويبقى تطويعها لتتماشَى مع الموقع وتعريبها إن لم تكن معربة أصلاً، كما تؤمن هذه البرامج ملحقات للتكامُل مع أغلب الـ PSP الموجودين مثل Paypal…، وبالتالي توفِّر جهدًا كبيرًا، (مثال: dashCommerce بلغة asp.net و osCommerce بلغة php وغيرها)

ب- حلول مقترحة:

بما أنني لا أنصح أبدًا بالربط اليدوي مع MasterCard وVisa؛ فسأُقارن فيما يلي بين الخيارات المتاحَة وتنحصر الدراسة على الخدمات البنكية المتوفرة في المملكة العربية السعودية والتي تمكنا من الوصول إليها، ونأمل أن يشارك القراء الأعزاء بملاحظاتهم وآرائهم لإكمال ما غُمِّي علي وإثراء الموضوع.

يتضح ممَّا سبَق أنَّ أفضل خيار لدى البائعين في عالمنا العربي هو خيار MoneyBookers.

من المهم التنويه بأنَّه من الممكن اعتماد أكثر مِن وسيلة دفْع في نفس الوقت، مع العِلم بأنَّ ذلك سيزيد مِن الجهد المطلوب برمجيًّا لإنجاز العمل.