• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة الملخص الماهر / المواد الفائزة في مسابقة الملخص الماهر
علامة باركود

الهداية لأسباب السعادة (ملخص ثان)

أحمد زكريا

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/6/2012 ميلادي - 20/7/1433 هجري

الزيارات: 12354

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص رسالة
الهداية لأسباب السعادة
للشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على من حَمَل رسالة السَّعادة للبشرية في دُنياها وآخرتها، ويَسَّر للناس الطريقَ لمبتغاهم جميعًا, فمَن مِن الناس لا يسعى لسعادةِ الحال، ورخاءِ العيش، وراحة القلب؟! فمنهم مَن يتوخَّى الطريقَ الصحيحَ، ومنهم مَن يَخْبِطُ خَبْطَ عشواء في الطُّرق يبغي السعادة، وما هو ببالِغِها حتى يتبع هُدى أفضل الخلق.
وسنُحاول في هذا الاختصار غيرِ المخل أنْ نُلخِّص ما جمعه مُؤلفُ كتابِ "الهداية لأسباب السعادة" بِجُهد مشكورٍ ألَمَّ إلمامًا تامًّا بجميعِ أسباب السَّعادة الحق، التي أوردَها الله - تعالى - لنا في كتابه، أو جاءت على لسانِ نبيه، سائلين اللهَ - تعالى - التوفيقَ والسدادَ، وأنْ يكون هذا العملُ خالصًا لوجهه الكريم، وهاديًا للسَّعادة الدُّنيوية والأخروية لكلِّ مَن يقرؤه بإذن الله.
وسنبدأ ببيانِ أنواع السَّعادة التي يرجوها الإنسان, وهي نوعان:
الأول: سَعادة دنيوية قصيرة، وهي غاية المسلم، وغير المسلم.
والثاني: سَعادةٌ دائمةٌ أبدية في الآخرة، وتلك غاية يتفرَّد بها المسلم عن غيره.
فالأول غير مذموم، بل مطلوب السعي إليه بالطُّرق المشروعة, وقد بَيَّنها الله - تعالى - لنا، فأنار بهديه لنا الطريقَ بكلمات واضحة، ولسان عربي مبين، فإذا تأمَّل المتأمل في كتاب الله، فسيجد تلك الأسباب واضحة جلية، وقد جمعها المؤلف في نقاط موجزة:
1 - طاعة الله ورسوله:
وهي - والله - الطريقُ الذي لا يَخيب أبدًا للسَّعادتين: القصيرة الدنيوية، والطويلة الأبدية بنصِّ القرآن الكريم؛ قال الله - تعالى -: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
إذ إنَّ العملَ الصالح امتثالاً لأمرِ الله - جزاؤه أمران:
1 - حياة طيبة في الدُّنيا العاجلة.
2 - جزاء أخروي في الحياة الأبدية بأحسنِ ما عمله؛ قال - جلَّ شأنه -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].
فالله - تعالى - لا تنفعه طاعةُ المطيع، ولا تضُرُّه مَعصية العاصي, بل الإنسان هو من يَحتاج للطاعة؛ لتنظيم أمورِ حياته, أمَّا من عصى، فالأثر مُرتد على حياته الدُّنيوية والأخروية؛ قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 123 - 124].
قال الله - تعالى -: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر: 1 - 3]، فالله - تعالى - يُقسم - لعظم الأمر - بأن الإنسان في خسر إلا من تحلى بصفات ثلاث:
1 - الإيمان:
وهو في اللغة: التصديق.
وفي الشرع: قولٌ باللسان، واعتقادٌ بالقلب، وعمل بالجوارح، وقيل: هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.
2 - العمل الصالح:
أي: بنيةِ الاتِّباع والموافقة للشرع على اختلاف أنواعِ وطُرُق العمل الصالح.
3 - التواصي بالصبر:
والصبر أنواع ثلاثة:
صبر على الطَّاعة، وصبر على تَركِ المعصية، وصبر على البلاء بعدم التسخُّط.
وقد بَيَّن الله - تعالى - صِفَةَ المؤمنين تِبيانًا دقيقًا واضحًا، فيخاطب الله - تعالى - عبادَه في سورة الأنفال؛ يقول تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ} [الأنفال: 2]، فانتبه أخي, مَن هم؟ {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2]، فتلك الأولى؛ أي: خشعت قلوبهم لله، {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2]، فتلك الثانية، {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2] مع الأخذ بالأسباب المؤدية للهدف، وهي الثالثة {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}، وهي الركنُ الركين للدين، والحصن الحصين للإسلام؛ {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الأنفال: 3]؛ أي: في أوجه الخير والبر، لا على الملذات والشهوات؛ {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَ‍قًّا} [الأنفال: 4].
وتأمَّل أخي الكريم، في كلمة {حقًّا}؛ أي: كاملي الإيمان.
إذًا، فما جزاؤهم يا ربنا؟
{لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الأنفال: 4]، فتلك الأولى، {وَمَغْفِرَةٌ}؛ أي: لذنوبهم، فتلك الثانية، {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} في الدنيا عيشة طيبة آمنة هانئة، وفي الآخرة في الجنة.
وقال تعالى في سورة الأنفال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؛ أي: لما فيه حياتكم ونَجاتكم في الدَّارين.
فأول الاستجابة:
1 - التوحيد، فهو رأس الإيمان، وإخلاص النية لله وحدَه، وتَجنُّب الرياء.
2 - ثم الصلاة، فهي أساسُ الدين، والرُّكن الثاني بعد الشَّهادَتَيْن, وهي غاسلة الذُّنوب والمعاصي، كما يغسل النهر الوسخ من الأجسام.
3 - ثم بعدها الزكاة، وقد نهى القرآنُ الكريم عن الإمساك والتقتير بخطاب شديد, وتهديد ووعيد.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ...} [التوبة: 34 - 35].
4 - ومن الاستجابة بِرُّ الوالدين، وصِلَة الأرحام، فإنَّ رضا الله مِن رضا الوالدين، وسخطه من سخطهما, كما ثَبَتَ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
5 - الإحسان إلى الجار؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما زال جبريل يُوصيني بالجار، حتى ظننت أنَّه سيورثه))؛ متفق عليه؛ أي: سيقسم له نصيبًا من تركة الميت، من عِظَم حقه.
6 - ومن الاستجابة أيضًا: الإعراضُ عن اللهو، والغناء، واللعب، وأفعال الفارغين؛ قال تعالى في وصف المؤمنين: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].
واللغو: اسمٌ لكلِّ ما لا خيرَ فيه من الكلام، سواء كان جالبًا للذنب، كالغيبة والنميمة، أم مضيعًا للأوقات، شاغلاً عن العبادة والعمل.
7 - تَركُ التصوير لذواتِ الأرواح، فإنَّها من المحاكاة لخلق الرحمن.
8 - الابتعاد عن شُرب المسكرات، وعليه قِيسَ المخدِّراتُ والسجائرُ، والدَّليل على ذلك قول الله - تعالى -: {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، والتهلكة في الدخان بينة، فهو مَضيعة للمال، وإضرارٌ بالصِّحة والبدن، وأذية للخلق من حول المدخن.
9 - الإعراضُ عن الغيبة والنميمة، والدَّليل على ذلك قولُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الغيبة أشدُّ من الزنا))، قيل: وكيف ذلك؟ قال: ((إنَّ الرجلَ يزني، ثم يتوب، فيتوب الله عليه، وإنَّ صاحبَ الغيبة لا يغفر له، حتى يغفرَ له صاحبه)).
أمَّا عقابها، فقد رُوي عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لَمَّا عرج بي مررت بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاس يَخمشون وجوهَهم وصدورهم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناسِ، ويقعون في أعراضهم)).
10 - إعفاء اللِّحى، وحف الشَّارب، فهي سُنَّة المصطفى، واللحية زينة الرجل.
11 - الإكثارُ من ذكر الموت هادم اللذات؛ قال الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أكثروا ذكرَ هادم اللذات الموت)).
فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ  غَيْرِ  عِلَّةٍ        وَكَمْ مِنْ سَقِيمٍ عَاشَ حِينًا مِنَ الدَّهْرِ
وكم سمعنا عَمَّن أُخِذو على غفلة، أو قبضت أرواحُهم على معصية، فاللهمَّ أحسن خواتيمنا.
2 - أسباب المغفرة:
وقد أرشدنا إليها كتابُ الله في مواضعَ عِدَّة:
قال الله - تعالى - في سورة طه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ} [طه: 82] توبة نصوحًا، مستوفية لشروط التوبة من ندمٍ، وإقلاع، وعزم على عدم العَودة، {وَآمَنَ}؛ أي: بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيرِه وشرِّه، {وَعَمِلَ صَالِحًا} عملاً مُوافقًا للسنة النبوية، ولما جاء به النبي، {ثُمَّ اهْتَدَى}؛ أي: داوم العملَ على ما سبق من أمور، فلم يبدل، ولم يُغيِّر، وهي الاستقامة.
فقد رُوي أنَّه جاء رجل للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك؛ قال: ((قل: آمنت بالله، ثم استقم)).
3 - أسباب العذاب:
قال الله - تعالى -: {إِنَّا قَدْ أُوحيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ}؛ أي: بقلبه، {وَتَوَلَّى}؛ أي: أعرض بجسده عن الأعمال التي أمر بها الله - تعالى.
والإعراض ليس من صفاتِ مَن يرجو رحمةَ الله، ويخاف عذابه، فالراجي لشيء يلزمه صفات ثلاثة:
1 - محبة ما يرجوه.
2 - خوفه من فواته.
3 - سعيه في تحصيله بحسب الإمكان.
4 - أسباب النجاة:
1- شهادة الإخلاص، وهي "لا إله إلا الله"، فمن قالها دخل الجنة.
2- حُبُّ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فالمرء مع من أحب.
3- حسن الظن بالله والثِّقة في رحمته، جاء في الحديث القُدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي))؛متفق عليه.
4- الإسلام والتسليم والاستسلام لله - تعالى - في شتى أمور الحياة.
وقد لخصها الشاعر في قوله:
بِأَرْبَعَةٍ   أَرْجُو   نَجَاتِي    وَإِنَّهَا        لَآكَدُ  مَذْخُورٍ   لَدَيَّ   وَأَعْظَمُ
شَهَادَةُ إِخْلاَصِي وَحُبِّي مُحَمَّدًا        وَحُسْنُ ظُنُونِي  ثُمَّ  إِنِّيَ  مُسْلِمُ

5- أسباب شرح الصدر:
ولشرح الصدر أسبابٌ يَجب الأخذ بها، ومنها:
1 - التوحيد ومعرفة الله، فهو أصل الهداية.
2 - النور الذي يَقذفه الله في قلب العبد؛ قال تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزمر: 22].
3 - العلم بأمور الآخرة، والجنة والنار، فهو يُطمئن القلب، وينير البصيرة.
4 - الإنابة إلى الله - سبحانه وتعالى - والعودة إليه.
5 - المداومة على الذكر، فليكن لسانك رطبًا بذكر الله.
6 - الإحسان إلى الخلق ونفعهم.
7 - شجاعة القلب والنفس، لا الجبن والبخل.
8 - التخلُّص من أمراض القلوب، كالغل والحقد.

9 - ترك فضول النظر والكلام؛ لأنَّه يزيد من هموم القلب والحرص على ما ينفع.

 

6 - موجبات الشكر:

قال الشاعر:
إِذَا اجْتَمَعَ  الْإِسْلاَمُ  وَالْقُوتُ  لِلْفَتَى        وَكَانَ صَحِيحًا جِسْمُهُ وَهْوَ فِي أَمْنِ
فَقَدْ  مَلَكَ  الدُّنْيَا  جَمِيعًا   وَحَازَهَا        وَحَقٌّ  عَلَيْهِ  الشُّكْرُ  لِلَّهِ  ذِي  الْمَنِّ

1 - الإسلام: وهو النِّعمة الكبرى، والمنحة العُظمى للبشرية من خالقها، وهو الدِّين الذي ارتضاه الله لها؛ قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِينًا} [المائدة: 3].
2 - القوت الضَّروري الذي يُقيم به الإنسان بدنه.
3 - صحة البدن والعقل.
4 - الأمن والاستقرار في الأوطان.

 

7 - ما يعتصم به العبد من الشيطان:
1 - الاستعاذة بالله؛ قال - تعالى -: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36].
2 - قراءة المعوذتين: "سورة الفلق، وسورة الناس".
قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تعوَّذ المتعوِّذون بمثلهما))، وكان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتعوذ بهما كلَّ ليلة.
3 - قراءة سورة الفاتحة.
4 - قراءة سورة البقرة؛ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تجعلوا بُيُوتكم قبورًا، فإنَّ البيت الذي تُقرَأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان))؛ رواه مسلم، وآخرها على وجه الخصوص؛ لقول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ، كفتاه))؛ متفق عليه.
6- قراءة أول {حم} المؤمن، إلى قوله: {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} مع آية الكرسي، فقد جاء في الحديث: ((من قرأ {حم} المؤمن إلى {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ}، وآية الكرسي حين يصبح، حفظ بهما حتى يُمسي، ومن قرأهما حين يُمسي حفظ بهما حتى يصبح)).
5- الوضوء والصلاة.
6- كَثْرَة الذِّكر.
7- إمساك فضول النظر والكلام.

 

8- أسباب تنزل رحمات الله:
ومنها:
1- الإحسان: وهو أن تعبد اللهَ كأنَّك تراه، فإنْ لم تكن تراه، فإنه يراك؛ قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].
2- تقوى الله، والإيمان بآيات الله، وإيتاء الزكاة؛ قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 56].
3- رحمة العبد بباقي المخلوقات من البهائم أو بإخوانه من البشر؛ ((الراحمون يرحمهم الرحمن)).
4- الإيمان والهجرة والجهاد؛ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218]، والمجاهد مَن جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر من نهى الله عنه.
5- إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة؛ قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 56].
6- دعاء الله باسمه الرحمن الرحيم: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].
7- اتِّباع القرآن الكريم: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155].
8- طاعة الله ورسوله؛ {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132].
9- الاستماع والإنصات لكتاب الله؛ {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204].
10- المداومة على الاستغفار؛ {لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل: 46].

 

9 - أسباب إزالة عقوبات الذنوب:
1- التوبة النصوح؛ قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25].
2 - الاستغفار: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].
3 - الحسنات الماحية للذنوب: من جميع الطاعات، فإِتْبَاعُ السيئةِ بالحسنة تَمحها بإذن الله ورحمته؛ رُوِيَ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الصلواتُ الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر))؛ رواه مسلم.
4 - دعاء المؤمن لأخيه المؤمن؛ ((دَعوةُ المرءِ المسلم لأخيه بظهر الغيب مُستجابة، عند رأسِه ملك كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بِمِثْلٍ))؛ رواه مسلم.

 

10- ما يعمل للميت من أعمالِ البر والصَّدقة ودعاء الأولاد الصالحين:
1- شفاعة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
2- المصائب، فهي مكفرات للذنوب؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما يُصِيب المؤمنَ من نَصَب ولا وَصَب - مرض - ولا هم ولا حزن، ولا غم ولا أذى، حَتَّى الشوكَة يُشاكها إلاَّ كَفَّر الله بها من خطاياه)).
3- أهوال القبر، فإنَّها تُنقِّي الإنسان من الذُّنوب، وكذا أهوال القيامة.
4- مغفرة الله النابعة من رأفته ورحمته بعباده، فالله لا ينتفعُ بعَذابِنا بشيء، فالله يغفر ما دون الشرك لمن يشاء من عباده.

 

11- أسباب الرزق:
1- السَّعي والأخذ بالأسباب؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
2- تقوى الله؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3].
3- كثرة الاستغفار: ففي الحديث ((مَن لَزِم الاستغفار، جعل الله له من كل هَمٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يَحتسب)).
4- التوكل على الله حقَّ توكله؛ {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
5- الدُّعاء؛ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
6 - شكر الله - تعالى - وحمده على نعمه؛ {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].

 

12- ما يكفر الذنوب ما تقدم منها وما تأخر:
وقد أوردها العسقلاني في "فتح الباري"، فذكر الآتي:
1- إسباغ الوضوء على المكاره.
2- الإكثار من قول "رضيت بالله - تعالى - ربًّا، وبالإسلام دينًا".
3- صلاة التسبيح، وهي كما وردت عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُصلِّي أربعَ ركعات، يقرأ في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فَرَغَ من القراءة في أولِ ركعة، يقول وهو قائم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مَرَّة، ثم يقولها في الركوع عشرًا، وفي الرفع من الركوع عشرًا، وفي كل سجدة عشرًا، وبين السجدتين عشرًا، وبعد القيام من السجدة الثانية عشرًا، وهكذا في بَقِيَّة الركعات، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، وفي مجموع الركعات ثلاثمائة تسبيحة)).
4- ترديد كلمة "آمين" خلف الإمام، عند الانتهاء من الفاتحة.
5- صلاة الضحى.
6- قراءة الفاتحة، وقل هو الله أحد، والمعوذتين بعد الجمعة ثلاثًا.
7- صيام رمضان وقيامه، وقيام ليلة القدر.
8- صيام يوم عرفة، فهو يكفر السنة الماضية والمستقبلة.
9- الحجُّ المبرور، فالحجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
10- قراءة آخر سورة الحشر.
11- قول ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)) مائة مرة.
12- تعليم الولد القرآن.
13- إرشاد الأعمى في طريقه أربعين خطوة فما فوق ذلك.
14- السعيُ في حاجة المسلم، فيكون الله في حاجتك.
15- المصافحة بين المسلمين.
16- القول بعد الأكل: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غيرِ حول مني ولا قوة.
17- إذا زاد عمر المسلم وهو مسلم عن تسعين سنة، فإنَّ الله يغفر له ذنبه.

 

13 - أسباب النصر على الأعداء:
1- الاعتماد على الله، واليقين بأنَّ النصر بيده: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].
2 - نصرة دين الله، والعمل على إقامة شرعة؛ قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. 
3 - الاتحاد بين المسلمين على كلمة سواء؛ قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4].
4 - الإعداد الجيد بالأسلحة والرِّجال؛ {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]. 
5 - إخلاصُ النية لله، والجهاد فيه وحدَه، لا من أجل غرضٍ دُنيوي؛ {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
6 - الثبات والشجاعة عند لقاءِ العدو؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45].
7 - الصبر، فإنَّ الله مع الصابرين، وإنَّ (النصر مع الصبر)؛ كما قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم.
8 - الإقدام, وليعلم المجاهد أنَّه ميت في جميع أحواله، فليمت في سبيل الله، وينال الجنة؛ قال الشاعر:

وَمَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ        تَعَدَّدَتِ الْأَسْبَابُ وَالْمَوْتُ  وَاحِدُ

9 - بَذلُ الغالي والنفيس، فمَن أنفقَ نفقةً في سبيل الله، كتب له سبعمائة ضعف، وقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسِكم وألسنتكم)).
10 - التشاوُر والأخذ بآراء المسلمين، وعدم التفرُّد بالرأي، لقد قال الله - تعالى - لنبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]، وهو المعصوم الذي يأتيه الوحي من السماء.
11 - توسيدُ الأمر لأهله من المخلصين والعلماء، سواء في علوم الدنيا أم في علوم الآخرة.
12 - الدُّعاء؛ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

 

14- وسائل حفظ الأمن:
إنَّ الأمنَ حاجةٌ بشرية، كالطَّعام والشراب؛ إذ قرنهم الله - تعالى - ببعضهم البعض؛ قال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 3- 4].

 

وقال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أصبح آمنًا في سِرْبِه - بيته - مُعافًى في جسده، عنده قوتُ يومه، فكأنَّما حِيزَت له الدُّنيا بحذافيرها))؛ رواه البخاري.

 

وقد حفظ الإسلام لنا الأمن بإقامة الحدود، وهي تحفظ الأسس التي تقوم عليها حياةُ البشر في كلِّ مكان وكل حين, فحفظ الله بها:
1- الدين:
فلذلك شدَّد الله - تعالى - عقوبة الردة, فجعلَها القتل؛ لحديثِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن بَدَّل دينه، فاقتلوه))؛ رواه البخاري.

 

2- النفس:
وقد حفظها الإسلام بطريقتين: أولاهما: التحذير الشديد من إذهابِ النفس؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]. وثانيهما: جعل الجزاء من جنس العمل، فمن قَتَلَ يُقْتَل؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} [البقرة: 178].

 

حتى بالنسبة لغيرِ المسلمين مِمَّن أمَّنهم المسلمون في ديارِهم، فقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قتل مُعاهَدًا لم يَرِحْ رائحةَ الجنة))؛ رواه البخاري.

 

3 - العقل:
فحرم الله - تعالى - كُلَّ مُسكر ومُذهب للعقل، كالخمر، والمُخدِّرات، كالأفيون، والكوكايين، فكلها مُذْهِبات لأكبر نِعَمِ الله على الإنسان، ألا وهو العقل، ولحفظ العقل وجب جلدُ شارب الخمر، ومذهب عقله ثمانين جلدة.

 

4 - والمال:
فحرم السَّرِقَة، وجعلها من أكبر الكبائر، ثم جعل جزاءَ السرقة قطع اليد؛ {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: 38].

 

5 - النسب:
فحرم الزنا، وحرم كُلَّ ما يؤدي إليه، وسد دوافعَه والمقربات منه؛ قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء: 32]، فلم يقل الله - تعالى -: ولا تزنوا، بل قال: {ولا تقربوا الزنا}؛ للتشديد في الحذر منه, ثم جعل الحد في الزنا - إذا ثبت بالشهود أو بالاعتراف - من أشد العقوبات، فهو إمَّا الجلد مائة جلدة لغير المحصن، وإمَّا الرجم حتى الموت للمحصن.

 

6 - العرض:
لذا حَرَّم الله قذف الأبرياء؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 23]، وجعلها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من السبع الموبقات، وجعل حَدَّها في الدنيا ثمانين جلدة.

 

فانظر - أخي الكريم - ما يَحدُث هذه الأيام من سبابٍ بَيْنَ الناس بالأمِّ والأب، ورميهم بالزِّنا، ورُبَّما أحيانًا على سبيل المُزَاح, فلا حَولَ ولا قوةَ إلا بالله، فتأمَّل ما يُمكن أن ينحط إليه حال الإنسان إذا ابتعد عن منهاج ربه.

 

15 - الوسائل المفيدة للحياة السعيدة:
من رسالة للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، وقد ذكر فيها:
1- الإيمان الصادق، والعمل الصالح؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمرَه كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلاَّ للمؤمن، إنْ أصابَتْه سَرَّاءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضَرَّاءُ صبر، فكان خيرًا له))، وشُكر الله - تعالى - قال الله - تعالى -: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
2 - الإحسان إلى الناس: وهو ما يُخبرنا به أهلُ الغرب الآن، وقد أخبرنا به النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - منذ أربعة عشر قرنًا.
3 - نِسيانُ الهمِّ الذي يَحمله الإنسان من المستقبل، وصرفُ الغم عَمَّا حدث في الماضي، والتركيزُ على الوقت الحاضر.
4 - ذكر الله؛ قال تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
5 - التحدُّث بنعم الله الظاهرة والباطنة؛ قال تعالى في آخر سورةِ الضُّحى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].
6 - النَّظر لأحوال الناس من أصحاب البلايا والمحن، فهي تُشْعِر الإنسان بنعمة الله عليه؛ قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((انظروا إلى مَن هو أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقَكم، فهو أجدر أن لا تَزْدَرُوا نعمةَ الله عليكم))؛ متفق عليه.
7 - الدُّعاء: وقد كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُكثر من قوله: ((اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمة أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كل خير، والموت راحة لي من كلِّ شر))؛ رواه مسلم.
8 - تقدير أسوأ الاحتمالات، وتوطين نفسه عليها.
9 - التَّقَوِّي بالله على ما يعرض للمرء وقوة القلب؛ ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني)).
10 - انتظارُ الشكر من الله وحدَه، وعدمُ تَمني الشكر والعرفان من الناس، فهي ليست الغاية؛ {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا} [الإنسان: 9].

 

16 - الوسائل إلى أهم المقاصد:
فبالإضافة إلى ما سبق:
1 - سُؤال أهلِ الذِّكر عما لا تعلم؛ {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
2 - السعي في طلب الرزق؛ {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
3 - الإلحاح في الدُّعاء؛ ((يا عبادي، كلكم جائع إلاَّ من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا مَن كَسَوْته، فاستكسوني أكسُكم)) الحديث رواه مسلم.
ومن نَفَّس عن مسلم كربة من كُرَبِ الدُّنيا، نَفَّس الله عنه كربةً من كرب يومِ القيامة.
4 - التواضع وحسن الخلق.
5 - المثابرة على الأعمال، والصبر عليها، وعدم اليأس والقنوط.
6 - تَوخِّي الحكمة في الدَّعوة، والتربية، والعلم، والتعلم، والحكمة، ووضع الأمور مَواضِعَها، وإنزال الأشياء منازلها الصحيحة.
7 - الصبر واليقين؛ قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].
8 - شكر الله - عزَّ وجلَّ - قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].
9- الاعتناء بصحة الأبدان بالغذاء والاغتسال والرياضة.
10- التقوى.
وأصل التقوى:
في اللغة: هو أن يَجعل الإنسان بينه وبين ما يَخافه ويحذره وقاية وحماية.
فمن خاف من غضبِ الله وسخطه، جعلَ بينه وبين الغضب وقايةً بالأعمال الصالحات، وترك المنكرات.
وقال عبدُالله بن مسعود في قوله - تعالى -: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102]: "هي أن يطاعَ، فلا يُعصى، ويُذكَر فلا يُنسَى، ويشكر فلا يكفر".
((أوصيك بتقوى الله، فإنَّها رأسُ الأمر كله))[1]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اتَّقِ الله حيثما كنت))[2].
قال الشاعر:

تَعْصِي الْإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ        هَذَا لَعَمْرِي فِي الْقِيَاسِ شَنِيعُ
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا  لَأَطَعْتَهُ        إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ


وقال آخر:

إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَلْبَسْ ثِيَابًا مِنَ التُّقَى        تَقَلَّبَ عُرْيَانًا  وَإِنْ  كَانَ  كَاسِيًا
وَخَيْرُ  لِبَاسِ  الْمَرْءِ  طَاعَةُ   رَبِّهِ        وَلاَ خَيْرَ فِي مَنْ كَانَ لِلَّهِ  عَاصِيًا


ودرجات التقوى ثلاث:
1 - أن يتقي العبدُ الكُفْرَ، وذلك مقام الإسلام.
2 - وأن يتقي المعاصي والمحرمات، وهو مقام التوبة.
3 - وأنْ يَتَّقي الشبهات، وهو مقام الورع.

 

وعَلامة المتقي: أن يكون مُراقبًا لله في جميع شُؤونه، هينًا لينًا في مُعاملته للناس, يفعلُ الخير، ولا يرجو إلاَّ الله, ولا يخاف إلا الله, صادقَ الوعد، مطمئنَّ النفس بذكر الله - تعالى.

 

17- أسباب المحبة:
أي: ما بين العبد وربه والرب وعبده, وهي أرقى ما يصلُ إليه قلب المؤمن، وهو استشعار المحبة في جميع شؤونه:
وأسبابها:
1 - قراءة القرآن.
2 - التقرُّب بالنوافل؛ وَرَدَ في الحديث: ((ولا يزال عبدي يتقرَّب إلَيَّ بالنوافل حتى أحبه))؛ الحديث رواه البخاري.
3 - مداومة الذكر؛ جاء في الحديث القُدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني))، وقال الله - تعالى - في سورة الرعد: {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. 
وقال تعالى في سورة آل عمران الآية: 31: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].
4 - التعرف على أسماء الله وصفاته التي أوجبها لنفسه، فكيف يُحب العبد من لا يعرف؟!
5 - التأمُّل في عجيب صُنع الله ومخلوقاته، فهو مما يُقوِّي الصلة بالخالق، ويُنمي في النفس الإجلال والخشية.
6 - الخلوة في آخر الليل.
7 - مُجالسةُ المحبين وأهلِ الصلاح والخير، فالمرءُ على دين خليله.
8 - البُعد عن المعاصي، فإنَّها تضادُّ الحب، وتُنفِّر القلب من الطاعات، وقد ورد في القرآن الكريم آياتٍ كثيرة تبيِّن صفاتِ من يستحقون الحبَّ من الله – تعالى.
من هذه الآيات: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4].

 

18 - دفع الحسد:
وأسبابه:
1 - التعوُّذ بالله؛ قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 1-5].
2 - تقوى الله؛ قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120]. 
3 - التوكل على الله؛ {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
4 - تجاهل هذه الأمور، وعدم الإكثار من التفكير فيها.
5 - الإقبال على الله - تعالى - بقلبك.
7 - الصدقة والإحسان إلى الناس حتى ولو إلى مَن حَسَدَك.
قال تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34 - 35].
8 - العلم بأنَّ النفعَ والضرَّ بيد الله، جاء في الحديث الذي رواه الترمذي: ((واعلم أنَّ الأُمَّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلاَّ بشيء قد كتبه الله عليك)).

 

19 - طريق التعلم وأسباب فهم الدروس:
1 - حسن النية وابتغاء وجه الله بالعلم؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا، سَهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة))؛ رواه مسلم. 
2 - الاستذكارُ قبل شرح المدرِّس؛ ليسهل الفهم.
3 - الإصغاء لشرح المدرس.
4 - السؤال عما أشكل من أمور، وعدم الخجل من السُّؤال.
وقيل: مِفْتاحُ العلم شيئان: حُسن السؤال، وحسن الإصغاء.
5- مُذاكرة الدروس بعد شرحها مباشرة.
6- تقوى الله - تعالى - وطاعته؛ {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282].
الدُّعاء وهو الوسيلة التي لا تخيبُ، والسلاح الذي لا يُخطئ.

 

20- شروط تحصيل العلم:
قال الشاعر:

أَخِي لَنْ تَنْالَ الْعِلْمَ إِلاَّ  بِسِتَّةٍ        سَأُنْبِيكَ  عَنْ  تَفْصِيلِهَا  بِبَيَانِ
ذَكَاءٌ وَحِرْصٌ وَاجْتِهَادٌ وَبُلْغَةٌ        وَإِرْشَادُ أُسْتَاذٍ  وَطُولُ  زَمَانِ


وقال آخر:

بِتِسْعٍ يُنَالُ الْعِلْمُ: قُوتٍ وَصِحَّةٍ        وَحِرْصٍ وَفَهْمٍ ثَاقِبٍ فِي التَّعَلُّمِ
وَحِفْظٍ  ودَرْسٍ  لِلْعُلُومِ  وَهِمَّةٍ        وَشَرْخِ شَبَابٍ وَاجْتِهَادِ  مُعَلِّمِ


21 - أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار:
والآيات المبينة لأسبابِ دخول الجنة والنجاة من النار كثيرةٌ ومعلومة للنَّاس, نذكر منها:
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأحقاف: 13 - 14]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَ‍قًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 111 - 112]، {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 13 - 14].

 

وقد وردت أحاديثُ في هذا الشأن مُبينة وشارحة؛ روى الإمامُ أحمد وغيره أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لقد أُنْزِلَ عليَّ عشر آيات، مَن أقامهن دخل الجنة))، ثم قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] الآيات.

 

عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: سَمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَخطب في حجة الوداع، فقال: ((اتَّقوا الله، وصَلُّوا خمسكم، وصوموا شهرَكم، وأَدُّوا زكاةَ أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم - تدخلوا جَنَّة ربكم))؛ رواه مسلم.

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن سلكَ طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة))؛ رواه مسلم.

 

وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما منكم من أحدٍ يتوضأ، فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلاَّ فُتِحَت له أبوابُ الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء))؛ رواه مسلم.

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - سئل عن أكثرِ ما يُدخل النَّاسَ الجنةَ، فقال: ((تقوى الله، وحسن الخلق))"؛ رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه.

 

22 - الدعوات المستجابة:
وللإمامِ السُّيوطي رسالةٌ في استجابة الدُّعاء، والأسباب المعينة عليه, وقد قسمها - رحمه الله - لأربعةِ أقسام استوفت جميعَ أركان الدُّعاء من وقت، وزمان، ومكان، ولفظٍ للدُّعاء، وحالٍ للدَّاعي:

 

- أمَّا فيما يرجع للداعي:
ورد عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحاديثُ كثيرة فيها تبشيرٌ باستجابة الدُّعاء لعددٍ من الناس، منهم: دعوةُ المظلوم، المسافر، الإمام العادل، الداعي لإخوانه بظهر الغيب، الحاج حتى يصدر، الغازي حتى يقفل، المريض حتى يبرأ، ذو الشيبة، المُحْسَنُ إليه للمُحْسِن، الوالدان للوَلَد، حامل القرآن، الدُّعاء في جماعة.

 

- فيما يرجع لوقت الدعاء:
قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ساعتان تفتح لهما أبوابُ السماء، وقَلَّ داعٍ ترد عليه دعوته حين يحضر النداء، والصف في سبيل الله)).
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اثنتان لا تُرَدَّان: الدعاء عند النداء، وحين البأس حِينَ يُلْحِمُ بَعضُهم بعضًا)).
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدُّعاء مستجاب ما بين النداء والإقامة)).
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ في الليل ساعةً لا يوافقها رجلٌ مسلم، يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلاَّ أعطاه إياه، وذلك كل ليلة)).
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في ثُلُث الليل الأخير: ((إنَّها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب)).
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من أفضل الدعاء: الدُّعاء يوم عرفة)).
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أتاكم شهرُ بركة، فيه تنْزِل الرحمة، وتُحَطُّ الخطايا، ويستجاب الدُّعاء))، وهو شهر رمضان.

 

- فيما يرجع للمكان:
ما ورد عن النبي فيه:
1 - الْمُلْتَزَم؛ لقولِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الْمُلْتَزَم بينَ الرُّكن والباب - باب الكعبة المشرفة - لا يسألُ اللهَ أحدٌ فيه شيئًا إلاَّ أعطاه إياه)).
2 - في برية وخلوة, وعند الثَّبات في المواقف، وعند القيامِ آخر الليل؛ لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثلاثَة مواطن لا تُرَدُّ فيها دعوة عبد: رجلٌ يكون في بَرِّيَّةٍ؛ حيث لا يراه إلاَّ الله، ورجل يكون معه فئة، فيفرُّ عنه أصحابه فيثبت، ورجل يقوم من آخر الليل))؛ أخرجه أبو نعيم في أخبار الصَّحابة.

 

- فيما يرجع إلى الدعاء ولفظه:
ويفضل الدعاء بما ورد في القرآن، وما ورد عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مثل:
((اللهم إنِّي أسألك بأنَّ لك الحمد، لا إلهَ إلا أنت، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم)).
((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين))؛ قال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لم يدع بها مسلم في شيء قطُّ، إلا استجاب الله له)).

 

23 - ما يُقوي صبر العبد على البُعد عن المعصية:
1- عِلْمُ العبد بقُبحها ودَناءتِها وخستها.
2- الحياءُ من الله، فيعلم العبد أنَّ الله شاهد عليه في جميع أحواله.
3- مُراعاة النعمة التي بين يديه، وفي ذلك قال الشاعر:

إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا        فَإِنَّ الْمَعَاصِي تُزِيلُ  النِّعَمْ


4- خوف الله، وخشية عقابه؛ قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
5- مَحبة الله، فإنَّ المحب لمن يُحب مطيع.
6- شَرَفُ النفس، وأَنَفَتُها، وتَرَفُّعها عن الخسيس والحقير من الأفعال، وكل المعاصي خسيسٌ مهين.
7- قصر الأمل، فإذا علم العبدُ يقينًا أنَّه قد ينتقل ما بين طرفةِ عين وانتباهتها للدار الآخرة، خاف من مباغتةِ الموت له، وهو على غير طاعة الله.
8- التقشف حتى لا يضيع المال في المباحات، فيلجأ المرء لحصدِ المال بالطُّرق الحرام.
9- ثبات الإيمان والأخذ بأسباب تثبيته في النفس.

 

24- ما يُقوي صَبْرَ العبد على البلاء:
1 - معرفة جزاء البلاء في الجنة.
2 - تكفير الذنوب.
3 - الإيمان بالقدر والقضاء، وإنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبَك، وما أصابَك لم يكن ليُخطئك.
4 - معرفةُ حق الله عليه.
5 - العلم بترتبها عليه بذنبه، فإنَّ الإنسان ليحرم الرزقَ بالذنب يصيبه؛ قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30].
6 - أن يعلم أنَّها الدواء النافع والمصلح لحاله؛ قال الله - تعالى -: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
7 - أن يعلم أنها امتحان واختبار.

 

فائدة:
قيل: من تخالطهم من الناس أربعة أنواع:
1 - مَن مُخالطته كالغذاء، فلا يَستغني الرجلُ عنهم، وهم العلماء والصالحون.
2 - مَن مُخالطته كالدواء، وهم مَن تَحتاج إليهم؛ لإصلاح معاشك. 
3 - من مُخالطته كالدَّاء، وهم مَن يُصيبونك بالضَّررِ الدُّنيوي أو الديني عند مُخالطتهم. 
4 - من مخالطتهم كالهلاك، وهم أهلُ البدع، والأهواء، والفسق، والفجور، والمعصية، ففر منهم فرارك من الأسد.

 

أمَّا بعد:
فتلك خلاصة الأسباب التي إنْ أخذ بها المرءُ، سعد في الدُّنيا والآخرة، نسألُ الله أن يَجزينا ويَجزي المؤلف خيرَ الجزاء، وأحبُّ أنْ أختمَ بتلك السورة من القرآن الكريم، التي جمعت أمرَ الدنيا بما فيها، والتي قال فيها الشافعي - رحمه الله -: "لو تفكر فيها الناس لكفتهم"، قال تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر: 1 - 3].

 

ــــــــــــــ
[1] رواه ابن حبان في صحيحه.
[2] رواه الترمذي، وقال: حديثٌ حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الهداية لأسباب السعادة (ملخص أول)
  • القيم والسعادة
  • أربع من السعادة .. وأربع من الشقاء
  • من أسباب السعادة إقامة الصلاة (خطبة)
  • السعادة
  • السعادة في الشعر
  • خطبة أسباب وموانع الهداية

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة إدراك الغاية في اختصار الهداية ( مختصر الهداية في الفقه لأبي الخطاب الكلوذاني )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الهداية لأسباب السعادة (WORD)(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • الهداية لأسباب السعادة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • أسباب الهداية والصلاح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أسباب الهداية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ضرورة طلب الهداية من الله (خطبة) - باللغة البنغالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أريد الهداية لإخوتي(استشارة - الاستشارات)
  • ضرورة طلب الهداية من الله (خطبة)- باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ضرورة طلب الهداية من الله (خطبة) - باللغة الإندونيسية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغاية في شرح الهداية لشمس الدين السروجي طبعة أسفار(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- يا له من تنسيق
أحمد زكريا - مصر 09-03-2010 11:07 PM
اعتقد ان المجهود المبذول في التنسيق والإخراج الفني الرائع لهذا للمقال , ربما يقارب المجهود الذي بذلته في تلخيصه ,
شكر عميق

تحياتي
أحمد
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب