• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة الملخص الماهر / المواد الفائزة في مسابقة الملخص الماهر
علامة باركود

ملخص: إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان

أماني محمد أحمد محمد متولي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/3/2010 ميلادي - 22/3/1431 هجري

الزيارات: 21220

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص رسالة
إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان
الشيخ/ عبدالله بن جار الله الجار الله
رحمة الله

لقد جمع المؤلِّف في هذه الرسالة ما تيسَّر جمعه، وهي رسالة مستفادَة من كلام الله - تعالى - وكلام رسوله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وكلام عددٍ من المحققين من أهل العلم.

بدأ المؤلف بتعريف (معنى الفتنة) فقال: هي المحنة والعذاب والشدَّة، وكل مكروه؛ كالكفر والإثم، والفضيحة والفجور والمصيبة، وغيرها من المكاره، فإن كانت من الله، فهي على وجه الحكمة، وإن كانت من الإنسان بغير أمره - سبحانه وتعالى - فهي مذمومة، وقد ذمَّ الله - تعالى - الإنسان بإيقاع الفتنة؛ كقوله - تعالى -:{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 191]، وقوله - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10]. (كتاب الفتن وأشراط الساعة)[1].

لقد أخبر النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بوقوع الفتن، فمنها ما تحقَّق كنزول الفِتَن كمواقع القطر؛ قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفِتَن خلال بيوتكم كمواقع القطر))، وهذا إشارة إلى الحروب التي وقعت بين الصحابة؛ كوقعة الجمل وصفين والحرة، ومقتل عثمان ومقتل الحسين - رضي الله عنهما - وغير ذلك، وفيه معجزة ظاهرة له - صلَّى الله عليْه وسلَّم.

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان، فيكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة))، وقد كان عليٌّ الإمامَ والأفضل يومئذ بالاتِّفاق، وقد بايَعَه أهل الحلِّ والعقد بعد عثمان، قال الإمام النووي: "هذا من المعجزات، وقد جرى هذا في العصر الأول".

كما أخبرنا بالفتنة التي تموج كموج البحر؛ مقتل عثمان - رضِي الله عنه - وبمقتله فشت الفتن بما لا يُغلَق إلى يوم القيامة.

وأخبرنا - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أن باب الفتنة من المشرق، من حيث يطلع قرنَا الشيطان، فكان موقعة الجمل وموقعة صفين، ثم ظهور الخوارج في أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرق، وكان أصل ذلك كله قتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه.

وقال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ستكون فِتَن، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومَن يشرف لها تستشرفه، ومَن وجد ملجأ أو معاذًا فليَعُذْ به))، قال الإمام النووي: "وهذا الحديث ممَّا يحتجُّ به مَن لا يرى القتال في الفتنة بكلِّ حال، وقد اختلف العلماء في قتال الفتنة؛ فقالت طائفة: لا يُقاتل في فتن المسلمين، وإن دخلوا عليه بيته وطلبوا قتله، فلا يجوز له المدافعة عن نفسه؛ لأن الطالب متأوِّل... وقال ابن عمر وغيره: لا يدخل فيها، لكن إن قُصِدَ دفع عن نفسه".

وإخباره - صلَّى الله عليه وسلَّم - بهلاك كسرى وقيصر.

وقال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجَّالون كذَّابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله))، وقد وُجِد من هؤلاء خلق كثيرون، وأهلكهم الله - تعالى.

ومنها ما أخبرنا به رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ويقع في آخر الزمان؛ كإخباره - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بفتح ردم يأجوج ومأجوج، وإخباره بعدم قيام الساعة حتى يحسر الفرات عن جبلٍ من الذهب؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((يوشك الفرات أن يحسر عن كنزٍ من ذهب، فمَن حضره فلا يأخذ منه شيئًا)).

وإخباره بعدم قيام الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى)).

وإخباره بعدم قيام الساعة حتى تعبد قبيلة دوس ذا الخلصة (الأصنام).

وإخباره بقتال اليهود؛ فقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((تقاتلكم اليهود، فتُسلَّطون عليهم، ثم يقول الحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله)).

وذكر الدجال وصفته وما معه، وأنه أعور العين اليمنى، وأنه مكتوب بين عينيه (كافر)؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إن مع الدجال إذا خرج ماءً ونارًا، فأمَّا الذي يرى الناس أنها النار، فماء بارد، وأمَّا الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق، فمَن أدرك منكم، فليقع في الذي يرى أنها نار؛ فإنه عذب بارد)).

وهذه الأحاديث في قصة الدجال حجَّة في مذهب أهل الحق في صحَّة وجوده، وأنه شخص بعينه، ابتلى الله به عباده وأقدره على أشياء من مقدورات الله - تعالى - من إحياء الميت الذي يقتله، ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب معه، وجنته وناره ونهريه، واتباع كنوز الأرض له، وأمره السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته، ثم يعجزه الله - تعالى - بعد ذلك ويبطل أمره، ويقتله عيسى - صلَّى الله عليْه وسلَّم.

قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ألاَ أحدثكم حديثًا عن الدجال، ما حدَّث به نبي قومَه؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول: إنها الجنة، هي النار، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه)).

وقد أخبرنا النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بتحريم المدينة على الدجال، فلا يستطيع دخولها؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ليس من بلد إلا سيطؤُه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلاَّ عليه الملائكة صافِّين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق، وأخبرنا بقرب الساعة؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((بُعِثت والساعةَ كهاتين))، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.

التعوُّذ من الفتن ومن إدراك زمانها:
قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن))؛ رواه مسلم، وكان النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يتعوَّذ في دبر صلاته من أربع: ((أعوذ بالله من عذاب القبر، وأعوذ بالله من عذاب النار، وأعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بالله من فتنة الأعور الكذاب))؛ رواه أحمد.

وقال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((تعوَّذوا بالله من رأس السبعين، ومن إمارة الصبيان))؛ رواه أحمد.
•              •               •
فضل مَن جنب الفتن  وأنه يعتبر سعيدً:
قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إن السعيد لَمَن جُنِّب الفِتَن، إن السعيد لَمَن جُنِّب الفتن، إن السعيد لَمَن جُنِّب الفتن، ولَمَن ابتُلِي فصبر فواهًا))؛ رواه أبو داود وإسناده صحيح.

فضل العبادة في زمن الفتن
:

قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((العبادة في الهرج كهجرة إليَّ))؛ رواه الترمذي؛ لأن الناس في زمن الفتن يتَّبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين، فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم مَن يتمسَّك بدينه ويعبد ربه، ويتَّبع مراضيَه ويجتنب مساخطه، كان بمنزلة مَن هاجَر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - مؤمنًا به، متبعًا لأوامره، مجتنبًا لنواهيه.

التحذير من الفتن (عمومًا)[2]:
أخبرنا النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - عن وقوع الفتن، وبيَّن أن النجاة منها تكون بالاعتصام بكتاب الله وسنة نبيِّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم.

والإنسان اليوم في معترك فتن عظيمة؛ فالمال فتنة، والأولاد فتنة، ومخالطة الأشرار من الكفار والمنافقين فتنة، والنساء فتنة، إنها فتن كثيرة، ولا مخرج منها إلا بالرجوع إلى كتاب الله، وسنة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - واتباع العلماء والمصلحين الذين يبيِّنون الحق للناس، ويكشفون عنه الشُّبَه، فيهتدي على أيديهم مَن شاء الله هدايته من ذوي البصائر النافذة، والعقول الراجحة، فينظرون في عواقب الأمور، ويثبتون عند تلاطم أمواج الفتن.

وقد روَّجت وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة، للباطل وشوَّهت الحق، بترويج الخلاعة والمجون، ونشر الأفكار الهدَّامة، عبر الصحف والقنوات التلفزيونية ومواقع الإنترنت، وتوجيه الشباب إلى التبعية للغرب، فنشأ جيل من أولاد المسلمين يجهلون دينهم تمامًا، وتأسيسهم العلمي ضعيف، واطِّلاعهم على الكتاب والسنَّة ومعاني كلام الصحابة والسلف والعلماء ضعيف، فلا يستطيعون التمييز بين الحق والباطل، فيقرؤون الجرائد وما يُنشَر فيها من أباطيل وقنوات ومواقع إنترنت، فيتأثرون بها.

ثم حذَّرَنا المؤلف من الفِتَن المعاصرة (خصوصًا)؛ لأن المسلم المعاصر قد أحاطتْ به فتن وشرور مستطيرة، وأخطار كثيرة، وقد أخبَرَنا نبينا - صلَّى الله عليْه وسلَّم - عن وقوع الفتن في آخر الزمان، وبيَّن لنا أسباب النجاة منها؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إني تارِكٌ فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلوا؛ كتاب الله وسنتي))؛ رواه الحاكم، وفي الإعراض عنهما الهلاكُ.

ومن هذه الفتن فتنة المال؛ فلم يخشَ علينا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الفقر، بل الغني؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن لكلِّ أمَّة فتنةً، وإن فتنة أمَّتي المال))؛ رواه أحمد، فالمال فتنة من أنواع كثيرة؛ منها الانشغال بجمعه وتنميته، ومنها المُكاثَرَة فيه بحيث لا يقف الإنسان عند حدٍّ فهو يطلب المزيد دائمًا، ومنها قِلَّة التحرُّز من المكاسب المحرَّمة، ومنها منع الحقوق الواجبة في المال من الزكاة وحقوق الأقارب وغيرها.

ومن الفتن التي وقعتْ في هذا الزمان ما تجلبه إلينا وسائل الإعلام المرئيَّة: (الإعلانات، أفلام الجنس والعنف، والمسرح، والخلاعة والمجون، والفنون الشعبية والموسيقا)، والمقروءة: (الصحف والمجلات، مقالات مزيفة، وخطب مضلِّلة)، والمسموعة: (أغاني مثيرة، وأخبار "مفبركة").

ومن الفتن المخيفة - والتي عَظُمت في هذا الزمان -: فتنة النساء التي حذَّر منها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((صنفان من أهل النار لم أرَهما: قومٌ معهم سِيَاطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))؛ رواه مسلم.

لقد وصفهنَّ لنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - نساء متبرجات سافرات، يعرضن أجسامهن في الأسواق والأماكن العامَّة، كاشفات عن أجسامهن، ومتطيِّبات بأذكى الأطايب، ويلبسن الملابس الضيِّقة والشفَّافة التي تفضح أكثر من أن تستر.

ثم ذكر المؤلف عددًا من الفتن المعاصرة التي يتعرَّض لها المسلم: كذهاب المرأة إلى الكوافير في ليلة الزفاف وغيرها، والذي يتولى تجميلها الرجال، وتفصيل الثياب عند رجل أجنبي وتترك نفسها ليأخذ مقاس جسدها.

ومنهن مَن تركب مع سائق أجنبي في سيارة أجرة أو خصوصية، وتذهب معه وحدها، ومنهن مَن تذهب إلى الطبيب في العيادة أو المستوصف بدون محرم، فيخلو بها الطبيب، ومزاحمة المرأة الرجالَ في ميادين العمل التي لا تليق بها كأنثى؛ بهدف المساواة بالرجل، وتقليد المرأة الغربية المتحررة من الأخلاق.

ولقد سهَّلت وسائل الإعلام والمواصلات اختلاط المسلم بالكافر، والبر بالفاجر، ونقل الأفكار الهدَّامة والعقائد الزائفة والأخلاق السيئة إلى مجتمع المسلمين، عبر الصحف والإذاعة والتليفزيون والفيديو والإنترنت.

إن أعداء الدين ودعاة الشر يروِّجون لهذه الفتن، فتمسَّكوا بكتاب ربكم وسنة نبيِّكم واستعينوا بالله واصبروا، فإن بعد هذه الفتن أشدَّ منها وأخطر؛ فهناك فتنة الدجال والساعة؛ {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((تكون فتن لا ينجي منها إلا دعاء كدعاء الغرق))؛ رواه الحاكم.

ثم خصَّ المؤلف (فتنة النساء والتحذير منها)[3]؛ لخطرها وأثرها الرهيب على المجتمع ككل:
ولقد حذَّرنا رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - من فتنة النساء فقال: ((ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء))؛ رواه الشيخان، ((إن أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))؛ رواه مسلم، والفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن؛ حيث جعلهن الله من حب الشهوات؛ - قال تعالى -: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} [آل عمران: 14]، ((أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))؛ رواه مسلم.

وقد تحقَّقت نبوءة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وظهرت النساء الكاسيات العاريات اللاتي يلبسن الملابس الضيِّقة التي تصف الجسد، والملابس الشفافة والقصيرة التي تُظهِر الجسد، وقد أنذرهم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بدخول النار، وهذا تحذير شديد من التبرُّج والسفور، وتحريم إظهار الزينة.

ودعا المؤلف المرأة لأن تعي دورَها الحقيقي في المجتمع، وأن تقوم بما عليها من حقوق تجاه الله، وتجاه الزوج والأولاد والمجتمع، وقد بيَّن الرسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ما أدى إلى هلاك بني إسرائيل وزعزعة كيانهم، وأن أوَّل هذا الهلاك بدأ بفتنة النساء.

وقد أصدر الشيخ عبدالعزيز بن باز فتوى بتحريم قيادة المرأة للسيارة؛ لأنها تستلزم التبرُّج والسفور وإظهار الزينة، والخروج من البيوت بين الحين والآخر، واختلاط الرجال بالنساء؛ مما يؤدِّي إلي مفاسد عظيمة، وانتشار الزنا والفواحش التي تقضي على المجتمع؛ قال الله - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب: 33]، ودرءُ المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، فتنتفي المصلحة في قيادة النساء للسيارات درءًا للمفاسد التي تترتَّب عليها، وقال ابن القيم: "إن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصلُ كلِّ بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة".

ثم تكلم المؤلف عن الخوف من فتنة المال (والتحذير منها)[4]:
قال - تعالى -: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التغابن: 15]؛ أي: إن هذه الأموال التي بين أيديكم جعلها الله فتنة لكم:
1- فتنة في تحصيلها؛ لأن من الناس مَن يتَّقي الله ويكتسب المال من طرائق حلال، فتكون بركة عليه إذا أنفقها، ومقبولةً منه إذا تصدَّق بها، وأجرًا إذا خلَّفها لورثته، ومن الناس مَن لم يتَّقِ الله في طلب المال، فصار يكتسبه من أيِّ طريق أُتِيح له من حلال أو حرام، فصار ماله وبالاً عليه، إنْ أمسكه لم يُبارَك له فيه، وإن تصدَّق به لم يُقبَل منه، وإن خلَّفه بعده كان زادًا له إلى النار، لغيره غنمه وعليه إثمه وغرمه.

2- وفتنة في تمويلها؛ لأن من الناس مَن كان المال أكبر همِّه، وشغل قلبه، ومن الناس مَن عرف للمال حقه، وأنزله منزلته، فلم يكن أكبر همِّه، ولا مبلغ علمه، وجعل المال في يده لا في قلبه، فلم يشغله عن ذكر الله ولا عن الصلاة والقيام بشرائع الدين وفروضه، فهو من الذين: {رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [النور: 37].
وجعل المال وسيلةً يتوسَّل بها إلى فعل الخيرات ونفع القرابات، وإعانة ذوي الحاجات، فهو قد استخدم المالَ ولم يستخدمه المالُ، وعبَد ربَّه ولم يعبد المال.

3- وفتنة في إنفاقها؛ لأن من أصحاب الأموال مَن يبخل ويمنع حق الله وحق عباده في ماله، فلا يؤدي الزكاة، ولا ينفق على مَن يلزمه الإنفاق عليه.

ومن أصحاب الأموال مَن هو مسرف، مفرط يبذِّر ماله، وينفقه في غير وجهه، فكان من إخوان الشياطين؛ قال - تعالي -: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآَخِرِ} [النساء: 38].

إن عقوبة مَن جحد نعمة الله عليه وكفرها ومنع الحق الواجب... قال - تعالى -: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16].

وكان النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يتخوَّف على أمَّته من فتح الدنيا عليهم، فيخاف عليهم الافتتان بها؛ قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبسَط الدنيا عليكم كما بُسِطت على مَن كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم))؛ رواه البخاري ومسلم، الاقتتال والعداوة، التحاسد والتباغض؛ قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((لكلِّ أمة فتنةٌ، وإن فتنة أمتي المال))؛ رواه الترمذي، فالمال ليس بخيرٍ مطلق، بل هو خيرٌ مقيَّد، فإن استعان به المؤمن على ما ينفعه في آخرته، كان خيرًا له، وإلا كان شرًّا له.

قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إن هذا المال خضرة حلوة، فمَن أصابه بحقِّه بُورِك له فيه، ورُبَّ مُتَخوِّض فيما شاءتْ نفسه من مال الله ورسوله، ليس له يوم القيامة إلا النار))؛ رواه أحمد، والمراد بمال الله ومال رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأموال التي يجب على ولاة الأمور حفظُها وصرفُها في طاعة الله ورسوله من أموال الفيء والغنائم ومال الخراج والجزية وأموال الصدقات، وأكل الربا وأكل مال الأيتام والسرقة والغش في البيوع؛ قال - تعالى -: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} [محمد: 12]، ولهذا شبَّه النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - مَن يأخذ الدنيا بغير حقِّها ويضعها في غير حقِّها بالبهائم الراعية من خضراء الربيع حتى تنتفخ بطونها من أكله، فإمَّا أن يقتلها، وإمَّا أن يقارب قتلها، فكذلك مَن أخذ الدنيا من غير حقِّها، ووضَعَها في غير وجهها، إمَّا أن يقتله ذلك، فيموت به قلبه ودينه، فيستحق النار بعمله.

ومدح النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - مَن أخذ من حلال الدنيا بقدر بلغته وقنع بذلك؛ كما قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((قد أفلح مَن هداه الله إلى الإسلام، وكان عيشه كفافًا فقنع به))؛ رواه مسلم، وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((خير الرزق ما يكفي))؛ رواه أحمد.

ثم تطرَّق المؤلف لبيان غربة الإسلام[5]:
فقال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء))؛ رواه مسلم، وفي رواية أبي بكر الآجُرِّيِّ: قِيل: ومَن هم يا رسول الله؟ قال: ((الذين يصلحون إذا فسد الناس))، وفي روايةٍ أخرى قال: ((الذين يفرُّون بدينهم من الفتن)).

فكان الداخلون في الإسلام في بداية الدعوة غرباء، مستضعفين، ومعذَّبين، ومهاجرين، وقد عاد الإسلام اليوم غريبًا في كثيرٍ من الأقطار والدول التي تحكم بغير ما أنزل الله، ولا تقيم حدود الله على المجرمين، ولا يُؤمَر فيها بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وتُعمَل فيها الفواحش، وتُشرَب المسكرات من غير نكير، فالمتمسِّك فيها بدينه غريبًا.

وكثيرٌ ممَّن ينتسبون للإسلام يُشرِكون بالله في كثيرٍ من أنواع العبادة؛ مثل: دعاء الأموات، والذبح لغير الله، كذبحهم للقبور وللجن، والنذر لغير الله.

ومن المنتسبين للإسلام مَن استهزؤوا بكثيرٍ ممَّا جاء به الرسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فاستهزؤوا باللِّحَى، والحجاب، وتحاكَم بعضهم إلى القوانين الوضعية المخالفة للكتاب والسنة؛ قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، وركن كثيرٌ من أولئك المنتسبين للإسلام إلى الكفار وتولوهم، وتشبَّهوا بهم في كثيرٍ من أفعالهم وأقوالهم، وجادل كثيرٌ منهم في عقائد الإسلام فرفضوا الإيمان بالغيبيات، وأنكروا البعث والجنة والنار.

ومنهم مَن أنكر الزكاة واستحبَّ جمع الضرائب، ومنهم مَن قال بأن الصيام ليس إجباريًّا؛ لأنه يُقلِّل الإنتاج ويُضعِف الدخل القومي وبالتالي الاقتصاد الوطني، ومنهم مَن لم يقبل بقسمة الله وحكمه في ميراث المرأة واتهموه بالظلم، ومنهم مَن هاجَم الفقه الإسلامي واتَّهم شرع الله بالتخلف والجمود.

لقد عاد الإسلام اليوم غريبًا، بسبب تفشِّي الشبهات المضِلَّة والشهوات والأهواء، وتفرَّق أهل القبلة وصاروا شِيَعًا، وكَفَّر بعضُهم بعضًا، ولا ينجو من هذه الفرق كلها إلا فرقة واحدة، وهي الفرقة الناجية؛ لتمسُّكها بما كان عليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه، وهم الغرباء في آخر الزمان، الذين يَصلُحون إذا فسد الناس، وهم الذين يُصلِحون ما أفسد الناس من السنَّة، وهم الذين يفرُّون بدينهم من الفِتَن، وهم النُّزَّاع من القبائل؛ لأنهم قلوا، فلا يوجد في كلِّ قبيلة منهم إلا الواحد والاثنان، وقد لا يوجد في بعض القبائل منهم أحد، كما كان الداخلون في الإسلام في أوَّل الأمر كذلك.

وأما فتنة الشهوات فقد بُسِطت الدنيا على المسلمين، فتنافسوا وتحاسدوا وتباغضوا وتقاتلوا،
وهؤلاء الغرباء قسمان: أحدهما مَن يُصلِح نفسه عند فساد الناس، والثاني مَن يصلح ما أفسد الناس من السنَّة، وهو أعلى القسمين، وهو أفضلهما.

كما ذكر المؤلف (جواز الدعاء بالموت خشية الفتنة في الدين)[6]:
قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((اللهم إني أسالك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قومٍ فتوفني غير مفتون، وأسألك حُبَّك، وحُبَّ مَن يحبُّك، وحبَّ عملٍ يقربني إلى حبِّك))، وقال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنها حقٌّ، فادرسوها وتعلموها))؛ رواه أحمد.

فإن المؤمن إذا عاشَ سليمًا من الفتن، ثم قبَضَه الله - تعالى - إليه قبل وقوعها وحصول الناس فيها، كان في ذلك نجاةٌ له من الشر كله.

وقد أمر النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - - أصحابه أن يتعوَّذوا بالله من الفِتَن ما ظهر منها وما بطن، وكان يخصُّ بعض الفِتَن العظيمة بالذكر، فكان يتعوَّذ بالله في صلاته من أربعٍ: ((أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا - كالكفر والبدع والفسوق والعصيان - وفتنة الممات - كسوء الخاتمة وفتنة الملكين في القبر - ومن فتنة المسيح الدجال))؛ أخرجه البخاري، وخصَّ النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فتنة الدجال بالذكر لعظم موقعها، فإنه لم يكن في الدنيا فتنة قبل يوم القيامة أعظم منها، وكلَّما قرب الزمان من الساعة كثرت الفتن.

والدعاءُ بالموت خشيةَ الفتنة في الدين جائز، وقد دعا به الصحابةُ والصالحون بعدهم، ولما حجَّ عمر بن الخطاب آخر حجَّةٍ حجَّها استلقى بالأبطح ثم رفع يديه وقال: "اللهم إنه قد كبرت سني، ورقَّ عظمي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيِّع ولا مفتون، ثم رجع إلى المدينة فما انسلخ الشهر حتى قُتِل - رضي الله عنه"؛ أخرجه مالك.

وكان سفيان الثوري يتمنَّى الموت كثيرًا، فسُئِل عن ذلك، فقال: ما يدريني، لعلِّي أدخل في بدعةٍ، لعلي أدخل فيما لا يحلُّ لي، لعلي أدخل في فتنة، أكون قد متُّ فسبقت هذا.

والمسلمون اليوم قد أحاطتْ بهم الفتن من كلِّ مكان؛ فقال - تعالي -: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]، فجعل الله كلَّ ما يصيب الإنسان من شر أو خيرٍ فتنةً، فإن أُصِيب بخيرٍ امتحن به شكره، وإن أُصِيب بشرٍّ امتحن به صبره.

وفتنة السرَّاء أشدُّ من فتنة الضرَّاء، ففتنة الضرَّاء يصبر عليها البر والفاجر، ولا يصبر على فتنة السرَّاء إلا صِدِّيق، ولمَّا ابتُلِي الإمام أحمد بفتنة الضرَّاء صبر ولم يجزعْ، وقال: كانت زيادةً في إيماني، فلمَّا ابتُلِي بفتنة السرَّاء جزع وتمنى الموت صباحًا ومساءً، وخشي أن يكون نقصًا في دينه.

ثم إن المؤمن لا بُدَّ أن يُفتَن بشيء من الفتن المؤلمة الشاقَّة عليه ليمتحن إيمانه، ولكن الله يلطف بعباده المؤمنين في هذه الفتن، ويُصبِّرهم عليها، ويثيبهم فيها، ولا يلقيهم في فتنةٍ مهلكةٍ مضلَّةٍ تذهب بدينهم، بل تمرُّ عليهم الفتن وهم منها في عافيةٍ، والفتن الصغار التي يُبتَلَى بها المرء في أهله وماله وولده وجاره تكفِّرها الطاعات من الصلاة والصيام والصدقة، وأمَّا الفتن المضلَّة التي يخشى منها فساد الدين، فهي التي يستعاذُ منها، ويسأل الموت قبلها، فمَن مات قبل وقوعه في شيء من هذه الفتن، فقد حفظه الله - تعالى – وحماه؛ قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((اثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت، والموت خيرٌ للمؤمن من الفِتَن، ويكره قِلَّة المال، وقِلَّة المال أقلُّ للحساب))؛ أخرجه أحمد.

ثم وصل المؤلف إلي أهمِّ فصل في الكتاب وخصَّصه لـ(ما يَعصِم المسلم من الفِتَن):
لقد أرشدنا رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بما يعصمنا من الفتن التي أخبرنا بوقوعها في آخر الزمان، ومنها:
1- الإيمان الصادق والعمل الصالح الخالص لله، الموافق لسنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال الله - تعالى -: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

والإيمان الصحيح هو ما حصل في القلب وصدَّقه العمل، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وقُرِن الإيمان بالعمل الصالح في أكثر من (50) آية في القرآن الكريم، فلا ينفع الإيمان بدون عمل صالح، ولا ينفع العمل بدون إيمان وعقيدة صحيحة.

ومن ثمرات الإيمان الصادق:
1- أن الله يدفع عن الذين آمنوا جميعَ المكاره وينجيهم من الشدائد، وحصول الأمن التامِّ في الدنيا من الفتن وفي الآخرة من العذاب، وقد نفى الله عنهم الخوف والحزن في الدنيا والآخرة، كما بشَّرهم الله بالقول الثابت في الدنيا والآخرة علي قول شهادة التوحيد.
2- التمسُّك بكتاب الله والعمل بما فيه، فهو موعظة وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة، والتمسك بسنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلُّوا أبدًا: كتاب الله، وسنَّة نبيِّه))؛ رواه الحاكم.
3- لزوم تقوى الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وفعل ما أَوْجَب وترك ما حرم؛ قال - تعالى -: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2- 3]، وقال - تعالى -: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].
4- ذِكْرُ الله كثيرًا؛ قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]؛ أي: اذكروني بطاعتي أذكركم بمعونتي ومغفرتي، اذكروني في النعمة والرخاء أذكركم في الشدة والبلاء، وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((يقول الله - تعالى -: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني))؛ رواه البخاري.
5- ملازمة الاستغفار والتوبة، وطلب المغفرة في جميع الأوقات من الله - تعالى - قال - تعالى -: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود: 3].
6- الدعاء بأن يجنِّبنا الله مضلاَّت الفِتَن، وقراءة أذكار الصباح والمساء.
7- التعوُّذ بالله من الفِتَن ما ظهر منها وما بطن.
8- التوكُّل على الله، والاعتماد عليه في جلب المنافع ودفع المضار؛ قال - تعالى -: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
9- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وممَّا يعصم من الدجال أربعة أشياء:
1- الاستعاذة بالله منه، كما شرع ذلك في كل صلاة بعد التشهد؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إذا تشهَّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: ((أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال))؛ متفق عليه.
2- حفظ عشر آيات من سورة الكهف وقراءتها عليه.
3- الابتعاد منه وعدم القدوم عليه. 
4- السكنى في مكة أو المدينة النبوية، حيث يكون عليهما حرس من الملائكة فلا يدخلهما الدجال.

ما جاء في الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة:
قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((لا تزال طائفةٌ من أمَّتي قائمة بأمر الله، لا يضرُّهم مَن خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس))؛ رواه الشيخان.

وقال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((لن يبرح هذا الدين قائمًا عليه عصابةٌ من المسلمين حتى تقوم الساعة))؛ رواه مسلم، والمراد بالطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة، وجزم البخاري بأنهم أهل العلم.

كما ذكر (ما جاء في المجدِّدين للدين):
قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كلِّ مائة سنة مَن يجدِّد لها دينها))؛ رواه أبو داود.

ومن أعظم المجدِّدين بركةً: الأئمَّة الأربعة، وشيخ الإسلام ابن تيميَّة، والشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، وقد جعل الله - تعالى - في دعوة هذا الشيخ بركةً عظيمة؛ فأصبح الإسلام ظاهرًا عزيزًا بعد طول اغترابه، وصارت الطائفة المنصورة دولة عظيمة ذات شوكة قوية وبأس شديد، بعدما كانوا قليلاً مستضعفين في الأرض.

وختَم المؤلِّف هذه الرسالة بـ (أدعية جامعة نافعة لا يُستَغنَى عنها)  تعصِم من الفتن، ويُداوِم المسلم علي قراءة هذه الأدعية الواردة في صحيح السنة، وخصوصًا في الزمان والمكان الفاضل؛ كرمضان، وعشر ذي الحجة، وليلة القدر، وآخر الليل، وفي الحرمين الشريفين، وبين الآذان والإقامة، وفي السجود، ويوم عرفة، ويوم الجمعة، ويكرر الدعاء ثلاث مرات، ويفتتح الدعاء بالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ويختمه بذلك.
 
ـــــــــــــــــــــ
[1] كل الأحاديث الواردة في هذا الباب من كتاب "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان".
[2] من خطب الدكتور: صالح الفوزان.
[3] من رسالة "الفتن"؛ لجزاع الشمري.
[4] من كتاب "لطائف المعارف"؛ لابن رجب/ خطب د. صالح الفوزان.
[5] كتاب: "كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة"؛ للشيخ عبدالرحمن بن رجب، وكذلك كتاب: "الإرشاد إلى طريق النجاة"؛ للشيخ عبدالرحمن بن حماد العمر.
[6] من كتاب: "اختيار الأوْلى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى"؛ للإمام عبدالرحمن بن رجب.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ما يعصم من الفتن

مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: تعريف أهل الإيمان بحقيقة الانتماء للأوطان(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • اتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • اتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • دراسة اعتقاد أهل الحديث من خلال أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (حقيقة الإيمان - الإيمان بالله)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - السابع: موقف الشيعة الإمامية من أهل الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لمناقب أهل الصفة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص بحث: واقع الإعلام الجديد في زماننا المعاصر(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: أبناؤنا المراهقون وزمن الفتن(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • العقيدة الإسلامية وأثرها في مواجهة الفتن المعاصرة (ملخص ثالث)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • العقيدة الإسلامية وأثرها في مواجهة الفتن المعاصرة (ملخص ثان)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 


تعليقات الزوار
1- المؤمنة بالله وبأن الدجال ماهو الا عبد الله وفتنته لأهل الأرض
ثمار الجنة - سلطنة عمان 23-07-2012 08:18 AM

أسأل الله أن يععصمنا نحن وجميع ذرياتنا وأهلينا وجميع المسلمين من فتنة الدجال الأعور وأن يقبضنا إليه غير مفتونين بشيء من الفتن وأن لا يجعلنا من رحمته مطرودين ولا إلى النار مساقين يا رب.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب