كيفية تفريغ المادة العلمية من مرجع واحد ومن عدة مراجع

كيفية تفريغ المادة العلمية من مرجع واحد ومن عدة مراجع

أولاً: تفريغ المادة العلمية من مرجع واحد:

يقول الدكتور إسماعيل صيني في بيانه لكيفية تفريغ الباحثين المادة العلمية التي يجمعونها:"لا يعني تفريغ المادة العلمية كتابة النصوص بصيغتها الأصلية أو بالمعنى أو مختصرة، كما تظهر في البطاقات أو الملفات التي قد يستخدمها الباحث في مرحلة الحصر، أو كما ستظهر في تقرير البحث.

إن هذه العملية تختلف قليلاً عن عملية الحصر؛ لأن الهدف الأساس منها هو اختصار المعلومات المبعثرة في مئات الصفحات أو آلافها، في ورقات محدودة أو في جدول صغير، يمكن استعراضها بسهولة ويسر، وهي أشبه بعملية رسم خارطة لمنطقة جغرافية شاسعة المساحة ومتنوعة التضاريس، يستطيع الناظر أن يتعرف عليها من استعراضه تلك المساحات الشاسعة، وربما التضاريس المعقدة، دون الحاجة إلى التنقل في الطبيعة، فالباحث يستغني بهذه الجداول عن تصفُّح المراجع الكثيرة والصفحات العديدة.

ويعني التفريغ ببساطة أن يسجل الباحث اسم المرجع وأرقام صفحات ما يحتاجه من المادة العلمية في المصادر التي يطلع عليها، حسب التقسيمات أو العناصر الرئيسة والفرعية في بحثه، ولا مانع من تسجيل أرقام الأسطر إذا لزم الأمر في بعض الحالات النادرة، وبعبارة أخرى، فإن التفريغ يعني تفريغ التقسيمات الرئيسة في جداول، فإذا افترضنا أن مرجعًا ما يتحدث عن نموذج تركيز المهام، تكون عملية التفريغ في جدول على النحو التالي:

ومن مزايا هذا الجدول إضافة إلى أنه يبين موقع المعلومة المحدد، فإنه يسهل على الباحث عملية المقابلة بين ما ورد حول المصطلح الواحد في الكتاب الواحد، ويمكن للباحث أن يضمنها جميع التقسيمات التفصيلية، التي وضعها في الاعتبار عند تصميم القائمة الأولية لموضوعات البحث، إذا رغب في ذلك.

ثانيًا: تفريغ المادة العلمية من عدة مراجع:
يستطيع الباحث أن يصمم خريطة تمكنه من تفريغ المادة العلمية المأخوذة من عدة مراجع ذات العلاقة بموضوع بحثه، وذلك بأن يضع جدولاً يُيسر له مهمة استعراض الجهود السابقة، ويمكنه من المقارنة بين المراجع المختلفة، ومن تتبع مراحل تطور الفكرة أو الرأي المحدد أو اكتشاف السرقات العلمية.

ولنفترض على سبيل المثال أن الباحث يريد أن يكتب فصلاً خاصًّا عن نموذج التركيز على المهام الذي أشرنا إليه سابقًا، فإنه يجد وفقًا للجدول الآتي أسماء المؤلفين الذين كتبوا في هذا النموذج، وهناك العناصر الخاصة بهذا النموذج، وما على الباحث إلا أن يكتب في خانة المؤلف رقم الصفحة التي كتب فيها في هذا العنصر أو ذاك، والفكرة الرئيسة عند هذا المؤلف المتعلقة بالعنصر الخاص بالنموذج.

ومن شأن هذا الجدول أن يسهل للباحث عملية المقارنة عبر المراجع المختلفة العديدة بالنسبة للموضوع الواحد أو الصفة الواحدة، أو المعلومة الواحدة، ومما يساعد على معرفة أي المراجع أسبق نشرًا لبعض الأفكار أو الآراء، يمكن ترتيب المؤلفين حسب تاريخ صدور مؤلفاتهم، وتعني المقارنة باختصار: إثبات النتائج أو الأفكار أو الآراء المتفق عليها بين الموضوعات التي نقارن بينها، من حيث المضمون أو طريقة المعالجة أو الاثنين معًا، أو المختلف فيها، وقد يكون الاتفاق أو الاختلاف في النوع، وقد يكون في الدرجات داخل النوع الواحد، ويأتي الاختلاف في المضمون في صور متعددة؛ منها: الزيادة أو النقصان، أو الاختلاف في المعلومات أو في الفكرة أو في الرأي.

وقد يكون الاختلاف في المنهج أو الأسلوب أو الوسيلة، ويأتي الاختلاف في الأسلوب مثلاً في صور؛ منها: استعمال العبارات أو الأرقام، والتركيز على أحدهما، واستعمال الأسلوب العلمي أو الأدبي، وفي داخل هذه الأساليب قد يستعمل التفصيل أو الاختصار، ووسائل الإيضاح أو عدمها، والأمثلة والنماذج أو عدمها، والتأخير أو التقديم، وتصنيف المضمون تحت عنوان مختلف أو مدخل أو موضوع مختلف.

♦ ♦ ♦

المصدر:

صيني، إسماعيل صيني، "قواعد أساسية في البحث العلمي"، شبكة الألوكة (بتصرف) 438-439.