• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع / خطب منبرية مفرغة
علامة باركود

ضرورة السعي لبلوغ المنازل العالية عند الله تعالى

ضرورة السعي لبلوغ المنازل العالية عند الله تعالى
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع


تاريخ الإضافة: 10/12/2014 ميلادي - 17/2/1436 هجري

الزيارات: 9011

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ضرورة السعي لبلوغ المنازل العالية عند الله تعالى


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعدُ:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، فإنها وصيته سبحانه للأولين والآخرين، وقد قال عز من قائل: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

 

أيها الأخوة الكرام، إن من العرف بين الناس أنهم يَفخَرون كلما تواصَلوا مع كُبراء الخلق، مع كبراء الناس وشُرفائهم ووُجهائهم، وهذه فطرةٌ إنسانية لا يمكن المحيد عنها؛ ولذلك تجد الشخص حينما يكون لهم مثل هذه الحال، يفخر بمَن التقى بهم أو تواصَل معهم، أو كان له عملٌ وتواصَل مع هؤلاء الوجهاء من الذين كتب الله لهم رِفعةً دنيوية بين الخلق، وإذا ما أردنا أن ننظر إلى هذه النزعة الإنسانية نزعةً شمولية بمحيطٍ أوسع وأُفق أكبر، فإنه ينبغي لنا أن نتأمَّل أن من كانت صلته بخالق هؤلاء الخلق جميعًا عظمائهم وشرفائهم أن هذا هو الفضل العظيم، وهو الشرف الكبير الذي ليس بعده شرف، ولا أعظم منه فضل، فالإنسان إذا عظُمت صلته بالله جل وعلا، وكان وليًّا من أوليائه، ممن يصدق عليه حب الله تعالى - فهذا هو الفضل، وهذا هو الشرف، وهذا هو الهدف والمقصد الذي ينبغي أن تُفنى فيه الأعمار، وقد أخبر الله جل وعلا في كتابه الكريم عمن حازوا هذا الفضل، فقال سبحانه: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62].

 

فحكم الله جل وعلا مُوجِد هذا الخلق، ومُكوِّن هذا الكون كله بأن هؤلاء الأولياء لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون؛ لا خوف عليهم مما هو قادمٌ في مستقبل الأيام في هذه الحياة الدنيا، أو بعد البعث والنشور، ولا حزن أيضًا ينالهم فيما يُخلِّفونه وراءهم من أهلٍ وذريةٍ، أو غير ذلك، فالله تعالى تكفَّل لهم بالطمأنينة الكاملة والراحة الصادقة التي تتَّضح لهم أيضًا على مَرِّ الأيام، وبخاصةٍ عند مغادرتهم لهذه الحياة الدنيا، فإن الإنسان عند حضور الموت ومقابلة مَلكه عليه السلام، تحضُر عنده عددٌ من الأمور، وبخاصةٍ ما يُخلِّفه وراءه، أو ما هو مقبلٌ عليه؛ ولذلك أخبر الله تعالى أن هذه اللحظات العظيمة يُرسل ملك الموت ومَن معه لطَمْأَنة هذا المؤمن الذي هو وَلِي من أوليائه سبحانه، فقال عز من قائل مُخبرًا عن هذه اللحظات العصيبة: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30].

 

﴿ نَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32].

 

ولذلك فإن هذه اللحظات وقد أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بوحي كريم أن المؤمن يستعجل فيها الموت، ويتمنى أن يُطلق عن هذه الحياة الدنيا بأسرع ما يكون، لكن الله تعالى قد جعل ناموسًا كونيًّا لكل من ينتقل من هذه الحياة الدنيا، وهي مرحلة البرزخ بين الدنيا والآخرة؛ ولذلك كما جاء في حديثٍ ثابتٍ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إن المؤمن إذا رأى هذه البشارات العظيمة، فإنه يستعجل: ربي أقِم الساعة؛ كيما أرجع إلى أهلي وأولادي))، كما يرجع إلى ملكه الذي شاهده؛ حيث إن الله تعالى يجعل من البشائر أن هذا المؤمن في لحظات انتقاله من الدنيا - وكذلك لحظات بقائه في البرزخ - أنه يُفسح له في قبره، وتُفتَح له نافذةٌ يشاهد فيها مُلكه العظيم، وما له في جنات النعيم، هذا بعض الفضل الذي يناله الإنسان حينما يُحقِّق هذه الصلة العظيمة والولاية الكبيرة بالله جل وعلا، ثم تأمَّلوا أيها الأخوة الكرام هذا الحب الذي يجعله الله تعالى لهذا العبد المؤمن الذي أيَّده الله بولايته، ونصَره بحُبِّه، فقد ثبت في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل، فقال: يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، وينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويُجعل له القبولُ في الأرض)).

 

إنه فضلٌ عظيم، إنه شرفٌ كبير، ينبغي أن يكون حاضرًا عند الإنسان، يُفني فيه لحظات عمره كلها حتى يصل إليها؛ لأنها كما تقدم ليس بعدها من منزلة، وليس من بعدها شرف مما يحرص عليه أهل هذه الحياة الدنيا، فإن كل شرفٍ مما يعمد إليه أهل الدنيا من شرف منصبٍ أو مكانةٍ، أو وظيفة، فحدُّه هذه الحياة الدنيا؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: ((يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان، ويبقى واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله ويرجع ماله، ويبقى عمله، هو أنيسه في وحشته إلى أن يلقى الله تعالى)).

 

أيها الأخوة الكرام، إن تأمُّل الإنسان في هذه المكانة العالية التي جاءت نصوص الكتاب والسنة مؤكدةً عليها، مما يوضحها أيضًا ما ثبت في صحيح البخاري الحديث القدسي الذي رواه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: ((مَن عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويده التي يَبطِش بها، ورِجله التي يمشي عليها)).

 

يعني أن الله تعالى مِن حُبه لهذا العبد، يجعل هذه الأعضاء مُسخرةً في طاعته، فلا ينطق ولا يسمع، ولا يذهب ولا يجيء ولا يباشر إلا ما يحب الله؛ لأن الله تعالى تكفَّل لأوليائه بأن يَحول أيضًا بينهم وبين الحُرمات، فإن الله تعالى يجعل لهم من الحفظ عن أن يقتحموا المحرمات ما يُهيِّئهم للثبات على ذلك إلى أن يَلقَوْه جل وعلا؛ كما قال سبحانه، ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعني وإياكم بهدْي النبي الكريم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

•     •     •


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحْبه، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعد:

أيها الأخوة الكرام، يأتي التساؤل هنا عن الطريق إلى هذه المنزلة العالية والمكانة الشريفة الرفيعة، وهي ولاية الله تعالى للعبد وحبه له، فقد جاءت مبينةً في الآية الكريمة المتقدمة: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 62، 63].

 

فالإيمان والتقوى هي الطريق إلى حب الله جل وعلا لعبده، وإنما يتحقق ذلك أيضًا كما في الحديث القدسي المتقدم بأن يحافظ الإنسان على الفرائض، ويُتبع ذلك بالنوافل، وما تقرَّب إليّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إلي مما افترضته عليه، وأعظم الفرائض هو توحيد الله تعالى، وخلوصه من أي شيءٍ من شوائب الشرك والبِدع؛ لأن أعظم الأعمال حُبًّا عند الله وأجلها وأشرفها، وهي بطاقة دخول الجنة - التوحيد الخالص لله جل وعلا؛ كما قال سبحانه في الحديث القدسي: ((ابن آدم، لو لقيتني بقراب الأرض خطايا - بملئها خطايا - ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا، غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي)).

 

فالله جل وعلا يقول في كتابه الكريم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

 

فعُلم بهذا أن أعظم عملٍ يُدخل الإنسان الجنة ويُحببه عند ربه، هو توحيده له جل وعلا، وكلما علَت درجة الإنسان في التوحيد، كان ذلك أهيأَ له بأن يكون محبوبًا عند ربه سبحانه، والأنبياء والرسل هم أعلى الخلق في تحقيق هذه المنزلة العالية؛ ولذلك نالوا حبَّ الله تعالى العظيم.

 

ثم إذا كان الإنسان حريصًا على أن يُتبع هذه الفرائض التي أعظمها - كما قلت - التوحيد، ثم من بعدها أركان الإسلام العظيمة من صلاةٍ وزكاةٍ، وصيامٍ وحجٍّ، فإن الإنسان يكون مُهَيَّأً من بعد هذه الفرائض، وما يتبعها أيضًا من الواجبات الشرعية المعلومة لدى أهل الإسلام؛ كبِرِّ الوالدين، وصلة الأرحام، والصدق والأمانة، والنصح للخلق، وأداء الحقوق، والكف عن الإضرار بالناس، فإنه إذا أتبعها بنوافل الأعمال المحبوبة عند الله، كانت بعد ذلك تَهْيئَةً له لأن يكون محبوبًا عند الله.

 

جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لسيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه: ((يا بلال إني ما دخلت الجنة إلا وسمعت دفَّ نَعليك بين يدي)).

 

نبينا صلى الله عليه وسلم أُرِي الجنة لما صُعِد به إلى السموات العلى في رحلة المعراج، وأُرِي الجنة أيضًا عندما صلى بالناس صلاة الخسوف وفي صلاة الكسوف، وأُرِي الجنة أيضًا حينما كان يشاهدها في منامه، ورؤيا الأنبياء حقٌّ.

 

فكان مما شاهده أنه سمع صوت بلالٍ رضي الله عنه وهو يمشي بين يديه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال أخبرني بأرجى عملٍ عملته، فإني ما دخلت الجنة إلا وسمعت دفَّ نَعليك بين يدي، قال: يا رسول الله، إني ما أحْدَثتُ إلا توضَّأت، ولا توضأت إلا صليتُ ركعتين))، فمعنى ذلك أنه على طهارةٍ دائمة، وعلى صلاة نافلةٍ بعد كل وضوء.

 

وهذا نموذجٌ من الأعمال التي يدخل بها الإنسان وبسببها الجنة، وكلٌّ يُفتح عليه، فقد يكون سببُ دخول الجنة ركعتين تركعهما، أو دمعة تخرج من عينَي الإنسان في لحظات قربٍ من الله واستشعار لخوفه؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: ((ذكَر الله خاليًا، ففاضت عيناه))، أو بلحظات عفافٍ عن حرام، أو كفٍّ عن منكر، أو ربما في شيءٍ لا يخطُر على بالك؛ كما في شأن ذلك الرجل الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني رأيته يتنقل في أنحاء الجنة في غُصن شجرة أزاحه عن طريق الناس لا يُؤذيهم)).

 

فالله أعلم ما العمل الذي تكون به لحظة دخول الإنسان، والحكم الإلهي لك بأن تكون من أهل الجنة، بل قد رُؤِي بعض السلف في المنام وكان من العلماء العُبَّاد، وقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: إن كل ما رأيتموه من عملٍ لم يكن ذا شأنٍ، لكن الله أدخلني الجنة بأني في الدنيا قد رأيتُ ورقةً فيها اسم الله، فرفعتها؛ حتى لا يُهان اسمه، فأدخلني الله بذلك الجنة.

 

فالله أعلم ما الذي يكون به دخولك الجنة، لكن الواجب على الواحد منا أن يكون مواليًا في الأعمال الصالحة؛ كلما لاحت مناسبة، وكلما تهيَّأت فرصة في قولٍ أو عملٍ، أو حتى في نية صالحة، واعتقاد صحيحٍ، ألم يُبشِّر النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من الصحابة بأنه من أهل الجنة ولا زال بين أظهرهم؟ في ماذا؟ كان ذلك في أنه إذا أوى إلى فراشه، ووضع رأسه على وسادته، لم يكن في قلبه شيءٌ من الغل والحقد على المسلمين.

 

قال عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما: هذه التي بلَّغتك، وهي التي لا نستطيعها؛ يعني: لا يستطيعها كثيرٌ منا أن يكون قلبه صافيًا من حسدٍ، أو من مخاصمةٍ لأحدٍ من الناس، أو غير ذلك.

 

وجملة القول أيها الأخوة الكرام أن الإنسان ينبغي أن يكون حريصًا على تعظيم صلته بالله جل وعلا؛ حتى ينالَ ولايته ورحمته، فمن بلغ هذه المنزلة، فقد فاز فوزًا عظيمًا؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

وأُوصيكم في نهاية الأمر بأمرٍ عظيمٍ، حثَّ عليه نبينا صلى الله عليه وسلم، وأمر به ربنا جل وعلا في كتابه الكريم، فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين.

 

اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمعهم على الحق يا رب العالمين.

 

اللهم إنَّا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله.

 

اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، اللهم اهدِ قلوبهم، واجعلهم رحمةً على رعاياهم يا رب العالمين. اللهم واحقِن دماء إخواننا في سوريا، اللهم أصلح أحوالهم واجمَع شملهم، وأحسِن عاقبتهم، واكفِنا وإياهم الشرور والفتن يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربَّوْنا صغارًا.

 

اللهم انصُر كتابك وسُنة نبيِّك محمد، وكلَّ عبادك الصالحين.

 

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.

 

اللهم اجعل خير أيامنا يوم نَلقاك فيه، وخير أعمالنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، إنك سميعٌ مجيب الدعاء.

 

سبحان ربنا ربِّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • تفسير: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماذا يفعل من نسي شوطا من أشواط السعي؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (26)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحاجة المنزلة منزلة الضرورة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ضرورة إنزال الناس منازلهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهمة العالية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الفرق بين الضرورة والحرج(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • الإشكال في قاعدة: الحاجة العامة تنزل منزلة الضرورة الخاصة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القاعدة الفقهية: الحاجة تنزل منزلة الضرورة، عامة كانت أو خاصة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التطبيقات الفقهية لقاعدة : الحاجة تنزل منزلة الضرورة في النكاح والطلاق(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب