رسالة من هناك ( قصيدة )

د. محمد بن سعد الدبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/9/2013 ميلادي - 11/11/1434 هجري

الزيارات: 10025

رسالة من هناك

دُمُوعُ الأَسَى لا يَفْتَدِيهَا التَّجَلُّدُ

وَجُرْحُ الإِبَا فِي طِبِّهِ لا يُضَمَّدُ

أَلا يَا أُبَاةَ الضَّيْمِ هَذِي رِسَالَةٌ

تَبَيَّنْتُ مَعْنَاهَا وَإِنِّي لَمُقْصِدُ

تَقُولُ لَكُمْ فِي جَهْرِهَا وَخَفَائِهَا

وَتَجْمَعُ أَلْوَانَ المَآسِي وَتُفْرِدُ:

عَلَى ضِفَّةِ التَّارِيخِ سَيْفٌ مُهَنَّدٌ

شَكَا غِمْدَهُ طِفْلٌ بَرِيءٌ مُشَرَّدُ

دُمُوعُ اليَتَامَى فِي تَضَاعِيفِ حَدِّهِ

تَرُوحُ وَتَغْدُو لَكِنِ السَّيْفُ مُغْمَدُ

وَأُمٌّ حَنُونٌ عِرْضُهَا فِي انْتِمَائِهِ

وَشَيْخٌ يَلُومُ السَّيْفَ مَنْ ذَا يُجَرِّدُ؟

وَلَوْ هَزَّهُ كَفُّ المُثَنَّى لأَذْعَنَتْ

لَهُ الصِّرْبُ وَالكُرْوَاتُ مَهْمَا تَعَدَّدُوا

وَلَوْ كَانَ فِي يُمْنَى عَلِيٍّ وَخَالِدٍ

لأَقْبَلَتِ الدُّنْيَا لِرَبِّكَ تَسْجُدُ

يُكَبِّرُ سَعْدٌ وَالحُتُوفُ تَنُوشُهُ

كَذَلِكَ صِدْقُ العَهْدِ وَالمَوْتُ يَحْسُدُ

أُولَئِكَ قَوْمٌ قَادَهُمْ فِي جِهَادِهِمْ

وَعَلَّمَهُمْ خَوْضَ المَنَايَا (مُحَمَّدُ)

مِنَ العَارِ أَنْ نَجْتَرَّ مَا كَانَ سَالِفًا

وَلَكِنْ لَعَلَّ العَوْدَ لِلأَمْسِ يُحْمَدُ

بَنِي أُمِّنَا فِي كُلِّ أَرْضٍ وَمَوْطِنٍ

يُحَكَّمُ فِيهِ الشَّرْعُ وَاللهُ يُعْبَدُ

لَقَدْ آذَنَ الكُفْرُ الصُّرَاحُ بِحَرْبِكُمْ

حِصَارُ (سَرَايِيفُو) لِطَيْبَةَ يَقْصِدُ

وَكَشْمِيرُ وَالصُّومَالُ يُصْلَى بِنَارِهَا

شَهِيدٌ (بِيَافَا) فِي السَّرَادِيبِ يُلْحَدُ

تَعَالَوْا تَرَوْا مَا كَانَ أَوْ هُوَ كَائِنٌ

وَمَا فِي خَفَاءٍ فَهْوَ أَنْكَى وَأَنْكَدُ

• • •

صَحَا الفَجْرُ لَكِنَّ الرَّضِيعَ حَلِيبُهُ

عُصَارَةُ سُمٍّ حَرُّهُ يَتَوَقَّدُ

وَإِنْ يَكُ أُنْثَى جَرَّعُوهَا بِمَصْلِهِ

وَإِنْ يَكُ مِنْ جِنْسِ الذُّكُورِ فَيُوءَدُ

عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ أُمِّهِ وَعَوِيلِهَا

يُضَاعِفُهُ مَنْ كَانَ بِالسَّوْطِ يُجْلَدُ

تَوَدُّدُهُمْ فِي عَرْضِهَا وَحَيَائِهَا

فَيَهْتِكُهُ عِلْجٌ زَنِيمٌ مُهَوَّدُ

وَكَمْ مِنْ فَتَاةٍ أَهْدَرُوا عِفَّةً لَهَا

وَمِنْ سِتْرِهَا وَضْحَ النَّهَارِ تُجَرَّدُ

وَأُمٍّ عَلَى ضَرْبِ السِّيَاطِ تَقَلَّبَتْ

ضَفَائِرُهَا بِالنَّارِ تُكْوَى وَتُفْرَدُ

وَقَدْ خَطَفُوا مِنْ صَدْرِهَا طِفْلَهَا الَّذِي

يَصِيحُ وَيَلْوِي وَاجِمًا يَتَنَهَّدُ

تَرَاهُ عَلَى عُرْضِ الطَّرِيقِ مُسَيَّبًا

عَلَى وَهَجِ الرَّمْضَاءِ وَالشَّوْكِ يَرْقُدُ

لَهُ نَظَرَاتٌ زَائِغَاتٌ وَأَدْمُعٌ

وَأَنْفَاسُهُ مِنْ فَرَطِ الجُوعِ تَصْعَدُ

وَشَيْخٍ يَدِبُّ الرُّعْبُ فِي خُطُوَاتِهِ

عَلامَتُهُ سَبَّابَةٌ تَتَشَهَّدُ

إِذَا أُمِرُوا جَرُّوا تَلابِيبَ ثَوْبِهِ

مَقَامِعُهُمْ فِي مَنْكِبَيْهِ تُسَدَّدُ

بِتَعْذِيبِهِ طُولَ النَّهَارِ تَفَنَّنُوا

عَلَى نَارِهِمْ لَيْلاً يَقُومُ وَيَقْعُدُ

وَأَمَّا شَبَابُ المُسْلِمِينَ فَشَأْنُهُمْ

رَهَائِنُ فِي قَعْرِ السَّرَادِيبِ تُجْلَدُ

يَسُومُونَهُم ذُلاًّ وَتَضْحَى رِقَابُهُمْ

عَلائِقَ فِي حَبْلِ المَشَانِقِ تُعْقَدُ

وَبَعْضُهُمُ يَغْلِي عَلَى النَّارِ سَاعَةً

وَيَسْلُكُ فِي دِرْعِ الحَدِيدِ وَيُرْصَدُ

إِذَا كَفَرُوا بِاللهِ خَلَّوْا سَبِيلَهُمْ

إِذَا آمَنُوا شَدُّوا عَلَيْهِمِ وَشَدَّدُوا

إِلَى اللهِ نَشْكُو مَا يُعَانِيهِ إِخْوَةٌ

على يَدِ مَنْ ضَلُّوا وَعَاثُوا وَأَفْسَدُوا

عَلَى البُوسْنَةِ انْقَضُّوا عَلَى الهِرْسِكِ اعْتَدَوْا

وَفِي مُسْلِمِي كَشْمِيرَ سَامُوا وَأَرْعَدُوا

وَفِي دَوْلَةِ الصُّومَالِ يَسْرِي خَرَابُهُمْ

تُغَلُّ رِقَابُ الأَبْرِيَاءِ وَتُحْصَدُ

أَلا يَا فِلَسْطِينُ الأَبِيَّةُ صَابِرِي

جِهَادُكِ مُذْ خَمْسِينَ عَامًا يُخَلَّدُ

لَئِنْ كَانَ فِي طِفْلِ الحِجَارَةِ نَصْرُنَا

فَعَمَّا قَرِيبٍ فِي (أَرِيحَا) يُمَجَّدُ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي