• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

من محبطات الحج

من محبطات الحج
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/9/2017 ميلادي - 20/12/1438 هجري

الزيارات: 8911

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من محبطاتِ الحجِّ

 

الحمدُ لله الذي رتَّبَ على حجَّ بيته الحرام كُلَّ خيرٍ جزيلٍ، وجعلَ قصدَهُ من أجلِّ القُرُباتِ الموصلةِ إلى ظلِّهِ الظليل، ويسَّرَ أسبابَهُ وهوَّنَ الوُصول إليه والسبيل، وسهَّلَهُ بلطفهِ وكَرَمهِ غايةَ التسهيلِ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ الْمَلِكُ الجليل، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُهُ أكملُ الخلقِ في كُلِّ خُلُقٍ جميلٍ، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم في كُلِّ عَمَلٍ نبيلٍ.


أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكرُوه على ما يسَّره من الحجِّ إلى بيتهِ العتيق، احمَدُوا الله يا مَن رَزَقكم وِفادته، فما سألتموه أعطاكم، وما دعوتموه أجابكم، وما استغفرتموه غَفَرَ لكم، فهنيئاً لكم على وِفادتكم على مَلِكِ الملوكِ وأكرمِ الأكرمين، وعلى مَن عنده ثوابُ الدُّنيا والآخرة وجميع مطالب السائلين، ليست وفادةً على أحدٍ من المخلوقين الفُقَراء المساكين، وإنما هي وِفادةٌ على بيته الذي جَعَلَهُ مثابةً للناسِ وهُدىً ورحمةً للعالمين، قد غَنِمَ الوافدون فيها منافع الدُّنيا والدِّين، غنموا تكميلَ إيمانهم وتتميمَ إسلامهم، ومغفرةَ ذنوبهم، وسَترَ عُيوبهم، وحطَّ آثامهم، غنموا الفوزَ برضى ربِّهم ونيل رحمته وثوابه، والسلامةِ من سَخَطِه وعُقوبته وعذابه، قد وُعدوا الثواب على المشقَّاتِ وما يَنالُهم من الصعوبات، ووُعدوا إخلافَ ما أنفقوا ومضاعفته ورفعة الدرجات، ووُعدوا بالغنى ونفي الفقر وغُفران الذنوب، وصلاحِ الأحوال وحُصول كُلِّ مطلوبٍ ومرغوب، والسلامةِ من كُلِّ سُوءٍ ومكروهٍ ومرهوب.


يا لها من وِفادةٍ تشتملُ على تلكَ المواقفِ العظيمةِ، والمشاعرِ الفاضلةِ الكريمةِ، وِفادةٍ أهلُها في مَغْنمٍ عظيمٍ في كُلِّ أحوالهم، وتنوُّعٍ في طاعةِ المولى في جميع أعمالهم، فما أنفقوا ضُوعفَ لهم بغيرِ حسابٍ، وما نالهم من نصبٍ ومشقةٍ فذلك يَهُونُ في طاعةِ الملِكِ الوَّهابِ، وتنقُّلِهم في مناسكهم ومواقفهم نالوا به الخيرَ والثواب، فهم في كرمِ الكريم يتمتعون، وفي خيرهِ وبرِّه المتواصلِ يرتعون، إذا فرحَ الوافدون على الملُوك بالعطايا الدنيَّة الفانيةِ، فقد اغتبطَ هؤلاءِ الأخيارُ بالعطايا الجزيلة الباقية، وإذا سارعَ الْمُترَفُون إلى المصيفِ والنُّزهةِ في البلادِ النائيةِ مع كثرةِ النفقاتِ وتعرُّض نسائهم للتبرُّج، والتعرُّض لتبرؤِّ النبيِّ صلى الله عليهم وسلِّم في قوله: (أنا بَرِيءٌ مِن كُلِّ مُسلِمٍ يُقيمُ بينَ أظْهُرِ المشرِكينَ) رواه أبو داود وصحَّحه ابن باز والألباني، فيتسابق هؤلاء الصفوة إلى المواقف الكريمة التي وُعدَ أهلُها بالخيراتِ الكثيرةِ والبركات، فهل يستوي مَن قدَّمَ أغراضه الدنيَّة واتبعَ هواه، ممن ترك محبوباته وسارعَ لرضى مولاه؟! ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].


أخي الحاج: ماذا بعدَ أدائك لهذه الفريضة العظيمة؟ هل وقفَ الأمر عند هذا الحد وعُدتَّ إلى ما كُنتَ عليه قبل الحج؟ إن الحجَّ ميلادٌ جديدٌ، وعهدٌ سعيدٌ، يجبُ عليكَ أن تثبُتَ على آثاره ومنافعه، وأن تجعله انطلاقةً جادة للأعمال الصالحة، وفرصةً عظيمة للتوبة النصوح، فعليكَ أن تُحاسب نفسك، هل أدَّى الحجُّ ثمراته فيك ومع والديك الأحياء منهم والأموات ومع أهلك وجيرانك، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (مَنِ اتَّقَى في حَجِّهِ غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبهِ، أو ما سَلَفَ من ذنبهِ) رواه ابن جرير، وقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: (تَلَقَّوُا الحُجَّاجَ والعُمَّارَ والْغُزَاةَ فَلْيَدْعُوا لَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَتَدَنَّسُوا)، وقال حبيبُ بنُ أبي ثابتٍ: (كُنَّا نَتَلَقَّى الحَاجَّ بالقادِسِيَّةِ فنُصافِحُهُمْ قبلَ أنْ يُقَارِفُوا) رواهما ابنُ أبي شيبة.

قال النووي: (ومِن علامَةِ القَبُولِ: أنْ يَرجِعَ خَيراً ممَّا كانَ، ولا يُعَاوِدَ المعاصي) انتهى.

ألا وعليك بالحذر كل الحذر من حُبوطِ حَجِّك أو حُبوط أجره وأنت لا تعلم.


أخي الحاج: إن من أعظم الْمُحبطات: الشرك بالله، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 5].

 

ومن المحبطات: الرِّدة ومنها الاستهزاء بالدين، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].

 

ومن المحبطات: التكذيب بآيات الله وبلقاء الآخرة، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 147].

 

ومن المحبطات: الصد عن سبيل الله ومُعاداة ومُخالفة الرسول، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 32].

 

ومن المحبطات: كراهية ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 8، 9].

 

ومن المحبطات: الاستمتاع بالشهوات، والخوض في دين الله بالباطل، قال تعالى: ﴿ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [التوبة: 69].

 

ومن المحبطات: اتباع ما يُسخطُ الله وكراهية رضوانه، قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 28].

 

ومن المحبطات: البُخلُ والشحُّ بالخير، قال تعالى: ﴿ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [الأحزاب: 19].

 

ومن المحبطات: تقديم قول غير الرسول على قوله صلى الله عليه وسلم، ورفع الآراء على سُنَّته، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2].

 

ومن المحبطات: الرِّياءُ، وإرادة الحياة الدنيا، والمنِّ والأذى، قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16]، وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [البقرة: 264]، وقال تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغْنَى الشُّركَاءِ عنِ الشِّركِ، مَن عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) رواه مسلم.


ومن المحبطات: الأيمان المغلَّظة بالكذب والنفاق، قال تعالى: ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 53]، أسألُ اللهَ تعالى لي ولكم ووالدينا وأهلينا وحُجَّاج بيته العصمة من محبطات الأعمال، وأن يُحسنَ خواتيم أعمالنا، ويُثبِّت أقدامنا حتى نلقاه وهو راضٍ عنَّا، آمين، والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

♦ ♦ ♦ ♦

 

إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.

أمَّا بعدُ: عباد الله: ومن المحبطات: عقوق الوالدين، فعن عمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهَنِيِّ رضي الله عنه قالَ: (جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، شَهِدْتُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، وأنَّكَ رسولُ اللهِ، وصَلَّيْتُ الخَمْسَ، وأدَّيْتُ زكاةَ مالي، وصُمْتُ شهرَ رمضانَ، فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: مَن ماتَ على هذا كانَ معَ النبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهَداءِ يومَ القيامةِ هكذا - ونَصَبَ إِصْبَعَيْهِ - ما لم يَعُقَّ والديهِ) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.


وقال صلَّى الله عليهِ وسلَّم: (ثلاثةٌ لا يَقبَلُ اللهُ لهم صَرْفاً ولا عَدْلاً: عاقٌّ، ومَنَّانٌ، ومُكَذِّبٌ بالقدرِ) رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة وحسنه الألباني.

ومن المحبطات: إيذاء الجار، فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قالَ: (نزَلَ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أضْيَافٌ منَ البحرينِ، فدَعَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بوَضُوءٍ فتَوَضَّأَ، فبَادَرُوا إلى وَضُوئِهِ فشَرِبُوا ما أَدْرَكُوهُ منهُ، وما انْصَبَّ منهُ في الأرضِ فَمَسَحُوا بهِ وُجُوهَهُمْ ورُءُوسَهُمْ وصُدُورَهُمْ، فقالَ لهُمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما دَعَاكُم إلى ذلكَ؟ قالوا: حُبًّا لَكَ لعلَّ اللهَ يُحبُّنا يا رسولَ اللهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنْ كُنتُم تُحِبُّونَ أنْ يُحبَّكُمُ اللهُ ورسُولُهُ فحافظُوا على ثلاثِ خِصَالٍ: صِدْقِ الحدِيثِ، وأداءِ الأمانةِ، وحُسْنِ الجِوَارِ، قالَ: أَذَى الجارِ يَمْحُو الحَسَنَاتِ كمَا تَمْحُو الشَّمْسُ الجَلِيدَ على الصَّفَا) رواه الخِلَعي وحسنه الألباني بمجموع طرقه.


ومن المحبطات: ترك صلاة العصر، فعن أَبي المَلِيحِ قالَ: (كُنَّا معَ بُرَيْدَةَ في غَزْوَةٍ في يومٍ ذِي غَيْمٍ، فقالَ: بَكِّرُوا بصلاةِ العَصْرِ، فإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: مَن تَرَكَ صلاةَ العَصْرِ فقدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) رواه البخاري.

وعن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (الذي تفُوتُهُ صلاةُ العَصْرِ كأنما وُتِرَ أهلَهُ ومالَهُ) متفق عليه.


قال النووي: (ومعناهُ: انْتُزِعَ منهُ أهلُهُ ومالُهُ، وهذا تفسيرُ مالكِ بنِ أنسٍ، وأمَّا على روايةِ النَّصْبِ فقالَ الخطَّابيُّ وغيرُهُ: معناهُ نُقِصَ هُوَ أهلَهُ ومالَهُ وسُلِبَهُ فبَقِيَ بلا أهلٍ ولا مالٍ، فليَحْذَرْ مِن تَفويتِها كَحَذَرِهِ مِن ذهابِ أهلِهِ ومالِهِ، وقالَ أبو عُمَرَ بنُ عبدِ البَرِّ: معناهُ عندَ أهلِ اللُّغةِ والفِقْهِ: أنهُ كالذي يُصابُ بأهلِهِ ومالِهِ إصابةً يَطْلُبُ بها وَتْراً، والْوَتْرُ الجِنايةُ التي يَطْلُبُ ثأْرَها، فيَجتَمِعُ عليهِ غَمَّانِ: غَمُّ المُصيبةِ، وغَمُّ مُقاساةِ طَلَبِ الثَّأْرِ) انتهى.


ومن المحبطات: انتهاكُ الحرام في الخلَوات، فعن ثوبانَ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنهُ قالَ: (لأَعْلَمَنَّ أقواماً من أُمَّتِي يأتُونَ يومَ القيامَةِ بحَسَنَاتٍ أمثالِ جِبالِ تِهامَةَ بيضاً، فيَجْعَلُهَا اللهُ عزَّ وجلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً، قالَ ثوبانُ: يا رسولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أنْ لا نكونَ منهُم ونحنُ لا نَعْلَمُ، قالَ: أمَا إنهم إخوانُكُم ومِن جِلْدَتِكُمْ، ويَأخُذُونَ منَ الليلِ كَمَا تَأخُذُونَ، ولكنَّهُم أقوامٌ إذا خَلَوْا بمحارِمِ اللهِ انتَهَكُوهَا) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.


ومن المحبطات: ظُلمُ العبادِ بالغيبةِ والبُهتانِ وأكلِ أموالهم، فعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (أتَدْرُونَ ما الْمُفْلِسُ؟ قالُوا: الْمُفْلِسُ فينا مَن لا دِرْهَمَ لَهُ ولا مَتَاعَ، فقالَ: إِنَّ المُفلِسَ من أُمَّتي يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ، وصيامٍ، وزكاةٍ، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فَيُعْطَى هذا من حَسَناتِهِ، وهذا من حسَنَاتهِ، فإنْ فَنِيَتْ حسناتُهُ قبلَ أَنْ يُقضَى ما عليهِ أُخِذَ من خطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليهِ، ثُمَّ طُرِحَ في النارِ) رواه مسلم.


اللهُمَّ أعذنا من محبطات الأعمال، وارزقنا حُسن الخاتمة، ولا تجعل مصيبتنا في الدين، أنتَ وليُّنا فاغفر لنا ولوالدينا وأهلينا وارحمنا وأنت خيرُ الغافرين، اللهُمَّ آمين.






 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الشك في الحج
  • تأملات في مقاصد الحج
  • آيات عن الحج
  • آيات عن الحجاب

مختارات من الشبكة

  • من محبطات الحج(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الحذر من محبطات الأعمال (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • محبطات الأعمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبطات الأعمال (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبطات الأعمال في القرآن الكريم: دراسة موضوعية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محبطات الأعمال (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • العجب من محبطات الأعمال(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • محبطات الأعمال ( عرض تقديمي )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محبطات الأعمال في الكتاب والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبطة من معدلات القبول في طب الأسنان(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب