• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات
علامة باركود

شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (15)

شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (15)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/8/2016 ميلادي - 9/11/1437 هجري

الزيارات: 13149

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (15)

مقدمة ابن أبي زيد لكتابه "الرسالة"

تأليف الإمام: أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله (ت386)

شرح: فضيلة الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

 

[وجعل من لم يتب من الكبائر صائرًا إلى مشيئته]، هذا يماثل تمامًا ما ذكره الطحاوي في عقيدته، لما قال: "وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون، إذا ماتوا وهم غير تائبين"، التائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ ولهذا انظروا إلى فطنة وذكاء عمرو بن العاص رضي الله عنه، لما جاء يبايع النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله، امدد يدك أبايعك، فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده، فقبض عمرو يده! قال: أشترط يا رسول الله، قال: ((مه يا عمرو))، قال: على أن يغفر الله كل ما كان لي قبل الإسلام، قال: ((يا عمرو، أما علمت أن الإسلام يجبُّ ما قبله، وأن التوبة تجبُّ ما قبلها))، فكان بهذا الفعل الذكي من عمرو بن العاص بشرى لنا هذه الأمة، أن التوبة تجبُّ ما قبلها، بشرط أن تكون توبة نصوحًا، وأن الإسلام يجب ما قبله، يجبُّ: يهدم ما قبله؛ ولهذا وضع النبي صلى الله عليه وسلم ربا الجاهلية، وضعه تحت قدمه، وأول ربًا وضعه تحت قدمه ربا عمه العباس رضي الله عنه.

 

[وجعل من لم يتب من الكبائر]، إذا مات وهو غير تائب، [صائرًا إلى مشيئته]، صائرًا إلى مشيئة الله، والدليل آيتا سورة البقرة وسورة النساء: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، فمن مات على كبيرة لم يتب منها، فهو تحت مشيئة الله جل وعلا، إن شاء رحمه برحمته وإحسانه ولطفه، وإن شاء عذبه على قدر كبيرته من دون أن يخلده في النار.

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، الآية، إن وما دخلت عليه تؤول عند العلماء بتأويل مصدر، إن الله لا يغفر إشراكًا به، وإشراكًا هذه كلمة مفردة، وهي نكرة جاءت في سياق النفي، فدلت على العموم، إن الله لا يغفر إشراكًا به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، بشرط أن يكون ذلك لمن يشاء، بقيت مسألة مهمة في هذا المقام، الله جل وعلا وعد المسلمين بالجنة، ووعد الله لا يتخلف، لا بد أن يتحقق، أيضًا توعد الله أصحاب الكبائر والمعاصي بالنار، هل يتخلف وعيده؟ وعيده لا يتخلف، هنا ذكر العلماء مسألة مهمة في هذا المقام، وهي مسألة تحقق الوعيد المجمل، ما معناها؟ تحقق الوعيد المجمل: أن من توعدهم الله جل وعلا بالعذاب على كبائرهم مجملًا، يتحقق فيهم أن تصيب منهم النار من أفرادهم، من هم؟ الله أعلم، مجموعهم تحت المشيئة، لكن من أفرادهم لا بد أن يعذب بالنار، تحقيقًا لوعيد الله المجمل؛ لأن الله لا يتخلف وعده، كما لا يتخلف وعيده، وهذه ذكرها أبو العباس رحمه الله في الطحاوية، قال: "مع تحقق الوعيد المجمل"؛ أي: لا يعرف عين صاحب الكبيرة الذي يعذب، لكن من مجموعهم من يعذبهم الله في النار، تحقيقًا لوعيده؛ لأنه لا يتخلف وعيده؛ ولهذا قال الشيخ:

[ومن عاقبه الله بناره، أخرجه منها بإيمانه، فأدخله به جنته]، يعني من دخل النار من أصحاب الكبائر، فإنه لا يخلد فيها، بل لا بد أن يخرج منها بعد أن يعذب على قدر معصيته.

 

[أخرجه منها بإيمانه، فأدخله به جنته]، ما معنى "بإيمانه"، و"به جنته"، [أخرجه منها]؛ أي: النار، [بإيمانه]؛ أي: بسبب إيمانه، [فأدخله به جنته]؛ أي: بإيمانه، والباء هنا باء السببية ولا بد، فإن قال قائل: الباء باء العوض، يعني: مقابل إيمانه أدخله الله الجنة، يصح أم لا يصح؟ لا يصح؛ لأنه لن يدخل أحد منا الجنة بعمله؛ قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: ((واعلموا أنه لن يدخل الجنة أحد منكم بعمله))؛ أي: بمقابل وعوض عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته)، إذًا دخول الجنة سببه الإيمان، لا عوضه الإيمان، وهذا من المواضع المهمة التي يستفاد منها بيان دلالات الحروف، فإن الحرف قد يكون معناه السببية، وقد يكون معناه العوضية، والدليل:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7]؛ أي: يرَ هذا الخير، وإن كان مثقال ذرة.

[ويخرج منها]، الضمير عائد على النار، [بشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من شفع له من أهل الكبائر من أمته]، النبي عليه الصلاة والسلام له شفاعات خاصة به، وهي أربع أو خمس، وبقيتها عامة له، وللأنبياء، وللصالحين، والشهداء، والملائكة، والعمل الصالح.

 

الشفاعات الخاصة به عليه الصلاة والسلام أعظمها وأهمها وأعمها: الشفاعة العظمى عند الله جل وعلا لابتداء فصل القضاء، هذه شفاعة خاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام، من الشفاعات الخاصة به شفاعته في عمه أبي طالب؛ ولهذا في مسلم، لما سأل العباس رضي الله عنه، قال: يا رسول الله، أبو طالب فعل معك وفعل، هل تنفعه بشيء؟ قال: ((نعم، يخرجه الله بي من قعر جهنم، فيوضع في ضحضاح من نار))، وفي رواية: ((يلبس نعلين من نار، يبلغان كعبيه، يغلي منهما دماغه، ولولاي لكان في جهنم))، هذه شفاعة خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم في عمه،النوع الثالث من أنواع الشفاعات الخاصة به عليه الصلاة والسلام أنه أول من يشفع في دخول الجنة، أول من يشفع في دخول الجنة النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه خاصة به، نوع رابع من أنواع الشفاعة الخاصة: شفاعته في السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وقد شفع في عكاشة وغيره، وهذه خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومما قالوا أيضًا وهذه خاصة به: شفاعته في أهل الأعراف، من تساوت حسناتهم وسيئاتهم، قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع فيهم إلى الجنة، وهذه فيها آثار ضعيفة، والمسألة فيها خلاف بين أهل العلم،الشفاعات المشتركة، شفاعته في أهل كبائرَ أُمِر بهم إلى النار، ألا يدخلوها، نوع ثانٍ شفاعته في أناس من أهل الكبائر دخلوا النار أن يخرجوا منها، هذه يأتي إن شاء الله تفصيلها، نوع ثالث: شفاعته في قوم في درجات دنيا، أن ترفع درجاتهم، وهذه يشترك مع النبي صلى الله عليه وسلم فيها الأنبياء والصالحون؛ كما قال الله جل وعلا: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الطور: 21].

 

[ويخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من شفع له من أهل الكبائر من أمته]، وفي هذا الحديث، الذي ينكره الوعيدية من الخوارج والمعتزلة، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((شفاعتي في أهل الكبائر من أمتي))، وهذه شفاعتان، شفاعة في قوم أمر بهم، سحبوا إلى النار ألا يدخلوها، فيشفع فيهم، فلا يدخلون النار، فمباشرة إلى الجنة، والصنف الثاني في قوم دخلوا النار أن يخرجوا منها، وهذه تكاثرت فيها الأحاديث حتى تواترت، وأشهرها حديث أنس رضي الله عنه في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل النار أربع خرجات، أربع شفاعات، (يشفع في قوم فيحد الله له حدًّا، فيخرجهم من النار إلى الجنة، ثم يشفع فيهم شفاعة أخرى، حدًّا ثانيًا، وحدًّا ثالثًا، وحدًّا رابعًا، ثم يحثو سبحانه بيده من أهل النار، فيلقيهم في الجنة برحمته سبحانه).

 

[وأن الله سبحانه قد خلق الجنة].

نعم هذه مسألة مهمة، وهي مسألة خلق الجنة، الجنة هل هي مخلوقة الآن أو تخلق يوم القيامة؟ مخلوقة الآن، وقبل الآن! أما الجهمية والمعتزلة فقالوا: إن الجنة لم تخلق بعد، كما قال ابن القيم عنهم: وأن الجنة والنار لم تخلقا بعد، فإذا هما خلقا ليوم قيامنا، فهما على الأيام فانيتان.

 

قول الله جل وعلا عن الجنة: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وعن النار: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 24]، "أعدت"، الفعل ماضٍ، ما معناه؟! هذا من أفضل ما يرد عليهم، وهذه الجنة كما يشير الشيخ الآن هي التي أهبط الله منها آدم وزوجه.

 

الجنة خلقها الله بيده، وغرسها بيده، تكرمة لأولياءه؛ ولهذا جاء في الحديث أن الله مس ثلاثًا بيده، الجنة خلقها بيده، وآدم خلقه بيده، والتوراة لموسى كتبها بيده، وهذا جاء في حديث عند الإمام أحمد.

 

[فأعدها دار خلود لأوليائه].

فهي دار خلود، أبدًا مؤبدين فيها لا يخرجون منها؛ ولهذا أهل النار وأهل الجنة خالدون فيها مخلدون؛ كما جاء في مواضع في القرآن أن الله إذا ذكر أهل الجنة قال: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾، وإذا ذكر أهل النار من الكافرين، يذكر مرة أنهم خالدون فيها، ومرة أنهم خالدون فيها أبدًا، ونص على التأبيد في الكافرين من أهل النار في ثلاثة مواضع، في آخر النساء، وآخر الأحزاب، وآخر: (قل أوحي إلي)، آخذ أوسطها، قال الله جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 64، 65]، فهذا نص على التأبيد، ومما دل على ذلك من السنة أحاديث كثيرة، منها: أنه إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، حديث الكبش المشهور، نودي: يا أهل الجنة، فيشرئبون بأعناقهم، ونودي يا أهل النار، فيفرحون يظنون أنه فرج جاءهم من الله، (فيؤتى بالموت على هيئة كبش عظيم، ثم يذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت)، فأهل الجنة وأهل النار فيها خالدون مخلدون أبد الآباد، وانحرف في هذا الباب الجهمية والمعتزلة فقالوا: إن أهل الجنة وأهل النار يلحقهم الفناء، وخلودهم ليس مؤبدًا، هذا قول الجهمية، وقول المعتزلة، رجل من المعتزلة اسمه أبو هذيل العلاف، قال كما ذكر عنه ابن القيم:

وتلطَّف العلافُ من أتباعه
فأتى بضِحْكةِ جاهلٍ مجان
قال: الفَناء يكون في الحركات لا
في الذاتِ واعجَبا لذا الهذيان

 

قال: الذي يفنى في الجنة وفي النار حركاتهم، عاب عليه العلماء، قالوا: إذًا إذا رفعوا اللقمة إلى أفواههم، توقفوا! تفنى حركاتهم، هذا قول كذب وهذيان، فاعجب لذا الهذيان؛ ولهذا قال: فأتى بضحكة جاهل مجان.

 

وما ينسب، وانتبه يا طالب العلم، ما ينسب لشيخ الإسلام أو ابن القيم أنهما قالا بفناء النار، فقول باطل، يبطل ذلك نصوص كلامهما المحكمة الواضحة، الذي نص ابن القيم أنها تفنى: نار الموحدين، أهل الكبائر إذا أخرجوا منها فنيت نارهم، وبقيت النار للكفار، بل جاء في الأثر، في الحديث أن نار الموحدين يقلبها الله جل وعلا عذابًا آخر على أهلها الكافرين، إذًا لا تفنى النار، ولو على مدى الأزمان، وابن القيم كلامه محكم، وإن شئتم فارجعوا إليه في حادي الأرواح، وفي الوابل الصيب، وهو من آخر كتبه رحمه الله.

 

[وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم].

أعظم نعيم وألذه وأنعمه وأطيبه لأهل الجنة يوم المزيد، يوم يتجلى لهم ربهم جل وعلا، فيزيل عن وجهه رداء الكبرياء، فينظرون إلى وجهه، فلم يروا نعيمًا ألذ ولا أكمل ولا أنعم من رؤيتهم لوجهه سبحانه، وأصرح آية في القرآن دلت على ذلك: آية القيامة، ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22]، بلغت من النَّضرة والحسن والجمال والكمال والبهاء أمرًا عظيمًا، لم؟ ﴿ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 23]، وهنا أقول: لماذا هذه الآية أصرح آية في القرآن دلت على رؤية الله، مع أن الأدلة في القرآن كثيرة، ستة أو سبعة أدلة كلها دلت على رؤية الله جل وعلا؟! الجواب: لأنه عداها بـ "إلى"، والنظر إذا عدي بـ "إلى"، لا يعني إلا النظر والمعاينة والمشاهدة بالبصر، انظر إلى المسجد، معناه: شاهده وعاينه، إذا عداها بـ "إلى"، وأضاف النظر إلى الوجه الذي محله العينان، الوجه الثالث: أنه أخلى الآية من قرينة صارفة عن المعاينة، ودل على رؤية الله أدلة كثيرة، تواترت في السنة أدلة رؤية الله جل وعلا، حتى رواها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من ثلاثين صحابيًّا، رووا أحاديث الرؤية، جرير بن عبدالله البجلي، أبو سعيد الخدري، أبو هريرة، صهيب، أبو موسى الأشعري، أبو ذر، عبدالله بن عمر، عبدالله بن عباس، رووا أحاديث الرؤية؛ ولهذا أهل السنة أفردوها في تصانيف، منها رؤية الله لابن الأعرابي، لابن النحاس، أفردوا رؤية الله جل وعلا، والأدلة التي دلت عليها السنة في تصانيف؛ لأنها بلغت مبلغ التواتر.

 

بقي في النظر مسألتان، أولهما: أن أهل الجنة جميعًا ينظرون إلى الله جل وعلا جميعًا في يوم الجمعة يوم المزيد، كما دل عليه قول الله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، الحسنى: هي الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله، فسَّرها بذلك النبي عليه الصلاة والسلام من حديث أبي بكر رضي الله عنه عند مسلم، أن الزيادة هي النظر إلى وجه الله، وقال سبحانه وتعالى في آية ق: ﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 35]، المزيد هو الزيادة، وهو النظر إلى وجه الله جل وعلا، ثم إن أهل الجنة متفاوتون في قربهم من الله جل وعلا في يوم المزيد، حسب قربهم من الإمام يوم الجمعة، في تبكيرهم إلى الصلاة، جزاءً وفاقًا، فمن كان إلى الإمام أقرب في تبكيره، فهو من الله جل وعلا يوم القيامة في الجنة أقرب.

 

المسألة الثانية: أن أكمل أهل الجنة ينظر إلى الله جل وعلا في اليوم مرتين، غداة وعشيًّا، وهذا من مقاماتهم عند الله جل وعلا، ومعلوم أن المقامات عند الله متفاوتة؛ ولهذا جاء في الحديث: ((أن من عباد الله من هو على منابر من نور، عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، يغبطهم الأنبياء والصالحون والشهداء، هم المتحابُّون في جلال الله جل وعلا))، أكرمهم الله جل وعلا بأن جعلهم على منابر من نور عن يمينه، وكلتا يديه يمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (10)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (11)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (12)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (13)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (14)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (17)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (18)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (19)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (20)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (21)

مختارات من الشبكة

  • العناية بشروح كتب الحديث والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النمير الداني لشرح مقدمة ابن ابن أبي زيد القيرواني لوليد بن محمد بن عبدالله العلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (23)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (22)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (16)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (9)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (8)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (7)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (6)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (5)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب