شرح لبعض أسماء الله الحسنى

شرح لبعض أسماء الله الحسنى

محاضرة للشيخ أ.د. "عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي" ببرنامج "زاد"، حول التوحيد وأهميته، وأقسامه:

ويبين المحاضر الأمور المتعلقة بتوحيد الأسماء والصفات، ومفهومه عند أهل السنة والجماعة:

معاني نماذج من أسماء الله وصفاته عز وجل:

نماذج من أسماء الله تعالى:

1- الحى القيوم:

• ورد اسم (الحى) مفردًا في عدة آيات منها:

قال الله تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ [الفرقان: 58].

• وورد مجتمع مع (القيوم) في بعض الآيات أيضًا منها:

قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255].

• الحى: أي الموصوف بالحياة الكاملة التى لا يلحقها موت ولا فناء.

وتدل على الكمال الذاتى لله عز وجل كالعلم، القدرة، السمع......وهكذا.

• القيوم: من صيغ المبالغة ومعناه القائم بنفسه والغنى عما سواه، وأيضًا القائم على كل نفس بما يصلحها وجميع الخلائق فقيرة إلى الله سبحانه وتعالى.

• وقيل ان الحى القيوم اسم الله الأعظم والكلام في ذلك يطول ولكن يفضل الحث والاستكثار من الدعاء بأسماء الله التي ذكرها في كتابه وسنة نبيه وهذا هو الهدف من ذكرها والله أعلم.

2- الحميد:

الحميد بمعنى المحمود على كل حال وهو فعيل بمعنى مفعول.

ودل علي ذلك نصوص كثيرة منها:

قال الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267].

وقاله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].

وفي السنة النبوية ورد ذلك أيضًا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلُّوا واجتَهِدوا، ثمَّ قولوا: اللَّهمَّ بارِكْ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كَما بارَكْتَ على إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ).

3- الرحمن الرحيم:

جاء الرحمن مفردًا وجاء مقترن بالرحيم في مواضع كثيرة وهما علمان لله تعالى يدلان على صفة الرحمة.

قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ [مريم: 93]

هل يوجد فرق بين الرحمن والرحيم؟

قيل إن:

• الرحمن يعنى ذو الرحمة الشاملة في الدنيا والآخرة.

• الرحيم ذو الرحمة للمؤمنين.

وقيل:

• الرحمن دال على صفة ذاتية لله تعالى.

• الرحيم دال على صفة فعلية لله تعالى.

• اسم (الرحمن) لا يجوز ان يصف بها غير الله عز وجل بعكس (الرحيم) فقد وصف الله بها النبى صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

4- الحليم:

• الحلم: نقيض السفه وهو اسم فاعل من (حَلَمَ).

ومعناه في حق الله عز وجل ذو آناةً فلا يعجل على عباده العقوبة الذى وسع حلمه أهل الكفر والفسوق.

قال الله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ [البقرة: 225].

ورد هذا الاسم احدى عشر مرة في القرآن.

وورد أيضا في السنة عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا حزَبهُ أمرٌ قال: ( لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ الكريمِ لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ العظيمِ لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ الكريمِ لا إلهِ إلا اللهُ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ الكريمِ ).

نماذج لصفات الله عز وجل:

1- صفة القدرة:

• الله قادر لا يعجزه شئ ومن أسمائه سبحانه وتعالى القدير والقادر والمقتدر.

جاءت القدير في الكتاب خمسة وأربعين مرة والقادر في اثنتا عشر مرة.

والمقتدر في أربع مواضع.

القدرة صفة ذاتية لله عزوجل وجاء ذكرها في الكتاب والسنة ومنها:

قال رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - العثمان بن العاص عندما شكى وجع في جسده: (ضَعْ يَدَكَ على الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحاذِرُ).

2- صفة العلم:

العلم هو نقيض الجهل.

العليم: أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان.

وصفة العلم هى أيضًا صفة ذاتية وجاء ذكرها في الكتاب والسنة:

• ومنها قال الله تعالى: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ﴾ [البقرة: 255].

• وفي السنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ) في دعاء الاستخارة وهنا إثبات لصفة العلم (بعِلْمِكَ) وصفة القدرة (بقُدْرَتِكَ).

3- صفة الإرادة:

في الشرع يوجد إرادتين:

١- إرادة كونية قدرية: وهى المرادفة للمشيئة:

كما في قول الله تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: 125].

٢- إرادة دينية شرعية:

فهى مستلزمة المحبة والرضا ولايستلزم ذلك أن تقع أو لا تقع، مطلعة العاصي وإيمان الكافر.

الإرادة صفة فعلية لله سبحانه وتعالى، وجاء إثباته في القرآن في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: 125]. إرادة إن شاء فعلها وإن لم يشأ لم يفعلها سبحانه.

وجاء إثباته في السنة عن عبدالله بن عمر رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أرادَ اللَّهُ بقَوْمٍ عَذابًا، أصابَ العَذابُ مَن كانَ فيهم، ثُمَّ بُعِثُوا على أعْمالِهِمْ) هنا يشملهم العذاب في الدنيا وفي الآخرة بأعمالهم وهذا من كمال عدل الله سبحانه (ولايظلم ربك أحد).