• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مقاومة السمنة في السنة النبوية (Word)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    أشهد أن نبيـنا وسيدنا محمدا قد بلغ رسالة ربه ...
    الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
  •  
    وجعل بينكم مودة ورحمة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    تعظيم شعائر الله تعالى (درس 1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    وحدة الصف (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    استغاثة النساء في القرى بالأموات
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    جواب لسائل يقول أمي عاملة دوشة في البيت
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    وصف جنات النعيم وأهلها
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أهم مراجع التثقيف القانوني للمحامين والمستشارين ...
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    حديث: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلاما أسود
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    من حقوق الوالدين
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    وفاة سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ رحمه الله: ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    مقدار استعمال الحبة السوداء (الشونيز) وزيتها حسب ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    خطبة النعي وأحكامه
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة}
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

الجنة دار المتقين (خطبة)

الجنة دار المتقين (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/8/2022 ميلادي - 17/1/1444 هجري

الزيارات: 25146

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجَنَّةُ دَارُ المُتَّقِين

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ؛ الجَنَّةُ هي الجَزاءُ العظيم، والثَّوابُ الجَزِيل، الذي أعَدَّهُ اللهُ لأوليائِه وأهْلِ طاعَتِه، وهي نعيمٌ كامِلٌ، لا يَشُوبُه نَقْص، ولا يُعَكِّرُ صَفْوَه كَدَر، وأوصافُها يَعْجِزُ العقلُ عن إدراكه؛ كما جاء في الحديثِ القُدسي: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [السجدة: 17]» رواه البخاري ومسلم.

 

وتَظْهَرُ عَظَمَةُ النَّعيمِ بِمُقارنَتِه بِمَتاعِ الدُّنيا؛ فإنَّ مَتاعَ الدُّنيا بجانب نَعِيمِ الآخِرَةِ لا يُساوِي شيئًا؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا» رواه البخاري.

 

ودخولُ الجَنَّةِ، والنَّجاةُ من النَّارِ هو الفلاحُ العظيم، والفوزُ الكبير؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185]؛ وقال سبحانه: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72].

 

وتَكْتَمِلُ سعادَةُ المؤمنين عندما يُساقُونَ مُعَزَّزِينَ مُكَرَّمِين زُمَرًا إلى جَنَّاتِ النَّعِيم؛ قال سبحانه: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73]. أي: طابَتْ أعمالُكم، وأقوالُكم، وعقائِدُكم، فأصْبَحَتْ نفوسُكم زاكيةً، وقلوبُكم طاهِرَةً، فبذلك اسْتَحْقَقْتُم الجنات.

 

والجَنَّةُ خالِدَةٌ، لا تَفْنَى، ولا تَبِيد، وأهْلُها فيها خَالِدون؛ لا يَرْحَلُونَ عنها، ولا يَظْعَنونَ، ولا يَبِيدُونَ، ولا يَمُوتون؛ ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [الدخان: 56]؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107، 108]. وأخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم - عن ذَبْحِ الموتِ بين الجنَّةِ والنَّار، ثم يُقال: «يَا أَهْلَ الجَنَّةِ! خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ! خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ» رواه البخاري ومسلم.

 

والجَنَّةُ لا مِثْلَ لها؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنَا عَنِ الجَنَّةِ؛ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: «لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَمِلاَطُهَا المِسْكُ الأَذْفَرُ [المِلاَطُ: المَادَّةُ التي تُوضَعُ بين اللَّبِنَتَين] وَحَصْبَاؤُهَا اليَاقُوتُ وَاللُّؤْلُؤُ، وَتُرْبَتُهَا الوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلْهَا يَنْعَمْ فَلَا يَبْؤُس، وَيَخْلُدْ لَا يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ» صحيح – رواه أحمد.

 

ولِلْجَنَّةِ أبوابٌ ثَمانِيَةٌ، يَدْخُلُ منها المؤمنون والمَلائِكَةُ: ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الْأَبْوَابُ ﴾ [ص: 50]؛ ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23]؛ وتُفْتَحُ أبوابُ الجنَّةِ للمؤمنين، وتستقبِلُهم الملائكة، وتُحَيِّيهم بسلامةِ الوصول: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونَ» رواه البخاري. وهناك بابٌ للمُكْثِرِينَ من الصَّلاة، وبابٌ للمُتَصَدِّقين، وبابٌ للمجاهدين. وعن عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ رضي الله عنه قال: «لَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ، وَهُوَ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ» رواه مسلم.

 

والجَنَّةُ دَرَجاتٌ بَعْضُها فَوقَ بَعْضٍ، وأَهْلُها مُتَفاضِلُونَ بِحَسَبِ مَنازِلِهِمْ؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ [طه: 75]. وأخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنَّ أهلَ الجنَّةِ مُتَفاضِلُون في الجنَّةِ بِحَسَبِ منازلِهم فيها، فقال: «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَونَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَونَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: «بَلَى؛ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ، وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ» رواه البخاري ومسلم.

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ: مَا أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ. فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ كَيْفَ؟ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ، وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ؟ فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: رَضِيتُ رَبِّ، فَيَقُولُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ، وَمِثْلُهُ، وَمِثْلُهُ، وَمِثْلُهُ. فَقَالَ فِي الخَامِسَةِ: رَضِيتُ رَبِّ. فَيَقُولُ: هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، وَلَذَّتْ عَيْنُكَ. فَيَقُولُ: رَضِيتُ رَبِّ.

 

قَالَ: رَبِّ فَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» رواه مسلم.

 

وأَهْلُ الدَّرَجاتِ العُلَى يَكُونونَ في نَعِيمٍ أَرْقَى مِنَ الذين دُونَهُمْ؛ فاللهُ تعالى أعَدَّ للذين يخافونه جَنَّتَين: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]، ووصَفَهُما، ثم قال: ﴿ وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 62]؛ أي: دون تلك الجَنَّتَينِ في المَقامِ والمرتبة، ومَنْ تأمَّل صِفاتِ الجَنَّتين اللَّتَين ذَكَرَهما اللهُ آخِرًا؛ عَلِمَ أنهما دون الأُولَيَيْنِ في الفَضْلِ، فالأُولَيَان للمُقَرَّبين، والأُخْرَيَان لأصْحَابِ اليَمِين. ويَشْهَدُ له قولُه صلى الله عليه وسلم: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ؛ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا. وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ؛ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ» رواه مسلم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله... عِباد الله.. والجَنَّةُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ؛ قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [البقرة: 25]؛ وتَجْرِي الأَنْهارُ أيضًا مِنْ تَحْتِ أَهْلِهَا؛ ﴿ أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الْأَنْهَارُ ﴾ [الكهف: 31]. وأنهارُ الجَنَّةِ لَيْسَتْ ماءً فحَسْب؛ بل منها أنهارُ الماءِ، واللَّبَنِ، والخَمْرِ، والعَسَلِ المُصَفَّى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ﴾ [محمد: 15].

 

وفي الجَنَّةِ عُيونٌ كَثِيرَةٌ مُخْتَلِفَةُ الطُّعُومِ والمَشَارِب؛ ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ [الحجر: 45]؛ ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ﴾، [المرسلات: 41]، وقال - في وَصْفِ الجَنَّتين اللَّتَين أعَدَّهُما لِمَنْ خاف ربَّه: ﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ﴾ [الرحمن: 50]. وقال - في وصْفِ الجَنَّتَين اللَّتَين دونهما: ﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ﴾ [الرحمن: 66].

 

وفي الجَنَّةِ قُصُورٌ شَاهِقَةٌ، ومَسَاكِنُ طَيِّبَةٌ؛ قال تعالى: ﴿ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ﴾ [التوبة: 72]، وهذه المساكِنُ الطَّيِّبةُ هي الغُرُفاتُ المَذْكورَةُ في قوله سبحانه: ﴿ وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾ أي: في القُصور الشَّاهِقَة. [سبأ: 37]؛ وقال – في جَزاءِ عِبادِ الرَّحمن: ﴿ أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا ﴾ [الفرقان: 75] أي: المنازِلَ الرَّفِيعَةَ، والمَساكِنَ الأنِيقَةَ الجامِعَةَ لِكُلِّ ما يُشْتَهَى. وأمَّا وصْفُها: ﴿ لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [الزمر: 20]. وقد وَصَفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذه الغُرَفَ، فقال: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا؛ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلاَنَ الكَلاَمَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ» حسن – رواه أحمد.

 

وفي الجَنَّةِ خَيَامٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ؛ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنُ، فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا» رواه مسلم. وفي روايةٍ: «فِي الجَنَّةِ خَيْمَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ، عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ، مَا يَرَوْنَ الآخَرِينَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنُ» رواه مسلم.

 

وفي الجَنَّةِ أَشْجارٌ وثِمَارٌ كَثِيرَةٌ مُتَنَوِّعَةٌ ودَائِمَةٌ؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴾ [النبأ: 31، 32]؛ ﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾ [الرحمن: 68]؛ ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ [المرسلات: 41، 42]؛ ﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ﴾ [الواقعة: 27-33]. فأشجار الجَنَّةِ دائِمَةُ العطاء؛ فهي ليستْ كأشجار الدُّنيا تُعْطِي في فَصْلِ دون فَصْل، بل هي دائِمَةُ الإثمارِ والظِّلال ﴿ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ﴾ [الرعد: 35]. وثمارُها قريبَةٌ دانِيَةٌ مُذَلَّلَةٌ ينالها أهلُ الجنَّةِ بِيُسْرٍ وسهولة: ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ﴾ [الرحمن: 54].

 

ومِمَّا يَدُلُّ على عِظَمِ أَشْجارِ الجَنَّةِ؛ قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا. وَاقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾» رواه البخاري. وفي روايةٍ: «يَسِيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادَ المُضَمَّرَ [هو الذي يُنْقَصُ عَلَفُهُ بَعْدَ سِمَنِه؛ لِيَنْقُصَ لَحْمُهُ، ويَزْدَادَ جَرْيُه] السَّرِيعَ مِائَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا» رواه مسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الجنة دار المتقين
  • الجنة دار المتقين
  • عبادات المتقين
  • عمل المتقين

مختارات من الشبكة

  • فضل كلمة «لا حول ولا قوة إلا بالله»(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا أهل الجنة لا موت... لكم الحسنى وزيادة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (29) «أخبرني بعمل يدخلني الجنة...» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء التاسع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوسيلة والفضيلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دم المسلم بين شريعة الرحمن وشريعة الشيطان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب تلاوة القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حسن الظن بالمسلمين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وحدة الصف (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • عيش النبي صلى الله عليه وسلم سلوة للقانع وعبرة للطامع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا
  • متطوعو كواد سيتيز المسلمون يدعمون آلاف المحتاجين
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو
  • شبكة الألوكة تعزي المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في وفاة سماحة مفتي عام المملكة
  • برنامج تعليمي إسلامي شامل لمدة ثلاث سنوات في مساجد تتارستان
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/4/1447هـ - الساعة: 22:10
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب