• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من حافظ عليها..
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

خطبة: فضائل التقوى

خطبة: فضائل التقوى
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/4/2020 ميلادي - 26/8/1441 هجري

الزيارات: 113997

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: فضائل التقوى


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

فإنَّ التقوى هي عُنوان السَّعادة، وعلامةُ الفلاح في الدنيا والآخرة. وحقيقةُ التقوى؛ تتمثَّل في قولِ عمرَ بنِ عبد العزيز - رحمه الله -: (ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليطِ فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله تركُ ما حرَّمَ اللهُ، وأداءُ ما افْتَرَضَ الله، فمَنْ رُزِقَ بعد ذلك خيراً فهو خيرٌ إلى خير)[1]. وقال طَلْقُ بنُ حبيب - رحمه الله -: (التقوى أنْ تعملَ بطاعة الله، على نورٍ من الله، ترجو ثوابَ الله، وأنْ تتركَ معصيةَ الله، على نورٍ من الله، تخاف عِقابَ الله)[2].

 

ولأهمية التقوى؛ فقد أمَرَ اللهُ بها نبيَّه صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الأحزاب: 1]. (أي: يا أيها الذي مَنَّ اللهُ عليه بالنُّبوة، واخْتَصَّه بوحيه، وفَضَّلَه على سائر الخَلْق، اشْكُرْ نِعمَةَ ربِّك عليك، باستعمال تَقْواه، فأنتَ أَولى بها من غيرك)[3]. وأمَرَ اللهُ المؤمنين بالتعاون على البر والتقوى، فقال سبحانه: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2]. قال الماوردي - رحمه الله -: (نَدَبَ اللهُ - تعالى - إلى التعاون بالبر، وقَرَنَه بالتقوى له؛ لأنَّ في التقوى رضا الله، وفي البِرِّ رضا الناس. ومَنْ جَمَعَ بين رضا اللهِ ورضا الناس فقد تَمَّتْ سعادتُه، وعمَّتْ نِعمتُه)[4].

 

عباد الله.. إنَّ للتقوى فضائلَ كثيرةً ومُتنوِّعة، ومن أبرزها:

1- التقوى طريق الهداية: قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29]. فهذا وَعْدٌ من الله تعالى بأنَّ مَن اتَّقاه - بِفِعْلِ أوامرِه وترك زواجِرِه - جَعَلَ في قلبه نوراً يَفهم به ما يُلقى إليه، وجَعَلَ له فَيْصَلاً يَفْصِلُ به بين الحق والباطل، ووفَّقَه لمعرفة الحقِّ من الباطل، والهدى والضلال، والحلال والحرام، فكان ذلك سبب نَصره ونَجاته ومَخْرجه من أمور الدنيا، وسعادته يوم القيامة، وتَكْفير ذنوبه وسترها عن الناس؛ بل ينال المُتَّقي أجراً عظيماً، وثواباً جزيلاً[5].

 

2- التقوى مِفتاح العلم: قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282]. فتقوى الله هي مِفتاحُ مغاليقِ القلوب والعقول، وتقوى الله وسيلةٌ إلى حصول العلم. وأوضحُ مثالٍ عليه؛ قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: أي: عِلْمًا تُفَرِّقون به بين الحقائقِ، والحقِّ والباطل[6]. قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: (إنما قَصر بنا عن علمِ ما جهلنا؛ تقصيرُنا في العمل بما عَلِمنا. ولو عَمِلْنا ببعض ما عَلِمْنا؛ لأورثنا عِلْمًا لا تقوم به أبدانُنا، قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ ﴾)[7].

 

3- التقوى نورٌ يُضيءُ الطريق: قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28]. قال ابن عثيمين - رحمه الله -: (وفي هذا دليلٌ على أن التقوى من أسباب حصول العلم، وما أكثر الذين يَنْشُدون العلم، وينشدون الحِفْظ، ويطلبون الفهم؛ فنقول: إنَّ تحصيله يسير، وذلك بتقوى الله - عز وجل - وتحقيقِ الإيمان، الذي هو مُوجِبُ العلم، فاعملْ بما عَلِمْتَ؛ يحصلْ لك عِلْمُ ما لم تعلم، فتقوى الله - عز وجل - من أسباب زيادة العلم ولا شك، ولهذا قال: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾ أي: تَسِيرون به، أي: بسببه سَيْراً صحيحاً، يوصِلُكم إلى الله عز وجل)[8].

 

4- بالتقوى يُقبل العمل: قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]. وهم الذين (يكون عملُهم خالِصاً لوجه الله، مُتَّبِعين فيه لِسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم)[9]. قال عامر: (لَحَرْفٌ في كتاب الله أُعْطاه أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً. فقيل له: وما ذاك يا أبا عمرو؟ قال: أنْ يجعلني اللهُ من المتقين؛ فإنه قال: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ﴾)[10]. وأمَّا غير المُتَّقين، فيُقال لهم: ﴿ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 53].

 

5- التقوى عُنوانُ الكرامة: بالتقوى يُصبح المرءُ كريماً عند الله تعالى، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]. فالمُتَّقون درجات، وعلى حسب تفاوتهم في التقوى؛ يتفاضلون في الكرامة عند الله تعالى. فأكرُمهم عند الله أشدُّهم اتِّقاءً له؛ بأداء الفرائض واجتناب المعاصي، والله عليمٌ بالمتقين، خبير بهم[11].

 

6- التقوى خَيرُ زاد: قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]. أمَرَ اللهُ تعالى بالتَّزود لسفر الحج، وأمَّا الزاد الحقيقي المستمر نفعُه لصاحبه في دنياه وأُخراه، فهو زاد التقوى، الذي هو زادٌ إلى دار المتقين الجنة، وهو المُوصِلُ لأكملِ لَذَّة، وأجلِّ نعيم، فهذا مدحٌ للتقوى[12].

 

7- التقوى مِفتاح التَّيسيرِ، والرِّزقِ الوفير، والأَجْرِ الجَزِيل: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3] فالله تعالى يَسُوق الرِّزقَ للمُتَّقِي من وجهٍ لا يحتسبه، ولا يشعر به. والتقوى سبب للخروج من كلِّ ضيقٍ، قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]. والتقوى سببٌ لتكفيرِ السيئات، وزيادةِ الحسنات: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5][13].

 

8- التقوى سببٌ لِجَلْبِ البَرَكات: قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]. أي: لو آمنوا بقلوبهم إيماناً صادِقاً صدَّقَتْه الأعمالُ، واتقوا اللهَ تعالى؛ لَفَتَحَ عليهم بركاتٍ السماء والأرض، فأرسلَ السماءَ عليهم مِدراراً، وأنبتَ لهم من الأرض ما به يعيشون، في أخْصَبِ عَيشٍ وأغزَرِ رِزق[14].

 

9- التقوى وِقايةٌ من الذنوب: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]. يُخبر تعالى عن عباده المتقين أنهم إذا مسَّهم طائِفٌ من الشيطان بالوسوسةِ أو الهمِّ بالمعصية أو ارتكابِها؛ تذكَّروا عِقابَ الله، وجزيلَ ثوابه، فتابوا وأنابوا، واستعاذوا بالله تعالى، ورجعوا إليه من قريب، ﴿ فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ أي: قد استقاموا، وصَحَوا مِمَّا كانوا فيه[15].

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. ومن فضائل التقوى:

10- مَحبَّةُ اللهِ ونُصْرتُه للمُتَّقين: فتقوى الله سببٌ لِمَحبَّتِه، ونُصرتِه التي حُرِمَ منها كثير من المسلمين، قال سبحانه: ﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194]؛ وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128].

 

11- التقوى مَنجاةٌ من المهالك: في الدنيا والآخرة، قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 71، 72]. فإذا (مَرَّ الخلائِقُ كلُّهم على النار، وسَقَطَ فيها مَنْ سَقَطَ من الكفار، والعُصاةِ ذوي المعاصي بِحَسَبِهم؛ نجَّى اللهُ تعالى المؤمنين المُتَّقين منها بِحَسَبِ أعمالهم. فجَوَازُهم على الصِّراط وسرعتُهم بِقَدْرِ أعمالهم التي كانت في الدنيا)[16].

 

وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الزمر: 60، 61]. (لَمَّا ذَكَرَ حالةَ المُتكبِّرين، ذَكَرَ حالةَ المتقين، فقال: ﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ ﴾ أي: بنجاتهم؛ وذلك لأنَّ معهم آلَةَ النجاة، وهي تقوى الله تعالى، التي هي العُدَّة عند كلِّ هولٍ وشدة)[17].

 

12- تكريمُ الله تعالى للمتقين: قال تعالى: ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ﴾ [مريم: 85]. يَحشر اللهُ تعالى المتقين إلى موقف القيامة مُكَرَّمين، مُبَجَّلين مُعَظَّمين، وُفُوداً إليه، والوافِدُ لا بد أنْ يكون في قلبه من الرجاء، وحُسْنِ الظنِّ بالوافِدِ إليه ما هو معلوم. فالمُتَّقون يَفِدون إلى الرحمن، راجين منه رحمتَه، وعَظِيمَ إحسانه، والفوزَ بعطاياه في دار رضوانه، واثِقين بفضله سبحانه[18].

 

13- الجنةُ دار المُتقين: فالقرآن مليءٌ بالآيات الدالة على أنَّ أهل الجنة هم أهلُ التُّقى؛ من مثل قوله تعالى: ﴿ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30، 31]؛ وقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55]. اللهم آتِ نُفوسَنا تقواها، وزَكِّها أنتَ خيرُ مَنْ زكَّاها، أنتَ ولِيُّها ومَولاها.



[1] تاريخ مدينة دمشق، (45/ 230)؛ تهذيب الكمال، (21/ 445).

[2] تفسير ابن كثير، (1/ 85)؛ جامع العلوم والحكم (ص 159).

[3] تفسير السعدي، (ص 657).

[4] تفسير القرطبي، (6/ 47).

[5] انظر: تفسير ابن كثير، (4/ 43)؛ تفسير السعدي، (ص 319).

[6] انظر: تفسير السعدي، (ص 961).

[7] تفسير القرطبي، (13/ 324).

[8] تفسير ابن عثيمين، (15/ 55).

[9] تفسير السعدي، (ص 228).

[10] الطبقات الكبرى، لابن سعد (7/ 106).

[11] انظر: قوت القلوب، لأبي طالب المكي (2/ 83).

[12] انظر: تفسير السعدي، (ص 91).

[13] انظر: المصدر نفسه، (ص 870).

[14] انظر: المصدر نفسه، (ص 298).

[15] انظر: تفسير ابن كثير، (3/ 534).

[16] تفسير ابن كثير، (5/ 256).

[17] تفسير السعدي، (ص 728).

[18] انظر: المصدر نفسه، (ص 500).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العفة والنزاهة من صفات أهل التقوى (خطبة)
  • خطبة عن التقوى
  • خطبة عن التقوى والمتقين
  • اقتران التقوى بغيرها في الكتاب والسنة (1)
  • أهمية التقوى وفوائدها (1)
  • أهمية التقوى وفوائدها (2)

مختارات من الشبكة

  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • خطبة المسجد الحرام 14/11/1431هـ - فضائل مكة المكرمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل الصدقة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأقصى: فضائل وأحداث (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضائل يوم الجمعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البدر الأتم في فضائل الأم (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • صلاة الوتر: فضائل وأحكام (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • السحاب الهتان في فضائل شهر شعبان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجمعة فضائل وآداب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- فضل التقوى
رضوان الجزائري - الجزائر 04-06-2021 01:22 PM

أشكركم على هذا الموضوع.. فعلا التقوى مفتاح السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة ومعناها باختصار.. مراقبة الله على كل حال.. فتخافه وتستحيي منه فلا يراك في مكان أو على حال لا يرضيه سبحانه.. نسأل الله أن يجعلنا من المتقين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب