• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين / محاضرات مفرغة
علامة باركود

لقاء مفتوح ضمن سلسلة صمام الأمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (نصية)

لقاء مفتوح ضمن سلسلة صمام الأمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (نصية)
الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين


تاريخ الإضافة: 19/1/2017 ميلادي - 20/4/1438 هجري

الزيارات: 12082

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللقاء المفتوح

مع فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد آل خنين ضمن سلسلة محاضرات (صِمَام الأمان) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ألقيت في جامع الأميرة موضي بنت أحمد السديري بحي العريجاء بمدينة الرياض في 19/4/1429هـ.

[فرغت المادة الصوتية وروجعت من قبل الشيخ].

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فحياكم الله أيها الإخوة والأخوات في هذه الليلة الثالثة من ليالي هذه السلسلة المباركة صِمام الأمان (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، والتي تقام بالتعاون مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الجامع؛ جامع الأميرة موضي السديري.

وفي هذه الليلة التي نستضيف فيها معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن خنين - عضو هيئة كبار العلماء - في لقاءٍ مفتوح حول هذه الشعيرة العظيمة، وأيضًا لعلنا نستفيد من وجود الشيخ معنا في عرضِ الأسئلة فيما يتعلق بهذا الجانب المهم من الدين، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أدعو معالي الشيخ لإلقاء كلماتٍ نقدم بها هذا اللقاء، ثم نعرض أسئلتنا عليه بارك الله فيه.

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ وعلى آله والصحابة أجمعين، أما بعد:

فإن الله - عز وجل - خلق الإنسان وكرَّمه، خلقه في أحسن تقويم، فجعل له عينين، ولسانًا وشفتين، وبيَّن له طريق الخير ورغَّبه فيه، كما بيَّن له طريق الشر وحذَّره منه، والله - عز وجل - خلق الإنسان لمهمةٍ عظيمة، وغاية كبيرة، ألا وهي عبادة الله عز وجل، كما قال الله - جل ذكره - في كتابه الكريم: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58].

إذًا الإنسان مخلوقٌ لم يُخلق عبثًا، ولم يُترك سدًى، ولكنه خُلق لهذه المهمة العظيمة، ألا وهي عبادة الله عز وجل، والعبادةُ أشمل من أن تكون مقتصرةً على الشعائر التعبدية، كما قد يفهمها البعض، وإنما هي كما عرَّفها المحققون من أهل العلم: "اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة"، والعبادة إذًا هي فعل كلِّ ما أمر الله - عز وجل - به، وترك كل ما نهى الله - عز وجل - عنه، سواءٌ كان ذلك في مجال العقيدة، أو في مجال الشعائر التعبدية من صلاةٍ وقيامٍ وزكاةٍ وحج، أو كان ذلك في مجال المعاملات؛ من بيعٍ وشراءٍ وإجارةٍ أو غيرها، أو كان ذلك أيضًا في مجال النكاح ما يحل منه وما يَحرُم، وما يُنهى عنه وما يؤمر به فيه، أو كان ذلك في مجال القضاء، أو مجال كافة التعاملات، فإنه ما من حركةٍ ولا سكونٍ يُدَّعى إلا والشريعة حاكمةٌ عليه إفرادًا وتركيبًا.

والمسلم يجب أن يُخضِع جميع أقواله وأفعاله لأمر الله - عز وجل - ونهيه، لا يُستثنى من ذلك شيء، سواء كان ذلك في المجالات التي ذكرنا، أو كان ذلك في غيرها من مجالات الآداب وحقوق الجوار، وحقوق الأهل، وغير ذلك من الأمور.

 

• فالمأمول من العبد أن يفعل كل ما أمره الله - عز وجل - به، وأن يترك جميع ما نهى الله - عز وجل - عنه، هذا المفترض من المرء المسلم، والله - عز وجل - حذَّر من مخالفة أمره، كما في قوله - جل ذكره -: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، وهذا تحذيرٌ من الله عز وجل، والواجب على المرء المسلم أن يتلافى جميع النقص، وأن يحرص على تمام العبودية لله عز وجل، فإذا غفل عن ذلك لسهوٍ أو جهلٍ أو تعمدٍ أو مكابرةٍ، شُرع نصحه وتوجيهه، فإن كان ساهيًا ذُكِّر، أو غافلاً ذُكِّر أيضًا، أو جاهلاً عُلِّم، أو متعمدًا زُجر ونُهي، وهذا بابه الحِسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سواءٌ كان ذلك في دور البناء والتوجيه، والإصلاح بالأمر والتذكير، أو كان ذلك في مجال النهي والزجر والأخذ على يدي السفيه.

 

• والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص هذه الأمة: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110]، إذًا كنتم خير أمة أخرجت للناس؛ لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، ولهذا المعنى أوجب الله - عز وجل - على الأمة بمجموعها، وجعل ذلك من فروض الكفايات فيها أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

وهذا إيجاب على الأمة بالفرض الكفائي أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر، وبالأمر بالمعروف كان الولاء بين المؤمنين؛ لأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [التوبة: 71]، بل إن المنافقين أيضًا يتوالون على الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف: ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ﴾ [التوبة: 67]، فكان مفهومُ بل نصُّ الآية الأولى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب الولاية بين المؤمنين، بل إن الإعراض عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من موجبات اللعن على الأمة، كما أخبر الله - عز وجل - عن ذلك في بني إسرائيل لما كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ * كانوا لا يَتَناهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلوهُ لَبِئسَ ما كانوا يَفعَلونَ ﴾ [المائدة: 78، 79] لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالواجب أن نتحاشى هذا الأمر، وأن تحفظ الأمة بيضتها وعزتها وقوتها وكمالها، بالحفاظ على هذا الأمر العظيم؛ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ففيه صيانةٌ للفرد، وقوةٌ وحصانةٌ للأمة من أن تخترقها الأفكار الوافدة الضالة التي تُفسِد عليها دينها، ومن أن تضعف قوتها بسبب إعراضها عن دينها، وتخلِّيها عن أمر ربها سبحانه وتعالى، أو وقوعها في المخالفة بفعل المنكرات.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه حفظٌ لسفينة الحياة، حفظ للأمة كلها؛ لأنه إذا تُرك السفهاء يعبثون في سفينة الحياة، ولم يكن لهم رادعٌ ولا مانعٌ من هذا العبث، كان الهلاك للأمة جميعًا.

 

• وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يُخبِرنا بهذا الخبر في مثالٍ يضربه ويُبيِّنه لنا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة، فكان بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا الماء خرجوا إلى من فوقهم ليأخذوا الماء، فقالوا: لو أننا خرقْنا في نصيبنا خرقًا فلم نؤذِ مَن فوقنا))، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإن تركوهم، هلكوا جميعًا))؛ يعني: تركوهم يعبثون في سفينة الحياة ويخترقونها بالمعاصي والآثام، هلكوا جميعًا، ((وإن أخذوا على أيديهم ومنعوهم - يعني من اختراق هذه السفينة - نجوا ونجوا جميعًا)).

فالهلاك في الإعراض عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترك أهل الخبال يعبثون في سفينة الحياة، ويدمرون المجتمع بالمعاصي والآثام، والنجاة بالأخذ على أيدي هؤلاء السفهاء والجهال من أن يعبثوا بسفينة الحياة، ويُغرِقوا الأمة بالآثام والمعاصي، فيؤخذ على أيديهم ويردعون عن إتيان المعاصي، فضلاً عن الاستمرار فيها.

ولذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يأتي على ثلاث مراتب: ((مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).

 

• ومرتبة التغيير باليد هي على مَن يستطيعه ومن يملكه من الولاة ومن نوابهم، ومن الرجل في داره عند أهل بيته وبين أولاده، والواجب هذا منوطٌ أيضًا بكل مَن استطاع البيان والتوضيح، واجبٌ عليه ذلك باللسان، ومَن عجز عن هذا وهذا، فأقل مراتبه أن يكون مُنكرًا بقلبه، وذلك أضعف الإيمان، وإنما كان ذلك أضعف الإيمان؛ لأن السكوت على المنكر والرضا به بقلبه يجعله متواطئًا معه، ويجعله يألفه ويرضاه، وهذا مخالفٌ لهَدْي كتاب الله - عز وجل - ولسنة نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ومن هنا يُعرف خطورة الأمر، وبعض الناس إذا رأى المنكر لا يغيره حتى بالقلب ولا يتمعَّر وجهه، وكأنه يظن أن الأمر لا يعنيه، وأنه ليس مسؤولاً عن ذلك، بل ربما أحيانًا بعض الناس من ضعاف النفوس يُبرِّر أفعال المنكر، وهذا واللهِ سقطة ما بعدها من سقطة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((وذلك أضعف الإيمان)) في مرتبة التغيير بالقلب، فالذي يبرر المنكر ويلتمس له الأعذار والتبريرات التي تُسوِّغه، هو لا شك واقعٌ في هذه المرتبة التي هي أقل المراتب في تغيير المنكر، وهو التغيير بالقلب وتمعر القلب وإنكاره.

 

• بالأمر بالمعروف تُحفظ الأمة في دينها، وفي دمائها، وفي أموالها، وفي عقولها، وفي أعراضها، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُحقق المرء المسلم معنى العبودية لله عز وجل، التي هي - كما أسلفنا - مما أمر الله عز وجل به، بل إنها هي الغرض مِن خَلق الإنسان أن يكون عبدًا لله عز وجل.

• بالأمر بالمعروف يزول الجهل بين المسلمين، وينتشر العلم بأمور دينهم، ويسعَون إلى التواصي بالحق وإلى التواصي بالصبر.

• بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوى الأمةُ، وتكون شامةً بين الأمم، مرهوبة الجانب ثابتة؛ لأنها أخذت بأمر ربها وتمسكت به، ومَن كان هذا شأنَه، فإنه معزَّزٌ عند الله عز وجل، وإن الله - عز وجل - يُعِزُّه وينصره على أعدائه.

 

• إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يشترك فيه كلٌّ بحسب قدرته، كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: ((مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).

ولذلك نقل الإمام النووي الإجماعَ على مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن كل أحد يُنكر بحسَبه، وبعض الناس يعتقد أنه حتى في بيته ليس له إدارته، وليس عليه مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولا شك أن بيت الإنسان هو من مسؤوليته؛ ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته؛ الرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)).

الحفاظ على الأهل والأولاد من ذكورٍ وإناث، والحرص على تعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، هو بابٌ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن الحرص على البيت إذا رأى الإنسان فيه خللاً أو عوجًا شرَع إلى تقويمه وإصلاحه، وذلك بابٌ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الحرص على أهل البيت بأداء الصلوات في أوقاتها، وبأمر الأولاد إذا بلغوا سن التمييز بالقيام بالصلاة تدريبًا وتمرينًا لهم - بابٌ من أبواب الأمر بالمعروف، والله - عز وجل - يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مُرُوا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر, وفرِّقوا بينهم في المضاجع))، والله - عز وجل - يقول: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، كل ذلك من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعض الناس إذا حُدث أو سمع الحديث بباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يظن أن المَعْنِيَّ غيره، وأن الخطاب لا يتجه له!

لا، أول ما يتجه لا شك للأمة بمجموعها، ولكن صاحب الدار وصاحب البيت عليه مسؤوليةٌ عظيمة في هذا الباب، فلا يتكاسل أو يتهاون في أدائها أو يتغافل عنها، وليكن لاحظًا لبيته، مشرفًا عليه، قائمًا فيه بما أوجب الله - عز وجل - عليه، ناهيك أن يكون سببًا في جلب المنكرات والإتيان بها، فإن ذلك لا يُقِره مسلم، ولا يقره قبل ذلك شرعٌ ولا دين، فضلاً أن يقره الإنسان في بيته.

أسأل الله - عز وجل - أن ينفعنا جميعًا بما علمنا، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يغفر لنا ولوالدينا، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.


• اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

شكر الله لمعالي الشيخ عبدالله بن محمد بن خنين ما تكلَّم به عن هذه الشعيرة العظيمة؛ شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولعلنا نعرض بعض الأسئلة على معاليه بما يسمح به وقت هذه المحاضرة.

يقول: أحسن الله إليكم، في الحرب القائمة على الهيئة انتشر على الشبكات العنكبوتية - يعني يتكلم عما يتعلق بالحرب القائمة على الهيئة والكلام في الهيئة مما يُسيء إلى الهيئة - فيقول: ما هو توجيهكم لهؤلاء؟ نرجو النصح لأفراد الهيئة ممن لا يستعملون الرفق والطرق الصحيحة في الإنكار، تبعًا للمصلحة، وقد يكون غير مؤهل للإنكار.

• أولاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - كما قلت - شعيرة كبيرة، ويجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتحلى بآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سواء كان ذلك فيما يتعلق بكون هذا الأمر هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو ليس منه، ثم أيضًا الطرق الصحيحة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والطرق أيضًا في التعامل مع المنكر، إذا وقع منكر كيف يتعامل معه، فإن الصبر والاحتساب أمرٌ من الأهمية بمكان، ولكن التأني والرويَّة والحرص على ألا تُسرع له يد، أو تزل به قدم، أو تسبق له كلمة في غير موضعها - أمرٌ من الأهمية بمكان؛ حتى لا يحصل من اجتهاده ما لا تُحمَد عقباه، وحتى لا يكون الأمر بالمعروف مُنكرًا، أو حتى إنكار المنكر لا يكون منكرًا، فالواجب الالتزام بما هو مرسوم لهذه الأمور من كيفية التعامل معها، والحرص على ذلك، والواجب على مَن كان جديدًا في هذا الباب أن يتعلم من زملائه ومن مرؤوسيه والمسؤولين عنه كيفيةَ التعامل مع هذه الأمور، فلئن يفلت مخطئ خيرٌ من أن يُظلَم بريء؛ لأن البريء إذا ظُلِم لا شك يتعاظم ذلك في نفسه، والخطأ في العفو خير ولا شك من العقوبة، كما هو مقرر ومعروف عند العلماء.

فعلى هذا - كما قلت - ينبغي التأني والتروي، وتعلم الأساليب والطرق والإجراءات والتعليمات المتعلقة بهذا الشأن، والمضي على خطواتٍ محسوبة، بعيدًا عن الارتجالية والعشوائية التي تؤدي إلى الخطأ، وبالتالي تسيء إلى الجهاز كله.

 

أحسن الله إليكم، يقول: إذا دخلت في مجلسٍ فيه مُنكر دخانٌ أو غِيبة وما إلى ذلك، فهل أُنكر عليهم، أم أجلس وأصمت، أو أنصرف؟

• لا شك أن الإنسان إذا دخل مكانًا وفيه مُنكر، فإنه يُنكر هذا المنكر بقدر استطاعته، وإذا كان المنكِر فردًا عاديًّا، فإن استطاعته هي اللسان، يبيِّن خطأ هذا، ويأمرهم بالكف عنه وتركه والابتعاد عنه، فإن لم يسمعوا لقوله واستمروا على منكرهم، فإن عليه الخروج وتركهم، والله - عز وجل - يقول: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴾ [القصص: 55]، فإذا لم يستجيبوا لنصحه وأمره، فإنه يدَعهم ويخرج.

 

أحسن الله إليك، يقول: كثرت المنكرات في المستشفيات والمستوصفات، فما الواجب حيال هذا الواقع؟

• الواجب هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل بحسبه، فمثل هذا يكون تغييره عن طريق ولي الأمر، ومن أنابهم ولي الأمر أيضًا لهذا الجانب، وعلى مَن علم ذلك البلاغ عنه، وعلى العلماء أيضًا بيان أحكام المخالفات التي تخالف أحكام الشريعة الإسلامية الغراء.

 

أحسن الله إليكم، هذا يقول: معالي الشيخ إني أحبك في الله، والداي يغتابان، فهل أنكر عليهما؟ وكيف أنكر عليهما؟ وما هي الوسيلة المناسبة، وجزاكم الله خيرًا؟

• لا شك أن الغيبة مُنكر ومنهي عنها، والله - عز وجل - يقول: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12]، والغِيبة كما عرَّفها النبي صلى الله عليه وسلم: ((ذِكرك أخاك بما يكره))، فلما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قام رجلٌ وقال: أرأيت يا رسول الله إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه ما تقول، فقد بهته)).

ووزرها عظيم لا شك، وكما في الآية السابقة أن الله - عز وجل - مثَّل مثالاً في الغيبة تتقزز منه الأنفس، وهو أن يأكل الإنسان لحم أخيه ميتًا، لو قيل لإنسان آخر: هذا ميت، خذ لك منه مضغةً، لعد ذلك استهانة به، واشمأزتْ نفسه من ذلك، فكيف يستبيح عِرْض أخيه حيًّا ويلوكه باللسان، ويذهب ويجيء في ذلك؟!

فإذا حدث من ذلك شيء، فإنه يؤمر صاحبه بالكف عن الغيبة، سواء كان ذلك والدًا، أو ولدًا، أو زوجًا، أو جارًا، أو قريبًا أو بعيدًا؛ لأنه مسلم، وله عليك حق البيان.

ولكن ينبغي أن يُعرف أن مقام الوالدين من حسن التأدب وحسن الكلام له مرتبة في التعامل وطريقة في التعامل، يكون بيان ذلك بطريقة مناسبة فيها بيانٌ للخطأ، والنهي عن هذا الأمر، والتذكير بخطورته، فلكل مقام مقال.

 

أحسن الله إليك، يقول: بعض الناس يعتقد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محصورٌ فيمن ظاهرُهم الصلاح، ويقول: كيف آمر بالمعروف وأنا لم أصلح نفسي أولاً، فيتركه بالكلية، فما هو منظور الشرع في ذلك؟

• العلماء تحدَّثوا عن الإنسان لو كان واقعًا في مخالفة، هل له أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ وقرروا أن كونه قد خالف فلا يسقط عنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يقول الإمام النووي، فالواجب عليه شيئان: أن يفعل المعروف وأن يترك المنكر؛ يعني أن يفعل ذلك بنفسه، وأن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر، وهذا هو الثاني، فلئن قصَّر في فعل المعروف وترك المنكر، فلا يقصر أيضًا في بيان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يجوز للإنسان أن يُسوِّغ لنفسه أنه لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا مَن يُرى من أهل الكمال مثلاً، لا.

كل يأمر بحسبه، وبحسب مقدرته ومعرفته، والمأمور به يختلف، فإن كان من الأمور الظاهرة الذي كل أو غالب المسلمين علماء به، فكل واحد يأمر وينهى فيه، وإن كان من دقيق المسائل التي تخفى ولا يعرفها إلا العلماء، فهذا أيضًا مسؤوليته على العلماء، وكل يأمر وينهى بحسبه، ولا يُشترط أن يكون الآمر كامل الصفات، بل كل يأمر حسب اجتهاده، ولا يجمع الإنسان بين تقصيره في حق الله وتقصيره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


أحسن الله إليكم، يقول هذا: فضيلة الشيخ، حفظك الله ورعاك، وبارك في عمرك وعملك، أحيانًا الأولاد في البيت لا يطيعون آباءهم وأمهاتهم، فيقوم الأب بالضرب المبرح أحيانًا، آمُل من فضيلتكم إيضاح ما يمكن أن يقوم به الأب لتأديب أولاده وأمرهم بالمعروف، مع العلم بأن الغضب لا يكاد يفارق الأب، ويحاول التغاضي عن بعض الأمور من ناحية الدراسة أو مساعدة المنزل، إلا أنهم لا يسمعون الكلام والنصح.

وهذا آخر يقول: كيف آمر أبنائي وأنهاهم، عِلمًا بأني لا أستطيع أن أستخدم القوة في كل الأحيان، فهل فعلي هذا صحيح؟

• على الإنسان أن يجتهد في بيته، ولا شك أنه مأمور بالاجتهاد، ومن الاجتهاد حُسن التعامل، وأن يسلك مسالك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ من الرفق، وحُسن التعامل مع المأمور والمنهي، ولو كان زوجًا، أو أخًا، أو ولدًا، أو بنتًا، فيُذكِّره بالله وبخطورة هذا الأمر، وأن هذا كذا وكذا وكذا.

ولا يمل ولا يغضب، فإن الغضب هو الذي يُفسد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويفسد الأمور كلها، والإنسان أحيانًا يغضب مرة أو مرتين، ثم يمل ويسكت ويترك الأمور تسير كما هي، بينما المأمول أن يكون حليمًا، وأن يتعامل مع هذه الأمور بصبر وأناة، وبنَفَسٍ طويل، وأن يكون في نفسه قدوة، ويحرص على الأمر بذلك، ولا يمل أن يأمر مرة ومرتين وثلاثًا وأربعًا، وينتقل من الأسهل فما فوقه، وإذا أدَّب يكون التأديب أيضًا مقبولاً، لا يكون تأديب انتقام؛ لأن بعض الناس إذا أراد أن يؤدب ولده لصلاةٍ أو نحوه كأنه يُجالد عدوًّا، فيأخذ أقوى ما عنده ويضرب به الولد، إن وجد له عصا غليظة ضربه بها، وربما أحيانًا يضربه بفنجان أو شيء ثقيل أو حادٍّ ويرميه به، حتى يسيل دمه، هذا خطأ، فينبغي أن يكون الإنسان رفيقًا، حتى أمره لأولاده يكون بالرفق والهدوء والإقناع ما أمكن، فإذا احتاج الأمر إلى الضرب، فيكون الضرب غير مبرح مما يؤدب ولا يؤذي إيذاءً بالغًا، أو يسفك دمًا، أو يكسر سنًّا أو عظمًا، بل عليه الصبر والأناة، وعدم العجز والتكاسل.

الملحوظ على الآباء إذا أمر مرة أو مرتين أو ثلاثًا، أُصيب بالإحباط، وترك الأمر وكأنه لا يعنيه، فإذا رآه معرضًا عن الصلاة بعد ذلك يَدَعه ويقول: أنا والله أمرتُه ولم يسمعني، نقول له: لا تكلَّ ولا تمل، وأنت قصدك التأديب، وقصدك من هذا التأديب إصلاحُ ولدك، والحصول على الأجر من الله عز وجل، وفي كل مرة تعيد عليه، وتقول له: يا بُني، دعْ هذا وافعل هذا، فأنت مأجور، وعليك بالصبر وحسن التعامل، وحريٌّ بالإنسان إذا صبر وأحسن التعامل واستمر أن يُستجاب له.

 

أحسن الله إليك، يقول: وجدت عند أخي أقراص كمبيوتر "سي دي"، فيها أفلام إباحية محرَّمة، يقوم بتشغيلها على جهازه، فكسرتها وأتلفتها دون إخباره، فهل هذا التصرف صحيح؟

• هذا التصرف صحيح؛ لأن هذه الأجهزة ما دامت تستعمل في المُنكر، والمنكر تجب إزالته قدر الإمكان، وهذا في الإمكان.

 

يقول: أنا أعمل في مكانٍ فيه نساء، فهل أستطيع أن أُنكر عليهن بالتليفون؟

• الإنكار بقدر الاستطاعة، ما دام يستطيع أن يُنكر بالتي هي أحسن بالتليفون أو غيره، فهو مناسب، ولكن ينبغي للإنسان أن يحتاط لنفسه؛ لأن الاختلاط مع النساء واستمرار المكالمات لهن، ربما أنه يحصل بسببه له ما لا تُحمَد عقباه، فلا بد أن يكون هناك موازنة صحيحة؛ حتى يُستطاع أن يتوصَّل إلى إنكار منكر من دون أن يحدث آثارًا سلبية عليه، ربما قيل: إن هذه النساء إذا كن يعملن في قسم أو جهة مستقلة أن يوصى أن ينكر عليهن نساء مثلهن.

 

هناك أسئلة معالي الشيخ عما يحصل في الأسواق من المنكرات، وتبرج النساء، واللباس الفاتن، وما إلى ذلك، فيقول: هل نأثم إذا لم ننكر مثل هذه المنكرات؟

يقول: هل يجوز أن ننزل إلى الأسواق إذا كان عندنا استطاعة ومعرفة وعلم في هذا المجال؟

• لا شك أن خروج النساء في الأسواق متبرجات سافرات الوجوه بالعباءات المزركشة، أو المخصرة والتي تبرز المفاتن - من المنكرات العظيمة التي ابتُلِي المسلمون بها في أسواقهم، ويجب عدم إقرار هؤلاء والإنكارُ عليهم، ولا شك أن هذا مسؤولية الحسبة، ورجالها هم الذين يقومون بهذا الدور؛ لأن فيه تغييرًا وتعرضًا للآخرين في الأسواق، وربما أحيانًا يحصل بعض المشاكسات، فلا بد أن يكون عن طريق رجال الحسبة، أيضًا يُراجع جهاز الحسبة ويتصل بهم ويتفاهم معهم في التعاون في مثل هذا الأمر.

 

هذا يسأل عن الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يُسمَّون في هذا الزمان بالمتشددين، خاصةً عندما قام بعضُهم بالإنكار على ما يحصل في بعض المناطق والمنتزهات وغيرها، يقول: فما حكم هذا الأمر؟

• لا شك أن المحتسب يجب أن يتحلى بالصبر، وهو سوف يتعرض لمثل هذا في وصفه بالنعوت السيئة، وبالاستهزاء به أحيانًا، ولكن عليه الصبر والاحتساب، فإنه لا يُنَال أجرٌ إلا بصبر، وأما إطلاق ألفاظ السوء على المحتسبين، فلا شك أنه أمرٌ خطأ، ولا يصح الاستهزاء بهم، ومَن استهزأ بالمحتسبين أو وصفهم بالنعوت السيئة، فهو على خطرٍ عظيم على هذا مثل ما قلنا: إنه يودُّ الرضا بالمنكر، ويرغب فيه، وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وذلك أضعف الإيمان))، بل هذا أدخل نفسه في مبارزة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو في خطرٍ عظيم، ولَمَّا استهزأ بعض الناس بقرَّاء الصحابة، فقال فيهم: لم نرَ مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء، فأنزل الله - عز وجل - فيهم قرآنًا يُتلى إلى يومنا هذا، فقال الله - عز وجل -: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66]، فالواجب على رجال الحسبة الصبر، والواجب على المسلمين أن يعرفوا لهم دورهم، وأن يحذروا كل الحذر من الاستهزاء برجال الحسبة أو أذيتهم، ناهيك عن الاستهزاء بهم؛ فإنه خطرٌ عظيم، وكما مر في الآية الكريمة: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾.

بعض الناس ربما تساهل بالكلمة وألقاها، وربما لم يُلقِ لها بالاً، فيحصل له هذا الخطر العظيم؛ خطر الاستهزاء بآيات الله، ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66]، فالأمر خطير جدًّا.

 

أحسن الله إليك، يقول: رسائل الجوال تختصر الكثير من المسافات في هذا المجال، قرأنا عمن انتهى عن منكر برسالة جوال، أسأل الله أن يجزي مَن أرسلها خيرًا، وأنا لم أعرف، أرجو التعريف على إمكانية استخدام رسائل الجوال كوسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن لم يستطع المقابلة والتغيير باليد، وجزاكم الله خيرًا، يقول: أرجو الدعاء لي بالثبات.

• أولاً: نرجو الله - عز وجل - أن يُثبته على الحق آمين، إنه سميعٌ مجيب.

ثانيًا: لا شك أن استخدام الوسائل الحديثة والفعَّالة له أثر إيجابي، لكنني أقول: يجب دراسة ذلك والاعتناء به، والتصور الكامل للدور الذي يُؤدَّى بواسطته؛ حتى لا تكون مسائل ارتجالية، وكلٌّ يصبح يأمر وينهى، وأحيانًا ربما دخل فيما لا يعرفه، هذا الذي يحصل أحيانًا، فصار يرسل عبر الجوالات أحيانًا أمور غير صحيحة، لكن نقول: يجب أن تدرك هذه الوسيلة الفعالة بدراسة واسعة ومتأنية، ويصدر عنها بعد ذلك عمل مدروس، ولا شك أنه إذا قُيِّم بهذا الدور، فإنه سوف يؤدي أثرًا إيجابيًّا، وأما أن كل واحد من تلقاء نفسه يتكلم فيما يعرف وفيما لا يعرف، ويصدر رسائل، فلا شك أن هذا خطأ؛ لأنه يؤدي إلى أمور خطرة، فتجده أحيانًا يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف من حيث لا يدري؛ لأنه يتكلَّم في دقيق المسائل التي لا يُحسنها.

 

نفع الله بعلمكم، يقول: نلاحظ فضيلة الشيخ، انتشار مقاهي الشيشة، وهذه المنكرات بلا شك من أعظم المنكرات، لِما يحدث فيها من معاصٍ وما يحصل للشباب صغار السن وغيرهم من بعض الأمور، فيوجد هناك من الشباب المحتسبين يذهبون إلى تلك المقاهي ويناصحون الشباب برفقٍ ولين، ويحدث فيها للشباب مشاكل مع الجهات الأمنية، فهل نأثم إذا علِمنا ولم نذهب معهم للإنكار، وجزاكم الله خيرًا؟

• لا شك أن التدخين وما في حكمه من الشيشة وغيرها من المحرَّمات؛ لِما له من آثار سيئة على النفس وعلى المال، فله أثرٌ سيئ على نفس الإنسان؛ لأن التدخين يؤدِّي إلى إضعاف أعضاء كثيرة من بدن الإنسان، سواءٌ كان ذلك في أسنانه، أو في البلعوم، أو في المريء، أو في الرئة، أو في الشرايين، أو في غيرها، كما كتب في ذلك الأطباء، وأطالوا وأبانوا، وهو مضر ضررًا بالغًا، وبذلك جاء الشرع بالنهي عنه، فالله - عز وجل - يقول: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157]، ويقول الله - عز وجل - أيضًا: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، ويقول: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [النساء: 29]، والتدخين كله خبيث؛ لذا فهو منهي عنه، وهو إلقاءٌ بالنفس إلى التهلكة، ويؤدي إلى الوفاة؛ ولذلك حذَّر الأطباء منه تحذيرًا شديدًا، والقاعدة في الشرع: كل ما هو مضر فهو محرَّم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا ضرر ولا ضرار)).

ثم إن تبذير هذا المال أيضًا مُنكر آخر، والله - عز وجل - نهى عن تبذير الأموال، كما قال - جل ذكره -: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الإسراء: 27].

وإنه يُنفق على التبغ آلاف الريالات، التي لو جُمعت لشيَّدت مساجد ومدارس، وعالجت مرضى، وأطعمت فقراء، فكيف تُهلَك هذه المبالغ الطائلة على مذابح التبغ والنَّرجيلة والمعسل... إلى آخره من الأمور التي تضر بالصحة؟

إن الواجب الاعتناء بالنشء والشباب، وصرفهم عن مثل هذه المنكرات، وأول ذلك الحيلولةُ بينهم وبين رفاق السوء؛ لأن كثيرًا ممن يقع في هذه الأمور إنما هي بسبب مخالطة رفاق السوء، فإذا خرجوا معًا ففي أول يوم لعب وضحك، وفي ثاني يوم سيجارة، وفي ثالث يوم كذا... إلى آخره، حتى يقع في التدخين، وربما جر التدخين إلى الآفات الأخرى من شرب المسكرات والمُخدِّرات، حتى يذهب عقله تمامًا؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جليس السوء، وأمر بمصاحبة الجليس الطيب، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما مَثَل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا منتنة))، فهذا الجليس الصالح خيرٌ كله، إما باعك من طِيبه، أو أهداك منه، أو أقل شيء وهو بمجرد جلوسك عنده يعلَقُ بثيابك من رائحة عطره، وأنت معه على خيرٍ دائمًا، وهذا مثل الجليس الصالح أنت معه على خيرٍ دائمًا.

وأما جليس السوء، فهو شر كله، إما تطير الشرارة منه فتُحرق ثيابك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مثَّله بنافخ الكير الحداد الذي يُحمِي الحديد على النار، ويطرقه بمطرقته، إما أن تطير منه شرارة فتحرق ثياب الجالس عنده، فإذا سلِم من هذه الآفة لم يسلم من الآفة الثانية ولا محالة، وهي أن يعلق بثيابه شيء من رائحة الكير المستخبَث، وكل مَن جالسته أو مررت عنده إثر جلوسك عند نافخ الكير اشمأزَّ من قربِك، وهذا هو المثل الحقيقي لجليس السوء.

والواجب على المرء المسلم ألاَّ يصاحب إلا خيرًا، وأن يلحظ أولاده أيضًا فلا يجالسوا رفقاء السوء الذين يجرُّونهم إلى مثل هذه المنكرات وهذه المصائب، من التدخين إلى غيره من المصائب، كفى بالتدخين خبثًا، ناهيك عن أنه يجر لا محالة إلى الخمر، ثم إلى المُخدِّرات، والمخدرات تجر إلى فساد العقل وإلى الخبال، نسأل الله - عز وجل - العفو والعافية، هذا منكر عظيم، وعلى َمن قدر على تغييره من ولاة الأمر ونوابهم أن يسارعوا إلى تغييرِه، ولا يصح إقراره؛ لما فيه من الفساد لأبناء المسلمين ولمجتمعاتهم.

 

هذا سؤال من فتاة تقول: دُعيت إلى حفل زواج وعلمتُ أنه به أغانٍ وموسيقا، وكان ذهابُها لحفل هذا الفرح ليس لأجل سماع الأغاني، بل لتلبية دعوة الأقارب وصلة الرحم، تقول: أنكرت عليهم، ولكن لم نخرج إلا بعد انتهاء الحفل، فما حكم ذهابنا إلى هذا الحفل، مع أن النية إنكار المنكر؟

• لا شك أن ما يتعلق بالدفِّ للنساء في الأعراس جائز، ولا تجوز الموسيقا، أو يسمونها اليوم بالأورج، فهو من الموسيقا المحرَّمة، ومنهيٌّ عنها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليأتينَّ أقوام من أمتي يستحلُّون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف))، وهذا جاء في مقام النهي والزجر، وذلك محرَّم ولا شك، ولا يصح الاستهانة به والتبرير له؛ لأنه عرس، وفرح، ويوم في الأسبوع، ويوم في العمر، أو نحو ذلك من الأمور الفاسدة التي يُبرر بعضَها بعضُ الناس، بل وصلت النتيجة إلى بعض النساء إذا أنكَر عليهن بعضُ النساء الفضيلات وقالت: إن كنتن تردن بقاءنا فأطفئوا، قالت: لا، ما عليكم، اقعدوا على ذمتي.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يعني يفعلون المنكر ويستحلُّونه، هذا أقبح من فعله، فالواجب الإنكار، وعلى مَن تستطيع الذهاب والإنكار وتوزيع المنشورات وبيان النهي في ذلك أن تذهب، وإذا ذهبت وأنكرت وأدَّت دورها، وإذا لم يُسمع لها تتصل بمن يأتي لها من أقاربها ويأخذها إلى بيتها، وتكون بذلك قد برِئتْ ذمتُها، أما أن تنكر وتجلس معهم طَوال الليل تستمع، فهذا غير لائق، وقد قال الله - عز وجل -: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴾ [القصص: 55].

 

أحسن الله إليك، هذا سؤال يتعلق بما يسبق، يسأل عما يتعلق بالعرضات التي تكون بها طبول ويكون فيها بعض آلات المعازف؛ مثل الزير وغيرها، وخاصة أنه وجد من العلماء مَن يُفتِي بجواز ذلك، ويقول لمن يمنعون هذا: إنكم تشددون وتضيقون على الناس فرحتهم؟

• لا يجوز للمرء المسلم أن يأتي المنكر، وأقبح منه أن يُبرر له، وقد علمتم أن الدف جائز للنساء في الأعراس، وأما الرجال، فلا يجوز لهم ذلك، ولا يصح لهم فعله، والواجب على المرء أن يكون وقَّافًا عند حدود الله عز وجل، مؤتَمِرًا بأمره، منتهيًا عما نهى الله - عز وجل - عنه، ولا يعجب مَن هلك كيف هلك، لكن يعجب مَن نجا كيف نجا، وليتبع الناجين لا يتبع الهالكين، والمسلم مأمور بالاحتياط في دينه، ولا يُسارع إلى أخذ الرخص والترخيصات ويترك ما أُمر به بحجةٍ فلان قال وفلان قال، وكما قال بعض السلف: من تتبع الرخص فقد تزندق، وإذا جمع هذه الرخصة إلى هذه الرخصة إلى هذه الرخصة - كما قال بعض السلف أيضًا - فقد جمع الشر كله.

 

أحسن الله إليك، سؤال من إحدى النساء تقول: أمها كبيرة في السن خرجت من البيت وضاعت حتى تُوفِّيت، فهل عليَّ ذنبٌ أو إثمٌ في ذلك؟

• إذا حصل منها تعدٍّ أو تفريط، فهي آثمة، وإن لم يحصل منها تعدٍّ أو تفريط، فلا شيء عليها، حسب وصف مسؤوليتها هي ودورها في حفظ أمها، وكيف ضاعت، هكذا تُنزل الفتوى بأنها فعلاً مُخطئة وآثمة وعليها الكفارة، أو أنها ليست مخطئة ولا آثمة ولا كفارة عليها.

 

أحسن الله إليك، هذا سؤال أيضًا من النساء تسأل عن حكم تشقير الحواجب؟

• لا يجوز التشقير؛ لأنه من النمص.

 

أحسن الله إليك، هذا يقول: ما هي نصيحتكم لشخصٍ يكون في مجلس أغلبه مدخنون، ويصل الكلام إلى البذاءة، ويصل إلى حد لا يرضي الله تعالى، كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص وهذه المجالس؟

• لا شك أن الإنسان إذا دخل مكانًا فيه منكرٌ، فإنه يأمر بتغييره، وينصح أمثال هؤلاء ويوجههم ويرشدهم إلى مضار التدخين، وما فيه من المضار على البدن وعلى المال، والنصوص الشرعية الآمرة أو المبينة لحكمه، ويذكرهم بالله ويخوفهم، فإن استجابوا له والحمد لله، وإلا مضى وتركهم.

 

هذا سؤال من فرنسا عبر البريد الإلكتروني، يقول: فضيلة الشيخ، ما حكم الصلاة في مكانٍ فيه تماثيل؟ وما صحتها؟ وما حكم الصلاة في الكنيسة، جزاكم الله خيرًا؟

• هل التماثيل هذه أمامه؟

• لا، لم يذكر شيئًا عن ذلك.

• نفترض أن هذه التماثيل مثلاً في بيتٍ ما، وأما المساجد، فلا يجوز إدخال التماثيل فيها، فهذه التماثيل لا يجوز للإنسان أن يقتنيها ويُدخِلها في بيته؛ لأن هذه من التصاوير، والتصاوير منهي عنها، والملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، ولكن نفرض أنه دخل بيت ضيف فيه تصاوير، إذا كانت خلفه وليست أمامه فصلى فلا يضره ذلك إن شاء الله شيئًا, والواجب نصح هذا الأخ الذي أحضر هذه التماثيل وأدخلها في بيته بإخراجها؛ لأن التماثيل هي من أعظم الصور، والملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صورة.

• معالي الشيخ، نفترض هذا في فرنسا، وقد يدخل الإنسان في فندق أو مكان، إزاء القبلة هذه الصور والتماثيل، أو في المطارات أحيانًا؟

• إذا لم يستطِع تغييرها، فإنه يصلي حسب حاله.

• أيضًا سأل عن حكم الصلاة في الكنيسة؟

• إذا لم يجد مكانًا يُصلي فيه، فإنه يصلي حسب حاله.

• أحسن الله إليك، سؤال آخر عن الصلاة في الكنيسة.

• ما الذي أدخله الكنيسة في هذا الوقت حتى يُصلي؟! الكنيسة لا يصحُّ أن يقصدها الإنسان ليصلي فيها؛ لأنها ليست بيتًا لصلاة المسلمين، بل المساجد لصلاة المسلمين، لو أنه كما يفعل أهل الخير في الدول الغربية يشترون كنيسة ليتخذوها مسجدًا، فإن هذا جائز، وتجوز الصلاة فيه؛ حيث إنهم أزالوا ما كان فيها من تصاوير أو شيء، ويصلون فيها.

• لكن في حال كونها قائمة، وتقام فيها الطقوس مثل النصرانية، لا يجوز للإنسان أن يذهب إليها؟

• نعم لا يجوز، في الأصل لا يجوز أن يذهب إليها.

 

أحسن الله إليك، هذا سائل من الجزائر، من موقع البث، يقول: هل القول بأن التمائم إذا كانت من القرآن لا يمكن أن يقال: إنها شرك؛ لأن فيها كلام الله، ويقال: إنها محرمة وليست شركًا، فهل هذا القول صحيح؟ وهل هذا القول مُحدث وخارج عن أقوال السلف في هذه المسألة، وجزاكم الله خيرًا؟

• اختلف العلماء في حكم تعليق بعض الآيات أو السور مثلاً في مجلس البيت، فبين حاظرٍ ومبيح، وقد درس هذا الموضوع، وإذا كان ذلك يتعلق بتعليقها مثلاً في الآيات للتذكير ببعض الأمور، فإنه لا بأس بذلك، وأما تعليقها على الصدور كهيئة التمائم، فإن هذا مما يعرضها للإهانة، وهذا لا يجوز، فقد يعلق إنسان آيات أو ألفاظ أحاديث، أو لفظ الجلالة، ثم يدخل بها الحمام، أو نحوه، ويتعرض بذلك للإهانة، فهذا لا يجوز.

 

هذا سائل عبر الإنترنت يقول: امرأة أحرمت من الميقات وهي منتقبة مع وجود غطاءٍ خفيف فوق النقاب حتى أنهت عمرتها، مع العلم أنها تعلم أنه لا يجوز، فما الحكم في ذلك، وجزاكم الله خيرًا؟

• هذه تعتبر مخالفة، وأتت محظورًا من محظورات الإحرام، فعليها الفدية؛ لأنها ارتكبت محظورًا من محظورات الإحرام، ففديةٌ من صيام أو صدقة أو نسك.

 

هذه امرأة كبيرة في السن وزوجها أيضًا كبير في السن، وهو يدعوها إلى الفراش، ولديها بعض الأمراض التي تحول دون ذلك، فهل عليها إثمٌ في عدم إجابته، علمًا أنه يغضب عليها كثيرًا إذا رفضت، وأحيانًا يهجر البيت بالأشهر من أجل ذلك، وجزاكم الله خيرًا؟

• إذا كانت عاجزة أو مريضة لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، أما إذا كانت مستطيعة، فلا يجوز لها الامتناع.

 

دُعِيتُ إلى وليمةٍ عند أحد الأقارب، ويوجد فيها منكرات كالقنوات الفضائية وغير ذلك، وهم كبار السن، ولا يبالون بالإنكار والنصح، فهل علي إثمٌ أو ذنب قطيعة رحم إن لم أحضر ولم أسمح لزوجتي بحضور هذه الولائم؟

• لا شك أنه إذا كان هناك منكر ولا يستطيع الإنسان تغييره، فإنه لا يذهب، ويمكن التواصل معهم في أمكنة ليس فيها مثل هذه المنكرات، فوصيتي له ألا يذهب إلى هذه المنكرات، ولكن لا يقاطعهم، يذهب لهم في مكان لا يكون فيه منكر، ويُسلم عليهم بما تقتضيه صلة الرحم، ولما في ذاك أيضًا من الخير التواصل والتواد والتراحم، والحفاظ على وشيجة القربى، وعلى وشيجة الخير بينك وبينهم؛ حتى يكون لك مجال فيما بعد بنصحهم وتوجيههم.

 

هذه امرأة تقول: يا شيخنا، كلما تقدَّم لي خاطب يكون مدخنًا، وأنا الآن في سن الخامسة والثلاثين، هل أوافق على مَن يتقدم لي ولو كان به عيوبٌ كبيرة، ثم أقوم بأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر؟

• لا شك أن الإنسان المسلم من ذكرٍ أو أثنى يبحثُ عن الصفات الطيبة فيمن سوف يقارن، والزوج يبحث عن الصفات الطيبة في الزوجة، والزوجة كذلك تبحث عن الصفات الطيبة في الزوج، وهنا يختلف الأمثل فالأمثل، ربما الإنسان لا يجد من يُحقق جميع أمانيه وتطلعاته، وربما الإنسان مثلما ذكرت هذه المرأة؛ يعني تأخر بها الزواج، وخشيت أن يفوتها القطار، فلو تمسكت بجميع الأوصاف التي تتطلبها في الزوج الذي تتمناه، فوصيتي لها ولأوليائها أن يكون هناك تفاهم، والنظر إلى الأصلح، وكما قلنا الأمثل فالأمثل، فممكن التنازل عن بعض الصفات إذا خشيت المرأة أن يفوتها قطار الزواج، مع الملاحظة على أن تحافظ على نصحه وتوجيهه لما ينفعه في دينه ودنياه.

 

أحسن الله إليك، هذه تسأل أيضًا عن حكم لبس "البنجابي"، وهل أُنكر على من لبست هذا اللبس؟

• الواجب على المرأة أن تلبس اللباس السابغ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اثنتان من أمتي لم أرهما: نساءٌ كاسيات عاريات...))، قال العلماء: يعني لابسات لباسًا ولكنه لا يستر؛ إما لضيقه ويبرز مفاتن المرأة، وإما لكونه شفافًا، فأيضًا يُبرز مفاتن المرأة، وهو لا يستر، ولما يتعلق بالثوب القصير "كالبنجابي" ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الإسبال، قالت أم سلمة رضي الله عنها: ماذا يفعل النساء بذيولهن؛ يعني بثيابهن؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يُرخينه شبرًا))؛ يعني: ترخيه شبرًا، قالت: إذًا تنكشف أقدامهن؟! قال: ((يرخينه ذراعًا ولا يزدن))، فالمرأة التي لبست "بنجابي"، الظاهر أنه فوق الركبة أو تحت الركبة قليلاً، فأين هذا من قصة أم سلمة رضي الله عنها بأن ترخي المرأة ثوبها حتى تحت الكعب بقدر شبر؟!.

 

يقول: أحسن الله إليك، هل توزيع الأشرطة في الأماكن العامة التي يكثر فيها اللهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

• نعم، هذه وسيلة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

أحسن الله إليك، هذا يسأل عن كثير من المصليات اللائي يذهبن إلى المساجد وإلى المحاضرات، يكون عليهن عطر، ويكون عليهن بعض الملابس غير اللائقة، مما يتنافى مع وجودهن في المسجد، فنرجو التوجيه لهؤلاء؟

• المرأة المسلمة لا تخرج من بيتها إلا لحاجة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أُذن لكُنَّ الخروج لحاجتكن))، والأصل للمرأة أن تقر في بيتها، كما قال الله - عز وجل -: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، وإذا خرجت لحاجتها وجب أن تكون سابغة الجلباب؛ يعني سابغة الحجاب، لابسة العباءة ساترة، والخمار الساتر، والله - عز وجل - يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59].

والإدناء، قال العلماء: يكون من الأعلى إلى الأسفل، فيشمل ذلك تغطية الوجه، وأن تكون العباءة أيضًا على الرأس؛ حتى تستر الكفين ومفاتن المرأة العلوية والسفلية، وأما لبس هذه العباءات التي تُلقَى على الأكتاف، وتبرز معها بعض مفاتن المرأة، وأيضًا لبس هذا النقاب الذي يُوسَّع حتى تُرى العين وأهدابها وما عليها من زينة، بل يبالغ بعض النساء وتذهب لتزيين عينيها إذا أرادت أن تخرج إلى السوق أو إلى مكان أخر، فكلُّ ذلك من المنكر الظاهر الذي لا يجوز، النقاب هو بقدر سواد العين فقط، بقدر ما تستطيع المرأة أن تبصر الطريق، وأما أن تخرج العين بأهدابها، ناهيك أن تضع عليها الزينة، فلا شك أن هذا مُنكر عظيم، ويجب نصح مَن يفعلن ذلك، والمرأة إذا لم تستطع أن تتستر، فتمكث في دارها خيرٌ لها من أن تذهب فتفتن نفسها وتفتن الآخرين، فتكون آثمة من الجهتين.

 

أحسن الله إليك، يقول: أنا موظف في أحد المستشفيات، وهناك الاختلاط في مجال عملي، فهل أستمر في وظيفتي، أم أتركها؟

• بل عليك أن تتركها؛ لأن الاختلاط شر عظيم، ووبالٌ كبير، وخطرٌ عظيم، يجلب الشهوات على المرء المسلم، وربما أهلكه، ولا يتساهل في ذلك لا بر ولا فاجر؛ لأن فتنة النساء فتنة عظيمة، وهي خطر على الرجل صالحًا كان أو غير صالح.

 

هذا يسأل: هل هناك غيبة جائزة؛ لأن بعض الناس يقول: هذا الشخص ظاهره الفساد، ولا بد أن نحذر منه، هل يُنكر على هؤلاء، أم فعلهم صحيح؟

• إذا كان هناك فعلاً تحذير منه خشية أن يرافقه أحد، فنعم يبين أن هذا الرجل فيه كيت وكيت؛ لأنه في سبيل التحذير من مصاحبته، فإذا كان هناك مصلحة في بيان ما فيه حتى يحذره الناس ولا يخالطوه، أو جاءك رجل يستشيرك في شخصٍ في تجارة وأنت تعرفه أنه غاشٌّ في التجارة، أو خائن في التجارة، أو جاءك شخص يريد أن يزوِّج شخصًا وتخبره بما فيه من العيوب؛ حتى يدخل في هذا الزواج على بصيرة، فنعم، وكل هذا جائز، وأما إذا لم يكن ثَمَّ مصلحة في ذلك، فلا يجوز.

 

أحسن الله إليك، يقول ما حكم تحديد الأسنان لكي تكون متساوية؟

• التحديد له درجات، ولا أعرف ما هو المقصود، لكن إذا كان يريد مثلاً تقويم الأسنان إذا كان هناك فيها خلل ارتفاع وانخفاض، وتقديم وتأخير، تكون متساوية فهذا علاج، باب العلاج لا شيء فيه.

 

يقول: إذا كان معي شخصٌ واغتاب فأنكرت عليه فلم ينتهِ، فماذا يفعل؟

• تتركه، وقد قلنا عدة مرات كما قال الله - عز وجل -: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴾ [القصص: 55].

 

هذا يسأل: أحسن الله إليك، يقول: مجموعة من الشباب يلعبون الكرة بجوار المسجد، فإذا أذَّن المؤذن لصلاة المغرب ذهبوا ولم نرهم في المسجد، فما واجبنا نحو هؤلاء؟

• يناصحون بأن يصلوا ويؤدوا الصلوات، فإذا كانوا جيران مسجد، فيُحرص عليهم، ولعله يذهب لبيته ويغير ملابسه، ثم يعود للمسجد، أو لعله يُصلي في مسجدٍ آخر، وذهب ليصلي في المسجد الآخر، فلا بأس بذلك، أهم شيء أن يُنصحوا بأن يقيموا الصلاة.

• أو يتوقفوا قبل الآذان بخمس دقائق؟

• نعم، هو واجب أن يتوقفوا عند الآذان، يجب أن يتوقَّفوا ولا يتركون يلعبون والناس يتوافدون إلى المسجد، لا يصلح هذا.

 

يقول: أحسن الله إليك، أنكرتُ على عمٍّ لي، وكان يدخن في بيتي، فغضب مني لذلك، فأنكر علي بعض الصالحين، وقال: إن قطيعة الرحم كبيرة، وهذه مفسدةٌ أكبر من التدخين، فهو محرَّم، فقلت: لكن الرضا بهذا المنكر وعدم إنكاره باليد غير واضح؛ لأنه في بيتي، وأنا أقدِّر كبره أيضًا، فهل فعلي هذا صحيح؟

• أبدًا إنكار المنكر وارد، وما دام جاء إليه ببيته ونصحه، ثم هو الذي ركب رأسه وجمع بين فعل المنكر والقطيعة، القطيعة حدثت من العم ولم تحدث من ولد أخيه الذي نصح بالخير، وقال له: اترك هذا التدخين، وكان الواجب على هذا العم إن لم يترك التدخين مطلقًا أن يتركه في بيت ابن أخيه الذي استضافه وجاء إليه في بيته، ونهاه عن هذا، الواجب على العم أن يستجيب؛ لأنه قد أُمِر بالخير، أَمَا وأنه يركب رأسه ويتحجَّج بكبر سنه وعظم حقه، لا، كبر سنه وعظم حقه نعم في مكانه، ولكن مع كفه عن المنكر، أما أن يباشر المنكر في بيته ثم إذا نهاه غضِب وعدَّ ذاك مَن ذكَّره بهذا من القطيعة، ليس هذا من القطيعة، القطيعة حدثت من العم، وإثمها على العم؛ لأنه هو الذي فعل المنكر في بيت ابن أخيه، ولَمَّا نهاه هو الذي قاطع؛ فالإثم عليه.

 

تقول: إذا شهِدت المعلمة مُنكرًا في المدرسة وقامت بإخبارِ إدارة المدرسة عن ذلك المنكر، هل يسقط عن المعلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

• نعم، قد فعلت ما يجبُ عليها فعلُه، والواجب عليها فقط متابعة ذلك، والتذكير به.

 

يقول: أعرفُ شخصًا لا يُصلِّي، وأبي وعمي وكل أفراد العائلة يعرفونه، وقد تم نصحه عدة مرات ولم يستجب، ولكن أفراد العائلة ما زالوا يُدخِلونه بيوتهم ويتعاملون معه، سؤالي: كيف التعامل معه وهو لا يصلي؟ وما الحكم الشرعي بحقه، هل يدخل بيتي أم لا؟ هل يُبلَغ عنه الجهة المختصة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

• أولاً أريد أن أنبِّه أن بعضَ الناس إذا ما شاهد الشخص لا يصلي الجماعة، أطلق عليه الحكم بأنه لا يصلي مطلقًا، وهذا محل نظر، أنت تشهد أنه لا يُصلي الجماعة، نعم؛ لأنك لا تراه يأتي إلى المسجد، أما أن تشهد أنه لا يصلي مطلقًا، فهذا أمر خطير جدًّا؛ لأنك لا تعلم حاله في بيته، لا تعلم هو ماذا يفعل، ولا تقل: إنه لا يصلي، بل قل: لا يشهد الجماعة، وترك صلاة الجماعة مُنكر ولا شك، ولكن نقول ذلك؛ حتى تكون الألفاظ والتعبيرات دقيقة، فقل: لا يشهد صلاة الجماعة في المسجد، ولا تقل: لا يصلي مطلقًا؛ لأن المتفق عليه أن الذي لا يصلي مطلقًا، فهذا عياذًا بالله حال خطر عظيم، فالواجب على المسلم إذا علم من إنسانٍ أنه لا يشهد صلاة الجماعة أن يُذكِّره بالله عز وجل، وينصحه المرة بعد الأخرى، وأما مقاطعته، فإن مقاطعة العاصي إذا كانت أنفع تعيَّنتْ، وإن لم يكن فيها نفع، فالإنسان يوازن بين المصالح والمفاسد في هذا الباب.

 

يقول: والدي يرفض أن أخرج مع المطاوعة بسبب ظهور الإرهاب، فأريد أن أسمع رأيك فضيلة الشيخ.

• بعض الناس سمعوا تحذيرًا من الإرهاب، فعلق في ذهنها أن هذا ترهيب من كل متدين، وهذا خطأ فاحش، وخطأٌ فاحش أيضًا الذي يعتنق الأفكار التكفيرية؛ تكفير الولاة، وتكفير المسلمين ومجتمعاتهم، وأيضًا يعمل من الأعمال ما فيه إفساد للمنشآت العامة والخاصة، لا شك أن هذا عمله خاطئ، وهو باغٍ، ولا يصح لا السكوت عنه ولا إقراره، وأما أنت في مجتمع المسلمين، والحمد لله، مسلمون كلهم ذوو خير ودين، وأهل ديانة وأمانة، والدولة مبنية على الشريعة والدين، فلا يصح للإنسان كلما رأى واحدًا ممن قام بحق الله - عز وجل - قال: هذا والله صفته كذا، هذا من الإرجاف، وبعض الناس سلكوا هذا المسلك، وحرَموا أبناءهم مصاحبة الصالحين، فابتلاهم الله - عز وجل - بوقوع أبنائهم في المخدرات، هذا شر، وهذا شر عظيم؛ يعني وقوع الإنسان في مسالك التكفير، والوقوع في المخدرات وما شابهها شرٌّ أيضًا، فالإنسان يعيش عيشة التوسط والاعتدال، فيسأل الأب ويحاور ابنه وينظر ماذا عنده، وماذا معه، وماذا وراءه، فإذا وجد الأمور بخير ومستقرة، والأمور صحيحة، الحمد لله، فهذا هو المطلوب، وهؤلاء الذين غالبًا في الحلقات يستفيد منهم ابنك في توجيهه وإصلاحه، وحفظ القرآن، والحفاظ على صلاة الجماعة، لا يجد منهم إلا خيرًا، فإن أنت ارتَبْتَ ووجدت شيئًا له سند، فنعم في تلك الحال عليك أن تمنعه، لكن أن الإنسان يأخذ ولده كما يفعل بعض الناس ويقفل عليه في أولى متوسط ثاني متوسط ثالث متوسط ثم بدا الابن في أولى ثانوي يخرج مع زميل وشيئًا فشيئًا ما تدري يذهب ما يجيئك إلا بعد نصف الليل وما تستطيع أن تسأله ولا سؤالاً، والسبب أنت؛ لأنه لما أراد مرافقة الصالحين، عظُم عليك الأمر وأصبحت تنهاه، حتى خرج من يدك ولا تستطيع حتى توجيهه في هذه الحال، فرَّقت بينه وبين الصالحين ولم تحسن تربيته؛ حتى انزلق في الموبقات، فالواجب على الإنسان أن تكون نظرته متوسطة ومعتدلة؛ لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، وليحرص على تربية ابنه تربية إسلامية صحيحة، نسأل الله - عز وجل - أن يوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه.

• شكر الله لكم معالي الشيخ على هذا البيان، وعلى ما تقدمتم به من هذه الإجابات المفيدة.

 

 

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • لقاء مفتوح (ضمن سلسلة صمام الأمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • فضل من أحب لقاء الله ورقية المريض نفسه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لقاء الجمعة - لقاء مفتوح مع الشيخ عبدالله آل خنين (صور أكل المال بالباطل)(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • اللقاء الإيماني: اقتراح لأول لقاء بالمساجد بعد رمضان بإذن الله تعالى (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • شرح حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح حديث من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إيطاليا: سلسلة لقاءات من أجل تشييد مسجد "فيرنسا"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الجزء الثامن من سلسلة لقاء العشر الأواخر(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب