• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ.د. مصطفى مسلم / علوم القرآن
علامة باركود

خاطرات حول التفسير الموضوعي للقرآن الكريم

أ. د. مصطفى مسلم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/11/2012 ميلادي - 22/12/1433 هجري

الزيارات: 31555

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خاطرات حول التفسير الموضوعي للقرآن الكريم

محاضرة ألقاها الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا)

 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإنه من دواعي سعادتي أن ألتقي على مائدة القرآن الكريم، بكوكبة من أساتذة الجامعة الإسلامية، وطلاب دراساتها العليا، ونخبة من العلماء الأفاضل وطلبة العلم.

 

فأقدم الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى أولاً على ما أنعم به وأولاني وإخوتي وزملائي بنعمة الإسلام والعلم الشرعي وخدمة كتابه العظيم.

 

ثم أقدم شكري للقائمين على هذا اللقاء الكريم والندوة العلمية، الذين تفضلوا عليّ فوقع اختيارهم عليّ للحديث في هذا الجمع الكريم.

 

أيها السادة والسيدات الكرام الأماجد:

إن الحديث عن القرآن الكريم وتفسيره حديث متجدد لا يَمَلّ سامعه، ولا تنتهي غرائبه، وكلما غاص الباحث في أعماقه استخرج اللآلي والدرر من لجج بحاره.

 

ونحن اليوم بصدد الحديث عن ألوان تفسيره الذي لم تجتمع كلمة الباحثين على منهج موحد له، ولا زالت الآراء تتباين حول طرق تناوله.

 

فهناك مناهج متفقٌ عليها بين المفسرين في التفسير التحليلي والإجمالي والمقارن.

 

أما التفسير الموضوعي، فلم تتوحد الكلمة حوله على الرغم من قلة الباحثين والكاتبين حول منهجه، حيث لم تتجاوز الكتابات في ذلك مجموع أصابع اليدين.

 

وليس الاختلاف بين الباحثين محصوراً في مناهج التفسير الموضوعي بل الاختلاف في أصل وجوده وتعريفه.

 

واسمحوا لي أيها السادة أن أعرج في لمحات سريعة من خلال عرض تاريخي على ألوان من التفسير الموضوعي، ولو لم تأخذ هذا المسمى أو هذا المصطلح.

 

وأقول باختصار: (ما التفسير الموضوعي إلا تفسير القرآن بالقرآن)

فالموضوع الواحد كثيراً ما يعرضه القرآن بأساليب مختلفة: بالإجمال تارة وبالتفصيل أخرى، وربما جاء الحث عليه بأسلوب الترغيب فيه وبيان ثمراته الطيبة وفلاح العاملين له والمتصفين به،وربما بأسلوب النهي عن ضده وذكر الخذلان وسوء العاقبة لمن تخلى عنه..

 

ولم يخلُ عصر من العصور الإسلامية بعد نزول القرآن الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ومارس علماء المسلمين هذا المنهج في تفسير القرآن – أعني تفسير القرآن بالقرآن.

 

أمثلة على تفسير القرآن بالقرآن:

1- روى الشيخان وغيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82]. شقّ ذلك على الناس، فقالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]. إنما هو الشرك.

 

2- وفسّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - مفاتح الغيب في قوله تعالى ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) فقال: مفاتح الغيب خمس: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].

 

3- ونقرأ قوله تعالى في سورة المائدة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ [المائدة: 1] . ونقرأ تفصيل هذا الاستثناء في السورة نفسها ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ﴾ [المائدة: 3] .

 

كما نقرأ في سورة البقرة قوله تعالى:

4- جاء في قوله تعالى في سورة البقرة ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40] وجاء تفصيل العهدين المتقابلين في قوله تعالى في سورة المائدة ﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 12] .

 

ولم يكتف السلف الصالح باللجوء إلى تفسير القرآن بالقرآن من خلال مصنفاتهم، بل جمعوا الآيات التي تتحدث عن شيء واحد في مؤلفات مستقلة وتحدثوا عن تفسيرها ما يدفعنا إلى القول: إن هذه المؤلفات تشكل النواة الأولى لما نطلق عليه اليوم التفسير الموضوعي.

 

أ- فصنيع الفقهاء رحمهم الله تعالى بجمع النصوص المتعلقة بالصلاة تحت عنوان (كتاب الصلاة ) والآيات والأحاديث التي تتعلق بالزكاة والحج والمواريث وغيرها.

كل ذلك يعتبر نواة للتفسير الموضوعي.

 

ب-كما أن صنيع اللغويين يعتبر لوناً من ألوان التفسير الموضوعي فمثلاً:

كتب الأشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي المتوفى 150.هـ.

نزهة الأعين النواضر في علم الوجوه والنظائر لابن الجوزي المتوفى 597هـ.

إصلاح الوجوه والنظائر للدامغاني المتوفى 478هـ.

وكلها تتحدث عن كلمات قرآنية اتحدت في اللفظ واختلفت في الدلالة.

 

جـ-ولون ثالث من المؤلفات تعتبر من الخطوات الأولى في التفسير الموضوعي مثل كتب:

الناسخ والمنسوخ التي جمع فيها مؤلفوها الآيات التي اعتورها النسخ مثل كتاب الناسخ والمنسوخ لابي عبيد القاسم بن سلاّم المتوفى 224هـ.

 

و كتب أحكام القرآن للجصاص وابن العربي والكياّ الهراسي في القرن الرابع والخامس للهجرة وكذلك كتب مشكل القرآن، ومجاز القرآن، وأقسام القرآن وأمثال القرآن.

 

كل ما تقدم وغيره يعطينا دلالة واضحة، على أن تفسير الآيات المتعلقة بموضوع واحد أو يضمها إطار واحد، ثم الحديث عنها، قام به سلف الأمة.

 

واليوم توضع ضوابط ومناهج لمثل هذا العمل تحت مسمى التفسير الموضوعي.

 

ولا غرابة أن يوجد العلم ويُماَرس عملياً قبل أن يطلق عليه مصطلح أو عنوان فعلم الاستنباط من الأدلة الشرعية مارسه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم وقعّد قواعده الإمام الشافعي في نهاية القرن الثاني للهجرة.

 

وعلم قواعد اللغة العربية ( النحو والصرف ) طبقه العرب في جاهليتهم وفي الإسلام إلى أن وضع نواته الإمام علي وأبو الأسود الدؤلي-رضي الله عنهما- في القرن الأول للهجرة وعلم العروض مارسه الشعراء في الجاهلية والإسلام إلى أن وضع بحوره خليل بن أحمد الفراهيدي. إذن نستطيع القول: إن نواة التفسير الموضوعي، وممارسة العلماء له قديمة ولكن برزت الحاجة إليه في عصرنا هذا لأكثر من سبب.

 

السبب الأول: مجاراة الأحداث والوقائع المتجددة في حياة الإنسان: من المعلوم أن نصوص الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة محدودة العدد،...

 

والأحداث والوقائع متجددة مستمرة، فمن المستحيل أن نجد نصاً على كل حادثة في حياة الناس.

 

• ولكن النصوص الكريمة من الكتاب والسنة قد نصت على المباديء والقواعد العامة التي يمكن استنباط الأحكام منها، لتغطي هذه الحالات المستجدة. وهذا سر عظمة التشريع الإسلامي وخلوده واستمراره.

 

• إن إدراك مقاصد الشريعة الإسلامية من خلال نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يعطي العالم الفقيه زاداً لا ينفذ وثروة لا تنتهي، لمعرفة حكم الإسلام في كل قضية مستجدة. ولا يتم له ذلك إلا عن طريق التفسير الموضوعي فالتفسير الموضوعي كما عرّفه بعضهم:

(هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر ).

 

• من خلال علل النصوص وهداياتها العامة ودلالاتها وظلالها، يستطيع الباحث أن يصل إلى أنوارٍ كاشفةٍ ترسم له الطريق، وتحدد معالم الرؤية الشرعية لكل مستحدث جديد. وبالتالي يدرك معالجة الإسلام لكل مشكلة أو معضلة معاصرة.

 

السبب الثاني: إن علوماً وقضايا نعايشها، ولها وجود فاعل في حياتنا، بل قوام الأمم والشعوب المعاصرة عليها. فلا بد من تأصيلها، وصياغة نظرية إسلامية لها. فمثلاً علم الاقتصاد:

يحتار كثير من علمائنا المعاصرين في تصنيف الاقتصاد الإسلامي هل هو اقتصاد حر أو اقتصاد موجه.

 

إن علم الاقتصاد والنظريات الاقتصادية المعاصرة تلعب دوراً في تحديد مصير الأمم والشعوب، وقد شهد القرن الماضي - القرن العشرون - إنهيار دول، وتخلف دول عن ريادة التقدم الحضاري بسبب فشلها الاقتصادي وقفزت دول إلى مقدمة الدول التي تسمع لها كلمة بسبب ازدهارها الاقتصادي.

 

لا يكفي مطلقاً كلما قلنا الاقتصاد الإسلامي: أن نرجع إلى كتاب الخراج لأبي يوسف أو كتاب الأموال لأبي عبيد.

 

إن الاقتصاد الإسلامي له ملامحه الخاصة كما هو الشأن في كل التشريعات الإسلامية، فلا مكان للربا، ولا مكان للغش والخداع والاستغلال ولا مجال لإتلاف الثروات بقصد الحفاظ على الأسعار العالمية المرتفعة.

 

إن صياغة نظرية للاقتصاد الإسلامي، تحتاج إلى علماء راسخين في علوم الشريعة الإسلامية. وفي نفس الوقت راسخين في علم الاقتصاد المعاصر. وعلى ضوء نصوص القرآن الكريم وهدايات السنة النبوية المشرفة، ومقاصد الشريعة العامة، يستطيعون أن يحددوا معالم النظرية الإسلامية في الاقتصاد.

 

ومثال آخر: الإعلام:

إن النظريات السائدة في الإعلام المعاصر، منطلقاتها الترويج للاستهلاك، وإشباع الغرائز البهيمية المنحطة، والدعوة إلى ترسيخ الحكم للسلطة الحاكمة.

 

أما الجوانب الثقافية أو العلمية أو الدعوية. فلا تأخذ إلا حيزاً محدوداً جداً فهل هذا الواقع للإعلام يتناسب مع تطلعات الأمة الإسلامية وعقيدتها وأهدافها...

 

(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم )البقرة /173،172. إذن فما النظرية الإسلامية للإعلام. وما منطلقاتها وما أهدافها وما وسائلها...

 

مثال ثالث: علم النفس:

إننا في غفلة عن الثروة القرآنية والكنوز الهائلة في الحديث عن النفس الإنسانية ولقد أبدع علماؤنا من السلف الصالح كالإمام الغزالي وعبد القادر الجيلي أو الجيلاني وابن القيم وغيرهم في الكشف عن أسرار النفس الإنسانية، وكانت منطلقاتهم القرآن الكريم والسنة المطهرة.

 

وعصرنا الحاضر عصر التقعيد والتأصيل ضمن أطر عامة.

 

إننا بحاجة اليوم لتأصيل هذه العلوم وغيرها على ضوء الكتاب والسنة.

 

إن البشرية ستبقى في شقاء وتعاسة ما دامت تجارب علماء النفس تجرى على الفئران والقردة.. ثم يحاولون تطبيقها على البشر.

 

إنهم سيبقون عاجزين عن الوصول إلى حقائق النفس البشرية لأنهم لم يدخلوا البيوت من أبوابها، ولم يستخدموا في فتح الأبواب المفاتيح المناسبة.

 

• إن الدخول إلى عالم النفس البشرية لا يكون إلا عن طريق بوابة الوحي الإلهي عن طريق الكتاب والسنة، فالذي خلقها وأودع فيها أسرارها هو الذي أخبر عنها وتحدث عن أحوالها، ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

هذه نماذج للعلوم التي فرضت نفسها في واقع حياتنا، وتحتاج إلى تأصيل إسلامي لها.

 

السبب الثالث: تصحيح مسار بعض العلوم الإسلامية:

هنالك علوم إسلامية عريقة، وكتب فيها الأوائل، ولكنها أخذت منحى معيناً يحتاج إلى تعديل في مساره، فمثلاً:

• علم التاريخ: منذ أن كتب الواقدي مغازيه والطبري تاريخه إلى عصور متأخرة جداً، والتاريخ يسجل الوقائع والأحداث، وخاصة أحداث الخلافة، أو البلاط، والحروب والخارجين على الدولة وقمع الحركات. أي الأوضاع السياسية والعسكرية في الدولة.

 

فيا ترى هل هذا هو التاريخ؟!.

إن النظرية القرآنية للتاريخ أشمل وأعم من ذلك، القرآن الكريم يستعرض لنا سنن الله في المجتمعات لأخذ العظات والعبر منها ولنتعرف على عوامل نهوضها وتقدمها ومقومات سعادتها، وربط كل ذلك بالإيمان بالله واليوم الآخر.

 

المؤرخون يذكرون إلى يومنا هذا الحضارة الفرعونية والرومانية وحضارة عاد بالاحقاف وثمود ومدين وصالح بالتعظيم. لما تركت من آثار تدل على التقدم العمراني والهندسة المتطورة، ولكن نظرة القرآن إلى مثل هذه الحضارات تختلف، إنها حضاراتٌ سخرت الطاقات البشرية والعلمية إلى تقديس أفراد وتأليههم:

• الحضارة الفرعونية والاهرامات: ما نتائجها وما مردودها على سعادة البشرية. الفراعنة بنوا الاهرامات وأزهقت عشرات الألوف من النفوس وأهدرت الأموال الطائلة لإقامة أضرحة للفراعنة ليُدفنوا فيها.

 

قارن هذا بحكم الإسلام في تسوية القبور والنهي عن تجصيصها والبناء عليها.

 

لقد رفع القرآن من شأن حضارة ذي القرنين، لأنها كانت حضارة راشدة مهتدية لاحقاق الحق وإقامة العدل بين الناس:

﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴾ [الكهف: 86 - 88].

 

ووضع نصب عينيه دفع الفساد عن الرعية وإقامة المشاريع العامة لحماية الضعفاء وتحقيق الأمن والطمأنينة للرعية، من غير أن يسعى من وراء ذلك إلى تحقيق مصالح خاصة له أو لبطانته أو أن يملأ خزائن دولته بالكنوز والأموال، من تعب وشقاء الضعفاء ﴿ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴾ [الكهف: 92 - 94]

 

هم يعرضون عليه أن يدفعوا له ضرائب وجزءاً من خراج أرضهم مقابل بناء السد لمنع إفساد يأجوج ومأجوج – القبائل الهمجية المتوحشة عنهم.

 

ولكن الدولة الراشدة لا يكون همها ملء الخزائن، فكان جواب ذي القرنين ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي.. ﴾ [الكهف: 95 - 98]

 

نسب الفضل إلى الله جل وعلا الذي وفقه لإقامة هذا المشروع العملاق، ولم يتباه بالإنجاز الذي قدمه لرعيته، ولم يستغله لأمجاد شخصية.

 

شتان بين هذا الحاكم وبين من بنى سداً في بلده، وفي حفل افتتاح السد أعلن تمرده على الله سبحانه وتعالى، وقال: إننا لم نعد تحت رحمة السماء، لأن هذا السد سيغنينا عن الأمطار، فمنعوا القطر خمس سنوات عجاف...

 

• الرومان ومدرجاتهم: كانت لإقامة حفلات القياصرة بانتصاراتهم على أعدائهم، ووضع الأسير في حلبة الصراع مع وحش مفترس جائع، والقيصر مع حاشيته، يستمتعون بمنظر الوحش الكاسر والأسير الذي يتشبث بالحياة ليدافع عن نفسه.

 

قارن هذا بأمر القرآن الكريم ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8، 9].

 

إن هذه الحضارات التي يعظمها الناس قال عنها القرآن الكريم ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾[الفجر: 6 - 14].

 

إن الحضارة التي تحذف من اعتباراتها قضية الإيمان بالله واليوم الآخر، والتي لا تقيم لكرامة الإنسان وزناً.

 

تلك الحضارات تسبب الشقاء والتعاسة للإنسان وليست جديرة بالتعظيم والثناء...

 

• إن علم التاريخ والحضارة يحتاج إلى تصحيح مسار في دراساتنا وبحوثنا والموازين التي نصل إليها علينا أن نستنبطها من القرآن الكريم ومن السنة النبوية ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق التفسير الموضوعي.

 

هكذا كثير من علومنا الإسلامية- تحتاج إلى إعادة نظر في مساراتها ومناهجها. حتى علم الفقه يحتاج إلى صياغة تربوية هادفة تذكر باليوم الآخر، وتبين حكمة التشريع، لا أن يكون قوالب جامدة...

 

قارن مثلاً بين كتاب الصوم في أي كتاب فقهي وبين الآيات في الصوم في القرآن الكريم وبين كتاب الجهاد والسير في كتب الفقه وبين سورة الأنفال والتوبة.

 

السبب الرابع:

إن الدراسات حول الآيات القرآنية المتعلقة بموضوع واحد كشفت لنا عن وجوه جديدة في الإعجاز القرآني.

 

فالدراسات التي أجريت حول دلالات الآيات الكريمة في الرياح والسحب والأمطار والآيات التي تحدثت عن النبات والثمار...والتي تحدثت عن حواس الإنسان، وعن النشأة الجنينية وغيرها..أبرزت وجوهاً من الإعجاز القرآني في هذا العصر الذي تقدمت فيه هذه العلوم المادية لهذه الأسباب وغيرها، نجد أن هذا اللون من التفسير، أعنى التفسير الموضوعي هو اللون السائد في هذا العصر.

 

لئن كان التفسير يعكس ثقافة كل عصر واهتمامات كل جيل من الأجيال من خلال الرجوع إلى القرآن الكريم لمعرفة هداياته في حل مشاكل ذاك العصر.

 

• فظهر التفسير اللغوي في العصر العباسي، والتفسير الفقهي في القرن الرابع إلى السابع الهجري، وتفاسير علماء الكلام في بعض الأجيال.

 

فإن التفسير الموضوعي يعكس ثقافة هذا العصر من خلال تناول الموضوعات المختلفة في ضوء القرآن الكريم.

 

أنواع التفسير الموضوعي

أيها السادة والسيدات:

قلت في مقدمة كلامي إن هذا اللون من التفسير، يعتبر من ألوان التفسير المعاصر على الرغم من وجود نواته الأولى في العصور الإسلامية الأولى.

 

وقلت إن نتائج دراسته لم يتفق عليها بعد بين الباحثين لذا وُجد اختلاف بين الكاتبين في مناهج التفسير الموضوعي حول أنواع هذا اللون أو أقسامه:

• فهناك من قسمه إلى ثلاثة أنواع ومنهم من اكتفى بنوعين:

الأول: تناول موضوع من خلال القرآن الكريم.

 

الثاني: تناول مصطلح من خلال القرآن الكريم.

 

الثالث: تناول تفسير سورة تفسيراً موضوعياً.

 

ونظراً لضيق الوقت، وخوفاً من السآمة والملل ألقي بعض النظرات وأتناول لفتات حول النوع الثالث وهو: تناول السورة على طريقة التفسير الموضوعي.

 

وقبل الخوض في التفاصيل أحب أن أنبه إلى بعض القضايا التي ينبغي أن نعتبرها من المسلمات في التفسير:

أولاً: إن لكل سورة قرآنية شخصيتها، وملامحها، وأسلوبها الخاص تتميز بها عن بقية سور القرآن الكريم.

لذا نجد مزايا وخصائص لبعض سور القرآن الكريم ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى – كقوله عن سورة الفاتحة: إنها أم الكتاب، وإنها أفضل سور القرآن الكريم. وعن سورة البقرة إنها ذروة سنام القرآن وفيها آية هي سيدة أي القرآن – آية الكرسي – وعن سورة البقرة وآل عمران أنهما الزهراويان، وأنهما تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة، وعن سورة الكهف وخاصة الآيات العشر الأولى منها وفي رواية العشر الأواخر منها من قرأهما كانت له وقاية من فتنة الدجال. وعن سورة الملك إنها تعصم صاحبها من عذاب القبر...إذن لكل سورة شخصيتها...

 

ثانياً: لكل سورة محورها وهدفها. ونقصد بالمحور القضية الأساسية، أو الموضوع الأساس الذي تهدف السورة على إبرازه.

وكل ما يرد في السورة من قصص، وتشريع، وأحداث غيبية تصب كلها في إبراز هذا المحور.

 

وكذلك الأساليب المستخدمة في التعبير عن تلكم القضايا كلها تساعد في ترسيخ الموضوع أو بيان معالم المحور.

 

ثالثاً: إن التعرف على المحور قضية اجتهادية لدى المفسر ولكن هنالك معالم يستطيع الباحث أن يتعرف على المحور من خلالها فمثلاً: يمكنه التعرف على محور السورة من خلال:-

أ- وقت النزول: إذا عرف أن السورة مكية، فإذن لا بد أن يكون محورها: في قضية الألوهية، أو يكون في الإيمان باليوم الآخر، أو في النبوة، أو في الدعوة إلى أمهات الأخلاق وأصول العبادات فهذه القضايا الأربع لا تخلو سورة مكية مهما طالت أو قصرت من واحدة أو أكثر منها.

 

• أما إذا كانت السورة مدنية أي نزلت بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، فيضاف إلى الأهداف الأربعة السابقة، ثلاثة أهداف أخرى: البناء: أي بناء المجتمع الإسلامي بالتشريعات التفصيلية. المتعلقة بالعبادات والمعاملات...

 

• والحماية: بتشريعات الجهاد وتكوين العلاقات الدولية وغيرها لحماية المجتمع الإسلامي.

 

• والصيانة: حماية المجتمع الإسلامي من الداخل من الأعداء الذين يعايشون المسلمين كالمنافقين، والذين يتربصون بالمسلمين الدوائر من غير المسلمين فلا تخلو سورة مدنية من أحد هذه الموضوعات السبعة.

 

وقد تشمل السورة الطويلة على أكثر من موضوع منها.

ب- ويمكن التعرف على محور السورة من خلال الأحداث والمقاطع والقصص في السورة. فعرض قصص منوعة في سورة واحدة غالباً ما يجمع بينها محور أو هدف لسياقها كما في سورة الكهف. وتناول تشريعات لشريحة أو أكثر تبرز علاقةً بين هذه التشريعات أو هذه الفئات في المجتمع كما هو الحال في سورة النساء أو في سورة المائدة...

 

جـ- ويمكن التعرف على محور السورة من خلال عنوانها، ( اسم السورة ) وخاصة الأسماء التوقيفية للسورة التي ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

فهنالك مناسبة بين الاسم والمحور قد تكون ظاهرة وقد تكون دقيقة خفية.

 

بعد هذه القضايا النظرية لنأت إلى مثال تطبيقي، ونكتفي بعمومات في هذا المثال ولن نخوض بالتفاصيل.

 

المثال هو سورة البقرة:

والجوانب التي نتناولها هو التعرف على محور السورة، والمناسبات فيها. وأسارع إلى القول بأني لن أطيل الحديث عن تفصيلات في السورة فقد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسطاط القرآن، والفسطاط المدينة الكبيرة. ولو ذهبنا نتجول في أرجاء المدينة في ساحاتها ومنتزهاتها ومخازنها وقصورها وحوانيتها لطال بنا التجوال.

 

وقبل البدء أثير تساؤلات لكي تشاركوني في البحث ما الحكمة من تسميتها بسورة البقرة؟!

 

ومن المعروف أن حادثة ذبح البقرة وتكليف بني إسرائيل بها للتعرف على القاتل وردت في السورة، فقد يقول قائل لأن القضية غريبة وفيها دلالة على عظيم قدرة الله تعالى بإحياء الموتى فكانت الحكمة بتسمية السورة بهذه الحادثة، حادثة البقرة.

 

ولكن الحوادث الغريبة في السورة الكريمة – بل الحوادث التي هي خارقة للعادة، ما يسميه العلماء المعجزات، أكثر من عشر حوادث ومن هذه الخوارق خمس فيها إحياء الموتى.

 

واسمحوا لي أن أمر سريعاً على الحوادث الخمس في إحياء الموتى التي ذكرت في سورة البقرة.

 

ذبح البقرة:

قد يكون من الحكم لاجتثاث حب العجل من قلوبهم ﴿ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 92، 93].

 

1- في قوله تعالى﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 55، 56].

 

2- وقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 72، 73]

 

3- وقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 243] .

 

4- وقوله تعالى ( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير) 259.

 

5ً- وقوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 260].

 

خمس حوادث في إحياء الموتى، ولم تختر حادثة منها اسماً للسورة سوى حادثة ذبح البقرة.

فما السر وما الحكمة؟

إن المناسبات في السورة سواء ما كان منها بين اسم السورة ومحورها أو بين مقاطع السورة ومحورها أو بين افتتاحية السورة وخاتمتها.كل ذلك وثيق الصلة بالمحور وتحديده.

 

لذا اسمحوا لي أن أرجيء ذكر الحكمة في اختيار هذا الاسم للسورة إلى ما بعد استعراض مقاطع السورة بشكل سريع:

يمكننا تقسيم سورة البقرة – وهي أطول سور القرآن الكريم 286 آية: إلى أربعة مقاطع:

أولاً: الافتتاحية:

وتبدأ من أول السورة إلى نهاية الآية 39 وذكر فيها: بيان مكانة القرآن الكريم ومواقف الناس منه: المؤمنون وبعض صفاتهم، والكافرون وبعض صفاتهم، والمنافقون وبعض أساليبهم.

 

ثم توجيه النداء إلى الناس عامة للقيام بالمهمة التي خلقوا من أجلها ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ [البقرة: 21].

 

وذكرت دواعي هذا الطلب: وهو كون الله خالقاً لهم رازقاً منعماً كما بيّن أن طريق الإيمان برسول الله -صلى الله عليه وسلم - هو هذا الكتاب المنزل عليه من ربه الذي تحداهم وأعجزهم عن الإتيان بمثل سورة منه.

 

فمن لم يؤمن به فمصيره إلى النار التي وقودها الناس والحجارة، وأما المؤمنون به المتبعون لهداياته فلهم البشرى بجنات تجري من تحتها الأنهار فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ثم جاء الحث على الإيمان بالله الخالق الذي سخر للإنسان ما في السماوات ومافي الأرض.

 

 ثم يأتي الحديث عن خلق آدم، وإسجاد الملائكة له وإباء إبليس، وإسكان آدم الجنة وإغواء إبليس له وإهباطهما إلى لأرض وإنزال الهدايات وبيان سنة الله تعالى (فمن تَبِعَ هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والذين كفرواوكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون . )

 

ثانياً: المقطع الأول ( أو القسم الأول ). الحديث عن بني إسرائيل:

فبعد الافتتاحية وبيان نزول الهدايات وأمر الناس باتباعها كان لا بد لشرائع الله من أمة تقوم عليها:

اعتقاداً وتطبيقاً عملياً في حياتها وتبليغها إلى الناس فكان بنو إسرائيل من الأمم التي اختيرت، وأسندت إليها القوامة على دين الله. فبدأ الحديث عنهم من الآية (4) في قوله تعالى ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40] . ويستمر الحديث عن بني إسرائيل من الآية (40) إلى الآية (123) من السورة وتذكر فيها انحرافات بني إسرائيل في العقيدة وفي كتمان الحق وتحريف شرائع الله، وقتل النبيين، وتقاعسهم عن الجهاد في سبيل الله،... على الرغم من منِّ الله عليهم بإنقاذهم من بطش فرعون وجبروته، وإنزال المنّ والسلوى عليهم ورزقهم من الطيبات وقبول توبتهم المرة تلو الأخرى.

 

وذكرت في هذه الآيات الكريمة التي نيّفت على الثمانين آية أربعون مثلبة من مثالب بني إسرائيل وجرائرهم.

 

وحادثة البقرة إحدى هذه المثالب، ولكنها جسّدت جميع المثالب لبني إسرائيل، فكانت القصة رمزاً لصفات بني إسرائيل التي كانت سبباً في عزلهم عن القوامة على دين الله وسلبها منهم.

 

ففي هذه القصة: بيان:

أ‌-الاستهزاء بقول نبيهم موسى عليه السلام، وهم يعتقدون نبوته وهو في موقف القضاء، وينسب الحكم والأمر إلى الله ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ﴾ [البقرة: 67].

 

ب‌-الاستهتار بأوامر الله والاستخفاف بشرائعه، والوقاحة في مخاطبة النبي عليه السلام﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ﴾ [البقرة: 68] .

لم يقولوا سمعنا أمر ربنا وأطعنا وإنما يريدون البيان أولاً فإن وافق عقولهم الكليلة نظروا في التنفيذ وإن لم يوافقها رفضوها.

 

ثم ما هذه الوقاحة ادع لنا ربك، أهو رب موسى وليس ربهم أليسوا مؤمنين بموسى رسولاً من الله تعالى إليهم.

 

جـ- المماطلة والمجادلة بالباطل ..قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها....

لعلهم يجدون ثغرة في عدم الاستجابة لاستفساراتهم فيتخلون عن التنفيذ.

 

د- الإقدام على التنفيذ وهم مكرهون، بعد أن يئسوا من التهرب بالأساليب الملتوية ..فذبحوها وما كادوا يفعلون.

إن حادثة البقرة تجسد خصال بني إسرائيل التي بسببها سلبت منهم القوامة على دين الله.

 

ولكن لا بد لدين الله من أمة تقوم بالقوامة عليه كما قلنا اعتقاداً وتطبيقاً ودعوة. ويأتي القسم الثاني من السورة ليتحدث عن البديل (عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ):

فيبدأ الحديث عنها من الآية 123 – 283. ويبدأ الحديث عن جذور هذه الأمة التاريخية، وصلتها بدوحة الأنبياء إبراهيم عليه السلام ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124]..

 

• ثم دعاء إبراهيم وإسماعيل بالرزق لسكان الحرم، وأن يبعث من ذريتهما رسولاً منهم يتلو عليهم آيات الله ويعلمهم الكتاب والحكمة. ..﴿ وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 128، 129].

 

• يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى. لأن عيسى عليه السلام قال ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6].

 

إذن هذه الأمة عريقة في نسبها عراقة بني إسرائيل فهم صنوان من دوحة النبوة فأولئك – بنو إسرائيل – من جذع إسحاق. وهذه الأمة من جذع إسماعيل. عليهم الصلاة والسلام جميعاً.

 

ثم يأتي الجانب التكويني لهذه الأمة في العقيدة والشرائع التعبدية والتشريعات في المعاملات والهدايات الخلقية...

 

في أربعين باباً من أبواب الفقه.

 

لاحظوا مثالب بني إسرائيل( أربعون مثلبة ).

 

وبناء شخصية أمة محمد -صلى الله عليه وسلم - وتكوينها في أربعين باباً. وهذا احصاءاً وحصراً.

 

وإذا علمنا أن سورة البقرة امتد نزولها عشر سنوات مدة الفترة المدنية في نزول الوحي، إذ إن الآيتين الكريمتين في قوله تعالى ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 217، 218].

 

نزلتا في سرية عبد الله بن جحش إلى بطن نخلة لرصد قافلة قريش وكان ذلك في السنة الأولى للهجرة النبوية. وأشكل عليهم يوم آخر رجب مع أول شعبان، وهم يرون القافلة تمر بهم فإن تركوهم هذا اليوم دخلت القافلة أرض الحرم، فلا يستطيعون قتالهم فيه، وإن قاتلوهم في هذا اليوم هناك شبهة قتالهم في الشهر الحرام. ثم أقدموا على قتالهم فعيّرت قريش المسلمين أنهم استباحوا الشهر الحرام.

 

ولم يكن قد نزل شيء في ذلك، فعاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل السرية وقال ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، حتى نزل عذرهم في الآيتين السابقتين وفيهما الرد على مشركي قريش.

 

هذه الحادثة كما قلت كانت في السنة الأولى للهجرة.

 

ومن المعلوم أيضاً أن آخر آية نزلت من القرآن على الإطلاق قوله تعالى ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعوها بعد الآية (280) من السورة التي تذكر فيها البقرة. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها ببضع ليال قيل ثلاث وقيل سبع وقيل ثمان ليالٍ.

 

إذا أدركنا هذا الامتداد لنزول سورة البقرة وهي تكوّن شخصية هذه الأمة التي أسندت إليها القوامة على دين الله بعد أن سلبت من بني إسرائيل.

 

أدركنا جانباً من سر ختم سورة البقرة بهذه الآيات الثلاث وفيها الشهادة لهذه الأمة بأنها الأمة التي حققت في نفسها مقومات القوامة وشهدت بأنها الأمة المرحومة التي استسلمت لأوامر ربها، فرفع الله الإصر والأغلال عنها مما كان مفروضاً على الأمم السابقة واقرءوا معي هذه الشهادة الربانية أيها السادة: ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 284 - 286].

 

أيها السادة والسيدات:

أرجو أن أكون قد تمكنت من رسم المخطط العام لهذه السورة العظيمة سورة البقرة ذروة سنام القرآن، وفسطاط القرآن.

 

وأرجو أن أكون وفقت في إبراز المناسبة بين اسمها وبين محورها.

 

وأنا أتساءل الآن: هل أستطيع أن أقول:

إن محور سورة البقرة:

القوامة على دين الله. عزل وتعيين

 

عزل بني إسرائيل عن القوامة بعد أن بينت مبررات العزل وهي أربعون مأخذاً.

 

وعينت أمة محمد صلى الله عليه وسلم في منصب القوامة بعد أن ربيت لمدة عشر سنوات، ومن خلال تشريعات بلغت أربعين باباً من أبواب الفقه والأحكام الشرعية.

 

ثم كانت الشهادة الربانية لها بالفلاح والاستقامة والرحمة والنصر والتمكين.

 

أيها الأخوة كان هذا أنموذجاً لتفسير سورة تفسيراً موضوعياً ولكل نوع من الأنواع الأخرى منهجه في البحث لا يتسع المقام لعرضها الآن.

 

وأعود لأقول إن كتاب الله لا تنتهي أسراره وعجائبه وكلما تدبره الدارس من خلال تحديد زاوية معينة تتفتح أمامه مجالات لا تخطر له على بال.

 

فعليكم أيها الأخوة بكتاب الله، مائدة الله على الأرض حبل الله المتين أوله بين أيديكم وآخره في الجنة.

 

وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطوات تفسير سورة تفسيرا موضوعيا
  • موضوعات سور القرآن من حيث الموضع
  • التفسير الموضوعي للقرآن الكريم: البعث والحساب
  • لماذا نحتاج إلى التفسير الموضوعي في عصرنا الحديث؟

مختارات من الشبكة

  • خواطر حول ( مؤتمر التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ) الذي نظمته جامعة الشارقة(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • خواطر حول تفسير القرآن الكريم(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • خطبة حول التبغ والتدخين ورسائل حوله(مقالة - ملفات خاصة)
  • القول الصحيح حول حديث رهن درع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف الشبهات حوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر حول الرؤى وتفسيرها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خواطر حول تفسير قوله تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (11)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (10)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب