• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات
علامة باركود

شرح أصول السنة للإمام الحميدي (5)

شرح أصول السنة للإمام الحميدي (5)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/5/2014 ميلادي - 19/7/1435 هجري

الزيارات: 15367

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفريغ دورة

شرح أصول السنة للإمام الحميدي (5)


الدرس الثالث:

نبدأ مستعينين بالله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعد..

قال الحميدي رحمه الله تعالى: (وَالتَّرَحُّمِ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ﴾ [الحشر:10]، فَلَمْ نُؤْمرْ إِلا بِالاسْتِغفارِ لهمْ، فَمَنْ سَبَّهُمْ أَوْ تَنَقَّصُهُمْ أَوْ أَحدًا مِنْهُمْ، فَلَيْس عَلَى السُّنَّةِ، وليسَ لَهُ فِي الْفَيءِ حَقٌ "، أخْبَرَنَا بِذلِك غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى الفَيءَ، فَقَالَ: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ ﴾ [الحشر: 8]، ثُمَّ قَالَ: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا ﴾ [سورة الحشر آية 10]، فَمَنْ لَمْ يَقُلْ هذَان لَهُمْ، فَلَيْسَ مِمَّنْ جُعِلَ لَهُ الْفَيءَ).

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا فعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً صالحَين يا كريم.

 

هذا المجلس الرابع في مذاكرة هذه الرسالة أصول السنة للحافظ أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي.

 

وهذا الجزء الذي سمعتم من الرسالة في موضوع الصحابة والثناء عليهم ومحبتهم وولايتهم والترحم عليهم والتبرؤ من ذامّهم ولاعنهم وشاتمهم.

 

يقول الحميدي رحمه الله: (والترحم على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلمكلهم).

 

أولاً: من هو الصحابي؟

أهل العلم اختلفوا في تحرير معنى الصحبة، وأرجح الأقوال فيها أن الصحابي هو كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلممؤمنا به ومات على ذلك ولو كانت مدة صحبته لحظات. ثم يتفاوت الصحابة بعد ذلك في رتبتهم في الصحبة بحسب ملازمتهم وإفادتهم وجهادهم مع النبي عليه الصلاة والسلام. فهولاء الصحابة يجب محبتهم واعتقاد القلب بفضلهم وسابقتهم، وتجب ولايتهم، ومن فروع ذلك: الترحم عليهم، أي الدعاء لهم والاستغفار لهم. لماذا؟ لأن الله أثنى عليهم، فقال جل وعلا في أصرح ما جاء في القران في فضل الصحابة: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ..... ﴾ [التوبة: 100] الآية. ففي هذه الآية مدح الله وأثنى على هؤلاء السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وأن الله رضي عنهم وأنهم رضوا عنه، وفي هذا الشهادةُ لمجموع الصحابة بالجنة، وستأتي مسألة الشهادة للأعيان منهم بالجنة مما جاء في فضلهم آخر آية في سورة الفتح: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾ -من هم هم الصحابة- ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ﴾ [الفتح: 29] الآية مما جاء في فضل الصحابة: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾ [الفتح: 18] فهولاء أهل بيعة الرضوان وعدتهم ألف وأربعمائة وقيل ثلاثمائة، وقيل ألف وخمسمائة، وقيل ألف وسبعمائة، والعدد ليس مراداً وإنما بيان كثرتهم رضي الله عنهم.

 

وفي هذا ثناء الله عليهم ومدحَته لهم في غير ما آية، والعلماء أفردوا مواضع من تأليفهم في بيان فضائل الصحابة، حتى أن البخاري رحمه الله أفرد في الصحيح كتابين: كتاب في فضائل الصحابة وكتاب في مناقب المهاجرين والأنصار. أما أدلة فضلهم من السنة فكثيرة، من أشهرها حديث ابن مسعود وعمران بن حصين: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، ومن دلائل فضلهم قوله صلى الله عليه وسلم: (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم) ومن دلائل فضلهم - وهو أكثر ما يذكر ما في الصحيحين - قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي) - والحديث له سبب في وروده فيما كان بين خالد وعبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن أفضل من خالد رضي الله عنهما مما سيأتي في ترتيب الصحابة في الفضل - قال عليه الصلاة والسلام: "لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ". وهذا أصل في هذا الباب باب فضل الصحابة والترحم عليهم والثناء عليهم وولايتهم "لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ". أُحد تعرفونه هو الجبل الأحمر الكبير في شمال المدينة إلى شرقها، لو أنفق مثل أحد ذهباً في سبيل الله صدقةً ما بلغ مثل مد من طعام ينفقه واحد من الصحابة، المُدّ: مد من طعام، نصيفه: نصف المد، فدل على أن العبرة في فضل الله ليس بكثرة العمل ولكن بنوع العمل، وما يقوم في القلب فيه من اعتقاد، وهذا معنى قولهم رضي الله عنهم في فضل الصديق: (والله ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولا كثرة عمل ولكن بشيء وقر في قلبه). وهذا هو الشأن الذي يبين لكم شرف الصحبة.

 

بعض الناس - خصوصاً من المبتدعة والخرافيين - يظن أن الشأن في العبادة بكثرة العمل، وهذا ليس بصحيح، وإنما الشأن بما يقوم في قلب العامل، ولهذا فإن أحب الأعمال إلى الله أدوَمُها وإن قل. تخيلوا.. لو أنفق واحد في سبيل الله مثل جبل أحد ذهباً مع أن ذهب الدنيا لو جمعته ما بلغ ولا ربع جبل أُحد مبالغ مثل مدّ من طعام، من أرز، من قمح، من شعير، من تمر، يتصدق به أحد الصحابة.

 

دل هذا على شرف الصحبة وعظيم منزلتها، وقد أجمع العلماء على أن أفضل أتباع الأنبياء هم أتباع نبينا، وهم الصحابة، وأجمع المسلمون على فضل الصحابة وعلى شرفهم وعلى منقبتهم، ومما جاء فيما في فضلهم مما يدل على الدعاء لهم ما جاء في آيات الفيء من سورة الحشر: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ﴾ [الحشر: 7] قال الله جل وعلا في شأن من يترضون عن الصحابة يدعون لهم ويترحمون عليهم. وفي آخر السياق: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ﴾ [الحشر: 10] - أي من بعد الصحابة من التابعين إلى أن يرث الله الأرض وأهلها- ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

 

"فلن يؤمن إلا بالاستغفار لهم": والاستغفار لهم يعني الترحم عليهم، فإن معنى الترحم عليهم يشمل الاستغفار.

 

ولهذا: "من سبّهم أو تنقصهم أو أحداً منهم فليس على السنة" يعني هو على البدعة، وسيأتي تفصيل مسألة سب الصحابة.

 

"وليس له في الفيء نصيب": الفيء شيء والغنيمة شيء.. فما الفرق بينهما؟

الفيء ما لم يكن فيه قتال، وأما الغنيمة فهي ما كان فيها قتال. الفيء ما لا يوجف عليه إيجاف خيل ولا ركاب، وإنما هرب منهم العدو من غير قتال، أو تركوه من غير قتال، والفيء مصرفه واضح، أما الغنيمة فهي ما أُخذ من العدو بإيجاف خيل وقتال، إيجاف خيل: أي تحريك الخيل، وهذا يسمى بالغنيمة.

 

وقسمتها كما في آية الأنفال: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ [الأنفال: 41]. فالفيء حدد الله موارده، فالقسم الأول من الفيء للفقراء الذين أخرجوا من ديارهم وهم المهاجرون ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ ﴾ [الحشر: 8]، والصنف الثاني: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9] هذه في الأنصار. أما الصنف الثالث: (والذينَ..) لأن الواو في كلا الموضعين للعطف العطف على للفقراء لام الاختصاص ولام التمليك ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحشر: 10] ولهذا روى غير واحد - كما يقول الحميدي - عن الإمام مالك بن أنس، لأن الحميدي لم يدرك مالكاً وإنما بينه وبين مالك وسائط، ومالك هو مالك بن أنس الاصبحي إمام دار الهجرة، أنه قال: قسم الله تعالى الفيء، فقال (للفقراء) هذه لام التخصيص والتمليك، ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ ﴾ [الحشر: 9] - الصنف الثاني، ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ﴾ [الحشر: 10] فمن لم يقل هذا لهم، يعني يدعو لهم وليس في قلبه غل عليهم، فإنه يستحق الفيء، ومن كان في قلبه غل عليهم أو لم يترحم لهم أو سبهم لا يستحق من الفيء شيئاً، وهذه من دلائل العلماء في كفر من سب الصحابة كلهم أو أغلبهم.

 

في مسألة الصحابة يا إخواني أمور ومسائل نختصرها إلى مسألتين أو ثلاث:

المسألة الأولى: ما ترتيب الصحابة في الفضل:

إذا قلنا إن الصحبة شرف لا يدانيهم بذلك أحد، لكن هل هم في أنفسهم متساوون؟

الجواب: لا. لماذا؟ لأن الرسل عليهم الصلاة والسلام ليسوا متساوين في الفضل والشرف، بل فضل الله بعضهم على بعض، ولهذا في أول الجزء الثالث في البقرة ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [البقرة: 253]، والصحابة كذلك فضل الله بعضهم على بعض، لكن قبل أن نذكر هذه المسألة لا يجوز أن نفضل بين الصحابة على جهة الحمية أو على جهة التنقيص والازدراء على المفضول، فبعض اللؤماء والخبثاء يذكرون الفضل بين الصحابة لا على جهة الفضل ولكن على جهة الحمية أو الازدراء والاحتقار على المفضول، وهذا حرام باعتبار المقصد، كما أن التفضيل بين الرسل إذا كان فيه حمية أو عصبية أو ازدراء وانتقاص للمفضول فهذا حرام، ودليله ما في الصحيحين: " اسْتَبَّ رَجُلَانِ، رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَرَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ، قَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ يَدَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَطَمَ وَجْهَ الْيَهُودِيِّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَصْعَقُ مَعَهُمْ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ جَانِبَ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَى اللَّهُ ". هذا مع الحديث الآخر في الصحيحين في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تفضلوني على يونس بن متى ) فالجمع بين الأدلة أن التفضيل بين الأنبياء أو الصحابة إذا كان على جهة الحمية والعصبية أو على جهة الاحتقار والازدراء أو الانتقاص من المفضول فهذا حرام.

 

إذاً ما منازل الصحابة في الفضل؟ مراتبهم في الفضل إجمالاً تسع مراتب، فأفضل الصحابة بالإطلاق:

المرتبة الأولى: الخلفاء الراشدون، ومرتبتهم في الفضل كمرتبتهم بالخلافة، أفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: (كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلمحي بين أظهرنا: أفضل الناس بعد النبي أبو بكر ثم عمر ثم عثمان). ولهذا قال أيوب السختياني: (من قدم عليًّا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار). فهؤلاء أفضل الصحابة في الإطلاق، وترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، ومناقب كل واحد منهم مذكورة في المختصرات والمطولات.

 

المرتبة الثانية: السابقون الأولون من المهاجرين.

 

المرتبة الثالثة: السابقون الأولون من الأنصار. ما معنى الأولية هنا؟ أي قبل معركة بدر - في أظهر أقوال العلماء، قيل قبل الهجرة، وقيل قبل حُنين، وقيل قبل الحديبية، والصحيح أنها قبل معركة بدر لأن معركة بدر فاصلة أعز الله فيها الإسلام.

 

المرتبة الرابعة: المهاجرون بعد معركة بدر، وهم كثيرون.

 

المرتبة الخامسة: الأنصار الذين آمنوا بعد معركة بدر.

 

المرتبة السادسة: المهاجرون قبل فتح الحديبية ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ﴾ [الحديد: 10].

 

المرتبة السابعة: الأنصار بعد الحديبية.

 

المرتبة الثامنة: من آمن من الناس بعد الفتح - فتح مكة - لأنه استوى مهاجروهم مع أنصارهم، وقد دخل الناس في دين الله أفواجاً.

 

منهم من يضيف مرتبة تاسعة: من لقي النبي صلى الله عليه وسلمفي حجة الوداع، لكنهم مشتملون في المرتبة التي قبلها.

 

هذه هي مراتب الصحابة في الفضل، ولهذا فضل عبد الرحمن بن عوف.. فضل على من؟ على خالد بن الوليد، لأن عبد الرحمن هاجر قبل بدر، وخالد هاجر بعد بدر.

 

المسألة الثانية: من هم آل البيت؟

آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه المسالة قلما يطرقها الناس في هذا الزمان، وإنما يذكرونها في مقابل مذهب الروافض.

 

آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ضابطهم عند جماهير الفقهاء من أهل السنة والجماعة هم كل هاشمي ومطلبي تحرم عليه الصدقة. فيدخل فيهم:

أولاً: النبي عليه الصلاة والسلام الذين هؤلاء آله.

 

ثانياً: زوجاته أمهات المؤمنين. وكم عددهن؟ إحدى عشرة امرأة، أُولاهن خديجة - رضي الله تعالى عن الجميع -.

 

ثالثاً: أولاده وبناته صلى الله عليه وسلم، وله من الأولاد أربعة، ومن البنات أربعة: عبد الله والقاسم والطيب وإبراهيم، والبنات أربعه زينب ورقيه وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عن الجميع.

أكرِم بفاطمة البتول وبعلِها
وبمن هُما لمحمد سبطانِ
غصنان أصلهما بروضة أحمدٍ
لله در الأصل والغصنانِ
أكرم بعائشة الرضا من حرةٍ
بكرٍ مطهرة الإزار حصانِ

 

رابعاً: أعمامه وعماته - عليه الصلاة والسلام –، أعمامه وعماته من أعمامه حمزة والعباس والحارث، على اختلاف في إسلامه، ومن عماته: صفيَّة و أروى - على قول في إسلامها أو عدم إسلامها.

 

خامساً: أبناء عمومته، مثل جعفر بن أبي طالب وبَنيه وعقيل وبَنيه وعلي وبنيه وعبد الله بن عباس وأخيه الفضل والخثم وأبنائهم. هؤلاء من آل بيته عليه الصلاة والسلام.

 

صفية وأروى: ابن القيِّم يرجح أن أروى ممن آمنَت.

 

أم هاني: أم هاني مولاته ليست بعمته.

 

سادساً: أبناء عمومته ممن يجتمعون في بني هاشم وبني المطلب، الرسول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف إلى الجد الرابع إلى هاشم؛ هؤلاء من آل البيت، والمطلب أخو هاشم المطلب بن عبد مناف قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد). أما أخو هاشم، وهو نوفل وبنوه، أخوه الرابع عبد شمس وهو جد بني أمية عبد شمس وجد الصحابي عثمان بن عفان ونوفل جد الصحابي الجليل حكيم بن حزام. فهولاء الأظهرُ عدم دخولهم في آل البيت لأنهم ليسوا من الهاشميين وقوله: (إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد) لأنهم حصروا معهم في حصار الشعب في مكة قبل الهجرة، وبه نعلم انحراف الرافضة في تخصيص آل البيت بفاطمة وعلي والحسن والحسين وذريتهما، وهم لا يذكرون أم كلثوم: لا يذكرونها لأنها زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولا يذكرون بنات النبي الأخريات: زينب التي زوجة خالد بن أبي سعيد بن العاص، ورقية وأم كلثوم وهما زوجات عثمان بن عفانـ ثم يحصرون الإمامة المعصومة في ذرية الحسين دون ذرية الحسن، ما السبب؟ [أجاب أحد الحضور ثم قال الشيخ:] أحسنت هذه واحدة، والثانية لأن زوجة الحسين من الفرس، ليجعلوا الإمامة في الحسين فقط لأن في قلوبهم شيئاً على الحسن لأنه تنازل لمعاوية عن الخلافة لما جمع الله به جلا وعلا بين المؤمنين وجدوا عليه والنبي مدحه بها قال: (إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين). والعلة الثانية نكح بنت يزدجرد ويزدجرد ملك الفرس له ثلاث بنات، الأولى نكحها الحسين وأنجب منها علي بن الحسين زين العابدين:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلمُ

 

أختها تزوجها عبدالله بن عمر بن الخطاب وأنكحها ابنه سالم بن عبد الله بن عمر أحد فقهاء المدينة، الثالثة نكحها محمد بن أبي بكر الصديق وأنجب منها القاسم بن محمد، فالقاسم بن محمد أحد الفقهاء، وسالم بن عبد الله بن عمر وعلي بن الحسين (زين العابدين) أبناء الخالات.

 

قالوا قبحهم الله: اتصل النسبان النبوي مع النسب الساساني، فجعلوا الإمامة المعصومة في ذرية الحسين دون ذرية الحسن، فكأن الإمامة عندهم لعب.. أيليق هذا بالنبوة؟ يليق هذا بالفضل؟ الجواب، لا.

 

المسألة الأخيرة: في حكم سب الصحابة:

أهل السنة والجماعة يطلقونه: سب الصحابة كفر مخرج من الملة، لأنه سب يتضمن جميع أنواع السب اللعن والتكفير والشتم، وقالوا إنه كفر بالإطلاق لأنه اعتراض على مدحة الله وثنائه على من أثنى عليهم ومدحهم، هذا من حيث الإجمال والعموم أن سب الصحابة كفر.

 

أما من حيث التفصيل: فإن سب الصحابة على ثلاثة مراتب: ... ...

 

(الانتقال إلى الأسئلة):

جواب السؤال الأول:

من سب الصحابة يقولون إنه زنديق يعني كافر، وأصل كلمة زنديق مأخوذه من اللغة الفارسية واستعملت استعمالاً، هذا من استعمال الألفاظ المعربة، وأصل زنديق عندهم من اتبع ماني بن فتك في ملة المجوس، وماني بن فتك جاء بتبديل في ملة المجوسية وألف كتاباً سماه زند مايا، فكانوا ينسبون من أخذ بقول ماني بن فتك الذي يخالف دين الزرادتشيه بأنه ماذا "زندا" تعربت إلى المسلمين بزنديق، وهو وصف يطلق على الكافر أو من أظهر اعتقاداً مكفراً ويطلق أيضاً على المنافق هذا السؤال.

 

جواب السؤال الثاني:

نعم الذي ارتد من الصحابة ثم رجع إلى الإسلام فانه يكون صحابي في اظهر الأقوال لأنه يناله وصف ايش؟ وصف من لقي النبي مؤمنا به ومات على ذلك وهذا كثير طليحة الاسدي ارتد بدعوى النبوة ثم رجع وتاب وحسن إسلامه وقتل في معارك القادسية رضي الله عنه.

 

جواب السؤال الثالث:

السؤال عن استدلال من لم يكفر تارك الصلاة بحديث الشفاعة، ويشير إلى الحديث المخرج في الصحيحين: أن الله يقول يوم القيامة لمحمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد، أخرج بعث أمتك من النار، فيحد الله له أربعة حدود: أخرج من في قلبه مثقال حبة من خردل، وفي الحد الثاني: أدني مثقال حبة من خردل، وفي الحد الثالث: من في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل، وفي الحد الرابع وهو آخرها: أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان. وجاء في بعض الألفاظ فيخرج من في النار من لم يعمل خيراً قط.

 

هذا الحديث وهو في الصحيحين لأهل العلم عليه أجوبه عديدة نجملها بجوابين:

الجواب الأول إجمالي:

أن هذا من أصل من النصوص التي ترجع إلى بقية النصوص، فهو مشتبه يفسر بالأدلة المحكمة لكي لا نقع فيما عبنا فيه الوعيدية من الخوارج والمعتزلة، وما عبنا فيه المرجئة، والمرجئة أخذوا بنصوص الوعد وبنصوص الوعيد والوعيدية أخذوا بنصوص الوعيد وتركوا نصوص الوعد، وأهل السنة أسعد الناس بهذه الأدلة فقد جمعوا بين نصوص الوعد ونصوص الوعيد فأخذوا بمجموع الأدلة، وعلى هذا يجاب في حديث الشفاعة هذا الجواب الإجمالي.

 

الجواب الثاني:

أما الجواب التفصيلي فإن قوله عليه الصلاة والسلام: (أخرجوا من في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان) لا يعني أنه لا يأتي ناقضة من النواقض وإلا من كان مؤمناً ثم صدق كاهناً أو ساحراً هل يبقى على إيمانه؟ هل ينفعه هذا الحديث؟ بالإجماع لا ينفع ولا ينفعه ما في قلبه من بقية الإيمان لأنه نقضها بإتيان ناقضِه، هذا الجواب الثاني أن قوله عليه الصلاة والسلام: (فيخرج من في النار من لم يعمل خيراً قط) أي خيراً ينفعه في خروجه من النار، وإلا لا ينفعه ما زعمه من إيمان لأنه أتى ناقضه كما نقول في الذي سب الله وهو يقول لا اله إلا الله؛ هل تنفعه لا اله إلا الله؟ لا تنفعه. أو الذي وطأ المصحف أو الذي ذبح لغير الله أو الذي دعا غير الله، لا ينفعه الإيمان.

 

الجواب الثالث:

أن قوله "لم يعمل خيراً قط" يشمل خيرين: خير عمل في القلب، وعمل في الجوارح، ومعلوم أن من لم يعمل خيراً قط في قلبه لا ينفعه ما يدعيه مع الإيمان، لأنه لا إيمان بلا عمل قلب. وكذلك في الصلاة التي جاءت فيها أدلة، وبهذا تلتئم الأدلة كلها ولن تختلف، نعم تختلف وتشتبه عند بعض الناس لكن هذا المشتبه يزول بالمحكم وردِّ الأمر إلى الراسخ من الأدلة والراسخين من العلماء، ولهذا فشيمة أهل البدع وأهل الأهواء أنهم يدعون المحكمات إلى أدنى متشابه يلبس عليهم، فيدع الأمر إليه. نعم من لم يكفر تارك الصلاة له شبهة يعذر بها لكن القول الصحيح أن تارك الصلاة تهاوناً كافر، وذكرنا الدلائل على ذلك بالأمس.

 

(الانتقال إلى الاسئلة الورقية):

السؤال الأول:

السلام عليكم شيخنا، زوجات النبي صلى الله عليه وسلملسن بهاشميات ولا مطَّلبيات فكيف أصبحن من آل البيت؟

• نعم كن من آل البيت بنص آية الأحزاب وآية هود ﴿ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾ [هود: 73] فبالنص هن من آل البيت لاتصالهم الجسدي بالنبي عليه الصلاة والسلام.


السؤال الثاني:

في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي) لخالد بن الوليد مع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، البعض يفرق بين الصحبة اللغوية؟

• الصحابي من حقه إذا جاء أن نترضى عليه كما قال مالك. فنحن نذكر أناساً لهم هذه المكانة وحقهم الترضي، ولهذا فالترضي صار شعاراً على الصحابة، والترحم صار شعاراً على من دونهم، والصلاة والسلام صارت شعاراً على الأنبياء. لكن يجوز أن تقول اللهم صلِّ على فلان، كما قال النبي: اللهم صلِّ على آل ابن أبي أوفى، من باب الدعاء لا من باب الشعار، إذاً من باب الشعار خاص بمن؟ بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

 

ويقول في سؤال: إن هناك من يفرق بين الصحبة اللغوية والصحبة الشرعية؟

• وهذا تفريق من كيسه، فإن المعنى الشرعي يقوم على المعنى اللغوي، لكنه بمعنى أخص كما جاء في قرائن ودلائل الأدلة.

 

السؤال الثالث:

البعض يفصِّل: تفضيل الرسل على جهة الحمية محرم، ولكن هناك من يفتخر بالنبي صلى الله عليه وسلملكونه عربيًّا وبعضهم يفتخر ببلال لأنه أسود ومن الحبشة فما حكم ذلك؟

 

هذا مثله على جهة الحمية والعصبية والجاهلية من افتخر بالنبي على أنه عربي وببلال على أنه حبشي وافتخر بصهيب على أنه رومي، فهذه تدخل في الحمية الجاهلية التي هي من كبائر الذنوب، وهذه من بذور الشعوبية التي مهدوا بها للزندقة في الإسلام، نعم جنس العرب أفضل من جنس غيرهم، لكن أفراد غيرهم أفضل منهم. ماذا تقولون في الإمام البخاري؟ خيره كثير.. أكثر من خير ملايين من العرب. يا إخواني لا غضاضة في أن البخاري أفضل من ملايين من العرب، لكن جنس العرب جاءت في فضلهم الأدلة العامة، ومنها: (إن الله نظر في بني أدم فمقتهم عربهم وعجمهم واصطفى من بني آدم بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار).. صلى الله عليك وسلم.

 

فهذا فيه فضل هذا الجنس عموماً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منهم، ولأن كلام القرآن المهيمن نزل بلغتهم، ومقدسات الإسلام في أرضهم، لكن إذا كان على وجه الحمية والعصيبة والازدراء فهذا حرام لهذه العلة.

 

كأنَّ بعض الإخوان حصل عنده انتقاد في مسألة تصوير الدرس بالفيديو:

وأنا لا أحب من طلبة العلم المبتدئين وغيرهم العجلة في الأحكام، العجلة غير مناسبة وهي مضره في طالب العلم، مسألة التصوير بالفيديو أو التصوير بالديجيتال في توثيق الجرائم أو في توثيق الدروس وحفظها اختلف فيها العلماء المعاصرون لأنها من المسائل النازلة، وهي من المسائل الاجتهادية وليست من المسائل القطعية التي يحصل فيها الولاء والبراءة، وإنما فيها اجتهاد وفيها مدار للنظر.

 

واختصاراً للموضوع فإن فتوى أهل العلم المعاصرين من كبار العلماء على جواز التصوير الفوتوغرافي - الذي ليس هو بتصوير ديجيتال أو تصوير فيديو فوتوغرافي - إن كان للحاجة. لأن من القواعد عند أهل العلم أن الحاجة إذا عمت نزلت في حكمه وأثرها منزلة الضرورة. ولهذا أجاز العلماء التصوير الفوتوغرافي في الأوارق الثبوتية في الجوازات والرخص والتابعية وغيرها. ومن بابِ أَولى ما يتعلق بالتصوير في توثيق العلم ونشره وبثه، فإن هذه من المصالح المرسلة.

 

وأنا أذكر لكم شيئاً يبين المسألة:

شيخنا الشيخ ابن باز - رحمه الله - لا يرى التصوير بالفيديو، ومع ذلك هو الذي حثنا على الخروج في وسائل الإعلام لنشر العلم وإذاعتها وأن هذا يدخل في أمور الحياة، بل هو أولى منها، وهذا التوثيق أنا الذي طلبته توثيقاً للدرس وحفظاً له وليذاع وينشر.. وقد سمعت أنه حصل من بعض الإخوان نوع اعتراض أو جلَبة وهذا من الذي ذكرناه قبل ذلك أن الإنسان يهدأ ويرد الأمر إلى من هو أعلم منه.. نعم هَب أنك أخذت بقول شيخ من المشايخ تثق في علمه ديناً، فليس معناه في هذه المسألة الاجتهادية أن تثرب على غيرك. وشيخنا الشيخ صالح الفوزان - الذي كان لا يرى التصوير - لمَّا تحققت له منفعته ومصلحته أصبح يخرج بالتصوير المباشر على قناة السعودية.

 

نفعنا الله وإياكم بما سمعنا.. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (1)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (2)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (3)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (4)
  • فوائد من شرح أصول السنة للشيخ سعد بن ناصر الشثري

مختارات من الشبكة

  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • التمهيد شرح مختصر الأصول من علم الأصول (الشرح الصوتي)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أصول السنة للإمام أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي (ت 219 هـ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المحصول الجامع لشروح ثلاثة الأصول: تحقيق وشرح لرسالة ثلاثة الأصول وأدلتها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أرجوزة الجنة في نظم أصول السنة للإمام الحميدي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتح الرب الغني على أصول السنة للإمام الحميدي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العناية بشروح كتب الحديث والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من قضايا أصول النحو عن علماء أصول الفقه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المقدمات في أصول الفقه: دراسة تأصيلية لمبادئ علم أصول الفقه (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (3) علم أصول الفقه علم إسلامي خالص(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- الشكر
محمد الأمين الحسن - نيجيريا 22-02-2017 05:23 PM

جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من هذه المهمة ,,,,أسأل الله جل وعلا أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الزور والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

1- شكر
العطا الحاج ادريس محمد - السودان 02-03-2015 04:05 PM

جزى الله خير من قام بنشر منهج السلف الصالح في كل شيء من أمور الدين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب