• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد الدبل / خطب منبرية
علامة باركود

فضل العلم (خطبة)

فضل العلم (خطبة)
د. محمد بن سعد الدبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/11/2012 ميلادي - 22/12/1433 هجري

الزيارات: 465894

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل العلم


الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم مجعل له عوجا، وجعل منه مصدر هداية وإشعاع وأمل يوصل المسلم إلى أسمى الغايات وأرفع الدرجات، فقال جل وعلا: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4]، وقال جل من قائل: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإسراء: 9-10].

 

نحمده على ما أنعم ووفق وأعان، ونصلي ونسلم على المعلم الأول محمد عبد الله ورسوله إمام العلم والتقى والسراج المنير خير من علم الأمة، وعمل بما علم، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه مصابيح الدجى وأقمار المعارف ونجوم الهدى، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فيا أيها الإخوة المسلمون. ينطلق العلم في الإسلام من وجوب الأمر بالعمل، ومن وجوب الإيمان بالعلم النافع. أما الأمر بوجوب التعلم فقول الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 1 - 4]، ومن قوله سبحانه وتعالى: ﴿  اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5].

 

وأما الإيمان بالعلم النافع فأصله اتباع ما جاءت به الشريعة الإسلامية من الأوامر والنواهي، أما الأوامر فتعني اتباع كل طيب حسن، وأما النواهي فتعني ترك كل قبيح سيئ ضار، ولا أقبح ولا أسوأ، ولا أضر من الجهل الذي يؤدي بصاحبه إلى اتباع الشيطان، ذلك لأن العلم النافع يا عباد الله درع واق وسلاح متين يحمي صاحبه من الشيطان ومسه، والجهل كل الجهل إنما هو اتباع الشيطان، وإلى مغبة الجهل التي يفتلها الشيطان.

 

يحذرنا القرآن الكريم من عداوته لنا في قول الحق تبارك وتعالى: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16- 17].

 

عباد الله:

من خلال سياق هذه الآية الكريمة يمكننا أن نتبين مفهوم الأمية ومعناها، ذلك المعنى الني يحرص إبليس أن يجر الناس إلى التردي فيه بالتواكل والتقصير في أداء رسالة العلم تعلما وتعليما ليلقي بالمسلمين في حمأة الجهل التي تئول بهم إلى عدم الإيمان بفاطر الكون ومنزل الكتاب، وقبل أن نتبين هذا المفهوم يجب أن نعلم مفهوم الأمية في جانب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فإنها تعني أن هذا الرسول الكريم الذي بعثه الله في الأميين لم يكن جاهلا أو قاصر معرفة أو ضيق أفق، فحاشا رسول الهدى هذه الخصلة. وإنما المعنى بأمية الرسول أنه لم يتلق العلوم والمعارف الربانية والآداب الإسلامية الرفيعة، والهدي القرآني من لدن البشر. فلم تثبت كتب التاريخ والسير أنه - صلى الله عليه وسلم- كان قارئا أو كاتبا، وإنما هو رسول مصطفى متخير مزود بالمعارف والعلوم والقرآن الكريم من لدن إله واحد عليم حكيم.

 

والحكمة في هذه الأمية النبوية التي هي تكريم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- وليست عامل نقص في شخصيته الكريمة أو علمه ومعرفته، الحكمة في ذلك - يا عباد الله - هي قيام الحجة بصدق النبوة والرسالة، وإنما أخبر به ذلك النبي الرسول المصطفى إنما هو صدق وعدل وخير وهدى كله من عند الله، وفي ذلك يقول جل من قائل: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]، والمراد بقوله تعالى: ﴿ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ [الشورى: 52] القرآن الكريم.

 

ويقول تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 48]. ويقول وقوله الحق: ﴿ وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 105].

 

هذه شهادة القرآن الكريم التي منحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاطر الأرض والسموات، فبطل ولله الحمد كيد المغرضعين الحاقدين الحاسدين الذين يدخلون الشبيهات والكيد على المسلمين التشكيك في رسول الإسلام وما جاء به. فكثيرا قالوا: كيف يكون رسول من الناس هؤه صفاته جاهل لا يعلم؟ حاشا رسول الله ما قالوا، فإنه رسول تلقى علمه الروحي الإيماني من خلال كتاب الله المنزل من عنده سبحانه من خلال القرآن الكريم الذي زكاه الله به في منطقه وكلامه فقال: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3- 4]، وزكاه في قوة سمعه وبصره ودقة ملاحظته وكبر عقله فقال: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11]، وزكاه في بصوه فقال: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ [النجم: 17]، وزكاه يا خلقه - صلى الله عليه وسلم- فقال ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، وزكاه في سلوكه واتباعه وما شرع الله له فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

 

عباد الله:

هذا عن الأمية في جانب الرسول الكريم. تلك الأمية التي يجعل منها عدوان الله وعدوان رسوله مدخلا يلجون منه إلى إفساد المسلمين وتشحكيكهم في أمر رسولهم ورسالته. فحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

أما عن معنى الأمية ومفهومها في جانب البشر فتلك أمية شاملة يحاول الشيطان الرجيم أن يغلغلها في صفوف الناس حتى لا يعلموا من أمر دنياهم وآخرتهم شيئا، ويتبين ذلك المفهوم من خلال الآية السابقة من قول الله تبارك وتعالى على لسان إبليس الحاقد اللعين. ﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 17].

 

ومن هنا يجب أن نفهم معنى هذا التحدي من إبليس لأمة الإسلام، ذلك التحدي السافر المتمثل في جهات خبثه وكيده، تلك الجهات التي حددها للحيلولة دون التعلم ولإخلاد المسلمين إلى الأمية والجهل. حدد إبليس هذه الجهات في أربع هي الأمام في قول الله تعالى: ﴿ من بين أيديهم ﴾، والخلف والشمال واليمين، فكأنما أراد أن يحيط بالمسلم ليضله عن جادة الحق، وجادة الحق لا تستبين إلا بالعلم والتعلم. وليلاحظ المسلم أن سياق الآية الكريمة لم يذكر جهة الفوقية ولا جهة التحتية. فإنهما جهتان ينزع عنهما المسلم إلى الولاء لله تعالى، فجهة العلو إكبار وتعظيم لخالق الكون والبشر، وجهة التحتية خضوع وتذلل وانكسار وإيمان بمبدأ الخلق للخالق جل وعلا. فقد علم إبليس من أمر المسلمين أنهم إذا عاشوا بافكارهم وأرواحهم وفطرهم وعقولهم متجهين إلى خالقهم علوا وسفلا فلن يستطيع شياطين الإنس والجن وعلى رأسهم إبليس الاقتراب منهم أعاذنا الله. من شره وكيده.

 

ويؤيد هذا المفهوم لمعنى الأمية التي يحدد مسارها إبليس وأعوانه من الملحدين أن كل إنسان عاقل رشيد، إذا نظر إلى روافد الإلحاد والزيغ والتنكب عن جادة الحق، وجد أن هذه الووافد الإلحادية المغرضة تعيش في كل عصر منطلقة من هذه الجهات التي حددها إبليس وأعوانه، فإننا نسمع وصف المغرضين عنهم عن شاكلتهم بقولهم: فلان تقدمي وكلمة تقدمي تعني جهة الأمام، ونسمع وصف الملحدين الضالين المضلين لمن لزم جانب الاستقامة على الحق بقولهم: فلان رجعي" وكلمة رجعي تعني جهة الخلف، ونسمع كلامتهم الطنانة الزنانة التي لا تغني ولا تنفع فيقولون: حزب يساري، وحزب يميني، وهكذا. ويساري تعني اليسار ويميني تعنى اليمين.

 

ولم نسمع ولله الحمد ولن نسمع بقولهم:

"فلان فوقي أو فلان تحتي": ذلك لأن الفوقية والتحتية صفات تخص أمة الإسلام، فالفوقية كما أسلفنا تعني أن أمة الإسلام أمة تؤمن بوجودها على الأرض، وأن الغاية من هذا الوجود على الأرض اتباع رسالة محمد ورفعة الرأس برسالة محمد، وأن المسلمين هم الأعلون.

 

وأن التحتية تعنى صفات الذل والخضوع لله وحده لا لعباده. فاللهم ارزقنا العلم والعمل به، واجعلنا هداه مهتدين.

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول هذا القول وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر السلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على ما أنعم وأعان، والشكر على ما أتم ووفق من صالح الأعمال.


نحمده ونشكره ونسأله المزيد من الفضل والإنعام فهو المتفضل وحده لا شريك له ولا إله في الأرض ولا في السماء إلا هو. ونصلي ونسلم على البشير النذير والسراج المنير محمد صلى الله وسلم وبارك عليه ما دامت السماوات والأرض.

 

أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله في سركم وجهركم، واعلموا أن الجهل داء فتاك عده العلماء من الأعداء الثلاثة للإنسانية التي هي: الفقر والجهلة والمرض.

 

وتعوذ الرسول الكريم من شر الجهل فقال صلوات الله وسلامه عليه: " اللهم إني أعوذ بك من الفقر والجهل والمرض". أو كما قال - صلى الله عليه وسلم-.

 

أيها الإخوة المؤمنون:

لقد حرص القائمون على رسالة التعليم في هذا البلد على افتتاح دور العلم للصغير والكبير للذكر والأنثى مدارس ومعاهد وجامعات ومراكز تعليم مستمر، وما ذلك إلا لتخريج جيل متعلم عارف بأحكام دينه ووظيفته في هذا الكون ليسهم كل واحد في بناء المجتمع الراقي السليم على القدر الذي يؤهله له علمه الذي اكتسب، فحري بالمسلم أن يسارع إلى تلبية نداء الواجب، بل أن يسارع إلى منفعة نفسه فيسجل اسمه في إحدى المدارس التي تملأ الأحياء من كل جانب، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.

 

ولنعلم أيها الإخوة أن هناك عددا من الأباء يحولون بين زوجاتهم فيمنعونهن من مواصلة الدراسة في مدارس مكافحة الأمية بحجة أن الزوجة كيرت ولم تعد قادرة على الفهم، وهذا التصرف مردود لا عبرة به، فليسى عن الضروري أن تكون الزوجة ذات شهادة علمية عالية، فمن الخير أن تكون على قدر من الفهم والعلم، فهذا سيعينها على القيام برسالتها أولأ أمام الله سبحانه وتعالى، وثانيا أمام قيامها بحقوق زوجها، وقيامها بتربية أطفالها، وتدبير شئونها المنزلية. فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.

 

إن زوجتك - أخي المسلم- أمانة في عنقك عليك أن تعينها في مسارها العلمي لتعرف أحكام دينها على القدر الذي يمكن أن تدركه من تعليمها.

 

وكذلك الشأن في حال بناتك وعماتك وخالاتك اللاتي تشرف على شئونهن الأسرية. وكذلك الحال فيك ومنك. عليك أن تبادر بتعليم نفسك، فلا عذر لك في التواني و الإهمال.

 

أيها الإخوة المؤمنون:

من الخير أن نلم بشيء عن مفهوم الأمية لندرك الحكمة من حث الإسلام على التعلم: إن العلم يعني أن يسير الإنسان في هذه الحياة على جادة واضحة سليمة في كافة شئون الحياة مرتبطا في كل حركة وسكون وقول وفعل بخالقه جل وعلا، وهذا يعني أن الأمية ليست مجرد عجز الإنسان عن المعرفة والثقافة والإحاطة بتعلم القراءة والكتابة، ولكنها تعني وجوب التقيد بالعمل بما يعلمه الإنسان على القدر الذي يوفقه الله إليه. فقد يكون الإنسان على جانب عن العلم والثقافة والمعرفة، بل قد يكون الإنسان ذا شهادات جامعية أو شهادات عليا في التحصيل العلمي، ولكنه يقصر العمل بما يعلم أو لا يعمل بعلمه البتة أو تراه ممن يناقض قوله فعله وفعله قوله. فهذا- أيها الإخوة- لم يزل أميا، وإن كان متعلما.

 

ولذلك فإن أمي ذلك المتعلم المثقف الذي يصر على ارتكاب المعاصي والانحلال الخلقي، فتراه يعاقر الخمر أو يعتاد شربها على الرغم من علمه بتحريمها، وتراه يسرح الطرف والنظر إلى عورات الناس، فيختفي في سيارته في زوايا السكك والطرقات لينظر إلى هذه الرأة وإلى تلك كما يصنعه جمع من الشباب وغير الشباب ممن لا يردعهم خلق ولا حياء.

 

فهؤلاء ومن على شاكلتهم أميون وفاسدو أخلاق، لم ينفعهم علمهم وثقافتهم. وصدق الشاعر في قوله:

وما فاسد الأخلاق بالعلم مفلحا

ولو كان بحرا زاخرا من بحاره.

 

وأمي ذلك الذي يؤذي الناس فيسعى بينهم بالغيبة والنميمة، وأمي ذلك الذي يؤذي نفسه وعياله وأهل بيته فيسافر إلى مختلف البلدان لأغراض أخلاقية ليست صالحة، بل ضارة. وأمي ذلك المتعلم الذي تأتمنه الدولة في وظيفته فيقابل المراجعين بالتسويف والإهمال والعنف، ويضطرهم إلى الشفعاء والوسطاء. وغير ذلك مما لا يجوز فعله كالرشوة والعياذ بالله، فهي مال حرام يؤذن بمصير مشئوم للآخذ والمعطي، وأمي ذلك المتعلم الذي يتهاون في أداء الصلاة وغيرها من فرائض الدين. ومن هنا نعلم- يا عباد الله- خطورة الجهل والأمية، فعلينا محاربتها بالتعلم والعمل والتطبيق. فاللهم ارزقنا العلم والعمل به، واجعلنا هداة مهتدين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين. واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين في كل مكان من الإحن والأعداء، وأسبغ علينا وعلى جميع المسلمين نعمة الرخاء والأمن والإيمان.

 

اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، واجعل حكامنا وولاة أمورنا وعلماءنا نصراء لشربعتك.

 

عباد الله سلوا الله ضارعين مخبتين قائلين مرددين:

اللهم أغثنا وأغث بلاد المسلمين، اللهم أنزل علينا من بركات السماء ما يحيي الأرض وينبت الزرع ويدر الضرع. اللهم أغثنا غيثا مغيثا سحا جللا عاما نافعا غير ضار عاجلا غير آجل. اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والضنك والجهد ما لا نشكوه إلا إليك. اللهم اسق عبادك وبهائمك وأحي بلدك الميت، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا نصب.

 

سبحاك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك. صلوا وسلموا على نبيكم، واذكروا الله العلي العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عظمة القرآن (خطبة)
  • البلاء المبين (خطبة)
  • "وأذن في الناس بالحج" (خطبة)
  • شعار الحج وزينته (خطبة)
  • أهمية الاعتناء بالقواعد والأصول الجامعة في ضبط العلم وتثبيته
  • مكانة العلم في نظر القرآن
  • فضل العلم
  • وأنيبوا إلى ربكم (خطبة)
  • العلم (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • مفهوم الفضائل والمناقب والخصائص والبركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العفو والصفح - فضل حسن الخلق - فضل المراقبة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أحاديث في فضل العلم: 110 حديثا وأثرا في فضل العلم وبيان آدابه (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فضل العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن فضل عشر ذي الحجة وفضل الأضحية وأحكامها(مقالة - ملفات خاصة)
  • القصاص حياة: فضل إقامته، وفضل العفو فيه، ومساوئ المبالغة في الصلح فيه (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • فضل العالم على العابد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسبة الفضل لله {ذلك من فضل الله علينا}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الرب العلي فيما فضل الله به النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل شهر الله المحرم وفضل صومه وصيام عاشوراء(محاضرة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- جزاك الله خيرا
عمر - فرنسا 03-08-2015 08:21 PM

رحمك الله يا شيخ وجزاك الله عن الإسلام خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب