• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل / خطب منبرية
علامة باركود

اختلاط النساء بالرجال (2)

الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

المصدر: تاريخ الخطبة: 6 من صفر 1428هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/2/2007 ميلادي - 7/2/1428 هجري

الزيارات: 26896

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اختلاط النساء بالرجال (2)

نتائجه وآثاره


الحمد لله؛ ضرب للخلق آجالهم، وكفل لهم أرزاقهم، وشرع لهم دينهم، نحمده على نعمته وهدايته، ونشكره على رعايته وكفايته، فما من نعمة إلا وهو مسديها، ولا منحة إلا وهو معطيها ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ الخلق خلقه، والأمر أمره، والشرع شرعه، والعباد عباده، لا يسع أحدا الخروج عنه، أو إبدال غيره به ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله؛ لا خير إلا دل أمته عليه، ولا شر إلا حذرهم منه؛ رحمة بهم، وشفقة عليهم، وإحسانا إليهم، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ أسرع الناس التزاما بأمره، وأبعدهم عن نهيه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد: فاتقوا الله تعالى ربكم، والتزموا شريعته، وارجوا رحمته، واحذروا معصيته، وخافوا نقمته، ولا تأمنوا مكره؛ فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.


أيها الناس: من رحمة الله تعالى بعباده رفعه الحرج عنهم، وتكليفهم بما يطيقون، والتخفيف عنهم فيما يرهقهم ويشق عليهم ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286] وفي الآية الأخرى ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78] ولما ذكر سبحانه التخفيف في أحكام الصيام قال عز من قائل ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر ﴾ [البقرة: 185] وفي شرعية التيمم عند عدم الماء قال تعالى ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6] ووصف رسوله عليه الصلاة والسلام بأنه ﴿ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف: 157].

 

ومن مظاهر الرحمة واليسر في شريعة الله تعالى: أن كلف العباد بما يطيقون من الواجبات، وخفف عنهم ما لا يطيقون، وهذا المظهر من مظاهر التخفيف بَيِّنٌ واضح لكل من يقرأ القرآن، ويعرف الأحكام.

 

وثمة مظهر آخر للتيسير يغفُل عنه أكثر الناس وهو لا يقل أهمية عن الأول؛ ذلكم - يا عباد الله - أن الله تعالى لما حرم المحرمات على العباد أوصد سبلها، ومنع وسائلها، وسد الطرق المفضية إليها؛ رحمة بالعباد، وعونا لهم؛ وذلك لئلا توجد في نفوسهم دواعيها، وقد حرمت عليهم فيرهقهم الامتناع عنها.

 

فالزنا حرمه الله تعالى في كل شرائع الرسل عليهم السلام؛ لما فيه من انتهاك العرض، وتدمير النسل، والشرائع الربانية جاءت بحفظ الضرورات التي منها العرض والنسل.

 

ولما كان من فطرة الإنسان وجبلته التي خلقه الله تعالى عليها ميل كل جنس من الرجال والنساء للجنس الآخر، ومحبته له، والأنس به، وتمني معاشرته؛ فإن الشرائع الربانية نظمت ذلك بالزواج، وحرمت السفاح، وأوصدت الطرق المسببة للزنا، فأمرت الشريعة السمحة بغض البصر، ومنعت الخلوة بالنساء، وسفرهن بلا محارم، كما منعت سفورهن وتبرجهن واختلاطهن بالرجال.

 

ولو كانت هذه الأسباب والوسائل مباحة مع تحريم ما تفضي إليه من الزنا لكان في ذلك من الرهق والعسر على العباد ما لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكان حالهم كحال الجائع الذي يوضع أمامه ما لذَّ من الطعام ثم يقال له لا تأكل، والجائع يصبر عن الطعام إذا كان لا يراه ولا يَشْتَمُه، ولكن إذا رآه أو اشتمه لم يصبر عنه، والرجل يصبر عن المرأة في حال غيابها وتسترها، ولكنه لا يصبر عنها في حال سفورها وتبرجها واختلاطها به.

 

وحيثما كثر الاختلاط والعري والتفسخ في بلد من البلدان؛ مرضت القلوب، وفسدت الأخلاق، وازداد السعار الجنسي، وانتشرت جرائم الزنا والاغتصاب وأنواع الشذوذ.

 

وإذا أوصدت أبواب الفتنة والشر والفساد، وفصل النساء عن الرجال؛ صلحت القلوب، واستقامت الأخلاق، وانتشر في الناس الطهر والعفاف، والواقع يشهد لتلك الحقائق.

 

إن اختلاط النساء بالرجال هو البوابة التي ما فتحتها أمة من الأمم إلا ولجت إليها الجرائم الأخلاقية، وانتشر فيها الشذوذ الجنسي، وصارت عرضة للطاعون والأوبئة الفتاكة.


إن الاختلاط يفتح أنواعا من البلاء والشرور على الناس؛ فحياء المرأة الذي لا زينة لها إلا به يضعف شيئا شيئا كلما اقتربت من الرجال، وعاملتهم وخالطتهم.. تكلم الواحد منهم وتضاحكه وتمازحه أشد مما تفعل ذات المحرم مع محارمها، وما كانت بجاحتها وجرأتها إلا بسبب قلة حيائها.

 

والمرأة تعتني بحجابها لئلا يراها من لا يحل لهم رؤيتها من الرجال، فإذا كانت تقيم الساعات الطوال أمامهم، وتعايشهم في أماكنهم ومقرات أعمالهم فإنها تتخفف من حجابها الشيء بعد الشيء لأنها ألفتهم، ولا تراهم في منزلة من لا تعرفهم من الرجال، ومع كثرة المخالطة لا ترى حرجا في إلقاء حجابها أمامهم بحجة الزمالة، وقدم المعرفة، وثقتها بأخلاقهم، وغير ذلك من الحجج الواهية التي يزينها الشيطان لها، وتعصي بها ربها الذي أمرها بالحجاب ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].

 

والمرأة تعتني أبدا بزينتها، ويهمها شكلها ومظهرها، وتضعف أمام المادحين لها، فإذا اختلطت بالرجال أبدت لهم ما يثنون به عليها، وتنافست هي وزميلاتها في هذا المجال، حتى يخيل لبعض من يراهن أنهن في دور عروض الأزياء، من كثرة أصباغهن، وعري ملابسهن، فيخالفن أمر الله تعالى ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31].

 

ولضعف المرأة أمام عواطفها فقد تعلق في مجال عملها برجل لجمال خلقته، أو حسن معاملته، أو قوة نفوذه، وهو لا يحل لها لأنها ذات زوج، أو لا تستطيع الوصول إليه، فتكون بين نارين: إما أن تشبع عواطفها ورغباتها بما حرم الله تعالى عليها، أو تكبت مشاعرها فتشقى بها.

 

ولا تسلم المرأة العاملة في مجالات مختلطة من الخلوة بزميل أو مدير لأي ظرف كان؛ فتقع بذلك في مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم).


وأخطر ما في الاختلاط ما تتعرض له المرأة من الإغراء والإغواء، والمراودة والابتزاز، وقد يصل ذلك إلى التحرش والاعتداء بالقول أو بالفعل من زملائها أو أساتذتها أو رؤسائها، ولا سيما إذا كانت درجاتها وترقياتها بأيديهم، ولا دين يردعهم، ولا خلق يمنعهم، وفي الدول التي سبقت في الاختلاط، وزاحمت المرأة فيها الرجال تكثر الفضائح والمشكلات بين العاملين والعاملات، والطلاب والطالبات. حتى وصلت نسبة الاعتداءات والتحرشات إلى تسعين في المئة في بعض البلاد الغربية. وكم من فتاة عفيفة تركت دراستها، أو غيرت تخصصها، أو نقلت وظيفتها؛ لما تلقاه من ابتزاز في عرضها وعفافها؟!

 

والاختلاط سبب للعزوف عن الزواج؛ لأن الرجل إذا قدر على إرواء غريزته بغير زواج ولا نفقة ولا بيت ولا مسئوليات فلماذا إذا يتزوج؟! وعزوف الشباب عن الزواج في المجتمعات المختلطة من أبين الدلائل على ذلك، وفي البلاد الغربية أرقام مخيفة في ذلك.

 

والاختلاط من أكبر أسباب الخيانات الزوجية، وهو يوقد نار الخصام والجدال بين الزوجين؛ فلا الرجل يقنع بزوجته وهو في كل صباح يجالس الجميلات ويمازحهن، ولا المرأة تقنع بزوجها وهي ترى من زملائها من هم أجمل خلقة، وأرقى تعاملا من زوجها.

 

والاختلاط سبب لكساد المرأة، وعزوف الرجال عنها، وعدم رغبتهم فيها؛ لأن غيرتهم تمنعهم من قبول امرأة تعامل الرجال وتحادثهم وتجالسهم، فالرجل السوي يريدها له وحده ولا يريد أن يشاركه فيها أحد. وعزوف الشباب عن الزواج بالعاملات في المجالات الطبية المختلطة دليل على ذلك.

 

والاختلاط سبب لانشغال كل جنس بالآخر عن العمل أو الدراسة؛ فهو أبدا يفكر فيه، ويكرس عقله وجهده في كيفية الوصول إليه، وقد أثبتت كثير من الدراسات الحديثة أن من أهم أسباب ضعف التحصيل الدراسي في المدارس المختلطة انشغال كل جنس بالجنس الآخر.يقول أحد الأطباء الغربيين: عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان تفرز بعض الغدد هرمونات تتسرب في الدم إلى أن تصل إلى الدماغ فتخدره فلا يصبح قادراً على التفكير والتركيز الصافي.

 

والغرائز الجنسية تتحرك بشكل أكبر حين يجتمع الرجال بالنساء في مكان واحد.


فعلم بذلك أن الاختلاط داء وبيل، وشر مستطير، لا يفتح على أمة من الأمم إلا أصاب دينها وأخلاقها في مقتل، وكان سببا لانتشار الرذائل والفواحش التي تنتج أولاد الحرام، وتسبب كثرة الإجهاض، وتنشر الطواعين والأمراض، وتفكك روابط الأسر، وتوجد الشكوك بين الزوجين.

 

والمفسدون في الأرض من المنافقين والشهوانيين يسعون جهدهم في توسيع مجالات الاختلاط في بلادنا؛ فبعد أن فرضوه واقعا في كليات الطب والمستشفيات والمراكز الصحية، ثم في البنوك وكثير من الشركات والمؤسسات؛ يريدون توسيعه في مجالات أخرى، ويعقدون المؤتمرات والمنتديات المختلطة لا لشيء إلا لتكريس هذه الصورة المنحرفة في أذهان الناس، والتقرب إلى الدول المستكبرة بالجهر بمعصية الله تعالى، وتعدي حدوده، وانتهاك حرماته. وود المفسدون في الأرض لو اجتاحت حمى الاختلاط كل المجالات حتى تصل إلى المدارس والجامعات!! وما يصيحون به في صحفهم وفضائياتهم يشي بما في نفوسهم نحو البلاد والعباد من محاولة الفساد والإفساد، وفرض المناهج الغربية المنحرفة على المجتمع، وقسر الناس عليها بالقوة والإرهاب، ولن يستكينوا أو يتوقفوا عن فسادهم وإفسادهم حتى يروا الحرائر العفيفات يبذلن أعراضهن بالمجان وبأبخس الأثمان.

 

ومن حق الناس أن يغاروا على نسائهم وبناتهم، وأن يقفوا في وجوههم، وينكروا على المفسدين خطواتهم المستفزة التي هي من خطوات الشيطان، ولا سيما أنهم في كل يوم يأتون بقارعة جديدة، ويجسون نبض الناس بخطوة يقدمون عليها في باب الاختلاط.

 

فإذا لم ينكر الناس عليهم كل منكر في حينه تقدموا خطوة أخرى، وهكذا.. حتى يصلوا إلى مرادهم من إفساد البلاد والعباد، وخلط النساء بالرجال.

 

رد الله تعالى عليهم كيدهم ومكرهم، وحفظ العباد والبلاد من إفكهم وشرهم إنه سميع قريب.

 

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم....


الخطبة الثانية

الحمد لله حمد الشاكرين، ونستغفره استغفار المذنبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].


أيها المسلمون: يرى المتبصر أن العالم بشرقه وغربه قد تجرع الآم الاختلاط ومفاسده، وأثبتت الدراسات تلو الدراسات أن عزل النساء عن الرجال، والطلاب عن الطالبات، خير للنساء وللرجال وللمجتمع بأسره، ونادى كثير من الباحثين والباحثات في الدول التي شرعت للاختلاط، نادوا بعزل النساء عن الرجال، وقام بعض الزعماء وأصحاب القرار في البلاد الغربية بخطوات عملية في هذا السبيل، إلا أن كثيرا من بني قومنا لا زالوا متخلفين، يعيشون بعقليات ما قبل مئة سنة من الآن، حين اجتاحت موجات الاختلاط كثيرا من الدول، وقامت كثير من الحركات التحررية النسوية بالمطالبة به وتشريعه، ولما بانت لهم أضراره بعد قرن رجع كثير من مفكريهم إلى مقاومته، والمطالبة بإلغائه، وتغير العالم ولم يتغير بنو قومنا، فهم أحق بوصف التخلف والرجعية من غيرهم.

لقد افترى المنافقون والشهوانيون فرية صدقوها ثم نشروها فانطلت على بعض الناس، وهذه الفرية هي قولهم: إن عزل الرجال عن النساء سبَّبَ سُعارا جنسيا في المجتمعات المنغلقة فأصبح الرجل لا يرى في المرأة إلا المعاني الجنسية، بخلاف المجتمعات المنفتحة المتحررة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، وتتعرى النساء كما يحلو لهن، وتصاحب المرأة فيها من تشاء لا يوجد فيها هذا السُعَارُ لأن الرجل قد تعود على المرأة وألفها. هكذا يقولون!!


والسؤال هنا: إذا كان الأمر كما يقول المفترون فلماذا يكثر اغتصاب النساء بل الأطفال في المجتمعات المنحلة؟! أليس الوصول إلى المرأة سهلا؛ فالبغايا يملأن الحانات والخمارات، وينتظرن زبائنهن على نواصي الطرقات؟!

أليس الحصول على المتعة في بلادهم أسهل من شراء الخبز؟! فما على الرجل إلا أن يصادق من تعجبه فيأخذ منها ما يريد!! إذا فلماذا يكثر الاغتصاب في بلادهم؟! حتى إن الواحدة من نسائهم لا تخلو حقيبة يدها من سلاح تدافع به عن نفسها، وترد عدوان المعتدين عليها، ولماذا تظهر الفضائح تلو الفضائح للسياسيين وأصحاب النفوذ في بلادهم بتحرشاتهم بنساء يعملن عندهم، أو يتدربن في مكاتبهم؟!

بل لماذا يكثر الشذوذ والزواج المثلي وأنواع التقليعات الجنسية التي تأبها الحيوانات ويرضاها بشرهم؟ أليسوا غير معقدين ولا مكبوتين جنسيا كما يقول بنو قومنا، ومن قرأ أرقام الاغتصاب والشذوذ علم أن مجتمعاتهم تسير إلى الهاوية، وسبب ذلك هو الاختلاط، ولو قال المنافقون والشهوانيون غير ذلك. وكل الدراسات الاجتماعية، والإحصاءات الجادة في كل البلاد التي ينتشر فيها الاختلاط سواء كانت بلادا غربية أم شرقية، وسواء كانت بلادا مسلمة أم غير مسلمة تجمع على حقيقة مفادها: أن خلط الرجال بالنساء شر على الرجال والنساء والمجتمع بأسره، ويخلف كثيرا من المشكلات والأمراض الجنسية والاجتماعية التي تستعصي على العلاج.


فمتى يترك الكذابون كذبهم، ويتوقفوا عن افترائهم، ويقلعوا عن إفسادهم، ويقفوا موقف صدق مع أنفسهم، ونصح لمجتمعهم وأمتهم فيسألوا أنفسهم: لماذا ينشرون الفساد والاختلاط في بلاد حفظت منه طيلة العقود الماضية، وقد غرقت أكثر البلدان في مصيبته، وتجرعت مرارته، ورأى القريب والبعيد ما خلفه الاختلاط فيها من آثار سلبية، ومشكلات كثيرة مستعصية؟ ولم يعد ذلك خافيا على أحد فهل هم ناصحون غافلون؟ أم فاسدون مفسدون؟ أم تراهم أجراء حاقدون على مجتمعاتهم، لهم مهمة محددة في إفساد البلاد والعباد بأجر يقبضونه من منظمات مشبوهة، ودول متنفذة طامعة في المنطقة، لها مشاريعها وخططها؟!

وإلى متى يقف العقلاء والحكماء والصالحون، وأولو النصح لبلادهم وولاتهم، وأهل الغيرة على نسائهم وبناتهم، إلى متى يقفون مواقف المتفرجين السلبيين، الذين يتربصون وينتظرون حتى تحل القوارع بمجتمعاتهم، ويتمكن أهل الفساد والإفساد من بيوتهم ونسائهم؟! فلا هم ينكرون عليهم، ولا يناصحونهم، ولا يحولون بينهم وبين إفسادهم، ولا يبينون للناس خطر الاختلاط وقد فتك بكثير من الدول التي انتشر فيها.

ألا فاتقوا الله ربكم، وانصحوا لولاتكم، وأخلصوا لمجتمعاتكم، وخذوا على أيدي المفسدين منكم، وقفوا دون إفسادهم لنسائكم وبناتكم، وأطروهم على الحق أطرا، واعلموا أن السفينة إذا خُرقت غرق كل من كان فيها.
وصلوا وسلموا على نبيكم كما أمركم بذلك ربكم...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحرير المرأة
  • اختلاط النساء بالرجال (3)
  • الاختلاط
  • نساؤنا في الطرقات
  • العفة في سوق المفكرين
  • الاختلاط عندما يكون منهجيا منظما
  • الفرق بين بيت الله الكعبة وسائر الجامعات المختلطة
  • نساء الأمة تبع لنساء النبي في الالتزام بالعفة
  • التعامل السطحي مع قضايا معقدة، الاختلاط أنموذجًا
  • هيا نختلط!
  • المرأة المسلمة ومحرقة الاختلاط
  • فتنة النساء
  • الاختلاط الفاحش بين الجنسين وعواقبه في الدين والدنيا
  • الضوابط الشرعية للمرأة المسلمة إذا اضطرت للعمل أو الدراسة في مكان فيه اختلاط بالرجال
  • هل الرجال أقل وفاء من النساء؟

مختارات من الشبكة

  • من أقوال السلف في اختلاط النساء بالرجال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اختلاط النساء بالرجال (1)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الاختلاط في بلاد الغرب(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • الاختلاط وآثاره الجنائية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطر اختلاط الرجال بالنساء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم اختلاط الرجال بالنساء غير المحارم ( مطوية )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اختلاط الرجال بالنساء وفكرة القومية عند أتاتورك(مقالة - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • بيان شؤم الاختلاط من حديث ( خير صفوف الرجال )(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تحريم الاختلاط(مقالة - ملفات خاصة)
  • النهي عن تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- الاختلاط بين الرجال والنساء
محمد سعيد - العراق 16-06-2012 05:06 PM

ان اختلاط النساء بالرجال في العمل لهو أقوى فايروس استطاع الغرب فيه قهر الشرق المسلم وهو مرض عضال ثماره الانحلال والبعد عن الشرع والدين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب