• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من حافظ عليها..
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة
علامة باركود

خطبة: فوائد من قصة يوسف عليه السلام (2)

خطبة: فوائد من قصة يوسف عليه السلام (2)
د. صغير بن محمد الصغير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/4/2019 ميلادي - 12/8/1440 هجري

الزيارات: 25876

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: فوائد من قصة يوسف عليه السلام (2)

مختصرة من الفوائد التي ذكرها الشيخ

عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله

 

الخطبة الأولى

الحمد لله، أيها الإخوة: ولا زال الحديث إتمامًا لما سبق عن فوائدَ من قصة يوسف عليه السلام.


فمن فوائد تلك السورة: جواز إخبار الإنسان بما يجد، وما هو فيه؛ من مرض، أو فقر، أو غيرهما على غير وَجْه التسخُّط؛ لقول إخوة يوسف عليه السلام: ﴿ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ ﴾ [يوسف: 88]، وأقرَّهم يوسُفُ على ذلك.

 

ومن الفوائد: فضيلة التقوى والصبر، وأن كل خير في الدنيا والآخرة فمن آثارهما، وإن عاقبة أهلهما أحسن العواقب؛ لقوله: ﴿ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90].

 

ومن الفوائد: ما مَنَّ اللهُ به على يوسُف عليه السلام من حُسْن عَفْوِه عن إخوته، وإنه عفا عمَّا مضى، ووعد في المستقبل ألَّا يُثرِّب عليهم، ولا يذكر منه شيئًا؛ لأنه يجرحهم ويحزنهم، وقد أبدوا الندامة التامَّة، ولأجل هذا قال: ﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾ [يوسف: 100]، ولم يقل من بعد أن نزغهم؛ بل أضاف الفعل إلى الشيطان الذي فرَّق بينه وبين إخوته، وهذا من كمال الفتوَّة، وتمام المروءة.

 

ومن الفوائد: ما في هذه القصة العظيمة من البراهين على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث قصَّها على الوجه المطابق، وهو لم يقرأ من الكتب السابقة شيئًا، ولا جالَسَ مَنْ له معرفة بها، ولا تعلَّم من أحدٍ، إنْ هو إلا وحيٌ أوحاه الله إليه؛ ولهذا قال: ذلك من أنباء الغيب نقُصُّه عليك، ما كنت تعلمها أنت، ولا قومُك من قبل هذا.

 

وفي تضاعيف القصة فضيلةُ العلم من وجوه كثيرة، وبيان أنه سببُ الرِّفْعة في الدنيا والآخرة، وسبب صلاح الدين والدنيا، فيوسُف صلى الله عليه وسلم لم ينل ما نال بعد توفيق الله تعالى، إلا بالعلم؛ ولهذا قال له أبوه: ﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ﴾ [يوسف: 6]، وقال يوسُف: ﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101]، ففضائل العلم وثمراته الجليلة العاجلة والآجلة لا تُعَدُّ ولا تُحصى.

 

ومن الفوائد: أن شفاء الأمراض كما تكون بالأدوية الحسِّيَّة تكون بأسباب ربَّانية؛ بل يحصل بهذا النوع من أنواع الشفا ما لا يحصل بغيره، فيعقوب عليه السلام قد ابيضَّتْ عيناه من الحزن، وذهب بصرُه، فجعل الله شفاءه وإبصاره بقميص يوسف حين ألقاه على وَجْهِه فارتدَّ بصيرًا؛ لما كان فيه من رائحة يوسف عليه السلام، الذي كان داء عينيه بسبب حُزْنه عليه، فصار شفاؤه الوحيد مع لطف الله في قميص يوسف الملاصق لجسده.

 

ومن فوائد القصة: أن الجهل كما يُطلَق على عدم العلم، فإنه يُطلَق على عدم الحلم، وعلى ارتكاب الذنب؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [يوسف: 33]، وأما قوله: ﴿ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ ﴾ [يوسف: 89] ليس المعنى في ذلك عدم العلم؛ وإنما هو عدم العمل به، واقتحام الذنوب.

 

ومن الفوائد: قوله تعالى: ﴿ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴾ [يوسف: 72]، استدل به على ثلاثة أبواب من أبواب العلم: باب الجعالة، وباب الضمان، وباب الكفالة.

 

ومن الفوائد: أن العمل بالشريعة فيه إصلاح الأرض والبلاد واستقامة الأمور، والعمل بالمعاصي من سرقة وغيرها فيه فساد؛ ذلك لقولهم: ﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴾ [يوسف: 73].

 

ومن الفوائد: الحثُّ على فعل الأسباب الجالبة للخيرات والحافظة من الكريهات، وفي القصة مواضع تدلُّ على هذا الأصل الكبير، وتمام ذلك أن يقوم بالأسباب مستعينًا بالله، واثقًا به، وقد عمل يعقوب عليه السلام الأسباب التي يقدر عليها في استحفاظ أولاده ليوسف عليه السلام، ثم لأخيه حين أرسله معهم، وقال مع ذلك: ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64].

 

وكذلك على العبد إذا همَّتْه المصائب، وحلَّت بهِ النكبات، عليه أن يصبر ويستعين بالله على ذلك، قال يعقوب عليه السلام حين عمل إخوة يوسف ما عملوا بيوسف عليه السلام، وحلَّت به المصيبة الكبرى: ﴿ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]، وذلك أن الصبر على الطاعات، والصبر عن المحرَّمات، والصبر على المصيبات لا يتمُّ، وينجح صاحبُه، إلَّا بالاستعانة بالله، وألَّا يتَّكِل العَبْدُ على نفسه؛ قال يوسف: ﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [يوسف: 33].

 

ومن الفوائد: أن الدين المستقيم الذي عليه جميعُ الرُّسُل وأتباعهم هو عبادة الله وحده لا شريك له؛ لقوله: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [يوسف: 40]، فهو الدين المستقيم المقيم للعقائد والأخلاق والأعمال، الذي لا تستقيم أمورُ الدين والدنيا إلَّا به.

 

ومن الفوائد: وجوب الاعتراف بنِعَمِ الله الدينية والدنيوية؛ لقوله: ﴿ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا ﴾ [يوسف: 38].

 

ومن الفوائد: أن الإحسان في عبادة الله، والإحسان إلى العباد سببٌ يُنال به العلم، وتُنال به خيرات الدنيا والآخرة؛ لقوله: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 22]، وقوله: ﴿ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يوسف: 56، 57]، فجعل الله الإحسان سببًا لنَيْل هذه المراتب العالية.

 

ومن الفوائد: أن النظر إلى الغايات المحبوبة يُهوِّن المشاقَّ المعترضة في وسائلها، فمتى علم العبد عاقبة الأمر، وما يؤول إليه من خير الدنيا والآخرة، هانَتْ عليه المشقَّةُ، وتسلَّى بالغاية؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [يوسف: 15].

 

ومن فوائد تلك القصة: قوله تعالى عن يعقوب في أول ما صنع أبناؤه بأخيهم يوسف: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]، وقوله: عندما اشتدَّ به الأمر حين احتبس الابن الآخر: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 83]، في هذا دليل على أن أصفياء الله إذا نزلت بهم الكوارثُ والمصيباتُ، قابلوها في أول الأمر بالصبر والاستعانة بالمولى، وعندما ينتهي، وتبلغ الشِّدَّة منتهاها، يقابلونها بالصبر والطمع في الفرج والرجاء، فيُوفِّقهم الله للقيام بعبوديته في الحالتين، ثم إذا كشف عنهم البلاء، قابلوا ذلك بالشكر والثناء على الله وزيادة المعرفة بلُطْفه؛ لقول يوسف: ﴿ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100].

 

ومن الفوائد: أن المشاورة نافعةٌ في كلِّ شيء، حتى في تخفيف الشرِّ؛ لهذا تَشاوَرَ إخوةُ يوسف عليه السلام ما يعملون به من قَتْل أو طَرْح في الأرض، قَرَّ رأيُهم على رأي مَنْ أشارَ عليهم بإلقائه في الجُبِّ ليلتقطه بعضُ السيارة، ففيه شاهِدٌ للقاعدة المشهورة "ارتكاب أخفِّ المفْسَدَتَينِ أوْلى من أغلظهما.

 

ولما قرَّ القرارُ على أخْذ من وُجِدَ الصواع في رَحْله، وعالجوا يوسُف على أخْذِ بدله؛ لأجل ما يعلمون من مشقَّة أبيهم، فأمتنع، خلصوا نجيًّا يتشاورون، فقرَّ رأيُهم على رأي كبيرهم أن يبقى هو في مصر يُلاحظ مسألة أخيه، وهم يذهبون ويُخبرون أهلَهم، ويُخبرون أباهم بالقضية وتفصيلها، ولا شكَّ أن بقاءه في مصر أهون على يعقوب وأرجى لتحصيل المطلوب، وفيه نوعُ مواساة منه بأخويه يوسف وبنيامين؛ ولهذا قال: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 83].

 

ومن أعظم الفوائد في تلك السورة: أنَّه لما قصَّ الله تعالى علينا هذه القصة العجيبة بتفاصيلها، قال في آخرها: ﴿ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111]، فنفى عن هذا القرآن الكذب والخطأ من جميع الوجوه، ووصفه بثلاث صفات؛ كل واحدة منها فيها أكبر بُرْهان على أنه من عند الله تعالى، وأنه الحق الذي لا ريب فيه.

 

الصفة الأولى: أنه تصديق الذي بين يديه؛ أي: من الكتب المنزَّلة من السماء، ومن كلام الرُّسُل المعصومين الذين أوحى الله إليهم، كما قال تعالى: ﴿ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الصافات: 37].

 

الصفة الثانية: أنه تفصيل لكُلِّ شيء؛ وهذا شاملٌ لجميع ما يحتاجه الخَلْق في عقائدهم وأخلاقهم، وأعمالهم الظاهرة والباطنة، وفي دينهم ودنياهم.

 

الصفة الثالثة: أنه ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 52]، ﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ﴾ [المائدة: 16]، ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]؛ أي: لكل حالة قويمة وطريقة مستقيمة، يهدي لأحسن الأعمال والأخلاق، ويهدي لمصالح الدين كلها ومنافع الدنيا التي بها يقوم الدين وتتمُّ السعادة[1].

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله...


الخطبة الثانية عمَّا ورد في شهر شعبان

الحمد لله:

أيها الإخوة: نحن نعيش في خِضَمِّ شهر شعبان، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم «يُكِثر من الصيام فيه حتى كان يصومُه إلَّا قليلًا»، وعلى هذا، فمن السُّنَّة أن يُكثِر الإنسان الصيامَ في شهر شعبان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأمَّا صيام يوم النِّصْف بخصوصه، فوردت فيه أحاديث ضعيفة لا تصِحُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يُعمَل بها.

 

وأمَّا تخصيص ليلة النصف منه بقيام فبِدْعة؛ لأنه لم يرِدْ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم أنه كان يُخصِّص تلك الليلة بقيام؛ بل هي كغيرها من الليالي، إن كان الإنسان قد اعتاد أن يقوم الليل فلْيَقُم تلك الليلة أسْوةً بغيرها من الليالي، وإن كان ليس من عادته أن يقوم الليل، فإنه لا يُخصِّص ليلةَ النصف من شعبان بقيام[2].



[1] انتهت الفوائد مُلخَّصة من رسالة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى بعنوان "فوائد مستنبطة من قصة يوسف عليه السلام".

[2] انتهى مُلخَّصًا من خطبة للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة: فوائد من قصة يوسف عليه السلام (1)
  • { إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم }
  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)
  • قصة يوسف: دروس وعبر (2)
  • خطبة: لقيا يوسف بإخوته بعد الفراق (دروس وعبر)
  • خطبة: مواجهة يوسف بإخوته
  • يوسف الصديق عليه السلام (1)
  • فوائد القصص القرآني: قصة يوسف (1)

مختارات من الشبكة

  • فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الفوائد العقدية في قصة نبي الله عيسى عليه السلام في ضوء الكتاب والسنة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • أحكام وفوائد من قصة طواف سليمان عليه السلام على نسائه (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • من كنوز القرآن الكريم: قصة يوسف عليه السلام (وقفات - فوائد - لطائف)(محاضرة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • فوائد من قصة نبي الله يوسف عليه السلام (2)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • فوائد من قصة نبي الله يوسف عليه السلام (1)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • قصة يوسف وامرأة العزيز: فوائد وأحكام (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • فوائد من قصة نبي الله صالح عليه السلام(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • فوائد من قصة نبي الله عيسى عليه السلام(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • فوائد من قصة موسى عليه السلام(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب