• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة
علامة باركود

خطبة عيد الفطر 1439 هـ

خطبة عيد الفطر 1439 هـ
د. صغير بن محمد الصغير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/6/2018 ميلادي - 26/9/1439 هجري

الزيارات: 53281

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر 1439 هـ [1]

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِهِ وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ، بَسَطَ يَدَيْهِ بِالْعَطَاءِ، وَتَابَعَ عَلَى عِبَادِهِ النَّعْمَاءَ، وَصَرَفَ عَنْهُمُ الضَّرَّاءَ، فَسُبْحَانَهُ مِنْ رَبٍّ كَبِيرٍ عَظِيمٍ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَبٍّ عَفُوٍّ غَفُورٍ رَحِيمٍ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَبٍّ جَوَادٍ كَرِيمٍ، نَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا مَزِيدًا، فَقَدْ مَنَّ عَلَيْنَا بِالْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ، وَهَدَانَا بِالْقُرْآنِ، وَبَلَّغَنَا رَمَضَانَ، وَأَعَانَنَا عَلَى الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَفَتَحَ لَنَا أَبْوَابَ الْخَيْرِ وَالْإِحْسَانِ، وَوَعَدَنَا بِالْأَجْرِ وَالثَّوَابِ؛ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [يُونُسَ: 3]، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ هِدَايَةُ اللَّهِ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ، وَحُجَّتُهُ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، لَا خَيْرَ إِلَّا دَلَّنَا عَلَيْهِ، وَلَا شَرَّ إِلَّا حَذَّرَنَا مِنْهُ، تَرَكَنَا عَلَى بَيْضَاءَ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ خَيْرِ صَحْبٍ وَآلٍ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ.

 

أما بعد:

فيا أيُّهَا المُسلِمُ الموفق أيها المباركُ أيها الخيّرُ الطائعُ المتَّقِي أيها التائبُ الصادقُ، لك منا أجملُ تهنئةٍ تقبل الله منا ومنك صالح العمل.. لله الحمدُ والمنّة.. أَتمَمتَ الشَّهرَ متعبداً ممتثلاً، ثم أشرَقت شَمسُ العيدِ وإذا بِكَ حاضرٌ لِشُهُودِ الصَّلاةِ وَالدُّعَاءِ وَالخَيرِ، في أَمنٍ وعافيةٍ، وَسَكِينَةٍ وَاطمِئنَانٍ، فَلِلهِ الحَمدُ والشكر،، نسألُ اللهَ لنا ولكَ الإخلاصَ و القبول  ﴿ وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَولا أَنْ هَدَانَا اللهُ ﴾ [الأعراف: 43] وَنَسأَلُهُ لنا ولك المَزِيدَ مِن فَضلِهِ بِشُكرِهِ، وَنَعُوذُ بِهِ مِن جُحُودِ نِعمَتِهِ وَكُفرِهِ، ﴿ وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذنَاهُم بما كَانُوا يَكسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96] وَقَالَ جَلَّ وَعَلا -: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لأَزِيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذَابي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].


اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّ أَجَلَّ نِعمَةٍ وَأَكبرَ مِنحَةٍ، أَن يُهدَى العَبدُ لتقوى الله ولِلتَّوحِيِدِ الخَالِصِ، وَأَن يُوَفَّقَ لاتِّبَاعِ السُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ.. إِنَّ سَلامَةَ الدِّينِ وَصِحَّةَ المُعتَقَدِ، وَالاهتِدَاءَ لِلسُّنَّةِ وَالتَّقَلُّبَ في نَعِيمِ الاتِّبَاعِ، لَهُوَ خَيرُ مَا اكتَسَبَهُ العَبدُ  ﴿ فَمَن كَانَ يَرجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].. أجل.. إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى، وهو القائل سبحانه  ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 123، 124].

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

العِيدُ - أَيُّهَا الأخوة - فَرحَةٌ وَبَهجَةٌ، وَبَذلٌ وَعَطَاءٌ وَسَخَاءٌ ؛ فَمَن أَحَبَّ أَن يُسامَحَ فَلْيُسامِحْ، وَمَن أَحَبَّ أَن يُقبَلَ فَلْيَتَجَمَّلْ وَلْيَتَحَمَّلْ، مَن زَادَ حُبُّهُ لِنَفسِهِ ازدَادَ كُرهُ النَّاسِ لَهُ، وَمَن تَكَبَّرَ دُفِعَ، وَمَن تَوَاضَعَ رُفِعَ، وَ "المُؤمِنُ يَألَفُ وَيُؤلَفُ، وَلا خَيرَ فِيمَن لا يَألَفُ وَلا يُؤلَفُ، وَخَيرُ النَّاسِ أَنفَعُهُم لِلنَّاسِ" وَالسُّرُورَ بِالعِيدِ وَاللَّهْوَ المُبَاحَ فِيهِ مِنْ شَعَائِرِهِ الَّتِي يُؤْجَرُ المُؤْمِنُ عَلَيْهَا إِذَا اسْتَحْضَرَ النِّيَّةَ فِيهَا؛ ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

لا يَسعَدُ بِالعِيدِ مَن عَقَّ وَالِدَيهِ أَو قَطَعَ رَحِمَهُ، أَو حَسَدَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ، وَلَيسَ العِيدُ لِخَائِنٍ أَو غَشَّاشٍ، أو سَاعٍ بِالفَسَادِ بَينَ العِبَادِ.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

المُؤْمِنُ فِي سَيْرِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى تُحِيطُ بِهِ فِتَنُ السَّرَّاءِ وفِتَنُ الضَّرَّاءِ، فَفِتَنُ السَّرَّاءِ قَدْ تُزَيِّنُ لَهُ المُقَامَ فِي الدُّنْيَا، وَتُلْهِيهِ عَنِ العَمَلِ لِلآخِرَةِ، وَفِتَنُ الضَّرَّاءِ قَدْ تُصِيبُهُ بِاليَأْسِ وَالإِحْبَاطِ وَالقُنُوطِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى، وَوَاجِبٌ عَلَى المُؤْمِنِ أَنْ يَشْكُرَ اللهَ تَعَالَى فِي السَّرَّاءِ، وَيَصْبِرَ فِي الضَّرَّاءِ، فَلاَ يَسْتَبِدَّ بِهِ الفَرَحُ إِلَى حَدِّ الغُرُورِ، وَلاَ يُطْبِقَ عَلَيْهِ اليَأْسُ إِلَى حَدِّ القُنُوطِ، وَلْيَعْلَمْ أَنَّ الأَمْرَ بِيَدِهِ لاَ بِيَدِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ لاَ يُقَدِّرُ شَرًّا مَحْضًا، وَلاَ يَقْضِي لِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ إِلاَّ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ﴾ [آل عمران: 154]، ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

 

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.

أعداء الدين مَخذُولُونَ ﴿ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ﴾ [محمد: 4] ﴿ َيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ المَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].


نَعَم - أَيُّهَا المُوَحِّدُونَ - إِنَّ المَرجِعَ وَالمَصِيرَ إِلى العَزِيزِ الخَبِيرِ، وَلا يَعدُو ما يُصِيبُ المُسلِمِينَ مِن الكفار والمنافقين أَن يَكُونَ أَذًى فَحَسبُ "وَإِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُم كَيدُهُم شَيئًا إِنَّ اللهَ بما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ...والمؤمن يعلم ويوقن أَنَّ العَاقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ، وَأَنَّ سُنَّةَ اللهِ قَد مَضَت في ابتِلاءِ عِبَادِهِ وَامتِحَانِهِم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3].

 

والله جل شأنّه نَاصِرٌ دِينَهُ وَمُعلٍ كَلِمَتَهُ، حَافِظٌ أَولَيَاءَهُ مُهلِكٌ أَعدَاءَهُ، وَلا يَحِيقُ المَكرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهلِهِ ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

لنلزم الجَمَاعَةَ وَلننبذ الفُرقَةَ ولنَشكر النِّعمة ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103] ﴿ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفشَلُوا وَتَذهَبَ رِيحُكُم وَاصبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46] قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيكُم بِالجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُم وَالفُرقَةَ؛ فَإِنَّ الشَّيطَانَ مَعَ الوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاثنَينِ أَبعَدُ، مَن أَرَادَ بُحبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلزَمِ الجَمَاعَةَ" رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

 

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.

النصرُ والأمنُ من اللهِ يأتي بتطبيقِ شرعِه وشُكرِ النعمِ ونبذِ الظلمِ ويكونُ بِالمُحَافَظَةِ عَلَى الفَرَائِضِ - خاصةً الصلوات الخمس جماعةً في المسجدِ فإنّ تضييعَ الصلواتِ جماعةً في المسجدِ من الخذلانِ العظيم، ويكون النصرُ وتحقيقُ الأمنِ أيضاً: بالإِكثَارُ مِنَ النَّوَافِلِ، وصَنَائِعُ المَعرُوفِ فإنها تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، والدُّعَاءُ، فَإِنَّهُ يَرُدُّ القَدَرَ وَيَرفَعُ البَلاءَ، والأمرُ بِالمَعرُوفِ وَالنهيُ عَنِ المُنكَرِ، فَإِنَّ ذلك سَبَبٌ فِي حِفظِ اللهِ لِلبِلادِ وَالعِبَادِ ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117].

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَقُولُ هَذَا القَولَ وَأَستَغفِرُ اللهَ.

 

الخطبة الثانية

الحَمدُ للهِ أَوَّلاً وَآخِرًا، وَالشُّكرُ لَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا، خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، لا مَانِعَ لِمَا وَهَبَ، وَلا مُعطِيَ لِمَا سَلَبَ، طَاعَتُهُ أَفضَلُ مُكتَسَبٍ، وَتَقوَاهُ أَعلَى نَسَبٍ، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً نرجُو بها النَّجَاةَ مِن عِقَابِهِ والفوز بمرضاته، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحمدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ الناصح لأمته، فَرحَ بالعيدِ رغمَ المعاناة من المشركين واليهود والمنافقين.. وأذنَ للحبشةِ أن يلعبوا بالسلاحِ في مسجدِه يومَ العيد، وتركَ الجاريتينِ الصغيرتينِ تُنشِدَان لأمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنها بنشيدِ الأنصَارِ، وقال: ((ليعلمَ يهودُ أنَّ في دِينِنَا فسحة)) صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَزوَاجِهِ وَأَصحَابِهِ ومن تبعه.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

أَمَّا بَعدُ، فتكمل فرحة العيد بالتقوى والطاعة والمسامحة..

وفي موجة هذا الفرح وسُنة التوسعة على العيال يجب أن لا نَنسَى زَرعَ بهجةِ العيدِ في بيوتِ الفقراءِ والمساكينِ، وأن نُطلَّ إطلالةَ الرحماءِ على الأيتامِ والأراملِ والصغارِ، والمرضى ودورِ المسنين فكُلٌّ من هؤلاءِ له حقٌ كبيرٌ..

 

ويجب أن لا نَنسى إخوانناً لنا ابتلوا بالضراء تحت القصف والتهجير في بلادٍ شتى من بلاد المسلمين فرُبَّ دعوة منك أو دعم. يُغيُّر اللهُ حالهَم ويَفتحُ عليهم من بركاتِه..

 

وكذا المجاهدينَ الصادقينَ المرابطينَ على ثغورِ المسلمين وعلى حدودِ بلادِنا فأقلُّ حقٍّ لهم أن يكونَ لهم منكَ دعوةٌ صادقةٌ بأن ينصرهم الله ويحفظهم ويثبتهم، ورَحِمَ اللهُ من افتقدناهم في هذا العيد ممن نزلوا بضيافة أكرم الأكرمين.

 

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.

أيّتها الأختُ الْمُسْلِمَة:

إنّ اللهَ تَعالى قدْ أنْزلَ فِيكِ سُوَراً وآياتٍ تُتْلَى إلى يَوْمِ الْقِيامة فاستَمْسِكِ بِشرعِ اللهِ، إِنَّ الْأَمَلَ مَعْقُودٌ عَلَيكِ فِي تَرْبِيَةِ جِيلٍ صَالِحٍ يَنْفَعُ نَفْسَه وَيَنْهَضُ بِأُمَّتِهِ، فَكُوْنِي أُمًّا تَصْنَعُ أُمَّةً، فَإِنَّ إمَامَ أَهْلِ السُّنَّةِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ رحمه الله نَشَأَ يَتِيمَا فَصَنَعَتْهُ أُمُّهُ رحمها الله بِرِعايَةِ اللهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقِهِ، فَصَارَ أُمَّةً فِي رَجُلٍ، وَكُلُّ عِلْمِهِ وَجِهَادِهِ وَنَفْعِهِ لِلْأُمَّةِ الْمُسْلِمَةِ طُوَالَ الْقُرُونِ.. فَلِأُمِّهِ الَّتِي رَبَّتْهُ وَأَدَّبَتْهُ وَقَامَتْ عَلَيهِ مِثْلُ أَجْرِهِ.. لِأَنَّهَا صَنَعَتْهُ إِمَامًا، وَلَمْ تَتْرُكْهُ عَابِثًا.

 

وَكَانَتْ أُمُّ الشَّافِعِيِّ رحمهما الله تَلْتَقِطُ الْأَوْرَاقَ التَّالِفَةَ لَهُ لِيَكْتُبَ عَلَى قَفَاهَا دُرُوسَهُ، وَمَا رَدَّهَا الْفَقْرُ عَنْ صُنْعِ إِمَامٍ مِنْ أَكْبَرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ.

 

مؤلم أيَّتُهَا المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ:

أن تَنْتَشِرُ بينكن مَظَاهِرُ البَذَخِ وَالإِسْرَافِ وَكُفْرَانِ النِّعْمَةِ التي قَدْ تؤَدِّي إِلَى سَلْبِهَا، مؤلمٌ أيضاً والله هذا الافتنانُ بوسائلِ التواصلِ والهواتفِ الذّكيةِ الذي أغرق بعضكَن في لجُجٍ من عدمِ الحياء ِو قلةِ الغيرةِ إلاّ ما شاء الله!! مؤلم جداً استجابةُ بعضِ الغُفلِ لاِسْتِنْسَاخَ الْأُسْرَةِ الْغَرْبِيَّةِ الشَّقِيَّةِ الْمُفَكَّكَةِ وجلبها للبيوتِ والأسرِ المسلمةِ، لِنَقْلِ الْمَرْأَةِ مِنْ فَضَاءِ الْإِسْلَامِ الرَّحِيبِ إِلَى حُرِّيَّةِ الْغَرْبِ الضِّيقَةِ، عَبْرَ دعَايَاتٍ مُضَلِّلَةِ، وَأُطْرُوحَاتٍ زائِفَةِ، إي والله لَا عَاقِلَةَ تَرْضَى بِذَلِكَ فَضْلًا عَنْ مُؤْمِنَةٍ تقيّةٍ عَفيفةٍ، فَاحْذَرْنَ مَصَائِدَ الْأَعْدَاءِ، وَدَعَوَاتِهِمْ الْمُزَخْرَفَةَ بِتَحْرِيرِ الْمَرْأَةِ، فَلَيْسَتْ إِلَّا ذُلًّا وَإِهَانَةً وَاسْتِغْلاَلًا. حَفِظَ اللهُ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ بِحِفْظِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيهِنَّ سِتْرَهُ، وَحَمَاهُنَّ مِنْ كَيْدِ الْكَائِدِينَ، وَدَعَوَاتِ الْمُفْسِدِينَ.

 

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله... الله أكبر الله أكبر   ولله الحمد

أيها الأحبة[2]... اجتمعَ اليومَ عيدان: جمعةٌ وعيد ولله الحمد والمنة.. وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة:

من صلى العيد يوم الجمعة.. رُخِّص له في ترك الحضور لصلاة الجمعة ذلك اليوم إلا الإمام، فيجب عليه إقامتها بمن حَضرَ لصلاتها ممن صلى العيد وممن لم يصل العيد، والدليل ما رواه أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مُجَمِّعون"، فدل ذلك على الترخيص في الجمعة لمن صلى العيد في ذلك اليوم، وعلم عدم الرخصة للإمام، لقوله في الحديث "وإنا مجَمِّعون"، وما رواه مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة والعيد بسبّح والغاشية، وربما اجتمعا في يوم فقرأ بهما فيهما، ومن لم يحضر الجمعة ممن شهد صلاة العيد وجب عليه أن يصلي الظهر، عملاً بعموم الأدلة الدالة على وجوب صلاة الظهر على من لم يصل الجمعة.


اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.

الموفقُ من خَتَمَ عبادَتَه باستغفار.. واستمَّر على العملِ الصالحِ، ومن العملِ الصالحِ إتباع رَمَضَانَ بِصِيَامِ سِتٍّ مِنْ شَوَّالَ، وَأَحْسِنُوا فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ..

 

أَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَينَا وَعَلَيكُمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالْإِسْلَامِ، وثبتا وَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ.

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



[1] مستفادة من عدة خطب ومواعظ.

[2] تُذكر إذا وافقَ العيد الجمعة مع ضرورة تنبيه المصلين ممن لن يحضر الجمعة أن يصلي الظهر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الفطر 1437هـ
  • خطبة عيد الفطر 1438 هـ
  • خطبة عيد الفطر 1439 هـ
  • خطبة عيد الفطر 1439هـ (الدين الغالب)
  • خطبة عيد الفطر: وصايا جامعة
  • خطبة عيد الفطر عام 1439 هـ
  • خطبة عيد الفطر
  • عيد الفطر إحدى الفرحتين
  • عيد الفطر والفرحة الحقيقية
  • خطبة عيد الفطر 1441هـ
  • خطبة عيد الفطر (وكونوا عباد الله إخوانا)

مختارات من الشبكة

  • مختصر أحكام زكاة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر: عيد فطر بعد عام صبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • أجوبة مختصرة حول أحكام زكاة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقت وجوب صدقة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • على من تجب زكاة الفطر؟ ووقت إخراج زكاة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • المقصود بزكاة الفطر والأصل في وجوب زكاة الفطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسألة بخصوص صدقة الفطر أو زكاة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقت إخراج زكاة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • عيد الفطر: فرحة المسلمين بعد رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • حديث: الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)

 


تعليقات الزوار
1- دعاء
فالح البشري - السعودية 11-06-2018 06:32 PM

كتب الله أجركم وبارك فيكم وجعلها في موازين حسناتكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب