• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

الوزن والقافية والإتباع والمزاوجة في متن اللغة وفقهها

الوزن والقافية والإتباع والمزاوجة في متن اللغة وفقهها
فريد البيدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/2/2016 ميلادي - 26/4/1437 هجري

الزيارات: 23119

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوزن والقافية والإتباع والمزاوجة في متن اللغة وفقهها

 

(1)

إن القرائية هي محاولة لنقل البحث العلمي واللغوي إلى معلِّم الفصل، الذي يَطمح إلى التنشيط والإثراء، وجعل ذلك البحث من تفاصيل يومه المدرسي، ولحظات وجوده في قاعته التدريسية.

 

في أي شيء يكون بحثه؟

يكون في المناهج ومكوناتها وإستراتيجيات التعلم وعلم نفس التعلم، وما يتصل بذاك المجال، ويكون في اللغة التي هي بيئة القرائية وسيدتها، التي جاءت القرائية لتمكين مسائلها في نفوس الناشئة والشُّداة، ومَن يرغب فعليه تعميقُ مسائل الصوتيات وإستراتيجيات المفردات؛ فعمقها وإثراءاتها في اللغة العربية في أبواب علوم اللغة التأسيسية التي هي: الأصوات، والصرف، والنحو.

 

وقد عمقت بعض المسائل الصوتية وإستراتيجيات المفردات في مقالات سابقة، تندرج تحت عنوان "سلسة تأصيل إستراتيجيات القرائية ومسائلها لغويًّا"، وهنا أزيد تعميق مسألة صوتية جديدة؛ هي "الوزن والقافية"، تلك المسألة التي تتصل بشأن لغوي عُقِدَت له بعضُ المؤلفات، وسرى ذِكره وانتشر في أبواب كتبٍ أُخَر.

ما هو؟

إنه الإتباع والمزاوجة.

ما الإتباع والمزاوجة؟

أيَكون المقصود ما يُعرف في علم الأصوات؛ مِن تأثر الحركات بعضِها ببعض تقدمًا وتأخرًا في كلمتين، مما تبيِّنه كتب علم الأصوات، ومما وضحه الدكتور أحمد بن محمد عبدالعزيز علام، الأستاذ المشارك بقسم النحو والصرف وفقه اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، في مقاله "الإتباع الحركي فيما ليس بإعراب"، المنشور على "منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية" بتاريخ 03 - 26 - 2013 - 07:35 AM، والذي استرددته يوم السبت الموافق 20 من ربيع الآخر 1437هـ و30 من يناير 2016م الساعة الخامسة ودقيقة.

 

أيكون ذلك هو المقصود؟

لا.

 

إذًا، أيكون المقصود هو المعروف في علم الصرف من إتباع الحركات بعضها بعضًا في الحروف المتوالية في الكلمة، كما في باب جمع "فعلة" جمعًا مؤنثًا سالمًا، وغيره مما تحدَّث عنه ابن جني في بعض كتابه "الخصائص"؟

لا.

 

إذًا، أيكون المقصود ما يُعرف في الصرف من إتباع الحرف ما يُلائمه في باب الإعلال والإبدال؟

لا.

 

إذًا، أيكون المقصود ما يَعرفه الجميع عن التبعية النحوية؟

ما التبعية النحوية؟

إنها تكون في التوابع الأربعة بشروطها المبيَّنة في باب التوابع، وهي: النعت بقسمَيه الحقيقي والسببي، والتوكيد بنوعيه المعنوي واللفظي، والعطف بنوعيه النسَق والبيان، والبدل بأنواعه المطابق والبعض من كل، والاشتمال، والغلط والنسيان، الذي يعتد به البعض ولا يعتد به البعض.

 

أيكون المراد هو ذلك النوع؟

لا.

إذًا، أيكون المراد هو ذلك النوع من التبعية النحوية غير المشهور الذي يتناول مسألة الإعراب على المجاورة؛ أي: التبعية في الإعراب من دون وجودِ مقتضًى نحوي، وهي مسألة مختلَف فيها؟

 

ما توضيح هذه المسألة؟

يقول أبو البركات ابن الأنباري في كتابه "أسرار العربية" ذاكرًا أمثلة: "قال الشاعر من البسيط:

كأنَّما ضربَت قدَّام أعيُنِها ♦♦♦ قطنًا بمستَحْصدِ الأوتارِ مَحلوجِ

 

وكان يقتضي أن يقول: "مَحلوجَا"، فخَفَضه على الجوار.

 

وكقولِ الآخَر من الرجز:

كأنَّ نسْجَ العنكبوتِ المرملِ...

وكقولهم: جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ.

 

وما أشبه ذلك، وهذا ليس بصحيح؛ لأن الحمل على الجوار قليلٌ يُقتصَر فيه على السماع، ولا يُقاس عليه لقلَّته.

 

وقد اعتُرض على هذه المذاهب كلها باعتراضات".

 

ثم يَشرح ابن الأنباري هذه المسائلَ ويبيِّنها في كتابه "الإنصاف في مسائل الخلاف" في سِياق ردوده في مسائل نحوية في المسألة الرابعة والثمانين: مسألة عامل الجزم في جواب الشرط، فيقول في موضع: "والذي يدل على أن للقرب أثرًا أنه قد حمَلهم القربُ والجوار حتى قالوا: جحرُ ضبٍّ خربٍ، فأجرَوْا (خرب) على (ضب) وهو في الحقيقة صفةٌ للجُحر؛ لأن الضب لا يوصف بالخراب؛ فهاهنا أولى".

 

ويقول في موضع آخر: "فخفَض المرمل على الجوار، وكان ينبغي أن يقول: (المرملا)؛ لكونه وصفًا للنسج لا للعنكبوت، ومن ذلك قولهم: جحر ضب خرب، فخفَضوا خرِبًا على الجوار، وكان ينبغي أن يكون مرفوعًا؛ لكونه في الحقيقة صفةً للجُحر لا للضب".

 

أيَكون ذلك النوع هو المراد؟

لا.

 

(2)

إذًا، ما هو النوع المراد من الإتباع؟

إنه هذا النوع الموجود في متن اللغة وفي فقهِها، ويَعني نوعًا من المتلازمات المتساوية في اللفظ والبناء والقافية، وهو على نوعين.

ما هما؟

نوعٌ قليل، تُغيِّر فيه العربُ اللفظة عن سياقها الصرفي؛ لتُلائم لفظة أخرى سابقة.

ونوعٌ كثير مستفيض، تَجمع فيه العرب الكلمة إلى الكلمة؛ لعلاقة أو لغيرها، من دون تغيير؛ لأنهما على وزن واحد.

 

ما النوع الأول؟

في موقع "إسلام ويب" مقالة "أسلوب الإتباع في القرآن" التي استرددتها يوم السبت الموافق 20 من ربيع الآخر 1437هـ و30 من يناير 2016م الساعة الخامسة ودقيقة.

 

"نقل ابن قتيبة عن الفراء وغيرِه قولَه: "العرب إذا ضمَّت حرفًا إلى حرف، فربما أجرَوْه على بِنْيته، ولو أُفرد لتركوه على جهته الأولى"، وقصده بـ (الحرف) هنا الكلمة، وقال أبو علي الفارسي وهو من أئمة اللغة: "قد تَحدُث أشياء توجب تقديم غير الأصل على الأصل؛ طلبًا للتشاكل، وما يوجب الموافقة".

 

وقال أبو حيان في "تفسيره": "قد يَسوغ في الكلمة مع الاجتماع مع ما يقابلها ما لا يَسوغ فيها لو انفردت"، وقال أيضًا: "وقد غيروا كثيرًا من كلامهم؛ للازدواج"، ويعني بـ (الازدواج) هنا: الإتباع.

 

وذكَر بعض أهل اللغة أن "العرب تراعي مجاورة الألفاظ، فتَحمل اللفظ على مجاوره؛ لمجرد المضارعة المشابهة اللفظية، وإن اختلف المعنى"، ورُوي أن بعض العرب سُئِل عن ذلك، فقال: هو شيء نتدبر بِه كلامنا.

 

ومحصل القول هنا: إن العرب تُغير كثيرًا من كلامها عن قوانينه النحوية والصرفية؛ للإتباع والمزواجة.

 

ومن الأمثلة التي يذكرها اللغويون لبيان هذا الأسلوب قولهم: "إني لآتيه بالعشايا والغدايا"، فجمعوا (الغداة) على (غدايا)، والأصل أن تجمع على (غدوات)، لكن خالفوا الأصل؛ لانضمامها إلى العشايا.

 

ومن ذلك أيضًا قول الشاعر:

هتَّاك أبوبةٍ ولَّاج أخبيةٍ ♦♦♦ يَخلِطُ بالجِدِّ منه البِرَّ واللِّينا

 

فجمع (الباب) على (أبوبة)، وحقُّه أن يُجمع على (أبواب)، لكن خالف الأصل؛ لإتباعه لـ (أخبية)، ولو أُفرد لم يَجز".

 

وزاد الأستاذ الدكتور رجب عبدالجواد إبراهيم في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة في بحثه "المحاذاة في اللغة العربية" الأمرَ تمثيلًا وتوضيحًا، فقال: "المحاذاة ظاهرة صوتية، صرفية، نحوية، دلالية، ولعلَّ أول مَنْ استعمل هذا المصطلح في العربية هو اللغوي أحمد بن فارس (ت395هـ) عندما عقد لها بابًا في كتابه الصاحبي سمَّاه "باب المحاذاة"، وعرَّفها بقوله: معنى المحاذاة أن يُجعل كلامٌ بحذاء كلامٍ، فيُؤتى به على وزنه لفظًا وإن كانا مختلفين، ومثَّل لها بقولهم: "الغدايا والعشايا"، فقالوا: الغدايا لانضمامها إلى العشايا، والغَدَاة لا تُجمع على الغدايا، وإنما تُجمع على غَدَوات لا غير، ولكنهم كسَّروه على ذلك؛ ليطابقوا بين لفظه ولفظ العشايا، فإذا أفردوه لم يكسِّروه.

 

ومثَّل لها أيضًا بقوله عليه الصلاة والسلام يُعوِّذ الحسن والحسين: ((أعيذكما بكلمة الله التامَّة، من شرِّ كلِّ سامَّة، ومن كل عين لامَّة))، فالسامَّة مِنَ الفعل الثلاثي سَمَّتْ، واللَّامة من الفعل الرُّباعي "ألمَّتْ"، وكان القياس يقتضي أن يقول: مُلِمَّة، ولكن لما قُرِنَتْ بالسَّامَّة جُعلت على وزنها...

 

كما سمَّاها أصحاب المعاجم العربية في مواضع متناثرة "الازدواج، والتزاوج، والمزاوجة"؛ ففي ديوان الأدب للفارابي (ت350هـ): "يقال: أخذني من ذلك ما قَدُم وما حَدُث، لا يُضمُّ حَدَث في شيْءٍ من الكلام إلا في هذا الموضع، وذلك لمكان الازدواج... وفي صحاح الجوهري (ت393هـ): يُقال: تَعْسًا له ونَكْسًا، وإنما هو نُكْس بالضم، وإنما فُتح هنا للازدواج، وفيه أيضًا: ويقال: هَنَأني الطعام ومَرَأني، إذا أتبعوها هنأني قالوها بغير ألف، فإذا أفردوها قالوا: أمرأني... وفيه أيضًا: له عندي ما سَاءه ونَاءه، وإنما قال: ناءه، وهو لا يتعدَّى؛ لأجل سَاءه، فهم إذا أفردوا قالوا: أنَاءه؛ لأنهم إنما قالوا: ناءه، وهو لا يتعدى لمكان ساءه ليزدوج الكلام...

 

وسمَّاها الثعالبي في موضع آخر من كتابه "فقه اللغة وسر العربية": حفظ التوازن، وعقد فصلًا لها بقوله: العرب تَزيد وتحذف حفظًا للتوازن وإيثارًا له؛ أما الزيادة فكما قال الله تعالى: ﴿ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾ [الأحزاب: 10]، وكما قال: ﴿ فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴾ [الأحزاب: 67]، وأما الحذف فكما قال جلَّ اسمه: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴾ [الفجر: 4] وقال: ﴿ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9]، و﴿ يَوْمَ التَّنَادِ ﴾ [غافر: 32]، ﴿ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾ [غافر: 15]".

 

(3)

هذا ما يتصل بالنوع الأول القليل، فماذا عن النوع الآخر المستفيض؟

ورَد ذِكره في كثير من كتب اللغة وفقهها وبيان سُننها، بل أفرد له ابنُ فاس كتابًا سماه "الإتباع والمزاوجة"، وكذا صنع السيوطي كتابًا "الإلماع في الإتباع".

 

يقول ابن فارس في كتابه "الإتباع والمزاوجة": "قال الشيخُ الإمامُ أبو الحسينِ أحمدُ بنُ فارسِ بنِ زكريا: هذا كتابُ الإتباعِ والمزاوَجَةِ، وكلاهما على وجهينِ: أحدُهما أن تكون كلمتان متواليتانِ على رَويٍّ واحد، والوجْهُ الآخَرُ أن يختلفَ الرَّوِيَّانِ، ثم تكونَ بعدَ ذلك على وَجْهين: أحدهما أن تكونَ الكلمةُ الثانيةُ ذات معنى معروف، والآخَرُ أن تكونَ الثانيةُ غيرَ واضحةِ المعنى، ولا بَيِّنَةِ الاشتقاق، إلا أنَّها كالإتباعِ لما قبْلَها، وكذا روي أنَّ بعضَ العرب سُئل عن هذا الإتباع فقال: هو شيءٌ نَتِدُ به كلامَنا، وقد ذكَرتُ في كتابي هذا ما انتهى إليَّ من ذلك، وصنَّفتُه على الحروف؛ ليكونَ ألطَفَ وأقربَ مأخذًا إن شاء الله تعالى".

 

وذكره ابن فارس في أكثر من كتاب من كتبه، فقال في كتابه "الصاحبي في فقه اللغة": "باب الإتباع: للعرب الإتباع وهو أن تُتبَعَ الكلمةُ الكلمةَ على وزنها أو روِيًّا إشباعًا وتأكيدًا، ورُوي أن بعض العرب سُئِل عن ذلك، فقال: هو شيءٌ نَتدبر به كلامنا، وذلك قولهم: "ساغِبٌ لاغِب"، و"هو خَبٌّ ضَبٌّ"، و"خَرابٌ يَباب"، وقد شاركَت العَجَمُ العربَ في هذا الباب".

 

وقال السيوطي في كتابه "المزهر في علوم اللغة" في النوع الثامن والعشرون المعنوَن بـ"معرفة الإتباع" مبينًا أن ما ذكره ابن فارس في كتابه "الإتباع والمزاوجة" ليس على سبيل الحصر بل على سبيل التمثيل؛ مما يؤكد ضرب هذا النوع في اللغة بكثرة: "وقد ألَّف ابنُ فارس المذكورُ تأليفًا مستقلًّا في هذا النوع، وقد رأيتُه مرتَّبًا على حروف المُعْجَم، وفاته أكثرُ مما ذكَره، وقد اختصرتُ تأليفَه، وزدتُ عليه ما فاته في تأليف لطيف، سميتُه "الإلماع في الإتباع"".

 

وقال أبو منصور الثعالبي في كتابه "فقه اللغة وسر العربية": [72 - فصل في الإتباع: هو من سنن العرب؛ وذلك أن تتبع الكلمة الكلمة على وزنها ورَوِيِّها إشباعًا وتوكيدًا اتِّساعًا كقولهم: جائع نائع، وساغِب لاغِب، وعَطشان نَطْشان، وصَبَّ ضَبَّ، وخَراب يَباب... وقد شاركت العرب العجم في هذا الباب].

 

وقال السيوطي في كتابه "المزهر في علوم اللغة" شارحًا الفروق بين الإتباع ومشابهه: [وقال التاج السبكي في شرح منهاج البيضاوي: ظنَّ بعضُ الناس أن التابعَ من قبيل المترادف؛ لشَبَهه به، والحقُّ الفرق بينهما؛ فإن المترادفين يُفيدان فائدةً واحدة من غير تَفاوت، والتابعُ لا يفيد وحْدَه شيئًا، بل شرط كونه مفيدًا تقدُّم الأول عليه؛ كذا قاله الإمام فخر الدين الرازي، وقال الآمدي: التابعُ لا يفيد معنًى أصلًا، ولهذا قال ابن دريد: سألتُ أبا حاتم عن معنى قولهم: بسن، فقال: لا أدري ما هو، قال السبكي: والتحقيقُ أن التابع يفيد التَّقوية؛ فإن العرب لا تضعه سُدًى، وجَهْلُ أبي حاتم لا يضر، بل مقتضى قوله: إنه لا يدري - معناه أن له معنى وهو لا يَعْرفه.

 

قال: والفرق بينه وبين التأكيد أن التأكيد يفيدُ من التقوية نَفْيَ احتمال المجاز، وأيضًا فالتابعُ من شرطه أن يكون على زِنَة المتبوع، والتأكيد لا يكون كذلك.

 

وقال القالي في أماليه: الإتباعُ على ضربين: ضرب يكون فيه الثاني بمعنى الأول، فيُؤْتى به توكيدًا؛ لأنَّ لفظَه مخالفٌ للأول، وضربٌ فيه معنى الثاني غير معنى الأوَّل؛ فمِن الأول قولهم: رجل قَسيم وسيم، وكلاهما بمعنى الجميل، وضَئيل بئيل؛ فالبَئيل بمعنى الضَّئيل، وجديد قَشيب، والقشيب هو الجديد، ومُضيع مُسيع، والإساعة هي الإضاعة، وشيطان لَيْطَان: أي لَصُوق لازم للشرِّ؛ من قولهم: لاطَ حبُّه].

 

(4)

إذًا، اتضح الأمر الآن بعد هذه الرحلة التأصيلية اللغوية، وآن أوانُ نقلِ أمثلةٍ دالة على الإتباع الذي يتَّصل بمسألة الاتفاق في الوزن والقافية، وهأنذا أنقل من كتاب "الإتباع والمزاوجة" لابن فارس، مُراعيًا أن تُضيف هذه الأمثلة ثروة حية إلى معجم مَن يهتم، فتدفَعه إلى مَزيد البحث؛ حتى يجعل قاموس تلاميذه تراثيًّا حيًّا في آن واحد؛ فاللهم وفِّق!

 

تقولُ العربُ: إنه لسَاغِب لاغِب؛ فالساغِبُ: الجائعُ، واللاغِبُ: المُعيي الكالُّ. وهو السُّغوبُ واللُّغوب.

ومن المزاوَجَ: ما له هارِبٌ ولا قارِبٌ؛ أي: ما له صادِرٌ عن الماء ولا وارِد.

ابنُ الأعرابي: ما عندَه شَوْبٌ ولا رَوْبٌ. والرَّوْبُ: اللَّبَنُ: والشَّوْبُ: العَسَلُ.

ومن المزاوَج قولُهم في جوابِ مَن قال: هاتِ: لا أُهاتيكَ ولا أُواتيك. والمعنى مفهومٌ في الكلمتين.

إنه لعِفْريتٌ نِفْريت.

ويقولون للصبيِّ في الترقيص: حَدَارِجُ نَدَارِجُ.

ويقولون: شَحِيح نَحِيح، وأَنِيحٌ أيضًا؛ من أَنَحَ، إذا زَفَر عند السؤال.

ويقولون: ما عنده نَدَى ولا سَدَى. النَّدى: ما كانَ من السماء بالنَّهار، والسَّدَى ما كان بالليل.

ويقولون: هو سَيِّدٌ أيِّدٌ.

ويقولون: لا يُجْدي ولا يُمْدي. يُجْدِي من الجَدْوى، ويُمْدي: يَبلُغ المَدَى.

يقال: بَذَّ وفَذَّ، إذا تَبرَّز.

يُقال: هو حَارٌّ يَارٌّ، وحَارٌّ جَارٌّ.

وجاء فلانٌ في نافِرتِه وزافِرتَه؛ أي: جَماعَتِه.

وجاء بالغَوْرِ والمَوْر. الغَوْرُ: الماء. والمَوْرُ: التراب.

أبو عبيد، عن أبي زيدٍ: جاء بالمال مِنْ حَسِّه بَسِّهِ، ومن حِسِّهِ وعِسِّهِ، ومن حِسِّهِ وبِسِّه. وتفسيرُه: من حيث أحَسَّه وانقطع عنه.

ويقولون: لا يُدَالسُ ولا يُوَالِسُ. المدالَسَةُ: الخيانةُ، والمُوَالَسَة: الخِداع، وتكونُ المدالسة من الدَّلَس، وهي الظُّلمة؛ أي: يفعله في الظلام، والموالَسة من الأَلْسِ، وهي الخيانة.

وهو هُمَزَةٌ لُمَزَةٌ. الهُمَزَة: الذي يَهمزُ الناسَ بالألقاب. واللُّمَزَةُ: العَيَّاب.

ويقولون: عَطْشانُ نَطْشَانُ. إتباع.

ومن المزاوَجَة فيمَنْ ينفعُ مرَّةً ويَضرُّ أخرى: هو جَيْشٌ مرَّةً وعَيْشٌ مرَّة.

قال اللحياني: يُقال: لا مَحِيصَ عنه، ولا مَفِيصَ، ولا نَوِيصَ؛ من ناصَ، إذا هرَب.

وتَرَكتُه في حَيْص بَيْص، وحِيص بَيْصَ؛ أي: ضِيقٍ وشِدَّة.

وما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ، أي حَرَاكُ.

وما له عافِطَةٌ ولا نافِطَةٌ؛ أي: ضائنَةٌ ولا ماعِزَة. والعَفْطُ والنَّفْطُ: صوتُهما. ويقال: عَفَطَ بمعزاه، إذا صاح بها.

وأصابَتْه خبطةٌ ونبطَةٌ، وهي الزُّكْمَة.

ويقالُ: عَمَلٌ مَحْطُوطٌ مَوْبُوطٌ. وقد حَطَّ وَوَبَطَ، وكلُّ شيءٍ قد حَطَطَتَه فقد وَبَطْتَه.

وحَظِيَتِ المرأةُ عند زوجِها وبَظِيَت.

يُقال: جائعٌ نائعٌ. الكسائيُّ: هو إتباع.

طعامٌ سَيِّغٌ لَيِّغٌ: يسوغ في الحلق.

أُفٍّ له، وتُفٍّ له. الأفُّ: وَسَخُ الأُذن، والتُّفُّ: وَسَخُ الأظفار.

ويقولون لا دريت ولا تليت اتباع

وما هو لك بأَسِيفٍ، ولا عَسِيفٍ. الأَسيفُ: العَبْدُ والعَسِيف: الأجير.

وهو ثَقِفٌ لَقِفٌ، ذَكِيٌّ.

وهو ضَعيفٌ نَعِيفٌ. إتباع.

يقال: رجل لَقٌّ بَقٌّ، ولَقْلاقٌ بَقْبَاقٌ: كثيرُ الكلام.

يُقال: سَنَامٌ سامِكٌ تامِكٌ؛ أي: مُرتفِع.

ويقولون: ما له أصلٌ ولا فصلٌ. الفَصلُ: اللِّسان.

وما له حابِلٌ ولا نابِلٌ. قال بعضُهم: معناه السَّدَى واللُّحْمَة.

وما عنده طائِلٌ ولا نائِلٌ؛ أي: لا يُعطي شيئًا ولا يَمنَعه.

ومن الإتباع قولُهم: ضئيلٌ بئيلٌ، وقد ضَؤُلَ وبَؤُلَ، وذلك إذا نَحَلَ جِسمُه ودَقَّ.

قال أبو عمروٍ: مَهْلًا بَهْلًا. تأكيد.

وقال أبو جُهَيمَة الذُّهْليُّ:

وقلتُ له مَهْلًا وبَهْلًا فلمْ يُنِبْ

يُقالُ: هو حَسَنٌ بَسَنٌ قَسَن.

أبو زَيْدٍ: هو تافِهٌ نافِهٌ؛ أي: حَقيرٌ.كذا قاله في الإتباع.

ويقال: لا يعرِفُ القَطَاةَ من اللَّطَاةِ. والقَطَاةُ مَوضِعُ الرِّدْف. واللَّطَاةُ: الجَبْهَة.

ويقولون: حَيَّاه اللهُ وبَيَّاه. حَيَّاه: مَلَّكَه، وبَيَّاه: أضحَكَه.

ويقال: أنا من هذا الأمْرِ البَرَاءُ والخَلاء. وأنا منه بَرِيٌّ خَلِيٌّ؛ أي: مُتَخَلٍّ منه.

يقال: عليه من المال ما لا يُسْهَى، ولا يُنْهَى؛ أي: لا تُبْلَغُ غايَتُه.

وقال الأحمرُ: أَسْوانُ أَتْوانُ؛ أي: حريص: ويُقال: حزين.

ويقال: لو كان في الهيءِ والجيء ما نَفَعَه. الهِيءُ: الطعامُ، والجِيء: الشراب.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سمات اللغة العربية: الإيجاز والاختصار
  • اللغة العربية تحتاج إلى قرار سياسي
  • مؤتمر اللغة العربية والدراسات البينية الثلاثاء 9-7-1436هـ الموافق لـ 28-4-2015م
  • التعدد اللهجي داخل بنيان اللغة
  • اللغة العربية آلية ضرورية لفهم الخطاب الشرعي
  • من اللغة يبدأ الإصلاح والتجديد
  • دور اللغة العربية في نشأة اللغة الفرنسية
  • أثر استخدام طريقة النحو والترجمة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
  • إستراتيجية "المعاني المتعددة" والوزن والقافية.. ووهم الكلمات المتعددة
  • وزن (أفعلة) في القرآن

مختارات من الشبكة

  • الوزن أو الوزن والقافية بين الصرف والمعجم وبين القرائية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اتفاق الأدلة الإرشادية على الخلط في مسألة الوزن في نشاط "كلمات متشابهة الوزن والقافية"(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أحكام العروض والقافية في كتاب سيبويه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أهدى سبيل إلى علمي الخليل (العروض والقافية) لمحمود مصطفى(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مصطلحات العروض والقافية في كتاب سيبويه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • العروض والقافية في كتاب سيبويه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تعليق لطيف على "الرامزة في علمي العروض والقافية" لمحب الدين البصروي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قافية الياء.. قافية الحزن والشجن(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • بحوث في العروض والقافية (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بحوث في العَروض والقافية (1)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب