• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

الاكتشاف المذهل في معنى لفظة فرعون

وليد بن عبدالعظيم آل سنو

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/10/2015 ميلادي - 7/1/1437 هجري

الزيارات: 31621

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاكتشاف المذهل في معنى لفظة فرعون[1]

 

توطئة:

أجمع أهل العلم - ولا أعلم لهم مُخالفًا - على أن فرعون هو (رمز) للطاغوت والتجبر والطغيان، ولكنهم اختلفوا فيما وراء ذلك.. بداية من معنى الكلمة، ومرورًا بـ: هل هو اسم أم لقب؟ ووصولًا إلى عجز واضح فيمن تسمى أولًا بهذا الاسم، وختامًا بـ: أهو فرعون الخروج أم لا؟

وهكذا وصل البحث العلمي إلى:

1 - لا نعلم له تفسيرًا بالعربية، كما قال المؤرخ المسعودي وغيره من كبار المؤرخين، وكذلك جُل علماء اللغة.

2 - عجز علماء الآثار والتاريخ عجزًا بينًّا عن الوصول لمعنى هيروغليفي له.

3 - بعد كل بحث عن فرعون ينهي الكاتب بحثه بقوله: والنهاية أن كلمة فرعون محل بحث، ولم يستقر على تحديد معناها بعدُ.

 

فهل هذا ختام القول في فرعون؟

من الواضح أنه نعم! فليس بعد استقراء كافة علماء المسلمين - على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم - عن فرعون مِن قول جديد.

 

ولكنَّ..

الله بسننه الكونية والشرعية يخبئ لإنسان ما خبيئة فلا يظهرها لغيره، ويظهر لباحث ما طواه عن غيره؛ لتمضي سنن البحث في طريقها؛ حتى يظهر الله ما أراده لعبد من عباده.

 

وإنني هنا أقرر أنه قد تبين لي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم معنًى فريد جديد لفرعون، لم يبلغه أحد قبلي - على ما أظن - ولا أعتقد - حسب ما اطلعت عليه من مصادر شتى - أنه وضح لغيري قبل كتابة هذه السطور، فإن يكن صحيحًا فلله الحمد والمنة، وإن يكن غير ذلك فحسبي أنني اجتهدت.

 

فقد كنت منذ بدأت هذا البحث من اثنتي عشرة سنة وأنا أتطلع شغوفًا لمعنى جامع للفظة فرعون، والحقيقة أنه بعد طول بحث وعناء في كتب علماء الشرع - تفسير وسنة وأصول وعقيدة - حتى كتب المخالفين لأهل السنة ومن هم على غير نهجهم ومنهجهم.. وكذلك علماء الآثار والتاريخ قديمه وحديثه، وما كتبه معظم المستشرقين في الحضارة المصرية، وقواميس اللغة على اختلاف مناهجها قديمها وحديثها - حسب ما تيسر لي - لم أجد ما يشفي غليلي لمعنى هذه الكلمة المبهمة، التي لا تفسير لها في العربية! غير أنها مجرد رمز للجبروت والظلم، وكان هذا المعنى لا يطمئن إليه قلبي كثيرًا رغم شيوعه وانتشاره، وأنه هو المتداول - الرسمي - على لسان أهل العلم من أربعة عشر قرنًا من الزمان.. والواقع أنه لا بأس بالأخذ به؛ فهو قول معتبر شرعًا وعرفًا.. وبعد يأس من العثور عن المطلوب وأنا في طريقي كي أجهز هذه الطبعة وأعدها للنشر، وجدت ضالتي المنشودة بالعثور على اسم - فرعان - وبدأت متعة البحث ومتاعبه من جديد تأخذ عليَّ لبي وسمعي وبصري.. وكانت المفاجأة أو هذا الاكتشاف المذهل في معنى لفظة فرعون!

 

الاكتشاف المذهل لحقيقة اسم ومعنى لفظة فرعون

فِرْعَوْن:

لفظ مثير للجدل، باعث للريبة، يحمل على التفكير، ويدعو لإطالة النظر، حاكم ظلم الناس حيًّا، وأرهق الباحثين ميتًا.. مَلِك خصه الله تعالى بالذكر دون الآلاف من جبابرة الأرض.. لعنُه يعقُبُ ذكره، أتباعه وأحباؤه عبر الزمان يرثون له؛ لذلك لا يخلو الأمر من روعة البحث، ومتعة الفكر.

 

أولًا: اسم فرعون أو فرعان اسم عربي قُح.

اسم فرعان أو فرعون كان معروفًا في العرب، بل إنه اسم عربي دون نزاع.

"ورد اسم - ياسر يهنعم - وابنه - شمر يهرعش - في نص آخر مؤرخ كذلك، أُرِّخَ في شهر "مذران" - مذرن - سنة - 316 - من سني تقويم "نبط أل" "نبط إيل"، دوَّنه "فرعن يرل بن ذرنح" "فرعان يأزل بن ذرنح..

 

وياسر يهنعم الملقب بــ: ياسر أنعم، أو ناشر النعم، ملك سبأ، وقد اختلف في زمن حكمه، أهو بعد بلقيس، أم هو من رجال أواخر القرن الثالث للميلاد، أم من رجال النصف الثاني من القرن الثالث للميلاد؟ على خلاف شديد.. وأما شمر يهرعش، وهو المشهور بشمر يرعش، فهو أول ملوك سبأ، يحمل لقب - ملك سبأ وذي ريدان وحضر موت ويمنت"[2].

 

ويدل ذلك على قِدم استعمال اسم فرعن أو فرعان في العرب.

 

وفي عيون الأخبار: حدَّثني سهل بن محمد عن الأصمعي قال: كان فرعان، وهو من بني تميم، لا يزال يُغير على إبل الناس فيأخذ منها، ثم يقاتلهم عليها، إلى أن أغار على رجل فأصاب له جملًا، فجاء الرجل فأخذ بشعره فجذبه فبرك، فقال الناس: كبرت والله يا فرعان، فقال: لا والله، ولكن جذبني جذبة مُحق[3].

 

وفي نهاية الأرب في فنون الأدب: "والحطم اسمه شُريح بن ضبيعة، قال أبو عبيدة في سبب تسميته بالحطم: إنه كان غزا اليمن في جموع جمعها من ربيعة، فغنم وسبى بعد حرب كانت بينه وبين كندة، أسر فيها فرعان بن مهدي بن معدي كرب عم الأشعث بن قيس، وأخذ على طريق مفازة، فضلَّ بهم دليلهم ثم هرب منهم، ومات فرعان في أيديهم عطشًا، وهلك منهم ناس كثير بالعطش"[4].

 

ويذكر البكري أن (فرعان) جبل بين المدينة وذي خشب على مرحلة من المدينة[5].

 

وخليج بن منازل بن فرعان أحد العققة.. يقول فيه أبوه منازلٌ:

تظلَّمني حقِّي خليجٌ وعقني ♦♦♦ على حين كانت كالحَنيِّ عظامي"[6].

 

وذو الدروع: فرعان الكندي، من بلحارث بن عمروٍ، نقله الصاغاني.

 

وفي حسن المحاضرة: "أن فرعان في أيامه جاء الطوفان، فخرب ديار مصر كلها، وزالت معالمها وعجائبها، وأقام الماء ستة أشهر حتى نضب"[7]، "وفارعٌ وفريعة، وفارعة: أسماء رجالٍ، ومن الثاني: عبدالله بن محمد بن فريعة الأزدي، عن عفان، ومنازل بن فرعان: من رهط الأحنف بن قيسٍ، وهو أخو فرعان بن الأعرف الذي ذكره، والأفرع: بطنٌ من حِمْيَر...

 

وذكره المرزباني فقال: مخضرم، له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل، وأنشد له في ذلك شعرًا يقول فيه:

 

وما كنتُ أخشى أن يكونَ مُنازلٌ = عدوِّي، وأدنى شانئٍ أنا راهبه"[8].

 

وقيل: محمد بن عميرة بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود بن عبدالله الكندي الكوفي.. من أهل حضرموت، وهو المعروف بالمقنع، "نزل الشام، شاعر مكثر، كان في صدر الإسلام، مدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبقي إلى أيام الوليد بن يزيد بن عبدالملك، لقبه المقنع؛ لأنه كان من أجمل أهل زمانه وأحسنهم وجهًا، وكان متقنعًا دهره، فلقب بذلك... وفرعان بن الأعرف أحد بني مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن مقاعس بن كعب بن سعد بن زيد مناة شاعر لص... قال ابن ناصر الدين: وفرعان بن الأعرف الذي قال لنفسه وهو يجود بها: اخرجي لكاع"[9].

 

وفيه اضطراب، في نسبه تقديم وتأخير، وانظر اسمه في توضيح المشتبه..

 

وقال الأمير - في الإكمال -: "ومنازل بن فرعان بن الأعرف شاعر، قال لنا النسابة العمري: هو منازل بن فرعان - بالفاء - المنقري، كان فاتكًا"[10].

 

"ومن بني عبدمنبه بن عبادة بن النزال: فرعان بن الأعرف، كان لصًّا، وهو الذي يقول:

يقول رجالٌ: إنَّ فرعان فاجرٌ... ولله أعطاني بنيَّ وماليَا

فأربعةً مثل الصقور، وأربعًا... مراضيع، قد وفَّين شعثًا ثمانيَا

إذا اصطنعوا لا يَخْبؤون لغائبٍ... طعامًا، ولا يرعَوْن مَن كان نائيَا"[11].

 

ومن الأسماء أيضًا: عبدالله بن الصمة: أخو دريد بن الصمة.. قال أبو عبيد في مقاتل الفرسان: كان له ثلاثة أسماء، وثلاث كنًى، وكان اسمه عبدالله ومعبدًا وخالدًا، يكنى أبا فرعان، وأبا أوفى، وأبا ذفافة.

 

وعبدالله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمي الأعدولي، أبو عبدالرحمن المصري، الفقيه القاضي، روى عن: دراج أبي السمح، وأبي الزبير، ويزيد بن أبي حبيبٍ، وعنه: شعبة، والثوري، والأوزاعي، والحسن بن موسى، وخلائق، قال سفيان الثوري: عند ابن لهيعة الأصول، وعندنا الفروع، وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة.

 

وجاء في الأثر عن ابن مسعودٍ قال لرسول الله: "هذا رأس عدوِّ الله أبي جهلٍ، فقال عليه السلام: ((الله أكبر، هذا فرعوني وفرعون أمتي، كان شره علي وعلى أمتي أعظم من شر فرعون على موسى وأمته))، ثم نفَّلني سيفه"[12].

 

والظاهر أن الرسول شبه أبا جهل بفرعون؛ لمعرفة الصحابة به من ناحيتين..

الأولى: ورود ذكره في القرآن.

والثانية: أن الاسم كان مشتهرًا عندهم قبل نزول القرآن.

 

"فكلمة فرعم معروفة عند العرب؛ ففي دولة معين اليمنية كانت هناك ضرائب، ومن ضمنها "ضريبة دعيت، بـ: "فرعم"؛ أي: "فرع"، وضريبة عرفت بـ: "عشرم"؛ أي: "عشر".. وفي "قانون أصدره وأمر به شهر هلال بن ذرأ كرب ملك قتبان لشعب قتبان وذي علشن ومعين وذي عثتم أصحاب أرض شدو"، وقد نظم هذا القانون واجبات هذه الشعوب الأربعة في كيفية استغلال الأرض... وقد حدد هذا الأمر الوقت الذي يجب فيه على المزارعين تنفيذ التزاماتهم فيه، فذكر أنه من أول شهر "ذو فرعم" "ذو فرع" إلى السادس من "ذي فقهو"، يحب دفع الضرائب يومًا فيومًا، وشهرًا فشهرًا، ويرى "رودوكناكس" أن شهر "ذو فرعم" هو الشهر الأول من السنة عند زراع قتبان، وأن شهر "ذو فقهو" هو الشهر الأخير من السنة، وعلى هذا التقويم الذي يستند إلى الزراعة والبذر والحصاد كانت تدفع الضرائب"[13].

 

نلحظ هنا أن فرعم اسم ضريبة عربية، وكذلك اسم لشهر عربي قديم.. وهو "اسم من أسماء الشهور الزراعية"، "ويعد شهر - فرعم - الشهر الأول من السنة الزراعية؛ حيث تزهر الأشجار، وتظهر الأوراق، وتختلف هذه السنة عن سِنِي التقويم الرسمي الذي تسير عليه الحكومة في جباية استحقاقها من حاصل الزرع"[14].

 

ثم هو اسم لأحد ملوك سبأ، وهو "فرعم يهنب (أي: فارع ينهب) في حدود سنة: 130 ق.م[15]. وهو ملك له شهرة كبيرة، وقيل: إنه هو الذي "وضع أساس الحكم والملك في منطقة تقع غرب مأرب... ويرى "فون وزمن" أن الملك "فرعم ينهب" "فرع ينهب" "فارع ينهب" "الفارع ينهب" هو الملك الوحيد الذي نعرفه في هذا العهد"[16].

 

كذلك "هناك ملك يدعى فرعم بن مقرم" "فرع بن مقر" "الفارع بن مقر" وهو من عشيرة "عقبان"[17].


"ويرى - فون وزمن - أن الملك - يصدق إيل فرعم شرح عت بن معد إيل سلحن -، هو الملك - يصدق إيل فرعم ملك أوسان ابن معد إيل - نفسه، فالاسمان إذًا في نظره لمسمى واحد..

 

وعثر على اسم ملك آخر من ملوك أوسان، هو - يصدق أل فرعم شرح عت (عثت) بن ودم - (يصدق إيل فرع - الفارع - شرح عثت بن ود)، ورد لمناسبة تقديمه نذرًا.. ويظهر أن - يصدق إيل فرعم - هو غير - يصدق إيل فرعم شرح عثت - كما يتبين ذلك من اختلاف صورتي التمثالين"[18].

 

هذا بعض ما ورد في بعض كتب الأقدمين عن اسم فرعون أو فرعم أو فرعان، والأمثلة في ذلك أكثر من أن تحصى.

 

ثانيًا: المعنى الحقيقي والفعلي لفرعون.

مر معنا أن اسم فرعان أو فرعون كان معروفًا لدى العرب، وأنهم استعملوه في مملكة سبأ القديمة في جنوب اليمن، وهي مملكة معاصرة لاستعمال اللقب ذاته في مصر.. وكان يسمى "فرعم".. كما كان هذا الاسم مشهورًا عند القدماء المصريين حتى يسميه الله به..

 

وللعرب حكم شتى في اختيار الأسماء، ولهم دلالات غاية في الأهمية.. فهم يسمون: أسد وأوس - أي الذئب - وخزرج - أي الريح الباردةـ وأسامة، وعنترة، وصخر، وشديد، وجبل، والورد وغيرها من الأسماء ذات الدلالة الواضحة للمعاني؛ لأن لهم اعتقادًا راسخًا أن الاسم له تأثير في صاحبه، وكما قيل: لكل صاحب اسم من اسمه فتوحات؛ لذلك كانت العرب تسمي العبيد بأسماء حسنة؛ كبلال، ورباح، وسعيد، وتسمي أبناءها بما ذكر آنفًا.

 

وإنما يأتي المسمى لدلالة على شيء ما يرجى حصوله؛ فالذي يسمي ولده أسامة يرجى منه أن يكون مثل الأسد في قوته وشجاعته وهكذا.. ولذلك - وعلى سبيل الاستطراد - كان الحصان وسيلة الحرب عند العرب ولم يكن الفيل أو الحمار.

 

فما هي الدلالة التي يرجوها الوالد حين يسمي ولده فرعان أو فرعون؟

هذه الدلالة تظهر جلية في هذا الحديث المذهل الذي رواه أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى في مسنده، قال: حدثنا عمرو بن الضحاك، حدثنا أبي، أخبرنا عبدالحميد بن جعفرٍ قال: سمعت أبا الجهم القواس، يحدث أبي، وكان رجلًا فارسيًّا ثقيل اللسان، وكان من أصحاب أبي هريرة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يظهر معدنٌ في أرض بني سليمٍ، يقال له: فرعون أو فرعان، وذلك بلسان أبي الجهم قريب من السواء، يخرج إليه شرار الناس، أو يحشر إليه شرار الناس))[19].

 

وفي رواية أخرى: ((يقال له: فرعون وفرعان)).

وروى الحاكم قال: أخبرنا غيلان بن يزيد الدقاق، بهمدان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياسٍ، حدثنا ابن أبي ذئبٍ، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، قال: "سمعت عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما، يقول: تخرج معادن مختلفةٌ، معدنٌ منها قريبٌ من الحجاز، يأتيه من شرار الناس، يقال له: فرعون، فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم"[20].

 

وعن ابن أبي ذئبٍ، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، قال: سمعت عبدالله بن عمرٍو، يقول: "تخرج معادن مختلفةٌ، معدنٌ فيها قريبٌ من الحجاز، يأتيه شرار الناس، يقال له: فرعون ذهب، يذهب إليه شرار الناس، فبينما هم يعملون فيه إذ حسر لهم عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم"[21].

 

والمعادن: المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض؛ كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك.. وشرار الناس هم الكفار، وهذا ما ابتلي به المسلمون اليوم من جلبهم للأوربيين والأمريكان إلى بلادهم العربية لاستخراج معادنها وخيراتها، ولا مانع في إتيان المسلم تلك المعادن إذا أتاها لطلب المعيشة، وفيها استصلاح الرعية لما يكون لبيت المال، كما أنه لا بأس بنبش قبور هؤلاء طلبًا للمال.

 

ووصفهم بشرار الخلق؛ لأنهم لم يأتمروا بتركها؛ لأنه يلزم على حضورها والتزاحم عليها حدوث الفتن التي تؤدي إلى الهرج والقتل، ورغم ذلك وفي نهاية الأمر يؤول الجميع إلى الحرمان، فلا يكون لأحد؛ لأنه كما في الحديث: (إذ خسف به وبهم).

 

بداية:

تأمل هذا: ((معدنٌ في أرض بني سليمٍ، يقال له: فرعون أو فرعان)).. فالنبي يخاطب أصحابه باسم معروف لديهم، هذا أولًا.

ثانيًا: يتضح لنا جليًّا أن اسم فرعون هو اسم لمعدن، فما هو هذا المعدن؟!

إجابة هذا التساؤل في الأحاديث الواردة في الباب واضحة تمامًا، هذا المعدن هو الذهب قولًا واحدًا لا خلاف فيه.

 

فيأتي اسم فرعون ضمن قائمة الأسماء التي تختص بالذهب، مثل: العسجد، الزيتون، الزبرج، الكبريت، الأخاضر، الصفراء، الصفر، الزخرف، والهبرى، الذهب، الخالص، والزرياب، الذهب أو ماؤه معرب، الأصفران، الذهب والزعفران.

 

وأعتقد أن هذا المعنى لا يتفرد به الذهب دون غيره؛ فالسيف والحصان، والأسد والجمل، والنسر والصقر، والفضة والنحاس، والجنة والنار، والقيامة كل أولئك لهم عدة أسماء، فليست خصيصة أن يتفرد الذهب ويكون له أكثر من اسم.

 

فالمعدن المسمى بفرعون ها هنا هو الذهب، والذي يثبت ذلك رواية عبدالله بن عمرٍو السابقة، "يقال له: فرعون ذهب"، وجميع الشواهد والآثار تؤكد أن المقصود بمعدن بني سليم أنه الذهب، والحديث واضح الدلالة في أن هذا المعدن اسمه فرعون..

 

وكل الدلائل والقرائن وجميع أحاديث النبي واضحة الدلالة في حصر هذا المعنى في الذهب، وكلها تشير إلى أن المقصود بهذا المعدن إنما هو الذهب.. وفي الرواية: "فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب".. ولكن لماذا تم حصر معنى هذا المعدن في الذهب؟

 

عند مسلم عن أبي حازمٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارقُ فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدَعونه فلا يأخذون منه شيئًا))[22].

 

وفي الحديث عن عبدالرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن رجلٍ من بني سليمٍ، عن جده: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بفضةٍ، فقال: ((ما هذا؟))، فقال: هذا من معدنٍ، فقال: ((ستكون معادن يحضرها شرار الناس))[23].

 

وعن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقطعةٍ من ذهبٍ كانت أول صدقةٍ جاءته من معدنٍ، فقال: ((ما هذه؟))، قالوا: صدقةٌ من معدنٍ لنا، فقال: ((إنها ستكون معادن، وسيكون فيها شر خلق الله عز وجل))[24].

 

وعن سعيد بن سمعان، قال: سمعت أبا هريرة، يخبر أبا قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يبايع لرجلٍ ما بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابًا لا يعمر بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه))[25].

 

وكنز الكعبة ذهب خالص كما هو مشهور، وذكر الفضة فيما سبق؛ لأنها من المعادن التي فيها نفع للناس، ولكنها لا تختص بشيء من المعنى ها هنا.

 

وكنز بني سليم تمهيد لظهور ذهب الفرات، إذ يسبق انحسار الفرات عن جبل الذهب ظهور معدن الفرعون أو الفرعان في أرض بني سليم، فخروج هذا المعدن الحجازي المسمى فرعون هو علامة سابقة للانحسار، ولأن الناس ستتقاتل عليه، والناس لا تتقاتل إلا على الذهب؛ لذلك سماه الرسول فرعون.

 

ومما لا شك فيه أن كل مؤمن يعتقد بأن نهر الفرات سينحسر عن جبل من ذهب يتقاتل عليه الناس؛ فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن سهيلٍ عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبلٍ من ذهبٍ، يقتتل الناس عليه، فيُقتَل من كل مائةٍ تسعةٌ وتسعون، ويقول كل رجلٍ منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو))[26].

 

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بعدم أخذ شيء من هذا الجبل، كما عند الإمام مسلم من حديث عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الفرات أن يحسر عن جبلٍ من ذهبٍ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا))[27].

 

وفي رواية عن روح عن سهيلٍ بهذا الإسناد نحوه، وزاد فقال أبي: "إن رأيته فلا تقربنه".. وظهور هذا المعدن هو العلامة السابقة لظهور جبل الذهب.

 

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الفرات أن يحسر عن كنزٍ من ذهبٍ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا))[28]، وفي رواية عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، إلا أنه قال: ((يحسر عن جبلٍ من ذهبٍ)).. فتأمل هنا لفظة جبل، والاكتشاف المذهل الذي نقصده ها هنا هو علاقة فرعون بالذهب (علاقة الصفة بالموصوف).

 

مما سبق يتبين لها أن أصل كلمة فرعون ودلالتها إنما انبثقت من مسمى معدن الذهب، وبهذا - ولأول مرة - نعرف المعنى الحقيقي لكلمة فرعون! ولكن لماذا سمي الذهب باسم فرعون؟

معلوم من استقراء الحال أن لكل جنس من أجناس المخلوقات سيدًا؛ فسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وسيد الحيوانات الأسد، وسيد الطيور العُقـاب، وهو الذي تسميه العربُ: الكاسر، وهو الذي قال عنه العرب: يتغذى في العراق، ويتعشى في اليمن، وسيد البحار: القرش، وقيل: الأوركا، ومعناه يعود إلى اللغة اليونانية بـ: (قاتل من الجحيم)، وهو نوع من الحيتان.. فما هو سيد المعادن؟

سيد المعادن دون نزاع هو هذا المعدن الطاغي المهيمن على كل المعادن، إنه هذا الذي أذل الجبابرة، وأحنى جباه القياصرة، هو الذي أسماه الفراعنة - الذين عثروا عليه في مناجم البحر الأحمر - لحم الآلهة.. وهو المهيمن على عقول البشر، واقتصاد الدول، والمتحكم في قلوب الناس، وهو المعدن الأكثر شهرة في الروايات الحديثية التي بشر فيها رسول الله أنه سيظهر في آخر الزمان، وما من معدن سيتقاتل الناس عليه مثلما يتقاتلون عليه... إنه الذهب، باعث الطغيان في النفوس بعد الضعف.

 

فما هي العلاقة بين فرعون الاسم ومعدن الذهب؟

كما قلنا: إن الآباء يطلقون على أبنائهم أسماء ذات معان ودلالات واضحة، عسى أن يتصف بها هذا الولد، وأملًا أن يكون له نصيب منها، مثل الذي يسمي ولده إبراهيم، آملًا أن يتصف ولده بالرحمة كسيدنا إبراهيم، ومعناه (أب رحيم)، أو محمدًا، آملًا أن يكون ولده أكثر الناس حمدًا لربه، أو جبلًا، أو أوسًا، فعلى سبيل المثال هنا ولتقريب المعنى نأخذ اسم حمزة:

وهو اسم من أسماء الأسد، ومعناه الشديد الحازم في أمره.. فتعالَ معي لنعلم صفات الاسم:

• شديد في الحق، ولا يخشى في الله لومة لائم.
• لا يظهر مشاعره مع ما يحمله قلبه من رقة.
• نشيط في صغره، ويشتكى من فرط حركته أبواه.
• هادئ ومتزن في كبره.
• ذو شأن عالٍ بين أقرانه.

 

إذا أردنا أن نطبق هذا على حمزة رضي الله عنه، وجدنا جميع ما سبق يتطابق كاملًا بين الاسم وصفاته ومدلوله، إذًا فقد وفق عبدالمطلب لمراده الذي تمناه في صفات ولده.. كذلك الذي سمى ولده فرعون أو فرعان كان يأمل أن يتصف ولده بما للذهب من صفات معروفة عند القدماء، مثل طول العمر، أو أن يكون لولده هذه السيطرة والهيمنة التي للذهب؛ فالذهب هو المعدن الوحيد الذي يزداد بريقًا كلما ظل في باطن الأرض، وهو المعدن غير القابل للفساد.. وهو المسيطر على كل المعادن، كما أن فرعان - اسم جبل - فالحاصل أن يكون المسمى قصد به أن يكون كالجبل في شموخه وقوته، وعلوه ورسوخه، أو يكون مسيطرًا ومهيمنًا على كل من حوله، أو أن يكتب له الخلود، وهذا الذي حدث بالضبط لفرعون؛ قال تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ [يونس: 92].. وهكذا يظل يذكر اسمه آية خالدًا الدهر، كما اعتقد الفراعنة أن المعدن نفسه يضفي على من يحمله أو يتحلى به صفات الصحة، والخلود، أو طول البقاء، ونجد أن معنى كلمة هاتور أحد

 

الشهور تعني الذهب.. ومن هنا جاءت عناية القدماء بالذهب الذي كانوا يبعثون البعثات إلى الأقطار النائية لجلبه، واحتفالهم به، ودفنه مع الموتى، والذي ثبت لي من خلال بحثي هذا أن هناك إجماعًا عالميًّا على أن معظم حكام مصر أرسلوا بعثات لاستخراج ذهب سيناء، حتى في عصرنا هذا وجدوا الذهب مدفونًا في أرض الفيروز.

 

"وقد دهشنا قبل سنوات عندما اكتشف قبر توت عنخ آمون، ورأينا مقدارًا عظيمًا من الذهب، ولكن هذا الفرعون لم يكن شاذًّا في وفرة الذهب؛ فإن جميع الفراعنة منذ الأسرة الأولى، بل جميع النبلاء، كانوا يضعون الذهب في القبور؛ لأنه الوسيلة إلى الخلود، وهذه القداسة التي نسبت إلى الذهب أيام الفراعنة قد انحدرت إلى الأمم القديمة، بل بقيت منها أثارة حتى في القرون الوسطى حين اختلط البحث عن إكسير الحياة بالبحث عن إحالة المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة، والذهب بالطبع في رأسها، وهذا الاختلاط يؤيد قدم العقيدة في قداسة الذهب، وأنه معدن الآلهة، والسبيل إلى الخلود.. وكذلك كان الهنود القدماء مثل المصريين القدماء، لم يكونوا يطلبون الذهب من أجل الزينة والنقد كما يطلب الآن، بل كانوا يعزون إليه صفات قيمة أكبر عندهم وألصق بحياتهم من قيمته عندنا.

 

كان القدماء من الهنود يصفون الذهب في كتبهم التي لا تزال تقرأ في اللغة السنسكريتية المنقرضة بأنه خالد، وأنه متولد من النار، وأنه يعيد الشباب، ويطيل الحياة، ويكثر النسل، وهو النار والنور والخلود معًا.. وهذه الصفات لم يخترعها الآريون المهاجرون إلى الهند، وإنما هم أخذوها عن الفراعنة"[29].

 

ومن كثرة الذهب في مصر أنشؤوا بيتًا اسمه "برنوب" - أي بيت الذهب - "حيث كان يخزن احتياطي الذهب الحكومي... وهذا الذهب كانت الحكومة تجمعه، إما باستثمار المناجم، أو من الجزية التي كانت تدفعها البلاد المشمولة بحماية مصر... وعلى أية حال، فإن الذهب كانت له مكانة عظيمة في الحياة الاجتماعية في عهد الأسرة الخامسة؛ إذ نشاهد في نقوش معبد الملك سحو رع أنه كان يوزع أشياء من الذهب على موظفيه"[30]، وللذهب خرائط كثر في أيدي النصارى، وفي الأديرة والكنائس، وفي أيدي الرهبان..

 

يقول د/ سليم حسن: "وأقدم خريطة في العالم هي الموجودة الآن في متحف تورين، رسمت على ورق بردي، وقد ظهر عليها مواقع مناجم الذهب في الصحراء الشرقية، ويرجع تاريخها إلى عصر الملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشرة"[31].

 

ولقد "اهتدى المصريون القدماء إلى طرق تشكيل المعادن في وقت مبكر، وعند بداية عصر الأسرات كانت وسائل التعدين والصقل قد تطورت، كما بدأ البحث عن المعادن خارج حدود مصر، وكان أهم المعادن الموجودة بمصر في ذلك الوقت هو الذهب، وكان يستخدم بالإضافة إلى الأعمال الترفيهية في الفنون والصناعات كسلاح دبلوماسي فعال في عصر الدولة الحديثة، وكانت أهم مناجم الذهب بمصر في ذلك الوقت توجد بالصحراء الشرقية، ويشهد على ذلك آثار مناجمه المنتشرة بين النيل والبحر الأحمر"[32].

 

والذهب هو عصب الحياة، وصانع الحضارات؛ ولذلك حرص اليهود على أن يكون بأيديهم، لا بيد غيرهم.. وقد جاء في البروتوكول الثالث: "وسنخلق أزمة اقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في قبضتنا، وبمساعدة الذهب الذي هو كله في أيدينا"[33].

 

وجاء في البروتوكول الثاني والعشرين:

"في أيدينا تتركز أعظم قوة في الأيام الحاضرة، وأعني بها الذهب، ففي خلال يومين تستطيع أن تسحب أي مقدار منه من حجرات كنزنا السرية.. أفلا يزال ضروريًّا لنا بعد ذلك أن نبرهن على أن حكمنا هو إرادة الله؟ هل يمكن - ولنا كل هذه الخيرات الضخمة - أن نعجز بعد ذلك عن إثبات أن كل الذهب الذي ظللنا نكدسه خلال قرون كثيرة جدًّا لن يساعدنا في غرضنا الصحيح للخير؛ أي: لإعادة النظام تحت حكمنا؟

 

إن هذا قد يستلزم مقدارًا معينًا من العنف، ولكن هذا النظام سيستقر أخيرًا[34].

 

وقالت اليهود: "وأظنكم تعرفون أن العملة الذهبية كانت الدمار للدول التي سارت عليها؛ لأنها لم تستطع أن تفي بمطالب السكان، ولأننا فوق ذلك قد بذلنا أقصى جهدنا لتكديسها وسحبها من التداول"[35].

 

وقالت اليهود: "يجب أن توضع تحت أيدي اليهود - لأنهم المحتكرون للذهب - كل وسائل الطبع والنشر والصحافة والمدارس والجامعات والمسارح وشركات السينما ودورها والعلوم والقوانين والمضاربات وغيرها...

 

وأن الذهب الذي يحتكره اليهود هو أقوى الأسلحة لإثارة الرأي العام، وإفساد الشبان، والقضاء على الضمائر والأديان والقوميات ونظام الأسرة، وإغراء الناس بالشهوات البهيمية الضارة، وإشاعة الرذيلة والانحلال، حتى تستنزف قوى الأمميين استنزافًا، فلا تجد مفرًّا من القذف بأنفسها تحت أقدام اليهود...

 

وضع أسس الاقتصاد العالمي على أساس الذهب الذي يحتكره اليهود، لا على أساس قوة العمل والإنتاج والثروات الأخرى، مع إحداث الأزمات الاقتصادية العالمية على الدوام؛ كيلا يستريح العالم أبدًا، فيضطر إلى الاستعانة باليهود لكشف كروبه، ويرضى صاغرًا مغتبطًا بالسلطة اليهودية العالمية"[36].

 

"وينبغي التركيز على المنافسة في المجتمع، وعلى تصعيد الصراع الطبقي، ليجري الجميع نحو الذهب الذي لا بد أن اليهود سيحتكرونه.

 

الشعب اليهودي تحركه القسوة والرغبة في شرب الدماء؛ ولذا فهم يعملون بالتجارة، خصوصًا تجارة الذهب"[37].

 

ظهور معدن بني سليم في عصرنا.


والمعجزة النبوية التي تحققت في عصرنا الحالي الذي نعايشه واقعًا ملموسًا هي اكتشاف هذا المعدن الآن في أرض بني سليم[38].

 

من ناحية أخرى:

قصد بالاسم الطغيان والسيطرة والهيمنة؛ لأن معدن الذهب هو المعدن الطاغي في مصر القديمة، وفي كل بلدان العالم، فكان من الكثرة والانتشار أنه كان بيد جميع الناس غنيهم وفقيرهم.. "ومن كثرة الذهب في مصر كانت تسمى أرض الأحلام - أوفيرـ"[39].

 

كما أن فرعون هو الحاكم المصري الوحيد الذي دانت له ممالك الشرق، وبهذا كان مهيمنًا على كل من حوله.. وبهذا يتضح المغزى المراد والمقصود بهذه التسمية - فرعان أو فرعون.

 

إن المتأمل في الآيات المقترنة بفرعون من ناحية الصفات جميعها تدل على الطغيان؛ فطابق الوصف الموصوف، وكان له نصيب وافر من دلالة اسمه..

 

قال تعالى: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 24]، [النازعات: 17].

 

وقال تعالى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 43].

 

وذكر ربنا قول موسى وهارون عليهما السلام: ﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ﴾ [طه: 45].

 

وقال سبحانه: ﴿ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [يونس: 83].

 

والعلوُّ سببه الطغيان، والعكس صحيح، والطغيان سببه الذهب أو المال: ﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا ﴾ [يونس: 88]، فهذا الطغيان يسري في النفس، خاصة إذا كان الشخص من ﴿ الْمُسْرِفِينَ ﴾.

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [القصص: 4].. والعلو والفساد لا سبب لهما إلا الذهب؛ قال تعالى: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 4 - 7].

 

والمعلوم تاريخيًّا أن كل علو لبني إسرائيل اقترن بفساد ولا ريب.. اللهم إلا فترة نبي الله سليمان عليه السلام، الذي كان الذهب عنده كالرمال عندنا، وقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الدخان: 30، 31].

 

حتى الملأ أخذوا صفات حاكمهم فقالوا: ﴿ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى ﴾ [طه: 64].. فلفظة الطغيان تناسب هنا المعنى اللفظي لفرعون والمعنى الدلالي معًا؛ ولهذا السبب سمي فرعون بفرعون؛ لأنه طغى على كل من حوله.

 

ولماذا الذهب معدن طاغٍ؟

تأمل معي:

1 - الذهب ثالث شهوة ذكرها رب العزة بعد النساء والبنين، فقال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14].

 

2 - وهو المعدن الذي لو قبل الله أن يفتدي به أحد من عذاب جهنم، لكان هو: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى ﴾ [آل عمران: 91].

 

3 - وهو المعدن الأكثر حرصًا على كنزه لدى الإنسان: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34].

 

4 - وهو أول حلية من حَلْيِ الجنة: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 31].

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾ [الحج: 23].

 

وقال تعالى: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾ [فاطر: 33].

 

5 - وهو المعدن الذي طلبه الكافرون دليلًا على صدق النبوة: ﴿ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ﴾ [الزخرف: 53]، فلماذا كان اختيار الفراعنة للذهب دون غيره من المعادن ومصر واحة ملأى بكثيرٍ من المعادن؟

 

6 - وصحاف أهل الجنة ذهب: ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الزخرف: 71].

 

والخلاصة:

نجد أن الطغيان هو الصفة الملازمة لفرعون، وهي أنسب صفة تناسب اسم فرعون كاسم علم وصفة للمعدن.. فتصبح دلالة المعنى وفحواه مطابقة ومناسبة للاسم.. كما أن دلالة اسم محمد مقترنة لمعنى اسمه وفحواه، كذلك اقتران حياة يوسف عليه السلام بمعنى اسمه ومطابقة ذلك مطابقة عجيبة، وأيضًا معجزات موسى التي كان معظمها مقترنًا بمعنى اسمه.. وهكذا دواليك.

 

ففرعون كما الذهب طاغٍ على مَن حوله، مسيطر على من هو دونه، مهيمن على الكل بإنفاذ أمره بالعبودية، ومن الناس من عبَدَ فرعون على الحقيقة، كما عبد الناسُ الذهبَ على الحقيقة؛ فعن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إن أُعطي رضي، وإن لم يُعْطَ لم يَرْضَ))[40].

 

وهكذا نثبت ها هنا معنى فرعون كما بينا؛ لأنه لا يجوز شرعًا أن يخاطب الله الناس بلفظ مجهول؛ فإما أن يكون الله خاطب الناس بلفظ هو في ذاكرتهم من القرون الأولى؛ أي: وجود مثال سابق.. أو خاطبهم بغير مثال سابق مع بيان المعنى المراد، وكلا الأمرين حدث، وكلاهما سائغ شرعًا وعرفًا.. وبذلك نكون قد وصلنا أخيرًا إلى معنى فرعون، وأساسه ومصدره الذي حير العلماء والباحثين كل هذه القرون؛ فالحمد والمنة لله رب العالمين.



[1] نقلًا من كتاب: لعنة الفراعنة رؤية شرعية؛ للكاتب.

[2] المفصل في تاريخ العرب، 2/ 531 - 535، بتصرف.. تقديم وتأخير. [2] عيون الأخبار، أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة، ط2/ 1996م: 1/ 76.

[3] نهاية الأرب في فنون الأدب، مصدر سابق: 19/ 60 - 61.

[4] معجم ما استعجم، باب الفاء والراء: 3/ 1021، نقلًا من: المكتبة الشاملة الإصدار الثالث.

[5] تاج العروس، مصدر سابق: 5/ 540.

[6] حسن المحاضرة، مصدر سابق: 1/ 33.

[7] تاج العروس من جواهر القاموس، مصدر سابق: 21/ 493.. وانظر توضيح المشتبه: 7/ 82، والإصابة في تمييز الصحابة: 5/ 386، واسمه: منازل بن فرعان بن الأعرف السعدي التميمي من بني نزال بن مرة، شاعر ابن شاعر.

[8] توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم، ابن ناصر الدين، شمس الدين محمد بن عبدالله بن محمد القيسي الدمشقي، مؤسسة الرسالة - بيروت - ط1/ 1993م، تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي: 7/ 81 - 82، بتقديم وتأخير طفيف.

[9] الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، الأمير الحافظ علي بن هبة الله أبي نصر بن ماكولا، اعتنى به الأستاذ/ نايف العباسي، دار الكتاب الإسلامي - دون سنة طبع: 7/ 203.

[10] جمل من أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، حققه وقدم له: د. سهيل زكار، د. رياض زركلي، دار الفكر للطباعة والنشر - بيروت ـ، ط1/ 1417ه - 1996م: 12/ 346ـ 347.. وهناك اختلاف في الأصل في شطر البيت الثاني؛ إذ ورد هكذا.. ثمانية مثل الصقور، وأربعًا. والباقي مثله..

[11] رواه يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبدالله بن أبي بكر أو غيره، عن عكرمة، عن ابن عباس، ورواه ابن إدريس، وجرير بن حازم، عن ابن إسحاق، عن عبدالله بن أبي بكر، ورجل آخر عن عكرمة، عن ابن عباس، ورواه: أحمد، والطبراني، وابن أبي شيبة، من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة، وأبو إسحاق مدلس، ولم يصرح بالسماع، ورواه: ابن إسحاق معلقًا، ومن طريقه: الطبري في التاريخ، والبيهقي في الدلائل، انظر: المسند (6/ 124ـ شاكر)، المعجم الكبير (9/ 83)، المصنف (14/ 374)، السيرة النبوية (2/ 335)، والمفصل في شرح حديث من بدل دينه فاقتلوه، لعلي بن نايف الشحود.

[12] المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، مصدر سابق: 2/ 110، 2/ 212 - 213.

[13] السابق: 8/ 445، وينظر إلى: صبح الأعشى: 2/ 369، نهاية الأرب: 3/ 156 (حسب مصدر المنقول عنه).

[14] السابق: 2/ 348 - 351. [15] نفسه: 2/ 384 - 423، هكذا الأرقام بالترتيب.

[15] نفسه: 2/ 457.

[16] السابق: 2/ 499 - 500.

[17] حديث صحيح: رجاله ثقات معروفون غير أبي الجهم، وفي الباب عن عبدالله بن عمر مرفوعًا أخرجه الطبراني في الصغير 1/ 153، وفي الأوسط: "3556"، والخطيب في التاريخ 8/ 246، 247، وعبدالله بن عمرو بن العاص موقوفًا أخرجه نعيم بن حماد في الفتن 2/ 611، والحاكم في المستدرك 4/ 458، والحديث صحيح بشواهده، وانظر: إتحاف الجماعة: 2/ 182 - 184، والسلسلة الصحيحة: حديث رقم: "1885"، ورواه أبو يعلى في مسنده (6421)، و6390 بترقيم إرشاد الحق الأثري، المجلد السادس، ط1/ 1408ه - 1988م.. مؤسسة علوم القرآن (بيروت)، ودار القبلة للثقافة الإسلامية (جدة)، وذكره الحافظ أحمد بن إسماعيل البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7513).. قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 4 / 506: ورجاله ثقات معروفون، غير أبي الجهم القواس. وقال شيخنا العلامة/ إبراهيم بن عبدالله شاهين: حديث صحيح وله شواهد.. وذكره الهيثمي في: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (3/ 78)، باب: في الركاز والمعادن (4416)، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.

قلت [أبو شعيب]: ولهذا الحديث شواهد ومتابعات كثيرة جدًّا يرتقي بها لدرجة الصحيح.. وقوله: (وكان رجلًا فارسيًّا ثقيل اللسان)؛ أي: إن أبا الجهم في لسانه عيب في النطق.

[18] حسن؛ رواه الحاكم في المستدرك (4/ 458 - 8415): هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، قال الذهبي في التلخيص: صحيح، والمروزي في الفتن (1694) من حديث ابن وهب عن ابن أبي ذئب عن قارظ بن شيبة عن أبي غطفان، ونعيم بن حماد في الفتن باب: الخسف والزلازل والرجفة والمسخ.

قال الألباني: موقوف ضعيف.. ورجاله كلهم ثقات معروفون، غير غيلان بن يزيد الدقاق، فلم أعرفه، فإن ثبتت عدالته وحفظه لما يرويه، أو توبع من ثقة - فالسند صحيح؛ السلسلة الضعيفة (6141)، ويبقى النظر في متنه الموقوف، هل هو في حكم المرفوع أم لا؟ ورأيي أن الأمر محتمل، ولكن فيه نكارة من ناحيتين:

الأولى: أنه قد صح مختصرًا من حديث ابن عمر وغيره، وهو مخرج في "الصحيحة" (4/ 506/ 1885).

والأخرى: أن الخسف المذكور فيه يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات..)) الحديث؛ أخرجه مسلم (8/ 174)، وابن ماجه (4046)، وابن حبان (6656 - 6660)، وأحمد (2/ 306 و 332) من حديث أبي هريرة، والبخاري (7119)، وأبو داود (4313 و 4314) من طريق أخرى عن أبي هريرة مختصرًا نحوه، دون جملة الاقتتال، وزادا - وهو رواية لمسلم -: ((فمن حضره، فلا يأخذ منه شيئًا))، ثم أخرجه مسلم وأحمد (5/ 139 و 140)، والطبراني (1/ 168/ 537)، وابن حبان أيضًا (6661) من حديث أبي بن كعب مرفوعًا نحوه، أتم منه، ففي هذين الحديثين الصحيحين: ذكر الاقتتال دون الخسف، فهو منكر، والله سبحانه وتعالى أعلم.. والصحيح أن الأثر حسن؛ فقارظ بن شيبة الليثي المدني، قال فيه النسائي: لا بأس به، وهذه الرواية تشهد لرواية أبي هريرة المتقدمة عند أبي يعلى الموصلي.

وفرعان: بضم الفاء، وتسكين الراء، وفتح العين على وزن فعلان، وهو جبل بين المدينة وذي خشب يتبدى فيه الناس؛ (معجم ما استعجم 3/ 1021).

[19] حديث موقوف، رواه نعيم بن حماد المروزي في الفتن، باب: الخسف والزلازل والرجفة والمسخ (1694).

[20] مسلم (1013 )، باب: الترغيب في الصدقة قبل ألا يوجد من يقبلها، والترمذي (2208)، ما جاء في أشراط الساعة.

[21] صحيح قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 4 / 506: أخرجه أحمد (5 / 430 )، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل؛ فإنه لم يسمَّ، وللحديث شاهد يرويه أبو يعلى في مسنده، وشاهد آخر من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات، وهو مخرج في "الروض النضير" (506 )، وجملة القول أن الحديث صحيح بشاهديه المذكورين، وانظر حديث رقم: 3625 في صحيح الجامع.. ورواه ابن أبي عاصم الشيباني في الآحاد والمثاني، باب: ورجال من بني سليم لم يسموا، (1430)، والبيهقي في دلائل النبوة، باب ما جاء في إخباره بكون المعادن، وابن أبي شيبة في مسنده... قال الشيخ/ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف؛ لإبهام الرجل من بني سليم وجده.

وقال المناوي في الفيض: قال الهيثمي: فيه راوٍ لم يسمَّ، وبقية رجاله رجال الصحيح.

[22] رواه الطبراني في الكبير - بقية مسند عبدالله بن عمر - (حديث رقم: 35،111،841)، والأوسط - من اسمه حاتم - (3532)، والصغير باب من اسمه حاتم (426).. قال الطبراني: لم يروه عن سعير إلا عاصمٌ، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 246) - وأبو الفضل الزهري في حديثه (2/ رقم 555)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص181).

[23] رواه الطبراني في الكبير - بقية مسند عبدالله بن عمر - (حديث رقم: 35،111،841)، والأوسط - من اسمه حاتم - (3532)، والصغير باب من اسمه حاتم (426).. قال الطبراني: لم يروه عن سعير إلا عاصمٌ، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 246) - وأبو الفضل الزهري في حديثه (2/ رقم 555)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص181).

قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح".. ورواه البيهقي في دلائل النبوة، باب: ما جاء في إخباره بكون المعاد، والأصبهاني في أخبار أصبهان (800).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى تظهر معادن كثيرة، لا يسكنها إلا أراذل الناس))؛ رواه الطبراني في "الأوسط"، قال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفه"، وروى عبدالرزاق في مصنفه، باب المعادن، عن رجل، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه قال: "لتظهرن معادن في آخر الزمان، يخرج إليها شرار الناس".

[24] قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد، ورجاله ثقات، وفي الصحيح بعضه.

وقال الشيخ/ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سعيد بن سمعان؛ فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة.

[25] رواه مسلم (2894)، باب: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبلٍ من ذهبٍ، وأبو داود (4316)، باب: حسر الفرات عن كنزٍ، وابن ماجه (4046)، باب: أشراط الساعة، والترمذي (2570)، وأحمد في مسنده.

[26] رواه مسلم (2894)، باب: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبلٍ من ذهبٍ.

[27] رواه البخاري (7119)، باب خروج النار.

[28] انظر: مصر أصل الحضارة، مصدر سابق: ص37، بتصرف طفيف، لم تنقل الفقرات بالترتيب.

[29] موسوعة مصر القديمة، مصدر سابق، 2/ 24 - 25، بتصرف طفيف للغاية.

ملحوظة: يوجد في مصر 120 منجم ذهب، أشهرها وأكبرها منجم السكري، وهو ثالث أكبر منجم في العالم، ويوجد أيضًا منجم حمش ودنجاش، اللذان أخذت حق استخراج الذهب منهما شركة مصرية مملوكة لـ: هشام الحاذق وجمال مبارك وشريك إسرائيلي.

ومنجم السكري هو منجم ذهب ضخم، يقع في منطقة جبل السكري الواقعة في صحراء النوبة (جزء من الصحراء الشرقية)، 30 كم جنوبي مرسى علم في محافظة البحر الأحمر المصرية، وهو مرشح لأن يحتل مرتبة بين أكبر ١٠ مناجم ذهب على مستوى العالم، تستغله - شركة السكري - وهي شركة مشتركة ما بين هيئة الثروة المعدنية (وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية) و - سنتامين مصر - التي يملكها رجل أعمال مصري (ومركز الشركة أستراليا)، بعدما استحوذت على الشركة المستغلة سابقًا "الشركة الفرعونية لمناجم الذهب".

قلت [أبو شعيب]: لاحظوا اسم الشركة جيدًا.

ويعتبر منجم مصر الأول للذهب في العصر الحديث، ولهذه الصناعة مجال للتوسع في مصر، كما أن مصر كانت معروفة قديمًا كمصدر للذهب (تأملوا)، وتُظهر إحدى أقدم الخرائط المتوفرة منجمًا في ذات الموقع؛ نقلًا من: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

[30] موسوعة مصر القديمة، مصدر سابق، 2/ 191.

[31] كنوز الفراعنة (مدخل لدراسة مصر القديمة)، ت. ج. هـ. جيمز، ترجمة: د. أحمد زهير أمين، مكتبة الأسرة (مهرجان القراءة للجميع) ط1/ 1999م، ص40.

[32] الخطر اليهودي (بروتوكولات حكماء صهيون)، ترجمة: محمد خليفة التونسي، مكتبة دار التراث - القاهرة - ط2 (دون سنة طبع )، ص173، وراجع نسخة فكتور مارسدن؛ فإنها مهمة للغاية.

[33] الخطر اليهودي، دار الكتاب العربي - بيروت، ط4/ (دون سنة طبع )، ص207.. وجاءت هذه الفقرة في كتاب جذور البلاء هكذا: "يتركز الذهب، وهو أعظم قوة في العصر الحاضر، بأيدينا.. ألا يحق لنا بعد كل ما كسبناه عبر الأجيال أن يساعدنا هذا السلاح على الوصول إلى أهدافنا في حكم العالم، ولن نحتاج إلا إلى القليل من العنف لإقرار السلام النهائي تحت راية صهيون"؛ نقلًا من: جذور البلاء، عبدالله التل، ط1/ 1390ه - 1971م، دار الإرشاد - بيروت -، ص 273 - 274.

[34] الخطر اليهودي، دار الكتاب، مصدر سابق: ص199.

[35] الخطر اليهودي، طبعة دار التراث، مصدر سابق: ص44.

[36] الخطر اليهودي، طبعة دار التراث، مصدر سابق: ص44.

[37] موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، للدكتور عبدالوهاب المسيري، نقلًا من: المكتبة الشاملة، الإصدار الثالث.

[38] أرض بني سليمٍ أو مهد الذهب (وتعرف أيضًا بالمهد)، وقديمًا كانت تعرف باسم (معدن بني سليم)، هي إحدى محافظات منطقة المدينة المنورة، وتقع في الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة المدينة المنورة على بعد (170) كلم تقريبًا حاليًّا.. وتعتبر المهد أكبر محافظات المدينة المنورة مساحة؛ حيث تبلغ مساحتها الكلية (25.2) ألف كم، ويقدر عدد سكان المحافظة بـ: 63 ألف نسمة، وتتبع المهد أكثر من 154 قرية وهجرة، من أشهرها: السويرقية، صفينة، ثرب، الصعبية، الرقابية، العمق، المندسة، الجريسية، القويعية، المويهية، الصلحانية، الحمنة، هجرة نبيع، أم الرجوم، النبيعية، وغيرها، يتقاطع بالقرب من المهد مدار السرطان مع درب زبيدة المعروف تاريخيًّا، وهو يبدأ من العراق، وينتهي في مكة المكرمة.

وأثبتت النظائر المشعة لمخلفات التعدين في محافظة مهد الذهب أنها تعود لــ 961 ق.م، وهذا ما يتفق مع فترة نبي الله الملك سليمان، وقد أعيد نشاط التعدين فيها في العهد العباسي، أما البعثة العثمانية فقد أقر خبراؤها بوجود الذهب، لكن تركوا مهمة التعدين؛ لأنهم وصفوها بالمستحيلة في ظل انعدام المياه في هذه المنطقة، وكانت بداية تأسيس محافظة مهد الذهب هي تجمع بعض أفراد القبائل في الجهة الشمالية لمنجم الذهب؛ حيث كانوا يعملون باليومية في المنجم، وكانت أجرتهم عبارة عن بعض المواد الغذائية؛ كالسكر والشاي وخلافه، بالإضافة إلى الأجرة النقدية، وكان ذلك في حد ذاته عامل جذب؛ إذ إن المنطقة لا توجد بها مقومات الحياة الاستيطانية؛ كالآبار العذبة، أو العيون الجارية، وكونت تلك التجمعات ما يعرف بالمهد القديم قبل الانتقال للجهة الشرقية من المنجم، حيث تم توزيع الأراضي وتقسيم المخططات، وكان ذلك متزامنًا مع نهوض شامل في جميع مدن ومحافظات المملكة، وطفرة في السكان والمال، أما بالنسبة للمهد القديم فهو الآن عبارة عن أطلال من الصفيح والأخشاب.. بها منجم مهد الذهب الذي عرف في العصور القديمة بمعدن سليم، وقد استغل هذا المنجم أيضًا في عهد الملك عبدالعزيز، وقد افتتح المنجم بشكله الحالي في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، وكان ذلك في عام 1403هـ، وفي عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح في محافظة مهد الذهب أكبر منجم نحاس في الشرق الأوسط، ويقدر مخزون النحاس حتى الآن بسبعة ملايين طن نحاس قابلة للزيادة.. وتدرس شركات سعودية الجدوى الاقتصادية في منطقة أم الدمار التعدينية في محافظة مهد الذهب بعد أن اكتشف الجيولوجيون مخزوناتٍ من الذهب، ويتوقع أن يضاف منجم أم الدمار إلى المشاريع التعدينية في محافظة مهد الذهب.. كما أن أكثر من نصف مبيعات السعودية من البترول تمر بهذه المحافظة متمثلة في خط أنبوب النفط الذي يقطع هذه المحافظة من الشرق إلى الغرب بمسافة تزيد عن 200 كم، ويمر بقرى ثرب والمندسة والضميرية وحزرة، ومصدر هذه الأنابيب مضخات النفط في مدينة بقيق، ووجهتها إلى ميناء ينبع المطل على البحر الأحمر؛ (نقلًا من: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، وانظر: النسخة الإلكترونية من صحيفة الرياض، اقرأ هذا المقال: "المحافظة الذهبية" مهد الذهب.. تحتضن أكبر منجم في الشرق الأوسط، وتزخر بتاريخ حافل منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم).

[39] راجع مادة الذهب من كتاب معجم الحضارة: 165 - 167.

[40] حديث صحيح، رواه البخاري "2886" في الجهاد: باب: الحراسة في الغزو في سبيل الله، و"6435" في الرقاق: باب: ما يتقى من فتنة المال، وابن ماجه "4135" في الزهد: بابٌ في المكثرين، والبيهقي في السنن الكبرى، باب: في فضل الجهاد في سبيل الله (18968)، وباب: من خرق أعراض الناس يسألهم أموالهم وإذا لم يعطوه إياها شتمهم (21680)، والبغوي "4059"، ورواه الطبراني في المعجم الكبير، مسند أبي هريرة (422)، والبزار في مسنده (8120).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قصة موسى مع فرعون
  • الفرعونية: صفاتها ونهايتها
  • الفرعونية والقابلية للاستخفاف
  • رسالة إلى فرعون
  • موسى وفرعون وكلام الله في نصيحة العمر
  • القول بأن جثة فرعون بالأهرامات بمصر كذب وباطل
  • سحرة فرعون وزوجته وماشطة ابنته (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الشعر الحر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اكتشاف يؤكد أن عيسى عليه السلام لم يصلب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • قراءات اقتصادية (51) المعرفة وثروة الأمم قصة اكتشاف اقتصادي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • تجربتي مع تصحيح البحوث واكتشاف السرقات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الآثار النفسية بعد اكتشاف الخيانة الزوجية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف أستعيد ثقة زوجتي بعد اكتشافها خيانتي؟(استشارة - الاستشارات)
  • دور الأمهات في اكتشاف مواهب الأبناء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الموهوبون: صفاتهم وطرق اكتشاف الموهبة وفن التعامل معهم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مدرس اللغة العربية واكتشاف موهبتي الشعرية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اكتشاف مركز المدينة المدورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
8- إلى شيخنا إبراهيم شاهين
أبو شعيب - مصر 23-11-2015 09:13 AM

جزى الله خيراً شيخنا إبراهيم شاهين فقد كان له فضل كبير بعد الله تعالى في مناقشتي معه لهذا الأمر.. وبارك فيه وفي علمه وأثابه الله عني كل خير.. فله في صفات العرب محاضرات رائعة.. نفع الله به وحفظه وراعاه.

7- لن أجعلك تنتظر كثيراً فأنا أحبك في الله.
أبو شعيب - مصر 07-11-2015 02:58 PM

أولاً : فأما قولك: كل ما سألتُ عنه ليس له جواب فيما كتبتَ وإنما فيما ستكتبُ....! الخ
فإليك هذا......
فقد سألت قائلاً: هل كان لسان فرعون موسى هو العربي.؟
فقلت لك: نعم لسان فرعون موسى هو اللسان العربي ( الفصيح وليس لساناً آخر ).
وأنت تقول هنا : فإنه كان لزاما عليكم أستاذنا بيان المعنى المذهل في أي لغة هو؟.
والواضح أيضاً أن المعنى المذهل من لغة العرب. وليست من أي لغة أخرى ( فلا أدري كيف أرد بعد هذا؟ )
وأنت قلت: هل لفظة فرعون في لسان أهل مصر تعني الذهب ...... هل يعني فرعون الذهب ؟
فرددت قائلاً: أنه اسم من أسماء الذهب ( بلغة العرب.. وأما بلغة مصر وادي النيل فلا يُعرف له تفسيراً وهذا حاصل كلام جل مؤرخي الإسلام).
وأنت قلت: ما مصدر تلك القاعدة وما استمدادها ؟ وأعنى قاعدة أن لكل إنسان من اسمه نصيب ؟ وهل تزعم اطرادها ؟
فقلت: لا أستطيع أن أقول أنها قاعدة مطردة بل هي في الغالب الأعم ولو راجعت كثيراً من أسماء العرب وجدتها هكذا .. وهي كلمة لابن القيم رحمه الله .. وأضيف أنها ليست قاعدة بل يستمد معرفتها من كثرة التأمل في صفات ومدلولات الأسماء.
وأنت قلت: ما المشكلة لديك في عجمة الاسم ؟
فقلت: ليست لدي مشكلة فالاسم ليست به عجمة؛ لأن الاسم عربي قح وليس أعجمياً. كان معروفاً عند العرب بل وتسمو به.. واسمه موافق تماماً بل وينسجم مع عتوه وكفره واستكباره، ولم يرد عني أنني أريد أن أنفي عنه تلك الصفات بل أريد إثباتها تماشياً مع معنى اسمه.
فقولك: كل ما سألتُ عنه ليس له جواب فيما كتبتَ وإنما فيما ستكتبُ....!هل يعني ذلك أن جواب سؤالاتي في مقالك القادم؟.
فلا أدري عن أي سؤال سألته ولم أجب ؟ أو لعل إجاباتي غير مقنعة ( لا أدري )؟
ثانياً: سأرسل إليك كتابي لعنة الفراعنة رؤية شرعية .. لتتابع تسلسل الموضوع (الطبعة المنقحة).
ثالثاً: عنوان المقال هو نفس العنوان المقتبس من الكتاب ولم استطع تغيره.
رابعاً: واضح أن المعنى المذهل هو هذا الذي بينته في المقال من خلال حديث صحيح..
وهذا المعنى المذهل هو الذي لم يتكلم عنه أحد من العلماء ولا ربطه بالمعنى المذكور لا علماء متقدمين ولا معاصرين..
وأما أمر التزكية فلا أزكي نفسي والله أعلم ببواطن الأمور وإن كنت ترى ذلك وأنه مخالف للشرع فقل لي اسم استبدل به عنوان المقال في الكتاب ( على الرحب والسعة ).
خامساً: كلمة أكذوبة مصر الواردة في القرآن لا تُحمل فقط على أن القرآن به أكاذيب وحاشى لله أن أقول ذلك ولا قصدته ولكن القصد اسم مصر التي نعرفها هي الأكذوبة.. والعنوان ممكن تغيره بآخر إذا كان هذا الفهم الصحيح وأنه المتبادر إلى الذهن أو أن اللغة لا تحتمل غيره.. فالقصد أن مصر الواردة في القرآن ليست هي مصر وادي النيل (تلك هي الأكذوبة).
سادساً : وأما قولك: وما مصر في القرآن إلا مصر التي يعرفها الناس وما خاطب الله الناس في القرآن إلا بما يعرفون.
فأقول: هل هذا القول هو رأيك الشخصي أم هو خلاصة الآراء العلمية عن دراسة عميقة ومتأنية واستيعاب للأماكن التي تحرك فيها الأنبياء( تأمل) وتقصي للحقائق التاريخية والشرعية كاملة ؟ أم هو تعصب لبلادنا مصر؟ أم هو اتباع للمصادر المعرفية والمعلوماتية للشائع العام وللثقافة والمعرفة المتداولة دون بحث ودراسة؟. كما تقول ( التي يعرفها الناس)؟ فأي ناس تقصد؟؟
فإن كنت تقصد العلماء .. فأقوال العلماء فيها اضطراب ولا ترجيح فيها لقول على آخر..
وإن كنت تقصد عوام الناس ( الجماهير ) فهؤلاء تبع للعلماء .
وقد صدقت حين قلت: وما خاطب الله الناس في القرآن إلا بما يعرفون...
فهل مصر وادي النيل مما كان يعرفه الناس بأن هذه البقعة بعينها اسمها مصر ـ فهذا فيه اضطراب كثير جداً وخلاف لم يحسم بعد ـ أم تقصد مصر التي دمرها الله ومحيت آثارها فلم يبقى منها شيء ـ وهذا مما لا يعلمه كثير من الناس ـ واتبعنا منهج اليهود في الأخذ منهم حسب كتابهم التوراة نابذين نحن حقائق التاريخ الواردة في القرآن والتي تخالف جميع هذه التواريخ التي قرأناها ونقرأها كل يوم( الأمر يطول في ذلك جداً ). قبل أن ترد عليك أن ترجع إلى المصادر المتاحة في ذلك.. فتاريخنا القديم كله أو أكثره يا شيخ أحمد مزيف ( أخرج منه تاريخ الإسلام – وحتى في التاريخ الإسلامي هناك بعض الزيف ).
سابعاً: من قال أن اختيار الأسماء من لطائف كلام العرب؟ ومن قال أنها من جنس التفاؤل؟ فما التفاؤل في جحش وحمار وذئب وأسد فأي تفاؤل في اسم قبيلة كاملة تحمل اسم كلب؟ هل لوفائه مثلاً؟!! أو قبيلة تحمل اسم جحش!! هل لصغره في الحجم؟ فأي لطيفة في ذلك؟ وأي ذوق وإحساس عال هذا من هؤلاء العرب الخلص؟
لكن الأمر سيدي كما قيل لأعرابي: إنكم تحسنون أسماء عبيدكم، فتقولون: سعداً وسعيداً وفضلًا، وتسيئون أسماء أبنائكم فتسمونهم: مُرة وكلبًا وصخرًا، فقال: لأننا نسمي أبناءنا لأعدائنا ليكونوا في نحورهم، ونسمي موالينا (أو عبيدنا) لنا.
أبناءنا سميناهم لكم وعبيدنا سمناهم لنا ( فهل تجد هذه قاعدة) وتأمل هذا جيداً.. وهذا كثير جداً في العرب.
وعند القلقشندي. صبح الأعشى في صناعة الإنشا. قال:
كان من عادة العرب أن يختاروا لأبنائهم من الأسماء ما فيه البأس والشدّة ونحو ذلك، كـ "محارب ومقاتل ومزاحم ومدافع" ويختاروا لمواليهم ما فيه من معنى التفاؤل، كـ "فرح ونجاح وسالم" وما أشبهها، ويقولون: "أسماء أبنائنا لأعدائنا، وأسماء موالينا لنا" وذلك أن الإنسان أكثر ما يدعو في ليله ونهاره مواليَه للاستخدام من دون أبنائه، فإنه إنَّما يحتاج إليهم في وقت القتال ونحوه. وهذا هو الغالب في أسماء العرب "المنقولة عمَّا يدور في خزانة خيالهم، ممَّا يخالطونه ويجاورونه إما من الحيوان المفترس، كأسد ونمر، وإما من النبات كنبت وحنظلة، وإما من الحشرات كحية وحنش، وإما من أجزاء الأرض كفهر وصخر ونحو ذلك، والغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروهِ الأسماء ككلب وحنظلة ومرّة وضرار وحرب وما أشبه ذلك، وتسمية عبيدهم بمحبوب.. ونحو ذلك ما حكي أنه قيل لأبي الدقيش الكلابي لِمَ تسمون أبناءكم بشرّ الأسماء، نحو كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح، فقال: إنَّما نسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا، يريد أن الأبناء مُعدّة للأعداء، فاختاروا لهم شرّ الأسماء، والعبيد معدّة لأنفسهم، فاختاروا لأنفسهم الخير.
سابعاً: أكذوبة مصر الواردة في القرآن ليست مقالاً ولكنه كتاب لم انتهي منه بعد.
جزاك الله خيراً على حسن المتابعة.

6- إزالة الحيرة
أبو شعيب - مصر 07-11-2015 08:01 AM

أولاً: ليس هناك تعسف في تعريب الاسم.. فاسم فرعون اسم عربي يعرفه العرب من قديم وقد اشتهر تقريباً في دولة سبأ.. ثم من قال أنه محرف إلى فرعان .. إنما جاء اسم فرعان للدلالة على أن العرب يعرفون اسم فرعان وفرعم وفرعون ولم أحرفه من فرعون إلى فرعان.
وأنت تعلم شيخنا الحبيب أن الله يخاطب الناس إما على مثال سابق يعرفونه أو على غير مثال سابق لم يعرفوه أو يفهمونه فهماً خطأ .. فلما تبين أن الله خاطب العرب بلفظة فرعون ولم يبين في القرآن معناه ولم تأت السنة شارحة له علم أنه كان مشتهراً بينهم.
ثانياً: يعلم الله أنني قد عنيت نفسي كثيراً وكثيراً جداً يا شيخنا ونظرت في معظم المعاجم التي أتيحت لي ( وأنت تحتاج إلى أن أرسل إليك الكتاب كاملاً ).
وقلت في الكتاب: ونحن نجد في قواميس اللغة حتى اليوم أن كلمة فرع القوم: أي علاهم بالشرف أو بالجمال ـ وبالرياسة، والفرس باللجام كبحه، وفلان القوم ركبهم وعلاهم، (وفرع كل شيء: أعلاه، ومن القوم :شريفهم، والمال الطائل المعد)، والفارع أحد أعوان الشيطان وجمعها فرعة.
وذكرت أن كلمة فرعون تصغير (فرعو) في العربية القديمة، و(فارع) في العربية الحديثة وتعني وكيل الملك وكيل السلطان وليست لقباً لملك مصر وادي النيل..
ثالثاً: وأما بخصوص المعدن فالتعويل على الحديث الوارد فيه ما هو المعدن الذي سيتقاتل الناس عليه؟ وصفات هذا المعدن.
لابد أن تكون هناك علاقة بين الدال والمدلول.
على سبيل المثال : أسماء الأنبياء لها من معناها ودلالتها الشيء الكثير لو تأملتها كيحي وموسى وإبراهيم ومحمد عليهم السلام .. ولم تكن أسماء عبثية أو مجردة من المعنى الدال عليها.. أو أنها أسماء جميلة التركيب.. لا بالطبع.. كذلك فرعون له مدلول لغوي لابد أن يبثق منه .. فهل تعرف أحد من العلماء عرف ذلك؟ كل ما قالوه أنه لقب .. وجميع المعاني التي قالوها لا تمت إلى معناه كبرعو أو التمساح بلفظة القبط (المصريين القدماء). وبناء على ذلك أو على هذا المعنى فإن الله يخاطب الناس بما لا يعلمون..!!
نقطة أخيرة : وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( يَظْهَرُ مَعْدِنٌ فِي أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ فِرْعَوْنُ أَوْ فِرْعَانُ، وَذَلِكَ بِلِسَانِ أَبِي الْجَهْمِ قَرِيبٌ مِنَ السَّوَاءِ، يَخْرُجُ إِلَيْهِ شِرَارُ النَّاسِ، أَوْ يُحْشَرُ إِلَيْهِ شِرَارُ النَّاسِ).. وفي رواية أُخرى: ((يُقَالُ لَهُ فرعونُ وفرعانُ)).

5- في انتظار المقال القادم
أحمد سرحان - مصر 06-11-2015 10:16 PM

أتعبتني والله يا أستاذي
كل ما سألتُ عنه ليس له جواب فيما كتبتَ وإنما فيما ستكتبُ....!
هل يعني ذلك أن جواب سؤالاتي في مقالك القادم؟
إذن...... فكان لزاما أن تبين ذلك ههنا حتى لا تتركنا في تلك الحيرة..... ثم إن عنوان مقالك "الاكتشاف المذهل في معنى كلمة فرعون"
فضلا عما في العنوان من تزكية ليس محلها مقال بحثي جاد...... فإنه كان لزاما عليكم أستاذنا بيان المعنى المذهل في أي لغة هو ..... ههنا وليس في مقال تال
قرع سمعي اسمه كالرصاص..... غفر الله لك
أكذوبة مصر الواردة في القرآن الكريم؟؟؟؟؟
هل تأملت في الكلمة جيدا أستاذي؟
أكذوبة واردة في القرآن الكريم؟
والله ما في القرآن من أكاذيب وما مصر في القرآن إلا مصر التي يعرفها الناس وما خاطب الله الناس في القرآن إلا بما يعرفون
لكن على كل حال ننتظر مقالك القادم الذي نتمنى ان تعيد النظر في اسمه
أما مسألة أن لكل انسان من اسمه نصيب فهي من لطائف الكلام وأدبه عند العرب الذين كاموا يتفاءلون بالكلام والألفاظ ..... وهم العرب الخلص الذوق واللسان لكنه في المجمل أمر لا دليل عليه ولا حكم له ...... مع حال اختلاف ألسنة الناس واختلاف أذواقهم. والله المستعان

4- ليست هناك حيرة
أبو شعيب - مصر 06-11-2015 02:39 AM

حياكم الله أخي الكريم
أحمد سرحان
بالنسبة للنقطة الأولى:
نعم لسان فرعون موسى هو اللسان العربي وتلك قضية هامة سوف أوضحها إن شاء الله في كتاب أكذوبة مصر الواردة في القرآن.
النقطة الثانية:
الحديث الوارد في هذا المعنى يؤكد ما ذهبت إليه أنه اسم من أسماء الذهب ( اسم معدن) والحديث صحيح.
ثم فرعون في لسان أهل مصر ( أي مصر .. هل هي مصر وادي النيل – التي لم ينزلها موسى ولا عرفها ولا عاش فيها )؟ أم مصر ( عسير) التي هي أساس قصة موسى وفرعون. وهي بلد في الحجاز فهي بلاد عربية .
فإذا كنت تقصد مصر وادي النيل فقد أجمع مؤرخي الإسلام ( ولا أعلم لهم مخالف) أن فرعون لا معنى له بلغة مصر ( القبط) ولا يعرفونه في لغتهم.. بل كل ما قالوه أنه لقب للوليد بن مصعب على اختلاف في الاسم.
وإن كنت تقصد مصر الواقعة في الجزيرة العربية فهي بالفعل تعني أحد أسماء الذهب.
النقطة الثالثة:
لا أستطيع أن أقول أنها قاعدة مطردة بل هي في الغالب الأعم ولو راجعت كثيراً من أسماء العرب وجدتها هكذا .. وهي كلمة لابن القيم رحمه الله وكما قيل:
وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد
وقال رحمه الله في تحفة المودود: الفصل التاسع في بيان ارتباط معنى الاسم بالمسمى
وقد تقدم ما يدل على ذلك من وجوه أحدهما قول سعيد بن المسيب ما زالت فينا تلك الحزونة وهي التي حصلت من تسمية الجد بحزن وقد تقدم قول عمر لجمرة بن شهاب أدرك أهلك فقد احترقوا ومنع النبي من كان اسمه حرباً أو مرة أن يحلب الشاة تلك التي أراد حلبها وشواهد ذلك كثيرة جداً فقل أن ترى اسماً قبيحاً إلا وهو على مسمى قبيح كما قيل
وقل ما أبصرت عيناك ذا لقب ... إلا ومعناه إن فكرت في لقبه.
والله سبحانه بحكمته في قضائه وقدره يلهم النفوس أن تضع الأسماء على حسب مسمياتها لتناسب حكمته تعالى بين اللفظ ومعناه كما تناسبت بين الأسباب ومسبباتها.. قال أبو الفتح ابن جني ولقد مر بي دهر وأنا أسمع الاسم لا أدري معناه فآخذ معناه من لفظه ثم أكشفه فإذا هو ذلك بعينه أو قريب منه.. فذكرت ذلك لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال وأنا يقع لي ذلك كثيرا وقد تقدم قوله أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وعصية عصت الله ورسوله ولما أسلم وحشي قاتل حمزة وقف بين يدي النبي فكره اسمه وفعله وقال غيب وجهك عني.
ثم قال:
وبالجملة فالأخلاق والأعمال والأفعال القبيحة تستدعي أسماء تناسبها وأضدادها تستدعي أسماء تناسبها وكما أن ذلك ثابت في أسماء الأوصاف فهو كذلك في أسماء الأعلام وما سمي رسول الله محمدا وأحمد إلا لكثرة خصال الحمد فيه ولهذا كان لواء الحمد بيده وأمته الحمادون وهو أعظم الخلق حمدا لربه تعالى ولهذا أمر رسول الله بتحسين الأسماء فقال حسنوا أسماءكم فإن صاحب الاسم الحسن قد يستحي من اسمه وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه وترك ما يضاده ولهذى ترى أكثر السفل أسماؤهم تناسبهم وأكثر العلية أسماؤهم تناسبهم وبالله التوفيق.
والأمر في ذلك يطول شيخنا الجليل كما لا يخفى عليك.
النقطة الرابعة:
ليست هناك مشكلة فالاسم ليست به عجمة، فالاسم عربي قح وليس أعجمياً وكان معروفاً عند العرب بل وتسمو به.. واسمه موافق تماماً بل وينسجم مع عتوه وكفره واستكباره، ولم يرد عني أنني أريد أن أنفي عنه تلك الصفات بل أريد إثباتها تماشياً مع معنى اسمه

3- حيرة مركبة
أحمد سرحان - مصر 05-11-2015 12:04 PM

قرأت المقال للمرة الثانية ..... وفعلا أدركت كم الجهد المبذول في جمع مادته وترتيبه وهذا ديدنك في الاجتهاد بارك الله فيك
لكنني لا زلت أشعر بالتعسف في تعريب لفظ فرعون الأعجمي ...... وتحريفه إلى فرعان ..... رغم أنه لم يذكر في القرآن إلا فرعون ومصحوبا بعلامات العجمة كمنعه من الصرف في كل موطن جاء فيه مجرورا ....ومنونا ... ولو عنيت نفسك يا سيدي الكريم بالنظر في بعض المعاجم لوجدت لفظ فرعان من مادة فرع وهي تدل في كل مشتقاتها على الكثرة والغزارة وفرع الشيء أي علا وطال وفرع قومه أي علاهم وجاهة وشرفا فهو فارع و فرعان وهي فروع وفارعة وليس فرعون....
وعاجز لا زلت عن إدراك فائدة كون اللفظ عربيا له من اسمه نصيب
ثم إن العلاقة بين الاسم وبين الذهب "نوب " بلسان الفراعنة أيضا أشعر فيها كأنك كسرت أضلاع فرعون
والمعدن في كلام العرب سيدي يطلق على كل ما يستخرج من باطن الأرض ويفرد أحيانا فيراد به الذهب كما في حديث النبي صلى الله عليه "" والمعدن جبار"" وأريد به الذهب وهذا كثير في كلام العرب

2- حيرة
أحمد سرحان - مصر 04-11-2015 12:47 PM

حياكم الله أستاذنا الكريم أبا شعيب
وهذا المقال مبذول فيه جهد كبير واضح فأعانك الله ووفقك
لكنني وقعت في حيرة من أمري بعد انتهائي من قراءة المقال وسبب حيرتي عدة نقاط
الأولى :
هل كان لسان فرعون موسى هو العربي ؟ أظن ذلك لازم كلامك .... أن يتسمى كبير القوم وملكهم ... بله ربهم وإلههم باسم من لسانهم ...... بين لي بورك فيك
الثانية :
هل لفظة فرعون في لسان أهل مصر تعني الذهب ...... هل يعني فرعون الذهب ؟
الثالثة :
ما مصدر تلك القاعدة وما استمدادها ؟ وأعنى قاعدة أن لكل انسان من اسمه نصيب ؟ وهل تزعم اطرادها ؟
الرابعة :
ما المشكلة لديك في عجمة الاسم ؟
هب اسمه شبعلص ....... هل ينفي ذلك ما ورد عنه من عتو وكفر واستكبار ؟

1- سقوط عرش برعو
أبو شعيب - مصر 22-10-2015 08:06 AM

بهذا التفسير يسقط التفسير المتدوال لمعنى الاسم أنه اشتق من كلمة برعو التي تعني البيت الكبير ؛ إذ لا رابط بينهما البتة..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب