• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

لوحات جمالية: أمراء للبيع

لوحات جمالية: أمراء للبيع
أ. صالح بن أحمد الشامي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/4/2015 ميلادي - 1/7/1436 هجري

الزيارات: 6226

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لوحات جمالية

"أمراء للبيع"


عنوان اختاره الرافعي لإحدى قصصه.

 

واختيار العنوان أمر مهم، فهو المادة التي تجذب القارئ وتشده، ثم هو بعد ذلك، إما أن يظل مشدوداً، وإما أن يفلت.. وذلك مرهون بمقدرة الكاتب ومهارته وإبداعه.

 

والرافعي واحد من أمراء البيان، الذي لا يحتاجون إلى إغراء القارئ، ذلك أن كلماته مضيئة بحد ذاتها، ما إن يلمحها المشاهد حتى ينجذب إليها، ثم ما تزال تصعد به وتحلق.. وإذا الصور والمعاني يتبع بعضها بعضاً شعراً، ترفع عن القافية لأن جرسه وموسيقاه أعلى من أن يخضع إلى الرتابة والحرف المكرور.

 

وما لنا؟ قد ذهب الحديث بنا، بعيداً عن العنوان، لنتحدث عن الرافعي علماً بأن هذا العنوان ليس من إبداع فكره ولا من وحي قلمه. إنه من صياغة العالم الفقيه العز بن عبدالسلام.

 

إن العزَّ لم يكن بصدد صياغة قصة يفتش لها عن عنوان، كما لم يكن ممن يهتم بتنميق الألفاظ وانتقائها، فلم يعمل فكره في الاختيار، ولكنها العفوية النابعة من الواقع.

 

إنها مجرد كلمات كان العز ينادي بها في السوق في ذلك اليوم الذي قام فيه يبيع الأمراء في المزاد.

 

إنها الحقيقة، لا الخيال، والواقع لا الوهم.. فقد بيع الأمراء..!!

 

أما كيف حدث ذلك.. فهو ما نتركه لقلم الرافعي ليسجل لنا الخبر، فالمعنى العظيم فينبغي أن يكتب بقلم كبير.. وعندها تكون الكلمات قوالب للمعنى، فهي ليست فضفاضة تشوهها المبالغات، وليست ضيقة، تعجز عن اتساع المعنى.. فإذا هي متمزقة لصغرها.

 

إنها لوحة، خطها العزّ واقعاً في الحياة، وجاء الرافعي فلفت النظر بقلمه إلى بعض مواطن الجمال فيها.

 

لوحة تأبى أن تدخل سوق المساومات، فهي ليست مما يباع ويشرى وليست مما يقتنى في المتاحف.. ثم يدخل عالم النسيان. ولكنها مشهد يستقر في القلوب وتخلده الأفئدة.

 

إنها خلاصة منهج صنع الرجال.. فصنعوها، لتكون مراكز إشعاع وإضاءة في تاريخ الإنسانية الطويل.

 

ونحن إذ نسوق هذه اللوحة تحت العنوان الذي اختاره الرافعي، فإنا نلفت النظر إلى أن الجمال كامن فيها، فهو في كل نقطة وكل خط وفي كل زاوية وكل ظل.. إنها بحاجة إلى التأمل ثم التأمل، والجمال لا يمل أبداً.

 

فإلى الرافعي قلماً، وإلى العز عملاً..

 

".... وما معنى علماء الشرع إلا أنهم امتداد لعمل النبوة في الناس دهراً بعد دهر، ينطقون بكلمتها، ويقومون بحجتها، ويأخذون من أخلاقها كما تأخذ المرآة النور: تحويه في نفسها وتلقيه على غيرها، فهي أداة لإظهاره وإظهار جماله معاً.

 

أتدري يا ولدي ما الفرق بين علماء الحق وعلماء السوء وكلهم آخذ من نور واحد لا يختلف؟ إن أولئك في أخلاقهم كاللوح من البلور: يُظهر النور نفسه فيه ويظهر حقيقته البلورية، وهؤلاء بأخلاقهم كاللوح من الخشب يظهر النور حقيقته الخشبية لا غير!

 

وعالم السوء يفكر في كتب الشريعة وحدها، فيسهل عليه أن يتأول ويحتال ويغير ويبدل ويظهر ويخفي، ولكن العالم الحق يفكر مع كتب الشريعة في صاحب الشريعة فهو معه في كل حالة يسأله ماذا تفعل وماذا تقول؟

قال الإمام: وما رأيت مثل شيخي سلطان العلماء عز الدين بن عبدالسلام، فقد كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شيئاً تصنعه طبيعته كما يصنع جسمه الحياة، فلا يبالي هلك فيه أو عاش، إذ هو في الدم كالقلب: لا تناله يد صاحبه، ولا يد غيره، ولم يتعلق بمال ولا جاه ولا ترف ولا نعيم، فكان تجرده من أوهام القوة لا تغلب، وانتزع خوف الدنيا من قلبه فغمرته الروح السماوية التي تخيف كل شيء ولا تخاف، وكان بهذه الروح كأنه تحويل وتبديل في طباع الناس، حتى قال الملك الظاهر بيبرس وقد رأى كثرة الخلق في جنازته حين مرت تحت القلعة: الآن استقر أمري في الملك، فلو أن هذا الشيخ دعا الناس إلى الخروج عليَّ لانتزع مني المملكة!.

 

وكان سلطانه في دمشق الصالح إسماعيل، فاستنجد بالإفرنج على الملك نجم الدين أيوب سلطان مصر، فغضب الشيخ وأسقط اسم الصالح من الخطبة وخرج مهاجراً، فأتبعه الصالحُ بعضَ خواصه يتلطف به ويقول له: ما بينك وبين أن تعود إلى مناصبك وما كنت عليه، وأكثر مما كنت عليه إلا أن تتخشع للسلطان وتقبل يده. فقال له الشيخ: يا مسكين! أنا لا أرضى أن يقبل السلطان يدي! أنتم في واد وأنا في واد!

 

ثم قدم إلى مصر في سنة 639، فأقبل عليه السلطان نجم الدين أيوب وتَحَفَّى به وولاه خطابة مصر وقضاءها، وكان أيوب ملكاً شديد البأس لا يجسر أحد أن يخاطبه إلا مجيباً، ولا يتكلم أحد بحضرته ابتداء، وقد جمع من المماليك الترك ما لم يجتمع مثله لغيره من أهل بيته، حتى كان أكثر أمراء عسكره منهم، وهم معروفون بالخشونة والبأس والفظاظة والاستهانة بكل أمر. فلما كان يوم العيد صعد إليه الشيخ وهو يعرض الجند ويظهر ملكه وسطوته، والأمراء يقبلون الأرض بين يديه، فناداه الشيخ بأعلى صوته ليسمع هذا الملأ العظيم: يا أيوب! ثم أمره بإبطال منكر انتهى إلى علمه في حانة تباع فيها الخمر، فرسم السلطان لوقته بإبطال الحانة واعتذر إليه.

 

فحدثني الباجي قال: سألت الشيخ بعد رجوعه من القلعة وقد شاع الخبر، فقلت: يا سيدي، كيف كانت الحال؟.

قال: يا بني، رأيته في تلك العظمة فخشيت على نفسه أن يدخلها الغرور فتبطره فكان ما باديته به.

قلت: أما خفته؟.

قال: يا بني، استحضرت هيبة الله تعالى فكان السلطان أمامي كالقط. ولو أن حاجة من الدنيا كانت في نفسي لرأيته الدنيا كلها، بيد أني نظرت بالآخرة فامتدت عيني فيه إلى غير المنظور للناس، فلا عظمة ولا سلطان ولا بقاء، ولا دنيا، بل هو لا شيء في صورة شيء.

 

نحن يا ولدي مع هؤلاء كالمعنى الذي يصحح معنى آخر، فإذا أمرناهم، فالذي يأمرهم فينا هو الشرع لا الإنسان، وهم قوم يرون لأنفسهم الحق في إسكات الكلمة الصحيحة أو طمسها أو تحريفها، فما بد أن يقابلوا من العلماء والصالحين بمن يرون لأنفسهم الحق في إنطاق هذه الكلمة وبيانها وتوضيحها؛ فإذا كان ذلك فههنا المعنى بإزاء المعنى، فلا خوف ولا مبالاة ولا شأن للحياة والموت.

 

وإنما الشر كل الشر أن يتقدم إليهم العالم لحظوظ نفسه ومنافعها، فيكون باطلاً مزوَّراً في صورة الحق، وههنا تكون الذات مع الذات، فيخشع الضعف أمام القوة، ويذل الفقر بين يدي الغني، وترجو الحياة لنفسها وتخشى على نفسها، فإذا العالم من السلطان كالخشبة البالية النخرة حاولت أن تقارع السيف!

 

كلا يا ولدي! إن السلطان والحكام أدوات يجب تعيين عملها قبل إقامتها، فإذا تفككت واحتاجت إلى مسامير دقت فيها المسامير، وإذا انفتق الثوب فمن أين للإبرة أن تسلك بالخيط الذي فيها إذا هي لم تخزه؟.

 

إن العالم الحق كالمسمار؛ إذا أوجد المسمار لذاته دون عمله كفرت به كل خشبة.

 

قال الإمام تقي الدين: وطغى الأمراء من المماليك وثقلت وطأتهم على الناس، وحيثما وجدت القوة المسلطة المستبدة جعلت طغيانها واستبدادها أدباً وشريعة، إلا أن تقوم بإزائها قوة معنوية أقوى منها، ففكر شيخنا في هؤلاء الأمراء وقال: إن خداع القوة الكاذبة لشعور الناس باب من الفساد؛ إذ يحسبون كل حسن منها هو الحسن، وإن كان قبيحاً في ذاته ولا أقبح منه، ويرون كل قبيح عندها هو القبيح، وإن كان حسناً ولا أحسن منه.

 

وقال: ما معنى الإمارة والأمراء؟ وإنما قوة الكل الكبير هما عناد الفرد الكبير، فلكل جزء من هذا الكل حقه وكله، وكان ينبغي أن تكون هذه الإمارة أعمالاً نافعة قد كبرت وعظمت فاستحقت هذا اللقب بطبيعة فيها كطبيعة أن العشرة أكثر من الواحد، لا أهواء وشهوات ورذائل ومفاسد تتخذ لقبها في الضعفاء بطبيعة كطبيعة أن الوحش مفترس.

 

وفكر الشيخ، فهداه تفكيره إلى أن هؤلاء الأمراء مماليك، فحكم الرق مُسْتصْحَبٌ عليهم لبيت مال المسلمين، ويجب شرعاً بيعهم كما يباع الرقيق!!.

 

وبلغهم ذلك فجزعوا له وعظم فيه الخطب عليهم، ثم احتدم الأمراء وأيقنوا أنهم بإزاء الشرع لا بإزاء القاضي ابن عبد السلام.

 

وأفتى الشيخ أنه لا يصح لهم بيع ولا شراء، ولا زواج ولا طلاق ولا معاملة، وأنه لا يصحح لهم شيئاً من هذا حتى يباعوا ويحصل عتقهم بطريق شرعي!.

 

ثم جعلوا يتسببون إلى رضاه؛ ويتحملون عليه بالشفاعات، وهو مصرٌّ لا يعبأ بجلالة أخطارهم، ولا يخشى اتسامه بعداوتهم، فرفعوا الأمر إلى السلطان، فأرسل إليه، فلم يتحول عن رأيه وحكمه.

 

واستشنع السلطان فعله، وحنق عليه وأنكر منه دخوله فيما لا يعنيه، وقبح عمله وسياسته وما تطاول إليه، وهو رجل ليس له إلا نفسه وما تكاد تصل يده إلى ما يقيمه، وهم وافرون وفي أيدهم القوة ولهم الأمر والنهي.

 

وانتهى ذلك إلى الشيخ الإمام فغضب ولم يبال بالسلطان ولا كبر عليه إعراضه، وأزمع الهجرة من مصر، فاكترى حميراً أركب أهله وولده عليها ومشى هو خلفهم يريد الخروج إلى الشام. فلم يبعد إلا قليلاً نحو نصف بريد حتى طار الخبر في القاهرة، ففزع الناس وتبعوه لا يختلف منهم رجل ولا امرأة ولا صبي، وصار فيهم العلماء والصلحاء والتجار والمحترفون، كأن خروجه خروج نبي من بين المؤمنين به؛ واستعلنت قوة الشرع في مظهرها الحاكم الآمر من هذه الجماهير، فقيل للسلطان: إن ذهب هذا الرجل ذهب ملكك.

 

فارتاع السلطان، فركب بنفسه ولحق بالشيخ يترضاه ويستدفع به غضب الأمة، وأطلق له أن يأمر بما شاء، وقد أيقن أنه ليس رجل الدينار والدرهم والعيش والجاه ولبس طيلسان العلماء كما يلصق الريش على حجر في صورة الطائر.

 

ورجع الشيخ وأمر أن يعقد المجلس ويجتمع الأمراء وينادي عليهم للمساومة في بيعهم، وضرب لذلك أجلاً بعد أن يكون الأمر قد تعالمه كل القاهرة ليتهيأ من يتهيأ للشراء والسوم في هذا الرقيق الغالي!!

•      •     •


وكان من الأمراء المماليك نائب السلطنة، فبعث إلى الشيخ يلاطفه ويسترضيه، فلم يعبأ الشيخ به، فهاج هائجه وقال: كيف يبيعنا هذا الشيخ وينادي علينا وينزلنا منزلة العبيد ويفسد محلنا من الناس ويبتذل أقدارنا ونحن ملوك الأرض؟ وما الذي يفقد هذا الشيخ من الدنيا فيدرك ما نحن فيه؟ إنه يفقد ما لا يملك، ويفقد غير الموجود، فلا جرم لا يبالي ولا يرجع عن رأيه ما دام هذا الرأي لا يمر في منافعه، ولا في شهواته، ولا في أطماعه، كالذي نراهم من علماء الدنيا، أما والله لأضربنه بسيفي هذا، فما يموت رأيه وهو حي.

 

ثم ركب النائب في عسكره وجاء إلى دار الشيخ واستل سيفه وطرق الباب، فخرج ابنه عبد اللطيف ورأى ما رأى، فانقلب إلى أبيه وقال له: انج بنفسك، إنه الموت، وإنه السيف، وإنه وإنه..

 

فما اكترث الشيخ لذلك ولا جزع ولا تغير، بل قال له: يا ولدي، أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله.

 

وخرج لا يعرف الحياة ولا الموت، فليس فيه الإنساني بل الإلهي، ونظر إلى نائب السلطنة وفي يده السيف، فانطلقت أشعة عينيه في أعصاب هذه اليد فيبست ووقع السيف منها.

 

وتناوله بروحه القوية، فاضطرب الرجل وتزلزل وكأنما تكسر من أعصابه فهو يرعد ولا يستقر ولا يهدأ.

 

وأخذ النائب يبكي ويسأل الشيخ أن يدعو له، ثم قال: يا سيدي، ما تصنع بنا؟

قال الشيخ: أنادي عليكم وأبيعكم.

• وفيم تصرف ثمننا؟

• في مصالح المسلمين.

• ومن يقبضه.

• أنا.

 

وكان الشرع هو الذي يقول (أنا) فتم للشيخ ما أراد. ونادى على الأمراء واحداً واحداً، واشتط في ثمنهم، لا يبيع الواحد منهم حتى يبلغ الثمن آخر ما يبلغ، وكان كل أمير قد أعد من شيعته جماعة يستامونه ليشتروه..

 

ودُمغ الظلم والنفاق والطغيان والتكبر والاستطالة على الناس بهذه الكلمة التي أعلنها الشرع:

أمراء للبيع.. أمراء للبيع...

 

خاتمة في التربية الجمالية في الإسلام:

نصل مع هذه النماذج إلى نهاية هذا الجزء، بل إلى نهاية هذه الدراسة. وقد تم لنا - بحمد الله تعالى - من خلال الأجزاء الثلاثة رسم مخطط متكامل للظاهرة الجمالية في الإسلام. وهي دراسة جديدة في بابها، أمكن بها الكشف عن القواعد العامة، كما تم ربط الفروع بالأصول.. كل ذلك مع ربط لهذه الظاهرة بالمنهج ربطاً كاملاً.

 

فقد أثبتنا في الجزء الأول، أن الجمال حقيقة قائمة في أصل الخلق، وأن رصيده في النفس الإنسانية كبير، وأنه دليل من أدلة العقيدة، ينساب إلى النفس دون عوائق، وأنه ظاهرة عامة شاملة تدخل ميدان الظاهر والباطن والشكل والمضمون، ثم حددنا السمات الأساسية للجمال وخلصنا بعد ذلك إلى وضع «التصور الكلي للظاهرة الجمالية».

 

وبهذا كان مدار الجزء الأول هو البرهان على وجود الظاهرة، وبيان أصالتها، وارتباطها الوثيق بالمنهج.

 

وكان الجزء الثاني تطبيقاً لقواعد هذه الظاهرة في الميادين الثلاثة: الطبيعة والإنسان والفن.

 

وكان التطبيق منهجياً، لم يجنح إلى الخيال، ولم يذهب إلى سفسطة القول. كما كان في الوقت نفسه دراسة مقارنة يستطيع القارئ من خلالها تكوين فكرة عن الفارق الكبير بين «ظاهرة الإسلام الجمالية» الأصيلة، وبين «علم الجمال» الملفق الذي لا يستند إلى قيم صحيحة أو أصول ثابتة على الأقل.

 

وكان الجزء الثالث بياناً للجانب الجمالي في التربية الإسلامية، فكان استكمالاً للظاهرة وبرهاناً على عمومها وشمولها.

 

وبما أن هذه الدراسة - بهذا الشكل المتكامل - هي محاولة أولى في هذا الباب، فربما جانبها الصواب بعض الأحيان.. وربما ستر النسيان بعض الجوانب فلم يتناولها البحث.. وربما.. ولكن فتح الطريق أمر شاق، وجهد كبير.

 

ولا يسعنا في نهاية المطاف إلا أن نشكر الله تعالى أن وفق إلى إنجاز هذا العمل الذي يسد فراغا ًفي بابه، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لوحات جمالية: يسبح
  • لوحات جمالية: الصلاة
  • لوحات جمالية: العدل
  • لوحات جمالية: مشاركة أكثر من وجدانية
  • فلسفة جمالية الذكرى

مختارات من الشبكة

  • تسع لوحات (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أوكرانيا: اتحاد الرائد ينشر لوحات إعلانية تحت مشروع "رحمة للعالمين"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • لوحات ناطقة!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • لوحات.. من وحي اﻻنتفاضة (شعر للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أوكرانيا: لوحات إعلانية ضخمة للتعريف بالإسلام في كييف(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أستراليا: لوحات للخط العربي في شوارع "ملبورن"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • لوحات من الذاكرة الشيخ المعلم عبد الرحمن الباني، رحمه الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دون الكلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النسخة الأصلية من المصحف الذهبي في المملكة العربية السعودية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: سحب لوحة مسيئة للإسلام من معرض فني(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب