شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد

كل الأقسام | اللغة .. والقلم أدبنا من روائع الماضي روافد

علامة باركود

مالي أراك..؟! ( قصيدة )

حسين محمد الحسن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/11/2014 ميلادي - 8/2/1436 هجري

الزيارات: 23135

مالي أراك..؟!

أَجهَدْتَ نفسَكَ في التَّحبيرِ يا قلَمُ

فالماءُ حِبْرُكَ إنْ زلَّتْ بكَ القَدَمُ

ماذا ستكتُبُ عنواناً لحاضرِنا

والقولُ مُرتَهَنٌ والحرفُ والكَلمُ؟

ماذا تقولُ لِمَن قُدَّتْ أصابعُهُم

والخوفُ يكتبُهُم والجوعُ والألَمُ؟

فالعمرُ دهرٌ وذي الأبدانُ نازفةٌ

والرُّوحُ من حُرقَةِ الآلامِ تنهزِمُ

شواردُ الغيمِ تلهو في مخادِعِها

والرَّعدُ مُرتعِدٌ والبرقُ مُضطرِمُ

تلملمُ الريحُ قسراً كلَّ شاردةٍ

فتغمرُ الأرضَ من أردانِها دِيَمُ

تبكي السَّماءُ بدمعٍ من محاجرِها

فتنبُتُ الأرضُ ريحاناً وتبتسمُ

مالي أراكَ حبيساً في مخابئِنا

تُخفي صريرَكَ قد أزرى بكَ الثَّلَمُ؟

بالأمسِ كنتَ لسانَ العلمِ مفتخراً

من نورِ حرفِكَ راحَتْ تقبِسُ الأمَمُ

زيتُ المصابيحِ أمسى اليومَ من دمِنا

أشعلْ فتائلَها كي تَرحلَ الظُّلَمُ

اكتبْ حروفَكَ واستنهضْ عزائمنا

فالصِّفرُ في مُبتدا أرقامِنا رَقَمُ

أرسلْ حروفَك في الآفاقِ لاهبةً

كي تحرقَ الظُّلْمَ، والأغلالُ تنحطِمُ

رقِّشْ على الشَّمسِ حرفاً كي يُطهِّرَنا

واستمطرِ العزمَ كي ترقى بنا الهِمَمُ

واذرفْ مدادَكَ في آماقنا أملاً

ليرحَلَ الهمُّ والأشجانُ والسَّأمُ

بادِرْ كما النُّورِ أو كالنَّارِ ملتهباً

لن يسلَمَ اليومَ مَنْ بالظِّلِّ يعتَصِمُ

لا خيرَ فيكَ ولن نحظى بغايتِنا

حتى يَزينَكَ سيفٌ باترٌ عَلَمُ

فترسلَ القولَ والآذانُ صاغيةٌ

وتهنأَ الرُّوحُ، والأبدانُ تلتئمُ.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة