• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

محمود سامي البارودي والشعر (1)

محمود سامي البارودي والشعر (1)
د. إيمان بقاعي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/6/2014 ميلادي - 8/8/1435 هجري

الزيارات: 77087

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محمود سامي البارودي والشعر (1)


يقول محمود سامي البارودي في مقدمة ديوانه:

"إن الشّعر لمعة خيالية يتألق وميضها في سماوة الفكر، فتنبعث أشعتها إلى صحيفة القلب، فيفيض بلألائها نورًا يتصل خيطه بأسلة اللّسان فينفث بألوان من الحكمة ينبلج بها الحالك ويهتدي بدليلها السَّالط".

 

ويتابع:

"وخير الكلام ما ائتلفت ألفاظه وائتلقَت معانيه وكان قريبَ المأخذِ، بعيدَ المرمى، سليمًا مِن وصمةِ التَّكلّفِ، بريئًا من عَشوةِ التَّعسّف، غنيًّا عن مراجعة الفكرة، فهذه صفة الشّعر الجيّد، فمَن أتاه اللهُ منه حظًّا وكان كريمَ الشَّمائل طاهر النّفس، فقد ملكَ أعنَّةَ القلوبِ ونالَ مودّة النّفوسِ وصار بينَ قومه كالغرّةِ في الجوادِ الأدهمِ والبدر في الظّلامِ الأيهمِ.

 

ولو لم يكن مِن حسناتِ الشّعر الحكيم إلا تهذيب النّفوس وتدريب الأفهام وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق، لكانَ بلغَ الغايةَ التي ليس وراءها لذي رغبةٍ مسرح، وارتبأ الصّهوةَ التي ليس دونها لذي همَّةٍ مطمح.

 

ومِن عجائبهِ تنافُس النّاس فيه، وتغايُر الطّباعِ عليهِ، وصَغوُ الأسماعِ إليه، كأنما هو مخلوقٌ مِن كلِّ نفسٍ، أو مطبوعٌ في كلّ قلبٍ؛ فإنكَ ترى الأممَ على اختلافِ ألسنتهم وتبايُنِ أخلاقهم وتعدُّد مشاربهم لَهِجينَ به، عاكفين عليه، لا يخلو منه جيلٌ دونَ جيلٍ، ولا يختصّ به قبيلٌ دونَ قبيلٍ؛ ولا غروَ فإنه مَعرِضُ الصّفاتِ ومتجَر الكمالات. ولقد سمعَ عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) قول زهير بن أبي سلمى:

فإنَّ الحقَّ مَقطعُهُ ثلاثٌ
يمينٌ أو نِفارٌ أو جَلاءُ

 

فجعلَ يعجبُ مِن معرفته بمقاطع الحكمة وتفصيلِها.

 

وللشّعر رتبةٌ لا يجهلها إلا مَن جفا طبعُهُ ونبا عن قبول الحكمةِ سَمعُهُ، فهو حليةٌ يزدانُ بجمالها العاطلُ وعُوذةٌ لا يتطرقُ إليها الباطلُ[1]:

له أوابد[2] لا تنفكُّ سائرةً
في الأرضِ ما بين إدلاجٍ وتهجيرِ
تجري مع الشَّمسِ في تيَّار ِكهربةٍ[3]
على إطارٍ من الأضواءِ مسعورِ
تطاردُ البرقَ إنْ مرَّتْ وتتركُهُ
في جوشن[4] مِن حَبيكِ المزنِ مزرورِ[5]

 

يرتبط الشّعر، إذن، بالنّور والضَّوء والوميض، أي: بالإنارة الّتي مهمتها تبيين الصَّحيح مِن الخطأ.

 

وإذ يرى البارودي أن الشّعر الجيد هو ما سلم مِن وصمة التّكلف، أعلنَ أنه يجد في نظم الشّعر لذة لا صعوبة، فيشبهه بحصان مطيع غير متعب:

ألقى الكلامُ إليَّ ثنيَ عنانِهِ
وتفاخرَتْ بكلاميَ الأشعارُ[6]

 

ويؤكد على الفكرة:

إذا صلْتُ صالَ الموتُ مِن وكراتِهِ
وإن قلْتُ أرّخى مِن أعنَّته الشّعرُ[7]

 

فشعره واضح، سليم، مفهوم و"غني عن مراجعة الفكرة":

متَشابِهُ الطَّرَفينِ ينبئُ صدرُهُ
عمَّا تلاحقَ فهو بادي المَعْلَمِ
أحكمتُ منطقَهُ بلهجةِ مُفلِقٍ
يقِظِ البديهةِ في القريضِ مُحكَّمِ
يبتزُّ أُهبَةَ كلِّ فارسِ بُهْمَةٍ
ويزُمُّ شِقشِقَةَ الفَتيقِ المُقْرَمِ
ذللْتُ منه غواربًا لا تُمْتَطى
وخَطَمْتُ منه موارنًا لم تُخْطَمِ
شعرٌ جمعتُ به ضروبَ محاسنٍ
لم تجتمعْ قبلي لحيٍّ مُلهَمِ[8]

 

على أن هذه السَّلاسة فصيحة، بليغة، تحمل في طياتها العذوبة والجرس الّذي يسهل على السَّامع الحفظ ويطربه بموسيقاها الأشبه بنغم الحداء، ما يعني أن قصائده تلك كما "زمن الورد":

ولي كلُّ مَلْساءِ المتونِ غريبةٍ[9]
إذا أُنْشِدَتْ أَفْضَتْ لذكرِ بني سعدِ[10]
أخفُّ على الأَسماعِ مِنْ نَغَمِ الحُدا
وألطفُ عندَ النَّفْسِ مِن زمنِ الوردِ[11]

 

والبارودي يجد للشّعر مهمة كبرى أو غاية كبرى يجب أن يراعيها، ألا وهي: تهذيب النّفوس وتدريب الأفهام، وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق:

والشّعرُ ديوانُ أخلاقٍ يلوحُ به
ما خطَّه الفكرُ مِن بحثٍ وتنقيرِ
كم شادَ مجدًا وكم أودى بمنقبةٍ
رفعًا وخفضًا بمرجوٍّ ومحذورِ[12]

 

ويرى أن الشّعر موهبة لا تُعطى لأيِّ كان، بل تُعطى لكلِّ حسّاسٍ حكيمٍ ذكيٍّ عريقٍ ومتمتّعٍ بالأخلاقِ الكريمةِ، فمِن مهامِّ الشّعر بث الأخلاق:

وإنِّي لَقوَّالٌ إذا التبسَ الهدى
وجارَتْ حلومُ القومِ عن سننِ القصدِ[13]

 

وكيف لا يكون الشّعر كذلك وهو نابع مِن العقل والفكر والتَّجربة:

وما هو إلا جوهرُ الفضلِ والنُّهى
يسردُ في سلكِ المقال وينظمُ[14]

 

فالشّعر مهمته إضاءة العقل، وتنوير الفهم:

وبراحَتي قلمٌ إذا حرّكتُهُ
روِيَتْ به الأفهامُ وهي حِرارُ
ترتدُّ عنه قنابلٌ وجحافلٌ
وتَكِلُّ عنه أسِنَّةٌ وشِفارُ
غَرِدٌ إذا ما جالَ فوقَ صحيفةٍ
سجَدَتْ لحُسنِ صريرهِ الأوتارُ
وإذا امتطى ظهرَ البَنانِ لغايةٍ
خضعَتْ إليهِ قوارحٌ ومِهارُ[15]

 

الشّعر بالسليقة:

لم يكن محمود سامي البارودي شاعرًا فقط، بل كان أميرًا شأنه في ذلك شأن العديد مِن الأمراء الشّعراء[16] الّذين قرأهم وأحبهم وكتب على غرارهم الشّعر.

 

وكان الشّعر عنده موهبة، فهو "لم يتعلم النّحو والصَّرف والعَروض والقوافي"[17]، بل كان يقول الشّعر بالسَّليقة بعد أن تعهد نفسه الإبحار في "دواوين الشّعراء الأمويين والعباسيين"[18].

 

وعلاقته بالشّعر علاقة "إباء" وغرام، لا علاقة كسب وغنم. وفي هذا يقول: قلت الشّعر "لا تذرعًا إلى وجه أنتويه ولا تطلُّعًا إلى غُنم أحتويه، وإنما هي أغراض حركتني وإباء جمح بي وغرام سال على قلبي، فلم أتمالك أن أهبت فحركت به جرسي أو هتفت فسريت به عن نفسي"[19]. من هنا، يؤكد على أن الشّعر إنما هو جيشان الطّبع، وليس تكلفًا:

إذا جاشَ طبعي فاضَ بالدرِّ منطقي
ولا عجبَ فالدرُّ ينشأ في البحرِ[20]

 

ويعود فيؤكد على أن الشّعر ينشأ بالطّبع أصيلاً لا متكلفًا ولا مقلدًا:

نشأتْ بطبعي للقريضِ بدائعٌ
ليسَتْ بنِحلةِ[21] شاعرٍ متقدِّمِ[22]

 

والشّعر ينشأ مع المرء منذ صغره ويبقى معه حتى شيخوخته:

علقْتُ به طفلاً وشبْتُ ولم يزل
شديدًا بأهدابِ الكلامِ تعلقي[23]

 

على أن البارودي المؤمن بالوراثة وخباياها وخفاياها، يؤمِن بأنه ورث - إلى الصّفات الجيدة مِن جدوده وآبائه - قد ورث حب الشّعر وجينة الشّعر، فهو أصيل في الشّعر من أيام آبائه وأخواله:

ولا تغرنَّكَ في الدّنيا مُشاكلةٌ
بين الأنامِ فليس النَّبعُ كالضَّالِ[24]

 

فهو عريق شعريًّا:

أنا في الشّعر عريقٌ
لم أرثْهُ عن كلالَهْ
كانَ "إبراهيمُ"[25] خالي
فيه مشهورُ المقالَهْ
وسمَا جدي "علي"[26]
يطلب النّجم مناله
فهو لي إرث كريم
سوف يبقى في السّلاله[27]

 

على أن البارودي - مع اعترافه بفضل الوراثة - لم يركن إلى كسل الاطمئنان، بل عمل جادًّا على تطوير شعره ودراسته شعر الآخرين ليصل إلى ما وصل إليه، فكان الشّعر عنده وراثة تُعُهِّدت بالرعاية للوصول إلى الأفضل:

أنا ابنُ قولي وحسبي في الفَخَارِ به
وإن غدوْتُ كريمَ العمِّ والخالِ[28]

 

على أنه يصل ما بين عراقة النّسب وقول الشّعر، فهو يرى أن الشّعر لا يعطى لرعاع النّاس، وإن أعطي، لم يكن في مستوى الشّعر المنبعث مِن شاعر عريق النّسب.

 

فالشّعر يحتاج إلى العراقة والشّيم الكريمة والحرية الّتي ينطلق مِن خلالها منشدًا القصائد المتوهجة الغنية بالقيم:

لو لم أكن ذا شيمةٍ حرَّةٍ
لم أقرضِ الشِّعر ولم أعشقِ[29]
فالشّعر كما الحبُّ لا يليق
بالعبيد ولا بالأذلاء[30]

 

ونجد عند البارودي تلازم السَّيف والقلم في صورة شبه دائمة، فكأن شاعرنا يرفض أن يكون فارسًا فقط أو شاعرًا فقط، بل هو شاعر عندما يكون فارسًا وفارس عندما يكون شاعرًا:

فإن صُلْتُ فدَّائي الكميُّ بنفسِهِ
وإن قلتُ لبَّاني الوليدُ مِن المهدِ[31]

 

ويؤكد هذا التلازم بين فروسيته وشاعريته في كل مناسبة:

إذا صُلْتُ كفَّ الدَّهرُ مِن غلوائِهِ
وإن قلتُ غصَّتْ بالقلوبِ صدورُ[32]

 

فهو - كما أحيا الشّعر بمنطقه - صرع أعداءه بسيفه الحاد:

أحييتُ أنفاسَ القريضِ بمنطق
وصرعْتُ فرسانَ العجاج بلهذمي[33]

 

ويقوي الشّاعر الصلة بين الشّعر والفروسية إذ يجد الإقدام والتّقدم مشيرًا إلى الفصاحة والبلاغة والبيان:

لساني كنصلي في المقالِ وصارمي
كغرْبِ لساني حين لم يبقَ مُقْدِمُ[34]

 

ونراه يزهو - وحُقَّ له - بالاثنين معًا:

أنا مصدر الكلم النَّوادي
بين الحواضرِ والبوادي
أنا فارسٌ أنا شاعرٌ
في كلِّ ملحمةٍ ونادي
فإذا ركبْتُ فإنني
زيدُ الفوارسِ[35] في الجلادِ
وإذا نطقت فإنني
قس بن ساعدة[36] الإيادي

 

ومن الفخر بتلازم السَّيف والقلم، والفروسية والشّاعرية، إلى سمة يفخر بها شاعرنا أيضًا وهي قدرة شعره على أن يكون فعالاً في كل المجالات مِن خلال قدرته على إيصال الفكرة وإثارة مكمن الهدف في كل مجال. فهو لا يفتأ يذكرنا بأن شعره إن رق بلغ الغاية وإن قسا بلغ الغاية، فكان المرجو في الحالة الأولى وكان المُهاب في الحالة الثّانية.

 

فهو:

غردٌ إذا ما جالَ فوقَ صحيفةٍ
سجَدَتْ لِحُسنِ صريرِهِ الأوتارُ[37]

 

وهو رقيق بحيث ينسي الحزين حزنه ويضيء الدَّرب لكل أديبٍ لَسِنٍ فصيحٍ:

ينسى[38] لها الفاقدُ المحزونُ لوعتَهُ
ويهتدي بسناها كلُّ قوَّالِ[39]

 

وهو عذب كالماء للعطشى:

وفجَّرتُ ينبوعَ البيانِ بمنطقٍ
عذبٍ رويت به غليلَ الحُوَّمِ[40]

 

وهو أشبه بأغنية عذبة تنشد لكسر الوقت وكسر الجمود وكسر رتابة الصَّحراء الجافة.

يغنِّي به شادٍ ويحْدو ركابَهُ
به كلُّ حادٍ بين بيداءَ سَمْلَقِ[41]

 

وهذا النشيد لا يقتصر على إبل وصحراء، بل إنه نشيد يعلو ويطرب في كل مكان وزمان:

إذا ما تلاه منشدٌ في مَقامةٍ
كفى القومَ ترجيعَ الغِناءِ نشيدُهُ[42]

 

ومن التغريد والرقة والعذوبة والغناء، إلى مهمة الشّاعر الأخرى؛ فالشّعر قادر على تحقيق الغايات وعلى بث الأفكار. كما أنه قادر على إخضاع الأمور إلى منطقه وإثارة الرّغبة في تحقيق هذه الأفكار. والشّعر - وإن كان عذبًا أحيانًا وغناء أحيانًا ومسلِّي حزن أحيانًا، قائد وثائر وعنيف حينَ يدعو الأمرُ، وهذا ما يقوله عن قلمه:

وإذا امتطى ظهرَ البيانِ لغايةٍ
خضعَتْ إليه قوارحٌ ومِهارُ[43]

 

وهذا الجمع في الشّعر بين المتناقضين: العذوبة والحدة، الحلاوة والمرارة، إثارة الطّمأنينة وإثارة الثّورة، هو مِن صفات الشّعر الجيد القادر على إثبات وجوده في حالات الإنسان كلها:

هو العسَلُ الماذيُّ طَوْرًا وتارةً
يثورُ الشَّجا منه مكانَ المُخَنَّقِ
فَطَوْرًا تَراهُ زهرةً بينَ مجلسٍ
وطَوْرًا تراهُ لهذَمًا[44] بين فيلقِ[45]
يهيمُ به ربُّ الحُسامِ حماسةً
وتلهو به ذاتُ الوشاحِ المنمَّقِ[46]

 

وهو:

إذا اشتدَّ أورى زندَةَ الحربِ لفظُهُ
وإن رقَّ أزرى بالعُقودِ فريدُهُ[47]

 

وهذا يعني أن البارودي يفخر بشعره الّذي طرق فيه كل الأبواب من غزل ورثاء وهجاء وفخر، فانفتحت مغاليقها له ورحبت به وأدخلته صدر بيتها فصار لا ضيفًا مكرمًا فحسب، بل صاحب البيت وربه:

بلغْتُ بِشِعري ما أردْتُ فلم أدَعْ
بدائعَ في أكمامِها لم تُفَتَّقِ
فهذا نَمِيرُ الشّعرِ فاقصِدْ حياضَهُ
لِتَرْوى وهذا مُرْتَقَى الفضلِ فارتقِ[48]


[1] مقدمة الدّيوان.

[2] أوابده: قوافيه الشرد، والمراد القصائد الذائعة السائرة في البلاد.

[3] وهو يستعمل (الكهربة) في كثير من صوره وتعابيره وشعره.

[4] الجوشن: الدرع* حبيك المزن: السحاب المتراكم الشبيه بالثوب المحبوك.

[5] الديوان، ص274.

[6] الديوان، ص236.

[7] الديوان، ص273.

[8] الغوارب: ج غارب وهو من البعير ما بين سنامه وعنقه، وخطمت البعيد: جعلت الحطام؛ أي: الزمام على خطمه؛ أي: أنفه وفمه والموارن: ج: مارن وهو الجزء اللين من الأنف[الديوان، ص588].

[9] ملساء المتون: القصيدة السلسلة العذبة السهلة السائغة.

[10] بنو سعد: بطن من هوازن ومنهم حليمة بنت أبي ذؤيب مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا من أفصح العرب.

[11] الديوان، ص167.

[12] الديوان، ص275.

[13] الديوان، ص167.

[14] الديوان، ص607.

[15] الديوان، ص236، والحرار: العطاش.

[16] ابن المعتز - الشريف الرضي - أبو فراس - امرئ القيس.

[17] تقديم الديوان، ص9.

[18] تقديم الديوان، ص10.

[19] مقدمة الديوان، ص30.

[20] الديوان، ص203.

[21] النحلة: اسم من انتحل فلان شعر غيره إذا ادعاه ونسبه إلى نفسه.

[22] الديوان، ص587.

[23] الديوان، ص281.

[24] الديوان، ص454.

[25] إبراهيم بن علي آغا البارودي، كان أديبًا شاعرًا مولعًا بقراءة دواوين النابهين من شعراء العرب والترك، راوية لأشعارهم، وكانت داره منتدى لأنداده من الشّعراء والأدباء في زمانه. وحينما وافته المنية وهو في الخامسة والعشرين مِن عمره، أمرت أخته فاطمة - والدة الشّاعر - بكتابة شعره في ألواح زيّنت بها غرف الطّابق العلوي من بيتها، وأقبل محمود سامي في صباه على هذه الألواح فقرأها ورواها وانتفع بمكتبة خاله، فكان ذلك فاتحة نبوغه في الشعر، وكانت هذه المادة الشّعرية هي نقطة البداية لمسيرته الشعرية.

[26] علي آغا البارودي، جده لأمه وكان من فرسان المماليك الشّراكسة وأبطالهم الّذين كافحوا جيش الاحتلال الفرنسي في صعيد مصر. وقد قتل في مذبحة القلعة على يد محمد علي باشا الكبير.

[27] الديوان، ص485.

[28] الديوان، ص454.

[29] الديوان، ص368.

[30] وهذا يذكرنا بقوله في الحب إنه يصيب الكرام لا اللئام:

هو الحب يعتام الكرام ولن ترى
لئيمًا ينال السبق في الفضل أو يهوى
سبوق إذا جارى لحوق إذا هوى
غلوب إذا بادى قتول إذا أهوى
[الديوان، ص71].

[31] الديوان، ص167.

[32] الديوان، ص208.

[33] اللهذم: السيف الحاد. الديوان، ص585.

[34] الديوان، ص607.

[35] زيد الفوارس هو ابن حصين بن ضرار الضبي شاعر جاهلي شجاع شديد البأس.

[36] قس بن مساعددة الأيادي: من خطباء العرب في الجاهلية وهو أوسعهم شهرة.

[37] الديوان، ص236.

[38] يقصد آيات شعره.

[39] الديوان، ص454.

[40] الديوان، ص586.

[41] البيداء المسلق: القفر الأجرد. الديوان، ص381.

[42] الديوان، ص150.

[43] الديوان، ص236، والقوارح: الخيل إذا تمّت أسنانها أو طلعت أنيابها، واحدها: قارحٌ. والمهار: ج: مهر، وهو ولد الفرس.

[44] اللهذم: الحاد القاطع من الأسنة.

[45] الديوان، ص381.

[46] الديوان، ص382، والمنمَّق: اسم مفعول من التنميق وهو النقش والتزيين والتّحسين.

[47] الديوان، ص150.

[48] الديوان، ص382.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أقوال البارودي
  • حياة محمود سامي البارودي
  • محمود سامي البارودي والشعر (2)
  • محمود سامي البارودي في شعره (1)
  • محمود سامي البارودي .. مصر بين الحنين والوجع (1)

مختارات من الشبكة

  • باروديات: مختارات من شعر رب السيف والقلم: محمود سامي البارودي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمود سامي البارودي في شعره (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • محمود سامي البارودي والقصة الشعرية(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • محمود سامي البارودي .. مصر بين الحنين والوجع (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التحسر على أيام الشباب - البارودي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من تراجم الشعراء: عبدالله باشا فكري - البارودي - عائشة التيمورية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • أطفال الحجارة والمدن العربية في شعر محمود مفلح(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • شعر محمود مفلح: دراسة فنية(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • الرؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل (3)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب