• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / روافد
علامة باركود

القول البديع في علم البديع (5/8)

د. محمد بن علي الصامل

المصدر: مجلة الدرعية، العدد 17.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/7/2009 ميلادي - 21/7/1430 هجري

الزيارات: 79967

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القول البديع في علم البديع  (5/8)
للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ)


الفن الثاني في البديع المعنوي

وهو ما يرجع إلى تَحسين المعنى أوَّلاً وبالذَّات، وإن كان فيه ما يفيد تحسين اللفظ أيضًا كما أن اللفظي كذلك.



باب المطابقة

وتسمَّى[1]: الطباق، والتَّطبيق، والمقاسمة، والتَّكافُؤ، والتَّضادّ، وهي الجمع بين الشَّيء وضِدِّه كاللَّيل والنَّهار، والسَّواد والبياض في اسمين، نحو: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ}[2]، أو فعلين نحو: {يُحْيِي وَيُمِيتُ}[3]، أو مختلفين نحو: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}[4]، أو حرفين نحو: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}[5] وهي المطابقة الخفية، فإن (لها) يقتضي أن يكون ملكًا تحت اليد، و(عليها) يقتضي العلو فكسبها تحت يدها، وما جنته عليها.

والطباق المعنوي كقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي}[6]؛ لأنَّ القصاص الموت، فكأنه قال: الموت حياة، فهو طباق معنوي، وكذلك نحو: بدر وبحر لكون البدر يفهم منه العلو، والبحر يفهم منه السفل ونحوه:

أَغْرَقَ  الدَّمْعُ  مُقْلَةً   أَدْخَلَتْنِي        نَارَ وَجْدٍ مِنَ الجَوَى ذَاتَ وَقْدِ[7] 

فإن أغرق ليس ضدًّا لأدخل إلاَّ باعتبار متعلقه وهو النار؛ لأن من دخلها احترق، والاحتراق ضد الغرق.

وإيهام المطابقة: وهو ما تقابل فيه اللفظ دون المعنى، نحو:

ضَحِكَ الصُّبْحُ فَأَبْكَى مُقْلَتِي        حِينَ وَلَّى نَافِرًا عَنْ مَضْجَعِي[8]

فإنَّ الضَّحِك هنا ليس ضدَّ البكاء؛ لأنَّه كناية عن الضَّوء وكثْرته، والبكاء منسوب للمُقْلة فلا تضادَّ بين كثر وبكى، إلاَّ أنَّه من جهة اللَّفظ يوهم المطابقة، ونحو:

لا تَعْجَبِي يَا سَلْمُ مِنْ  رَجُلٍ        ضَحِكَ المَشِيبُ بِرَأْسِهِ فَبَكَى[9]

أي: الرجل: [10أ/10ب].

والملحق بالمطابقة: نحو: {أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[10]؛ فإنَّ الرَّحمة وإن لم تكن مقابلة للشدَّة؛ لكنَّها مسبّبة عن اللين الذي هو ضدّ الشدَّة، ونحو:

إِذَا جَفَانِي بَذَلْتُ الرُّوحَ مُعْتَذِرًا        لَهُ  وَأَصْفَحُ  عَنْهُ  كُلَّمَا   ظَلَمَا[11]

فالصفح ليس بينه وبين الظلم تضاد، وإنَّما ضدّ الظلم العدل، لكن الظلم جرم عظيم يستحق المؤاخذة.

وطباق السلب: وهو الجمع بين فعل مثبت ومنفي، أو أمر ونهي، بخلاف ما مرَّ، فإنه طباق إيجاب، نحو: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا}[12]، ونحو: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}[13]، ونحوه:

جَهِلَتْ سَلْمَى ومَا جَهِلَتْ        سُوءَ  حَالِي  فِي   مَحَبَّتِهَا
            عَلِمَتْ قَتْلِي  وَمَا  عَلِمَتْ        أَنَّهُ    مِنْ    نَبْلِ     مُقْلَتِهَا[14]

واعلم أنَّ ما مَرَّ مطابقة غير مقابلة.

والمقابلة: أن تذكر لفظيْن أو أكثر، فإذا فرغت ذكرت الأضداد؛ كقوله تعالى: {كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ}[15]، وقوله: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}[16]، والأكثر نحو:

مَا أَحْسَنَ الدِّينَ والدُّنْيَا إِذا اجْتَمَعَا        وأَقْبَحَ  الكُفْرَ  والإِفْلاسَ   بِالرَّجُلِ[17]

ونحو:

صُبْحُ اللِّقَا وَبَيَاضُ القُرْبِ غَالَهُمَا        لَيْلُ القِلَى  وَسَوَادُ  البُعْدِ  فَارْتحَلا[18]

فالمقابلة بين صُبْح ولَيْل، ولِقاء وقِلى، وبياض وسواد، وقُرْب وبُعْد.

ونحو:

لمَّا  شَكَوْتُ  إِلى  لَيْلَى  وَقَدْ  هَجَرَتْ        وَجْدِي إِلَيْهَا وَسُهْدِي فِي دُجَى الظُّلَمِ
   قَالَتْ  أَزُورُكَ فَافْرَحْ بِالوِصَالِ وَنَمْ        فَلَمْ   تَزُرْنِي ولَمْ  أَفْرَحْ وَلَمْ  أَنَمِ[19]

فقابل ثلاثةً لثلاثة، وهي مطابقة في النفْي.



باب مراعاة النظير

ويسمَّى[20]: التناسُب، والائتلاف، والتوفيق والمؤاخاة، وهو: ذكر لفظَيْن متناسبَيْن لا على جهة التضاد؛ ليخرج المطابقة، وهو أربعة أنواع:
المتناسب: وهو ذِكْر الشَّيءِ مع ما يناسبه؛ كالشَّمس والقَمر، والسَّحاب والمطر، ونحو:

قَدْ  صَادَ  قَلْبِي  بِأَرْضِ  التُّرْكِ  ظَبْيُ  نَقًا        سُلْطَانُ   حُسْنٍ بِآفَاقِ الجَمَالِ سَمَا
         البَدْرُ طَلْعَتُهُ  مِنْ  شَعْرِهِ غَسَقٌ        بِهِ تَنَفَّسَ صُبْحُ الثَّغْرِ فَابْتَسَمَا[21][10ب/11أ]

 
فالمناسبة بين ترك وسلطان، وأرْض وسماء، وسماء مع بدر، وغسق مع صبح[22].

والتفويف: وهو ذِكْر المتناسبَيْن في جُمل مُسْتوِية المقدار، أو قريبة الاستِواء.

سُمِّي بذلك من قولِهم: ثوب مفوف، وهو الذي فيه خطوط مستوية نحو:

رَشْقٌ بِلا أَسْهُمٍ، طَعْنٌ بِلا أَسَلٍ        نَارٌ بِلا شُعَلٍ، زَهْرٌ بِلا شَجَرٍ[23]

ونحوه:

هِلالٌ إِذَا مَا لاحَ، غُصْنٌ إِذَا انْثَنَى        نَسِيمٌ إِذَا مَا  رَاحَ،  بَدْرٌ  إِذَا  بَدَا[24]

وتشابُه الأطراف: وهو أن يَختم الكلام بِما يناسب المعنى المبتدأ به، نحو: {لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ}[25]، فإنَّ اللَّطيف يُناسب كوْنه غير مدرك، والخبير يناسب كوْنَه مدْرِكًا، ونحو: لم يَخَف الملوك، وتخافُه الملوك؛ لأنَّه لا ذنبَ له، ويصْدَع بالحقِّ، ونحو: {فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ}[26].

ومنه إعادة لفظ القافية في أول البيت الذي يليها، كقوْلِ ليلى[27] تمدح الحجَّاج[28]: 

إِذَا  نَزَلَ  الحَجَّاجُ  أَرْضًا  مَرِيضَةً        تَتَبَّعَ أَقْصَى [دَائِهَا][29] فَشَفَاهَا
شَفَاهَا مِنَ الدَّاءِ العُضَالِ الَّذِي بِهَا         غُلامٌ    إِذَا      هَزَّ     القَنَاةَ    سَقَاهَا
 سَقَاهَا  فَرَوَّاهَا   بِشُرْبِ   سِجَالِهِ        دِمَاءَ   رِجَالٍ   يَحْلِبُونَ  صَرَاهَا[30]

وإيهام النظير: وهو ذكر معْنيين غير متناسبَيْن بلفظَيْن متناسبَيْن، نحو: {الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ}[31]؛ أي: النَّبات الَّذي لا ساق له، والشَّجر ما له ساق، فالنجم بهذا المعنى لا تناسب بينه وبين الشمس والقمر، لكنه قد يكون بمعنى الكوكب فيناسبهما، ونحو:

تَعَشَّقْتُهُ   والمََيْلُ   كَالغُصْنِ  دَأْبُهُ        وَقَدْ قَلَّ صَبْرِي مِنْ عَظِيمِ صُدُودِهِ
           يَلُومُ  أَبِي،  وَالخَالُ  وَالعَمُّ  ضَائِعٌ        كَمِسْكٍ حَوَاهُ مَاءُ  وَرْدِ  خُدُودِهِ[32]

فالخال يناسب العمَّ، لكن المراد خال الوجنة بدليل نسبة تضوُّع المسك إليه.

قلت: وهذا الباب والذي قبله [11أ/11ب] عندي الأولى ذِكْرُه في البديع اللَّفظي؛ لأنَّ تعلُّقه باللفظ أظْهر كما فعلت في الإرْصاد[33].




باب المشاكلة

وهي ذكر الشيء بلفظ غيره؛ لوقوعه[34] صحبته تحقيقًا أو تقْديرًا، فالأوَّل كقوله:

قَالُوا اقْتَرِحْ شَيْئًا نُجِدْ لَكَ طَبْخَهُ        قُلْتُ اطْبُخُوا  لِي  جُبَّةً  وَقَمِيصَا[35]

أي: خيِّطوا، فذكر الخياطة بلفظ الطبخ؛ لوقوعها صحْبة الطَّبخ، ونحو:

وَاطْعَنْ بِقَامَاتِ القُدُودِ وَبِالأَسَلْ[36]

فالطَّعْن لا يكون بالقامات، لكنَّه ذكر مُشاكلة، ومثله:

عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَماءً بَارِدًا[37]

ونحو: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}[38]، إن لم يُرِد بالنَّفس الذات[39].

والثاني نحو: {صِبْغَةَ اللهِ}[40]؛ أي: تطهير الله النُّفوس بالإيمان، فعَبَّرَ عن التطهير بالصبغ؛ لوقوعه معه في التقدير؛ لأنَّ النَّصارى كانوا يغمسون أولادَهم في ماء أصفر يسمُّونه المعمودية، ويقولون: الغَمس فيه تطهير لهم، ويقول مَن غمس ولده، الآن صار نصرانيًّا حقًّا.



باب العكس

ويسمَّى التبديل، وهو تقدُّم جُزْءٍ في الكلام ثم تأخُّره، فيقع بين المتضايِفَين، نحو:
 

فَاقْصِدْ رِيَاضَ الرُّبَا بِالخَيْفِ وَاسْقِ بِهِ        رُبَا  الرِّيَاضِ   بِوُدٍّ   مِنْكَ   مُنْسَجِمِ[41]

ونحو: (عادات السَّادات سادات العادات)[42].

وبين العامل والمضاف إليه، نحو:

فَاحْمَرَّ بَعْدَ بَيَاضٍ خَدُّ ذِي خَجَلٍ        وَابْيَضَّ بَعْدَ احْمِرَارٍ كَأْسُ  سَاقِينَا[43]

وهو عجيب؛ لأن فيه رد الفعل مضافًا، والمضاف فعلاً.

وبين متعلقي فعل، نحو: {يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ}[44].

وبين طرفي جملتَيْن، نحو: {لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}[45].

وبين فعل وفاعل، نحو: قام زيد، وزيد قام.



باب الرجوع

وهو العود على الكلام السابق بالنَّقْض، كأن يثبت المنفي أو ينفي المثبت؛ لنكتة تزيد المعنى حسنًا تلحقه بالبلاغة، بخلاف ما لو كذب فقال: قمت، ثم صدق فقال: ما قمت، وكذا لو رأى طائرًا ظنَّه حمامًا، فقال: هذا حمام، ثم رجع فقال: ليس بحمام؛ لخلوِّه عن النكتة [11ب/12أ]، فما فيه النكتة نحو:

قِفْ بِالدِّيَارِ الَّتِي لَمْ يُعْفِهَا القِدَمُ        بَلَى  وَغَيَّرَهَا  الأَرْوَاحُ  وَالدِّيَمُ[46]

أثبت دروسها بعد نفْيِه؛ لنكتة إظهار التدلُّه والتحيُّر، ونحو:
 

مِنْ بَعْدِ مَا رَحَلَتْ كَالنَّوْمِ عَنْ نَظَرِي        هَذَا ومَا رَحَلَتْ  عَنْ  قَلْبِيَ  الكَلِفِ[47]

نفي الرحيل بعد إثباته؛ لاختلاف الجهة: أي إن كانت رحلت عن عيني فما رحلت عن قلبي، ولا يخفى ما فيه منَ الحسن، فمدار هذا الباب على نكتة حسنة تبيِّن بلاغة المتكلِّم.



باب
الاستطراد

مصدر استطرد الفارس لقرْنِه في الحرب، وذلك بأن يفرَّ من بين يديْه يوهم الانْهِزام، ثم يعطف عليْه على غرَّة منه، وهو ضرب من المكيدة.

واصطلاحًا[48]: أن يكون المتكلِّم في مدح أو غيره، فيتوهَّم السامع أنَّه مستمرٌّ فيه، ثم يخرج منه إلى غيره؛ لمناسبة بينهما مصرِّحًا باسم المستطرد به آخر كلامه، وبه يفارق المخلص.

وهو ثلاثة أنواع:
استطراد غير مقصود لا تقوية لما قبله، نحو:
 

بِالرُّوحِ  أَفْدِي  غَادَةً   ذِي   عَادَةٍ        بِالهَجْرِ  لَيْسَ  تَرَى  لَدَيْهَا   مَرْحَمَهْ
            يُلْهِيكَ  خُلْفُ  حَدِيثِهَا   وَوُعُودِهَا        عَنْ خُلْفِ عُرْقُوبٍ وَكِذْبِ مُسَيْلِمَهْ[49]

انتقل من التغزل إلى هجاء عرقوب بخلف المواعيد، وإلى هجاء مسيلمة بالكذب حيث ادَّعى النُّبوَّة.

واستطراد غير مقصود، وفيه تقوية لما قبله، كقوْلِ بعضهم يمدح ابن حَجَرٍ[50] العسقلاني:

أَيَا  حَبَّذَا  النِّيلُ  المُبَارَكُ   جَاريًا        بِمِصْرَ كَجَرْي النِّيلِ مِنْ عُلَمَائِهَا
وَإِلاَّ كَجُودِ العَسْقَلانِيِّ مَنْ  غَدَا        شِهَابًا لِذِي العَلْيَا  بِأُفْقِ  سَمَائِهَا[51]

الاستِطْراد ذكر ابن حجر ومدح نواله، وفيه تقْوية لمدح علماء مصر؛ لأنَّه منهم، وغير مقصود؛ لأنَّ ابتداء الكلام لم يَكُن لمديحه.

واستطراد مقْصود وهو قليل، ويليق أن يسمَّى إيهام الاستطراد، كقوله في ابن حجرٍ أيضًا:

إِنْ    يَبْتَسِمْ    ثَغْرُ    الشَّرِيعَةِ    وَالنَّدَى        يَوْمًا فَذَلِكَ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ [12أ/12ب]
هُوَ   جَامِعٌ   عِلْمَ    الحَدِيثِ    وَحَافِظٌ        وَمُفَرِّقٌ   أَمْوَالَهُ   فِي    النَّاسِ[52]

فهو مقصود؛ لأنَّ أوَّل جملة تركَّبت مقصودة لمديحه؛ إذْ عند التَّصريح بذِكْره يفهم أنَّه المراد من أوَّل اللَّفظ.



باب الاطِّراد

مصدر اطَّرد الماء وغيره إذا جرى من غير توقُّف ولا انقطاع، واصطِلاحًا[53]: ذكر الممدوح وآبائه على الترتيب، بلا تكلُّف بألفاظ سهلة بلا فاصل غير يسير، بنحو صفة مشهورة، وتركه أولى كقول بعضهم:
 

مَنْ يَكُنْ رَامَ حَاجَةً  بَعُدَتْ  عَنْ        هُ   وَأَعْيَتْ   عَلَيْهِ   كُلَّ    العَيَاءِ
            فَلَهَا أَحْمَدُ المُرَجَّى ابْنُ يَحْيَى بْ        نِ  مُعَاذِ  بنِ  مُسْلِمِ   بْنِ   رَجَاءِ[54]

قال ابن أبي الإصبع[55]: إنَّ هذا البيت أحسن ما يوجد لولا الفصْل بالمرجَّى، يعني أنَّه ليس بصفة، وإنَّما أتى بها للحشْو فعيب عليه[56].

ونحو:

بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الطَّوَافِ سُعَاةٌ        إِذْ  رُمِينَا   بِزَيْنَبٍ   وَالرَّبَابِ
                     ابْنَتَيْ  هَاشِمِ  بْنِ   عَبْد ِمَنَافٍ        ابْنِ زَيْدِ بْنِ[57] قُصَيِّ بْنِ  كِلابِ[58]

فقُصَيّ من الصفات التي اشتهر بها زيد، فاغتُفِر الفصل بها.



باب الاستتباع

وهو أن يذكر مدحًا أو ذمًّا، ثم يستتبع به معنًى آخر من جنسه، فلا يجوز استتباع المدح بذم وعكسه، نحو:

وَظَبْيٍ مِنَ الأَتْرَاكِ نَابَتْ لِحَاظُهُ        وَحَاجِبُهُ  عَنْ  قَوْسِهِ   وَسِهَامِهِ
         وَيَبْسِمُ  عَنْ  دُرٍّ  نَضِيدٍ  كَأَنَّمَا        تُنَظَّمُ  مِنْ   مَنْثُورِ   دُرِّ   كَلامِهِ[59]

مدح ثغره بابتِسامه عن الدر، ثمَّ استَتْبع مدْحَه بالفصاحة والبلاغة الحاكية للدُّرر لعذوبة منطقه.

ونحو:

نَهَبْتَ مِنَ الأَعْمَارِ مَا لَوْ حَوَيْتَهُ        لَهُنِّئَتِ   الدُّنْيَا   بِأَنَّكَ    خَالِدُ[60]

مدحه بالشَّجاعة على وجهٍ استَتْبع مدْحَه بكونه سببًا لصلاح الدنيا ونظامها.



باب التفريع

من فرعت الشيء تفريعًا، وضبط بالغين المعجمة، كأن المتكلم فرغ باله من الحكم الأول للثاني، وهو أن ترتب حكمًا على صفة، ثم ترتب ذلك الحكم بعينه [12ب/13أ] على صفة أخرى، كقوله:

أَحْلامُكُمْ لِسِقَامِ الجَهْلِ  شَافِيَةٌ        كَمَا دِمَاؤُكُمُ تُبْرِي مِنَ الكَلَبِ[61]

وقول ابن المعتز[62]:

كَلامُهُ أَخْدَعُ مِنْ لَحْظِهِ        وَوَعْدُهُ أَكْذَبُ مِنْ طَيْفِهِ[63]



باب الإدماج

وسمَّاه بعضهم[64] التعليق، وبعضٌ[65] التَّضعيف، وبعضٌ[66] جعله [مع][67] الاستِتْباع واحدًا، وهو مصدر أدمجت الشَّيء في الشَّيء إذا أدرجتَه فيه، وهو أن يذكر المتكلِّم معنًى ثمَّ يدمج معنًى آخَر ولا يقصده، فإن قصَدَهُ فلا بدَّ أن يوهم أنَّه لم يُرِد قصْده، وقال ابن مالك[68]: أن يقصد معنًى فيدْمجه في كلامِه من غير قصْدٍ يظهر على قائلِه[69]؛ كقوله تعالى: {وَعَلَى المَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالمَعْرُوفِ}[70]، سِيقت الآية لبيان أنَّ نفقة المرْضِع على الوالد، وأدْمج فيها أنَّ الولد لأبيه لا لأمِّه، وقوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}[71]، سيقت الآية لبيان منَّة الأمِّ على الولد، وأدمج فيها أنَّ أقلَّ الحمل ستَّة أشهر؛ لأنه يسقط من الثلاثين حولاً الرَّضاع، بدليل {يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ}[72]، ومنه:

أَبَى دَهْرُنَا إسْعَافَنَا فِي نُفُوسِنَا        وَأَسْعَفَنَا فِيمَنْ  نُحِبُّ  وَنُكْرِمُ
         فَقلْتُ لَهُ نُعْمَاكَ  فِيهِمْ  أَتِمَّهَا        وَدَعْ أَمْرَنَا  إِنَّ  الأَهَمَّ  المُقَدَّمُ[73]

أدْمج في التَّهْنِئة شكْوى الدَّهر، ونحو:

وَصِفَا لِي ثَغْرَ الحَبِيبِ  فَإِنِّي        ذُو اشْتِيَاقٍ إِلَى النَّقَا وَالعَقِيقِ[74]

أدمج في قوله: (وصفا لي ثغر الحبيب) صِفَته بالنَّقا والعقيق.



باب اللف والنشر

وهو ذكر متعدِّد على التَّفصيل أو الإجْمال، ثمَّ ذِكْر ما لكلٍّ من هذا المتعدِّد من غير تعيُّن ثقةً بأنَّ السَّامع يردُّه إليه، فإن ذكر مرتَّبًا فهو المرتَّب، وإلا فهو المشوَّش، نحو: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}[75]، ونحو: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}[76] الآية، ونحو: [13أ/13ب].

فَالغُصْنُ وَالوَرْدُ ثُمَّ البَدْرُ فِي غَسَقٍ        يَا صَاحِ قَدِّيَ خَدِّي طَلْعَتِي شَعَرِي[77]

ونحو:

كَيْفَ أَسْلُو وَأَنْتِ غُصْنٌ وَحِقْفٌ        وَغَزَالٌ   لَحْظًا    وَقَدًّا    وَرِدْفَا [78]

والحِقْف جمعه أحْقاف، وهو النَّقا من الرَّمل، ونحو هو شَمس وأسدٌ وبَحر جودًا وبهاءً وشجاعة.

والمجمل لا يتصوَّر فيه ترتيب ولا عكس، نحو: لي منه ثلاثة بدر وغصن وعضب، ونحو: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}[79]، فضمير قالوا لأهْلِ الكِتابين؛ أي قالت اليهود: لن يدخل الجنَّة إلاَّ مَن كان هودًا، وقالتِ النَّصارى: لن يدخل الجنَّة إلاَّ من كان نصارى، فلفَّ؛ لعدم اللَّبس ثقةً بأنَّ السَّامع يرد إلى كلٍّ ما زعَمَه؛ للعلم بتضليل كلِّ فريق صاحبه.

ومن غريب اللَّفِّ والنَّشْر أن يذكر متعدِّدًا ثمَّ يذكر ما لكلٍّ من آحاد، نحو: الرَّاحة والتَّعب والعدْل والظُّلم قد سدَّ من أبوابها ما كان مفتوحًا، وفُتِح من طرُقِها ما كان مسدودًا.



باب الجمع

هو أن يجمع بين متعدِّد لفظًا أو حكمًا في حكم، نحو: {المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا}[80]، ونحو:

إِنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَهْ        مَفْسَدةٌ لِلمَرْءِ  أَيُّ  مَفْسَدَهْ[81]

ونحو: زيد وعمرو وبكر ومحمد كِرام، وفي المتعدد حكمًا هؤلاء الأربعة كرام، ونحو:

سَلامَةُ   المَرْءِ   فِي   دُنْيَاهُ   أَرْبَعَةٌ        القُنْعُ وَالصَّمْتُ ثُمَّ الحُكْمُ والأَدَبُ[82]



باب التفريق

وهو إيقاع تباين بين أمرين من نوع في المدْح أو غيره، نحو:

مَا نَوَالُ الغَمَامِ وَقْتَ رَبِيعٍ        كَنَوَالِ الأَمِيرِ  يَوْمَ  سَخَاءِ
         فَنَوَالُ  الأَمِيرِ  بِدْرَةُ  عَيْنٍ        وَنَوَالُ  الرَّبِيعِ  قَطْرَةُ  مَاءِ[83]

أوْقع التباين بين النوالين، ونحوه:

إِنْ  شَبَّهُوا   بالنَّبْل   أَلْحَاظَهُ        يَوْمًا فَقَدْ جَاؤُوا بِأَمْرٍ عَجِيبْ
         فَالنَّبْلُ قَدْ تُخْطِئُ  فِي  رَمْيِهَا        وَهَذِهِ مِنْ غَيْرِ  رَمْيٍ  تُصِيبْ[84]

أوْقع التفريق بين الرمْيَين.



باب التقسيم

وهو ذِكْر متعدِّد ثمَّ إضافة ما لكلٍّ إليْه على التعيين، قيل[85]: وبهذا [13ب/14أ] القيْد خرج اللَّفُّ والنشر، والحقُّ أنَّ ذِكْر الإضافة كافٍ؛ إذ ليس في اللَّفِّ والنَّشر إضافة ما لكلٍّ إليه، بل يذكر فيه ما لكلٍّ حتَّى يضيفه السَّامع إليه ويردَّه، نحو:

وَلا  يُقِيمُ  عَلَى  ضَيْمٍ  يُرَادُ  بِهِ        إِلاَّ الأَذَلاَّنِ  عَيْرُ  الحَيِّ  والوَتِدُ
          هَذَا عَلَى الخَسْفِ مَرْبُوطٌ بِرُمَّتِهِ        وذَا  يُشَجُّ  فَلا  يَرْثِي  لَهُ  أحَدُ[86]

ونحو:

وَأَسْمَرَ  خَطِّيٍّ  بِكَفٍّ   مُهَفْهَفٍ        لَهُ  رُمْحُ   قَدٍّ   تَزْدَهِيهِ   النَّوَاظِرُ
             فَهَذَا  لِطَعْنِ  الضِّدِّ  وَالنَّقْعُ   ثَائِرٌ        وَهَذَا لِطَعْنِ الصَّبِّ وَالظَّعْنُ سَائِرُ[87]

الشَّاهد رمح وقدّ، فلو قيل: هذا لطعن قوم، وهذا لطعْن قومٍ لم يكن تقسيمًا، وتقسيمُه إضافة ما لكلٍّ إليه على التعْيِين.

ومنه أن تذكر الشيء وما يناسبه، ثم الشيء وما يناسبه إلى آخر ما تُريد، وهو نظير التَّفْويف، نحو:

يَقُولُونَ صِفْ قَدَّ الحَبِيبِ وَلَحْظَهُ        وَوَجْنَاتِهِ وَالثَّغْرَ قُلْتُ  لَهُمْ  قُرُّوا
           فَقَدٌّ وَلا رُمْحٌ، وَلَحْظٌ وَلا  ظَبْيٌ        وَخَدٌّ وَلا  وَرْدٌ،  وَثَغْرٌ  وَلا  دُرُّ[88]




باب الجمْع والتفريق

وهو إدْخال شيْئَين في معنًى ثُمَّ يفرق جهتي الإدخال، نحو: الشمس والقمر كوكبان: هذا نَهاري وهذا ليلي، ونحو:

فَوَجْهُكِ كَالنَّارِ فِي ضَوْئِهَا        وَقَلْبِي  كَالنَّارِ  فِي  حَرِّهَا[89]

الجمع كوْن قلبِه ووجه الحبيب كالنار، والتَّفريق أنَّ للوجْه الإشْراق، وللقَلْب الحريق.



باب الجمْع والتقسيم

وهو جمع متعدِّد تحت حكم ثمَّ تقْسيمه، أو تقسيم متعدِّد ثم جمعه، نحو:

الرَّوْضُ يَجْمَعُ مَعْنًى فِي الحَبِيبِ فَقُلْ        إِنْ  رُمْتَ   يَوْمًا   بِتَقْسِيمٍ   تُعَارِضُهُ
          الغُصْنُ    قَامَتُهُ،    وَالوَرْدُ    وَجْنَتُهُ        وَالطَّلْعُ   مَبْسِمُهُ،   وَالآسُ   عَارِضُهُ[90]

ونحو:

قَوْمٌ  إِذَا  حَارَبُوا  ضَرُّوا   عَدُوَّهُمُ        أَوْ حَاوَلُوا النَّفْعَ فِي أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوا
       سَجِيَّةٌ  تِلْكَ  مِنْهُمْ   غَيْرُ   مُحْدَثَةٍ        إِنَّ  الخَلائِقَ  فاعْلَمْ  شَرُّهَا  البِدَعُ[91]

قسَّم في الأوَّل صفة الممْدوحين، وجَمعها في الثَّاني تحت كوْنِها [14أ/14ب] سجيَّة.



باب الجمع والتفريق والتقسيم

وهو أن تجمع ثم تفرِّق ثم تقسِّم، نحو: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}[92] الآية، جمع الأنفُس في {لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ}، ثم فرَّق بأنَّ بعضها شقي وبعضها سعيد، ثم قسَّم بأنَّ أضاف إلى الأشْقِياء ما لهم وللسُّعداء ما لَهم، ونحو:

لِذَاتِي  جَامِعٌ  تَفْرِيقَ  شَمْلٍ        بِتَقْسِيمِ الهَوَى مِنْ بَحْرِ حُبِّي
         سُهَادًا أَوْ عَذَابًا  أَوْ  هُمُومًا        لِعَيْنِي أَوْ لِرُوحِي  أَوْ  لِقَلْبِي[93]

جَمع ما تحصَّل من الشَّقيِّ في الهجر، ثم فرَّق بأنَّ الحاصل سهاد وعذابٌ وهُموم، ثم قسَّم السُّهاد للعين، والعذاب للرُّوح، والهموم للقلب.



باب صحَّة الأقسام

وهو عبارة عنِ استيفاء المتكلِّم أقْسام المعنى، نحو: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}[94]؛ إذ ليس في رؤْية البرق إلاَّ الخوْف من الصَّواعق والطمع في الأمطار، ونحو: {قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}[95]، {دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}[96]، ونحو: {وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}[97]؛ لأنه تعالى إمَّا أن يفرد بهبة الإناث أو الذكور أو بهما أو لا يهبه شيئًا، وفيها التَّرقِّي[98] من الأدْنى إلى الأعْلى، وأخَّر العقيم؛ لأنَّ إفْضالَه تعالى على عبادِه أهمُّ من حرمانه، وتقديم الأهمِّ أوْلى، ونحو: ((ليس لك من مالِك إلاَّ ما أكَلْت فأفنيْت، أو لبِسْتَ فأبْلَيت، أو تصدَّقتَ فأبْقَيت))[99]، وقول عليٍّ[100]: "أنْعِم على مَن شئت تكن أميرَه، واستغْنِ عمَّن شِئْتَ تكُن نظيرَه، واحتَجْ إلى مَن شِئْتَ تَكُنْ أسيرَه"[101]، استوْعَب أقسام الدَّرجات العُليا والسُّفْلى والوسطى.

وقف أعرابيٌّ على حلْقة الحسن البصري[102] فقال: رحِم الله مَن تصدَّق من فَضْل، أو واسى من كفاف، أو آثر من قوت، فقال الحسن: ما ترك الأعْرابي منكم أحدًا إلاَّ عَمَّه[103] بالمسألة، ونحو:

وَهَبْهَا   كَشَيْءٍ   لَمْ   يَكُنْ   أَوْ   كَنَازِحٍ        بِهِ الدَّارُ أَوْ مَنْ غَيَّبَتْهُ المَقَابِرُ[104][14ب/115أ]

ونحو:

وَأَعَلَمُ  عِلْمَ  اليَوْمِ  وَالأَمْسِ  قَبْلَهُ        وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي[105]

ونحو:

ولَيْسَ بِذِي  رُمْحٍ  فَيَطْعَنَنِي  بِهِ        وَلَيْسَ بِذِي سَيْفٍ، وَلَيْسَ بِنَبَّالِ[106]

ونحو:

شَغَلَ  الدَّهْرُ  عَنْ   لِقَاءِ   حَبِيبٍ        لَيْتَ شِعْرِي مَتَى؟ وَكَيْفَ؟ وَأَيْنَا؟[107]

استوعب أقسام الظُّروف الزَّمانيَّة، والمكانيَّة، وكيف التي يُسْأَل بها عن الأحْوال، وفيما قبله آلات القتال، وفيما قبله أقْسام الزَّمان، وفيما قبْلَه أقْسام الشَّيْء؛ لأنَّه إمَّا أن يكون، أو كان ثمَّ عدِم إمَّا بالبُعْد أو الفَناء.



باب التفسير

وهو أن يأتي المتكلِّم في أوَّل كلامِه بمعنًى لا يستقلُّ الفهم بمعناه دون أن يفسّر، نحو: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}[108]، فصحَّة التَّقْسيم انْدَرَجت في صحَّة التَّفسير، ونحو:

لِمُخْتَلِفِي  الحَاجَاتِ  جَمْعٌ   بِبَابِهِ        فَهَذَا   لَهُ   فَنٌّ،   وَهَذَا   لَهُ    فَنُّ
            فَلِلخَامِلِ  العَلْيَا،  وَلِلمُعْدَمِ  الغِنَى        وَلِلمُذْنِبِ العُتْبَى، وَلِلخَائِفِ الأَمْنُ[109]

ونحو:

وَجَلا الوَدَاعُ مِنَ الحَبِيبِ مَحَاسِنًا        حُسْنُ العَزَاءِ - وَقَدْ جُلِينَ - قَبِيحُ
             فَيَدٌ  مُسَلِّمَةٌ،   وَطَرْفٌ   شَاخِصٌ        وَحَشًى يَذُوبُ،  وَمَدْمَعٌ  مَسْفُوحُ[110]

ففي الأوَّل بيان أنَّ الوداع جلا مَحاسنَ الحبيب، وفي الثَّاني شرْح حال المحبِّ حينئذٍ، ونحو:

شَيْئَانِ  حَدِّثْ  بِالقَسَاوَةِ  عَنْهُمَا        قَلْبُ الَّذِي يَهْوَاهُ  قَلْبِيَ  وَالحَجَرْ
وَثَلاثَةٌ   بِالجُودِ   حَدِّثْ    عَنْهُمُ        البَحْرُ،  وَالمَلِكُ  المُعَظَّمُ،  وَالمَطَرْ
             لَكِنَّ   وَاسِطَةَ   الثَّلاثَةِ    خَيْرُهَا        وَكَذَاكَ خَيْرُ العِقْدِ وَاسِطَةُ الدُّرَرْ[111]



باب الإيضاح

وهو أن يذكر المتكلِّم كلامًا في ظاهِرِه لبس ثمَّ يوضِّحُه في بقيَّة كلامِه، كقوله:

يُذَكِّرُنِيكَ    الخَيْرُ    وَالشَّرُّ    كُلُّهُ       وَقِيلُ الخَنَا، وَالعِلْمُ وَالحِلْمُ، وَالجَهْلُ[112]

فلوِ اقتصر على هذا التَّرتيب لأشكل المراد على السَّامع؛ لجمعِه [15أ/15ب] بين ألْفاظ المدْح والهجاء، فلمَّا قال بعده:

فَأَلْقَاكَ  عَن   مَكْرُوهِهَا   مُتَنَزِّهًا        وَأَلْقَاكَ فِي مَحْبُوبِهَا وَلَكَ الفَضْلُ

أوْضح المعنى المراد ورفَع اللبس، وكقوله:
 

وَمُقَرْطَقٌ يُغْنِي النَّدِيمَ  بِوَجْهِهِ        عَنْ كَأْسِهِ المَلأَى وَعَنْ إِبْرِيقِهِ
              فِعْلُ المُدَامِ، وَلَوْنُهَا،  وَمَذَاقُهَا        فِي مُقْلَتَيْهِ،  وَوَجْنَتَيْهِ،  وَرِيقِهِ[113]

فلوِ اقتصر على البيت الأوَّل لأشْكل الأمر على السَّامِع، من جهة أنَّ الوجه وإن كان حسنًا لا يغني النَّديم عن الخمر، فأوْضح اللَّبس في البيت الثاني، والفرق بين الإيضاح والتَّفسير أنَّ التَّفسير تفصيلُ الإجمال والإيضاح رفْع الإشكال.



باب الإشارة

وهو أن يُشير المتكلم إلى معانٍ كثيرة بألفاظٍ قليلة، فإنَّ المشير بيده يُشير دفعة واحدة إلى أشْياء لو عبَّر عنْها بلفظ لاحتاج إلى ألفاظ كثيرة، نحو: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ اليَمِّ مَا غَشِيَهُمْ}[114]، ونحو:

وَلأَشْكُرَنَّ  غَرِيبَ   نِعْمَتِهِ        حَتَّى أَمُوتَ وَفَضْلُهُ الفَضْلُ
             أَنْتَ الشُّجَاعُ إِذَا هُمُ نَزَلُوا        عِنْدَ المَضِيقِ وَفِعْلُكَ  الفِعْلُ[115]

وقوله في صفة فرس:

عَلَى هَيْكَلٍ يُعْطِيكَ قَبْلَ سُؤَالِهِ        أَفَانِينَ جَرْيٍ غَيْرِ كَزٍّ وَلا  وَانِ[116]

أشار بقوله أفانين إلى جَميع صنوف عدْو الخَيْل المحمود، بدليل غير كزٍّ ولا وانٍ.



باب الإرْداف والتَّتبيع

وهو أن يريد المتكلم معنًى فلا يعبِّر عنْه بلفظِه الموْضوع له، بل بلفْظٍ هو ردْفه وتابعه إلى قريب من لفظِه، قُرْبَ الرَّديف من المرْدف، نحو: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ}[117]، فإنَّ حقيقتَه جلست على هذا المكان، فعدل عن لفْظ الحقيقة؛ لما في الاستِواء من الإشعار بجلوس متمكِّن لا زيْغ فيه ولا مَيل، ونحو: حديث ((زوْجِي رفيع العماد، عظيم الرَّماد، قريب البيت من النَّاد))[118]، أرادَتْ بذلك مدْح زوجِها بتمام الخلْق، والتَّقدُّم على قومِه ونِهاية الكرم؛ لأنَّ قوْلَها رفيع العماد يدلُّ على تمام الخلْق؛ إذْ بناء [15ب/16أ] البيوت على مقادير أجْسام الدَّاخلين لها غالبًا، ويدلُّ على عظم قدْرِ صاحبِه، حيث له قدرة على رفْعِه وعلى كرمه؛ لأنَّ الضيوف تعمد البيوت المرتفِعة، وكذلك عظيم الرَّماد يدلُّ على عظم القدْر، وكثرة الكرم والثَّروة، وكذلك قُرْب البَيْتِ من النادي وهو مجمع رِجال الحي للحديث؛ لأنَّ صاحبه إلى الضَّيف أسْبق، ولو عبرت عن هذه المعاني بألْفاظِها لاحتاجتْ لألْفاظٍ كثيرة ولا تفي بهذا المراد.



باب التكميل

وهو أن يأتي المتكلِّم بمعنًى ثمَّ يرى الاقتِصار على ذلك المعنى غيرَ كامل، فيكمله بمعنًى آخَر، كمَن مدح شخصًا بالشَّجاعة، ورأى الاقتِصار عليْها غير كامل، فيكمل مدْحَه بالكرم، ومنه قوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ}[119]، فإنَّه لو اقْتَصر على وصف الذِّلَّة لإخوانِهم المؤمنين والانقياد لأمورِهم كان غير كامل؛ لاحتِمال توهُّم أنَّ ذُلَّهم عن عجز، فكمَّل مدْحَهم بوصْف العزَّة والغلبة على الكافرين، وقوله: {أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[120]، ونحو:

حَلِيمٌ إِذَا مَا  الحِلْمُ  زَيَّنَ  أَهْلَهُ        مَعَ الحِلْمِ فِي عَيْنِ العَدُوِّ مَهِيبُ[121]

فهو تكْميل؛ لأنَّ مَن لم يعرف منْه إلاَّ الحِلْم ربَّما طمع فيه عدوُّه، ونحو:

لَوْ أَنَّ عَزَّةَ خَاصَمَتْ شَمْسَ الضُّحَى        فِي  الحُسْنِ  عِنْدَ  مُوَفَّقٍ  لَقَضَى  لَهَا[122]

فلو قال عند مُحَكَّم لتمَّ المعنى، لكن الموفَّق أكمل وأحسن؛ إذْ ليْس كلُّ محكَّم موفَّقًا؛ فإنَّه قد يجور.

ونحو:

لَوْ قِيلَ لِلمَجْدِ حُدْ عَنْهُمْ وَخَلِّهِمُ        بِمَا احْتَكَمْتَ منَ الدُّنْيَا لمَا حَادَا[123]

فقوله: "بما احْتَكَمْت من الدنيا" تكميل.

والفَرْق بين التَّكميل والتَّتْميم أنَّ التَّتميم يرِدُ على المعْنى النَّاقص فيتمُّه، والتَّكميل يرد على المعنى التام فيكمله.



باب الاحتراس

وهو أن يأتي المتكلِّم بمعنًى يتوجَّه عليه اعتراض، فيفطن له فيأْتي بما يخلِّصه، وهذا هو الفرْق بينه وبين التكميل، نحو: {وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[124]؛ فإنَّه لمَّا أخبر بِهلاك من هلك [16أ/16ب] أعْقَبه بالدُّعاء عليْهِم ووصفِهِم بالظُّلم؛ ليعمَّ أنَّ جميعهم كان مستحقًّا للعذاب احتِراسًا من ضعيف يتوهَّم أنَّ الهلاك لعمومِه ربَّما شمل مَن لا يستحق، ونحو: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ}[125]، لم يقُل من الجانب الأيمن كما قال لموسى؛ لأنَّه هو الَّذي نودي فيه أدبًا مع محمَّد أن ينفِيَ عنه كونه بالجانب الأيمن، ونحو:

حَلِيمٌ إِذَا مَا الحِلْمُ زَيَّنَ أَهْلَهُ[126]

فلولا زيادة ما بعد حليم لكان المدْح معترضًا؛ إذْ بعض الحلم قد يكون عن عجْزٍ وليس بحلم حقيقة، والحِلْم إنَّما هو الصفح عن قدرة كما قيل:
 

وَحِلْمُ ذِي العَجْزِ ذُلٌّ أَنْتَ  عَارِفُهُ        وَالحِلْمُ عَنْ قُدْرَةٍ ضَرْبٌ مِنَ الكَرَمِ[127]



باب النكتة

وهي تَخصيص شيءٍ بالذِّكْر دون أشياء كلّها تسدُّ مسدَّه، ولولا النُّكْتة في التَّخصيص لكان تخصيصه معيبًا، كقوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}[128]، خصَّها بالذِّكْر دون غيرها من النجوم - وهو ربُّ كلِّ شيء - لأنَّ رجلاً دعا خلقًا إلى عبادتِها، فنزل: وهو ربُّ الشعرى التي ادُّعِيَت فيها الربوبية دون سائر النُّجوم، وقوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}[129]، خصَّ يفقهون دون يعلمون، لما في الفِقْه من الزِّيادة على العلم.

وكقول الخنساء:

يُذَكِّرُنِي طُلُوعُ الشَّمْسِ صَخْرًا        وَأَذْكُرُهُ  لِكُلِّ  غُرُوبِ  شَمْسِ[130]

خصَّت هذَيْن الوقْتين مع أنَّها تذكره دائمًا؛ لما فيهما من التَّنبيه على الشَّجاعة والكرَم؛ لأنَّ طُلُوع الشمس وقت الغارة على العدو، والغروب وقْت إطْعام الطَّعام للضيفان.



باب المواربة

وهي أن يأتيَ المتكلِّمُ بكلام يتضمَّن الإنكار، فيستحضر بحِذْقِه وجهًا يتخلص به من تصحيفٍ أو تَحريف أو زيادةٍ أو نقصٍ، من وَرَبَ العرق إذا فسد، فكأنَّ المتكلِّم أفسد بتأْوِيله ظاهر كلامه نحو:

وَإِنْ أُصَرِّحْ أُجَامِلْ  فِي  مُوَارَبَةٍ        لأَنَّهُمْ مِنْ ذوي الأَقْدَارِ وَالحَشَمِ[131]

فالأقدار بالمهْملة للمقام الرفيع، وبالمعجمة للنجس.

وكقول بعض الخوارج:

فَإِنْ   يَكُ   مِنْكُمْ    كَانَ    مَرْوَانُ    وَابْنُهُ        وعَمْرٌو وَمِنْكُمْ هَاشِمٌ وَحَبِيبُ[16ب/17أ]
          فَمِنَّا    حُصَيْنٌ   وَالبُطَيْنُ     وَقُعْنُبٌ        وَمِنَّا   أَمِيرُ      المُؤْمِنِينَ     شَبِيبُ[132]

فلمَّا بلغ هشام بن عبدالملك[133] وظفِر به قال له: أنت القائل: ومنَّا أميرُ المؤمنين شبيب؟ فقال لَم أقُل كذا، وإنَّما قلتُ: أميرَ وفتح الرَّاء، فتخلَّص بفتح الرَّاء بعد ضمِّها، وهو ظاهر.



باب التعليق

وهو أن يأتِي المتكلِّم بمعنًى، ثمَّ يعلِّق به معنًى آخر يقتضي زيادة مدْح، كمادح إنسانٍ بِالكرم، [فيعلق][134] بالكرم شيئًا يدلُّ على الشَّجاعة، كقوْلِ بعضِهِم في بعض القُضاة حيث يردُّ شهادة مَن شهِد برؤْيَة هلال الفِطْر:

أَتُرَى القَاضِيَ أَعْمَى        أَمْ    تُرَاهُ     يَتَعَامَى
             سَرَقَ العِيدَ كَأَنَّ الْ        عِيدَ  أَمْوَالُ  اليَتَامَى[135]

فعلق خيانة القاضي في أموالِ اليتامى بِما قدَّمه من خيانتِه في أمر العيد، ونحو:

تَخَيَّلَ   أَنَّ   القِرْنَ   وَافَاهُ   سَائِلاً        فَقَابَلَهُ   طَلْقَ   الأَسِرَّةِ   ذَا    بِشْرِ
            وَنَادَى فِرَنْدَ السَّيْفِ  دُونَكَ  نَحْرَهُ        فَأَحْسَنُ مَا تُهْدَى اللآلِي إِلَى النَّحْرِ[136]

علق ذكر الكرَم بِذِكْر الشَّجاعة، حيثُ وصف المَمْدوح بطلاقتِه وتَهلُّلِه استِبْشارًا بالقرن، لمَّا تَخيَّله سائلاً، وإهدائِه فِرَند السَّيف، وهو جوهرة إلى نَحره، لمَّا تَخيَّل الفرند لآلئ.



باب التوليد

وهو ضربان: توليد ألفاظ، وتوليد معانٍ.

فاللَّفظي: ضمُّ كلِمة إلى أخرى، فيتولَّد بينهما كلام آخر، مثاله: ما حُكِي أنَّ مصعب بن الزُّبير[137] وسم خيله بلفْظ (عدَّة)، فلمَّا قُتِل وصارت إلى الحجَّاج وسم بعد لفْظِ عدَّة لفظ (الفرار) فتولَّد بين اللفظين معنىً آخَر لم يُرِدْه مصعب، ومن لطيف التَّوليد قولُ بعضهم:

كَأَنَّ  عِذَارَهُ  فِي  الخَدِّ  لامٌ        وَمَبْسِمَهُ الشَّهِيَّ العَذْبَ صَادُ
            وَطُرَّةَ   شَعْرِهِ    لَيْلٌ    بَهِيمٌ        فَلا عَجَبٌ إِذَا سُرِقَ  الرُّقَادُ[138]

ولَّد من تشْبيه العِذار باللام، والفم بالصَّاد لفظ (لص)، ومِن تَشْبيه الطرَّة باللَّيل ذِكْر سرقة الرقاد، فهو توليد وإغراب وإدْماج، وهو عجيب.

والتوليد المعنوي: وهو أن يُزَوِّجَ معنًى من معاني البَديع بمعنًى آخر، فيتولد بينهما فن مدمج في فن، كقوله: [17أ/17ب].

شفيعِيَ عِنْدَ الغِيدِ مُسْوَدُّ  لُمَّتِي[139]        إِذَا مَا غَدَا غَيْرِي وَشَافِعُهُ الوَفْرُ[140]

تولَّد من كون شفيعه مسودُّ لمَّته أنَّ شفيع غيره شيءٌ آخَر وهو المال، واندمج فيهما تفْضيل الشَّباب على المال، ولأنَّه قال في الشَّباب شفيع وفي المال شافع وصيغة فعيل أبلغ، ولا يقَعُ في القُرآن من التَّوليد إلاَّ توليد المعاني، ومنه: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ   ‎بِالحَقِّ}[141].

ـــــــــــــــــــــ
[1] ذكر ابن مالك الرعيني كلَّ هذه المصطلحات التي أوردها المؤلف، انظر: "طراز الحلة وشفاء الغلة" 356.
[2] سورة الكهف؛ الآية: 18.
[3] سورة البقرة؛ الآية: 258.
[4] سورة الأنعام؛ الآية: 122.
[5] سورة البقرة؛ الآية: 286.
[6] سورة البقرة؛ الآية: 179.
[7] من الخفيف، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 28أ.
[8] من الرمل، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 28ب.
[9] من الكامل، وهو لدعبل بن علي الخزاعي، من قصيدة أولها:

أَيْنَ  الشَّبَابُ   وَأَيَّةً   سَلَكَا        لا أَيْنَ يُطْلَبُ ضَلَّ بَلْ هَلَكَا

انظر: "ديوان دعبل بن علي الخزاعي" 117، وانظر: "نقد الشعر"؛ لقدامة 29، كتاب "الصناعتين" 297، "تحرير التحبير" 112، "حسن التوسُّل" 200، "الإيضاح" 6/15- 16، "خزانة الأدب؛ لابن حجَّة 1/159، "نفحات الأزهار" 40.
[10] سورة الفتْح؛ الآية: 29.
[11] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 28ب.
[12] سورة الرُّوم؛ الآيتان: 6 - 7.
[13] سورة المائدة؛ الآية: 44.
[14] البيتان من الرَّمل، وهما لابن قرقماس: "زهر الربيع" 27أ.
[15] سورة هود؛ الآية: 24.
[16] سورة التوبة؛ الآية: 82.
[17] من البسيط، قال العباسي في "معاهد التنصيص": يعزي لأبي دلامة أنشده للمنصور، انظر: "معاهد التنصيص" 2/207، وانظر: "تحرير التحبير" 181، و"حسن التوسل" 205، و"الإيضاح" 6/18.
[18] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 26ب.
[19] البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 27أ - 27ب.
[20] وردتْ هذه المصطلحات كلُّها عند الرُّعيْني في حديثه عن مراعاة النظير، انظر: "طراز الحلة" 385، ووردت كذلك في "الإيضاح" 6/19 عدا مصطلح المؤاخاة، ويلحظ أنَّ المؤلف نقل أقسام مراعاة النظير عن "زهر الربيع"؛ لابن قرقماس، كما أنَّه نقل جلَّ حديثِه عن تشابه الأطراف، خاصَّة من "تحرير التَّحبير"؛ لابن أبي الإصبع 520 - 521.
[21] البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 29ب.
[22] لم يذكر المؤلِّف التَّناسب بين ثغر وابتسم.
[23] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 29ب.
[24]  من الطويل، وهو للمؤلِّف مرعي الحنبلي من قصيدةٍ مطلعها:

صَبَوْتُ، وَكَمْ أَصْبُو إِلَى وَصْلِ أَهْيَفٍ        رَشِيقِ  قَوَامٍ  سَاحِرِ  الطَّرْفِ   أَغْيَدَا

انظر: "الغزل المطلوب في المحب والمحبوب" 24ب.
[25] سورة الأنعام؛ الآية: 103.
[26] سورة النور؛ الآية: 35.
[27] هي ليلى بنت عبدالله بن الرحال الأخْيليَّة (80 هـ)، من شواعر العرب، فصيحة ذكيَّة، لها أخبار مع تربة بن الحمير، انظر ترجمتها في: "فوات الوفيات" 3/226- 228.
[28] هو أبو محمد الحجَّاج بن يوسف الثقفي (40 - 95هـ) أحد ولاة بني أميَّة، ولاَّه عبدالملك بن مروان على العراق، خطيب مفوَّه، نُسِبَت إليْه أخبارٌ كثيرة في سفْكِ الدِّماء والبطْش بأعدائه، انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" 2/ 29 - 54.
[29] في الأصل رأيها وهو تصحيف، والصواب من ب، وهو ما تؤيده المصادر.
[30] الأبيات من الطويل، وانظر: "ديوان ليلى الأخيلية" 121، وانظر: "الكامل"؛ للمبرد 1/306، و"تحرير التحبير" 521، و"حسن التوسل" 320، و"شرح الكافية البديعية" 108، و"نهاية الأرب" 7/181، والسجال: جمع سجل هو الدلو الكبير، وصراها من الصَّرَى: وهو بقية اللبن في الضرع، وتعني به اللبن الفاسد.
[31] سورة الرحمن؛ الآية: 5- 6.
[32] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 30ب.
[33] انظر باب التوشيح.
[34] اعتاد البلاغيُّون استعماله (لوقوعه في صحبته)، ويلحظ أنَّ المؤلف تعمَّد تعْدية المصدر بنفسه، يؤكد ذلك عند بيانه المشاكلة في البيت.
[35] من الكامل، ورد دون عزْو في عددٍ من المصادر، مثل: "شرح الكافية البديعية" 182، و"الإيضاح" 6/28، "معاهد التنصيص" 2/252، وانظر: "طراز الحلة" 417، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/253.
ونسبه العباسي في "معاهد التنصيص"؛ لأبي الرقعمق أحمد بن محمد الأنطاكي (399هـ)، وأرجِّح أنَّه لجحظة البرمكي: أحمد بن جعفر بن برمك (324هـ)، فقد نسبه الثَّعالبي إليه، انظر: "التوفيق للتلفيق" 188، و"خاص الخاص" 109، وانظر جحظة البرمكي: "الأديب الشاعر" 353، فالثَّعالبي أقْرب إلى عصْر الشَّاعر من العباسي، والله أعلم.
[36] لعلَّ المؤلِّف أخذ ذلك من قول ابن قرقماس:

وَمُعْتَقِلٍ  بِالرُّمْحِ  قُلْتُ  لَهُ   وَقَدْ        تَلَمَّحْتُ مِنْ أَلْحَاظِهِ فِعْلَ مُرْهَفِ
أَلا  قَلَّ  مِنْ  طَعْنِ  القَوَامِ  فَدُونَهُ        يَهُونُ عَلَى العُشَّاقِ طَعْنُ  المُثَقَّفِ

انظر: "زهر الربيع" 31ب.
[37] صدر بيت من الرجز، وعجزه:

.......... ...... ......        حَتَّى غَدَتْ هَمَّالَةً  عَيْنَاهَا

والبيت من شواهد النَّحْويين في باب المفعول، ذكره المبرِّد في "المقتضب" 4/223 دون عزو، وانظر: "شرح شواهد المغني" 314، و"أمالي المُرْتَضى" 2/259، و"شرح حماسة المرزوقي" 3/1147، و"خزانة الأدب"؛ للبغدادي 1/499.
[38] سورة المائدة؛ الآية: 116.
[39] جعل هذه الآية من باب المشاكلة فيه نظر، وقد تابع المؤلِّف - غفر الله لنا وله - بعض البلاغيين، ولا يكفي قوله: إن لم يرد بالنَّفس الذَّات، ليكون مخرجًا له من تأويل صفة النفس.
[40] سورة البقرة؛ الآية: 138.
[41] من البسيط، وهو لابن قرقماس، وقبله:

يَا زَاجِرَ العِيسِ سِرْ لَيْلاً وَحَيِّ كَمَا        حَيَّا  الحَبَابِيُّ  لَيْلَى  غَيْرَ   مُحْتَشِمِ

انظر: "زهر الربيع" 34ب.
[42] هذا القول لأبي الفتح البُستي، انظر: "الدر النفيس"؛ للنواجي 4أ، 161أ، و"جنى الجناس"؛ للسيوطي 226، و"معاهد التنصيص"؛ للعباسي 3/215.
[43] من البسيط، وهو لابن قرقماس، وقبله:

قَلَّتْ مُدَامَتُهَا الحَمْرَا فَأَتْبَعَهَا        بِأُخْتِهَا كَبَيَاضِ الصُّبْحِ تَلْوِينَا

انظر: "زهر الربيع" 34ب.
[44] سورة يونس؛ الآية: 31.
[45] سورة الممتحنة؛ الآية: 10.
[46] من البسيط، وهو لزُهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان، انظر: شعر زهير بن أبي سلمى 100، وانظر: "الوساطة"؛ للجرجاني 334، و"الإيضاح" 6/38، و"طراز الحلة" 434، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/282، و"معاهد التنصيص" 2/257.
[47] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 34أ.
[48] انظر في تعريف الاستطراد: "العمدة"؛ لابن رشيق 1/628، و"تحرير التحبير"؛ لابن أبي الإصبع 130.
[49] البيتان من الكامل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 32ب.
[50] هو أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني (773هـ- 852هـ) من أئمة العلم.من أشهر مؤلفاته: "فتح الباري"، و"الدرر الكامنة"، انظر ترجمته في: "البدر الطالع" 1/87 - 92.
[51] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، وقد صرّح بأنه يمدح بهما ابن حجر، وهذا يخالف تعليق المؤلف بأن ابتداء الكلام لم يكن لمديحه، انظر: "زهر الربيع" 33أ.
[52] البيتان من الكامل، وهما أيضًا لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 33أ.
[53] انظر في تعريف الاطراد: "العمدة" 2/698، و"تحرير التحبير" 352.
[54] البيتان من الخفيف، وردا غير منسوبين في: "العمدة" 2/700، و"تحرير التحبير" 353، و"كفاية الطالب" 207، و"طراز الحلة" 627، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/352، "زهر الربيع"؛ لابن قرقماس 51أ - 51ب. ونسبهما محقِّق العمدة الدكتور محمد قرقزان لمحمد بن عبدالملك الزيات، وأحال على ديوانه ص1، انظر: "العمدة" تحقيق الدكتور محمد قرقزان 2/700.
[55] هو عبدالعظيم بن عبدالواحد بن ظافر بن أبي الإصبع المصري (585 - 654هـ)، من علماء البلاغة المتميِّزين، له عدد من المؤلفات فيها، زعيم المدرسة البديعيَّة، تأثَّر به جُلُّ الَّذين ألَّفوا في البديع بعده، انظر ترجمته في 2/363- 366.
[56] انظر نص كلام ابن أبي الإصبع في: "تحرير التحبير" 353.
[57] ساقطة من الأصل، وهي في ب، وفي "زهر الربيع" 51ب.
[58] البيتان من الخفيف، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 51ب.
[59] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 47ب.
[60] من الطويل، وهو لأبي الطيب المتنبي، انظر: "شرح ديوان المتنبي"؛ للعكبري 1/377، وانظر: كتاب "الصناعتين" 411، "سر الفصاحة" 139، "شرح الكافية البديعية" 89، و"الإيضاح" 6/79، و"التبيان"؛ للطيبي 389، و"طراز الحلة" 601، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/394.
[61] من البسيط، وهو للكميت، انظر: "ديوانه" 1/81، انظر: "العمدة" 1/632، و"كفاية الطالب" 219 (تحقيق النبوي شعلان)، و"تحرير التحبير" 165، و"معاهد التنصيص" 3/88.
[62] هو أبو العباس عبدالله بن محمد المعتز بالله بن المتوكل بن المعتصم (247- 296هـ)، تولَّى الخِلافة يومًا وليلة، شاعر مبدع، له عددٌ من المؤلَّفات أشْهَرُها كتاب البديع، أوَّل كتاب أفرد البديع بتأليف خاصّ، انظر ترجمته في: و"فيات الأعيان" 3/76 - 80.
[63] من السريع، انظُر: "ديوان أشعار الأمير أبي العباس بن المعتز" 1/383. وانظر: "العمدة" 1/633، و"كفاية الطالب" (تحقيق النبوي شعلان) 219، و"تحرير التحبير" 374.
[64] ممَّن سمَّاه التعليق: أسامة بن منقذ، انظر: "البديع في نقد الشعر" 58، وابن أبي الإصبع في "التحرير" 443.
[65] لم أقف على من سمَّاه التضعيف، إلاَّ أنَّ ابن مالك الرُّعيني ذكر المصطلحات كما أوردها المؤلف مرعي الحنبلي، انظر: "طراز الحلة" 603، وورد مصطلح المضاعفة عند أبي هلال في كتاب "الصناعتين" 423.
[66] ممن جعله مع الاستِتباع: ابن معصوم في "أنوار الربيع" 6/148.
[67] في الأصل من، والصواب من ب.
[68] هو أبو عبدالله محمد بن محمد بن عبدالله بن مالك الطَّائي (686هـ) المعروف بابن الناظم، له في البلاغة كتابا: "المصباح"، و"روْض الأذهان"، وهو أوَّل مَن جعل البديع قسيمًا لعِلْمَي المعاني والبيان، انظر ترجمته في: "بغية الوعاة" 1/225.
[69] لم أعثُرْ على قول ابن مالك بنصِّه في "المصباح"، ولكنِّي وجدت هذا الرأي منسوبًا لابن مالك في كتاب "طراز الحلة"؛ لابن مالك الرعيني، انظر: "طراز الحلة" 603، ولكن ذلك قريب من تعريف ابن مالك للنَّوع الثاني من الإدماج، فهو عنده "أن يقصد المتكلم إلى نوع من البديع، فيجيء في ضمنه بنوع آخر" "المصباح" 267.
[70] سورة البقرة؛ الآية: 233.
[71] سورة الأحقاف؛ الآية: 15.
[72] سورة البقرة؛ الآية: 233.
[73] البيتان من الطويل، وهما للشاعر عبيدالله بن عبدالله، في عبدالله بن سليمان بن وهب حين وزر للمعتضد، انظر: "تحرير التحبير" 449، و"طراز الحلة" 606، و"معاهد التنصيص" 3/136، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/484، ونسبهما لعبدالله بن عبيدالله، ولعله تقديم وتأخير.
[74] من الخفيف، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 48أ.
[75] سورة القصص؛ الآية: 73.
[76] سورة آل عمران؛ الآية: 106.
[77] من البسيط، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 38أ.
[78] من الخفيف، وورد دون عزو في "حسن التوسل" 245، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/153، ورد البيت في كتاب "الصناعتين"، ونسبه أبو هلال لنفسِه، انظر: كتاب "الصناعتين" ص338، ونسب لابن حيوس في "الإيضاح" 6/44، و"طراز الحلة" 501، و"التبيان"؛ للطيبي 400، ولم أقف عليه في ديوان ابن حيوس، مما يرجح أنه لأبي هلال.
[79] سورة البقرة؛ الآية: 111.
[80] سورة الكهف؛ الآية: 46.
[81] من الرجز، ورد في بعض المصادر غير معزو، مثل:
"التبيان"؛ للطيبي 402، و"الإيضاح" 6/46، و"طراز الحلة" 508، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/266. وهو لأبي العتاهية من أرجوزته المعروفة بـ"ذات الأمثال"، انظر: "ديوان أبي العتاهية" (تحقيق شكري فيصل) ص388، وانظر: "أبو العتاهية أخباره وأشعاره" 448.
[82] من البسيط، وهو لابن قرقماس، وقبله:

خُذْ مَا نَصَحْتُكَ مِنْ وَعْظٍ وَمِنْ حِكَمٍ        يَا ذَا التُّقَى  وَالحِجَا  فَالعِلْمُ  يُكْتَسَبُ

انظر: "زهر الربيع" 38ب.
[83] البيتان من الخفيف، وردا غير منسوبين في كل من: "شرح الكافية البديعية" 167- 168، و"خزانة الأدب" 1/378 - 379، و"نفحات الأزهار" 137 - 138. وهما لرشيد الدين الوطواط، انظر: "حدائق السحر في دقائق الشعر" 75، وانظر: "معاهد التنصيص" 2/300.
[84] البيتان من السريع، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 39أ - 39ب.
[85] لعلَّه يعني الخطيب القزويني؛ لأنَّ التعريف الذي أورده مرعي هو تعْريف القزويني نفسه. انظر: "الإيضاح" 6/49، ولأنَّ القزويني قال في حديثه عن التَّقسيم: وهذا يقْتضي أنَّ التَّقسيم أعمُّ من اللف والنشر.
[86] البيتان من البسيط، وردا دون عزو في بعض المصادر، مثل: "الإيضاح" 6/48، و"طراز الحلة" 516، ووردا في "نفحات الأزهار" 210 منسوبين للسُّلمي، ولعلَّها تصحيف المتلمِّس، وهُما للمتلمس الضبعي، انظر: "ديوان المتلمس" 203، وانظر "معاهد التنصيص" 2/306، و"التبيان"؛ للطيبي 403، و"أنوار الربيع" 5/293.
[87] البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 40أ.
[88] البيتان من الطويل، نسبهما النَّابلسي في "نفحات الأزهار" 211، لمحمد بن قرقماس المصري، ولَم أجِدْهما في "زهر الربيع".
[89] من المتقارب، ورد دون عزو في: "الإيضاح" 6/49، و"طراز الحلة" 526، وهو لرشيد الدين الوطواط، انظر: "معاهد التنصيص" 3/4.
[90] البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 41أ.
[91] البيتان من البسيط، وهما لحسَّان بن ثابت - رضي الله عنه، انظر: "ديوانه" 148 - 149، وانظر: "معاهد التنصيص" 3/6، و"أنوار الربيع" 5/174، و"التبيان"؛ للطيبي 405 - 406، و"الإيضاح" 6/50، و"طراز الحلة" 529، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/254.
[92] سورة هود؛ الآيتان: 105 - 106.
[93] البيتان من الوافر، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 14أ - 41ب.
[94] سورة الرعد؛ الآية: 12.
[95] سورة آل عمران؛ الآية: 191.
[96] سورة يونس؛ الآية: 12.
[97] سورة الشورى؛ الآيتان: 49 - 50.
[98] الترقِّي هو: "أن يُذكر معنى، ثم يُرْدَف بأبلغ منه"، "عروس الأفراح" (شروح التلخيص 4/473).
[99] رواه الإمام مسلم في صحيحِه في كتاب الزُّهد، من حديث مطرف عن أبيه عبدالله بن الشخير، صحيح مسلم برقم 8132، وأخرجه الإمام الترمذي في جامعه مع تقديم وتأخير في ألْفاظ الحديث، رقم الحديث 2342، انظر: "الجامع الصحيح"؛ للتِّرمذي 4/572، تحقيق وشرْح أحمد محمد شاكر، ط. دار إحياء التراث - بيروت، ويظهر لي أنَّ المؤلِّف نقله عن ابن أبي الإصبع في "التحرير" 176.
[100] هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب (23 ق. هـ - 40 هـ)، ابن عمِّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصِهْره، ورابع الخلفاء الرَّاشدين - رضوان الله تعالى عليهم. انظر ترجمته في "الإصابة" 2/507 - 510.
[101] نسبه الثعالبي لعلي - رضي الله عنه - انظُر: "الإعجاز والإيجاز"؛ للثعالبي 24، وانظر: "سجع الحمام في حكم الإمام" 73 مع اختلاف في يسير، وقد أخذه المؤلف عن "تحرير التحبير" 174 لاتِّفاق النَّصَّين.
[102] هو أبو سعيد الحسن بن يسار البصري (21 - 110هـ) تابعي جليل، أحد العُلماء الفقهاء الفصحاء، انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" 2/69 - 73.
[103] انظر: "تحرير التحبير" 176، و"طراز الحلَّة" 520 - 521، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/271.
[104] من الطويل، ورد دون عزو في "الإيضاح" 6/54، وفي "خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/273 نسبة للحماسي وهو لعمر بن أبي ربيعة، انظر: "ديوانه" 7، وانظر: "تحرير التحبير" 177، و"نهاية الأرب" 7/137.
[105] من الطويل، وهو لزهير بن أبي سُلْمَى من معلقته، انظر: "شعر زهير بن أبي سلمى" 25، وانظر: "تحرير التحبير" 178، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/272، و"نهاية الأرب" 7/137.
[106] من الطويل، وهو لامرئ القيس، انظر: "ديوان امْرِئ القيس" 33، وانظر: "تَحرير التحبير" 178.
[107] من الخفيف، عزاهُ ابن أبي الإصْبع لبعض المغاربة، انظر: "تحرير التحبير" 178.
[108] سورة يس؛ الآية: 36.
[109] البيتان من الطويل، وهُما لابن شرف القيرواني، انظر: "ديوان ابن شرف القيرواني" 99، وانظر: "معاهد التنصيص" 2/310، و"التبيان"؛ للطيبي 408، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/371.
[110] البيتان من الكامل، وهما لأبي الطيب المتنبي، انظر: "شرح ديوان المتنبي"؛ للعُكْبري 1/246 - 247، وانظر: "الوساطة" 390، و"تحرير التحبير" 190.
[111] الأبيات من الكامل، وهي لمجد الملك ابن شمس الخلافة، وهو جعفر بن محمد الأفضلي (622هـ). انظر: "تحرير التحبير" 191، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/371، ولم يرِدْ عنده البيت الثالث.
[112] من الطويل، وهو والَّذي بعده، لمسلِم بن الوليد، المعروف بصريع الغواني، انظر: "شرح ديوان صريع الغواني" 333، ورواية الديوان تختلِف، ويظهر أنَّ المؤلف نقلهما عن "تحرير التحبير" 559، وانظر: "التبيان"؛ للطيبي 75، و"خزانة الأدب" 2/383، و"أنوار الربيع" 6/33.
[113] البيتان من الكامل، وردا دون عزو في "الطراز"؛ للعلوي 3/103، وهما لابن حيوس الدمشقي. انظر: "ديوان ابن حيوس" 2/409، وانظر: "تحرير التحبير" 559 - 560، وانظر: "طراز الحلة" 495، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/383.
[114] سورة طه؛ الآية: 78.
[115] البيتان من الكامل، وردا دون عزو في "خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/259، وهما للمسيَّب، انظر: "جمهرة أشعار العرب" 112 (ط بولاق)، وانظر: "تحرير التحبير" 203.
[116] من الطويل، وهو لامرئ القيس، انظر: "ديوان امرئ القيس" 91، وانظر: "نقْد الشعر" 56، وكتاب "الصِّناعتين" 349، و"تحرير التحبير" 203، و"شرْح الكافية البديعية" 160 - 161، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/259.
[117] سورة هود؛ الآية: 44.
[118] جزء من حديث أم زَرْع الذي أخْرجه البخاري في صحيحه، في كتاب النكاح باب حسن المعاشَرة مع الأهل، وأخْرجَه مسلم في صحيحِه كتاب الفضائل، فضائل عائشة - رضي الله عنها - انظر: "صحيح مسلم بشرح النووي" 15/ 212 - 222، وانظر: "اللؤلؤ والمرجان فيما اتَّفق عليه الشَّيخان" 3/144 - 151، ورقم الحديث 1950، وقد أخذه المؤلف عن "تحرير التحبير" 214.
[119] سورة المائدة؛ الآية: 54.
[120] سورة الفتح؛ الآية: 29.
[121] من الطَّويل، وهو لكعب بن سعد الغنوي. انظر: "تحرير التحبير" 357، وانظر: "نقد الشعر" 35، و"المصباح"؛ لابن مالك 98، و"التبيان"؛ للطيبي 373، و"حسن التوسل" 288، و"خزانة الأدب" 1/374، و"نهاية الأرب" 7/157.
[122] من الكامل، وهو لكثيِّر. انظر: "ديوانه" 1/56 (ط الجزائر)، وانظر: "خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/375.
[123] من البسيط، عزاه ابنُ أبي الإصبع في "تحرير التحبير" 362 لشاعر الحماسة، وتابعه ابن حجَّة في "خزانة الأدب" 1/375. انظر: "شرح حماسة أبي تمَّام"؛ للأعْلم الشنتمري، تحقيق عليّ المفضل حمودان (2/900) وقد نسبه الدكتور عبدالله عسيلان في تحقيقِه للحماسة لعمر بن لجأ التَّيمي، معتمدًا على ما جاء في "الحماسة البصرية" 1/141 انظر: "الحماسة"؛ لأبي تمَّام تحقيق د/ عبدالله عسيلان 2/399.
[124] سورة هود؛ الآية: 44.
[125] سورة القصص؛ الآية: 44.
[126] صدر بيت لكعبٍ الغنوي مرَّ تخريجه آنفًا، انظر: باب التكميل.
[127] من البسيط، لم أقِف على معرفة قائله، وإن كانت عليْه مسحة البديعيَّات!
[128] سورة النجم؛ الآية: 49.
[129] سورة الإسراء؛ الآية: 44.
[130] من الوافر، وهو للخنساء، انظر: ديوانها، وانظر: "البديع"؛ لابن منقذ 29، و"تحرير التحبير" 500، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/30.
[131] من البسيط، وهو للسيوطي في بديعيَّته المسمَّاة: "نظم البديع في مدح الشفيع" 4أ.
[132] من الطويل، وهو لعتبان الحروري، انظر: "تحرير التحبير" 249، وانظر: "الموازنة"؛ للآمدي 86، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/249، والأسماء التي أوْردها الشَّاعر في البيت الثَّاني من أعلام الخوارج.
[133] هو هشام بن عبدالملك بن مروان (71 - 125هـ)، تولَّى الخلافة عشرين سنة، انظر ترجمتَه في "الأعلام"؛ للزركلي 9/ 84 - 85. 
[134] في الأصل فيتعلَّق، والصواب من ب.
[135] البيتان من مجزوء الرَّمل، وردا دون عزو في عدد من المصادر، مثل: "طراز الحلة" 417، وعزاهما ابن أبي الإصبع في "التحرير" 444 لبعض العراقيِّين، وتابعه القزويني في "الإيضاح" 6/29 - 30، وذكر ابن منقذ أنَّهما لبعْض المتملِّحين البغداديين: "البديع" 69، ونسبَهما الثَّعالبي في "يتيمة الدهر" (3/316) للصاحب بن عبَّاد، انظر: "ديوان الصاحب بن عباد" 276 مع اختلاف يسير.
[136] البيتان من الطويل، وهما لابن أبي الإصبع، انظر: "تحرير التحبير" 446.
[137] هو مصعب بن الزبير بن العوام الأسدي (26 - 71هـ) حصل بينه وبين عبدالملك بن مروان حروب انتهت بموت مصعب - رحِم الله الجميع، وعفا عنَّا وعنهم.
[138] البيتان من الوافر، وهما لبعض العجم، كما قال ابن أبي الإصبع في "التحرير" 494، وتابعه في ذلك العباسي في "معاهد التنصيص" 3/22. وانظر: "طراز الحلة" 298، و"الغيث المسجم" 1/128، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 2/261.
[139] رواية التحرير مسودّ وفْرتي، وفيه الشَّاهد، ولكني أبقيت ما ذكره المؤلف.
[140] من الطويل، وهو لابن أبي الإصبع، انظر: "تحرير التحبير" 497.
[141] سورة الأنبياء؛ الآية: 112.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القول البديع في علم البديع (1/8)
  • القول البديع في علم البديع (2/8)
  • القول البديع في علم البديع (3/8)
  • القول البديع في علم البديع (4/8)
  • القول البديع في علم البديع (6/8)
  • القول البديع في علم البديع (7/8)
  • القول البديع في علم البديع (8/8)
  • التشبيه المستطرف: رؤية نقدية (1/2)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة القول الحسن في جواب القول لمن (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة القول الحسن في جواب القول لمن(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نسبة القول أو الفعل إلى الله تعالى وهو قول أو فعل الملائكة بأمره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول الأكمل في معنى قول الناس غدا أجمل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول في صفات الله تعالى كالقول في ذاته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول في بعض صفات الله تعالى كالقول في البعض الآخر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول ببدعية صيام الست من شوال: قول باطل(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • مخطوطة فائدة في هل قول العلوم الشرعية والعقلية وقول السمعية والعقلية أيهما أصح(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • النهي عن قول المملوك: ربي وربتي وقول السيد: عبدي وأمتي ونحوهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رقية المريض بقول: باسم الله أَرقيك، وقول: باسم الله يبريك(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب