• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

ذلك الحب

ذلك الحب
عبدالكريم علي جامع فايد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/1/2014 ميلادي - 12/3/1435 هجري

الزيارات: 7883

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ذلك الحب


"ذلك الحب، ذلك الإله قد هبط"[1]..!

 

"وقد وقف بينهما إله الحب"[2]..!

 

إنه جبران خليل جبران، ألا تعرفونه؟

هو الثائر الذي حطَّم التقاليد البالية، هو القائل: كلُّ ما في الأرض يحيا بناموس طبيعته، ومن طبيعة ناموسه يستمد مَجْد الحرية وأفراحها، أما البشَر فمحرومون من هذه النعمة؛ لأنهم وضعوا لأرواحهم "الإلهية!" شريعة عالمية محدودة، وسَنُّوا لأجسادهم ونفوسهم قانونًا واحدًا قاسيًا، وأقاموا لميولهم وعواطفهم سِجنًا ضيقًا مخيفًا، وحفروا لقلوبهم وعقولهم قبرًا عميقًا مظلمًا، فإذا ما قام واحد من بينهم، وانفرد عن جامعتهم وشرائعهم، قالوا: هذا متمرِّدٌ شرير، خليقٌ بالنفي، وساقط دَنِس، يستحق الموت.

 

نعم، يريد أن يربطنا بالناموس، يريدنا أن نكون ككل شيءٍ في الأرض، كما هي الدواب والهوام، فهكذا يكون الإنسان سيِّدَ نفسه، يتبع ما تمليه عليه عواطفه، ونداء روحه، أو ما نسميه نحن - معاشر المتزمِّتين - بالهوى، لا فرق.

 

يصرخ بهذه الكلمات:

ذلك الحب، ذلك الإله قد هبط!

 

وقد وقَف بينهما إله الحب!

 

إنها ليست مجرد تصوير أدبي راقٍ لذلك المجهول المسمى (حُب).

 

إنه يُعيدنا هنا إلى الوثنية التي لم تعرف الإله الواحد، يعيدنا إلى أساطير الرومان واليونان؛ حيث يُصوَّرُ إله الحب، ويرسمون له الصور، ويدوِّنونه في أدبياتهم، يعيدنا للأسطورة (ولا شك أن الإنسان يسمع الأسطورة ولا يتدين بها)[3].

 

نعم، ليست مجرد كلمات عابرة؛ فهو يؤكدها في أكثرَ من موضع في قصصه التي تدور أغلبها حول موضوع الحب، وقدسيته، وفوقيته على كل شيء حتى الدين!

 

كيف لا، وإله الحب يهبط ليعقد بين قلوب المحبين؟!

 

فأيُّ قدسية أعظم من قدسية الحب الذي تُعاد من أجله الأرواحُ بعد الموت في جثامين آخرين، فقط لكيلا يُحرَم الحبيبان ملذات الحب، ومجد الشبيبة![4].

 

لم يحتلَّ موضوع من الأدب الإنساني بقدر ما احتل الحب.

 

كيف لا يحتل ما احتل، وهو ذلك الشعور الغريب الذي ينفُذ للنفس دون ميعاد، مرةً بجمال ساحر، وأخرى برُوح شفيفة، تأسر روح الحبيب، فتتجاوز كل الحواجز والمعوقات؟!

 

فتجد امرأ القيس قد أذاب الحروف في معلقته صبابةً وحبًّا:

أفاطِمُ مهلاً بعضَ هذا التدلُّل
وإن كنتِ قد أزمَعْتِ صرمي فأجْمِلي
وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَةٌ
فسُلِّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسلِ
أغَرَّكِ مني أنَّ حُبَّكِ قاتِلي
وأنكِ مهما تأمُري القلب يفْعَلِ
ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي
بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقتلِي

 

وترخي أذنيك لسيد قطب إذ يقول:

وإن لا يكن بدٌّ من اللهو فاعبَثي
بألبابنا لا بالطيور الهوائم
وهَبْتُك إحساسي فما شئْتِ فاصنعي
أمينًا لعهدي مخلصًا غيرَ نادم
وقاكِ الجمالُ السمح كلَّ ملامة
وعتبٍ فلا تخشَي مقالة لائم

 

وها هو الرافعي[5] يحدثنا عن الحب: عجبًا للحب! هذه ملكة تعشق فتاها الذي ابتاعه زوجها بثمن بخس، ولكن أين مُلْكها وسطوة ملكها في تصوير الآية الكريمة؟ لم تزد الآية على أن قالت: ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي ﴾ [يوسف: 23] و﴿ الَّتِي ﴾ هذه كلمة تدل على كل امرأة كائنة من كانت، فلم يبقَ على الحب مُلك ولا منزلة، وزالت الملِكَة من الأنثى!

 

وأعجب من هذا كلمة ﴿ وَرَاوَدَتْهُ ﴾ وهي بصيغتها المفردة حكاية طويلة تشير إلى أن هذه المرأة جعلت تعترض يوسف بألوان من أنوثتها، لونًا بعد لون؛ ذاهبة إلى فن، راجعة من فن؛ لأن الكلمة مأخوذة من رَوَدَانِ الإبل في مشيتها؛ تذهب وتجيء في رِفق، وهذا يصور حيرة المرأة العاشقة، واضطرابها في حبها؛ ومحاولتها أن تنفُذ إلى غايتها، كما يصور كبرياء الأنثى؛ إذ تحتال وتترفق في عَرْض ضعفها الطبيعي، كأنما الكبرياء شيء آخر غير طبيعتها؛ فمهما تتهالك على من تحب، وجب أن يكون لهذا "الشيء الآخر" مظهر امتناع، أو مظهر تحيُّر، أو مظهر اضطراب، وإن كانت الطبيعة من وراء ذلك مندفعةً ماضية مصمِّمة.

 

ثم قال: ﴿ عَنْ نَفْسِهِ ﴾ ليدُلَّ على أنها لا تطمع فيه، ولكن في طبيعته البشرية؛ فهي تعرض ما تعرض لهذه الطبيعة وحدها، وكأن الآية مصرِّحة في أدب سام كلَّ السمو، منزَّه غايةَ التنزيه بما معناه: "إن المرأة بذلت كل ما تستطيع في إغرائه وتَصبِّيه، مقبلةً عليه، ومتدللة ومتبذلة، ومنصبَّة من كل جهة، بما في جسمها وجمالها على طبيعته البشرية، وعارضة كل ذلك عرض امرأة خلعت - أول ما خلعت - أمام عينيه ثوب المُلك".

 

ثم قال: ﴿ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ ﴾ [يوسف: 23]، ولم يقل: "أغلقت"، وهذا يُشْعِر أنها لما يئست، ورأت منه محاولة الانصراف، أسرعت في ثورة نفسها مهتاجة، تتخيل القُفل الواحد أقفالاً عدة، وتجري من باب إلى باب، وتضطرب يدُها في الإغلاق، كأنما تحاول سدَّ الأبواب لا إغلاقها فقط.

 

﴿ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ﴾ [يوسف: 23]، ومعناها في هذا الموقف أن اليأس قد دفع بهذه المرأة إلى آخر حدوده، فانتهت إلى حالة من الجنون بفكرتها الشهوانية، ولم تعُد لا مَلِكة ولا امرأة، بل أنوثة حيوانية صِرْفة، متكشِّفة مصرِّحة، كما تكون أنثى الحيوان في أشد اهتياجها وغليانها.

 

هذه ثلاثة أطوار يترقى بعضها من بعض، وفيها طبيعة الأنوثة نازلة من أعلاها إلى أسفلها، فإذا انتهت المرأة إلى نهايتها، ولم يبقَ وراء ذلك شيء تستطيعه أو تعرِضُه، بدأت من ثَمَّ عظمةُ الرجولة السامية المتمكِّنة في معانيها، فقال يوسف: ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 23]، ثم قال: ﴿ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾ [يوسف: 23]، ثم قال: ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23]، وهذه أسمى طريقة إلى تنبيه ضمير المرأة في المرأة؛ إذ كان أساس ضميرها في كل عصر هو اليقين بالله، ومعرفة الجميل، وكراهة الظلم، ولكن هذا التنبيه المترادف ثلاث مرات، لم يكسِرْ من نزوتها، ولم يَفْثَأ تلك الحِدَّة، فإن حبها كان قد انحصر في فكرة واحدة، اجتمعت بكل أسبابها في زمن، في مكان، في رجُل؛ فهي فكرة محتبسة، كأن الأبواب مغلقة عليها أيضًا؛ ولذا بقيت المرأة ثائرةً ثورة نفسها، وهنا يعود الأدب الإلهي السامي إلى تعبيره المعجز فيقول: ﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ﴾ [يوسف: 24]، كأنما يومئ بهذه العبارة إلى أنها ترامت عليه، وتعلَّقت به، والتجأت إلى وسيلتها الأخيرة، وهي لمس الطبيعة بالطبيعة لإلقاء الجمرة في الهشيم!

 

جاءت العاشقة في قضيتها ببرهان الشيطان، يقذف به في آخر محاولته، وهنا يقع ليوسف - عليه السلام - برهان ربِّه، كما وقع لها هي برهانُ شيطانها، فلولا برهان ربه لكان رجلاً من البشر في ضعفِه الطبيعي.

 

لم يُبقِ الحبُّ لامرأة العزيز كِبرًا يدفعها للترفُّع عن مراودة فتى، اشتراه زوجها، ولا ورعًا وخشية لزوجها.

 

حتى بعد أن افتضح أمرها، ما زالت ترى أن ما فعلته كان يجب أن تفعلَه: ﴿ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ * قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف: 31، 32].

 

﴿ رَاوَدْتُهُ ﴾: اعتراف، ﴿ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ ﴾ [يوسف: 32]: إصرارٌ على أن تقضي ما نفَثه الشيطان في رأسها بعد أن أشعل الحبُّ قلبها، وامتد الشرر إلى أعصابها، فما باتت تحتمل!!

 

ويورد الرافعيُّ في حديثه عن الحب كيف وقع ذلك الزاهد الملقَّب بـ: "القس" في هوى جارية حتى تمكَّن منه، وبات أسيرَ رحمته، وكيف كان ذلك الحب، فيترك الجاريةَ تحكي الحبَّ المجنون في حضرة يزيد، فتقول عن حبيبها: ولكني لم أيئَسْ يا أمير المؤمنين، وقد أردتُ أن أظهر امرأةً فلَمْ أُفلح، وعملت أن أظهر شيطانة فانخذلتُ، وجهدت أن يرى طبيعتي فلم يرَني إلا بغير طبيعة، وكلما حاولتُ أن أنزل به عن سكينته ووقاره، رأيتُ في عينيه ما لا يتغيَّرُ كنور النَّجم، وكانت بعض نظراته - والله - كأنها عصا المؤدِّب، وكأنه يرى في جمالي حقيقةً من العبادة، ويرى في جسمي خرافة الصنم، فهو مُقبِل عليَّ جميلة، ولكنه منصرف عني امرأة، لَم أيئَس على كل ذلك يا أمير المؤمنين؛ فإن أولَ الحب يطلب آخره أبدًا إلى أن يموت.

 

كأنه يرى في جمالي حقيقةً من العبادة، ويرى في جسمي خرافة الصنم!!

 

هي هنا تخبرُنا أن الحبَّ حين يقع على الروح، فإنه لا يُعير الجثةَ أيَّ قيمة، هي جثة، وقد تسامى القلبُ عنها إلى الروح التي تحرِّكها، وصوَّرته أروعَ تصوير حين قالت: كأنه يرى في جمالي حقيقة من العبادة!

 

أما جسدُها الذي تفننت في جعله جاذبًا آسِرًا، فما هو بآسرٍ من لا يرى فيه إلا وعاءً للعطر، وأي عطر؟ عطر لا يذهب مع الرياح إن كُسر الإناء ورحَل الحبيب، بل يبقى في القلب محفورًا كآثار الكيِّ مهما تقادم الزمانُ، فنظرة إليه تُحيي الألمَ من جديد.

 

خرافة الصنم!

خرافة الصنم، يحسبه من يعبده نافعًا ضارًّا، وما هو كذلك، يقف بشموخ على الأرض، قد حرص صانعوه أن يكون أكملَ ما يمكن.

 

تُقدَّم إليه القرابين، ويقف الجاهليون يجأرون إليه بالدعاء!

 

وهكذا هو في الحب، حسناء ترى في حُسنِها ما يعبُده الناس، ويتودَّدُون لسَدَنته، ثم يكون أن يأتي من يترفع فلا يحني لهذا الصنم هامَةً، وتثور الحسناء فلم يُغْنِ عنها الصنم شيئًا!

 

لم يدفَعْ هذا المغرور الذي اجتاح قلبها، فلا يلبث أن يتحطم هذا الصنمُ، وتسقط كل أثواب الكبرياء التي تزيَّت بها، وتخر بين يدَيْ مغرورها كما هي مجردُ أنثى لا أكثر!

 

فمنطق الحب يكفُرُ بكل الأصنام.

 

هكذا هو الحب، أحدُ أمرين، يخبرُنا سيد:

مِن جحيمٍ يتلظَّى أو جنان
ومِن الحب، وما صاغت يداه

 

فرق كبيرٌ هنا بين الحب الذي يترفَّعُ عن الجسد، فيسمو بالروح، وبين الحب "الإله" الذي لا يكونُ إلا فاحشًا.

 

ولا يكون الحبُّ إلا حارسًا للرذيلة.

 

يحدِّثنا جبران: وقد وقف بينهما إله الحب باسطًا جناحيه ليحميهما من لوم الناس وتعنيفهم[6].

 

فلا يكون الحب إلا انعكاسًا لتضخم (الذات) عند الإنسان كجنس، ونزعة لتحرره من "الشريعة" التي تضع القيودَ على هذا الحب!

 

هو هنا جولة من جولات المعركة بين الإنسان والله، تساوي صورة من صور الإلحاد، تتغلف بغلاف المشاعر والفِطَر التي فطرها الخالق في نفسه.

 

يبغونه فاحشًا يرتدي أثواب البِغاء، أما الشرفاء فيبغونه عفيفًا طاهرًا قدسيَّ الطِّباع.

 

وبين الرؤيتين يتربَّعُ الحب في عرش البحث والأدب الإنساني، مَن يدرك كُنْهَه؟

 

كيف يتسلَّلُ إلى النفس فيصرعها؟

 

أما مِن سبيل لتفاديها؟

 

درويش يزعم أنه مقهى صغير على شارع الغرباء:

كمقهًى صغيرٍ على شارع الغرباء
هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع
كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ
إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوَّادُه
وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّوا


[1] عرائس المروج ص 43، إحياء التراث العربي، دار العلم والمعرفة.

[2] الأرواح المتمردة ص 55، إحياء التراث العربي، دار العلم والمعرفة.

[3] العقاد، الله: كتاب في نشأة العقيدة الإلهية.

[4] قصة: رماد الأجيال والنار الخالدة من مجموعة عرائس المروج.

[5] مصطفى صادق الرافعي.

[6] وهنا قصة الحب التي يرويها جبران عن امرأة خرقت زواجَها، وانطلقت للفاحشة مع فتى فقير، فصوَّرها الثائرة التي تحطِّم كل التقاليد، فيختم بقوله: ولكن هل يظل الإنسان عبدًا لشرائعه الفاسدة إلى انقضاء الدهر، أم تُحرِّره الأيام ليحيا بالروح وللروح؟

أيبقى الإنسان محدقًا إلى التراب، أم يحوِّل عينيه نحو الشمس؛ كيلا يرى ظلَّ جسده بين الأشواك والجماجم!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • جزيرة الحب
  • أبجدية الحب
  • الحب في حياة المرأة
  • العلاج بالحب
  • الحب موهبة وفن!
  • هل نعرف الحب ؟
  • ذهاب للجحيم ( قصة )
  • أوهام الحب

مختارات من الشبكة

  • كلمات الحب في حياة الحبيب عليه الصلاة والسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحب الشرعي وعيد الحب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما الحب في عيد الحب(مقالة - ملفات خاصة)
  • أردتُ معرفة الحب، فحرمني أبي من الحب(استشارة - الاستشارات)
  • بالحب في الله نتجاوز الأزمات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ويوم ينتهي الحب تطلق النحلة الزهرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • زوجي الحبيب رحيلك يسعدني !(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • "حب بحب" حب الأمة لحاكمها المسلم "مسؤوليات الأمة تجاه الحاكم"(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • اختناق الحب بالحب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من أسباب محبة الله تعالى عبدا ( الحب في الله وحب الأنصار )(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب