• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / من روائع الماضي
علامة باركود

الكأس الأولى

الكأس الأولى
مصطفى لطفي المنفلوطي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/12/2013 ميلادي - 5/2/1435 هجري

الزيارات: 41477

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكأس الأولى


الكتاب: النظرات.

المؤلف: مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي (المتوفى: 1343هـ).

الناشر: دار الآفاق الجديدة.

الطبعة: الطبعة الأولى 1402هـ- 1982م.

عدد الأجزاء: 3.

اختيار: شبكة الألوكة.

 

كان لي صديق أحبُّه وأحبُّ منه سلامةَ قلبه، وصفاء سريرته، وصدقَه، ووفاءه في حالَيْ بُعدِه وقربه، وغضَبه وحِلمه، وسخَطه ورضاه، ففرَّق الدهر بيني وبينه فِراقَ حياة لا فِراق ممات؛ فأنا اليوم أبكيه حيًّا أكثرَ مما كنتُ أبكيه لو كان ميتًا، بل أنا لا أبكي إلا حياتَه، ولا أتمنَّى إلا مماتَه، فهل سمعتَ بأعجبَ مِن هذه الخَلَّة الغريبة في طبائع النفوس؟!

 

علِقت حبالي بحباله حِقبة من الزمان عرفتُه فيها وعرَفني، ثم سلك سبيلاً غير سبيله، فأنكرتُه وأنكرني حتى ما أمرُّ بباله؛ لأن الكأسَ التي علِق بها لم تدَعْ في قلبه فراغًا يسَعُ غيرها وغير العالقين بها، وربما كان يدفَعُني عن مخيَّلته دفعًا إذا تراءيتُ فيها؛ لأنه إذا ذكَرني ذكَر معي تلك الكلمات المُرَّة التي كنتُ ألقاه بها في فاتحة حياته الجديدة، وما كان له وهو يهيمُ في فضاء سعادته التي يتخيلها أن يكدِّرَ على نفسه بمثل هذه الذكرى صفاءَ هذا الخيال، ثم لم أعُدْ أعلَم من أمره بعد ذلك شيئًا جديدًا؛ لأن حياةالمدمنين حياةٌ متشابهة متماثلة، لا فرق بين صُبحِها ومسائها، وأمسِها وغَدِها، ذَهاب إلى الحانات، فشراب، فخُمَارٌ[1]، فنوم، فذَهاب، كالحلقةِ المفرغة لا يُدرَى أين طرفاها، والمنظر المتكرِّرُ لا يلفت النَّظر، ولا يشغَل الذِّهن، حتى إن بعضَ مَن ينام على دورة الرحى يستيقظُ عند سكونها، وكان أَحْرَى أن يوقظَه دورانها!

 

لذلك لم يشغَلْ هذا المسكينُ محلًّا من قلبي إلا بعد أن سكَنَت دورته، وهدأت حركتُه، فلم أعُدْ أراه معربدًا في الحانات، ولا مطرحًا في مدارج الطرق، ولا معتقلاً في أيدي الشُّرط[2]، هنالك سألتُ عنه، فقيل لي: إنه مريضٌ، فلَمْ أعجب من شيء كنت أعُدُّ له الأيامَ والأعوام، كما يعُدُّ الفلَكيُّ الساعاتِ والدقائقَ لكسوف الشمس، واصطدام الكواكب.

 

دخلتُ عليه أعُوده، فلم أجِدْ عنده طبيبًا، ولا عائدًا؛ لأنه فقير، والأطباء يُظهِرون الرحمةَ بالفقراء، ويُبطنون حبَّ الصفراء والبيضاء، والأصدقاء يخافون عدوى المرض وعدوى الفقر، فلا يعُودون المريضَ، ولا يزُورون الفقير.

 

دخلتُ منزلَه فلم أجدِ المنزل ولا صاحبَه؛ لأني لم أجِدْ فيه ذلك الرُّوحَ العالي الذي كان يرفرف بأجنحته في غُرَفِه وقاعاته، ولم أرَ دخان المطبخ، ولم أسمع ضوضاء الخدم، ولا بكاء الأطفال، ولا رنين الأجراس، فكأنني دخلتُ القبر أزُور الميت، لا المنزل أعود الحيَّ.

 

ثم تقدمتُ نحو سرير المريض، فكشف كلتَه البالية عن خيال لم يَبْقَ منه إلا إهابٌ[3] لاصق بعَظْمٍ ناحل، فقلت: أيها الخيالُ الشاخص ببصره إلى السماء، قد كان لي في إهابِكَ هذا صديقٌ محبوب، فهل لك أن تدلَّني عليه، فبعد لَأْيٍ ما[4] حرَّك شفتيه وقال: هل أسمع صوت فلان؟ قلت: نعم، ممَّ تشكو؟ فزفَر زفرة كادت تتساقط لها أضلاعُه وأجاب: أشكو الكأسَ الأولى! قلت: أيَّ كأس تريد؟ قال: أريدُ الكأس التي أدوعتُها مالي وعقلي وصحتي وشرفي، وهأنذا اليوم أودعها حياتي، قلتُ: قد كنتُ نصحتُك ووعظتك، وأنذرتُك بهذا المصير الذي صِرْتَ إليه اليوم، فما أجديت عليك شيئًا، قال: ما كنتَ تعلَمُ حين نصحتَني من غوائل هذا العيش النكد أكثرَ مما كنتُ أعلَمُ، ولكنني كنتُ شربتُ الكأس الأولى، فخرَج الأمر من يدي، كل كأس شربتها جَنَتْها عليَّ الكأسُ الأولى.

 

أما هي فلم يَجْنِها عليَّ غيرُ ضعفي، وقصور عقلي على إدراك خداع الأصدقاء والخلطاء.

 

لم تكن شهوةُ الشراب مركبةً في الإنسان كبقية الشهوات، فيُعذَر في الانقياد إليها، كما يُعذَر في الانقيادِ إلى غيرها من الشهوات الغريزية، فلا سلطانَ لها عليه إلا بعد أن يتناولَ الكأس الأولى، فلِمَ يتناولها؟ يتناولها لأن الخونةَ الكاذبين من خِلاَّنه وعُشَرائه خدَعوه عن نفسه في أمرها؛ ليستكملوا بانضمامه إليهم لذتَهم التي لا تتم إلا بقراعِ الكؤوس، وضوضاء الاجتماع، ولو علمتَ كيف خدَعوه وزيَّنوا له الخروج عن طبعِه ومألوفه، وأيَّ ذريعةٍ تذرعوا بها إلى ذلك، لتحقَّقْتَ أنه أبلهُ إلى النهاية من البلاهة، وضعيفٌ إلى الغاية التي ليس وراءها غاية.

 

أنا ذلك الأبله، وذلك الضعيف، فاسمَعْ كيف خدعني الأصدقاء وزيَّنوا لي ما يزيِّنُه الشيطان للإنسان.


قالوا: إن حياتَك حياة هموم وأكدار، ولا دواءَ لهذه الأدواء إلا الشرابُ، وقالوا: إن الشراب يزيدُ رونق الجسم، ويبعَث نشاطه، وأنه يفتق اللسان، ويعلِّم الإنسانَ البيان، وأنه يشجِّع الجبان، ويبعَث في القلبِ الجرأةَ والإقدام، هذا ما سمعتُه فصدَّقتُه وخُدِعْتُ به، صدقتُ أن في الشراب أربعَ مزايا: السعادة والصحة والفصاحة والإقدام، فوجدتُ فيه أربع رزايا: الفقر والمرض والسُّقوط والجنون.

 

غرَّهم مِن الصحة ذلك اللونُ الأحمر الذي يتركه الشرابُ وراءه في الأعضاء، وهو يتغلغل في الأحشاء، ومِن الفصاحة الهذَرُ والهذيان، وهُجْرُ[5] القول، وبذاءةُ اللسان، ومن الإقدامِ العربدةُ التي لا تسكُن إلا في غرفة السجن، ومن السعادة اللحظاتُ القليلة التي يغشى فيها على عقله الشارب، فيَعمَى عن رؤية ما يُحيطُ به من الأشياء كما هي، فتنعكس في نظرِه الحقائق حتى يتخيَّل الشتمَ طُرفةً[6]، والصَّفع تحية، فيُضحكه من ذلك ما يُضحِك الأطفال والممرورين[7].

 

أيُّ سرور لِمَن يعيش في منزلٍ لا يزور الابتسامُ ثغرًا من ثغور ساكنيه، أيُّ سرور لمن يودِّعه أهلُه كل يوم في صباحه بالحسرات، ويستقبلونه في مسائه بالزفرات، أيُّ سعادة لمن يمشي دائمًا في طريقه متلويًا مُتخلِّجًا[8] يتسرَّب في المنعطفات والأزقَّة، ويعوذ بألواذ[9] الجدُر والأسوار فرارًا من نظرات الجزَّار، وتهكمات العطار، وصرخات الخمَّار.

 

ولقد كنت أرى هؤلاء الأشقياء في فاتحة حياتي التعسةِ، فكان يمرُّ بخاطري ما يمر بخاطر أمثالي: أنهم قتلى الإدمان لا قتلى الشراب، وكنتُ أقدر لنفسي القصد فيه إن قُدِّر لي في أمره شيء، حتى لا أبلُغ مبلغَهم، ولا أنزل منزلتهم، فلما شربتُ أخطأ العدُّ وضاع الحساب، وفسَد التدبير، واختلف التقدير، وغُلِبْتُ على أمري كما يُغلَب على أمرِه كلُّ مخدوع بمثل ما خُدِعتُ به، ولولا الكأس الأولى ما هلكتُ، ولا شكوتُ الذي شكوتُ، ولولاها ما عافني الأصدقاء، ولا زهد فيَّ الأقرباءُ، فكُنْ أنت وحدك صديقَ السراء والضراء.

 

فعاهدتُه على ذلك، ثم ترَكْتُه في حال، تُصمُّ السميعَ وتُعمي البصيرَ، ويُسأَلُ مِن مِثلها العافيةُ.



[1] الخُمار: صُدَاع الشَّراب.

[2] الشُّرط: أعوان الأمير، ومفرده: شُرطي بضم الشين وسكون الرَّاء.

[3] الإهاب: الجِلد.

[4] يقال: فعَله بعد لَأْيٍ؛ أي: بعد إبطاءٍ، وما زائدة.

[5] الهُجْر: الفُحش.

[6] الطُّرفة: المُلْحة المستحسَنة.

[7] المَمْرور الذي هاجت مِرَّتُه، ويطلَق على المجنون.

[8] متخلِّجًا: متثنيًا

[9] لوذ الجبل: جانبه، والجمع: ألواذ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • في غرفة الأحزان
  • الدفين الصغير
  • أدب المناظرة
  • أفسدك قومك!
  • الإنصاف
  • البيان
  • أمس واليوم
  • جدلية الكأس الفارغ نصفها!
  • الكوخ والقصر

مختارات من الشبكة

  • انظر للجزء المملوء من الكأس(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • لفظة "الكأس" في القرآن الكريم وكلام العرب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لا تحملوا الكأس طويلا!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دلالة الكأس في القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عيد غزة وكأس العالم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الفأس والكأس(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الكؤوس الزرقاء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • جنون كأس العالم(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • كؤوسنا والطوافون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • روسيا: كأس مفتي روسيا في اليوم الرياضي الروسي(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- رائعة
امينة - Moroco 22-04-2018 08:50 PM

قصة رائعة..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب